![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
█▌ الإدارة▌ ®█
![]() ![]() ![]() ![]() |
تحية طيبة ..
![]() نحاول فى هذا الشريط التعامل مع قضية علمية فى منتهى الأهمية ألا وهى النسبية ..تكمن أهميتها فى مزيد من الفهم الواعى للمادة وقوانينها , وهل هى فى حاجة إلى قوى ميتافزيقية لتفسير وجودها وحركتها . قد يتصور البعض أن النسبية من الصعوبة بمكان لفهمها كما كنت أظن ...ولكن الإبحار مع الكاتب جواد البشيتى يجعل لنظرية النسبية مذاق خاص . الجواب العلمي" لا تقوم له قائمة إذا لم يتضمَّن عبارة "بالنسبة إلى.."، فهذه العبارة هي في منزلة "الروح" بالنسبة إلى "الحقيقة العلمية". إنَّ مفاهيم مِثْل "الزمن" و"المكان (أو "الفراغ") و"الكتلة" تحتاج إلى تلك العبارة حتى تتمكَّن مِنْ أنْ تَضْرِبَ جذورها عميقاً في أرضية العِلْم، فـ "النسبية" هي "العِلْم"، على أنْ يُفْهَم "النسبي" و"المُطْلَق" فَهْماً دياليكتيكياً، وعلى أنْ تقوم "النسبية" على "الموضوعية"، وتَنْبُذ "الذاتيَّة"، فلـ "النسبية" مقاييسها ومعاييرها "الموضوعية" التي تنأى بها عن "الذاتية"، أو عن "المثالية الذاتية"، التي تَفْهَم الأشياء والظواهر في الطبيعة على أنَّها مُنْتَج لـ "الحسِّ الإنساني (الفردي)". "النسبية العِلْميَّة" إنَّما هي جزء لا يتجزأ مِنْ عالَم "الحقائق الموضوعية"، الذي لا مكان فيه إلا لـ "المقاييس الموضوعية الصرف". كم الساعة الآن؟ إنَّها العاشرة صباحاً. هذا الجواب لم تكتمل عِلْميَّته بَعْد، فاكتمالها يستلزم أنْ نقول إنَّها العاشرة صباحاً "بالنسبة إلى" هذا المكان مِنَ الكرة الأرضية، فـ "جواب الزمان" يكتمل، علمياً، بـ "المكان". أين يقع هذا الجسم في الفضاء؟ إنَّكَ لن تستطيع الإجابة إلا بحسب "النسبية"، فموضع هذا الجسم إنَّما هو موضعه "بالنسبة إلى " أجسام أُخرى (في الفضاء). أمَّا "انتقال" هذا الجسم في الفضاء فيعني تغييره لموضعه "بالنسبة إلى" أجسام أُخرى. إرمِ حجراً مِنْ طائرة وهي تطير. بالنسبة إليكَ، يسقط الحجر في "خطٍّ مستقيم". أمَّا بالنسبة إلى "المُشاهِد"، أو "المُراقِبَ"، على سطح الأرض فالحجر يسقط في "خطٍّ منحنٍ"، فبحسب "مَوْضِع (محل، مكان) المُراقَبة"، نرى "الاستقامة"، أو "الانحناء"، في خطِّ سقوط الحجر. إنَّها لـ "حقيقة موضوعية خالصة" هي تلك التي تُرى في كلا "المَشْهدين"، فهل تنتفي "الحقيقة الموضوعية" إذا ما قُلْتُ، مثلاً، إنَّ هذا الجسم "بارد" مقارنةً بذاك، و"حارٌ" مقارنةً بذلك؟! في الكون، ليس مِنْ جسم كبير أو صغير، سريع أو بطيء، فـ "الصفة المطلقة" لا وجود لها في أي جسم. إنَّ كل "صفة" مِنْ صفات الجسم (أي جسم أو جسيم) يجب أنْ تكون "نسبية"، فهذا الجسم ليس بـ "كبير"، وإنَّما "أكبر مِنْ ذاك"، وليس بـ "صغير"، وإنَّما "أصغر مِنْ ذاك"، وليس بـ "سريع"، وإنَّما "أسرع مِنْ ذاك"، وليس بـ "بطيء"، وإنَّما "أبطأ مِنْ ذاك". هذه التفَّاحة (حبَّة التفاح) كبيرة بالنسبة إلى حبَّة الفول، ولكنَّها صغيرة بالنسبة إلى البطيخة. في السكون والحركة ما معنى أنَّ هذا الجسم ينتقل في الفراغ، أو الفضاء؟ معناه أنَّ هذا الجسم قد غيَّر موضعه "بالنسبة إلى" أجسام أُخرى. إذا راقَبْنا حركة جسم مِنْ "مواضِع مُراقَبَة" يتحرَّك بعضها بالنسبة إلى بعض فإنَّ حركة هذا الجسم ستبدو بأشكال مختلفة. لو رَمَيْنا حجراً مِنْ طائرة وهي تطير لرأى راكِب الطائرة أنَّ الحجر يسقط في خطٍّ مستقيم. أمَّا بالنسبة إلى مُشاهِدٍ على سطح الأرض فالحجر يسقط في خطٍّ منحنٍ. كيف يتحرَّك هذا الحجر "في الحقيقة"؟ ليس لهذا السؤال مِنْ معنى، فحركة الحجر "نسبية". أُنْظُر إلى كرة في حالة سكون على سطح طاولة. هذه الكرة ساكنة "بالنسبة إلى" سطح الطاولة، التي هي ساكنة "بالنسبة إلى" سطح الأرض، التي هي في حركة دائمة حَوْل محورها، وحَوْلَ الشمس، التي هي في حركة دائمة حَوْل محورها، والتي هي في حركة دائمة، مع كواكبها، حول مركز مجرَّتنا ("درب التبانة"). هذه الكرة ليس في مقدورها أنْ تتحرَّك على سطح الطاولة (أي بالنسبة إلى سطح الطاولة) مِنْ تلقاء نفسها، فلا بدَّ لي مِنْ أنْ أدفعها بيدي (ويدي هي "قوَّة خارجية") حتى تتحرَّك. عجز هذه الكرة عن التحرُّك على سطح الطاولة هو ما يسمَّى "القصور الذاتي" Inertia للكرة. الآن، تحرَّكت، ولكن بَعْدَ مرور بعض الوقت تتوقَّف (بَعْدَ أنْ تتباطأ سرعتها) تماماً عن الحركة. إذا أرَدْتُ جَعْلها تُعاوِد الحركة، أو منعها مِنَ التوقُّف، فلا بدَّ مِنْ أنْ أدْفعها ثانية، أو أستمر في دفعها، بيدي. ولأنَّني أجهل وجود "قوَّة الاحتكاك" بين سطحي الطاولة والكرة، والتي أبطأت سرعة الكرة حتى أوْقَفَتْها تماماً عن الحركة، أقول مُسْتَنْتِجاً: "الكرة لن تتحرَّك، ولن تستمر في الحركة، إذا لم تخضع لتأثير "قوَّة خارجية"، تَنْقلها مِنْ حالة السكون إلى حالة الحركة، وتُبقيها في حركة دائمة. وقياساً على ذلك قالوا بضرورة وجود "قوَّة خارجية" تَعْمَل، في استمرار، على بقاء الكواكب في حركة دائمة حَوْلَ الشمس. يدي، بدفعها الكرة الساكنة، هي "القوَّة الخارجية" التي جَعَلَت الكرة تتحرَّك. ولو تَحَرَّيْتُ الدِّقة العلمية لَقُلْت إنَّ يدي هي "القوَّة الخارجية" التي تَغَلَّبت على "قوَّة الاحتكاك"، التي تَمْنَع، أو تُبطىء، حركة الكرة. "القوى (الخارجية)" هي كل ما يؤثِّر في حركة الأجسام. هي ما يُحرِّكُ جسماً ساكناً. هي ما يزيد أو يقلِّل سرعة الجسم المتحرِّك. هي ما يَجْعَل الجسم المتحرِّك يُغيِّر اتِّجاه حركته، فيَخْرُج عن "الخطِّ المستقيم" في حركته إلى "خطِّ غير مستقيم". الكرة كانت ساكنة على سطح الطاولة. ولأنَّها كانت ساكنة اسْتُنْتِجَ أنَّها بمنأى عن تأثير "قوَّة خارجية"، فالجسم الساكن إنَّما هو الجسم الذي لا تؤثِّر فيه "قوَّة خارجية". الغرفة (في منزل) إنَّما هي "موضع