الAmish والدين والفلسفه والعلم

[Mazen]

اذكر عندما وصلت الى مدينة نيويورك سمعت من احد زملائي بالعمل - روسي مغرم بالمغامرات والتصوير - عن كهف فيه بحيره صغيره في سلسلة جبال الابليشيا وفي ولاية بنسيلفانيا تحديداً.
فعقدت العزم ان ازوره للسياحه. لم يكن حينها يوجد GPS ولا جوجل مابس، هناك انترنت ولكن عن طريق الهاتف الارضي والمودمم البطيء :). اشتريت خريطة لتوصلني الى بنسيلفانا ثم اشتريت خريطه محليه من محطة المحروقات عندما اقتربت الى هدفي نوعاً ما لترشدني الى الطرق الفرعيه.

كنت حديث العهد في امريكا. انتهيت للتو من الدراسه الجامعيه وبدات بالعمل ولم انغمس جيداً في المجتمع الامريكي حينها، فلم اعرف الكثير...

عندما وصلت الى المخرج من الطريق السريع الى الطرق الفرعيه حيث الاشجار الكثيفه الخضراء. واذا بي اجد مجموعة رجال يلبسون الثياب القديمه التي ربما لبسها جورج واشنطن او ابراهام لنكولن. لحاهم طويله وشقراء جداً ويرتدون قبعات كبيره مستديره. وكانوا بجانب عربات تدفعها الخيول! لم افهم ماذا يجري فظننت انهم فلاحون او ممثلون او شيء من هذا القبيل. تابعت القياده في الطرق المتعرجه في الجبال واذ بي الاقي عربات الخيول هذه يقودها احد الشبان او الكهول على طول الطريق. ثم وصلت الى احدى القرى فاذ بي ارى نساء يلبسن الفساتين العريضه المستديره ويغطيين شعورهن ويمشيين على الطرقات. والاولاد والاطفال كذلك يرتدون ملابس القرن السادس عشر او السابع عشر!
طار عقلي ولم افهم ما الذي يجري حولي! من هم هؤلاء البشر. الكلمات تخونني حين اصف لكم ما شعرت به حينها لاني لم اكن مهيأً لذلك... فقط ستة ساعات خلت في السياره كنت في وسط مدينة نيويورك حيث الاضواء والضوضاء وناطحات السحاب وهائناذا امضي في وسط فيلم كاوبوي واشاهد بشراً لم يتغيروا في الثلاثمئة او اربعمئة السنه الماضيه. مشهد سوريالي بامتياز.

تابعت رحلتي واجتزت تلك المنطقه ووصلت الى الكهف وهو معلم سياحي بسيط. اخذني الدليل السياحي مع مجموعة سياح داخل الكهف... رحله ممتعه... ولكن السياحه لم تعد على بالي. ما يشغل بالي هم اولائك الناس من الزمن الغابر. وعند العوده ايضاً كانوا في حقولهم وعلى الطرقات وامام منازلهم...
عند الوصول الى المنزل متأخراً في الليل، قفزت الى الهاتف واتصلت بصديقي فوراً وسالته ان كان رأى ما رأيت. فضحك وقال الم تسمع عن الاميش(Amish). فاجبته لا، لم اسمع.
فاخبرني ان هؤلاء مهاجرون من اصول المانيه هاجروا الى امريكا في القرون السابقه، مسيحييون ومتدينون جداً. دينهم يمنعهم من استخدام السيارات والالات الميكانيكيه والكهربائيه، وايضاً يمنعهم من استخدام الميكينات لخياطه الملابس ولصنع المفروشات، بل حتى لا يوجد عندهم كهرباء او هاتف!!! دينهم يرفض كل ذلك!

فقلت له ايعقل هذا؟ في القرن العشرين لا زال هناك ناس بهذه العقول وهذه التصرفات، وفي امريكا وعلى مسافة ساعات من نيويورك. فاجابني نعم!

تلك التجربه تركت اثراً عميقاً في نفسي. ادركت حينها عمق التجربه الايمانيه وقدرتها على طمس العقل والمنطق والجوارح ولاجيال متتاليه وفي وسط بلد كامريكا!!

مع مرور الزمن كنت افكر دوماً، هؤلاء الاميش رفضوا قبول العلم ومنتجاته ارضاءً للدين. ولكن ماذا عن المسلمين؟

في العصور الامويه والعباسيه عندما تعلم المسلمون المنطق والفلسفه واصبحوا يخوضون في مسائل العدم وخلق الصفات والاسماء ويد الله وقدمه واستوائه وعدله وقدرته وعلمه والقضاء والقدر وغيرها، قرروا تكفير المتلفسفين ليحافظوا على الدين. بل امتنعوا عن الخوض في امور الفلسفه وعلم الكلام وحرموها وكفروا مذاهبها

الموجه التي نراها ونشاهدها الان هي الموجه العلميه. ابناء المسلمين اليوم يتعلمون نظريات تنسف نظرية الخلق وكن فيكون وانسان الطين والسماء المرفوعه والشمس التي تسجد والارض المبسوطه والجبال التي ترسى وغيرها.... امام رجال الدين واتباعهم من المسلمين خياران لا ثالث لهما:
1- تجريم وتحريم العلم، تماماً كما فعلوا مع الفلسفه وعلم الكلام. ولكن هناك فرق كبير جداً بين الفلسفه والعلم... الفلسفه لا تطعم خبزاً بينما العلم يطعم الخبز. يعني الفوائد والمنفعه الماديه للفلسفه ضئيله، بينما العلم فوائده الماديه كبيره جداً. يعني هل لدى المسلمين الشجاعه والمروءه وقوة الايمان التي يتحلى بها الاميش حتى ينبذوا الدنيا وعلومها مقابل حفظ ماء الوجه للدين؟
2- التدليس والكذب على العلم والدين. وهذا خيار خطير جداً ايضاً لان حبل الكذب قصير وعندما يكشف الكذب يكون الارتداد والمفعول العكسي قوياً جداً

يا اتباع الاديان، انتم في موقف لا تحسدون عليه ابداً. فامامكم خياراين احلاهما مر! اما ان تستخدموا الطائرات والاقمار الاصطناعيه والانترنت وبطاقات الائتمان مع انها تتعارض مع خرافاتكم، واما ان تتحلوا بشجاعة وتقى وورع اخوانكم الاميش جمعكم الله واياهم في الجنات العلى.

وهذه بعض صور عل جوجل
https://www.google.com/search?q=amis...iw=375&bih=559

[Newborn]

قرييا سيغيرون تفسير الآيات لتتماشى مع نظرية التطور فتاركي الإسلام يزداد كل يوم ولن يكون امامهم حل اخر بل سيقولون ان هنالك اعجاز علمي والقران اول من قال بالتطور

[Mazen]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة newborn

قرييا سيغيرون تفسير الآيات لتتماشى مع نظرية التطور فتاركي الإسلام يزداد كل يوم ولن يكون امامهم حل اخر بل سيقولون ان هنالك اعجاز علمي والقران اول من قال بالتطور

تحياتي،
نعم - هذا هو خيار التدليس والكذب الذي يعتمدونه، وسيكون بمردود عكسي قوي جداً.
مشكلتهم انهم لا يستطيعون محاربة العلم وتحريمه وتجريمه والقفز فوقه كما فعلوا سابقاً مع الفلسفه وعلم المنطق. العلم به منافع ماديه لا يستطيعون الاستغناء عنها...

مشكلتهم مشكله فعلاً...

[DesertingFaith]

المقارنة مع الآميش جيدة جدا فعلاً واقعنا الآن لا يختلف عنهم من ناحية مبدأ العناد والتمسك بالتقاليد البالية. هم ايضا يدرسون اطفالهم بأنفسهم في مدارس خاصة بهم ويوقفونهم عن الدراسة فورما يصلون لاقل سن قانوني يسمح بذالك وهو في الصف الثامن تقريباً

بالمناسبة قد تعجبك هذه الاغنية عنهم هههه https://m.youtube.com/watch?v=lOfZLb33uCg

[ابو مينا]

اسقاط جرئ على الله و التخلف و العقول عندما تتمتع بإجازات مفتوحة.
و لا ارى بأساً ، اذا كان الاميش يعيشون بسلام و راضين بعيشتهم و لا يقتلون من يخرج من طائفتهم ولا يرفعون السلاح بوجه الناس بشعار اسلم تسلم ( او تأمش تأمن ) ولا يحلمون بالسيطرة على العالم مثل بنكي و براين ، ولا يرضعون ابنائهم الكراهية و يفطمونهم على احلام الشهادة و دولة الخلافة. ( الاعلام و الفيدراليون يتدخلون بين الحين والآخر كلما طالت اظافرهم او كشروا عن انيابهم حسب ما قيل لي )
البأس و البؤس هو حالنا نحن المسلمون ، و خجل احدنا من دينه في بلاد الفرنجة و سمعتنا الدولية اللي زي الزفت و تاريخنا الاسود المرسوم على جباهنا جرحاً و عاراً لا يندمل ولا ينمحي.
لكنني انتهز الفرصة الجميلة التي اتاحها هذا المقال بالبشرى للجميع ، الدين في بلادنا يتراجع و يخسر الكثير من نقاطه لحساب التنوير و الحداثة بكل توجهاتها. جامعاتنا اليوم تغص بالمجاهرين بالحادهم و عدائهم للاديان قاطبة، و الشباب يقرأ و يهضم و الفرصة بين يديه اليوم هي فرصة ذهبية بإمتياز. لقد اختار الشباب العرب الحياة كما يبدو. و القوادم من الايام حبلى ...

[إبسلون]

المارد العربي على وشك أن ينهض من سباته الديني.