![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
زائر
|
مقدمة:
أنه صباح يوما مكتوب ومشهود.. لم أستقيظ باكرا كعادتي بل سهرت حتى اليوم التالي واكلت الكثير من الحلوة ولم اتمرن.. اخبرت اخي التوأم عن ما أنا فاعل؛ فأنكر علي قليلا، وهو الذي طردته مؤخرا من مستعمرتي بالطابق الثالث بحجة عدم رغبتي بالأحساس بوجوده.. ولكن صحبتنا التي بدأت قبل ابصارنا للعالم صارت غير جدية مهما بلغنا من الجدية.. ولا نسامح بعضنا. فعلى عكس الله، فنحن لا نحاسب لنسامح.. وهذه الرحمة الحقة. أنها الساعة التاسعة.. لقد سهرت لـ20 ساعة.. 20 ساعة متواصلة في إدراك الوجود البائس.. وها قد بدأت الهلوسات السمعية.. اسمع صفارة شرطي.. واسمع اصوات جلبة في عمارة.. لقد اثقل رأسي.. ولكن عكس المرة السابقة، لم اصادف هلوسات بصرية. حتى النوم إمسى عذابا؛ لأنه تسبقه 20د تجبرك على التفكير في كل شيء كنت تتهرب منه طوال اليوم.. الساعة الواحدة ظهرا تقريبا.. لقد تركت النعيم بعد 5 ساعات فقط.. ليس لي الرغبة في شيء.. ضيعت بضعة ساعات في العشوائيات حتى حان الوقت.. اخبرت اختي من باب المجاهرة بالمعصية والاستشارة.. واتفقنا على تجنب كشك مثلث الشيطان فقد يراني من يعرفني (فترة إلتزامي عرفتهم بوجهي) بالإضافة لمشكلة العاهرة التي ارسلوها لتركب سيارة اخي امام الجامع دون اذنه والتي بالرغم من إيضاح سخفها ستظل العيون علي بسببها بصفتي اخاه.. فقررت ان اسلك طريقا مختلفة.. واعطتني بعض النقود (تمنيت لو سرقتها) وخلقت لي هوية وهمية لأجيب ان سألوني.. ثم قالت: اشتري سجارتان من النوع الخفيف. وإنطلقنا: ثم انطلقت لأقفز من بوابتنا (المزرعة مسيجة) فرأيت اخي الكبير سيدخل بسيارته.. فرحت من جهة الحديقة وركبت الزحليقة القريبة من السياج (طوله متران) وقفزت وكاد يلمحني.. وضعت القلم والرواية (سرقتهما هه، ولكن نسيت امر الهاتف) بجانب شجرة واخدت امشي.. لم اخرج للجامع منذ اشهر (غريب امر تجاهلهم لهذا) أما المدرسة فحكايتها معقدة.. ولعزلتي الشديدة (لا اكلم احدا فعلا حتى على الانترنت لأنهم اوغاد غالبا أو مشغولين .. ويطول الأمر) كنت افكر بكل شيء كثيرا حتى بصوت البلاستيك عند مرور السيارات فوقه.. (لدي رهاب اجتماعي.. اعتقد بمن يراقبني واطبخ ما سأقوله الف مرة.. الوضع غير مريح إطلاقا). كنت أتحاشى التقاء نظراتي وتقاطعها مع اي مخلوق.. حتى مع مجموعة الحمام المعروضة في الطريق.. لم اكن اعرف لأين اذهب ولكن سلكت طريقي حتى صادفت متجر سجائر نظرت له بتردد ثم اخدت خطوتين تطلعا للأمام (كنت افكر ان اقطع مسافة اطول بلا سبب محدد) فرجعت للمتجر ودخلت بخجل (خفت أن يكون يعرفني) وطلبت بسذاجة وتوتر مدخن جديد، فراح يغرق سمعي بأنواع السجائر التي لا أعرفها، فقال لي ببشاشة ورحب: اختار ما يعجبك يا صاحبي.. بعد إنهاء الحساب سألني ببعض الفضول البريء: لما ترددت وذهبت للأمام ثم رجعت؟ فقلت: ظننته مغلق.. كذبت ثم شكرته.. خرجت منتشيا بعلبة السجائر النحلية والبيضاء هذه.. وبدأت رحلة الربع ساعة لتلك الصحراء الصغيرة (كيلومتر من المتجر حتى أصل) وكان الوقت حينها عصرا (التقطت الرواية والقلم في طريقي).. طنين الذباب وزقزقة العصافير كلها كانت تترجم كلغة جواسيس مشفرة تراقبني لتنال مني.. كنت مرتابا كثيرا.. وصلنا: ها قد وصلت، بعد حيرة قررت الجلوس بجانب جحر كي لا يلمحني احد .. ولكن اين العلبة اللعينة؟! أه.. تذكرت انني حشوتها في ملابسي الداخلية خوفا من تفتيش فجائي.. (هذه حالة متقدمة من الرهاب) حسنا، اتت لحظتي، اخرجت العلبة ببعض القشعريرة سحبت منها سجارة نحيلة وجعلتها تتوسط فمي ثم بخشونة مدخن مبتدأ اخرجت القداحة.. تشت تشت.. أنها لا تعمل! حتى فكرت بزيادة تدفق الغاز فعملت ولكن لقوة الرياح كدت احرق وجهي ولم تشتعل. فجربت ان اشعلها في جحر.. فنجحت اخيرا.. واخدت اول شفطة سجارة دخان بحياتي.. لم اسعل لحسن الحظ.. كانت لاذعة قليلا.. اففف.. انتهت سريعا فأخدت ثانيا وثالثا وحتى خامسا..