العلم خطأ, والمنطق خطأ, لكن الدين صحيح

[Schwarz]

السلام على الجميع

يظن المرء أحياناً, عند مناقشة شخص متدين, أن اثبات وجود أخطاء في الدين أمر أكثر سهولة وسلاسة إن ابتعد عن الأساليب الجارحة أو العاطفية, أو العبارات المحفوظة والجمل الرنانة التي لا تفيد, وأنه ان أثبت تناقض الدين مع أمور بديهية كالعلم والمنظق فإنه يكون قد وصل, على الأقل, إلى منطقة متوسطة محايدة مع محاوره, لكن الأمر ليس كذلك للأسف, لأنك قد تجد نفسك في مواجهة عبارات من نوع (العلم خطأ) - (المنطق خطأ)! - (فكر بقلبك وليس بعقلك)!!

وعما تفعله بك مثل هذه العبارات, فحدث ولا حرج, فأنت تجد نفسك مصدوماً في البداية, عاجز عن تحديد ما اذا كان محاورك يمزح أم لا, فإن سلمنا بأن العلم قد يخطئ أحياناً, بمعنى أن هناك نظريات علمية يثبت خطؤها, فأنت تجد نفسك عاجزاً مرة أخرى عن استيعاب نظرية أن المنطق خطأ, وعن الكيفية التي يفكر بها المرء بقلبه وليس بعقله, وتتساءل ما اذا كان من الممكن أن يشعر المرء بكليتيه أو أن يتنفس بفقرات ظهره, ولكن لا بأس, ربما, كل شئ جائز, فالعلم خطأ, والدين بالنسبة لمثل هذا الشخص هو المرجعية الوحيدة التي يقيس عليها كل شئ وليس العكس, ولكن هل هذا صحيح بالفعل؟ دعنا نرى....

في البداية تجد هذا الشخص يرفض مبدأ بديهي وعادي جداً كنظرية الفرض, قد تجد مهندساً يقول لك, لا, لا تفترض! طبعاً هذا يفسد الحوار من أوله, وأتمنى أن تكون نوعية الأشخاص التي ترد على هذا الموضوع مختلفة, وعلى هذا فدعنا نأخذ الفرض التالي...

لو أتى لك شخص ما, وقال لك أن هناك حديث نبوي يفيد بأن الكرة الأرضية مكعبة, فماذا ستكون ردة فعلك؟

الاحتمال الأول:

أن تصدق هذا الشخص, وبالتالي فأنت تصدق رواة الحديث وصولاً إلى الرسول الذي ستصدقه هو الآخر, بناء على أن الدين صحيح في كل شئ, وستكون مقتنعاً أن الكرة الأرضية فعلاً مكعبة مادام الرسول قال ذلك. ورغم فكاهية الفكرة, فهي إن أردت رأيي, أقرب لنظرية أن الدين صحيح في كل شئ وكل ما عداه كالعلم والمنطق, خطأ. أنت وقتها شخص مقتنع بما تقول حقاً, غير متناقض, لكن الحوار معك ينتهي قبل أن يبدأ بالفعل, ومع ذلك لك مني كل الاحترام, ولن يحمل أحد ضدك أي ضغينة أو كره, ما دمت لا تسعى إلى فرض قناعاتك في الحياة قسراً, ولا تؤذي أحداً أو تحرض على الأذى في سبيل ذلك.

الاحتمال الثاني:

وهو طبعاً الأكثر ترجيحاً, هو أن تكذب هذا الأمر تماماً, مكذباً من نقل إليك الحديث أو رواة الحديث نفسه, فيما عدا الرسول بالطبع لأن الرسول لا يكذب. ستقول بملء فيك (لا يمكن أن يقول الرسول هذا الكلام!)

وهنا دعني أسألك.. ومن فضلك أجب بأمانه, لماذا لا يمكن أن يقول الرسول هذا الكلام؟

هنا, للأسف, تبدأ المشكلة الحقيقية, فأنت قد تجد الشخص الذي وافق معك على مناقشة الفرض في البداية, فجأة, رافضاً له كل الرفض, أو تجده يتهرب من الإجابة بعبارات لا تجيب شيئاً مثل.. (الرسول لا يمكن أن يقول هذا الكلام لأنه لا يمكن أن يقول هذا الكلام) - فسر الماء بعد الجهد بالماء- أو (لا يوجد مثل هذا الحديث أصلاً) - طيب يا سيدي أنا أعرف أنه لا يوجد مثل هذا الحديث طبعاً, ولهذا وضعت كلمة (فرض) في البداية, وأنا من الأساس لا أناقش معك فكرة إن كان الحديث موجود أم لا, أنا مقتنع معك أنه غير موجود, وأنه أنا وأنت لا نصدق وجوده, كل ما أريد معرفته هو... لماذا لا تصدق أنت وجوده؟؟؟

طبعاً الإجابة السهلة والواضحة والصريحة, والتي لم أجد متديناً واحداً خاض معي مثل هذا الحوار, اعترف بها هي:
لأن هذا الكلام غير منطقي وغير علمي, ولا يمكن أن يكون حقيقة, والرسول لا يكذب ولا ينطق عن الهوى, فبالتالي هو لن يقول أشياء غير صحيحة علمياً أو منطقياً.

فما الذي تعنيه هذه العبارة؟

هذه العبارة تعني ببساطة أنك عرضت الجملة على ميزان العلم والمنطق فتبين لك خطؤها, وعلى هذا استنتجت أن الرسول لا يمكن أن يقول هذا الكلام لأنه فاسد علمياً ومنطقياً, وليس العكس, فإن كان الدين هو مرجعيتك الأولى والأخيرة فعلاً كما تقول, لكنت صدقت الحديث, ما المانع؟ المانع الوحيد هو أنك تعرف جيداً أن هذا الأمر غير صحيح علمياً ولا منطقياً.

فهل مازال المتدينون مقتنعون حقاً بأن الدين هو المرجعية الوحيدة؟ وأن العلم والمنطق والتاريخ يكونون هم الخطأ إن تعارضوا مع الدين؟

أتمنى أن أجد إجابات جادة بعيدة عن السب وعن قص ولصق الآيات القرآنية كما هي وبدون حتى أي توضيح لما يراد قوله, كما فعل زميل هنا في نقاش سابق, زميل بدأ حواره بـأن الإقناع بوجود الله بالعقل أيسر منه بالدين, وانتهى بقص ولصق لسورة (ص) التي قرأتها مراراً من قبل ولا أعرف حتى الآن ما علاقتها بالموضوع الأساسي, ولا بالعبارة التي بدأ بها حديثه.

تحياتي للجميع

[شمس]

بداية لست ادري اذا انت ملحد او مسلم ..على كل حال ساوجه رايي بشكل عام..
انا كمسلمة ..اقرب للاحتمال الثاني الذي وضعته ..

فلنفترض انني سمعت حديثا للرسول عليه الصلاة والسلام يخبرنا انه شاهد انسانا يطير او انه لمس انسانا فطار ( مثلا). هنا لا اصدق الحديث ابدا. فاما ان ارجعه لناحية علمية واكذب الحديث ..- واقول مستحيل ان يقول الرسول خرافة كهذه- . او انني ارجح امرا اخر بان ارجعه لاصول اللغة ..واعطي الاحتمالات للغة ..فاقول : ان صدق الحديث فالاغلب يعنى بالطيران هنا " الناحية الروحانية" = مجاز تعبيري ! نقطة ..! لا انجراف للخرافة ..ولو جاء من قال: "الاسلام خرافة بسبب هالحديث"..فالغلط في فهم الناس وليس الاسلام او الحديث!

ملاحظة : ادري بعض الاعضاء عندما يقرؤون ردي قد يتأوهون متحسرين على تفكيري ويقولون هذه ال روز : تريد ان تجعل فقط مخرجا لدينها وان كان في الحقيقة غلط ووهم. وهنا ارد : " حسنا ..لهذا نقول ...اذا اردت ان تقنع مسلم ان اسلامه غلط ..فاهدم " ايمانه" قبل كل شيء! ..وبعد ذلك....افكاره!"

[بنت الحقيقة]

انت لا تصدقين الاحاديث ان كانت تتعارض مع العلم
ولكن ايمانك مبني كله على القصص التي هي في الحقيقة احاديث لم نقابل ابدا اصحابها
اكفري بكل شيء او صدقي كل شيء
لماذا تؤمنين ببعض حديث و تكذبين بعضه
انت لم تري محمد ولكنهم تحدثوا عنه
اعطيني دليلا واحد على انهم كانوا صادقين
ان كذبوا وقالوا بانه اخبرهم بانه اذا اكلوا عدد معين من التمرات لن يتسمموا و ان شربوا السم
الا يستطعوا الكذب والقول عنه نبي او ان قريش لم تستطع ان تاتي بسورة افضل من سور القران مثلا
هاتوا برهانكم انهم لن يكذبوا ايضا في نبوة صلعم

[طارق]

رفض تصديق الدين يعني تكذيبه ، وتكذيبه هو الكفر . المؤمن يخاف من تكذيب الدين لاعتقاده ان الله سيعاقبه .

[شمس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق

رفض تصديق الدين يعني تكذيبه ، وتكذيبه هو الكفر . المؤمن يخاف من تكذيب الدين لاعتقاده ان الله سيعاقبه .

يبدو ان هنالك "خيط" ..يسبق مرحلة " الخوف"..
فالخوف يكون من (( الايمان )) بوجود الله تعالى..
اذن ..ما زال" الجذر " موجود!

[طارق]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rose

يبدو ان هنالك "خيط" ..يسبق مرحلة " الخوف"..
فالخوف يكون من (( الايمان )) بوجود الله تعالى..
اذن ..ما زال" الجذر " موجود!

الايمان بوجود الله لا يعني تصديق كل ما يُنسب اليه .
لا احد يستطيع اثبات وجود الله او عدمه ، ومع ذلك يضعون على حسابه ما يعتبر الانسان خرافات وغباء .

[بنت الحقيقة]

لنتجاوز مسالة وجود الله اوعدمه
المسالة اريد برهان ان الذين يتكلمون باسمه صادقون

[طارق]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت الحقيقة

لنتجاوز مسالة وجود الله اوعدمه
المسالة اريد برهان ان الذين يتكلمون باسمه صادقون

لو قلت لكِ كذبة بلهاء وصدقتني ، يكون تصديقك دليل على انه لا فرق عندكِ بين الصدق و الكذب .

[شمس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت الحقيقة

لنتجاوز مسالة وجود الله اوعدمه
المسالة اريد برهان ان الذين يتكلمون باسمه صادقون

المشكلة عزيزتي..ما زال..." الايمان" يطغى على هذا..
اي شخص مسلم ممكن يجيبك : " الايمان موجود..- ثم تتشعب الردود بناء على .." الايمان موجود"
الايمان لا يعتمد على برهان او يقين او منطق .

..للاسف ..ما زلت ابحث بين كل هذه الردود + المواضيع " ذات الاطنان العلمية البحثية اليقينية"..عما يهدم الايمان او يزحزح ذاك الخوف بوجود الله!

اعترف..واعترف ان هنالك عضو ..لمس الوتر الحساس وهزه لاكثر من مرة وعدة قضايا...لكن .." ما زال الايمان موجود" !
هنالك قضية تشغل بالي ..اعترف ..من رد ذاك العضو جعلها تزلزل الفكر- وانا محتارة فيها .. صراحة لم يقنعني الجواب الاسلامي ....لكن الايمان..الايمان ..والخوف من وجود الحساب ما زال موجود!!

[امير الملحدين]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق

لو قلت لكِ كذبة بلهاء وصدقتني ، يكون تصديقك دليل على انه لا فرق عندكِ بين الصدق و الكذب .

احلف لك بالحاد ان الجنة لن يدخلها الا كداب فالمؤمن يكدب على نفسه حينما يعتقد بوجود شيئ غير موجود ويكدب على الناس ليصدقو كدبته والجائزة من يصدق هده الكدبة الجنة