في ظلمة الجهل، أين أجد الماء

[اللا أدري]

كما لو أنني في وسط صحراء قاحلة !! في عتمة الليل المظلم .. امضي ولا أعرف ما إذا كنت قادمًا أم مغادرًا .. لست وحدي هاهنا فمن كل حدب وصوب اسمع أصواتا تناديني .. كل منها يدعي أن الطريق يبدأ من حيث هو يمضي! فهنا طريق الإسلام وهذا طريق الهندوسية وهذا طريق النصرانية وهذا طريق الإلحاد وهذا وهذا وهذا .. ألف طريق وطريق نحو الواحة الخضراء التي تحيط ببحيرة المياة العذبة والتي تدعي تلك الاصوات وجودها بمسمى النعيم!! ويحذرونني أنني ان مضيت في غير ذلك فلن اجد الا أودية تملأها الأفاعي ورائحة الموت!!!

أنظر من حولي فلا أجد سوا ظلام جهلي .. فامضي مستخدما ضوءا خافتا بيدي (ضوء التبصر والتعلم) باحثا عن مايدل على مصداقية هذا وذاك ومستقصيا الحقيقة بنفسي .. فلست أحمقًا لأتخذ قراري بناءًا على ثقة اعطيها لتلك الأصوات كما يفعل الجهلاء اللذين يتبعون بثقة عمياء عيون الجهل المسماة ب "علماء" الأديان!! فهذا شيخ يبرر دينه أمام تكذيب العلم بل ويجعل من التكذيب معجزة يصدقها العاطفيون وهذا يكذب بمعجزة اختلقها وهؤلاء يبكون لقصة عصى فور اللذي اصبح عصفورا !!! فأنظر اليهم أقول: هل حقا ستتبعون مالا تعلمون وتلومون اخرين في طرق اخرى اتبعوا مالا يعلمون .. فما الفرق بينكم وبينهم وقد فعلوا مافعلتم؟

نظرت للسماء بعمق وأنا أبكي قائلًا: الهي إن كنت موجودا فأرني الطريق وأوصلني له .. لا شيء أجابني حتى الآن .. ولازلت اتسائل عن سبب الوجود لأعرف غاية الوجود .. الكثير منا توقف لإدراكه أن عمره لا يسع لأن يتعلم كل هذا العلم ليدرك غايته .. فصنع غايته لنفسه وقرر أنه لا يحتاج للإله فمضى في طريق معزول في تلك الصحراء القاحلة .. اعود فأسأل من جديد: يا إله لم رميتنا في الصحراء وعتمت علينا الظلام لتعاقبنا إذا لم نجدك !! .. أمضي في تلك الصحراء نحو غاية رسمتها لنفسي إلا أنني ومع انني في ذلك الطريق أمضي لازلت أتسائل: أين هو الماء؟

[الكمنجة]

الماء هو حولنا ،فقط الغشاوة الدينية تحاول الانسدال لتعمينا عنه.
الماء هو الحياة، وهو حب النور.

كم نحن بحاجة الى من يرفض الاجابة !
نعم الأسئلة كثيرة والاجابات أكثر منها , لكن الصامتين عملة نادرة , وكانوا كذلك على الدوام
ينبغي أن نصل الى زمن تصير فيه عقوبة الاجابة عن سؤال هي الاعدام , مهما تكن تلك الاجابة
الزميل اللاأدري
أوافقك الرأي في أن كل الاجابات المتوفرة في هذه الساعة ليست هي الحل
حيادية الفكر وحدها التي تبعده عن التحزب والتخندق
أين الماء ؟
لا أظن أن هنالك عينا واحدة معينة في مكان ما , أو واحة موجودة في منطقة ما من هذا الوجود
وبهذا المعنى فالماء غير موجود
الموجود هو قطرة هنا وقطرة هناك وقطرة أخرى بعيدة عن هنا وهناك , قطرة عند الهندوسي , وقطرة عند الملحد , وقطرة عند المسلم , وقطرة عند المسيحي ,....الخ وقطرة في الفن , وقطرة في العلم , وقطرة في الميثولوجيا , ......
وعندما ستجمع كل هذه القطرات ربما ستحصل على الماء

[اللا أدري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكمنجة

الماء هو حولنا ،فقط الغشاوة الدينية تحاول الانسدال لتعمينا عنه.
الماء هو الحياة، وهو حب النور.