وسجلت ملاحظاتي وأنا منتشي بالخطايا.. الملاحظات والخواطر الصحروسجارية: النفس العميق الحقيقي مع السجارة وليس نفس التنمية البشرية البالي..فهي تفهمك، تقدر دموعك ولا تستحقر مشاعرك مهما بدت سخيفة، لا ترى حزنك ترفا، وتدرك أن وراء هذا إنسانا.. اخرجت الرواية وبدأت في قراءتها وفكرت لم لا ادخن وأنا اقرأ دون تدخل يداي؟ الأمر ليس كالافلام، فترى البطل يدخن ويقاتل! اصبت بسعال شديد.. ثم ضحكت، فها هو متنفسي يخنقني..خفضت جموحي وجلست فامسكت بالسجارة اشفط منها احيانا حتى إذا انتهت انغمست في الرواية البوليسية "مزحة الموت" (لاجاثا كريستا) وقرأت 50 ورقة منها. وانا احدق بالكتبان قلت في نفسي: لما كل هذه الجلبة على تقبيل فتاة؟ الامر لا يعدو امتزاج لعاب بلعاب أخر ولعق لحم.. اراهن على صدق رسالة صلعم بأن الأمر لا يختلف عن لعق لسانك بلسانك..متعة غير موضوعية ومكلفة نفسيا وماديا عكس متعة السجارة. الأقل كلفة والاكثر موضوعية. اما الامراض.. فقبلة من فتاة قد تقتلك! قبل المغرب بقليل وقبل خروج الشياطين المتسكعة,, هذا وقتي المفضل.. فهو يجمع اجمل مافي نور النهار وظلمة الليل حتى انه يمكنك رؤية الشمس والقمر معا.. الشيء الوحيد الذي ينطبق عليه المبدأ المتهافت "خير الأمور أوسطها" حتى انني احاول محاكاته في غرفتي الفوضوية بالطابق الثالث بإغلاق الضوء ورفع الستائر قليلا.. السجارة ضاعفت جمال المظهر مرتين على الأقل. التدخين يصلح كتجربة لا كعادة بالنسبة لي (قلت بعد شفطة خفيفة متأملة).. ماهذا؟!.. كنت قد فزعت ورميت العلبة والقداحة عندما ظهرت امرأة على بعد 200 خطوة فقفزت على اسلوب سنيك في mgs5 (من يعرف اللعبة يفهم) لأبتعد عن مجال رؤيتها وراء التلة.. لم تلتفت لحسن الحظ.. حاولت لم شتات جلستي، ثم اخرجت سجارة لأهدأ، فأعصابي رقيقة جدا هذه الايام.. تشت تشت... لقد ملء الرمال القداحة! اللعنة، كنت مفزوع والأن حانق، يصلح كتجربة ولكن مسيرتي السجارية لن تنتهي بهذه السرعة! فنظفتها حتى نفضت منها معظم الرمل ثم ذهبت لجحرا قريب اشعل فيه سجارتي.. ![]() كنت اتمشى واطوف حول الجحور ودخنت خمسة سجارات على شرف فتاة اظن انني احبها في حين هي لا تحبني.. ثم تذكرت مريم وبصقت على الارض.. (درست معها طوال سنوات الابتدائي الست) كانت جميلة جدا ولكن كرهها لي يفوق جمالها وذكائها وحبي لها معا (عرفت ذلك عندما وصلني ما قالت عني يوم ظنيت اني فصلت) كفانا تمعشق.. شخص مجهول ينادي: من أنت؟! - نعم! (تجمد دمي) - ماذ تفعل! - اتجول (عضضت على اسناني، فكل المتربصين يتجولوا) فعرفت عن نفسي واشرت لبيتنا الذي يبعد نصف كيلو (مطل على الطريق وأرتفافعه 15 مترا) حينها الظلام بدأ يبتلع المكان واتفق لي ان اجري هاربا ولكن قررت المشي سريعا ففاجأني بوجوده ورائي يستجوبني مجددا.. اخرجت الكتاب من جيبي وقلت له انني اقرأ في هذه الرقعة الصحراوية الجميلة فقال وامارات الاقتناع على وجهه: كيف الحال؟ قلت: باهي! (رائع) كذبت,, فكرت ان اقول له انني قضيت الليلة الماضية في البكاء كفتاة صغيرة وانني هنا ادخن للمرة الاولى.. لا جوائز على الصراحة على أي حال (بأستثناء المشاكل). نهاية مغامرتنا الصغيرة: لقد مضت ثلاثة ساعات.. والسماء صارت قاتمة غائمة..عددت ما تبقى من السجائر في علبتي كمن يعد أيامه الأخيرة .. دخنت واحدة وغنيت معها بصوتي الخشبي، واخرى ذرفت معها دمعة دافئة، وثالثة تأملت دخانها قائلا: كيف لا يرتاح المرء وامامه دخان متراقص يعبر عن فوضى المشاعر.. السجارة ستكون صديقي الوفي الذي اقابله لمرة وأذكره للأبد.. ثم رميتها بأصبعين ضاحكا: وكذلك الحياة سترمينا بأصبعين كعقب سجارة .. لقد قالت لي العلبة: أتعلم ما الفرق بين الاحياء والاموات؟ أنها القدرة على ارتكاب الخطايا يا مهند.. حياة بلا شيء لتندم عليه، حياة لا تستحق العيش.
التعديل الأخير تم بواسطة مهند السعداوي ; 09-24-2017 الساعة 06:55 AM.
|
|
|
|
رقم الموضوع : [2] |
|
زائر
|
أرائكم؟
لقد تكسرت وصرت حطاما.. (فاجأت نفسي بحذف شامل وإعادة هيكلة للموضوع) لا أعرف هل هذا إخلاص في العمل أم سلحفة لقد راجعته عشرات المرات.. وقضيت 10 ساعات في كتابته .امم.. دخنت 15 سجارة او 14 صدري متعب.. عندي إحساس انني فقدت لياقتي التنفسية ![]() لن اعيدها على اي حال. |
|
|
|
رقم الموضوع : [3] |
|
عضو نشيط
![]() |
![]() ![]() هذي السطور من اجمل ما قراءة في المنتدى بعيدا عن الخرافات الابراهيمية قصة جميلة تستحق التقدير تمنيت ان ان لا تنتهي لقد ذهبت معك الى ذلك الجحر الصغير |
|
|
|
رقم الموضوع : [4] |
|
عضو بلاتيني
![]() |
لديك القدرة على كتابة رواية
|
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [5] | |
|
زائر
|
اقتباس:
.تحياتي خالة اورانوس . |
|
|
|
|
رقم الموضوع : [6] |
|
زائر
|
حقا؟
.يسرني سماع كلاما كهذا من شخصا مثلك ![]() لازلت أعتقد أنها ضربة حظ.. لم أفعل شيئا حقا .تحياتي لأخي في الكفر والهرطقة. |
|
|
|
رقم الموضوع : [7] |
|
عضو بلاتيني
![]() |
بما انك أخي بالهرطقة لا تشرب السجائر سوف تضر نفسك اشرب النبيذ
![]() ![]() |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [8] |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
لو استشرتني ما دخنت ولا تصارعت مع نفسك هههه
ــ اول مرة اقرأ موضوعا باكمله ، انصحك بالاستمرا في الكتابة وتجنب المصطلحات المعقدة لكي لا الجأ الى القاموس وإلا ![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [9] | |
|
زائر
|
اقتباس:
.. ومن الرائع أن الموضوع أعجبك للنهاية.. سأرى بخصوص الأستمرار.. فلازلت اعتقد أن حظي سينحدر وحبري سينفذ.. فيغدو الأمر كتابة على ورق الحمام .شخصيا أعتقد أن أفتعال التعقيد إسائة للفكرة أولا؛ لأنها ستصل مشوهة كما كتبت مشوهة، وإسائة للكاتب ثانيا؛ لأنه يبتغي مجدا رخيصا بأستعراض لفظي يحير القارئ (والقارئ المسكين سيظن أن هذا لقصور فهمه واستعابه لهذه الأفكار العظيمة) وأخيرا.. إسائة للغة، فهي للتواصل لا البهرجة. تحياتي عم طارق .. متى بدأت تدخن؟ |
|
|
|
|
رقم الموضوع : [10] | |
|
زائر
|
اقتباس:
.تحياتي يا مرهطق. |
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| للتدخين, مراهق, البيضاء, السيارة, الصحراء, تجربة |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| { الصحراء الكبرى & الاستمطار الصناعي } | افكار_tobedeleted0 | ساحـة الاعضاء الـعامة ☄ | 18 | 05-06-2019 03:47 PM |
| البترول يتدفق في الصحراء وشركات التنقيب لا تراه،، | أفلاطون | استراحة الأعضاء | 5 | 02-15-2018 02:33 AM |
| خواطر مراهق ملحد 4ج: وداعا! | مهند السعداوي | حول الإيمان والفكر الحُر ☮ | 21 | 10-11-2017 01:50 AM |
| عبد المجيد الهواس: الليالي البيضاء (قصص) | Dadi | ساحة الكتب | 14 | 09-10-2017 08:26 PM |
| بيت إله الصحراء | يغموش | العقيدة الاسلامية ☪ | 18 | 07-31-2017 01:40 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond