مجيء الله وإتيانه ورأي ابن حنبل !!

[ترنيمه]

مجيء الله وإتيانه ورأي ابن حنبل !!

عبدالله مطلق القحطاني
الحوار المتمدن-العدد: 4582 - 2014 / 9 / 22 - 12:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني

في القرآن الكريم في سورة البقرة آية 210 : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة .. الآية ؛ وفي سورة الفجر آية 22 : وجاء ربك والملك صفا صفا ؛ قال العلامة الإمام مرعي الكرمي الحنبلي : تلظلل جمع ظلة ، وهو ما أظل ، والغمام المذكور هنا هو المذكور في قوله تعالى : ويوم تشقق السماء بالغمام ، سورة الفرقان آية 25 ، قال المفسرون : غمام أبيض رقيق مثل الضباب ، ولم يكن إلا لبني إسرائيل في التيه ، انتهى النقل ؛ صديقي القارئ الكريم اختلف السلف الصالح بمجيء الله ! لأن المجيء يقتضي الحركة والاتيان !! والانتقال ، فزعم البعض أنه لابد أن تأول الآيات بهذا الشأن لأنه لو أخذﻻ-;-بظاهر النصوص للزمه إثبات ما قلناه من حركة وانتقال لله وهذه تجرهم على أن الله بحيز وأنه بجهة !! فيكون جسما فيلزمه عقود واستواء بمعنى الجلوس .. إلخ تبريرات البعض فآثروا كعادتهم حملها على التأويل كالعادة للخرةج من مأزقهم !! لكن حديث النزول أيضا يقتضي الحركة والحدوث فما الحل ؟!! قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري شرح البخاري ج 9 ص 279 : أهل الحديث في النزول على ثلاث فرق ، فرقة منهم تجعل النزول من الأفعال الاختيارية ، والثانية نزول رحمته - تأولت - ، والفرقة الثالثة : أطلقت النزول ولم تتعد ما ورد ..، انتهى النقل بتصرف ، وثبت أن الامام احمدىبن حنبل تأول الآيات بهذا الشأن وقال : تأتي قدرته ؛ والحقيقة هذا ما عليه أهل السنة بمسألة تأويل ابن حنبل للخروج أيضا من ذات المأزق فتخبط السلف الصالح وضل وأضلوا !! ؛ ومحاولة أيتام ابن عبدالوهاب اليوم نفي تأويل ابن حنبل لا ينفع ومن يريد التحدي فليتفضل وسنثبت له من مراجع الحنابلة أنفسهم من متقدميهم قبل متأخريهم تأويل امامهم ابن حنبل ؛ صديقي القارئ الكريم مثل هذه النصوص الإسلامية لها ما يماثلها بالإخبار عن مجيء المسيح الثاني فوق الغمام أو السحاب بمواضع متعددة في الإنجيل الشريف وليس مبحثي الآن المقارنة بل طرح الأسئلة : وفق النصوص الإسلامية اثبات مجيء الله مع ملائكته والملك مفردة جمعها ملائكة وجاءت اللفظتان مفردة وجمعا وبسياق يفهم منه وفق ظاهر الآيات المعية والصحبة والمرافقة بذات الانتقال والحركة والمجيء والسؤال : كيف يستقيم لنا عقلا تقبل إتيان الله ونزوله من عالمه غير المحدود مكانا وزمانا لعالمنا المخلوق مثلنا والمحدود مكانا وزمنا ؟!!!