![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
زائر
|
لاحظت في الآونة الأخيرة أن عددا من الزملاء المسلمين يطرحون الفرضيات الممكنة بخصوص كيف وجد الوجود بداية , ولأنهم مغرمون بفرضية معينة من بين تلك الفرضيات (أي فرضية أن للكون موجد عاقل) , يكون طرحهم للفرضيات الأخرى طرحا منهجيا لا غير , ويتم تصفيتها بطريقة بشعة على الطريقة الفاست-فودية في سطر أو سطرين
والحال أن تلك الفرضيات تستحق أن ينظر الى كل واحدة منها بشكل جدي ومنحها من الوقت والتفكير ما تستحقه كفرضية للوجود ولهذا سأشرع في هذا القسم الفلسفي (وهو القسم المناسب لهذه النقاشات , لا القسم الاسلامي) في سلسلة تتناول كل فرضية على حدة , لا على الطريقة الفاست-فودية , بل لكل فرضية موضوع مفصل خاص بها , يحمل تأملات وملاحظات وأول موضوع في هذه السلسلة التأملية هو يخصوص السؤال التالي : هل يمكن أن يوجد شيء من لاشيء ؟ ينتابني ارتباك واضح أمام هذا السؤال , ويبدو لي أنه سؤال يفترض مسبقا صحة مجموعة من الفرضيات التي ما أنزل الله بها من سلطان . فهذا السؤال , أيها الزملاء , يفترض أولا وقبل كل شيء , أن اللاشيء (أو العدم) موجود , ويفترض أيضا أننا نعرف معنى الشيء واللاشيء. وانه لمن المثير للغرابة والامتعاض أن يتسلق بعض الزملاء الى الاجابة عن السؤال دون أن يعيروا اهتماما لهذه الاشكاليات. فاذا كنا لا نعرف أصلا معنى الشيء واللاشيء فكيف سنجيب عن السؤال ؟ واذا كان العدم أصلا مستحيل الوجود فلماذا سنتكبد عناء التفكير والاجابة واضحة آن ذاك وهي "لا يمكن". فهل يمكن أن يوجد العدم كي يوجد منه أو فيه الشيء ؟ العدم المنطقي : العدم بوصفه لاشيء مطلقا : وجود هذا العدم يبدو متناقضا بلا أي جهد فكري , فهو كالقول بلون أبيض أسود أو بمربع دائري ذلك أن الوجود هو عين ضد هذا العدم هذا العدم لا يمكن أن يكون موجودا ولا يمكن أن يكون قد وجد يوما واذا كان المقصود باللاشيء في السؤال هو هذا اللاشيء , أي اللاشيء مطلقا كما يمدنا به الذهن التجريدي المنطقي , فان الاجابة عن السؤال مباشرة هي : "لا يمكن". ويمكن في نفس الوقت أن نجيب على السؤال الآخر :"هل يمكن أن يكون هنالك من أوجد شيئا من لاشيء " أيضا بنفس الجواب : "لا يمكن" , لأن العدم لم ولن يوجد . العدم الفيزيائي : العدم بوصفه غيابا للمادة : هذا العدم لم يتحقق مخبريا الا بشكل نسبي , فأجود التجارب-على حد علمي- التي استعملت فيها أجود المعدات وصلت الى ما يسمى ب "العدم القصوي" l'ultra-vide حيث يبقى عدد من جزيئات الهواء داخل القنينة لا يمكن استخراجها , لكن على الأقل , بالنسبة لهذا النوع من العدم (أي وسط فارغ من المادة) , يمكن تصور امكانية الوجود , مع تطور الآلات المخبرية . ذلك أنه لا شيء يمنع منطقيا من افراغ غرفتي من كل الجزيئات التي تحويها للحصول على غرفة تضم العدم بين جدرانها. ولنفترض أن هذا حصل في سنة ما من المستقبل , ماذا سيوجد داخل الغرفة ؟؟ هل هو لاشيء , اللاشيء المنطقي ؟ مستحيل أن يقال ذلك , لأنه وكما رأينا اللاشيء المنطقي مستحيل الوجود. فماذا يوجد داخل الغرفة التي خلت من كل مادة ؟ لا شك وأن هنالك شيئا , وذلك بديهي , ولأننا نقول "داخل الغرفة". ما الذي يوجد ؟ انه المكان المحض , أو لنقل الفراغ , وليس العدم. هنا , وفي هذه الحالة فقط يصير السؤال مشروعا , بعد التعديل : هل يمكن أن يوجد شيء من فراغ (وليس من لاشيء) ؟ عدم من طبيعة أخرى : قد يكون المقصود بالعدم لا العدم المنطقي ولا العدم الفيزيائي , وانما عدم من نوع آخر.المهم هو أنه , لكي يكون للسؤال معنى , ينبغي أن يكون هذا العدم يحتوي على شيء ما موجود , أن لا يكون عدما محضا , بحيث يصح أن يقال عن ذلك العدم أنه موجود , كما رأينا في الحالة السابقة. الآن , يمكننا أن نقول أن العدم الذي يمكن أن نتناوله في السؤال وجود بكيفية أو بأخرى,"عدم موجود" , ليس بالضرورة هو العدم الفيزيائي. ويصبح السؤال هو : "هل يمكن أن يوجد شيء من عدم يضم شيئا ؟" وهنا يبدو أن السؤال فقد تلك الهالة الغامضة التي منحت له بداية , ويتضح أن الجواب ببساطة هو : "نعم يمكن". ذلك أن الاطار(العدم الذي عرفناه مؤخرا بالأحمر) الذي سيوجد فيه ذلك الشيء يضم أصلا شيئا أو أشياء , فكأن المسألة رجعت في الأخير الى مسألة وجود شيء من شيء أو أشياء. وبموازاة مع ذلك سنجيب أيضا على السؤال : "هل يمكن أن توجد ذات عاقلة شيئا من ذلك العدم الذي يضم أصلا شيئا أو أشياء " بالاجابة : نعم , ممكن . لأن عمله لا يعدو أن يكون كعمل نجار يصنع طاولة من الخشب والمسامير والمطرقة المتوفرة أمامه (على سبيل المثال). أظن أنه هكذا ينبغي تناول مثل هذه الأسئلة الفلسفية , أولا بتوضيح المفاهيم المستعملة فيها والتي يتمحور حولها السؤال , وبعد توضيح المفاهيم وتثبيتها تصعد الاجابات نحو الأفق بشكل تلقائي وبدون حاجة الى تفكير جهيد , وهذه منهجية تناول كل الأسئلة الفلسفية , ويعرفها كل من درس الفلسفة في الصف الثانوي . أما الارتماء في الأجوبة هكذا دون اعارة أي اهتمام للمفاهيم المستعملة في السؤال , فهو سلوك بعيد كل البعد عن الفلسفة ومنهجها . |
|
|
|
رقم الموضوع : [2] |
|
عضو برونزي
![]() |
السؤال الأول : هل يمكن وجود شيء من لاشيء ؟!
الجواب : لا يمكن ! السؤال الثاني : هل يمكن وجود شيء لا من شيء ؟! الجواب : نعم يمكن ! السؤال الثالث : مالفرق بين السؤال الأول و السؤال الثاني ؟! الجواب : السؤال الأول يفترض وجود اللاشيء ، و هذا محال عقلي ! بينما السؤال الثاني يتحدث عن محض وجود الشيء دون أن يكون وجوده ناتج من تحول شيء آخر ، و هذا ممكن عقلا ! |
|
|
|
رقم الموضوع : [3] | |
|
زائر
|
اقتباس:
واعذر ضعف حيلتي و قصر نظرتي فانني فكرت و فكرت فما ظفرت بفحوى و غاية ما رسمت ![]() |
|
|
|
|
رقم الموضوع : [4] | |
|
الباحِثّين
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
اقتباس:
استخدام تعبير(عدم موجود) غير مقبول من الناحية العلمية، الا في حال اعتبرنا العدم كما تفضلت، بأنه عدم ضمن حيز ما. اما مسألة الخلق من عدم فهي غير واردة إلا اذا وجد حيز (فراغ أو مكان) سيحتوي ما سيتم خلقه، وجود هذا الحيز يعني وجود حدود مادية بالمطلق، ودون ذلك، أين سيضع الخالق الأشياء التي خلقها؟؟ اذن، لا بد من الانطلاق من مفهوم الحيز المادي قبل مسألة الخلق من العدم. حتى فرضية وجود الله تنسف مفهوم العدم، فبغض النظر عن طبيعته اللامادية واللاطاقية التي يتحدث بها المؤمنون، فهو موجود، اذن بالفرضية الدينية العدم مفهوم ساقط. لذا فإن أصل الكون مسألة معقدة، أكثر بكثير من مفهوم الله عند المؤمنين أو مفهوم أصل الكون عند الملحدين. وحتى محاولة افراغ شيء(قارورة مثلا) للوصول به الى مرحلة العدم المطلق، سيؤدي الى انكماش القارورة وانضغاط المادة الى بعضها والتصاقها، وبالتالي نعود لفرضية ال big bang. لذا نعود لما تفضلت بذكره، وهو أن هذه الفرضيات لا يمكن إنهاؤها بالطريقة (الفاست فودية) ولا بد من البحث طويلا والتفكير بكل حرف من الفرضيات القائمة تحياتي..... |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [5] | ||
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
اقتباس:
اقتباس:
واتمنى التوفيق في سلسلتك |
||
|
|
|
رقم الموضوع : [6] |
|
عضو برونزي
![]() |
حاول مرة أخرى ، و فكر مليا فقد تفهم بعد حين !
|
|
|
|
رقم الموضوع : [7] | ||
|
زائر
|
اقتباس:
اقتباس:
![]() كل ما ذكرته يصب في واقعنا عزيزي ساحر لكن المؤمن وخاصه المسلم يزعم انه معه الحقيقه وحينما ينحصر يرمي دينه ويتبرأ من الحديث والقرآن ويؤلف معاني وتفاسير مضحكه هذا ما رأيته في معظم الحوارات لا أظن يا صديقي انهم سيوافقون على هذه المبادىء الجميلة التي طرحتها الصادمة لعلوم دينهم تحياتي |
||
|
|
|
رقم الموضوع : [8] | |
|
الباحِثّين
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
أحسنت يا ساحر
![]() لي ملاحظة فيما يخصّ العدم المنطقيّ : اقتباس:
إذا اعتمدنا على ذلك التّعريف يصبح الوجود واجبًا وانتهى الأمر. وذلك بالتّحديد ما اعتمدت عليه في مداخلتي هذه. تحيّاتي للجميع ![]() |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [9] |
|
زائر
|
{ مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا } (سورة الكهف 51)
هذه الآية تحل الإشكال ولذلك قال هوكينج اسألونا ما بعد الانفجار العظيم اما قبله فاسألوا الفلاسفة لانه عالم يتعامل بالتجارب العملية ويقول ماذا حدث قبل الانفجار العظيم وكيف جاءت النقطة ومن وضع قوانين الطبيعة ليس اختصاص العلم نعود لاصل الموضوع أسهل معادلة لفهم معنى كلمة عدم هي العدم = لان عند المعتزلة متى ما عرفت الشي فهو ليس بعدم الان هل الكون جاء من العدم المؤمنون يقولون نعم علماء الفيزياء الملاحدة يقولون نعم لكن لكي يخرج علماء الملاحدة من القاعدة العقلية ان لكل موجود موجد افترضوا العدم الفيزيائي وهو وجود جزيئات افتراضية وهنا ناقضوا انفسهم حيث عرفوا العدم انه شي لذلك في المناظرة بين دوكينز والقسيس الاسترالي ضحك القسيس على دوكينز لانه اراد تعريف العدم مشكلة بعض الملحدين هي انه يقول المسلم يقول كان الله ولم يكن معه شي ثم خلق الله الشي فهل اقتطع الشي من ذاته ام كيف اجبناه ان الله خلق الشي خارج ذاته المقدسة سوف يقول لك الشي هو المكان والزمان فمن اين جاءت هذه المساحة نقول لك لا نعلم ولا يمكنك ان تعلم فان كان العلم توقف ما قبل الانفجار العظيم كذلك الفلسفة تتوقف هنا لكن يبقى الاصل قائم وهو لكل موجود موجد وان الوجود نهايتة الى وجود موجد واجب الوجود هذه القاعدة لا يمكن ان نهدما لاننا لا نعرف كيف خلق الله الشي فالله لم يشهدنا على ذلك والعلم لا يمكنه معرفة ذلك |
|
|
|
رقم الموضوع : [10] |
|
عضو جميل
![]() |
مداخلة بسيطة
نحن نعرف ان الكون يتوسع ...و لكن يتوسع اين ؟ هل يتوسع في العدم ؟ لو وصلنا الى حافة الكون و سرنا معه بنفس سرعته ماذا يمكن ان نطلق على ما بعد هذه الحافة و هو بين قوسين شيئ لا يوجد به زمان و لا مكان و لا فوتونات و لا حقول كمية ....الخ هذا اللا الشيئ الغير معرف بعد قليل سيصبح شيء به مكان و زمان و فوتونات و حقول كمية ..الخ |
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| يمكن, يوجد, شيء |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| تقززت ولأبعد درجة، فلا يوجد شيء يبرر هذا الشيء | مهند السعداوي | حول الإيمان والفكر الحُر ☮ | 9 | 08-19-2017 06:42 AM |
| الإسلام سجن | سامي عوض الذيب | العقيدة الاسلامية ☪ | 0 | 11-20-2015 01:52 PM |
| لماذا يوجد شيء بدل اللاشيء؟ | ahmed ali | حول الحِوارات الفلسفية ✎ | 5 | 06-23-2015 04:04 AM |
| الإله الوهمي (الله) لا يضره شيء ولكن يضره شيء!! | السيد مطرقة11 | الأرشيف | 0 | 09-07-2013 06:37 AM |
| الإله الوهمي (الله) لا يضره شيء ولكن يضره شيء!! | السيد مطرقة11 | الأرشيف | 0 | 09-07-2013 06:24 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond