مقتبس : نظرة لينين إلى المسألة الدينية

[القط الملحد]

أنت مثلا تقصد احياء فكرة الوطنية القطرية؟ شخصيا أعتقد أن تقسيم سايكس بيكو في دول المشرق كان ظالما الى حد كبير ..أنا لست معني بفكرة القومية فيما يتعلق بهذه القضية لكن دول مقسمة الى طوائف تكاد تكون متساوية ودول أخرى يغلب عليها الطابع العشائري والقبلي وهو ما يجعل من فكرة الدولة المدنية مستحيلة ..

مع هذا لو أردت أن تتبنى فكرة القومية فالقومية العربية أكثر تجذرا و القوميات القديمة ليس لها فرص للنجاح كما قال ميستيك (أنا أتحدث من ناحية براغماتية صرفة وإلا فأنا ضد الأحزاب القومية العربية وتجاربها ولست معني بفكرة القومية) ..

أنا لا أتكلم عن الحدود السياسية، في القومية أنا أنطلق من فكرة "الإثنية"
ألا ترى مثلا إثنية مشرقية (شامية) وإثنية مصرية وهكذا؟

القومية العربية مجرد شكل معلمن من الإسلام على غرار كون الصهيونية شكلا مخففا من اليهودية
القوميات القطرية ليس معناه الرجوع إلى زمن الفراعنة والفينيقيين، بل معناها أن المصري يعرف نفسه كمصري والسوري يعرف نفسه كسوري وهكذا

والتمايز واضح بينهم وبين العرب الحقيقيين (عرب الجزيرة)
السوريون إلى اليوم يطلقون على بدو سوريا تسمية "عرب"

.لكن فكرة اعادة الثقافة القديمة هي فكرة طوباوية بنسبة 100 % اللغة السريانية هي لغة كنائس وطقوس الآن ولن تجد أحد يرغب في تعلمها لإنها لغة ميتة أو شبه ميتة

لا أدعو إلى إحياء القديم
أدعو لتسمية الأشياء بمسمياتها فقط

مثلا السوريون المعاصرون ليسوا عرب، هم شعب يمثل امتدادا للسريان القدماء وينطق بالعربية، والسريان القدماء يمثلون امتدادا للشعوب الشامية القديمة (بالمناسبة كلها ذات أصل عموّري) التي اندمجت في بوتقة السريان وهكذا.

انظر إلى الاستمرارية التاريخية هنا. هذه الاستمرارية التاريخية تعرّف الشعب، فلا داعي لإلغاء هويته (الحالية) وإلصاقه بشعب آخر مباين له. الشيء الوحيد الذي جعل هذا الإلصاق ممكنا هو النفَس الإسلامي الذي يعتمل في الخلفية، ولولاه لرأيت شعور السوريين بهويتهم كشعور المسيحيين الناطقين بالعربية.

تحياتي

[Hamdan]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عربي

تحياتي،
الدول التي مرت بالتجارب القومية، خاضت حروبا، و نزاعات مدمرة، وعرفت انقلابات وصراعات دموية إلى وقت كتابتي لهذه الأسطر، الكل أراد تقليد عبد الناصر وفشل، أحزاب دموية قمعت الشيوعية وكل طرق التفكير. التجارب القومية ليست فقط فاشلة بل أضرت كثيرا الشعوب، لا أستبعد في كون ما يسمى بالقومية العربية مستوحى من التجارب المقرفة للفاشية و النازية.
دول الخليج على عيوبها الجمة و انتهاكاتها الفجة في القمع و التنكيل بالمعارضين لا تقارن بتلك الجمهوريات من حيث الدخل و البنية التحتية بالرغم من اقتصاد الريع الذي يوحي بفشل على صعيد آخر.

لا أختلف معك في تقييمك للتجارب القومية فهي كانت كارثية بنسبة ١٠٠ بالمئة خصوصا في العراق ..فبعد ثورة ١٩٥٨ ضد نظام رجعي ديني متخلف انقلب حزب البعث على التجربة الوطنية آنذاك وبدأت المذابح والقمع الوحشي الذي طال أولا الشيوعيين العراقيين ..أنا أتحدث بالدرجة الأولى على النظم الملكية في مصر والعراق ..حالة المجتمع المصري كانت مزرية وكان هناك تفاوت مخيف بين المدن والقرى ..فضلا عن مظاهر العبودية التي كان يتعرض لها الفلاحون على يد الأشراف البعض يأتي بصور على مظاهر التحرر وهو لايعلم أن مظاهر التحرر كانت محصورة في بعض المدن الكبرى أما باقي الأماكن الأخرى فقد كانت في حالة مزرية وينتشر فيها الجهل والتخلف والإيمان بالخرافات مع هذا أنا لا أؤيد التجربة الناصرية ..كان هناك ايجابيات في الفترة الناصرية من ناحية توفير السبل لنهوض طبقة وسطى حقيقية وتوزيع الأرض على الفلاحين لكن السلبيات فاقت الإيجابيات من ناحية تأميم الحياة السياسية بعد أن كان هناك أحزاب وتيارات سياسية تتنافس (جزئيا) في العهد الملكي والفضل ليس للملك بل للظروف المعقدة آنذاك..دول الخليج تتصرف بصفاقة بثرواتها النفطية وسيأتي اليوم الذي تنخفض فيه أسعار البترول مما سينعكس سلبا على شعوب تلك الدول

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القط الملحد

أنا لا أتكلم عن الحدود السياسية، في القومية أنا أنطلق من فكرة "الإثنية"
ألا ترى مثلا إثنية مشرقية (شامية) وإثنية مصرية وهكذا؟

القومية العربية مجرد شكل معلمن من الإسلام على غرار كون الصهيونية شكلا مخففا من اليهودية
القوميات القطرية ليس معناه الرجوع إلى زمن الفراعنة والفينيقيين، بل معناها أن المصري يعرف نفسه كمصري والسوري يعرف نفسه كسوري وهكذا

والتمايز واضح بينهم وبين العرب الحقيقيين (عرب الجزيرة)
السوريون إلى اليوم يطلقون على بدو سوريا تسمية "عرب"


لا أدعو إلى إحياء القديم
أدعو لتسمية الأشياء بمسمياتها فقط

مثلا السوريون المعاصرون ليسوا عرب، هم شعب يمثل امتدادا للسريان القدماء وينطق بالعربية، والسريان القدماء يمثلون امتدادا للشعوب الشامية القديمة (بالمناسبة كلها ذات أصل عموّري) التي اندمجت في بوتقة السريان وهكذا.

انظر إلى الاستمرارية التاريخية هنا. هذه الاستمرارية التاريخية تعرّف الشعب، فلا داعي لإلغاء هويته (الحالية) وإلصاقه بشعب آخر مباين له. الشيء الوحيد الذي جعل هذا الإلصاق ممكنا هو النفَس الإسلامي الذي يعتمل في الخلفية، ولولاه لرأيت شعور السوريين بهويتهم كشعور المسيحيين الناطقين بالعربية.

تحياتي

الكلام عن أن هناك اثنية سورية هو كلام نظري ..سوريا تحتوي على إثنيات كثيرة من الأكراد والتركمان والاشوريين والكلدان والعرب الخ..في مصر هناك تجانس أكبر وحركة سعد زغلول في العشرينيات تم تأسيسها على فكرة القومية المصرية لكن الإخوان والنظام الملكي والإحتلال البريطاني منعوا هذه الحركة من التطور وقمعوها مما فتح المجال للعسكر لكي يحكموا سيطرتهم على الدولة..
فكرة الوطنية القطرية موجودة تقريبا في كل الدول العربية بعد انهيار فكرة القومية لكنها مبنية على استمرارية التاريخ العربي الإسلامي من المستحيل أن تشطب فترة ١٤٠٠ سنة من التاريخ وهذه الفترة تسيطر على وجدان ومشاعر الناس أي أن استمراريتك سترتبط بصورة حتمية بالتاريخ العربي والإسلامي ..أنا مع أن تكون هناك دولة تعددية للأعراق والأديان والطوائف وأن تحصل كل إثنية على حقها في تعليم لغتها لكن فكرة اعادة القومية السورية القديمة ذلك سيفتح الباب لصراعات وحروب أهلية مدمرة ..هذه وجهة نظري

[القط الملحد]

أولا أنا لا أريد أن أشطب أي تاريخ، أنا أريد عدم شطب الفترة التي تسبق التاريخ الإسلامي وهي الأطول، وأريد عدم شطب الاختلافات بين الشعوب المسلمة، وأريد عدم شطب كل ما هو غير إسلامي داخل الشعب الواحد

عندما نتكلم عن إثنية شامية فنحن نقصد إثنية شامية ولا نقصد الإثنيات الأخرى الموجودة في حدود الجمهورية السورية

يوجد أكثر من إثنية في حدود الاتحاد الروسي ولكنه لم يمنع من وجود إثنية روسية، أو على الأقل إثنية سلافية إذا أردت توسعة الأمور كثيرا. قارب الأمور من هذه الزاوية.

[فؤاد صباغ]

محاربة الدين لا تتم بالقوة بل بالنقاش والجدل لكن تعتبر الفلسفة الشيوعية ان الدين افيون الشعوب فلذلك تم تدمير اماكن العبادة في الاتحاد السوفياتي الصين والعديد من الدول الشيوعية بل الدول الاشتراكية فصلت الدين عن الدولة لكن الدولة الاشتراكية فشلت لانها قامت على نظام الحزب الواحد والاقتصاد الموجه الذي اثبت فشله في التجربة العالمية باعتراف مفكروا الاشتراكية

[Hamdan]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فؤاد صباغ

محاربة الدين لا تتم بالقوة بل بالنقاش والجدل لكن تعتبر الفلسفة الشيوعية ان الدين افيون الشعوب فلذلك تم تدمير اماكن العبادة في الاتحاد السوفياتي الصين والعديد من الدول الشيوعية بل الدول الاشتراكية فصلت الدين عن الدولة لكن الدولة الاشتراكية فشلت لانها قامت على نظام الحزب الواحد والاقتصاد الموجه الذي اثبت فشله في التجربة العالمية باعتراف مفكروا الاشتراكية

لم يتم تدمير أماكن العبادة كان هناك كنس وكنائس ومساجد ومعابد للبوذيين هذا اولا ..ثانيا نظام الحزب الواحد كان مطبقا تقريبا في معظم دول العالم حتى في الدول التي كانت تدور في الفلك الأمريكي ككوريا الجنوبية وتايوان فضلا عن أندونيسيا (وهذا يرحع للظروف التاريخية آنذاك علما أن تجربة السوفييت الاولى احتوت على أحزاب متعددة ومعادية للبلاشفة بعد الثورة بسنوات قليلة ) اما ديمقراطية امريكا التي يتم شراءها من رجال الأعمال فهي شكل فارغ للديمقراطية حتى ديمقراطية أثينا كانت أكثر فائدة منها..لم يعترف أحد من زعماء أو مفكري الشيوعية بفشل الاقتصاد الموجه أصلا فكرة التناقض بين الاقتصاد الموجه واقتصاد السوق هي فكرة موهومة معظم الدول تخطط وتستخدم أدوات السوق في اقتصاداتها ..بل أن جميع الدول المتقدمة خططت اقتصاداتها أولا وبعدها أدخلت آليات السوق..

[Hamdan]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القط الملحد

أولا أنا لا أريد أن أشطب أي تاريخ، أنا أريد عدم شطب الفترة التي تسبق التاريخ الإسلامي وهي الأطول، وأريد عدم شطب الاختلافات بين الشعوب المسلمة، وأريد عدم كل ما هو غير إسلامي داخل الشعب الواحد

عندما نتكلم عن إثنية شامية فنحن نقصد إثنية شامية ولا نقصد الإثنيات الأخرى الموجودة في حدود الجمهورية السورية

يوجد أكثر من إثنية في حدود الاتحاد الروسي ولكنه لم يمنع من وجود إثنية روسية، أو على الأقل إثنية سلافية إذا أردت توسعة الأمور كثيرا. قارب الأمور من هذه الزاوية.

المشكلة هو في تحديد ماهية الإثنية الشامية ؟ إن كان لها أي وجود فعلي..
أعتقد أن ما تنادي به متوفر الى حد ما في سوريا ..فتسمية سوريا بحد ذاتها ترجعك الى تاريخ ماقبل الإسلام..

[mystic]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القط الملحد

أولا أنا لا أريد أن أشطب أي تاريخ، أنا أريد عدم شطب الفترة التي تسبق التاريخ الإسلامي وهي الأطول، وأريد عدم شطب الاختلافات بين الشعوب المسلمة، وأريد عدم شطب كل ما هو غير إسلامي داخل الشعب الواحد

عندما نتكلم عن إثنية شامية فنحن نقصد إثنية شامية ولا نقصد الإثنيات الأخرى الموجودة في حدود الجمهورية السورية

يوجد أكثر من إثنية في حدود الاتحاد الروسي ولكنه لم يمنع من وجود إثنية روسية، أو على الأقل إثنية سلافية إذا أردت توسعة الأمور كثيرا. قارب الأمور من هذه الزاوية.

كان لي صديق قومي سوري من دعاة فكر أنطون سعادة , أعارني وقتها كتابين : نشوء الأمم , العقيدة السورية القومية الاجتماعية ... ربما تجد في طرحه عن سوراقيا ( الهلال الخصيب و نجمته قبرص ) ما تبحث عنه ...

[Hamdan]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mystic

كان لي صديق قومي سوري من دعاة فكر أنطون سعادة , أعارني وقتها كتابين : نشوء الأمم , العقيدة السورية القومية الاجتماعية ... ربما تجد في طرحه عن سوراقيا ( الهلال الخصيب و نجمته قبرص ) ما تبحث عنه ...

تحياتي ..

ربما يكون في نظرة سعادة شيء من الخيال ..لكن شخصيا أعتقد أن هذا الحل الأمثل (ربما) لدول المشرق المنهارة والدول الصغيرة (كلبنان والأردن) الى حد ما (أتحدث من ناحية براغماتية)

[القط الملحد]

أنا لو الأمر علي أقترح لدول الهلال الخصيب وحدة فيدرالية تشبه النمط الروسي
ويا حبذا لو يُضم إليها مناطق كردستان كلها
لأن هذه الشعوب متداخلة ديموغرافيا، وفوق ذلك كل منها لديه مصلحة جيوسياسية معينة عند الآخر بحيث لا يمكن التوفيق إلا بهذه الطريقة

[القط الملحد]

أما الهوية الإثنية فهي شيء آخر، لا أوافق أطروحة سعادة التذويبية