![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو بلاتيني
![]() |
من صدمات تعرفي على الديانة الالحادية ان اكتشف انه يوجد بشر يدعي انه عاقل وفي نفس الوقت يطعن في بدهيات العقل! ولا اعرف ماذا سيربح من الطعن في مبدأ عدم التناقض مثلا؟ فعلى هذا، حتى لو كانت العقيدة الالحادية في نفي وجود الله صحيحة، فهذا لن يعني ان العقيدة الإيمانية في اثبات وجود الله خاطئة!!
مبدأ عدم التناقض واحد "مسلم" عالماني يقول هنا ان فلان يا اما هنا في المكتب ويا اما هناك في الجبال. مستحيل يكون هنا وهناك في نفس الوقت… ما رأيك انه في العالم الواقعي (اشارة الى ميكانيكا الكم) الإلكترون يكون هنا وهناك في نفس الوقت. أجاب الشيخ هذا المجنون باجوبة عقلية جيدة (لكن كيف ستقنع انسان يشك في عقله!؟) وعاد الى الموضوع لاحقا بجواب علمي (شكل الاجوبة المفضلة لدي) فقال ان قراءته في هذا الشأن ليست متعمقة وانه سيكون مقلد ويرجع الى المتخصصين، وذكر أن هناك ستة مدارس في تفسير هذه الظاهرة، اثنان منها تتبنى تفسير يطعن في مبدأ عدم التناقض، والمدارس الأربعة الاخرى تفسرها بدون ان تطعن في هذا المبدأ. التفسير الاكثر قبولا ناتج من تعريف الالكترون انه لا هو جسيم ولا موجة، ولكن مجال يتواجد في كل مكان، كالمجال الكهربي حول الشحنة الكهربائية. لكن وفقط في حالة الرصد، تتجمع كل الطاقة في نقطة محددة ترصد كأنها جسم متحيز في نقطة محددة نسميها الإلكترون. السببية في حوار اخر بين مسلم وأحمد سامي حول مبدأ السببية، هل هي استنباطية (كما يقول المسلم) ام استقرائية (كما يقول سامي). سامي سيبدأ في شرح الفرق هنا وخلاصة الكلام ان الاستقراء هو ان تنطلق من مشاهدة، مثلا "كل انسان سيموت"… هذا الاستلزام نابع من ملاحظتنا ان كل انسان بالفعل يموت، لكن المنهج الاستقرائي فيه مشكلة، وهي انك لا تضمن ان هذا سيحدث دائما… سامي يقول ان السببية تقع في هذا الباب، نرى الاشياء تحدث بسبب ومن هنا استنتجنا -استقرائيا- ان لكل حادث له سبب، لكن قد يكون هناك حوادث بلا سبب. اما الاستنباط فهو ينطلق من التعريف، مثلا الارملة هي التي مات زوجها، لا يمكن ان توجد ارملة لها زوج حي، هذا مرفوض لمخالفته للتعريف… والمسلم يقول بل السببية يقع في هذا الباب. المسلم استخدم قلمه هنا كمثال وقدم تعريف ل "ممكن الوجود" وهو ما يصح وجوده ويصح عدمه، او يتساوى فيه الوجود والعدم، يعني ضع الوجود في كفة وضع العدم في كفة ثانية... وهناك ثلاث حالات حول وجود القلم: 1 القلم ظهر بلا اعتبار (شيء من لا شيء)... وهذا يناقض التعريف لممكن الوجود، بحيث وقع التساوي فيه بين الوجود والعدم، فالقلم حصل له وجود. 2 القلم ظهر باعتبار نفسه (خلق نفسه)... ايضا هذا يتعارض مع التعريف فهو مرفوض. 3 القلم ظهر باعتبار خارجي… وهذا الذي لا يتناقض مع التعريف ومنه خرجنا بمبدأ السببية استنباطيا. سامي هنا اما انه لم يفهم حجة المسلم او انه بهت! اعتقد خطأ ان المسلم قال سأفرض ان لكل محتمل وجود له سبب وبدأ يسأله من أين أتيت بهذه الفرضية الى اخر مغالطة رجل القش! بعيدا عن كل هذا، السؤال لماذا يلجأ الملاحدة الى الطعن في البدهيات العقلية؟ السبب: هكذا يمكن بلع الترهات والخرافات باسم المادية… حتى تمرر التفسيرات السخيفة فيجب ان تقنع الناس ان المشكلة ليس في التفسير السخيف ولكن في عقول الناس! تماما كما فعل رتشارد دوكنز عندما سألوه اليست فكرة خلق الكون صدفيا من لاشيء فكرة مخالفة للبدهيات العقلية؟ فأجاب: "هذا يعارض بالفعل البدهيات العقلية، لكن وكما قلت سابقا لا يمكنك الاعتماد على البدهيات العقلية، لو كان بالامكان عمل الاشياء بالبدهيات العقلية لما احتجنا الى فيزيائيين" يا سلام عليك، تطعن في بدهيات العقل ثم تحارب الاديان من خلال مقدمات عقلية! ايضا رتشارد ليونتن يعترف هنا: "ان عزمنا على قبول الادعاءات العلمية المتعارضة مع البدهيات العقلية هو مفتاح فهمنا للصراع الحقيقي بين العلم التجريبي وما وراء الطبيعة. اننا ننحاز الى العلم التجريبي على الرغم من السخافة الواضحة في بعض تراكيبه وعلى الرغم من فشله في الوفاء بالكثير من وعوده المبالغ فيها حول الصحة والحياة وعلى الرغم من تسامح المجتمع العلمي مع قصص لا دليل عليها من نوع خدها كما هي. وهذا كله لأن لدينا التزاما مسبقا، التزام بالمادية. إن المسألة ليست أن طرق ومؤسسات العلم تجبرنا على قبول تفسيرات مادية لعالم الظواهر بل على العكس اننا مدفوعون بالتزامنا المسبق بالأسباب المادية إلى أن ننشيء منظومة استكشاف ومجموعة مفاهيم تنتج تفسيرات مادية مهما كانت هذه التفسيرات مصادمة للبديهة ومهما كانت محيرة لغير المتمرس. كذلك فان هذه المادية مطلقة اذ علينا ان لا نسمح لأي قدم الهية الولوج من الباب." وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [2] |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
كالعادة عرض اختزالي و سطحي
في الحقيقة ليست مشكلة الالحاد الجديد مع العقل، بل مشكلة الفكر البشري جملة مع العقل، كلما ازداد الفكر البشري تعمقا اكتشف ان هناك بالفعل اشياء لا يدركها العقل المجرد، و هذه الصدمة تنتج عنها تساؤلات مفهومة مبدئيا عن مدى صواب العقل نفسه. هذا مبحث فلسفي شائك و لا مفر منه و ليس شيئا يخص الالحاد. بالطبع، اذا ادى الامر الى تعطيل حجية العقل جملة و تفصيلا فهو نوع من الجنون، لكن الاكثرية تجد لنفسها تسوية عبر تقسيم الوجود الى مجالين : مجال ضمن الادراك البشري و مجال خارجه، ثم ترى ان العقل له حجية في مجاله و لا حجية له في خارجه. كالقول مثلا أن البديهيات العقلية تعمل داخل الكون فقط، أو أنها تعمل في عالم الشهادة دون عالم الغيب و الالهيات الخ. و هذا شيء لا اوافق عليه تماما لكنه ليس جنونا لأن الجنون كما افهمه هو الانفصال التام عن الواقع. تجد نفس المشكلة في الدين بصورة اوضح، اول شيء سيقوله لك المتدين أن الخالق لا يمكن فهمه بالعقل البشري و هذا التبرير الجاهز لأي تناقض أو شيء يرفضه العقل في الخالق. خذ مثلا نزول الله في الثلث الاخير من الليل و هو يبدو مستحيلا في ارض كروية حيث الليل موجود طوال الوقت. هناك مسلم سيؤول الأمر بأن الله ينزل برحمته لا بذاته، هناك مسلم ظاهري سيقول الوصف معلوم و الكيف مجهول و الله لا تجري عليه بديهياتنا العقلية و هو يستطيع فعلها. هناك مسلم اخر سيقول ان الزمن اصلا نسبي و بالتالي لا مشكلة. الان اخبرني ما الفرق بين هذا و بين من يقول ان الالكترون يمكن ان يكون هنا و هناك في نفس الوقت ؟ منذ يومين كنت اناقش صديقا متدينا حول امكانية تشكل الثوابت والقوانين الكونية عبر محاولات مستمرة من الانفجارات الكبيرة لنقطة التفرد الاولى (أو شيء ابسط منها، الفكرة وصلت) ، فقال لي انه حتى لو وصلنا الى شيء في منتهى البساطة فما زالت تجري عليه قوانين العقل الاولى كقوانين الاحتمالات و قانون التناقض و هذه لابد لها من خالق، فسألته هل معنى ذلك ان الخالق لا ينطبق عليه قانون التناقض ؟ فأجاب نعم. فقلت له اذا يلزمك الاعتراف بانه يمكن ان يكون موجودا و غير موجود في الوقت نفسه. فالخلاصة ان هذه الاسئلة الشائعة و الجذرية لا بد منها سواء في الدين أو الإلحاد، و الواجب علينا السير مع العقل حتى النهاية فإن شهد العقل على نفسه بالبطلان (و هو امر مستحيل برأيي لكن اناقش فرضا جدليا) او النقص فيجب ان نكون شجعان بما يكفي للاعتراف بذلك و يكفينا شرف المحاولة. لكن المشكلة مع المتدين انه يرفض السير مع العقل ابتداء ما دام يخالف معتقده و تراه ناقدا بارعا لللاعقلانية في فكر خصمه و مبررا بليدا لللاعقلانية في دينه. هناك فرق كبير بين من لا يريد السير مع العقل ابتداء و بين من يسير معه الى النهاية ثم يصطدم باشكالات توهمه ببطلان العقل. |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [3] |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
الشيء الآخر هو أن لديك سوء فهم لمعنى كلمة بديهية أو common sense
الكلمة فضفاضة بعض الشيء ولا تعني حصرا الأوليات العقلية كقانون عدم التناقض. البديهية هي شيء يبدو لنا صحيحا بوضوح لا مجال معه للشك و لكن ضع الف خط تحت كلمة "يبدو" مركزية الارض تبدو بديهية من منظور العين البشرية المجردة لان كل شيء يدور حول الارض. مطلقية الزمن و الكون المؤلف من ثلاثي ابعاد بديهي للعقل البشري لانه لا يستطيع تخيل شيء غيره، لكن النسبية هدمت هذه البديهيات. تريد مثالا اوضح ؟ تخيل انك تعيش في عالم ثنائي الابعاد و عقلك غير مصمم لاستيعاب البعد الثالث. ستعتقد جازما أن المستقيمين اما ان يكونا متقاطعين او متوازيين. إذا اخبرك كائن يعيش في عالم ثلاثي الابعاد ان المستقيمين يمكن ان يكونا غير متقاطعين ولا متوازيين لانهما قد يقعان في مستويين مختلفين اصلا فستتهمه بالجنون و الخروج عن البديهيات، و لن تفهم كلامه إلا إن أخذك لعالمه ثلاثي الأبعاد و جعلك ترى بنفسك. فالبديهيات تتغير حسب مستوى الادراك و زاوية النظر للأمر أما الأوليات العقلية فهي شيء آخر. و عندما يقبل العالم نتائج علمية مخالفة للبديهيات فهذا لأن عليها براهين مستندة إلى تلك الأوليات العقلية و إلى التجربة. من الغرور أن تعتقد ان تصورك البشري للكون مطلق و أن الكون عليه الاتفاق مع بديهياتك، لكن بالطبع سيتفق مع الأوليات العقلية لسبب بسيط، هي ليست مجرد مبادئ "عقلية" بل هي جزء من طبيعة الوجود الخارجي نفسه. عندما نسميها مبادئ عقلية فهذه التسمية توحي بأنها جزء من بنية عقولنا البشرية وهذا هو منشأ اوهام التشكيك في صلاحية العقل، في الواقع عقولنا البشرية مجرد ادوات لقراءة الواقع الخارجي، و القوانين الأولية هي القوانين الأولية للوجود ذاته و عقولنا تتعلمها من الخارج بالملاحظة. و بالعودة إلى مثال الكائن ثنائي الأبعاد، لاحظ أن الأوليات العقلية هنا لم تسعفه في فهم ما هو خارج عالمه ليس لأنها خاطئة بذاتها و لكن لأن تطبيقها خاطئ. تماما كما لم تساعدنا على فهم طبيعة الزمن مباشرة دون حسابات و تجربة. ما اريد قوله هنا هو ان العقل النظري فعلا محدود خارج نطاق ادراكه ولا يوثق بنتائجه ليس لأن العقل خاطئ بل لأنه عرضة للتوهم، و لضمان عدم التوهم نضيف إليه عامل التجربة. أما داخل مجال إدراكه فهو موثوق طبعا و من ينكره منفصل عن الواقع كليا و بالتالي مجنون. اكتفي بهذا حاليا. |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [4] |
|
V.I.P
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
|
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [5] |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
امثلة اخرى ثابتة لمخالفة الوقائع العلمية للبديهة البشرية :
1- اللون الاحمر موجود بالنسبة لبديهتنا، في الواقع هو مجرد ترددات موجية يترجمها عقلنا الى أحمر. أي انه شيء ذاتي لا يوجد إلا في دماغ الرائي. من الممكن نظريا وجود كائن واع دماغه مبرمج على ترجمة هذه الموجات إلى أخضر مثلا. لكن في نفس الوقت : رؤيتنا للأحمر في مكان ما دليل على وجود هذه الموجات فيه، وجودا موضوعيا. 2- الكرسي الذي تجلس عليه موجود برأي بديتهك ككتلة حقيقية مالئة للفراغ، لكن فيزيائيا معظم الذرة فراغ و قوة التنافر الناتجة عنها هي ما توهمك بوجود شيء حقيقي يملأ الفراغ. البديهة common sense ليست هي نفسها الاوليات العقلية بل مجرد قشرة رقيقة تغلف العقل. تتفق مع الواقع ضمن حيز ادراك العقل حيث العقل لا يتوهم. تخالف الواقع خارج هذا الحيز حيث العقل يمكن أن يتوهم. |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [6] | |||
|
عضو بلاتيني
![]() |
بعد ان قال "اكتفي بهذا حاليا" كتب 10 اسطر زيادة!
لم تكتب جملة مفيدة واحدة يا حنفا، كأني أتكلم عن أسعار البيض وانت تتكلم عن لون السماء! اقتباس:
اقتباس:
1 رفض هذه النظرية السخيفة لانها مخالفة لضرروريات العقل. 2 قبول النظرية السخيفة بعد ضرب الضروريات العقلية. روج للخيار الثاني ومع هذا كانوا يصفقون له بحرارة... مجانين! اقتباس:
لم تخبرنا برأيك في هذا، لكن رحت تتكلم عن شيء اخر تماما، مركزية الارض وكل الامثلة التي ضربتها لا علاقة لها بالضررويات الاساسية للعقل. |
|||
|
|
||||
|
|
|
رقم الموضوع : [7] | |||||
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
اقتباس:
اقتباس:
عموما ارجو ان يتضح لك الترابط فيما بعد. اقتباس:
نعم عند التحليل والتجريد العميق يزول الالتباس و تستطيع التوفيق بين تمسكك بالاوليات العقلية و بين قصور عقلك. لكن ما اريد قوله ان الاكتشافات العلمية تتحدى بديهياتنا التقليدية بحيث من يبدأ بطرح اسئلة شكوكية بعدها فهو معذور أكان ملحدا أم مؤمنا. اقتباس:
لكنك ما تزال مصرا على وضع كل شيء في الخلاط لتقنع نفسك ان خصومك مجانين. برافو! "و إن كنت تدري فالمصيبة أعظم" اقتباس:
لكن لحسن الحظ نحن نعرف ان صديقنا ثنائي الابعاد مخطئ في شكه، و سأستخدم هذا المثال في توضيح الأمور تماما في المشاركة التالية.
التعديل الأخير تم بواسطة القط الملحد ; 04-13-2020 الساعة 11:53 PM.
|
|||||
|
|
||||||
|
|
|
رقم الموضوع : [8] |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
صديقنا ثنائي الأبعاد اكتشف حقيقة تتجاوز أبعد تصورات عقله فبدأ يشك في عقله.
تخيل ان يفعل مثلك و ينفي هذه الحقيقة فقط لأن عقله المحدود لا يستوعبها ألن يكون ساذجا ؟ بالمقابل شكه في عقله مرفوض أيضا و هو خطأ ناتج عن الارتباك. الخدعة هنا في تعريف مبدأ عدم التناقض، نقيض المتوازيين ليس "المتقاطعين" بل "اللا متوازيين" ، و لكن لأن صديقنا لا يستطيع تصور وجود مستقيمين لا متوازيين و في نفس الوقت ليسا متقاطعين، افترض ان "متقاطعين" تكافئ "لا متوازيين" و هنا الخطأ. تعال نفرض جدلا ان الالكترون يظهر في مكانين مختلفين في نفس الوقت، هل هذا يخالف مبدأ عدم التناقض ؟ لا لأن نقيض "وجود الالكترون هنا" ليس "وجوده هناك" ، بل "عدم وجوده هنا" لكننا في أذهاننا نعتبر أن "هنا" و "هناك" نقيضان لاننا لا نستطيع تصور غير ذلك. اذا ثبت ان الالكترون هنا و هناك في نفس الوقت، فالمشكلة في تصورنا للمكان و الزمان و ليس في قانون التناقض. في الحقيقة يمكن استخدام هذا المنطق لصالح الدين أيضا، يمكنك أن تصدق حديث نزول الله في الثلث الاخير من الليل دون أن تظن أن الله لا يجري عليه قانون التناقض، ببساطة يجب أن تقر ان فهمك للزمان و المكان قاصر. حصيلة كل هذا الكلام : مهما تمسكت بالأوليات العقلية فأنت لا تستطيع دائما ضمان أنك تستخدمها بصورة صحيحة لأن تصورك للموضوع قد يكون خاطئ، تماما كصاحبنا ثنائي الأبعاد. و من الممكن أن تكتشف حقائق تصدم أشد تصوراتك عن العالم بديهية و تبدو للوهلة الاولى متعارضة مع الأوليات العقلية، لكن ليس عليك أن تختار بينها و بين هذه الأوليات. ببساطة تصوراتك الخاطئة و ليست الحقائق المثبتة بالتجربة ولا الأوليات الضرورية. اذا : لاستخدام الأوليات العقلية بشكل صحيح لابد من تحصيل تصور دقيق للموضوع أولا. و لهذا لا يمكن الركون لهذه الأوليات في مجالات تفوق حدود ادراكنا، كأصل الكون، و العالم دون الذري، و الإلهيات، ولا يمكن اكتشاف هذه العوالم دون التجربة و الا نقع في الأوهام اللفظية و الضلالات. بالمقابل يمكن استخدامها باطمئنان تام في العالم المشهود. ليس طعنا في الأوليات العقلية بل في تصوراتنا. ضع تحت هذه الجملة ألف خط. التشكيك هنا في العقل التأويلي و ليس في العقل الأولي. و إصرار العلم الحديث على استخدام التجربة كوسيلة مضمونة وحيدة مبرر ولا غياب عليه ولا يطعن في الأوليات العقلية لو فهمته بشكل صحيح، حيث سيكون دور الأوليات العقلية تأسيس القاعدة المعرفية للمنهج التجريبي و ليس النيابة عنه تماما. نعود الآن الى السؤال : من هو المبتعد عن العقلانية حقا ؟ ذاك الذي يشكك في الأوليات العقلية أم ذاك الذي لا يشكك بها و لكن يعطل عقله من أجل موقف اديولوجي مسبق ؟ اجابتي هي أن الأول سار مع العقل حتى اخر الطريق الى ان اصطدم باشكالات تطعن في العقل و لم يتمتع بالتفكير التجريدي الكافي لحلها، و لذلك هو معذور ما دام من حيث المبدأ لا يمتنع عن استخدام عقله طوعا. اما المتدين الذي يعطل عقله بارادته ما دام يخالف معتقداته السابقة و يجيز لنفسه التبرير المشهور "هذا يفوق عقولنا القاصرة" و يحرمه على غيره فهذا لا عذر له و موقفه هو النقيض التام للعقلانية. |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [9] |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
تابعت الحوار الذي وضعت رابطه بالمناسبة و الطرفان خيبا أملي. السيد "مسلم" علماني يطعن في الأوليات العقلية جملة و تفصيلا و لا يعي الانهيار المعرفي الكامن وراء موقفه، الأخ صاحب عقلية علمية وليس فلسفية و هؤلاء من الصعب شرح هذه الأمور لهم. أتفق معه بالتأكيد في انتصاره للمنهج التجريبي و لكن ليس بهذه الطريقة العوجاء. و لم ينسى طبعا استخدام حجة التعارض الوهمي بين التطور و الأوليات العقلية و أن الانتخاب الطبيعي يكون عقولا مصممة للنجاة و ليس لمعرفة الحقيقة، تعريف الحقيقة عندي هو موافقة الواقع، و لا يمكنك النجاة دون فهم الواقع المحيط بك. لو هاجمك نمران و ظننتهما نمرا واحدا فستهلك، لو واجهك خطر و ظننت ان الخطر قائم و غير قائم في نفس الوقت فلن تعرف كيف تتصرف و أيضا ستهلك. الانتخاب الطبيعي لا يصنع عقولا مثالية لفهم الواقع و لكنه يؤدي بالضرورة لفهم الأوليات العقلية كشرط للنجاة.
