تشذيب السيرة النبوية من المختلقات الأموية (متجدد)

[الشيخ وسام اسبر]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجنا بهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
------------

في هذا الموضوع، سوف أستعرض بإذن الله -بحسب الوقت والهمة- حول أهم ما كتب بخصوص السيرة النبوية مشيرا باختصار إلى النفس الأموي اللاديني الذي كتبت به سيرة الإسلام الأولى.

هذا الجهد البسيط أضعه بين يدي مسلم غير متعصب، وبين يدي لاديني أو ملحد غير معاند، ولا أطمع في أن يستفيد من كلماتي أكثر من شخص أو اثنين.

أما المسلم (السني أو الشيعي) الذي لا يهمه إلا الانتصار لمذهبه، أو الملحد الذي كل هدفه (كما هو حال الأكثرية) مجرد البحث عن طعائن بالاسلام، فالموضوع لا يخاطبه .

علما أني لن أرد على أي أحد قبل أن أنتهي من كتابة كامل فصول موضوعي والتي سوف يتم البحث عنها تباعا.

وبإمكانكم متى شئتم أن تقترحوا علي عناوين غير التي سأذكرها، للبحث عنها، أو تسليط الضوء عليها أكثر، لكن طبعا بعيدا عن التهريج والصبيانية.

[الشيخ وسام اسبر]

تشذيب السيرة النبوية من المختلقات الأموية:

١.
الفصل الأول: طعن الأمويين بالوحي النبوي:


ذكر الطبري في تاريخه، ج٨، ص ١٧٨: أن يزيد بن معاوية بعد حادثة كربلاء أنشد قائلا:

ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل
قد قتلنا القرم من ساداتكم * وعدلنا ميل بدر فاعتدل
فأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل
لست من خندف إن لم أنتقم * من بني أحمد ما كان فعل
لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل


فقد صرح بعقيدته تجاه الوحي النبوي، وهذا هو لسان حال جميع حكام وقادة وعمال السلطة الأموية اللادينية التي سعت جهدها للقضاء على دين الاسلام وعلى ذكر الرسول.

وإن هؤلاء الأمويين الذين لم يؤمنوا بنبوة النبي يوما، اخترعوا روايات تشكك في نبوته وفي نزول الوحي عليه، فزعموا أن النبي صلى الله عليه وآله نزل عليه جبريل وهو في الغار فأمره بأن يقرأ والرسول يقول له ما أنا بقارئ، حتى تكرر الأمر مرتين أو ثلاثة، وفي كل مرة جبريل يقول للنبي أقرأ والرسول يقول له ما أنا بقارئ، فيغطه بقوة، وفي الثالثة قال له: اقرأ باسم ربك الذي خلق .. الايات، ثم ذهب جبريل وعاد الرسول الى بيته وهو خائف يرجف يقول لزوجته: زملوني زملوني، دثروني دثروني، ولما هدأت زوجته من روعه سألته عما حدث معه فأخبرها، فأخذته الى شخص وهمي زعموا بأنه كان عالما بالكتب اسمه ورقة بن نوفل، فسأله كما يسأل الطبيب المريض: أخبرني ماذا يحدث معك، ثم بشره ورقة بأنه نبي هذه الأمة، وهكذا تكون أصل نبوة الرسول مستندة إلى كلام رجل نصراني، أما الرسول الذي نزل عليه الوحي فلم يعلم بنبوته حتى أخبره بها هذا النصراني، بل إنه كان مضطربا مذعورا مما حدث معه، بل إنهم يقولون أيضا أن ورقة لم يلبث أن توفي، ففتر الوحي، ليربطوا صدور الوحي بهذه الشخصية الوهمية التي ألبسوها ثوب النصرانية، ومن المعلوم أن البلاط الأموي كان يعج بالشخصيات النصرانية المعادية للنبي، ولذلك نرى بأن أحدهم اخترع من داخل البلاط الحاكم كذبة عشق النبي لزينب زوجة زيد، دون أن يعترض عليه أحد من فقهاء البلاط وحكامه. وهكذا مع ضرب أصل الوحي بهذا الفيلم الهيولودي ينضرب الدين بأكمله.

هذه هي الرواية الرسمية الصادرة من السلطة الحاكمة المعادية للجهة التي تتكلم عنها، وفي مقابلها رواية أصحاب العلاقة المباشرة وهم أهل بيت الوحي، فعن الامام جعفر الصادق عليه السلام أنه قال: إن الله إذا اتخذ عبداً رسولاً أنزل عليه السكينة والوقار، فكان الذي يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه]
فلا غط ولا ذعر ولا رجفان ولا تدثير ولا تزميل ولا ذهاب إلى عند أحد من البشر، كما أنه لا يجهل ما هو عليه، بل يكون في سكينة ووقار، على بينة من أمره ومن نبوته.

- - - - - - - - - - - -

وأما أن الرواية صادرة من البلاط، فلأنها مروية من عمال البلاط الحاكم نفسهم:

في صحيح البخاري، ج١، ص٤، ح٤:

حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت:

"أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم} فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فقال: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى يا ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أومخرجي هم، قال: نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي".

قال ابن شهاب: وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله الأنصاري قال وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه:

"بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه فرجعت، فقلت: زملوني زملوني، فأنزل الله تعالى {يا أيها المدثر قم فأنذر} إلى قوله {والرجز فاهجر} فحمي الوحي وتتابع".
انتهى.


الرواية خرجت من القصر الأموي:

إذ هي صادرة عن "محمد بن مسلم بن شهاب الزهري" وكان شديد الصلة بالبلاط الأموي،
بل هو خدم أربعا من خلفائهم مشيدا بأعمالهم ساكتا عن جرائمهم، وكان قائد شرطتهم وقاضيهم، حتى كان البعض يناديه بمنديل الأمراء، لأنهم كانوا يعلقون جرائمهم على فتاويه.

وقد أشار المستشرق (جولد زيهر) بأن صلة الزهري بالأمويين هي التي مكنت لهم أن يستغلوه في وضع الأحاديث الموافقة لأهوائهم حيث قال:

"ولم يكن الأمويون وأتباعهم ليهمهم الكذب في الحديث الموافق لوجهات نظرهم، فالمسألة كانت في إيجاد هؤلاء الذين تنسب إليهم، وقد استغل الأمويون أمثال الإمام الزهري بدهائهم في سبيل وضع الأحاديث".

ولمعرفة نفسية الرجل الانتهازية وخلفيته الأموية يمكن الاستزادة من معلومات الرابط التالي:

https://forums.alkafeel.net/node/882496

كما أن في الرواية أيضا: عروة بن الزبير.
وسيأتي لاحقا الكلام عنه لأنه -كما الزهري- سيتكرر اسمهما في كثير من الروايات المسيئة للنبوة وللاسلام، وبالنسبة لعروة بن الزبير فيكفي اعترافه على نفسه حيث قال -كما في السنن الكبرى للبيهقي-:
"أتيت عبد الله بن عمر بن الخطاب، فقلت له: يا أبا عبد الرحمن إنا نجلس إلى أئمتنا هؤلاء فيتكلمون بالكلام نحن نعلم أن الحق غيره فنصدقهم ويقضون بالجور فنقويهم ونحسنه لهم، فكيف ترى في ذلك. فقال (ابن عمر): يا ابن أخي، كنا مع رسول الله نعد هذا النفاق، فلا أدري كيف هو عندكم".

أما عائشة، فإن الرسول تزوج بها بالمدينة، أي بعد البعثة ب ١٣ سنة، فلا تتوهم بأنها شاهد على الحدث.

النتيجة: إلى الآن تبين أن رواية بدء الوحي هي رواية حكومية صادرة من سلطة معادية للنبوة.

[Zyad]

وقد أشار المستشرق (جولد زيهر)

أصبح كلام جولدزيهر حجة في السيرة النبوية و رواتها
أنا أعلم من البداية أن مدار موضوعك سيكون على أن رواة السيرة لم يكونوا من الروافض

ردود الفعل الأولية على نزول ملاك الوحى

هناك أمر يجب أن يستوقفنا ههنا بخصوص ردة فعله على نزول ملاك الوحى للمرة الأولى. فاللافت للنظر أنه ابتداءا لم يتهلل لهذا الأمر بل أزعجزه بشدة وأدخل الفزع إلى قلبه حتى أنه هبط من الغار مهرولا إلى زوجه طالبا منها أن تدثره بثيابه وظل يرتجف لبعض الوقت حتى ذهب عنه الروع وأخذ يتفكر فى هذا الذى عرض له ولم يقفز إلى استنتاج أن هذا الذى ألم به هو نزول الوحى من خالق السماوات و الأرض بل أشكل عليه الأمر وأخذ يستشير فيما حدث و تشكك فى بادىء الأمرحتى تشكلت لديه القناعة إن هذا الذى ظهر له هو كائن علوى لاسيما لما رآه على صورته الحقيقة سادا بعظم خلقه الأفق فى مناسبة أخرى وتلك التفاصيل كما ذكرت عالمة النفس ليزلى هازلتون تنبئنا بأن هذه التجربة تجربة صادقة وليس أمرا مفتعلا ولا من وحى الخيال.

[الشيخ وسام اسبر]

أخي زيد

١. لم أذكر كلام المستشرق من باب الحجية بل للإشارة فقط، ثم إني أحلت القارئ الى رابط فيه تجميعات عن الزهري متعلقة بسيرته وشخصيته يمكن الاستزادة من مضمون الرابط. ولاحظ أنك استنكرت أن اذكر كلام لمستشرق وإذا بك تقتبس كلاما لعالمة نفس، وهذا اسمه الكيل بمكيالين. على أن كلامها لا يحل مشكلة عدم معرفة النبي بنبوته الا أن يخبره قس نصراني بذلك ثم يفتر الوحي بموته.

٢. غرضي من الموضوع تبيان أن الرواية الرسمية التي نقرأها هي رواية السلطة الأموية الصادرة من داخل البلاط الأموي، وهم لم يكونوا يخترعون الروايات لتحسين صورة الاسلام والنبي كما يظن البعض ممن يردد (التاريخ يكتبه المنتصرون) للقول أن المدائح التي قيلت عن النبي هي اختراع، بل بالعكس هذه المدائح لشهرتها لم يستطيعوا حجبها فوضوعوا المختلقات لتشويه النبوة والاسلام.

٣. وعليه من المؤسف أن تعتبر أنه إما يجب علينا أن نقبل الرواية الأموية الرسمية أو أن الذي يأتي برواية مختلفة يجب أن ننعته بالرافضي وبقية النعوت.

[Zyad]

كلاما لعالمة نفس،

أنقل كلامها في مجال تخصصها أي ماهو المتوقع عندما يتعرض شخص ما لتجربة كهذه أما جولدزيهر ما شأنه بسيرة النبي ورواتها
فهذا مجرد مستشرق حاقد يطعن في الاسلام جملة وتفصيلا
لا وجود لشىء اسمه الرواية الاموية الرسمية إلا في مخيلة الروافض
محمد بن شهاب الزهرى متفق على أنه حجة في الحديث و السيرة بين العلماء ولا أحد يطعن في ذلك سوى الروافض الذين لم يسلم الصحابة من أذاهم

[الشيخ وسام اسبر]

كل من ينتقد الأمويين تجعلوه حاقدا ومتعصبا!

أما الموضوع فهو بحث في السيرة النبوية الاسلامية، ومع ذلك ينقله المشرف الى قسم العقيدة المسيحية واليهودية في ساحة للحوار الديني بينهم، حتى لا يتم قراءته، ومع تكرر هذا الأمر وتكرر الاجراءات التعسفية بحقي، فضلا عن الاساءات الشخصية من قبل بعض المشرفين كالمسمى بالمسعودي الذي تكلم عن طفولتي التي لا يعرف عنها شيئا.

ولذلك صار من اللازم ترك هذا المنتدى لأهله (الملحدين والمسيحيين والوهابية) وعليه يغلق هذا الموضوع قبل أن يبدأ أصلا. لأنه حتى هذا الشخص او الاثنين الذين قلت بأني أطمع أن أفيدهم بموضوعي وقراءتنا للسيرة، حتى هؤلاء من المستحيل أن اجدهم هنا.

سأكمل البحث على حسابي في الفيسبوك. أفضل

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[Hamdan]

تحياتي ..

تم اعادة الموضوع لقسم العقيدة الاسلامية طالما انه يتناول التاريخ الاسلامي من اكثر من وجهة نظر ،لكن يرجى عدم الاغراق بالنقاش الطائفي.

[Zyad]

كل من ينتقد الأمويين تجعلوه حاقدا ومتعصبا!

إن لم يكن اطلاق أحكام الكفر على المسلمين هكذا ووسم بني أمية بأنهم منافقون يظهرون الإسلام و يضمرون الكفر و الكراهية للنبي استنادا لأكاذيب الرافضة أنفسهم حقدا وتعصبا فما هو الحقد و التعصب.
ثم تقول أن من يعترض على هراءك هذا هم الوهابية
هل هناك أحد من أهل السنة يرمي بني أمية وخلفائهم هكذا على إطلاقهم بالكفر و اضمار العداء للاسلام و النبي؟ أم أن هذا لا يفعله سوى الرافضة الذين طعنوا حتى في أكابر أصحاب النبي