المسلم والانبهار بالقرآن - فلاشات 1

[النبي عقلي]

سأقوم بعمل سلسلة أسميها " فلاشات " من باب التنوير والتوضيح لمن يريد الحقيقة من الاخوة المسلمين خصوصا وأن أهم ما يعتقد به المسلم أن "القرآن" هو كتاب موحى من الرب / الخالق / الله وأنه تكفل بحفظه وأنه كتاب لا يمكن أن يكون مثل بقية الكتب.

ولكن سأقوم بعمل فلاشات لتوضيح بسيط فيما يخص القرآن منها ما يخص المخطوطات ومنها ما يخص مضامين القرآن، وأكرر أن لا أبحث عن تصفيق أو تلميع، كل ما يهمنا في الأمر هو وضع المعلومات للباحث عن الحقيقة أم المسلمين الذين يعانون من جمود فكري فليعرفوا من الآن أنهم ليسوا عندي بشيء ولا اكترث لمحاولاتهم العبثية.

سأتناول اليوم مخطوط للقرآن يقدر أنه كتب في العهد الأموي إذا أنه مكتوب بالخط الكوفي اي ما بعد عبدالملك بن مروان وبه بعض المدات التي استحدثها الحجاج الثقفي والأقرب أنها بعهد الحاكم هشام بن عبدالملك وهو محفوظ في مكتبة برلين برقم 379 رقم بي بي ان : PPB722031286 ، وهو يحتوي على 53 صفحة.

سأعرض للمشاهد مقطع من سورة لقمان تقريبا من الآية 21



سيلاحظ القارئ اختلافين جوهريين في الكتابة
ومن سلم وجهه إلى الله وليس ومن يسلم وجهه أي أن الصيغة بالماضي وليست بالحاضر كما في اغلب القراءات واشهرها حفص عن عاصم

ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما جهلوا وليس بما عملوا كما في قراءات كثيرة اشهرها حفص عن عاصم فالاختلاف جوهري لأن هنا الانباء عما جهله المرئ في حياته والامر الاخر الانباء عما عمل وفعل في الحياة وهذا اختلاف جوهري


لو رجعنا لمسألة لقمان نفسه فلقمان هو ذات شخصية " أحقار الحكيم " وحكم أحيقار كانت دارجة في العراق والشام وشمال الجزيرة العربية ولكن كما يبدو وفق الكثير من البحوث المثبتة أن نسخة القرآن الأساسية تعرضت للتحريف النسخي بسبب أن من نسخ لا علم مطلق له بكل محتويات القرآن بل هو نسخ ما هو أمامه ومن عادة النساخ أن يقرب الكلمة التي يجهلها لاقرب معنى يفهمه والباحثين طرحوا نظرية واقعية وهي أن سبب كتابة كلمة ( احقار ) القديمة ومثال أخر ( يثرون ) الذي صار شعيب في القرآن ما هو الا تصحيف نسخي بسبب جهل النساخ بواقع الاسم
نلاحظ بالصورة :

فلو رجعنا للخط النبطي الذي كتب به القرآن الأول ستكون الكتابة مشابهة لهذه الكتابة فلو راجعنا لهذا النقش الذي يستخدم ذات اللغة والحروف التي كتب بها القرآن


المعروف بنقش جبل أسيس – ٥٢٨م
ومستخرج نصه : أنا رقيم معاريف الأوسي أرسلني الحاريت ملك على أسيس مسلحة سنة
ترجمة أوضح : أنا رقيم ابن معاريف الأوسي، أرسلني ملك الحاريت إلى أسيس لأكون حارس حدود في سنة 423 ( تعادل سنة 528 ميلادي )

فليعرف القارئ أن الكتابة القديمة في بداية اللغة العربية التي خرجت من شمال شبه الجزيرة العربية وهي هجينة النبطية والسريانية والعبرية وهي التي كتب بها القرآن واقع بدايتها كما ذكرنا.

بالتالي فإن الواقع التحريفي في مخطوطات القرآن متجذرة بعمد او بغير عمد، فلقمان ما هو الا احقار او احيقار الحكيم الذي كان وزيرا آشوريا ينسب إليه كتاب "حكم أحيقار"، وكذلك نجد أن يثرون وقصته المعروفة تحول الاسم لشعيب في القرآن عن عمد او غير عمد ولكنه يبقى خطأ بشري واضح

نكمل في الفلاش الثاني