الشيخ على الجانب الاخر يقول أن الأوليات العقلية هي فطرة تم برمجتها في عقولنا من قبل الخالق و أننا لا نملك خيارا سوى اتباعها لأننا "نشعر" بأنها مطلقة الصحة. لا يا شيخ! ما الفرق بين أن تكون "برمجة" تطورية أو برمجة فطرية مقصودة ؟ على الحالتين ليس لديك دليل على أن هذه البرمجة متوافقة مع الحقيقة. حتى الحجة الديكارتية المتعلقة بصدق الإله و أنه لا يمكن أن يعطيك برمجة عقلية خاطئة لأنه لا يكذب لن تسعفك هنا لأنك تحتاج للأوليات العقلية أولا لتثبت صدق الإله ثم تثبت به هذه الأوليات العقلية التي هي عندك برمجة، منطق دائري. المسلم العلماني ايضا يقول ان سبب تمسكه بالدين هو انه لا يمكن بناء الاخلاقيات بدونه، مع ان نفس مشكلة المنطق الدائري ستظهر هنا. هذا هو الدين، أقحم الله في المعادلة لتأخير المشكلة خطوة بدلا من حلها و تجاهل الكارثة. الإجابة الأصح هو أن هذه الأوليات العقلية ليست "عقلية" بالضبط، بمعنى ليست مجرد برمجة داخل عقولنا، عقولنا مجرد أدواة لقراءة الواقع الخارجي، و ما نسميه بالمبادئ العقلية هي مبادئ الوجود نفسه، طبيعة الوجود الخارجي ببساطة و نحن نتعلمها بملاحظة الواقع حولنا، لهذا السبب هي مطلقة. و لو تأملت في هذا الكلام فستجد انه ينصر المنهج التجريبي لأن الأوليات العقلية نفسها يتم تعلمها بالملاحظة و ليست شيئا موضوعا في عقولنا بصورة مسبقة.
التعديل الأخير تم بواسطة القط الملحد ; 04-14-2020 الساعة 01:46 AM.
|
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [10] | |
|
عضو بلاتيني
![]() |
في الاول تجاهلت الموضوع والان تتكلم بشكل مبهم مع اني ذكرت مثالين على الواقع، لا اعرف هل انت ممن يحترمون عقولهم ام من الملاحدة المجانين؟
مرة تقول: عندما تقرأ عن النسبية و يتزلزل عقلك فمن الصعب أن لا تفكر بأنك قد تكون مخطئا بشأن "الأوليات العقلية" أيضا. وبعدها تقول: نعم عند التحليل والتجريد العميق يزول الالتباس هل ترى ان البدهيات العقلية مطلقة؟ اذا قلت نعم فانت لديك مشكلة تناقض مع الالحاد، تماما كتناقضك الاخلاقي… اذا قلت لا فانت مجرد مثال اخر على المجانين الذين يطعنون في عقولهم، وعلى هذا أي حجة لك مهما عقلنتها فهي ليست حجة لانها تبدأ بالعقل المشكوك فيه. اقتباس:
من جهة هذان "العاقلان" يؤمنان ان الكون نشأ من لا شيء، يعني بلا سبب، وهذا عندهم بالفعل يناقض مبدأ السببية، لكن بدل الطعن في النظرية السخيفة، طعنوا في السببية. كما قال الاخر: ان عزمنا على قبول الادعاءات العلمية المتعارضة مع البدهيات العقلية هو مفتاح فهمنا للصراع الحقيقي بين العلم التجريبي وما وراء الطبيعة……. وهذا كله لأن لدينا التزاما مسبقا، التزام بالمادية. عدم التفرقة بين اللاشيء الفلسفي واللاشيء الفيزيائي هذه مشكلة كراوس، في الواقع لا اناقش نظريته الان، اناقش طعنه في مبدأ السببية فقط. ما رأيك؟ ممكن للكون ينشأ بلا سبب؟ لا أرى في الكلام الاخر اي علاقة بالموضوع لهذا سأتجاهله، وايضا لانه كلام طويل! سأرد عليه في سياقه. |
|
|
|
||
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| مشكلة, الالحاد, الجديد, العقل |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond