شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 12-15-2018, 02:40 AM binbahis غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
binbahis
الباحِثّين
الصورة الرمزية binbahis
 

binbahis is on a distinguished road
افتراضي ونحن ألطف (رسالة مفتوحة إلى المؤمنين)

لا أستطيع أن أذكر لي نقاشا مع مؤمن "معتدل" (أستعملها للاختصار رغم أني لا أحب هذا المصطلح) لم أشعر فيه بعتب من المؤمن أنه سمح لطيف معنا ولذلك يتوقع منا بالمقابل أن نمتنع عن نقد معتقداته العزيزة على قلبه والتي نراها لا خاطئة فحسب، وإنما شريرة لأسباب سأدعها إلى وقت أنسب.
هنا قد يدهش المؤمن إذا وافقته بلا نقاش أنه سمح لطيف فعلا، وكيف لا أوافقه وهو يقرأ في كتابه المقدس كل يوم آيات غرضها الوحيد هو شيطنة المخالفين ووصفهم بأنهم أضل من الحيوانات وأنهم أنجاس ومستكبرون وأشرار (في حين أن الآيات التي تتحدث عن مخلوقات بشرية عادية جدا لم تر في الأديان ما يثير الاهتمام -ببساطة- مفقودة تماما)، ورغم ذلك يتعب نفسه بتأويل هذه الآيات كيلا نكون نحن المعنيين بها (مثل أنها نزلت في ظروف حربية، لن أستفيض الآن في أن أذكى كائن في العالم كان يسعه أن يضيف إلى كتابه الصالح لكل مكان وزمان حاشية سفلية يوضح لنا فيه هذه الملابسات الظرفية الخاصة كيلا يسيء فهم مقصده مئات الملايين من البشر).
أنا أفهم مشاعر صديقي المؤمن السمح اللطيف لأنه أكثر سماحة ولطفا من كتابه المقدس، لذلك هو يشعر بنوع من "الإنجاز" أنه لم يتأثر مثلما تأثر مئات الملايين غيره بسموم يقرؤونها جميعا كل يوم. تصور شخصا يقرأ كل يوم آيات تصف الكفار والمخالفين بأقبح الأوصاف وتطردهم من رحمة أرحم كائن في الوجود، ألا يحق لشخص كهذا أن يشعر بالبطولة أنه استطاع -على الرغم من كل تلك السموم المثيرة للرعب والفزع- أن ينظر إلى الكفار والمخالفين بعين الكفاءة والمساواة لا الفوقية والاستكبار؟ كلا لست هازلا، لست أسخر بل أنا جاد تماما. هذا الإنجاز كلمة جبّار قليلة عليه وهو حقا عمل بطولي يستحق وساما وأنا أرفع قبعتي لهؤلاء المؤمنين الذين نجحوا في الحفاظ على تواضعهم مع الآخرين.
هذا الصديق اعتمد على مقدمة صحيحة ولكنها ناقصة، ولأكمل مقدمته أقول: إن كان هو لطيفا فنحن لسنا أقل منه لطفا.
لن أقول إننا ندع المؤمنين يتعبدون ربهم بتلاوة آيات مقدسة هدفها نزع الإنسانية عنا وتخويننا والقذف في نوايانا وسرائرنا ووصفنا بأوصاف نابية لا تليق، بل نحن نذهب أبعد من ذلك حينما ندافع عن حق المؤمنين بأن يتقربوا إلى ربهم بتلاوة هذه الجهالات المثيرة للفزع.
كيف تظن أن الممالك والجمهوريات التي تحمي الحريات ولدت: إنكلترا وبقية دول أوربا وأستراليا وأمريكا وكندا ونيوزيلندا؟ هذه الدول قامت على إرث ثقافي يحمي حرية التعبير حتى ولو آذى مشاعر الآخرين (لا معنى لشيء اسمه حق حرية التعبير أصلا ما لم يرافقه حق إيذاء مشاعر الآخرين).
"قد أختلف معك في الرأي، ولكني -رغم ذلك- سأدافع عن حقك بأن يكون لديك رأي مختلف".
هذا صحيح: نحن نرى آيات الشيطنة في العديد من الكتب المقدسة سامة وخطيرة، ولكننا رغم ذلك ندافع عن حق المؤمنين أن يتعبدوا ربهم بها.
وأما إن كنا سنلعب لعبة احترام مشاعر الآخرين، فثق عزيزي المؤمن أن الخاسر الأول هو أنت لأن ربع كتابك المقدس تقريبا سيتعرض "للحجب" كما تحجب الكتب والمواقع التي تخالف القانون بما يحويه من أوصاف نابية وشيطنة وقذف وتخوين لفئة معينة من الناس بناء على اختلاف عقائدي بحت (وهو أمر محظور في معظم الدول المتحضرة اليوم).
أنت لطيف نعم، ولكن إن كنت لطيفا فنحن لا نقل عنك لطفا. وإن كنت تؤمن برب يستطيع أن يسيء إلى فئة معينة من الناس -بناء على خلاف عقائدي بحت- بأسلوب "ليس بالغ التحضر دوما"، ألا يحق لنا على الأقل أن نسمي الأشياء بأسمائها وننتقد أفكارا شريرة كانت هي البادئة بالعدوان من الأساس لما لم تستحيِ من بسط نفوذها على من لا يؤمنون أصلا وشرعت العدوان عليهم وتجريدهم من درجة المساواة في أهون الأحوال ومن حقوقهم في أسوئها؟
ألا تعتقد أن الحقوق تمشي بكلا الاتجاهين وليس في اتجاه واحد، فإن كنت تعطي لنفسك حرية الاعتقاد بما شئت ولو آذى مشاعر غيرك فإن عليك من باب المعاملة بالمثل أن تعطي نفس الحق لمخالفك ولو آذى مشاعرك؟
وإن كنت مؤمنا لطيفا فنحن نحبك ونحترمك بل ونعتبرك شخصا يقوم بعمل بطولي يستحق التبجيل، ولكن كل هذا لا يمنع من أن تتذكر أنك إن كنت لطيفا، فنحن كذلك لطفاء.



:: توقيعي ::: تعريف المؤمن المعتدل: هو المؤمن الذي يحاول إصلاح أخطاء الإله
  رد مع اقتباس
قديم 12-15-2018, 05:00 AM متفائل غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
متفائل
عضو ذهبي
 

متفائل is on a distinguished road
افتراضي

حرية التعبير مقبولة ولكن بشرط الا تصل لدرجة السفاهة، والمقصود هو الشتائم والاهانات الغير بناءة. وهذا الكلام ينطبق على الطرفين المؤمنين وغير المؤمنين.على سبيل المثال : النقد اابناء هو القول ان الاسلام يحتوي ايات تدعو لقتل الكفار ومن ثم تشرح وجهة نظرك اما القول بان الاسلام دين اجرام و دموية ..الخ فهذا نقد غير بناء لا يفيد الا بزيادة الاستقطاب الديني. والقول بان سن الزواج في الاسلام غير مناسب وينتهك الطفولة يختلف عن ان تقول محمد بيدوفيلي . وقس على ذلك . والمنتدى للاسف مليء بالتقد غير البناء

في مناقشاتي مع اصدقائي المؤمنين ، انتقد دينهم بالكامل من راسه لقدميه بدون ان يشعر اي شخص منهم بالاهانة او الغضب. فالمشكلة دائما تكمن بالاسلوب ودائما اصحاب الاسلوب الهجومي الحاد في النقاش يتهمون الاخرين بمصادرة حرية تعبيرهم وعدم تقبل الراي الاخر . طبعا لا احد سيتقبل رايك الاخر ان كان فظا.



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
إلى, ألّف, مفتوحة, المؤمنين, رسالة, وآدم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل يكون اللاديني كاذبا حين نفي الكفر عن نفسه : رسالة مفتوحة إلى زملائنا المسلمين binbahis العقيدة الاسلامية ☪ 19 03-16-2017 12:50 PM
رسالة مفتوحة إلى الرئيس ترامب حول الإرهاب والهجرة سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 53 02-07-2017 09:48 PM
رسالة مفتوحة من مؤمن مسيحيّ إلى مُلحد + ردّ المُلحِدْ على الرسالة فينيق العقيدة اليهودية ۞ و المسيحية ✟ و العقائد الأخرى 3 12-26-2015 01:16 PM
رسالة عبد الله بن إسمعيل الهاشمي إلى عبد المسيح بن إسحق الكِنْدي يدعوه بها إلى الإسلا مُنْشقّ حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 4 07-31-2015 01:59 PM
رسالة إلى أعزائي المؤمنين الشيطان ساحة الاعضاء الجدد Ω 4 10-07-2013 09:10 AM