الماء هو حولنا .. هل هذه حقيقة أم مجرد ايمان منك لا أكثر؟

وهل الغشاوة الدينية لما علمنا من الاديان (ومع اننا لا نعلم كل شيء فيها) هي كلها تمنعنا عن معرفة الحقيقة .. ام انه من الممكن ان نجد دينا لم نعهد به او نعرفه او مررنا به من غير علم كاف يثبت واحته التي يمضي باتجاهها .. ان ايا من احتمالات حلول لتلك الاسئلة التي نجهلها قد يغير قناعاتنا في الاشياء وان مرور انسان ليفترض انه لا اجابة لتلك الاسئلة هو استعجال غير مبرر .. فكثير هم متبعي الاديان اللذي ابتعدوا عن التساؤل وافترضوا الاجابات ووصلوا الى القناعة بدينهم .. ولذلك لايصح مني ومنك ان نفترض فنحن باحثون عن الحقيقة ولسنا مثلهم نفترض ان الحقيقة معنا واننا نعلم وغيرنا لا يعلم !!

[اللا أدري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساحر القرن الأخير

كم نحن بحاجة الى من يرفض الاجابة !
نعم الأسئلة كثيرة والاجابات أكثر منها , لكن الصامتين عملة نادرة , وكانوا كذلك على الدوام
ينبغي أن نصل الى زمن تصير فيه عقوبة الاجابة عن سؤال هي الاعدام , مهما تكن تلك الاجابة
الزميل اللاأدري
أوافقك الرأي في أن كل الاجابات المتوفرة في هذه الساعة ليست هي الحل
حيادية الفكر وحدها التي تبعده عن التحزب والتخندق
أين الماء ؟
لا أظن أن هنالك عينا واحدة معينة في مكان ما , أو واحة موجودة في منطقة ما من هذا الوجود
وبهذا المعنى فالماء غير موجود
الموجود هو قطرة هنا وقطرة هناك وقطرة أخرى بعيدة عن هنا وهناك , قطرة عند الهندوسي , وقطرة عند الملحد , وقطرة عند المسلم , وقطرة عند المسيحي ,....الخ وقطرة في الفن , وقطرة في العلم , وقطرة في الميثولوجيا , ......
وعندما ستجمع كل هذه القطرات ربما ستحصل على الماء

اتفق معك في بادئ كلامك .. التساؤل أمر مهم والبحث عن الاجابة امر رائع .. ولكن هل جميع التساؤلات في هذه اللحظة لا يمكن الاجابة عنها؟ اشك في ذلك فهناك احتمالا بوجود الاجابة وهذا يجعل منه ايمانا لا أكثر ..

ولذلك عندما قلت "لا أظن أن هنالك عينا واحدة" (والمقصود بالعين هنا هي الحقيقة الواحدة المطلقة) فانت هنا "تظن انه لا يوجد" .. بمعنى انك تمضي نحوا افتراض لا أكثر

عقولنا البشرية تفترض الكثير من الاشياء فنحن نفترض باننا نعلم او على الاقل نعلم "بما فيه الكفاية" والحقيقة اننا لا نعلم وكثير منا لا يعرف بما فيه الكفاية الا اذا وصل لحال اليقين .. واكثرنا يخفي خلف قناعاته شكوكا ملأها بكذب من الظنون والافتراضات لتغطي تلك العيوب ولنرتاح ولا نبحث لأن البحث والتفكر متعب والانسان يريد راحته .. الحقيقة مؤلمة لأنها تكذب افتراضاتنا وتجعلنا نشعر بأننا جهلاء ..

الحقيقة هي أننا لا نعلم ولا نعلم كفاية الا اذا وصلنا لليقين .. واليقين يتطلب الكثير من الوقت في البحث والقراءة .. ولن نصل لليقين في كل شيء ولكننا علينا ان نحاول ان نصل لليقين فيما هو الأهم من أولوياتنا .. ولمعرفة الاولويات عليك أن تدرك ذاتك وتتيقن من ترتيب اولوياتك لنفسك وقد فعلت ذلك لنفسي وهو ماجعلني ادرك ان أهم شيء بالنسبة لي هو سبب الوجود لماذا انا هنا وغاية الوجود .. وادركت انني كنت افترض انني اعلم فيه لانني وثقت بعلمائي ومجتمعي ولذلك افترضت ان الايمان بالاسلام هو الحقيقة! .. وبعد ان ادركت ذلك اصبحت لا أدريا وقررت ان افكر بحرية واتعلم واقرر بناء على الحقيقة لا على اتباع الاخرين واخترت ان ابحث في هذه الاسئلة لأنها تمثل أهم شيء للانسان واعلى الهرم في ترتيب الاولويات بالنسبة لي لانه يتعلق بي انا وبوجودي .. ولازلت الى الان لا اجد مايثبت الاسلام ولا اجد ماينكره ولكنني اقرأ محاولا الوصول لنتيجة عادلة حيادية توضح الحقيقة .. بمعنى اني محايد في الاسلام وفي كثير من الديانات .. ولكنه يبدوا لي كأن بحثي يوصلني الى انكار الاسلام .. فانا متوقف عند نقطة الاعجاز اللغوي في القران ولازلت اقرأ لفهم اللغة لفهم وجه الاعجاز اللذي يذكرونه بعد أن ادركت ان الاعجاز العلمي هو خلطة بشرية هنا وهناك فهذا يدعي بالاعجاز وهذا يبطل كلامه ويعود الأول ويبرر وتستمر سلسلة التبرير بين ذا وذاك المبنية على الانحياز لديهما لا الحياد لمعرفة الحق .. ان لم اجد وجه الاعجاز اللغوي على الاطلاق فسوف اترك البحث عن الاسلام لعدم وجود اي شيء يربطه بالهه .. فانا الان اتسائل عن الدليل المطلق اللذي لاتتدخل به الافتراضات البشرية وهو الاعجاز اللغوي في القران وهذا يتطلب مني فهم للنحو والصرف والبلاغة وقراءات في هذا المجال فان وجدت ذلك الدليل بنفسي علمت حقيقة هذا الدين ووصلت لليقين بخصوصه وان لم اجد تركته وبحثت في غيره وامامي وقت وقد اصل لنتيجة يوما ما انني لا أعلم ولا يمكنني ان اعلم نتيجة لكثرة المعلومات وكثرة المصادر بين الاديان وهذا مااتوقع ان يسير اليه بحثي!

عقولنا البشرية تفترض الكثير من الاشياء فنحن نفترض باننا نعلم او على الاقل نعلم "بما فيه الكفاية" والحقيقة اننا لا نعلم

اذا كان قصدك من هذا الكلام أننا لا نعرف شيئا على الاطلاق
فانه قول مناقض لنفسه لأنك تعرف على الأقل أنك لا تعرف شيئا
صحيح أنني عندما قلت لك بأنه لا توجد عين واحدة , كان هذا محض افتراض أو حدس
ولكنه يتعزز يوما بعد يوم كلما وسع الانسان من مداركه ومن مجالات معرفته يدرك أنه أمام لعبة puzzles التي لن تتضح الصورة النهائية لها الا باجتماع كل القطع من هنا وهناك
تحياتي

[الكمنجة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اللا أدري

الماء هو حولنا .. هل هذه حقيقة أم مجرد ايمان منك لا أكثر؟

وهل الغشاوة الدينية لما علمنا من الاديان (ومع اننا لا نعلم كل شيء فيها) هي كلها تمنعنا عن معرفة الحقيقة .. ام انه من الممكن ان نجد دينا لم نعهد به او نعرفه او مررنا به من غير علم كاف يثبت واحته التي يمضي باتجاهها .. ان ايا من احتمالات حلول لتلك الاسئلة التي نجهلها قد يغير قناعاتنا في الاشياء وان مرور انسان ليفترض انه لا اجابة لتلك الاسئلة هو استعجال غير مبرر .. فكثير هم متبعي الاديان اللذي ابتعدوا عن التساؤل وافترضوا الاجابات ووصلوا الى القناعة بدينهم .. ولذلك لايصح مني ومنك ان نفترض فنحن باحثون عن الحقيقة ولسنا مثلهم نفترض ان الحقيقة معنا واننا نعلم وغيرنا لا يعلم !!

وهل توجد حقيقة واحدة ؟ ام ان هناك نسخا عديدة للحقبقة الواحدة ام ان هناك بحر من الحقائق ؟،

[اللا أدري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساحر القرن الأخير

عقولنا البشرية تفترض الكثير من الاشياء فنحن نفترض باننا نعلم او على الاقل نعلم "بما فيه الكفاية" والحقيقة اننا لا نعلم

اذا كان قصدك من هذا الكلام أننا لا نعرف شيئا على الاطلاق
فانه قول مناقض لنفسه لأنك تعرف على الأقل أنك لا تعرف شيئا
صحيح أنني عندما قلت لك بأنه لا توجد عين واحدة , كان هذا محض افتراض أو حدس
ولكنه يتعزز يوما بعد يوم كلما وسع الانسان من مداركه ومن مجالات معرفته يدرك أنه أمام لعبة puzzles التي لن تتضح الصورة النهائية لها الا باجتماع كل القطع من هنا وهناك
تحياتي

لا ياصديقي فأنا اقصد اننا نفترض كثيرا اننا نعلم لنقرر .. نحن بالتأكيد نعلم اشياء كثيرة ولكننا لانعلم بما فيه الكفاية فجهلنا اكبر من علمنا لنقرر ونفترض ..

أنا أرى انه اذا قمت باتخاذ قرار او افتراض فإن العواطف ستلعب دورا لتعزيز هذا الافتراض فستقرأ فقط فيما يعزز هذا الافتراض (انحياز) فيزيد بذلك يقينك للافتراض في ظل جهلك بالرأي الاخر .. ولكن مالم نفترض في بادئ الأمر فسيكون تعلمنا متوازي بين الرأي الأول والثاني (حياد) واذا ماتعلمنا بشكل محايد بشكل عميق عندها يمكن اتخاذ القرار بقبول فكرة او رفضها .. في الحقيقة في بعض الاشياء يمكننا كبشر الوصول لليقين التام وبعض الأمور يستحيل الوصول فيها لليقين التام .. وفي حال أن الموضوع اللذي ندرسه من طينة هذه المواضيع التي لا يمكن الوصول فيها الى يقين تام، فعلينا ان نعمل جاهدين في اكتساب المعلومات بحيادية تامة حتى اذا ماادركنا انه كل شيء يتجه باتجاه القبول للفكرة او رفها فهنا نضطر لاصدار حكم بخصوصه لما يغلب عليه الظن ولكن بناءا على دراسة متعمقة صحيحة .. فمثلا انا في دراستي للاسلام كل شيء يشير الى انكاره وبقي اخر تساؤل لدي وهو لغة القرآن اذا مااتجه هذا التساؤل الى الرفض فلن ابحث في الاسلام بعد ذلك فامامي الكثير لأقرأه في الديانات الاخرى ..

[اللا أدري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكمنجة

وهل توجد حقيقة واحدة ؟ ام ان هناك نسخا عديدة للحقبقة الواحدة ام ان هناك بحر من الحقائق ؟،

الحقائق هي احتمالات فهناك دائما احتمال الحقيقة الواحدة او اكثر من احتمال خصوصا عندما نتكلم عن أمر حدث في بداية الكون قبل ان يخلق كل شيء! بمعنى بداية الوقت نفسه فنحن نتكلم عن احتمال وجود اله .. فلسفتك الشخصية في امكانية تعدي الأمر ليكون اكثر من اله او اكثر من سبب (وليس شرط اله) هو مايجعل هناك امكانية لاكثر من احتمال .. فالمسألة مسألة فلسفية وادراك هذا الأمر الفلسفي ضروري لمعرفة مااذا كان هناك مسبب واحد او اكثر وهذه الفلسفة بحد ذاته لابد لها من ان تدرس وتطور للتحقق من انك تمضي في المسار الصحيح .. بالنسبة لي فلسفتي وقراءتي في الفلسفة وبحثي المستمر جعلني انظر الى انه هناك احتمال واحد (ليس بالضرورة اله) فهناك مسبب واحد بالنسبة لي ..

اتمنى يكون كلامي مفهوم فهو فلسفي بحت ..

تحياتي لك

[مجرد بشر]

إن لم تجد الماء فتعلم أن تحب العطش
فعطشك هو الذي يدفعك للبحث من اساسه
شخصيا أؤمن أن الطريق إلى الشيء أهم من الشيء نفسه
فلو وجدنا الماء في كل شيء حولنا لفقد الماء طعمه، لو عرفنا كل شيء لما عدنا بحاجة للتعلم، وأي حياة تلك لا نتعلم فيها أي شيء جديد