مراقَبة" ساكن (بالنسبة إلى سطح الأرض). لو رَمَيْتُ حجراً في داخل الغرفة فسوف يتحرَّك في شكل معيَّن. لو نَقَلْتُ هذه الغرفة إلى الفضاء الخارجي، وجَعَلْتُها تسير بسرعة ثابتة منتظمَة في خطٍّ مستقيم، ثمَّ رَمَيْتُ الحجر الرمية ذاتها، لَرَأيْتُ الحجر يتحرَّك في شكل الحركة ذاتها، أي في شكل حركته في الغرفة (الساكنة) على سطح الأرض. هذا يعني أنْ ليس مِنْ اختلاف في حركة الأجسام بين "الغرفتين"، فـ "حالة السكون" نراها، أيضاً، في الجسم الذي "يسير بسرعة ثابتة منتظَمة في خطِّ مستقيم". أمَّا لو غَيَّرْنا سرعة الغرفة التي تسير في الفضاء، زيادةً أو نقصاناً، أو اتِّجاه حركتها، لاختلفت حركة الأجسام في داخلها. الأجسام في قطارٍ يتحرَّك بسرعة منتظَمة (ثابتة) وفي خطِّ مستقيم لا تختلف، في سلوكها وتأثُّرِها، عن الأجسام في قطارٍ ساكن. الاختلاف يَظْهَر ما أنْ يُبْطئ، أو يُسْرِع، القطار في حركته، وما أنْ يُغيِّر اتِّجاه حركته، كأنْ ينعطف إلى اليمين أو اليسار. إذا أبطأ يندفع الراكب إلى الأمام، وإذا أسْرَعَ يندفع الراكب إلى الخَلْف. إذا انعطف إلى اليمين يُشَدُّ الراكب إلى اليسار، وإذا انعطف إلى اليسار يُشَدُّ الراكب إلى اليمين. لقد خَضَعَ الراكب لتأثير "قوى" شَدَّتْهُ إلى الأمام، وإلى الخَلْف، وإلى اليسار، وإلى اليمين. إذا اختلفت خواص الحركة المُراقَبَة مِنْ "موضع مُراقَبة ما" عن خواصها المُراقَبَة مِنْ "موضع مُراقَبة ساكن" فهذا يعني، ويجب أنْ يعني، أنْ موضع المُراقَبة الآخر يتحرَّك. وينبغي لنا أنْ نتذكَّر أنَّ "موضع المراقَبة الساكن" قد يكون جسماً يتحرَّك، ولكن بسرعة ثابتة منتظَمة، وفي خطِّ مستقيم. موضع المراقَبة هذا قد يختلف عن ذاك في السرعة. ولكن يكفي أنَّ كلاهما ثابت ومُنْتَظَم في سرعته (المختلفة عن الآخر) وأنَّ كلاهما يسير في "خطٍّ مستقيم" حتى نعتبره موضع مُراقَبة ساكناً. وبحسب مبدأ، أو قانون "نسبية الحركة"، تَخْضَع حركة الأجسام، في "مواضع المُراقَبة" التي يتحرَّك بعضها بالنسبة إلى بعض بسرعة ثابتة منتظَمة وفي خطٍّ مستقيم، لقوانين واحدة. في مثال "الكرة الساكنة على سطح طاولة"، رأيْنا أنَّ هذه الكرة تظل في حالة سكون ما ظلَّت غير متأثِّرة بـ "قوَّة خارجية". وفي مثال "الجسم الذي يتحرَّك في الفضاء، أو الفراغ، بسرعة ثابتة منتظَمة وفي خطٍّ مستقيم"، رأيْنا أنَّه يظل في هذه الحال مِنَ الحركة (مقداراً واتِّجاهاً) ما ظلَّ غير متأثِّر بـ "قوَّة خارجية". إنَّنا في كلا المثالين نرى فِعْلَ وتأثير قانون "القصور الذاتي". |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [2] |
|
█▌ الإدارة▌ ®█
![]() ![]() ![]() ![]() |
لو دَفَعْنا الكرة في الفضاء لظلَّت تسير إلى الأبد بالسرعة ذاتها وفي خطِّ مستقيم، فبفضل "قصورها الذاتي" لا تحتاج إلى "قوَّة خارجية" تبقيها في هذه الحال مِنَ الحركة، مقداراً واتِّجاهاً.
ولو أنَّ الاحتكاك (وهو "قوَّة" تؤثِّر في حركة الكرة) بين سطحي الطاولة والكرة قد انعدم لظلَّت الكرة تسير، إلى الأبد، على سطح الطاولة بالسرعة ذاتها وفي خطٍّ مستقيم. إنَّ إلغاء تأثير "القوى الخارجية"، كمثل "قوَّة الاحتكاك"، في الجسم هو الشرط لظهور تأثير قانون "القصور الذاتي". نَسْتَنْتِج مِنْ ذلك أنَّ كل زيادة أو نقصان في سرعة جسم يسير في الفضاء، أو خروجه في حركته عن "الخط المستقيم"، يجب فهمه والنظر إليه على أنَّه دليل على أنَّ هذا الجسم يخضع لتأثير "قوَّة خارجية". إذا ظلَّ الجسم يتحرَّك (في الفراغ أو الفضاء) بسرعة منتظَمة (ثابتة لا تَسَارُع فيها ولا تباطؤ) وفي خطِّ مستقيم فهذا إنَّما يدلُّ على أنَّه، أي الجسم، لا يتأثَّر بـ "قوَّة خارجية"، فلو تأثَّر فيها لتسارعت أو تباطأت حركته، أو لتحوَّلت في "الاتِّجاه"، أي لتحوَّل خطُّها مِنَ "الاستقامة" إلى "الانحناء". وهذا الجسم يظلُّ في هذه الحال مِنَ الحركة بسبب "قصوره الذاتي"، فهو، مِنْ تلقاء نفسه، لا يستطيع أنْ يغيِّر حركته، زيادةً أو نقصاناً، أو اتِّجاهاً. ونرى تأثير قانون "القصور الذاتي"، أيضاً، في الجسم الساكن، فهذا الجسم لا يستطيع مِنْ تلقاء نفسه أنْ ينتقل مِنَ السكون إلى الحركة. إنَّه يحتاج إلى "قوَّة خارجية" تُحرِّكهُ. فإذا تحرَّكَ احتاج إلى "قوَّة خارجية"، كـ "قوَّة الاحتكاك"، تُوْقِفَ حركته، أي تنقله مِنَ الحركة إلى السكون. وينبغي لنا أنْ نفهم تحريك الجسم الساكن على أنَّه جهد يُبْذَل في سبيل التغلُّب على قوى السكون، أي القوى التي تمنعه مِنَ الحركة. يتبع ..... ![]() |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [3] |
|
█▌ الإدارة▌ ®█
![]() ![]() ![]() ![]() |
هل مِنْ حركة "طبيعية (فطرية)" للأجسام والجسيمات في الفضاء؟ هل السير، أو الانتقال، في "خطٍّ مستقيم" أو في "خطٍّ دائري" هو هذه الحركة الطبيعية؟ إنَّ الحركة "الطبيعية" للجسم هي الحركة التي تُوافِق "قصوره الذاتي"، أي الحركة التي لا تَسْتَثير، ولا تَسْتَفِز، "قصوره الذاتي". إنَّها الحركة التي لا تَحْمِل "القصور الذاتي" للجسم على "الانتفاض"، أو إظهار "المقاوَمة". والجسم الذي يَنْعَم بـ "قصوره الذاتي" إنَّما هو الجسم الذي يعيش بمنأى عن تأثير "قوى خارجية" في حركته، مقدارأ أو اتِّجاهاً.
الجسم، أو الجسيم، إنَّما يتحرَّك في الفضاء، وبالفضاء. ولا أرى سبباً للقول بوجود جسم "ساكِنٍ (لا يتحرَّك)" في الفضاء، فالجسم، أو الجسيم، "يُوْلَدُ" متحرِّكاً بـ "الفطرة"، إذا جاز القول، فـ "حركته"، أي انتقاله في المكان، هي "الأصل"، فإذا "سَكَن"، فإنَّ "قوَّة خارجية" هي التي جَعَلَتْهُ "يَسْكُن". و"سكونه" هذا ليس "مطلقاً". إنَّه "نسبي". فهو "يَسْكُن" بصفة كونه جزءاً مِنْ شيء "متحرِّك". نفترض أوَّلاً أنَّ الجسم، أو الجسيم، يأتي إلى الدنيا متحرِّكاً، أي منتقلاً في المكان. ونفترض ثانياً أنَّه يأتي إلى الدنيا وهو يسير بسرعة ثابتة منتظَمة بصرف النظر عن مقدار هذه السرعة. ونفترض ثالثاً أنَّه يسير بهذه السرعة الثابتة المنتظَمة في "خطٍّ مستقيم". ونفترض رابعاً أنَّ تعرُّضه لتأثير "قوى خارجية" هو الذي يزيد سرعته أو يقللها، أو يوقفه تماماً عن الحركة. وهو الذي يَجْعَلَهُ يحيد عن "الخطِّ المستقيم" في سيره، فينحني خطَّ سيره انحناءً متفاوت الشدَّة. إذا كان الجسم يسير في "خطٍّ مستقيم" في ناحية مِنَ الفضاء تسمح له بـ "الاستقامة" في خطِّ سيره، فإنَّه، في هذه الحال، سيُبْدي "مقاوَمة" لكل "قوَّة خارجية" تُحاوِل جَعْلِهِ يحيد عن "خط سيره المستقيم". أمَّا إذا كان انحناء الفضاء نفسه، بحسب نظرية "النسبية العامَّة" لآينشتاين، هو الذي جَعَلَهُ يحيد عن "خط سيره المستقيم"، ويسير، بالتالي، في "خطٍّ منحنٍ"، فإنَّ مِنَ الأهمية بمكان إجابة السؤال الآتي: "هل يُبْدي الجسم، في هذه الحال، "مقاوَمة" أمْ ينحني في مساره مِنْ غير أنْ يُبْدي "مقاوَمة"؟ لا بدَّ مِنْ إجابة هذا السؤال؛ لأنَّ آينشتاين فَهِمَ "الجاذبية" Gravity وفَسَّرَّها على أنَّها، في بعض أوجهها على الأقل، "انتفاضة" القصور الذاتي للجسم. والجسم لا ينتفض قصوره الذاتي إلا إذا "تسارَع (أو تباطأ)"، أو تحوَّل في سيره، في الفضاء، عن "الخطِّ المستقيم" إلى "خطٍّ منحنٍ". ومع غياب تلك "الانتفاضة"، لا تَظْهر تلك التأثيرات التي كان نيوتن ينسبها إلى "قوَّة خارجية"، دعاها "قوَّة الجاذبية". هذا الانحناء في المسار الفضائي للجسم قد يتحوَّل إلى دورانٍ له حَوْلَ "الكتلة الكبيرة" التي تسبَّبت في "انحناء الفضاء" حَوْلها. وهذا الدوران لا بدَّ له مِنْ أنْ يُوَلِّد في الجسم، بحسب تفسير ما زال محتفظاً بوجاهته العلمية، "قوَّة" تسعى دائماً في إبعاده عن "المركز"، أي عن تلك "الكتلة الكبيرة"، التي قد تكون نجماً. و"التوازُن" بين هذه "القوَّة الطاردة (للجسم) عن المركز" و"القوَّة" التي تعمل في الاتِّجاه المضاد هو ما يلغي تأثير كلتا القوَّتين، فيصبح "السير الدائري" للجسم مماثلاً لسيره في "خطٍّ مستقيم"، فلا فَرْق في "موقف" القصور الذاتي للأرض، مثلاً، في كلتا الحالين: حال سيرها في خطٍّ مستقيم، وحال سيرها في خطٍّ دائري حَوْلَ الشمس. وهذا الـ "لا فَرْق" يتعزَّز، أيضاً، بحال أُخْرى هي أنَّ الأرض تدور حَوْلَ الشمس بسرعة ثابتة منتظَمة. والأرض في حركتها على هذا النحو إنَّما تشبه جسماً يسير في الفضاء بسرعة ثابتة منتظَمة وفي خطٍّ مستقيم. وهذا "التوازن" مع تأثيراته قد يَحْمِل على الاعتقاد بانتفاء الحاجة إلى وجود وتأثير "قوَّة خارجية" هي "قوَّة الجاذبية الشمسية"، فكيف نقول بوجود هذه "القوَّة"، وبتأثيرها، إذا لم نَرَ شيئاً مِنَ "مقاوَمة" يُبْديها "القصور الذاتي" لهذا الكوكب؟! حتى عندما تزيد سرعة الأرض عند الحضيض مِنْ مدارها، أو تنقص عند القمَّة مِنْ مدارها، لا نرى شيئاً مِنْ مثل هذه "المقاوَمة"، وكأنَّ حركة الأرض حَوْلَ الشمس لَمْ تتسارع، ولَمْ تتباطأ. |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [4] |
|
█▌ الإدارة▌ ®█
![]() ![]() ![]() ![]() |
في بحثنا عن ماهيَّة "الجاذبية"، يجب أنْ نتذكَّر أنَّ التأثيرات ذاتها التي نراها بين "جسيمات المادة"، أي الجسيمات ذات "الكتلة السكونية"، والتي (أي التأثيرات) ننسبها إلى "قوَّة الجاذبية" نراها، أيضاً، في "عالَم الطاقة"، أي بين مقادير، أو كميَّات، مِنَ "الطاقة".
وكل الأبحاث والاختبارات أثبتت، حتى الآن، أنَّ "الجاذبية" ذات مدى "غير محدود"، وأنَّها تضعف مع تزايد "مُرَبَّع المسافة"، وأنَّ تأثيرها ينتقل دائماً بسرعة لا تزيد، ولا تقل، عن سرعة الضوء، التي تَبْلُغ 300 ألف كلم في الثانية الواحدة. و"الجاذبية" ليست بالظاهرة التي يمكن أنْ ينعدم وجودها في "مكان ما"، أو "زمان ما"، فـ "الجاذبية"، و"المكان"، و"الزمان"، إمَّا أنْ تُوْجَد معاً، وإمَّا أنْ تزول معاً، فإذا ما انعدم وجود "الجاذبية" ينعدم، في الوقت نفسه، وجود "المكان" و"الزمان". ويكفي أنْ ينعدم وجود هذه الأشياء الثلاثة حتى ينعدم وجود "المادة" بأسرها. كل ما جاءت به "النسبية العامَّة" لآينشتاين في شأن "الجاذبية" هو أنَّ أي شكل مِنْ أشكال الطاقة (و"جسيمات المادة" شكل مِنْ أشكال الطاقة) لا بدَّ له مِنْ أنْ يُسبِّب "تقوُّساً"، أو "انحناءً" في هذا النسيج المسمَّى "الزمان ـ المكان" Space-Time أو "الزمكان". وهذا "التقوُّس"، أو "الانحناء" قد يَبْلُغ أقصاه، أو نهايته العظمى، في جسم مثل "الثقب الأسود" Black Hole. وقد نجحت "النسبية العامَّة" في إقامة الدليل على التكافؤ بين "الجاذبية" و"القصور الذاتي" للجسم، أو الكتلة، فجاذبية الجسم تقوى مع الزيادة في "قصوره الذاتي"، وتضعف مع النقص فيه. |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [5] |
|
█▌ الإدارة▌ ®█
![]() ![]() ![]() ![]() |
وبسبب الضعف الشديد لـ "الجاذبية"، نحتاج إلى أنْ نُركِّز كميَّة هائلة مِنَ الطاقة في حيِّز، أو موضع، حتى نصنع تغييراً يُعْتَدُّ به مِنَ "الجاذبية المحلِّية".
وكلَّما كانت جاذبية الجسم أكبر عَظُمَت "سرعة الهروب" منه، فسرعة دوران الأرض حَوْلَ الشمس ما زالت دون "سرعة هروبها" مِنْ هذا النجم. إنَّ مقدار الطاقة الإجمالي في جسم، أو جسيم، هو ما يُحدِّد جاذبيته. وهذا المقدار يتألَّف مِنْ "طاقة كتلة السكون" و"الطاقة الحركية" للجسم، أو الجسيم. ما معنى أنَّ هذا الجسم يسير في الفضاء أو الفراغ بسرعة ثابتة منتظَمة (100 ألف كلم في الثانية الواحدة مثلاً) وفي خطِّ مستقيم؟ معناه أنَّه يسير بهذه السرعة (100 ألف كلم في الثانية الواحدة) بالنسبة إلى "موضع المُراقَبة الساكن" الذي منه أُراقِبَ حركة هذا الجسم، فـ "السرعة" هي أيضاً "نسبية". |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [6] |
|
█▌ الإدارة▌ ®█
![]() ![]() ![]() ![]() |
وينبغي لنا أنْ نتذكَّر أنَّ "موضع المُراقَبَة الساكن" قد يكون جسماً يسير بهذه السرعة أو تلك، على أنْ تكون سرعته ثابتة منتظَمة، وفي خطٍّ مستقيم.
إنَّ سرعة ذلك الجسم، الذي أُراقِبَ حركته مِنْ "موضع مُراقَبة ساكن"، أي مِنْ داخل جسم يسير بسرعة ثابتة منتظَمة، مقدارها مثلاً 50 ألف كلم في الثانية الواحدة، وفي خطٍّ مستقيم، ستختلف عن سرعته عندما تُراقبهُ أنتَ مِنْ "موضع مُراقَبة (ساكن)" يسير بسرعة 150 ألف كلم في الثانية الواحدة وفي خطٍّ مستقيم. حركة الجسم في الفضاء إنَّما هي "حركة نسبية". على أنَّ "نسبية الحركة" لا تلغي، ويجب ألا تلغي، "المُطْلَق" مِنَ المعنى الذي تنطوي عليه حركة الجسم أو الجسيم، فـ "المعنى المُطْلَق" في "الحركة" نراه في "التسارُع"، أو "التباطؤ"، أو "تغيير الاتِّجاه". |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [7] |
|
█▌ الإدارة▌ ®█
![]() ![]() ![]() ![]() |
وحتى يكتمل وضوح "المفهومين"، أي مفهوم "السكون" و"الحركة"، نقول إنَّ "السكون المُطْلَق" لا وجود له البتَّة في الكون، فهذا "الجسم الساكن" إنَّما هو ساكن بالنسبة إلى سطح الأرض مثلاً، فهو لا يمكن أنْ يكون في حال السكون إلا إذا كان جزءاً مِنْ "كلٍّ متحرِّك" هو كوكب الأرض، فـ "السكون النسبي" هو وحده الذي تَعْرِفُهُ الطبيعة، التي فيها، وفيها فحسب، تكمن "القوى" التي تَجْعَل "الجسم" في حالٍ مِنَ السير، أو الانتقال، في الفضاء بسرعة ثابتة منتظَمة.
إنَّ "الانفجار" هو "القوَّة" التي تَنْثُر وتَنْشُر "المادة" في الفضاء، فالنجم، مثلاً، قد ينفجر، فتتطاير (بقوَّة الانفجار) مادته في الفضاء. وكل "شظيَّة" مِنْ "شظاياه" تنطلق في الفضاء، فتستمر في السير فيه بسرعة ثابتة منتظَمة إلى أنْ تتعرَّض لتأثير "قوَّة"، فتتسارَع، أو تتباطأ، فسَيْر الجسم الكوني في الفضاء، أو الفراغ، بـ "سرعة ثابتة منتظَمة" يظلُّ "مؤقَّتاً" مهما طال زمنه؛ ذلكَ لأنَّ هذا الجسم يتعرَّض، دائماً، لتأثير قوى، بعضها في داخله، وبعضها في خارجه، ولا بدَّ لهذا التأثير المتراكِم مِنْ أنْ يُنْتِجَ، في آخر المطاف، تغييراً في حركة الجسم، مقداراً واتِّجاهاً. |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [8] |
|
█▌ الإدارة▌ ®█
![]() ![]() ![]() ![]() |
أمَّا سَيْر الجسم في "خطٍّ مستقيم"، والذي يَنْظرون إليه على أنَّه "اتِّجاه الحركة الطبيعي (أو "الفطري")"، فلا أهميَّة عِلْميَّة له إذا لَمْ يُفْهَم فهماً نسبياً، فالفضاء الكوني كله منحنٍ، ولا مكان فيه، بالتالي، لـ "خطٍّ مستقيم" كاستقامة الخطِّ الذي نرسمه على الورق.
والتصوُّر الكوني الكوزمولوجي يقوم على فكرة أنَّ الكون كله، بفضائه ومجرَّاته ونجومه..، يشبه، ويَعْدِل، غشاء، أو سطح، كرة ضخمة. ويكفي القول بهذا التصوُّر حتى تنتفي "الاستقامة المطلقة" مِنَ "الخطِّ المستقيم" الذي يسير فيه الجسم في الفضاء، فـ "الخط الأكثر استقامة" إنَّما هو "الخط الأقل انحناءً"، و"الخط الأكثر انحناءً" إنَّما هو "الخط الأقل استقامة"، فإذا نحن ضَرَبْنا صفحاً عن هذه العلاقة الجدلية بين "الاستقامة" و"الانحناء" في سَيْر الأجسام في الفضاء يتعذَّر علينا الوقوف على المعنى الحقيقي والعِلْمي لـ "الخط المستقيم" و"الخط المنحني". |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [9] |
|
█▌ الإدارة▌ ®█
![]() ![]() ![]() ![]() |
في الفضاء بين المجرَّات، مثلاً، نرى "الخط الأكثر استقامة"، أي "الخط الأقل انحناءً"، وفي الجوار الفضائي لـ "الثقب الأسود"، نرى "الخط الأكثر انحناءً"، أي "الخط الأقل استقامة".
والجسم الذي يسير في الفضاء بين المجرَّات في "خطٍّ مستقيم"، بالمعنى النسبي لـ "الاستقامة"، لا بدَّ له، ما دام مُمْتَلِكاً لـ "كتلة"، مِنْ أنْ يُنْتِج، بحسب "النسبية العامَّة"، انحناءً، أو تقوُّساً، في جواره الفضائي، ولا بدَّ لهذا الانحناء مِنْ أنْ يقوى ويشتد مع كل زيادة في سرعة الجسم الذي يسير في "خطٍّ مستقيم"، فـ "تسارُع" الجسم، يزيد "كتلته"، ويزيد "قصوره الذاتي"، ويُقلِّص "طوله" في اتِّجاه حركته، ويقلِّل "حجمه"، ويضاعِف "كثافته"، ويُبطىء سَيْر "الزمان" الخاص به، ويقوِّي "حقل جاذبيته"، ويُشَدِّدَ انحناء "الفضاء" حَوْلَهُ. |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [10] |
|
█▌ الإدارة▌ ®█
![]() ![]() ![]() ![]() |
"الحركة"، أي انتقال الجسم في الفضاء أو المكان، "مُطْلَقة"، فالجسم، أو الجسيم، الذي لا يتحرَّك، أي لا ينتقل في المكان، لا وجود له، فإذا رأيْناه "ساكناً"، أو "ثابتاً" في مكانه، فهذا معناه أنَّه، وهو في هذه الحال مِنَ السكون، جزء مِنْ "كلٍّ متحرِّك" في المكان أو الفضاء، كمثل منزل ثابت في مكانه بالنسبة إلى سطح الأرض، ولكنَّه لا يمكن أنْ يكون في هذا الحال مِنَ السكون، إلا بصفة كونه جزءاً مِنْ "كلٍّ متحرِّك" هو كوكب الأرض، الذي يدور حَوْلَ نفسه، وحَوْلَ الشمس. وعلى هذا النحو فحسب يمكننا وينبغي لنا أنْ نفهم كل "سكون ميكانيكي".
تَخَيَّل أنَّك في مَرْكبة فضائية تسير في فضاء يخلو تماماً مِنَ الأجسام الكونية كمثل المجرَّات والنجوم والكواكب وبسرعة ثابتة منتظَمة. في هذه الحال "غير الواقعية"، لن ترى مِنَ الظواهر ما يدل على أنَّ مَرْكبتكَ تتحرَّك، أي تنتقل في الفضاء، فكل الظواهر التي في داخل وفي خارج المَرْكبة إنَّما تُثْبِت وتؤكِّد لكَ أنَّك في جسم ساكن، مع أنَّه يتحرَّك بالفعل. |
|
|
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| النسبية |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| كيف عرف انشتاين النسبية ؟ | Hamdan | حول المادّة و الطبيعة ✾ | 3 | 07-02-2020 06:14 PM |
| كيف عرف انشتاين النسبية ؟ | Hamdan | حول الحِوارات الفلسفية ✎ | 0 | 02-20-2019 08:09 PM |
| النظرية النسبية عند أينشتاين | شاهين | حول المادّة و الطبيعة ✾ | 3 | 06-19-2015 10:27 PM |
| فى النسبية . | السيد مطرقة11 | الأرشيف | 8 | 08-31-2013 12:40 AM |
| النسبية (مبسطة و مختصرة) | السيد مطرقة11 | الأرشيف | 0 | 08-30-2013 07:08 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond