![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [31] | |
|
عضو نشيط
![]() |
اقتباس:
عموما سأرفق بعض الصور فى باقى الموضوع... شكرا جدا ![]() |
|
|
|
|
رقم الموضوع : [32] |
|
عضو نشيط
![]() |
موتور رفع المياه !
![]() (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ) الملك 30 تفسير بن كثير: الرابط : http://quran.al-islam.com/Tafseer/Di...ora=67&nAya=30 ثم قال تعالى إظهارا للرحمة في خلقه " قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا " أي ذاهبا في الأرض إلى أسفل فلا ينال بالفؤوس الحداد ولا السواعد الشداد والغائر عكس النابع ولهذا قال تعالى " فمن يأتيكم بماء معين " أي نابع سائح جار على وجه الأرض أي لا يقدر على ذلك إلا الله عز وجل فمن فضله وكرمه أن أنبع لكم المياه وأجراها في سائر أقطار الأرض بحسب ما يحتاج العباد إليه من القلة والكثرة فلله الحمد والمنة. عندما نقرأ تفسير بن كثير أو الطبرى أو القرطبى أو الجلالين ، نجد انهم لا يختلفون فى أن الله يحاجج المشركون سائلاً اياهم مستنكراً : بأنه كيف تأتون بالماء من أعماق الأرض عندما يكون الماء غوراً اى ذاهباً بالأعماق ؟ و نجد جميع التفاسير و قد اتفقت على ذلك ، بل و يضيف بن كثير بأن الفؤوس و المعاول لا تأتى به ، بل يأتى به الله. و يضيف تقسير الجلالين لنا ، أن بعض المتجبرين من المشركين قالوا : نأتى بذلك الماء الغائر بالفؤوس و المعاول ، فذهب ماء أعينهم و اصيبوا بالعمى !! تفسير الجلالين: الرابط : http://quran.al-islam.com/Tafseer/Di...ora=67&nAya=30 "قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا" غائرا في الأرض "فمن يأتيكم بماء معين" جار تناله الأيدي والدلاء كمائكم أي لا يأتي به إلا الله تعالى فكيف تنكرون أن يبعثكم ؟ ويستحب أن يقول القارئ عقب "معين" : الله رب العالمين كما ورد في الحديث وتليت هذه الآية عند بعض المتجبرين فقال : تأتي به الفؤوس والمعاول فذهب ماء عينه وعمي نعوذ بالله من الجراءة على الله وعلى آياته. التناقض العلمى: بالطبع يستطيع الإنسان إستخراج المياه العميقة و الغائرة و الموجودة على أعماق كبيرة ، و يبدو انه لم يكن لسكان الصحراء قديماً علم عن شئ اسمه (طلمبه المياه) تقوم برفع المياه من أعماق الأرض. و مع ذلك ، لن استخدم (الطلمبة) كرد علمى على تلك الآية -برغم انها مثال جيد لنقض الآية- إلا انى سأورد مثال آخر و هو : موتور رفع المياه ... الذى يقوم بتزويد صاحبه بالماء المتواصل بلا إنقطاع من عمق عشرات الأمتار من تحت سطح الأرض. |
|
|
|
رقم الموضوع : [33] |
|
عضو نشيط
![]() |
الختان !
![]() (الفطرة خمس أو خمس من الفطرة الختان و الاستحداد ونتف الإبط وتقليم الأظفار وقص الشارب) صحيح البخارى الرابط : http://hadith.al-islam.com/Display/D...earchLevel=QBE (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اختتن إبراهيم بعد ثمانين سنة واختتن بالقدوم مخففة قال أبو عبد الله حدثنا قتيبة حدثنا المغيرة عن أبي الزناد وقال بالقدوم وهو موضع مشدد) صحيح البخارى الرابط: http://hadith.al-islam.com/Display/D...earchLevel=QBE يعلم الجميع أن الختان ، تنص عليه شريعة الإسلام -بل و اليهودية و المسيحية- و لا خلاف بين فقهاء الإسلام فى ذلك ، و هو من المسلمات الدينية الإسلامية ! و به -حسب الفقهاء- يصبح الإنسان طاهراً ، و يستطيع أن يؤدى الصلاة و الصوم و ... إلخ. و هم يؤكدون على مزايا الختان الصحية و فوائدة التى لا حصر لها ... و نحن إذ نتناول عملية الختان من الناحية العلمية .. فسنعرف إنها عملية مؤذية اضرت بكل مختون و مختونه ، التناقض العلمى: مداخلتى الشخصية الوحيدة فى الموضوع ، هى انه إذا كان ما يدعيه المسلمون من أن الله قد بعث لنا القرآن و الأحاديث كـ (كتالوج) -كتيب إرشادات الإستعمال- للإنسان ، فصانع الإنسان ادرى بمصلحته و ادرى بما خلق ... فإنى اتسائل .. لما لم يحذرنا الله فى هذا الكتالوج من الأمراض و الفيروسات التى تنقل بالأداة التى يستعملها الخاتن ليختن بها زبائنة ، فيقوم بنقل الأمراض و الفيروسات من مختون لآخر ؟؟ ... ، اما باقى الاضرار بالتفصيل فسأقوم بكتابتها مقتبساً من : من كتاب ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين الجدل الديني والطبّي والإجتماعي والقانوني للدكتور: سامي عوض الذيب أبو ساحلية http://www.yassar.freesurf.fr/library/bal547_00.html و ايضاً موضوع الزميل alrashdi بمنتدى الملحدين العرب ، الموضوع بإسم (اضرار ختان الذكور و الإناث). http://il7ad.org/smf/index.php?topic...5372#msg225372 اولاً : الأضرار الصحّية لختان الذكور أ) الأضرار الصحّية لختان الذكور قديماً إن ختان الذكور عمليّة جراحيّة خطيرة تمس بأكثر الأعضاء حساسيّة تصاحبها مضاعفات طبّية ويمكن أن تؤدّي إلى تشويهات مستديمة أو إلى الموت. وقد كان رجال الدين اليهود يعون هذه الأضرار ولكن رغم ذلك فإنهم يشدّدون على ضرورة إجراء الختان وعدم التخلّي عنه إلاّ إذا سبق وأن توفّى أخوان أو إبناً خالة للطفل المرشّح للختان وبعضهم يرفع هذا العدد إلى ثلاثة 11. ويذكر تلمود أورشليم حادثة موت ثلاثة إخوة متلاحقين. وعندها نصح رابي ناتان بأن يؤخّر ختان الطفل الرابع ثم تم ختانه فبقي على قيد الحياة فسمّي بإسمه 12. وما زالت الكتب اليهوديّة تعيد علينا هذه القاعدة في زمننا. ويذكر جوزيف لويس كيف أن إبنة عمه ولدت طفلاً ذكراً بعد يأس طويل. فقرّرت ختانه رغم تحذيرها من ذلك. فأصرّت على ذلك. فختن الصبي في اليوم الثامن حسبما أوصى الكتاب المقدّس وخمدت أنفاسه قبل أن يتم له من العمر شهر. كما يذكر أن طبيباً إعترض على ختن طفل يهودي سليل أسرة مصابة بمرض سيول الدم. فقال الأب إنه يؤثر أن يرى إبنه جثّة هامدة على أن يخلّفه أغلف. وكان له ما أثر. إذ لم ينقض ربع ساعة حتّى كان الطفل قد زايلته الحياة 13. وقد تسرّب هذا الفكر اليهودي إلى الكتابات الإسلاميّة. فنحن نقرأ عند النزوي : "إذا كان عادة قوم أنهم إذا إختتنوا ماتوا، معروفين بذلك، فإنهم لا يختتنون ويتركون. وإن ماتوا صلّي عليهم، وحُكمهم الطهارة لأن هذا عذر" 14. وتعرض كتب الفقه الإسلاميّة القديمة كثيراً من حالات التشويه والموت الناتجين عن الختان لمعرفة مدى المسؤوليّة الجنائيّة في هذه الحالات 15. وقد جاء ذكر لأضرار الختان عند الجاحظ الذي يقول : "إنهم [اليهود] لم يروا قط يهوديّاً أصابه مكروه من قِبَل الختان، وإنهم رأوا من أولاد المسلمين والنصارى ما لا يحصى ممّن لاقى المكروه في ختانه إذا كان ذلك في الصميمين [أي أشد الصيف والشتاء] من ريح الحمرة، ومن قطع طرف الكمرة، ومن أن تكون الموسى حديثة العهد بالإحداد وسقي الماء فتشيط عند ذلك الكمرة ويعتريها برص. والصبي إبن ثمانية أيّام أعسر ختاناً من الغلام الذي شب وشد وقوي. إلاّ أن ذلك البرص لا يتفشّى ولا يعدو مكانه ؛ وهو في ذلك كنحو البرص الذي يكون من الكي وإحراق النار، فإنهما يفحشان ولا يتّسعان. ويختن من أولاد السفلة والفقراء الجماعة الكثيرة فيؤمن عليهم خطأ الخاتن، وذلك غير مأمون على أولاد الملوك وأشباه الملوك، لفرط الإجتهاد وشدّة الإحتياط، ومع ذلك يزمع ومع الزمع [أي الدهشة] والرعدة يقع الخطأ، وعلى قدر رعدة اليد ينال القلب من الإضطراب على حسب ذلك" 16. وقد ذكر الطبيب العربي الشهير الزهراوي أساليب ختان الذكر في عصره وأوضح أسلوبه الخاص لتفادي ضرورة إعادة الختان إذا ما قطعت الطبقة العليا وبقيت الطبقة السفلى، وكذلك لتفادي قطع طرف الإحليل أو حصول عدم تناسب في القطع. وقد بين الأدوية التي يستعملها لشفاء الجرح 17. وقد بين هذا الطبيب أيضاً الأضرار التي قد تنتج عن الختان. يقول : "وأمّا الخطأ الواقع في التطهير فربّما قلبت الجلدة الداخلة كلّها أو بعضها عند القطع فينبغي أن تمدّها من ساعتك بظفرك قَبل أن يتورّم الموضع وتقطعها على إستواء. فإن لم تستطع على إمساكها بظفرك فأجذبها بصنّارة واقطعها. فإن مضى له ثلاثة أيّام وبقي ما تحت الإحليل منتفخاً وارماً فأتركه حتّى يسكن الورم الحار واسلخه برفق واقطعه على حسب ما يتهيأ لك. وتحفّظ من رأس الإحليل فإن قطع شيء من رأس الإحليل فإنه لا يضر ذلك، فعالجه بما يلحم الجرح من الذرورات التي وصفنا في مقالة الذرورات. وإن قطع من الجلدة فوق المقدار وتقلّصت إلى فوق فلا يضر ذلك أيضاً كثير مضرّة. فعالجه بما ذكرنا حتّى يبرأ" 18. وهذا الطبيب، كما سنرى لاحقاً، لا يقترح إجراء عمليّة الختان في حالة حصول عاهة في الغلفة. ولا عجب من ذلك. فنحن نجد في كتابه تحذيراً شديد اللهجة من اللجوء إلى العمليّات الجراحيّة إلاّ في حالة عدم وجود وسيلة أخرى لشفاء المريض. فهو يقول بأنه إذا ما "إستعملنا ضروب العلاج في مرض من الأمراض ولم ينجح تلك الأدوية"، فعلى الطبيب اللجوء إلى الكي 19. وإذا لم يكفي ذلك، فيمكن للطبيب في آخر المطاف اللجوء إلى العمليّات الجراحيّة التي يقول فيها موجّهاً كلامه لأبنائه : "إن هذا الباب فيه من الغرر فوق ما في الباب الأوّل في الكي ومن أجل ذلك ينبغي أن يكون التحذير فيه أشد لأن العمل في هذا الباب كثيراً ما يقع فيه الإستفراغ من الدم الذي به تقوم الحياة عند فتح عرق أو شق على ورم أو بط خراج أو علاج جراحة أو إخراج سهم أو شق على حصاة ونحو ذلك ممّا يصحب كلّها الغرر والخوف ويقع في أكثرها الموت. وأنا أوصيكم عن الوقوع فيما فيه الشبهة عليكم فإنه قد يقع إليكم في هذه الصناعة صنوف من الناس بضروب من الأسقام فمنهم من قد ضجر بمرضه وهان عليه الموت لشدّة ما يجد من سقمه وطول بليته وبالمرض من التقرّر ما يدل على الموت، ومنهم من يبذل لكم ماله ويغنيكم به رجاء الصحّة ومرضه قتّال فلا ينبغي لكم أن تساعدوا من أتاكم ممّن هذه صفته البتّة وليكن حذركم أشد من رغبتكم وحرصكم ولا تقدموا على شيء من ذلك إلاّ بعد علم يقين يصح عندكم بما يصير إليه العاقبة المحمودة، واستعلموا في جميع علاج مرضاكم تقدمة المعرفة والإنذار بما تؤول إليه السلامة" 20. إن وصيّة هذا الطبيب العربي لأبنائه روعة من روائع الأخلاق الطبّية. فهو يشير إلى عدم اللجوء إلى العمليّات الجراحيّة إلاّ بحذر شديد. ويحث على أن يكون قرار الطبيب مبنيّاً على المعرفة، متوخياً سلامة المرضى، وليس خاضعاً للجشع المادّي. وما أحرى هذه الوصيّة القيّمة بأطبّاء زماننا. فسوف نرى في الفصل السادس من هذا الجزء كيف أن كثير من العمليّات الجراحيّة، ومن بينها عمليّة الختان، لم تعد تخضع لهذه الإعتبارات الأخلاقيّة. ب) محاولة تتفيه الأضرار الصحّية لختان الذكور في أيّامنا كانت أضرار الختان معروفة قديماً، ولكن كان من الواجب القبول بها لأسباب عقائديّة. إلاّ أن الهاجس الديني بدأ يضعف في زمننا ولم يعد الناس يتعصّبون لكثير من المعتقدات، لا بل يرون أنها لا تستحق الإعتبار إذا ما أملت عليهم تصرّفات ضارّة، كما رأينا في موقف معارضي ختان الذكور عند اليهود 21. ولذلك أخذ مؤيّدو ختان الذكور بتتفيه أضرار هذه العمليّة والتهويل من عدم ممارستها. وقد يكون ذلك إمّا بقصد الترويج الديني أو بقصد التكسّب من وراء هذه العمليّة. وسوف نتكلّم في الجزء الرابع عن علاقة الختان بالإقتصاد. ومثالاً للترويج الديني نكتفي هنا بذكر الدكتور حسّان شمس باشا الذي يعتمد على كاتب غربي من كبار دعاة ختان الذكور. يقول هذا الدكتور 22 : "إن حدوث مضاعفات عقب عمليّة الختان أمر نادر جدّاً. ففي دراسة أجريت على 100.000 طفل مختون وجد أن نسبة حدوث مضاعفات لا تتجاوز 2 بالألف. وهذه مضاعفات لا تتعدّى حدوث نزيف بسيط يسهّل علاجه أو إلتهاب خفيف. وقد أظهرت الدراسات التي شملت أكثر من مليوني طفل مختون حدوث حالة وفاة واحدة فقط عزيت للختان 23. وهذه نسبة ضئيلة جدّاً. فهي حالة واحدة من أصل مليوني طفل نجبت عن نزف حدث عقب ختان أجري في البيت من قِبَل شخص عادي. يقول البروفيسور وايزويل : "إن هذا الرقم لا يذكر بالقياس إلى ما يسبّبه عدم الإختتان. فهناك ما بين 225-317 شخص يموتون سنوياً في أمريكا نتيجة سرطان القضيب" 24. وكان يمكن إنقاذ حياة كل هؤلاء بالعودة إلى الفطرة التي فطر الله الناس عليها [وهذا تعليق لباشا]. يقول تقرير لأطبّاء الجيش الأمريكي عام 1989 : "إن مضاعفات الختان نادرة جدّاً، ولم توجد حالة وفاة واحدة في نصف مليون طفل مختون في مدينة نيويورك. ولم تحدث أيّة وفيّات في دراسة أخرى أجريت في المستشفيات العسكريّة الأمريكيّة وشملت 175.000 طفل 25. وفي دراسة أجريت على 136.086 طفل مختون بلغت نسبة مضاعفات (والتي عادة لا تتجاوز إلتهاب موضعي أو نزف خفيف) 2 بالألف 26. ولم يحقّق الدكتور حسّان شمسي باشا صحّة الأرقام المذكورة ولم يعرض آراء معارضي الختان لأن ذلك لا يتّفق مع ما يريد أن يثبته. فعنوان كتابه "أسرار الختان تتجلّى في الطب الحديث" والذي نشره ضمن "موسوعة الطب النبوي بين الإعجاز والعلم الحديث". ومن الواضح أن صاحبنا يرى أن الختان هو جزء من معتقده الديني الإسلامي. وهمّه هو أن يثبت بالترهيب والترغيب أن معتقده يتّفق مع المعطيات العلميّة الحديثة. هذا وقد أثبتنا في الجزء الثاني أن الختان مخالف لروح القرآن. وقصدنا هنا ليس تفنيد أو تأييد المعتقدات الدينيّة، بل تقديم عرض للأضرار الصحّية الناتجة عن ختان الذكور. ثم ننتقل إلى ختان الإناث حيث سنرى كيف حاول مؤيّدوه أيضاً تتفيه أضراره. ونحيل القارئ إلى الفصل السادس للتعرّف على الفوائد الصحّية المزعومة لختان الذكور والإناث. ج) عدم وجود إحصائيّات دقيقة للأضرار الصحّية لا توجد إحصائيّات رسميّة ومؤكّدة حول الأضرار الصحّية لختان الذكور حتّى في الولايات المتّحدة. وليس هناك في الكتابات الطبّية دراسة حول كيفيّة قياسها، ممّا يدل على تحيّز للختان. وهذا أمر غريب في مجتمع يعتبر الختان فيه أكثر العمليّات الجراحيّة حدوثاً. هناك إذاً فراغ كبير في هذا المجال. وهذا يفسّر التضارب في الأرقام المتعلّقة بتلك الأضرار. كتب أحد الأطبّاء أنه تم في مدينة نيويورك عام 1953 قرابة نصف مليون عمليّة ختان ولم تسجّل إلاّ وفاة واحدة لطفل يهودي ختن في البيت. وما بين عام 1933 و1951 تم في إحدى المستشفيات في مدينة نيويورك 10.802 سجّل بينها حالة تلوّث واحدة، وأربع حالات نزيف، وحالة عاهة واحدة. وفي إحدى مستشفيات كليفورنيا تم 1844 عمليّة ختان بين عام 1949 و1950 كان بينها ثلاث حالات نزيف. ولكن في عام 1978 كتب آخر أن 1% من عمليّات الختان تؤدّي إلى مضاعفات طبّية. وترى "رومبيرغ" بأن تلك المضاعفات تصل إلى 5% إلى 10% من مجموع حالات الختان 27. وفي المؤتمر الرابع حول بتر الأعضاء الجنسيّة الذي عقد في لوزان عام 1996 سألت الطبيب الأمريكي "دينيستون" ما هي في تقديره نسبة حدوث أضرار عند إجراء الختان. فأجاب بأن الختان يؤدّي إلى 100% من الأضرار. فالطبيب يتدخّل عند حصول عطب صحّي، ويعتبر تدخّله ناجحاً إذا ما توصّل إلى إعادة الوظيفة الطبيعيّة للجسم. وفي حالة الختان لا يمكن بأي حال إعتبار وجود غلفة عند الطفل حالة مرضيّة، إذ هي جزء من التكوين الفيزيولوجي للعضو التناسلي. فإذا تدخّل الطبيب لبتر الغلفة، فهو إنّما يقوم ببتر جزء سليم ويحذف وظيفة فيزيولوجيّة أصليّة غير مَرَضيّة. ولذلك كل ختان هو تشويه للجسم وضرر طبّي وليس حلاًّ لمشكلة. وقد أعاد هذا الطبيب هذا القول في مقاله المنشور ضمن أعمال المؤتمر، مع بعض التفاصيل : "إن نسبة الأضرار بعيدة المدى للختان هي 100%. فكشف الحشفة بصورة إصطناعيّة يجعلها تصبح خشنة وجافّة. وفتحة البول كثيراً ما تتقيّح وتضيق فلا يسمح لها بالإنغلاق الطبيعي. وحافّة القطع في الختان تلتصق بالحشفة أو تكوِّن مظهراً غير لائق على ساق القضيب" 28. ويذكر هذا الطبيب أن في الولايات المتّحدة يموت 229 طفل كل سنة بسبب الختان. و1 من كل 500 طفل مختون يعاني من مضاعفات خطيرة تتطلّب عناية صحّية في قسم العلاج الطارئ. حتّى وإن لم يقرّوا عن أضرار تصيبهم، فإن المختونين يقضون حياتهم مع أعضاء جنسيّة تعمل نصف وظيفتها ومشوّهة وفاقدة حساسيّتها. والختان، مهما كانت درجته ولأي جنس كان، يترك آثاراً سلبيّة على صحّة الإنسان 29. ويضيف أنه يحدث سنوياً ألفي حالة مضاعفات طبّية في الولايات المتّحدة لا داعي لها 30. وقد قام "تيم هيموند"، أحد معارضي ختان الذكور، بحساب الأضرار الناتجة عنه آخذاً بالإعتبار أن نسبة المختونين في العالم هي 20%. عدد سكّان العالم عام 1994 5.6 مليار عدد الذكور (50%) 2.8 مليار عدد الأضرار إذا كانت نسبتها 10% 65.6 مليون عدد الأضرار إذا كانت نسبتها 2% 11.3 مليون عدد الأضرار إذا كانت نسبتها 1% 5.6 مليون 31 نستنتج من ذلك أنه لا توجد إحصائيّات دقيقة للأضرار الصحّية الناتجة عن الختان. فليس من صالح الأطبّاء أو المستشفيات الكشف عن تلك الأضرار. فذلك يعطي للأهل ذريعة لرفع قضايا ضدّهم، خاصّة وأن ليس لتلك العمليّة أسباباً طبّية تبرّرها. من جهة أخرى، فإن هذه الأضرار قد تحصل عند إجراء الختان كما قد تحصل بعد مدّة طويلة من إجرائه. فكثير من الأضرار الناتجة عن الختان تتم بعد خروج الطفل من المستشفى، خاصّة في العائلات الفقيرة حيث العناية الصحّية ليست دائماً متوفّرة، والتعليمات بخصوص جرح الختان قليلة. وفي كلتا الحالتين يحاول الطبيب عدم الربط بين تلك الأضرار وبين الختان إمّا لتفادي الملاحقات القضائيّة أو لبعد الزمن بين الختان والأضرار. ويُذكر في هذا المجال عمليّة ختان في الولايات المتّحدة أصيب الطفل خلالها بضرر في مخّه فأصبح غير قادر على الكلام والمشي أو الإهتمام بنفسه. وقد عرض الأهل مبلغ 10.000 دولار لمن يستطيع أن يجد ملفّاته الطبّية التي فقدت 32. وعدم وجود إحصائيّات دقيقة، يعني أن الأطبّاء لا يستطيعون أن يقدّموا للأهل أرقاماً حول أضرار الختان. وبطبيعة الحال، هذا في صالح الأطبّاء الذي يكسبون الملايين من ورائه. فإذا ما وضعت الأرقام المرعبة أمام أعين الأهل فذلك قد يؤدّي إلى رفضهم إجرائه لأطفالهم. وأضرار ختان الذكور ترتبط بمدى توفّر الرعاية الصحّية والعلاج. فإذا ما تمّت العمليّة على يد حلاّق وبأدوات ملوّثة وفي مكان قذر ولم تتوفّر وسائل العلاج، فإن هذه الأضرار تزداد. وهذا لا يعني أن الختان في المستشفيات الحديثة على يد أمّهر الأطبّاء لا يمثّل خطراً. فقد تكون الأضرار نتيجة ضعف مناعة الطفل، أو نتيجة أصابته بمرض سيول الدم، حيث لا يسعف توفّر الرعاية الصحّية والعلاج. لذا نجد مضاعفات وحالات وفاة بسبب الختان حتّى في الولايات المتّحدة ذاتها حيث تنقل المجلاّت والصحف لنا مآسي كثيرة عن ختان الذكور أدّت إلى ملاحقات قضائيّة دفعت فيها المبالغ الطائلة تعويضاً عن الضرر الناتج. وإن كان الختان يؤدّي إلى أضرار في الدول المتقدّمة فما حال الدول الفقيرة ؟ ففي دراسة حول عمليّة الختان في قبيلة "كهوسا" في جنوب إفريقيا تبيّن أن 9% من الأولاد المختونين توفوا، و52% فقدوا كل أو أكثر جلد القضيب، و14% حدث لهم تقرّحات خطيرة، و10% فقدوا حشفتهم، و5% فقدوا كل قضيبهم. وهذه الأرقام تخص من تم الختان عليهم في المستشفيات. ممّا يعني أن الأرقام الحقيقيّة أعلى بكثير 33. وقد حاول الأطبّاء خفض نسبة المضاعفات الناتجة عن الختان في هذه القبيلة وذلك من خلال إجراء تلك العمليّة في المستشفيات وعلى يد طبيب متمرّس. غير أن مثل هذه العمليّة غير الطقسيّة مرفوضة من تلك القبيلة إذ تُفقد الختان معناه الإجتماعي. وإن كان هناك قبول لعمليّة الختان في المستشفى إذا ما كان هناك سبب طبّي، إلاّ أن من يطلب إجراء تلك العمليّة بذاته يعتبر خارجاً عن القبيلة 34. د) قائمة بالأضرار الصحّية لختان الذكور إذا ما نظرنا إلى كتابات مؤيّدي ختان الذكور، فإننا نرى أنهم لا يذكرون الأضرار الناتجة عنه، وفي أحسن الأحوال يتفّهون تلك الأضرار. فإذا ما أردنا معرفة هذه الأضرار علينا أن ننظر في كتابات المعارضين، وهي كلّها غربيّة 35. ونحن نستعرض أهم هذه الأضرار الصحّية. ونحيل القارئ فيما يخص الأضرار الجنسيّة والنفسيّة إلى الفصول الأخرى. النزيف تقدّر نسبة حدوث النزيف بـ 2% على الأقل من حالات الختان. فغلفة القضيب عضو كثير الشرايين يؤدّي بترها إلى نزول دم. وإن تم مس الشريان اللجامي، فإن هذا النزيف يكون سريعاً. والطفل الذي يزن ثلاثة كيلوغرامات لا يحتوي على أكثر من كأس دم أو ما يناهز 300 غرام من الدم. ولذلك في حالة عدم التنبّه للنزيف لمدّة قصيرة، فإنه يقود إلى الوفاة. وكثيراً ما يصاب الصبي بحالة صدمة من النزيف. وبعض الأشخاص مصابون بمرض سيلان الدم، وهو مرض وراثي. ونزيف الدم في هذه الحالة يصعب التحكّم به. وللحد من هذه الظاهرة أخترعت الآلات الضاغطة التي تكبس الشرايين فتمنع سيلان الدم. ولكن اليهود الأرثوذكس يرفضون إستعمالها لأنها لا تسيل الدم، ممّا يبطل الختان الديني. وتبيّن الإحصائيّات أنه حتّى باستعمالها، يبقى الطفل معرّضاً لخطر النزيف. ولذلك يجب تفادي إجراء الختان إذا ما تبيّن بعد فحص الأهل أو الصبي بوجود مثل هذا المرض، أو إذا كانت الغلفة ملتصقة بالحشفة كما هو الأمر في أكثر حالات الأطفال في بداية حياتهم. فشد الغلفة لفصلها عن الحشفة يؤدّي إلى مزيد من النزيف. ويشار هنا إلى أن فيتامين "ك" المسؤول عن تجليط الدم وإيقاف النزيف لا يتكوّن في جسم الطفل قَبل خمسة عشر يوماً من ولادته. وهذا يبيّن بأنه من الغلط إجراء العمليّة في الأيّام الأولى من حياته. ولذلك يحاول بعض الأطبّاء إعطاء الطفل هذا الفيتامين لتفادي النزيف. الإلتهابات وتعفّن الجرح قطع الغلفة يجعل الجرح والحشفة المكشوفة عرضة للتلوّث بالبول والبراز، ممّا قد يسبّب إلتهابات وتقيّحاً في فتحة البول. وهذا هو السبب الرئيسي لعسر البول والتهاب المسالك البوليّة، ممّا قد يتطلّب تدخّل جراحي لتوسيع فتحة البول. وهذا يحدث في 10% من حالات الختان. وإذا لم توجد أدوية معقّمة، فالجرح قد يؤدّي إلى التعفّن وإصابته بجراثيم عدوى كثيرة مثل التيتانوس والغنغرينا ومرض السحايا والدفتيريا وتسمّم الدم والتهاب العظام، ممّا قد يودي بحياة الطفل. إنكماش القضيب قد يؤدّي الختان إلى إنكماش قضيب الذكر فيختفي تحت الجلد المحيط به. فيتطلّب تدخّل جراحي لإرجاعه إلى وضعه الطبيعي وذلك بإضافة جلد إلى جلده. القضاء على الغدد التي تفرز المادّة المرطّبة بالختان يتم القضاء على الغدد التي تفرز المادّة المرطّبة والتي تتواجد في ثلم إكليل الحشفة وبطانة الغلفة. والمادّة المرطّبة تلعب أدواراً مُهمّة منها فصل الغلفة عن الحشفة تدريجيّاً ومنع إعادة إلتصاقها بها، والإحتفاظ بالحشفة ناعمة وليّنة تماماً كما تحافظ الإفرازات الأخرى على نعومة البشرة. فإذا ما تم قطع الغلفة بالختان، فإن الحشفة تصبح دون حماية وتجف بسرعة وتصبح عرضة للخدش بالملابس. كما أنها تثخن وتخشن وتفقد حساسيّتها الطبيعيّة. حتّى أن لونها الطبيعي يتغيّر. ويقدّر البعض سمك بشرة الحشفة لدى المختونين بعشرة أضعاف سمك بشرة الحشفة عند غير المختونين 36. باسور الإحليل والمبال الفوقاني قد تحدث عمليّة الختان فتحة جانبيّة في مجرى البول يطلق عليها "باسور الإحليل". وهذا ينتج بسبب خطأ من الخاتن خلال عمليّة قطع الغلفة، فيثقب القضيب. وقد يثبت طرف الآلة داخل مجرى البول. وعند إغلاقها فإنها تسحق الجزء الأعلى لمجرى البول والجزء الأعلى للحشفة مع الغلفة، ممّا ينتج عنه حدوث فتحة في أعلى الحشفة يطلق عليها "مبال فوقاني". وهناك بعض حالات التشوّه الخلقي يطلق عليه "الإحليل التحتاني" وهو تحوّل فتحة مجرى البول من أعلى الحشفة إلى الجانب السفلي منها. ويصلّح هذا العيب بترقيع الفتحة بغلفة القضيب وإجراء فتحة في المكان الإعتيادي. فإذا لم يلاحظ الطبيب هذا العيب قَبل الختان، فإنه يصعب عليه إصلاحه لأنه بالختان يزيل قطعة الجلد التي يحتاج إليها لتصليح العيب. ضيق الغلفة سوف نرى أن مؤيّدي ختان الذكور يجرونه للوقاية من ضيق الغلفة الذي يمنع سحبها إلى الخلف لكشف الحشفة. إلاّ أن الختان قد يؤدّي إلى مثل هذا الضيق ممّا يسبّب حشر للحشفة. وهذا يتطلّب تدخّل لتوسيع الجلد وفي بعض الأوقات يجب إعادة عمليّة الختان. إحتباس البول قد يتم في الختان قطع "لجام القضيب"، ممّا يحرم مجرى البول الداخلي من أهم مصدر للدم فيه. وهذا يؤدّي إلى ضيق مجرى البول في 5 إلى 10% من المختونين وإلى صعوبة في التبوّل. وقد يحدث إحتباس للبول بسبب لف قضيب الطفل بعد الختان لإيقاف النزيف أو بسبب إستعمال الأجهزة في الختان، وخاصّة جهاز Plastibell. وهذا الإحتباس قد ينتج كرد فعل من الطفل بسبب صدمة عمليّة الختان. واحتباس البول يجعل الطفل يتألّم ويصيح ويمتنع عن الرضاعة. وقد يؤدّي إلى قصور كلوي. موت الحشفة أو تشويهها وفقدها حمايتها يؤدّي تضييق اللف على حشفة الطفل في بعض الأحيان إلى موتها. ويحدث أيضاً أن تجرح هذه الحشفة أو تقص كاملة بسبب تهاون الخاتن فيصاب القضيب بتشويه دائم يصاحبه مشاكل جنسيّة كبيرة مدى الحياة. ولحماية الحشفة من مثل هذه الحوادث تم إختراع الآلات الطبّية. هذا وبتر الغلفة يحرم الحشفة من حمايتها الطبيعيّة في بعض الحوادث مثل الحرق. فإذا ما تعرّضت الحشفة للحرق فإنه يصعب إزالة التشويه. بينما إذا مس الحرق الغلفة، فإنها تقي الحشفة. وعند الحاجة يمكن إزالة الغلفة بالختان مع ضرر أقل لشكل القضيب. ونسبة الإصابة بالحرق أكبر من نسبة الإصابة بسرطان القضيب. وتذكر المصادر الطبّية أن الغلفة تحمي من زمام البنطلون، ومقعد المرحاض الذي قد يسقط على قضيب الولد الصغير عند التبوّل، والتفاف شعر أو خيط حول القضيب ممّا يؤدّي إلى انحباس الدم وموت الحشفة. وبتعرية الحشفة تفقد حرارتها التي تساعد على شفاء التخدّشات التي قد تصيبها خلال المداعبة الجنسيّة. فالغلفة تعطي الحشفة حرارة تساعد على شفاء تلك التخدّشات. قطع زائد لجلد القضيب من الصعب معرفة القدر الذي يتم قطعه من جلد القضيب خلال الختان، خاصّة عندما يجرى على طفل حديث الولادة. ويختلف هذا القدر حسب مهارة الخاتن ونوعيّة الختان. فاليهود مثلاً يشدّدون على ضرورة قطع أكبر قدر من الجلد. وهذا الأسلوب إنتقل منهم إلى الأطبّاء الأمريكيّين. وقد يُحدث الختان قطع كبير فيصبح جلد القضيب أقصر من القضيب الذي يغطّيه. وقد تحدث مضاعفات في عمليّة الختان فيضطر الطبيب إلى قطع المزيد من الجلد فيتعرّى القضيب ويسبّب ضيقاً عند إنتصابه وتعطيلاً لوظيفته الطبيعيّة. وقصر جلد القضيب يؤدّي عند الإنتصاب إلى شد جلد الصفن ممّا يحدث ألماً ومشاكل جنسيّة سوف نعرضها في الفصل الخامس. وقد دفعت هذه المضاعفات بعض المختونين إلى اللجوء لعمليّة إستعادة الغلفة إمّا بطريقة جراحيّة أو بطريقة شد الجلد، كما سنرى في الفصل السابع. التقيؤ ووقف التنفّس هناك حالات لوحظ فيها أن الختان ادّى إلى التقيؤ ووقف التنفّس بسبب الكرب الذي يصيب الطفل خلال عمليّة الختان، خاصّة عندما تتم دون تخدير. وقد يؤدّي صراخ الطفل خلال العمليّة إلى إصابته بـ"الإسترواح الصدري" و"الإندغام الرئوي". مخاطر التخدير ذكرنا أن الختان يتم عامّة دون تخدير. واستعمال التخدير بحد ذاته له نتائج لا يمكن تجاهلها في أيّة عمليّة جراحيّة. فالتخدير قد يؤدّي للموت. ويقول بعض الأطبّاء أن خطر التخدير أكبر عند الأطفال ممّا عند البالغين. ولو تم تخدير كل الأطفال لكان هذا سبباً في حوادث وفاة أكثر بين الأطفال ممّا هو الحال عليه بدون تخدير. تقرّح فتحة مجرى البول تحمي الغلفة حشفة الطفل من البول الذي يبلّل ملابسه. فإذا ما أزيلت الغلفة، إنكشفت الحشفة وأصبحت ملامسة مباشرة للملابس المشبّعة بالأمونيا التي في البول، ممّا يؤدّي إلى تحرّق الحشفة وتقرّحها والتهابها. ونسبة المختونين الذين يصابون بهذه الظاهرة تقدّر ما بين 8% و31%، ولكن النسبة الحقيقيّة أعلى من ذلك بكثير لأن حالات الإلتهابات والتقرّح لا تسجّل دائماً. وكثيراً ما يجهل الأطبّاء سببها خاصّة عندما تحدث بعد مدّة من الختان فينسون العلاقة بينهما. وعندها يلجأ الأطبّاء إلى البحث عن وسيلة لشفائها، فيقترحون تغيير نظام طعام الطفل لتخفيف الأمونيا في بول الطفل. وقد يقترحون بعض المراهم كالفازلين ومضادّات حيويّة لها عواقب وخيمة إذا ما إعتاد عليها الطفل، إذ يبطل مفعولها، فيضطر الأطبّاء لإقتراح مضادّات أقوى من السابقة. ومنهم من يقترح تغيير الثياب مراراً وغسلها وغليها حتّى تزول الأمونيا تماماً. ضيق فتحة مجرى البول قد يؤدّي تقرّح فتحة مجرى البول إلى مضاعفات لاحقة مثل ضيق تلك الفتحة، خاصّة عند الصغار، ممّا يجعل التبوّل صعباً ومؤلماً ويتطلّب جهداً كبيراً لإخراجه. وقد قام بعضهم بقياس فتحة مجرى البول عند مائة مختون ومائة غير مختون، فوجد أن الفتحة عند غير المختونين أوسع من الفتحة عند المختونين. ويذكر طبيب بأن ضيق فتحة مجرى البول تحدث عند قرابة ثلث المختونين ولا تحدث عند غير المختونين. وقد أثبتت الدراسات أن صعوبة التبوّل تؤدّي في بعض الأحيان إلى التبوّل في السرير ليلاً. ولعلاج ضيق فتحة مجرى البول يلجأ البعض إلى عمليّة جراحيّة لشق المبال أو توسيعه. الإبقاء على حلقة Plastibell يعتبر جهاز Gomco وجهاز Plastibell أكثر الأجهزة إستعمالاً لإجراء ختان الذكور في أمريكا. وبعد الختان، يتم الإبقاء على قمع جهازPlastibell لقرابة عشرة أيّام قبل أن تنسلخ تلقائياً عن القضيب. إلاّ أنه يحدث أن يندمل القمع داخل جلد القضيب. وهذا يؤدّي إلى تقرّح أو تنكرز الجلد، وأيضاً إلى فقد الحشفة. التعرّض لعدوى الأمراض من مخاطر الختان التي تحصل كثيراً تعريض القضيب إلى عدوى الأمراض من خلال الجرح، ممّا يؤدّي إلى أوخم النتائج بما فيها الموت. ويصاحب هذه العدوى إرتفاع حرارة الطفل والتقيّح والتورّم. ويرى البعض أن نسبة إلتهاب جرح الختان قد تصل إلى 8%. والدم المحيط بجرح الطفل يساهم في تفشّي الجراثيم. وهذه العدوى مرتفعة في المستشفيات بسبب وجود جراثيم ذات مناعة عالية للمضادّات الحيويّة. وقد تظهر عوارض العدوى بعد رجوع الطفل إلى البيت. وقد تتحوّل هذه العدوى إلى العمود الفقري وتصيب المخ بمرض إلتهاب السحايا الذي يسبّب الموت. ويصاحب هذه الأمراض ألم شديد ورفض الرضاعة. تشويه القضيب ليس كل الذين يختنون يستطيعون إجراء عمليّة ذات نتائج مرضيّة شكلاً. فقد يكون القطع معوجّاً فيؤدّي إلى إعوجاج القضيب عند إنتصابه. وقد يترك شفاء الجرح طبقة من الجلد على طبقة أخرى مع نتوات. وقد رفعت إلى المحاكم قضايا في هذا الخصوص باعتبار أن القضيب لا يتّفق مع النظرة الجماليّة المتعارف عليها. وإذا تم الختان بواسطة ملزم Plastibell يجب أن تسقط حلقته خلال عشرة أيّام من الختان. ولكن قد تبقى هذه الحلقة داخل الجلد حول حد الحشفة كما ذكرنا. وهنا يجب تدخّل من الطبيب لإزالة الحلقة التي تترك تشويهاً في العضو على شكل ثلم. وقد يحدث جسر من اللحم بين الغلفة والحشفة يجعل إنتصاب القضيب مؤلماً. وفي عام 1986، قامت جمعيّة طب المسالك البوليّة في "فرجينيا" بفحص وثائق تخص ختان طفل خسر جرّاء ذلك كل جلد القضيب، وختان طفل آخر أصابه غنغرينا ونكرزة في حشفته وقضيبه بسبب الكي الكهربائي لدمل الجرح. وعلى أثر ذلك، قامت الجمعيّة المذكورة بأخذ قرار بالإجماع ضد الختان الروتيني. التعرّض للخدش يصبح جلد القضيب في حالة القطع الكبير أكثر توتّراً عند الإنتصاب ممّا يجعله أكثر عرضة للخدش. وبعض المختونين يشتكون بأنهم لا يتحمّلون إحتكاك قضيبهم بالملابس الداخليّة. فقدان القضيب هناك حالات تم فيها فعلاً قطع القضيب بسبب إلتهابات أو بسبب إستعمال الكي الكهربائي لإيقاف نزيف الدم بعد إجراء الختان. وقد تطلّب الأمر إجراء عدّة عمليّات جراحيّة للمحافظة على القضيب بسحبه من جوف الطفل وترقيعه بالجلد. وفي عدم نجاح تلك المحاولات، فإنه يتم بتر القضيب كاملاً. وفي بعضها حُوّل الولد فعلاً إلى أنثى. وبطبيعة الحال تكون الأنثى هنا غير قادرة على اللذّة الجنسيّة أو الإنجاب، وتجد صعوبة في التبوّل. فعمليّة التحويل هذه هي مجرّد محاولة لتخفيف للعاهة. وهذا التحويل يصاحبه مشاكل نفسيّة لا تقاس تؤيّدي إلى قضايا أمام المحاكم للحصول على تعويضات بسبب الضرر. ولكن هل يمكن لكل أموال الدنيا أن تعوّض عن مثل تلك العاهة ؟. وقد عرضت مجلّة "التايم" الأمريكيّة في 24 مارس 1997 قصّة ختان فاشل تم عام 1963 قرّر الأطبّاء والأهل على أثره تحويل الطفل إلى أنثى. فتم نزع خصيتيه وصمّم له فرج من بقايا النسيج ظنّاً منهم أن إعطائه هرمونات الأنوثة سوف يحوّل نفسيته ونزعاته من ذكر إلى أنثى. وكان هذا تطبيقاً للنظريّة الشائعة في ذاك الوقت والتي كانت تدّعي بأن الأطفال يولدون حياديين جنسيّاً ثم يتم زرع ميول الذكورة والأنوثة فيهم من خلال التربية. وقد إعتمد الأطبّاء في الولايات المتّحدة على هذه الحادثة لإقناع الأهل بتحويل عشرات الصبيان إلى فتيات لعلاج حالات فشل الختان. غير أن ضحيّة هذه الحادثة المأساويّة لم تتمكّن أبداً من التأقلم مع جنسها الجديد. فقد كانت تمزّق ثياب البنات التي كانت أمّها تلبسها بها، وتفضّل اللعب مع الصبيان، وترفض ألعاب الفتيات. ورغم أن رفاقها لم يكونوا يعلموا بقصّة تحويلها من ذكر إلى أنثى، فإنهم كانوا يستغربون من تصرّفاتها. غير أن الأطبّاء إستمرّوا بالضغط عليها ليقنعوها بأنها أنثى وأن عليها التصرّف كأنثى. وعندما كان عمرها 14 سنة، رأت أن لا خيار أمامها إلاّ الإنتحار أو التحوّل إلى ذكر. وعند ذلك إعترف لها الأهل بأنه تم تحويلها في صغرها من ذكر إلى أنثى. وعندها قرّرت الرجوع إلى حالتها الأولى فأجرى لها الأطبّاء عدّة عمليّات لتشكيل قضيب صغير ولكنّه خال من حساسيّة القضيب الإعتيادي. ويذكر الدكتور رشدي عمّار أنه توجد حالات يصعب بالعين المجرّدة تحديد الجنس إذا كان ولداً أو بنتاً. ولا بد من عمل فحص للأعضاء التناسليّة الداخليّة وعمل تحاليل كثيرة وأبحاث لتحديد الجنس. يقول الدكتور عمّار : "وفي هذه الحالات قد تجرى عمليّة الطهارة للولد على أنه بنت ويزال قضيب صغير الحجم على أنه البظر، ثم يثبت بعد ذلك أن الجنس ولد. وبذلك يقضى على المستقبل الجنسي للطفل بعد ذلك. وقد صادف شخصياً هذه الحالة سنة 1959 في طفل ذكر أجريت له عمليّة الختان وأزيل القضيب على أنه البظر وبالفحص والتحليل ثبت أنه ولد وليس بنتاً" 37. الوفاة يؤدّي الختان بسبب النزيف أو الإصابة بعاهة أخرى أو التخدير إلى حالات وفاة كما ذكرنا سابقاً. ولا يعرف بصورة مؤكّدة عدد الوفيّات التي يسبّبها الختان حتّى في الدول المتقدّمة إذ إنها تسجّل تحت أسباب غير الختان. ويرى طبيب أمريكي أن كل وفاة تحدث في الأيّام العشرة التي تتبع الختان يجب أن تعتبر وفاة مشبوهة 38. هـ) الأضرار الصحّية الخاصّة بالختان اليهودي يجرى الختان الديني عند اليهود على ثلاث مراحل. فيتم أوّلاً قص الغلفة. ثم تسلخ بطانة الغلفة مع اللجام بظفر مدبّب. وبعدها يقوم الخاتن بمص قضيب الصبي بفمه. وقد أدخلت المرحلة الثانية في القرن الأوّل الميلادي لمنع إستعادة الغلفة بشد جلد القضيب. وأضيفت في العصر التلمودي (500-625) مرحلة مص القضيب. وقد توفّى آلاف من الأطفال اليهود في القرن التاسع عشر في أوروبا بسبب مص الدم هذه. وقد تم إدخال تعديلات على عمليّة الختان بداية من الربع الأخير من القرن التاسع عشر لكي تتماشى مع التقدّم الطبّي. فقد أستبدل ظفر الخاتن بالمقص في المرحلة الأولى من الختان، ولكن الظفر ما زال مستعملاً لسلخ بطانة الغلفة واللجام. كما أقترح إستبدال إستعمال أنبوب زجاجي لمص الدم بدلاً من مصّه مباشرة بفم الخاتن لتفادي العدوى. ولكن هذا المص ما زال يمارس بين اليهود الأرثوذكس. وقد سمح الحاخام الشرقي "بكشي دورون" في إسرائيل بمص الدم بأنبوب زجاجي ليس خوفاً على إنتقال الأوبئة إلى الطفل ولكن خوفاً من أن ينتقل الإيدز إلى الموهيل 39. ويحاول اليهود التتفيه من مخاطر الختان الذي يتم على يد موهيل. يقول طبيب وموهيل يهودي بريطاني بأن مضاعفات الختان تندر عندما يجرى على يد الموهيلين رغم كثرة هذه العمليّات. ويذكر في هذا المجال أن هناك حالة واحدة من 800 حالة ختان تم إدخالها المستشفى بسبب النزيف في القدس عام 1964. ويشير إلى أن المضاعفات تصل إلى 0.19% من بين 100.000 ختان أجري على وليد في الولايات المتّحدة رغم أن هذه العمليّات لم تجرى على يد موهيل. كما يستشهد بمقال يبيّن أن المضاعفات في الختان تظهر أكثر عندما تجرى العمليّة من قِبَل الطبيب بدلاً من الموهيل. ويتساءل هذا المؤلّف عن سبب ندرة مضاعفات الختان 40. ولكن هناك من لا يكتفي بالتعجّب بل يبرّر هذا التعجّب بكون الختان أمر إلهي، كما رأينا سابقاً. وخلافاً لرأي هذا الطبيب، تقول دراسة لمعارضين يهود بأنه لا توجد في إسرائيل متابعة لمعرفة مدى المضاعفات الناتجة عن الختان. فليس هناك سجل أو إحصائيّات في هذا الخصوص. وقد بيّنت دراسة بناء على معلومات من الصحف العاديّة والطبّية أنه هناك 22 حالة وفاة، و19 حالة بتر القضيب أو غنغرينا أصابت القضيب، و132 حالة خطرة تطلّبت العلاج في المستشفى بسبب النزيف وتلوّث الجرح وقطع الحشفة وفقد كمّية كبيرة من الجلد وغيرها من المضاعفات. وقد أدّت بعض هذه المضاعفات إلى أضرار لا رجعة فيها 41. وتقول طبيبة بريطانيّة يهوديّة معارضة بأن لا اليهود ولا المسلمين في بريطانيا يحتفظون بإحصائيّات حول أضرار الختان التي يقومون بها. وتبيّن أن ختان الذكور له أضرار عدّة وخطيرة. وتذكر بأنها تكلّمت مع كثير من الأمّهات التي عانت من هذه الأضرار. وقد أبلغتها إحداهن بأنها لن تضع طفلاً آخراً لأنها لا تستطيع عدم ختانه ولا تستطيع تحمّل ألمه. وتضيف هذه الطبيبة بأنه إن كانت لكل عمليّة جراحيّة يقصد منها شفاء المرض والحفاظ على الحياة أضرارها، فيوزن بين الأضرار والفوائد، إلاّ أن مثل هذه المخاطر لا يمكن قبولها لعمليّة لا تهدف للشفاء، بل هي تعدّ على عضو سليم 42. وبسبب الأضرار السابقة الذكر، ينص الأطبّاء المعارضون للختان على تفادي قطع الغلفة بقدر الإمكان إلاّ في حالات الضرورة الطبّية. وحتّى في هذه الحالات، يجب محاولة اللجوء إلى "الرأب" بدلاً من الختان لتفادي قطع الأنسجة الحسّاسة. وإذا كان لا بد من الختان فيجب الإقتصار على أقل قدر من القطع للحفاظ على وظيفة القضيب الطبيعيّة. وفي كل الحالات يجب تفادي اللجوء إلى ختان الأطفال حديثي الولادة لأن ذلك يتطلّب سلخ الحشفة عن الغلفة قَبل تمام تكوينها. كما إنه يجب ترك قرار الختان للشخص عندما يبلغ. فهذا هو ما يتّفق مع الأخلاق الطبّية وحقوق الإنسان 43. ثانياً: الأضرار الصحّية لختان الإناث أ) الأضرار الصحّية لختان الإناث قديماً تعرّضت كتب الفقه الإسلاميّة القديمة كثيراً لحالات التشويه والموت الناتجين عن الختان لمعرفة مدى المسؤوليّة الجنائيّة في هذه الحالات، كما ذكرنا في كتابنا السابق. وهم قليلاً ما يفرّقون بين ختان الذكور وختان الإناث في هذا المجال. وفيما يخص ختان الإناث، ينقل إبن حزم أقوال الفقهاء أنه يقضى "في شفر قَبل المرأة إذا أوعب حتّى يبلغ العظم نصف ديتها وفي شفريها بديتها إذا بلغ العظم [...]. في ركب المرأة [منبت العانة] إذا قطع بالديّة من أجل أنها تمنع من لذّة الجماع". ويذكر إبن حزم أن الشافعي يقضي "في العفلة [بظر المرأة] إذا بطل الجماع الديّة وفي ذهاب الشفرين كذلك" 44. ولكن من غير الواضح إن كان ذلك الضرر هو نتيجة ختان الإناث. وقد ذكر النفزاوي (توفّى عام 1324) ضمن أسماء الفروج "المصفّح"، معرّفاً ذلك بأنه تعبير عن ضيق الفرج طبيعةً من الله أو بسبب ختان تم دون مهارة. فقد يُحدِث الجرّاح حركة غير مقصودة بمبضعه فيجرح شفرتي الفرج أو إحداهما فيلتئم الجرح مكوّناً ندباً يسد مدخل الفرج. وحتّى يتمكّن من إيلاج عضو الرجل لا بد من إجراء عمليّة جراحيّة للفرج بمبضع 45. ب) محاولة تتفيه الأضرار الصحّية لختان الإناث في أيّامنا حاول مؤيّدو ختان الإناث تتفيه مضارّه تماماً كما فعل مؤيّدو ختان الذكور، ويضيفون أن تلك الأضرار مفتعلة نتيجة للضجّة الحاليّة التي يقيمها الغرب حول هذه الموضوع. فيقول الدكتور نجاشي علي إبراهيم، أستاذ مساعد بكلّية الشرعيّة والقانون بجامعة الأزهر : "إنشغل الناس في هذه الأيّام بقضيّة الختان التي فرضت نفسها على الجميع [...] لتشكيك الناس فيما توارثوه عبر الأجيال. وأخذوا يتحدّثون عن الختان، وقد كانوا في غنى عن الكلام عنه. لأنه لم يحدث لهم ما يدّعيه المدّعون من أن الختان يسبّب النزيف والعقم وأذى الجهاز البولي وحبس البول، وحبس دم الدورة الشهريّة، والناسور البولي وغير ذلك من الأمراض والمخاطر التي لم تظهر في أسلافهم عبر السنين والأجيال الماضية. لقد كانت حياة الناس مستقرّة وعاديّة ولكن نتيجة لهذا التشكيك الذي حدث أصبح الناس في حيرة من أمرهم، كيف عاشوا هذه الفترة الطويلة من عمر البشريّة وهم يمارسون هذا الخطأ ولم يجدوا من يرشدهم أو يأخذ بأيديهم إلى بر السلامة والأمان ؟!! أليس فيهم رجل رشيد ينبّههم إلى هذه المخاطر وهذه الأمراض ؟!" 46. ويرى هذا المؤلّف ضرورة التفريق بين ختان الإناث "السُنّي" الذي يتم حسب قول النبي : "أشمّي ولا تُنهِكي"، وبين الأنواع الأخرى من هذا الختان. فالختان "السُنّي" لا مضار له، على خلاف الأنواع الأخرى التي يجب إدانتها. إلاّ أن الكثيرين يخلطون بين الختان السُنّي وتلك الأنواع الأخرى عن عمد لتشويه الإسلام والطعن فيه، كما فعلت شبكة "سي إن إن" عند عرضها لـ"عمليّة ختان وحشيّة يقشعر منها البدن للطفلة المصريّة نجلاء". فالمتأمل في هذه العمليّة "يستطيع أن يدرك أنها مؤامرة دنيئة لتشويه صورة الختان الإسلامي ودعوة صريحة لاستمرار الحرب المشتعلة لمنع الختان، وأن هذا المنكر الذي عرضته شبكة "سي إن إن" هو صورة الختان الإسلامي الذي يجب أن يحارب ويجب أن يمنع الناس من ممارسته بقرار أو قانون" 47. ومحاولة تتفيه أضرار ختان الإناث، بقصد إضفاء الشرعيّة عليه، نجدها أيضاً عند الكتّاب الأفارقة. فعلى سبيل المثال يدّعي الرئيس الكيني "جومو كينياتا" بأن ختان الإناث في بلده يتم بمهارة "المتخصّص في هارلي ستريت" 48. ويشار هنا إلى أن تقرير المستشار الصحّي للمكتب الإقليمي لمنطقة شرق المتوسّط لمنظّمة الصحّة العالميّة الدكتور "روبيرت كوك"، بتاريخ 30 سبتمبر 1976، يفرّق بين أربعة أنواع من ختان الإناث أخفها "الختان بالمفهوم العام" الذي عرّفه كما يلي : "القطع الدائري لغلفة البظر، ويشابه ختان الذكور. ويمارس أيضاً في الولايات المتّحدة لمعالجة فشل الوصول إلى الإرتواء الجنسي من قِبَل النساء، وأيضاً لمعالجة تضخّم بظر المرأة وضيق الغلفة عندها". وهو يعتمد في ذلك على مقالين لطبيبين أمريكيّين هما "راثمان" و"وولمان" ويضيف : "وبما أنه لم يذكر أيّة نتائج صحّية ضارّة لمثل هذه الختان، فإنه لن يهتم به". ولذلك فهو لا يتعرّض إلاّ لمضار الختان الفرعوني. 49 وسوف نرى أن هذه النظرة المتحيّزة لصالح ختان الإناث من الدرجة الأولى قد تخلّت عنها منظّمة الصحّة العالميّة وغيرها من المنظّمات التي تدين جميع أنواع ختان الإناث الذي يتم دون سبب طبّي. ج) عدم وجود إحصائيّات دقيقة للأضرار الصحّية كما هو الأمر مع ختان الذكور، ليس هناك إحصائيّات دقيقة حول الأضرار الصحّية لأنواع ختان الإناث المختلفة. تذكر الطبيبة السودانيّة "أسمى الضرير" أن 84.5% من حالات الختان التي تحتاج إلى علاج لا يتم الإشهار عنها 50. وتشير دراسة ميدانيّة تمّت في "سيراليون" بأن 83% من الإناث التي تعرّضت للختان يحتجن إلى علاج طبّي في مرحلة ما من حياتهن بسبب الختان. وفي بعض الجماعات ليس هناك إمكانيّات للعلاج الطبّي فيؤدّي الختان إلى نزيف شديد وموت الفتاة 51. هذا ومخاطر ختان الإناث مرتبطة بعوامل كثيرة منها مدى القطع ومهارة الذي يجري العمليّة ونظافة الآلات التي يستعملها والمحيط الذي تجرى فيه والحالة الصحّية للضحيّة. وإن كانت جميع أنواع البتر تعرّض لمضاعفات إلاّ أن أكثر هذه المضاعفات خطورة وأطولها أثراً تحصل في الختان الفرعوني. وإن كانت هذه المضاعفات أقل في الختان الذي يجرى على يد طبيب ماهر في وسط طبّي معقّم، إلاّ أنه قد يؤدّي مثل هذا الختان إلى الوفاة بسبب النزيف الذي يصعب السيطرة عليه. د) قائمة بالأضرار الصحّية لختان الإناث يتجاهل مؤيّدو ختان الإناث أضراره الصحّية، وفي أحسن الأحوال يتفّهونها. وإذا ما أردنا معرفة هذه الأضرار علينا النظر في كتابات المعارضين، وهي مصادر مصريّة وغربيّة 52. ونحن نستعرض أهم هذه الأضرار الصحّية. ونحيل القارئ إلى المضاعفات الجنسيّة والنفسيّة إلى الفصول الأخرى. النزيف يؤدّي ختان الإناث إلى نزيف دموي. في بعض الحالات يكون النزيف بسيطاً ويمكن إيقافه إمّا بوسائل بدائيّة تمهّد لحدوث الإلتهابات مثل البن المطحون أو تراب الفرن أو بعض الأعشاب القابضة مثل "القرض"، كما يحدث في بعض المنازل، بما فيه من أتربة وتلوّث. أو بخياطة الأوعية النازفة أو كيّها في المستشفى. وفي حالات أخرى يكون النزيف شديداً لإصابة الشريان البظري الذي يندفع منه تيّار الدم تحت ضغط شديد فتحتاج الفتاة إلى نقل دم وإجراء جراحة عاجلة. وهناك حالات تكون فيها الطفلة مصابة بمرض سيلان الدم الوراثي فيسبّب الختان نزيفاً مستمرّا يؤدّي إلى وفاة البنت. الصدمة العصبيّة وهي رد فعل الجسم للألم والنزيف. وأعراضها إنخفاض شديد بضغط الدم وحرارة الجسم وإغماء. وقد يمكن إنعاش الفتاة بوسائل طبّية قد تصل إلى عمليّة نقل دم، وقد تتوفّى. الإضرار بالأعضاء المجاورة إثناء إجراء عمليّة ختان الإناث، تقوم الضحيّة عامّة بحركات مقاومة بسبب الخوف والألم تؤدّي إلى عدم إمكانيّة السيطرة عليها والتركيز على العضو الذي يراد بتره، ممّا يسبّب إلحاق جراح بالأعضاء المجاورة مثل مجرى البول أو المهبل أو العجّان أو الشرج. وقد يؤدّي ذلك إلى عدم السيطرة على البول والبراز اللذان قد ينزّان باستمرار. وقد سجّلت بعض الحالات التي تصل إلى كسر بعظام الترقوة أو الذراعين أو الفخذين عند الضغط العنيف على عظام طفلة صغيرة بأيدي من يقيّدون حركتها. متاعب بوليّة تشعر الفتاة المختونة بألم شديد عندما يمس البول الحمضي الجرح. وقد يؤدّي الخوف من الألم إلى إحتباس البول. كما قد يحدث هذا الإحتباس من تهيّج وتورّم الأنسجة المصابة حول فتحة مجرى البول نتيجة لإصابته أثناء إجراء العمليّة ذاتها، خاصّة إذا كان من يقوم بها ليس على دراية بالتشريح الطبيعي للأعضاء التناسليّة الخارجيّة. ويترتّب على إحتباس البول آلام شديدة أسفل البطن، وتكاثر الميكروبات في البول الراكد المتجمّع بالمثانة، لا سيما في حالة حدوث إلتهابات بموضع التشويه كما يحدث كثيراً. ويؤدّي ذلك إلى إلتهاب بالمثانة، وربّما يتطوّر إلى الحالبين والكليتين. الإلتهابات الجرح في مكان حسّاس كهذا عرضة للتلوّث، إمّا بسبب إستخدام أدوات ملوّثة، أو أشياء ملوّثة لإيقاف النزيف، أو لأن المنطقة عموماً قريبة من فتحة الشرج وأي جرح فيها عرضة للتلوّث بالبكتيريا القولونيّة. وقد تعالج هذه الإلتهابات وتشفى أو تترك آثاراً مزمنة. وقد تتفاقم وتحدث غنغرينا بالفرج، أو قد تغزوا الميكروبات الدم وتسبّب التسمّم الدموي. وقد تمتد هذه الإلتهابات إلى الكلى وسائر الجسم جميعاً، كما قد تؤدّي إلى ضيق فتحة الفرج وما يتصوّر أن ينجم عن هذه الإلتهابات والنزيف من وفاة. وقد تمتد الإلتهابات إلى الجهاز التناسلي الداخلي أي إلى المهبل والرحم والبوقين. وقد تمتد إلى الجهاز البولي فتصاب المثانة والكليتان. وقد يؤدّي ذلك أيضاً إلى الإصابة بمرض الإيدز بسبب تلوّث جرح الختان. تشويه العضو يلتئم جرح الختان بنسيج ليفي محدثاً تشويهات بالمكان. وقد تحدث ندب مؤلمة عند اللمس فتسبّب ألماً عند الجماع. وقد يشوّه الشكل الخارجي نتيجة عدم إزالة أجزاء متساوية أو نتيجة ترك زوائد تنمو وتتدلّى بعد ذلك. وقد تتكوّن أورام نتيجة لدخول بعض الخلايا أثناء إلتئام الجرح تحت الجلد. وتتضخّم هذه الأورام في الكبر ممّا يستدعي إجراء عمليّة جراحيّة لإزالتها. كما قد تحدث إلتصاقات مختلفة بالأنسجة وقروح مزمنة مكان الجرح. وقد يلتصق حدّا جرح الشفرين محدثاً إنغلاقاً للرحم وكأن الختان قد أجري على الطريقة الفرعونيّة. تعطيل وظيفة الشفرين الصغيرين يؤدّي قطع الشفرين الصغيرين إلى الحرمان من وظيفتهما في توجيه تيّار البول بعيداً عن الجسم. كما يحرم البنت من وظيفتهما في حماية مدخل المهبل من غزو الجراثيم. العقم قد تمتد الإلتهابات الموضعيّة مع نقص حماية مدخل المهبل إلى المسالك التناسليّة. وقد تسبّب العقم نتيجة لانسداد البوقين. ويرجع الأطبّاء 20 إلى 25% من حالات العقم في السودان إلى الختان. وتحكي السيّدة الشاديّة سارة يعقوب بأن صديقة لها مختونة ختاناً فرعونياً تم فتحها ليلة زواجها في مكان لا يؤدّي إلى الرحم. وبطبيعة الحال لم تحمل وظنّت أنها مصابة بالعقم. ولحسن حظها عرضت نفسها للطبيب الذي إكتشف الوضع المأساوي فاحدث فتحة يؤدّي إلى الرحم فحملت. تعسّر عمليّة الوضع نتيجة لالتئام جرح الختان بنسيج ليفي، فإن منطقة الفرج تفقد مطّاطيّتها. وإذا لم يتمدّد الفرج أثناء الوضع فإنه يؤدّي إلى حدوث تمزّق في منطقة العجّان وفي عضلة الشرج، فتفقد السيّدة التحكّم في عمليّات الإخراج. وقد تؤدّي طول فترة الولادة وتعسّرها إلى حدوث تمزّق في الأنسجة المحيطة بفتحة البول. وهذه التمزّقات تحتاج لتدخّل جراحي فوري لإيقاف النزيف الناتج عنها ولمنع تقيّح الجروح. وقد يؤدّي ضيق فتحة المهبل الناتج عن الختان إلى تعسّر مرور رأس الجنين، ممّا يؤدّي إلى وفاته إختناقاً بسبب نقص الأكسجين، أو إلى ولادة طفل متخلّف عقليّاً أو حركيّاً، نتيجة للضغط الزائد على رأسه بسبب طول فترة الولادة. إصابة غدّتا بارثولين توجد غدّتا بارثولين تحت الثلث الأوسط للشفرين الكبيرين. وتتمثّل وظيفتهما في إفراز المادّة المرطّبة التي تسهّل العمليّة الجنسيّة. وعند إجراء عمليّة الختان قد تصاب هاتان الغدّتان بالإلتهاب أو بالأورام إمّا نتيجة لانسداد قناتهما أو نتيجة للإلتصاقات التي تنتج من إلتئام الجرح. وهذه الأورام تستدعي تدخّلاً جراحيّاً لمعالجتها. عسر الطمث يحدث هذا إمّا لأسباب نفسيّة ناتجة عن الصدمة النفسيّة السابقة للختان وارتباطه في اللاشعور بالدم أو النزيف، ممّا يؤدّي إلى تكرار حدوث الصدمة النفسيّة مع كل دورة طمثيّة. وقد يكون السبب عضويّاً نتيجة لحدوث إلتهابات مزمنة واحتقان بالحوض. المخاطر العامّة للجرح عمليّة الختان لها مضاعفات ومخاطر ككل عمليّة جراحيّة. ومن هذه المخاطر الإصابة بالتيتانوس في حالة تلوّث الجرح بهذا الميكروب، أو الإلتهاب الكبدي الوبائي أو الإيدز في حالة إستخدام أدوات ملوّثة مثلما قد يحدث في الطهارة الجماعيّة لبنات أسرة أو جيران معاً، لا سيما أن الغليان لا يقتل فيروس إلتهاب الكبد الوبائي. الوفاة هناك حالات وفاة بسبب ختان الإناث. ولكن ليس هناك إحصائيّات في هذا الخصوص. وتنتج الوفاة خاصّة بسبب النزيف الذي يصعب السيطرة عليه. كما قد تحدث بسبب الصدمة أو الإلتهابات وتعفّن الدم، أو بسبب إعطاء كمّية كبيرة من المخدّر في حالة إستعماله. هذا وحالات الوفاة الناتجة عن ختان الإناث قليلاً ما يعلن عنها. وقد نشرت جريدة الأهرام في 16/10/1996 حول إخراج جثّتي طفلتين توفّتا عقب إجراء عمليّة ختان لهما في ضيع مصريّة. يقول النبأ : "أمرت نيابة أرمنت بقنا بضبط وإحضار طبيب الوحدة الصحّية لبلدة الضبعيّة للتحقيق معه حيث تسبّب في وفاة طفلتين في يوم واحد إثر قيامه بإجراء عمليّتي ختان لهما في مسكن كل منهما، فأصيبت الطفلتان بنزيف حاد لعدم دراية الطبيب بإجراء عمليّات الختان ممّا تسبّب في وفاتهما. تبيّن من التحرّيات أن الطفلتين المتوفّيتين هما أميرة محمود محمّد حسن (4 سنوات) ووردة حسن السيّد (3 سنوات)، وأن والد كل منهما إتّفق مع الطبيب واسمه عزّت شلبي سليمان على إجراء عمليّتي ختان لهما بمنزل كل منهما مقابل 10 جنيهات للعمليّة الواحدة. إلاّ أنه نتيجة لعدم درايته بإجراء مثل هذه العمليّات تسبّب في إصابة كل منهما بنزيف حاد وهبوط في الدورة الدمويّة أدّى لوفاتهما. وتبيّن أن الطبيب المتهم قام باستخراج تصريحي دفن الطفلتين سرّاً دون إخطار الوحدة الصحّية. وأتّفق مع والديهما على عدم الإبلاغ أو إثارة الموضوع حرصاً على مستقبله" وختان الإناث، وخاصّة الفرعوني، يؤدّي إلى حالات وفاة كثيرة. وتذكر المؤلّفة "لايتفوت كلاين" أن الأطبّاء السودانيين يقدّرون حالات الوفاة ما بين 10 إلى 30% من الفتيات المختونات، خاصّة في القرى حيث لا تتواجد وسائل العلاج. وتشير إلى أنها لاحظت أن عدد النساء في السودان أقل من عدد الرجال، ربّما بسبب تلك الوفيّات. وقد تكون هذه الملاحظة غير صحيحة لأن النساء أقل ظهوراً من الرجال في الأوساط الإسلاميّة. غير أن إرتفاع المهر الذي يتذمّر منه الشباب قد يؤكّد هذه الملاحظة 53. وتقدّر كاتبة إفريقيّة نسبة الوفيّات بسبب ختان الإناث في قبائل العافار وعيس ما بين 5 و6%. وفي هذه القبائل يتم الختان على الطريقة الفرعونيّة. ويتزايد عدد الوفيّات بين النساء أثناء الولادة لأن الشرايين تنفجر مؤدّية إلى نزيف قوي 54. وتبيّن السيّدة الصوماليّة "واريس ديري" أن ختان الإناث في مجتمعها يحصد أرواح كثير من الفتيات بسبب تلوّث الجرح والإلتهابات 55. هـ) الأضرار الصحّية الخاصّة بالختان الفرعوني بالإضافة إلى الأضرار السابقة الذكر، هناك أضراراً خاصّة بالختان الفرعوني، مثل : - حدوث حصوات خلف الندبة - صعوبة إجراء الفحوصات للأعضاء الجنسيّة لعدم إمكانيّة إدخال الأدوات الطبّية خلف جدار الفرج المخاط. ولا يمكن للطبيب فك الخياطة لأن ذلك يتطلّب إعادتها كما كانت. - إحتباس البول ودم الحوض خلف الندبة وتعفّنهما ممّا يزيد من المشكلات البوليّة والتناسليّة واحتمال العقم. وكل النساء المختونات عانت من مضاعفات في مدّة الحيض. وتتطلّب هذه المضاعفات التدخّل الجراحي لفتح الفرج. وقد يدوم الحيض مدّة عشرة أيّام وينتج عنه روائح كريهة تضطر معها الفتاة البقاء في البيت مدّة الحيض، ممّا يخلق مشاكل دراسيّة ومهنيّة. - عسر الولادة : قد يضطر الطبيب لتوليد الأم بعمليّة قيصريّة. فكل سيّدة ختنت فرعونياً تخضع لعمليّة قطع لعدم مرونة الأنسجة الناتجة عن إلتئام الجرح. وهذا يؤدّي إلى نزيف. وقد يؤدّي ذلك إلى الإضرار بمجرى البول وإلى مرض سلس البول (عدم التحكّم بالبول). وهذا يطيل عمليّة الولادة مع ما يتبعه من مخاطر نزيف واختناق الطفل ونقص أكسجين. - قد يؤدّي ضغط رأس الجنين على جدران المهبل لفترة طويلة في الولادة المتعسّرة إلى إصابة الأم بناسور مهبلي - بولي، أو مهبلي - شرجي يؤدّيان إلى عدم تحكّمها في البول أو البراز، وهذا يستدعي إجراء جراحة لعلاج هذا الضرر. 4) الختان والإحساس بالوقوع في الفخ هناك نظريّة جديدة تقول بأن مخاطر الختان ليس في الختان ذاته، بل في الظروف التي يتم فيها. فقد لوحظ تدهور في صحّة الحيوان والإنسان الذي يضع في وضع لا مفر له منه ولا يجد له حلاً ويشعر بالتهديد الواقع عليه، ممّا يجبره للرضوخ. وتبيّن أن الكلاب تصاب بتقرّح في المعدة وتفقد وزنها ويرتفع ضغط الدم عندها إذا ما عرّضت لصعقات كهربائيّة. وسبب التدهور المرضي للكلاب لم يكن بحد ذاته الصعقات الكهربائيّة بل حالة الكبت التي تتعرّض له تلك الكلاب. وإذا ما تم السماح لهذه الكلاب بالتفاعل، فهذا يخفّف من تدهور صحّتها. ونجد نفس الظاهرة في حالة تعذيب السجناء. فليس التعذيب هو الضار، بل حالة الضغط وفقدان القرار هو الذي يضر بصحّتهم. فيرتفع عندهم الدم، ويكبر خطر الإصابة بالسرطان وتقرّحات المعدة، وتضعف المناعة أمام المرض، وتكثر إضطرابات النوم. ففي كل حالة يحس فيها الإنسان بأنه في فخ، يحدث تدهور في حالته الصحّية. وعندما يفقد الحيوان والإنسان الأمل، فهنا تبدأ مرحلة الهدم الذاتي من الداخل 56. هوامش : 1- It's a boy, film by Victor Schonfeld, 1995, Broadcast Channel 4 TV, 21 Sept 1995; Price: Male non-therapeutic circumcision, p. 432 2- Romberg: Bris Milah, p. 94-95 3- Romberg: Bris Milah, p. 57-58 4- Female genital mutilation: report, p. 9 5- Kilanowski, p. 166 6- Lightfoot-Klein: Prisoners, p. 22-23, 59 7- Tangwa, p. 187 8- Bulletin (du Comité inter-africain), no 14, juillet 1993, p. 11-12 أنظر في نفس المعنى Hosken: The Hosken Report, p. 326, 327 9- Gallo: La circoncisione femminile in Somalia, p. 158 10- Favazza, p. IX-X 11- Barth (editor): Berit Mila, p. 164 12- Le Talmud de Jérusalem, tome VII, p. 9 13- لويس، ص 81-82. 14- النزوي: المصنّف، جزء 2، ص 44. 15- أنظر الجزء الثاني، القسم الثالث، الفصل السابع، الرقم 7). 16- الجاحظ: الحيوان، جزء 7، ص 25-27. 17- أنظر نصّه في الجزء الأوّل، الفصل الأوّل، الرقم 4). 18- النص العربي فيAlbucasis, p. 401 19- النص العربي في Albucasis, p. 9 20- النص العربي في Albucasis, p. 167-169 21- أنظر الجزء الثاني، القسم الأوّل، الفصل الثالث. 22- باشا، ص 64-65. ونفس التتفيه لمخاطر الختان نجده عند القادري، ص 100 وعند البار: الختان، ص 107-109 23- Wiswell: Routine neonatal circumcision; Warner; Strashin: Benefits and risks of circumcision 24- Wiswell.: Routine neonatal circumcision 25- American Academy of Pediatrics, report of the Task force on circumcision, Pediatrics, 1989 26- Wiswell (et al.): Risks from circumcision 27- Romberg: Circumcision, p. 198 28- Denniston: Circumcision: an iatrogenic epidemic, p. 106 29- Denniston; Milos (editors): Sexual mutilations, preface, p. V-VI 30- Denniston: Circumcision: an iatrogenic epidemic, p. 106 31- Bodily integrity for both, p. 42 32- NOCIRC Newsletter, Fall/Winter 1995 33- Denniston; Milos (editors): Sexual mutilations, preface, p. V-VI. See also أنظر أيضاً بخصوص مضاعفات ختان الذكور في هذه القبيلة مقال Crowley; Kesner, p. 318-319;. وأنظر أيضاً مقالات جرائد حول هذه المضاعفات في تلك القبيلة في نهاية كتاب Bodily integrity for both 34- Crowley; Kesner, p. 320 35- ما عدا ما سنذكره ضمن نصّنا، نعتمد هنا على المصادر التالية: Romberg: Circumcision, p. 199-231; Ritter, p. 5-2/5-6; Warren: NORM UK, p. 93; Zwang: Functional and erotic consequences, p. 73-74; Cold; Taylor: The prepuce, p. 41 36- Romberg: Circumcision, p. 171 37- عمّار، ص 50. 38- Denniston: Circumcision: an iatrogenic epidemic, p. 106 39- Wallerstein: Circumcision: an American health fallacy, p. 158-160; Romberg: Circumcision, p. 225; Zoossmann-Diskin; Blustein: p. 344 40- Glass, p. 20- 21 41- Zoossmann-Diskin; Blustein, p. 344 42- Goodman: Jewish circumcision, p. 23 43- Cold; Taylor: The prepuce, p. 42 44- إبن حزم: المحلّى، جزء 10، ص 458. 45- نقلاً عن الترجمة الإيطاليّة Nefzaoui, p. 302. يلاحظ أن هذا التفصيل غير موجود في الطبعة العربيّة: النفزاوي، ص 110. 46- إبراهيم: الختان، ص 7-8. أنظر أيضاً ص 11. 47- إبراهيم: الختان، ص 17. 48- Sanderson, p. 21 49- Cook, p. 54 50- El-Dareer, p. 28 51- Koso-Thomas: The circumcision, p. 29 52- ما عدا ما سنذكره ضمن نصّنا، نعتمد هنا على المصادر التالية: الممارسات التقليديّة الضارّة: ص 18-21؛ عبد السلام ؛ حلمي: مفاهيم جديدة، ص 74-78؛ رزق، ص 26-31؛ عبد السلام: التشويه الجنسي، ص 14-18؛ مهران، ص 58-64؛ Sanderson, p. 40; Lightfoot-Klein: Prisoners, p. 57-60; Zwang: Functional and erotic consequences, p. 67-68; Female genital mutilation, an overview, p. 25-36; Kalthegener; Ruby: Zara Yacoub, p. 85 53- Lightfoot- Klein: Prisoners, p. 56 54- Thiam, p. 102-103 55- Dirie, p. 76-77 56- Odent, p. 121-124 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ لقراءة عملية إسترجاع المختون لغلفتة ، و المعالجة الطبية لآثار ختان الاناث انظر : الرابط التالى : http://www.yassar.freesurf.fr/library/bal547_33.html |
|
|
|
رقم الموضوع : [34] |
|
عضو نشيط
![]() |
تنويه ..
الموضوع الاصلى للزميل العزيز. xtamer من شبكه الملحدين العرب سأعود لاكمل ... محبتى ![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [35] |
|
عضو نشيط
![]() |
تناكحوا تناسلوا تكاثروا !
![]() في كشف الخفا برقم 1021 ( تناكحوا تناسلوا أباهي بكم الأمم يوم القيامة ) : روى عبد الرزاق والبيهقي عن سعيد بن أبي هلال مرسلاً (تنكاحوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة ) قال في المقاصد : جاء معناه عن جماعة من الصحابة، فأخرج أبو داود والنسائي والبيهقي وغيرهم عن معقل بن يسار مرفوعاً : (تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة). (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال وإنها لا تلد أفأتزوجها قال لا ثم أتاه الثانية فنهاه ثم أتاه الثالثة فقال تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم) الرابط: http://hadith.al-islam.com/Display/D...earchLevel=QBE (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهيا شديدا ويقول تزوجوا الودود الولود إني مكاثر الأنبياء يوم القيامة) الرابط: http://hadith.al-islam.com/Display/D...earchLevel=QBE يحث الإسلام على كثرة الإنجاب و ينهى عن تحديد النسل و الإكتفاء بطفل او اثنين او ثلاثة و الإكتفاء بهم ، و تحديد النسل أو تنظيم النسل هو إيقاف الإنجاب عند عدد معين من أطفال الأسرة باتباع وسائل منع الحمل. إقتباس من موقع إسلام ويب : الرابط: http://www.islamweb.net/VER2/Fatwa/S...Id&filenum=636 السؤال ماحكم استعمال مانع الحمل (اللولب)؟ وهل اختلف فيه حكم العلماء ؟ افيدونا اثابكم الله الفتوى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ..... وبعد: فلا يجوز استعمال مانع الحمل كاللولب والحبوب بغرض قطع النسل قطعاً كلياً إلا لضرورة محققة ككون المرأة لا تلد ولادة عادية، أو يلحقها بسبب الحمل كلفة يشق احتمالها . والذي يستباح في مثل هذه الحال هو الأخذ بأسهل الأسباب وأقلها ضرراً ويراعى في ذلك الأثر الصحي ، وكون استعماله لا يقتضي الاطلاع على العورة . فالعزل وتنظيم اللقاء الجنسي أسلمها ، ثم استعمال الحبوب المانعة . ولايصار إلى اللولب مع وجود غيره ، لأن الاطلاع على العورة محرم ، ووجود بديل عنه يجعل المصير إليه محرما حتى مع وجود الحاجة المعتبرة إلى الامتناع عن الحمل ، وأما منع النسل مطلقا بحجة الاكتفاء بعدد معين من الأولاد والتفرغ لتربيتهم أو بسبب كثرتهم أو نحو ذلك من الأسباب فلا يجوز، ولا بأس بتأخير الحمل فترة ثلاث سنوات أو نحوها بين كل حمل وآخر للتفرغ لحضانة الطفل السابق. وقد صدر عن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي وعن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء قرار مفصل في هذه المسألة رأينا من الفائدة ذكره هنا. أولاً: فتوى اللجنة الدائمة: ففي الدورة الثامنة لمجلس هيئة كبار العلماء المنعقدة في النصف الأول من شهر ربيع الآخر عام 1396هـ بحث المجلس موضوع منع الحمل وتحديد النسل وتنظيمه، بناء على ما تقرر في الدورة السابعة للمجلس المنعقد في النصف الأول من شهر شعبان عام 1395هـ، من إدراج موضوعها في جدول أعمال الدورة الثامنة، وقد اطلع المجلس على البحث المعد في ذلك من قبل اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء، وبعد تداول الرأي والمناقشة بين الأعضاء والاستماع إلى وجهات النظر قرر المجلس ما يلي: (نظراً إلى أن الشريعة الإسلامية ترغب في انتشار النسل وتكثيره ، وتعتبر النسل نعمة كبرى ومنَّة عظيمة منَّ الله بها على عباده، فقد تضافرت بذلك النصوص الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله مما أوردته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في بحثها المعد للهيئة والمقدم لها. ونظراً إلى أن القول بتحديد النسل أو منع الحمل مصادم للفطرة الإنسانية التي فطر الله الخلق عليها وللشريعة الإسلامية التي ارتضاها الرب ـ تعالى ـ لعباده. ونظراً إلى أن دعاة القول بتحديد النسل أو منع الحمل فئة تهدف بدعوتها إلى الكيد للمسلمين بصفة عامة، وللأمة العربية المسلمة بصفة خاصة، حتى تكون لهم القدرة على استعمار البلاد واستعمار أهلها. وحيث إن في الأخذ بذلك ضرباً من أعمال الجاهلية وسوء ظن بالله ـ تعالى ـ وإضعافاً للكيان الإسلامي المتكون من كثرة اللبنات البشرية وترابطها لذلك كله فإن المجلس يقرر بأنه لا يجوز تحديد النسل مطلقاً ولا يجوز منع الحمل إذا كان القصد من ذلك خشية الإملاق (الفقر : الكاتب) ، لأن الله ـ تعالى ـ هو الرزاق ذو القوة المتين "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها". أما إذا كان منع الحمل لضرورة محققة ككون المرأة لا تلد ولادة عادية وتضطر معها إلى إجراء عملية جراحية لإخراج الولد، أو كان تأخيره لفترة ما لمصلحة يراها الزوجان، فإنه لا مانع حينئذ من منع الحمل أو تأخيره عملاً بما جاء في الأحاديث الصحيحة، وما روى عن جمع من الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ من جواز العزل، وتمشياً مع ما صرح به الفقهاء من جواز شرب الدواء لإلقاء النطفة قبل الأربعين، بل قد يتعين منع الحمل في حالة ثبوت الضرورة المحققة، وقد توقف فضيلة الشيخ عبد الله بن غديان في حكم الاستثناء، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. ثانياً: قرار مجلس المجمع الفقهي الإسلامي في الحكم الشرعي في تحديد النسل: الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه .. فقد نظر مجلس المجمع الفقهي الإسلامي في موضوع تحديد النسل أو ما يسمى تضليلا ب ( تنظيم النسل ) ، وبعد المناقشة وتبادل الآراء في ذلك قرر المجلس بالإجماع ما يلي : نظراً إلى أن الشريعة الإسلامية تحض على تكثير نسل المسلمين وانتشاره، وتعتبر النسل نعمة كبرى ومنة عظيمة منَّ الله بها على عباده، وقد تضافرت بذلك النصوص الشرعية من كتاب الله ـ عز وجل ـ وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، ودلت على أن القول بتحديد النسل أو منع الحمل مصادمً للفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها وللشريعة الإسلامية التي ارتضاها الله تعالى للعباده ، ونظرا إلى أن دعاة القول بتحديد النسل أو منع الحمل فئة تهدف بدعوتها إلى الكيد للمسلمين لتقليل عددهم بصفة عامة، وللأمة العربية المسلمة والشعوب المستضعفة بصفة خاصة، حتى تكون لهم القدرة على استعمار البلاد واستعباد أهلها والتمتع بثروات البلاد الإسلامية، وحيث إن في الأخذ بذلك ضرباً من أعمال الجاهلية وسوء ظن بالله ـ تعالى ـ وإضعافاً للكيان الإسلامي المتكون من كثرة اللبنات البشرية وترابطها. لذلك كله فإن المجمع الفقهي الإسلامي يقرر بالإجماع أنه لا يجوز تحديد النسل مطلقاً، ولا يجوز منع الحمل إذا كان القصد من ذلك خشية الإملاق، لأن الله ـ تعالى ـ هو الرزاق ذو القوة المتين، وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها، أو كان ذلك لأسباب أخرى غير معتبرة شرعاً. أما تعاطي أسباب منع الحمل أو تأخيره في حالات فردية لضرر محقق لكون المرأة لا تلد ولادة عادية وتضطر معها إلى إجراء عملية جراحية لإخراج الجنين فإنه لا مانع من ذلك شرعاً، وهكذا إذا كان تأخيره لأسباب أخرى شرعية أو صحية يقرها طبيب مسلم ثقة، بل قد يتعين منع الحمل في حالة ثبوت الضرر المحقق على أُمّه إذا كان يخشى على حياتها منه بتقرير من يوثق به من الأطباء المسلمين. أما الدعوة إلى تحديد النسل أو منع الحمل بصفة عامة فلا تجوز شرعاً للأسباب المتقدم ذكرها، وأشد من ذلك في الإثم والمنع إلزام الشعوب بذلك وفرضه عليها في الوقت الذي تنفق فيه الأموال الضخمة على سباق التسلح العالمي للسيطرة والتدمير، بدلاً من إنفاقه في التنمية الاقتصادية والتعمير وحاجات الشعوب. التناقض العلمى: فى اثناء تجميعى للمادة العلمية من إحصائيات و كوارث و تخلف إقتصادى و حضارى و إلخ ... ، وجدت مقالة لكاتب يسمى : أ/ عبد الخالق حسين على موقع الحوار المتمدن ! رأيت انه من الخير أن اورد مقالة هذا ، لانه قد فصل و أوضح و أفاض فى ما كنت اريد كتابته بأسلوب أفضل و أوضح بكثير ، مما كنت سأكتبه ، و رأيت أن الفائدة ستكون أكبر و أعم فائدة فى أن اورد موضوعة الذى استفدت منه شخصياً ، و حوى معلومات اكثر مما كنت على دراية به فى هذا الجانب . إقتباس: دور الإنفجار السكانى فى حروب الإبادة (1 من 2) - أ/عبد الخالق حسين - من موقع الحوار المتمدن. الرابط : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=132067 المقالة : توضيح لا بد منه حكاية هذا المقال أو البحث "حكاية طويلة" حيث باشرت في كتابته قبل أكثر من عامين بعد قراءتي لكتاب العالم الأمريكي الموسوعي، جارد داياموند، الموسوم بـ(الانهيار Collapse) يشرح فيه أسباب انهيار بعض المجتمعات ونجاة مجتمعات أخرى. يتطرق المؤلف في أحد فصول الكتاب إلى حروب الإبادة في الدول الفقيرة، مع التركيز على ما حصل في رواندا عام 1994. وكان العنوان الذي اخترته للمقال هو (دور المالتوسية في حروب إبادة الجنس في العالم الثالث) مع التركيز على ما يجري في العراق. ولكني ترددت في نشره خوفاً من أن يساء فهمه فيوجه لي البعض تهمة تبرير حروب إبادة الجنس، وتبرئة لوردات الحروب من هذه الجرائم أو حتى تأييدها معاذ الله!! وعليه عرضت البحث على عدد من الأصدقاء، طالباً منهم رأيهم، وفيما إذا كانوا ينصحونني بنشره أم لا. معظمهم أيدوا مضمون المقال وشجعوني على نشره، مع تغيير العنوان ونشره على حلقات لأنه مطوَّل.. الخ. لكن صديقاً يعمل في عالم الصحافة في إحدى دول الخليج اختلف معي كلياً واقترح عليَّ عدم نشره قائلاً أنه لولا يعرفني ويعرف مواقفي التقدمية والإنسانية لظن أن كاتب المقال ذو نزعة فاشية..!!. كذلك جاء تأييد هذا الرأي من قارئة واسعة الإطلاع نصحت بعدم نشره في الوقت الحاضر على الأقل، لأنه سيساء فهمه. ولهذه الأسباب أخرت نشر المقال طيلة هذه المدة إلى أن دعاني في أواخر العام الماضي الصديق الشاعر والباحث الأستاذ جمال جمعة إلى المساهمة بمقال لي غير منشور سابقاً لنشره في العدد الأول من مجلتهم الفصلية الوليدة (أقواس). فبعثت له ثلاث مقالات، من بينها هذا المقال، تاركاً له حق الاختيار. وخلافاً لتوقعاتي، فقد أختار الأخ جمال هذا المقال مع تغيير بسيط في العنوان فجعله (مقارنة بين رواندا والعراق) ونشره مشكوراً في العدد الأول من المجلة الصادر في يناير/كانون الثاني 2008. وطيلة هذه المدة، برزت أدلة جديدة تؤكد صحة فكرة البحث، لذلك كنت بين حين وآخر أجري عليه بعض التعديلات، مضيفاً فقرات أخرى حسب ما يتوافر من معلومات جديدة لها علاقة بالموضوع. وعليه فهذه النسخة هي معدلة وموسعة عن النسخة الأصلية التي كتبت قبل عامين، معتقداً أنها تحوي أدلة أكثر ومناقشة أوسع في الاستدلال على تأكيد صحة نظرية المالتوسية ودورها في إشعال الحروب. مقدمة خلال أربعة عقود الماضية وقعت حروب إبادة الجنس في مناطق عديدة من العالم الثالث وتحت مختلف الواجهات والأسباب. فقد حصلت حروب الإبادة في تيمور الشرقية وجزيرة جاوة على أيدي الجيش الإندونيسي في الستينات من القرن الماضي، كذلك في عدد من دول جنوب شرقي آسيا. كما وقعت مجازر رهيبة في رواندا عام 1994 بين الهوتو والتوتسي بذريعة الاختلاف القبلي راح ضحيتها 800 ألف إنسان، وحصل اقتتال في الجزائر عام 1992 ومازال مستمراً لحد الآن هلك فيه نحو ربع مليون مواطن بذريعة الحرب بين الإسلام السياسي والحكومة الجزائرية، ومازالت حروب الإبادة مستمرة في دارفور جنوب السودان لأسباب عنصرية وبدعم من الحكومة السودانية. وفي جمهورية الكونغو وقعت حروب بين قوات الحكومة وقوات المعارضة خلال العشر سنوات الأخيرة قتل فيها نحو أربعة ملايين نسمة. كذلك ارتكب حكم البعث الصدامي في العراق مجازر ضد الأكراد سميت بعمليات الأنفال قتل فيها نحو 180 ألف إنسان، ومجزرة حلبجة الكردية التي قتل فيها بالغازات السامة نحو خمسة آلاف نسمة أي معظم سكان المدينة الصغيرة، ومجازر إبادة ارتكبتها حكومة صدام حسين ضد الشيعة العرب في وسط وجنوب العراق لسحق انتفاضة آذار عام 1991 قتل فيها نحو 300 ألف نسمة. ثم الحرب العراقية- الإيرانية (1980-1988) التي قتل فيها نحو مليونين من الجانبين، وأخيراً وليس آخراً، حروب الإبادة في العراق بعد سقوط حكم البعث الفاشي على أيدي فلول الحكم البائد وحلفائهم التكفيريين، والتي أخذت طابع طائفي وديني وعرقي والمقاومة الوطنية ضد الاحتلال... الخ. ومازال القتال جار بمنتهى الوحشية في مناطق عديدة من العالم، مثل أفغانستان وغزة وباكستان وغيرها. كما وأعتقد أن هناك بلداناً كثيرة في العالم الثالث وخاصة عدد من البلاد العربية مرشحة لمثل هذه الحروب. أسباب حروب الإبادة في العراق حاول عدد من المفكرين والمهتمين بالشأن العراقي إيجاد تفسير لظاهرة حرب الإبادة الجماعية الوحشية الجارية في العراق منذ سقوط نظام البعث في 9 نيسان/أبريل 2003 وإلى الآن. فالسبب الظاهر للعيان لهذه الإبادة عند معظم الأوساط الإعلامية والسياسية يعود إلى الصراع الطائفي (سني-شيعي)، حتى اقترح بعض دهاقنة السياسة في العراق وأمريكا، أن الحل الوحيد لهذه المجزرة هو تقسيم العراق إلى كانوتات طائفية. أعتقد أن دعاة الفيدرالية الطائفية لم يفهموا طبيعة المجتمع العراقي ولا الأسباب الحقيقية وراء هذه المجازر. إن إلقاء تبعات القتل المجاني والانتحار الجماعي على الطائفية وحدها خطأ كبير، فالتعددية الطائفية في العراق كانت موجودة منذ 14 قرناً ولم يعرف الشعب العراقي هذا النوع من الصراع الدموي بسببها، فما الذي فجر هذا البركان ليهلك الحرث والنسل في القرن الحادي والعشرين؟ لذا أعتقد أن إلقاء اللوم على الطائفية لا يقدم تفسيراً مقنعاً لما يجري في العراق لأن القتال ليس متوقفاً بين السنة والشيعة، بل هناك اقتتال بين المليشيات الشيعية-الشيعية، وكذلك بين مجموعات سنية-سنية، وضحايا من أتباع الديانات الأخرى، كالمسيحيين والصابئة والأيزيدين، وتشريدهم من ديارهم. كما ولحقت الإبادة الفقراء الغجر المعدَمين، ولم يسلم من القتل حتى الحلاقين والخبازين والفرق الرياضية والنساء السافرات، واللواتي يسقن السيارات. كما ويقوم القتلة بتفجير المدارس والمستشفيات دون أي تمييز بين ديانة أو مذهب الضحايا. فهل يكفي أن نلقي تبعة هذا القتل العشوائي على الاختلاف المذهبي والعرقي ونركن إلى هذا الرأي لنرتاح من عناء التفكير؟ أو نميل إلى نظرية المؤامرة كما عند الذين يرددون أن هذا القتل هو من تخطيط أمريكا والصهيونية العالمية، وحرب صليبية جديدة مخططة ضد الإسلام والمسلمين للسيطرة على البلاد العربية ومنابع النفط، وأن أمريكا خططت مسبقاً لتدمير العراق؟ لقد اكتفى معظم الباحثين في تفسير ظاهرة الحروب وحروب الإبادة إلى أسبابها المباشرة المرئية منها فقط مثل الخلافات الدينية والطائفية والعنصرية والقبلية...الخ، ورغم أهمية هذه الأسباب ودورها المباشر في إشعال فتيل الحروب في العالم الثالث، إلا إننا نعتقد أنهم أغفلوا سبباً مهما، وربما هو السبب الأساسي غير المرئي، ولكنه المحرك لتفعيل الأسباب المرئية المباشرة لإشعال فتيل الأزمة، ألا وهو الانفجار السكاني، أي المالتوسية. ما هي المالتوسيّة؟ تُنسب المالتوسية الى الاقتصادي البريطاني، القس توماس مالتوس Thomas Maltose (1766-1834) الذي حذر من خطر تكاثر السكان في العالم في كتاب له نشر عام 1798. ناقش فيه أن البشر يزدادون وفق متوالية هندسية (1، 2، 4، 8، 16، 32....)، بينما المواد الغذائية تزداد وفق متوالية عددية (1، 2، 3، 4، 5...الخ). فمثلاً إذا كان سكان بلد ما 20 مليوناً عام 2000، ويتضاعف كل عشرين عاماً، فسيكون تعداد نفوسه 40 مليوناً عام 2020، و80 مليوناً عام 2040 و160 مليوناً عام 2060 وهكذا... بينما الإنتاج الغذائي لا يزداد بهذه الوتيرة. وهذا يعني أن سرعة الزيادة في السكان تفوق سرعة الزيادة في إنتاج الغذاء. وإذا فاقت زيادة السكان إنتاج الغذاء، فلا بد وأن تتوقف هذه الزيادة بسبب المجاعة والأمراض والحروب. هذا ملخص نظرية الاقتصادي القس مالتوس. لاقت هذه النظرية في معارضة شديدة من الاقتصاديين والسياسيين في العالم، ولكنها في نفس الوقت حفزت الخبراء والحكومات، ولأول مرة في التاريخ، على إجراء دراسات ديموغرافية منتظمة، ومنها بدأت عمليات إحصاء السكان بشكل دوري كل عشر سنوات. وفي القرن العشرين كانت الأحزاب الشيوعية واليسارية بصورة عامة من أشد المعارضين لنظرية مالتوس، فكانوا يروجون ضدها ويصفونها بأنها كذبة استعمارية إمبريالية، الغرض منها تبرير المجاعات في العالم، وإن سبب هذه المجاعات ليس الزيادة في السكان وإنما النهب الذي تتعرض له شعوب العالم الثالث من قبل الدول الاستعمارية والإمبريالية، وعدم توزيع الثروة بصورة عادلة على سكان المعمورة، وأن التقدم العلمي والتكنولوجي والنظام الاشتراكي العادل في المستقبل كفيل بتوفير الغذاء للجميع، ولا داعي لتحديد النسل. قد تكون هذه التبريرات صحيحة في ظروف معينة عندما كانت الحروب والأوبئة تحصد الأرواح بالجملة، خاصة والكثافة السكانية كانت واطئة جداً قبل القرن العشرين. ولكن هل صحيح السماح للنمو السكاني إلى ما لا نهاية ودون حدود أو ضوابط، خاصة بعد اكتشاف اللقاحات ضد الأوبئة والتحسن المطرد في الخدمات الصحية؟ والمفارقة أن أول دولة فرضت قانون تحديد النسل وتنظيم العائلة قسراً على شعبها كانت جمهورية الصين الشعبية (الشيوعية) قبل أكثر من ثلاثة عقود. وبتبنيها برنامج تحديد النسل بصرامة، فقد قدمت الحكومة الصينية أعظم خدمة إنسانية نبيلة ليس لشعبها فحسب، بل وللبشرية جمعاء. ورغم أن هذا الإجراء رافقته حملات إعلامية ظالمة ومضلِلَة من قبل وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان في العالم وبالأخص في الغرب من باب النفاق والانتهازية ولأغراض سياسية بحتة، إلا إن المحصلة النهائية كانت في صالح البشرية دون ريب. فلولا هذه السياسة العقلانية الصارمة لكانت نفوس الصين الآن نحو ثلاثة مليارات نسمة، أي ما يعادل نصف سكان المعمورة تقريباً. وهذا العدد يشكل كارثة بيئية رهيبة، بينما نفوس الصين الآن حوالي مليار وثلاثمائة مليون نسمة فقط!!! وقد رافقت تحديد النسل هذا خطط تنموية بشرية واقتصادية رشيدة ناجحة جداً، حققت بموجبها دولة الصين أعلى نسبة في الناتج القومي الإجمالي (GDP) في العالم والتي هي بمعدل 10 بالمائة سنوياً حيث غزت البضائع الصينية أسواق العالم بما فيها الدول الغربية المتقدمة. ما علاقة المالتوسية بحروب الإبادة في العالم الثالث؟ خصص العالم الدكتور جارد داياموند، فصلاً كاملاً من كتابه (الانهيار Collapse) لحرب إبادة الجنس في رواندا التي وقعت عام 1994 والتي راح ضحيتها نحو 800 ألف ضحية معظمهم من التوتسي. ذكر المؤلف أن رواندا تعتبر من أفقر البلدان الأفريقية، وأكثرها كثافة بالسكان، فنسبة الزيادة السنوية نحو 4.1%، أي أن عدد السكان يتضاعف كل 17 سنة، حيث تبلغ الكثافة السكانية فيها حوالي 760 نسمة في الميل المربع، أي أعلى من بريطانيا (610) وتقترب من هولندا (950). في حين تتمتع بريطانيا وهولندا بمكننة الزراعة وغزارة في الإنتاج، بينما الزراعة في رواندا بدائية والشعب فقير جداً. وكانت حصة الفرد من الأرض الزراعية في رواندا نحو 2 أيكر قبل عقود، انخفضت إلى أقل من ربع هذه المساحة قبيل المجازر عام 1994. وهناك ازدحام خانق في السكن، فكل عائلة مكونة من ثلاثة أجيال تعيش في بيت واحد يفتقر إلى أبسط شروط العيش الصحي، ونحو 70% من الشعب دون الثلاثين من العمر، معظمهم يعانون من البطالة والفقر والفاقة. وفي أواخر الثمانينات أصدر البنك الدولي قرار التقشف ضد رواندا بسب انهيار أسعار القهوة، المادة التي يصدرها هذا البلد. وهكذا انقسم الشعب إلى فقراء وفقراء جداً. لذا يؤول يعطي دياموند دوراً للانفجار السكاني في حرب الإبادة حيث بلغ عدد السكان نقطة حرجة لم يستطع معها اقتصاد البلد إلى سد احتياجاتهم في الغذاء وأسباب البقاء على الحياة. قد يعترض البعض على هذه الفرضية قائلاً أن هناك العديد من الدول مزدحمة بالسكان مثل الدول الأوربية وخاصة هولندا، فلماذا لا تحصل فيها حروب الإبادة؟ الجواب هو أن الكثافة السكانية العالية وحدها لا تكفي لإشعال حروب الإبادة، بل عدم التوازن بين عدد السكان ومصادر الرزق، أي كثافة سكانية عالية مع هبوط شديد في الاقتصاد، أي تفشي الفقر. فإذا بلغت النسبة النقطة الحرجة، أي أن مصادر الغذاء لا تكفي لسد حاجة السكان، فعندها يحصل الانفجار والاقتتال بين الناس وتحت مختلف الذرائع، دون أن يدركوا السبب الحقيقي غير المرئي، بل يؤولونه إلى أسباب أخرى مرئية مثل الانقسامات الطائفية والعرقية والصراعات السياسية وغيرها. فمثلاً هناك كثافة سكانية عالية في بنغلادش، ولكن لم تقع حروب إبادة في هذا البلد. السبب في رأيي هو أن بنغلادش رغم فقرها، إلا إنها تواجه اقتتالاً من نوع آخر وهو الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والأعاصير وتفشي الأوبئة التي تحصد الأرواح بالجملة والتي تحقق نفس الغرض الذي تحققه الحروب. صحيح إن أعلى نسبة كثافة سكانية في العالم هي هولندا، ولكن الناتج الاقتصادي في هذا البلد يفوق حاجة سكانه إلى حد التصدير وتحقيق ثراء كبير وناتج قومي عال جداً. فالمالتوسية تفرض نفسها دون إرادة البشر ودون وعيهم وتحت واجهات مموهة. وعلى العكس من هولندا، كانت قد عاشت القبائل العربية في الصحراء دون كثافة سكانية عالية، ولكن موارد الصحراء شحيحة لا تكفي إلا لعدد قليل من البشر، أي عدم التوازن بين عدد السكان وموارد الصحراء، لذلك فالبدو من سكان الصحراء كانوا في حالة مجاعة دائمة وحروب دائمة. وهذه الحروب كانت تعمل على حفظ التوازن بين عدد الأفواه الآكلة وكمية الأرزاق الشحيحة في الصحراء. كما وكانت بعض القبائل تقوم بعملية الوأد قبل الإسلام، أي قتل الأبناء وخاصة الإناث عند ولادتهن، لا خوفاً من العار كما يعتقد البعض، بل خوفاً من الفقر، فكما جاء في القرآن: (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقكم وإياهم إن قتلهم كان خطأً كبيرا- سورة الإسراء /31). ومعنى الإملاق الفقر. فكان الوأد وسيلة من وسائل تحديد النسل عند العرب ولكن بطريقة بدائية ولا إنسانية. لذا نوضح ونؤكد ثانية، أن الكثافة السكانية وحدها لا تكفي لتفجير الوضع وإشعال الحروب الأهلية، بل عدم التوازن بين عدد السكان والإنتاج الاقتصادي، أي عندما يكون الناتج القومي غير كاف لإشباع حاجة السكان إلى حد نقطة الانفجار الذي يؤدي إلى إشعال الحروب الأهلية وتحت مختلف الواجهات. مقاربة بين العراق ورواندا العوامل التي ذكرها المؤلف داياموند في كتابه المذكور أعلاه في رواندا تشبه ظروف العراق إلى حد ما. فالعراق مثلاً، رغم سعة مساحته (438 ألف كم مربع) والكثافة السكانية ليست عالية بالنسبة للمساحة الكلية، إلا إن نحو 80% من مساحته صحراء غير صالحة للزراعة والسكن. لذلك فالعراق كغيره من بلدان العالم الثالث، يعاني من الانفجار السكاني، والكثافة السكانية عالية جداً. إذ كان تعداد نفوس العراق عام تأسيس الدولة العراقية الحديثة 1921م، نحو 1.5 مليون فقط، تضاعف هذا العدد إلى 26 مليوناً حسب إحصاء عام 1997، أي بعد 77 عاماً فقط، ويقدر الآن بنحو 30 مليوناً، أي تضاعف العدد عشرين مرة خلال ثمانية عقود فقط. ومما زاد في الطين بلة، أن رافق هذه الزيادة الهائلة في السكان تدهور شديد في خصوبة التربة واتساع رقعة التصحر وارتفاع الملوحة، وشح المياه، مما أدى إلى أن ترك عدد كبير من الفلاحين الزراعة والفلاحة، وصار الاعتماد الكلي على موارد النفط واستيراد الغذاء، وحصلت هجرة واسعة من الأرياف إلى المدن الكبرى مثل بغداد والموصل والبصرة وكركوك وغيرها دون توفير الإمكانيات في هذه المدن لتقبل الأعداد الهائلة من المهاجرين للسكن فيها. وفي العراق كما في رواندا، تجد كل عائلة مكونة من ثلاثة أجيال يعيشون معاً بازدحام خانق في دار واحدة صغيرة تفتقد لأبسط الشروط الصحية (مدينة الثورة مثالاً). والشباب بلا عمل أو أمل مما أدى إلى احتقان شديد. كذلك قضى نظام البعث على الطبقة الوسطى وأحال معظم الشعب العراقي إلى فقراء وفقراء جداً نتيجة لسياساته الطائشة وحروبه العبثية والحصار الاقتصادي، وحصر الثروة في طبقة صغيرة من الأثرياء جداً من أنصاره. قد يعترض البعض على أنه من المجحف تشبيه العراق برواندا، فرواندا بلد فقير جداً، بينما العراق بلاد الرافدين ثري جداً وعائم على بحر من النفط، وله تاريخ عريق حيث كان مهداً للحضارة، وعلم البشرية الكتابة..الخ. كل هذا صحيح، ولكن ما دور التاريخ إذا كان الحاضر بمنتهى السوء، وما قيمة هذه الثروة إذا كان الشعب محروماً منها؟ وهل استفاد الشعب العراقي من نفطه وثرواته الهائلة طيلة حكم البعث؟ إن الثروة النفطية صرفت على عسكرة المجتمع وشن الحروب على دول الجوار، إضافة إلى الحصار الاقتصادي الذي فرضته الأمم المتحدة على حكم البعث بعد غزوه للكويت. وبذلك فرغم وجود النفط، إلا إن أبناء الشعب كانوا غير مستفيدين منه. وهذا الوضع يشبه المريض المصاب بداء السكري، إذ ترتفع نسبة السكر في دمه ولكن خلايا جسمه في حالة جوع لغياب مادة الإنسولين اللازمة لإدخال السكر إلى داخل الخلايا لكي تتم الاستفادة منه. وهذه الحالة توصف بـ(المجاعة في مجتمع الوفرة). فالشعب العراقي رغم تمتعه بثروة نفطية هائلة، ولكنه كان محروماً من ثرواته، وبذلك فحالته تشبه حالة الشعوب الفقيرة جداً مثل رواندا. يتكون الشعب في رواندا من 85% هوتو و14% توتسي و1% من الأقزام pygmies . وهناك مئات الألوف من الزيجات المشتركة بين الهوتو والتوتسي. وقد اعتمد الاستعمار الألماني والبلجيكي على تغذية وتكريس التمييز العرقي بين مكونات الشعب، فقربوا التوتسي (الأقلية) في إدارة شؤون الدولة، وأصروا على ذكر الانتماء العرقي، هوتو أو توتسي، في الهوية الشخصية. وهذا الإجراء ساهم في تصعيد العداء والكراهية بين الفريقين عبر الأجيال. وفي العراق، يتكون الشعب من 55-65% من الشيعة العرب، 15-20% من السنة العرب، و15-20% كرد و5% أعراق وديانات أخرى. (هذه النسب تقريبية). كذلك هناك مئات الألوف من الزيجات المشتركة بين السنة والشيعة والمكونات الأخرى. كما وحاول الاستعمار البريطاني في العراق زرع التمييز الطائفي والعرقي بمنح السنة العرب امتيازات في إدارة الدولة على حساب المكونات الأخرى، وقد ساهم قادة الشيعة الدينيين في هذا التمييز أيضاً بسبب مواقفهم الخاطئة من الإنكليز الذين حرروا العراق من الإستعمار التركي العثماني، وتبنوا سياسة معاداة الدولة الوليدة وعدم دعمها كما يعمل السنة العرب اليوم. ولكن هذا التمييز الطائفي كان في طريقه إلى الزوال لولا اغتصاب التيار القومي العربي وخاصة بنسخته المتطرفة المتمثلة في حزب البعث وأيديولوجيته الفاشية، للسلطة منذ عام 1963 والذي عمل على إذكاء سعار الطائفية من أجل استغلال أبناء الطائفة لدعم حكمهم. وهذه السياسة ساهمت في تنامي الأحقاد بين مكونات الشعب والتي بلغت الذروة في عهد حكم البعث الصدامي. وكما في رواندا، قضى البعث على الطبقة الوسطى وأفقر الجميع، وصار العراقيون فقراء وفقراء جداً، وذلك بسبب الحروب العبثية والحصار الاقتصادي بعد غزو الكويت. وكما ذكرنا في مناسبات أخرى، أن تعددية مكونات السكان العرقية والدينية والطائفية موجودة في معظم شعوب العالم، وأغلبها مرت في صراعات دموية وحروب دينية وطائفية خلال مراحل تطورها، كما حصل في أوربا من حروب طائفية بين الكاثوليك والبروتستانت في عصور النهضة والأنوار. ولكن التعددية هذه لا تكفي لوحدها تفجير الحروب فيما بينها ما لم تكن هناك منافسة شرسة بين هذه المكونات على السلطة ومصادر الرزق. فتكاثر السكان وتناقص الأرزاق لا بد وأن تصل إلى النقطة الحرجة التي تؤدي في النهاية إلى تفجير الصراعات الدموية لتخفيض عدد السكان إلى مستوى يتناسب مع مصادر الأرزاق. وهذه هي سنة الطبيعة كما يذكرها تشارلس داروين في كتابه أصل الأنواع، أي الصراع بين الأنواع من أجل البقاء، والبقاء للأصلح. وتوماس مالتوس سبق تشارلس داروين بهذا الخصوص، فالمالتوسية هي التعبير الاقتصادي عن الداروينية في مبدأ الصراع بين البشر في المنافسة على مصادر الرزق من أجل البقاء. الشعوب المتحضرة في العالم الأول استقرت تلقائياً على مستوى معين من عدد النفوس وذلك نتيجة لظروف موضوعية ولمتطلبات الحياة المتمدنة المعقدة، فاستخدمت بموجبها الوسائل الحضارية في تحديد النسل وعن وعي وقناعة. بينما الشعوب المتخلفة تستمر في الازدياد بلا ضوابط إلى أن تتدخل الطبيعة بأساليبها الفضة القاسية في تحقيق التوازن بين عدد السكان ومصادر الغذاء وذلك عن طريق الحروب والأوبئة والكوارث الطبيعية. فالآن ابتليت الشعوب الأفريقية وغيرها من شعوب العالم الثالث الفقيرة بمرض الأيدز مثلاً، والذي أصاب نحو 25% من السكان بين مصابين بهذا المرض أو حاملين لجرثومة الـ HIV ، وهذه النسبة في تصاعد مطرد، إضافة إلى الحروب الأهلية في بعض المناطق. كذلك تؤدي حالة عدم التوازن بين السكان ومصادر الغذاء إلى عدم الاستقرار السياسي والانقلابات العسكرية وتصاعد موجة الجريمة المنظمة في هذه البلدان كما هو الحال في جمهورية هايتي الفقيرة جداً وبعض الدول الأفريقية وأمريكا اللاتينية، كلها وسائل بشعة تفرضها الطبيعة لتنفيذ المالتوسية. كما وتوفر المالتوسية البيئة الملائمة لتفشي الأيديولوجيات المتطرفة في المجتمعات الفقيرة والمأهولة بالسكان، تعرقل التنمية البشرية والاقتصادية والتقدم الحضاري، وبذلك تنجب قيادات سياسية متخلفة تقود مجتمعاتها إلى صراعات دموية وعدم الاستقرار السياسي، كما هي الحال في معظم بلدان العالم الثالث. المقال الثانى : (2 من 2) من موقع الحوار المتمدن لنفس الكاتب الرابط: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=132240 دور الطبيعة في حفظ التوازن السكاني قد يبدو تأويل القتل الجماعي إلى المالثوسية، أي إلى الانفجار السكاني والشح في الغذاء، كلاماً غريباً وغير معقول، القصد منه إعفاء الآيديولوجيات الفاشية بشقيها العنصرية والدينية من مسؤوليتها، وكذلك تبرئة القادة السياسيين من مسؤولياتهم في ارتكاب هذه الجرائم. الجواب كلا. وإنما الغرض هنا تفسير الظاهرة وتوضيح دور العوامل الطبيعية في هذه الصراعات، وأن هناك أسباباً تدفع إلى هذا الاقتتال نتيجة لمخالفة البشر لقوانين الطبيعة في تحديد النسل. فكما يقول هـ. جي. ويلز: "إن القوانين الكونية تعامل المغفلين كمجرمين". وما هذه الآيديولوجيات والاختلافات العنصرية والدينية والطائفية إلا الأنزيمات (الخمائر) تبقى غير فاعلة إلى أن يتوفر لها عامل منشط catalyst وهو الفقر الناتج عن الانفجار السكاني والانهيار الاقتصادي، ليقوم بتفعيل هذه الأنزيمات للقيام بوظيفتها التدميرية، وكما يقول النبي محمد (ص): (الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها). فالطبيعة لها طرقها الخاصة في معالجة الأمراض التي تصيب الإنسان والحيوان والنبات، أو أي اختلال يحصل في التوازن بين الأنواع species، فعندئذٍ تتدخل الطبيعة لحل تلك المشكلة. ولكن تدخل الطبيعة في معالجة الأمراض وحسم الصراعات بين الأنواع والتجمعات البشرية لن يكون دقيقاً ومنضبطاً كدقة ومهارة الطبيب الحاذق في معالجة الأمراض البشرية والبيطرية، أو كتدخل الخبراء الأكفاء في حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها. فطريقة الطبيعة في معالجة المشاكل هي فجة وفضة وقاسية وباهظة الثمن، وأحياناً مهلكة. إحدى وسائل تدخل الطبيعة الفج في تحديد النسل هو تصاعد نسبة العنوسة التي نشاهدها الآن في معظم البلاد العربية وشعوب العالم الثالث، بسبب عزوف الشباب عن الزواج الناتج عن الفقر وعدم تمكنهم من القيام بإعالة حياة زوجية. كما وتفيد تقارير عن تفشي "ظاهرة أطفال الشوارع في مصر بمثابة القنبلة الموقوتة التي ينتظر انفجارها بين حين وآخر، حيث يشير تقرير الهيئة العامة لحماية الطفل (منظمة غير حكومية) أن أعدادهم وصل في عام 1999 إلى 2 مليون طفل وفي تزايد مستمر مما يجعلهم عرضة لتبني السلوك الإجرامي في المجتمع المصري." وهناك ظاهرة أطلق عليها اسم: "بزنس الرصيف" تجارة أطفال الشوارع!". وهذه الظاهرة لن تنفرد بها مصر وحدها، بل هي منتشرة وخاصة في الدول الإسلامية حيث يمنع فيها تبني الأطفال المرفوضين من ذويهم أو اللقطاء. أما في الدول اللاتينية الفقيرة ذات الانفجار السكاني، فهناك الملايين من الأطفال المشردين يعيشون في أنفاق مجاري الصرف الصحي نهاراً ويخرجون إلى الشوارع ليلاً لارتكاب الجرائم. والأعداد الهائلة من الأطفال المشردين يشكلون رصيداً لا ينضب لرفد عصابات الجريمة المنظمة في القتل والسرقة والاختطاف، والتي هي بحد ذاتها حروب أهلية غير معلنة. كذلك نرى إقدام الألوف من الأفارقة وبلدان الشرق الأوسط على المجازفة بحياتهم بالهجرة غير الشرعية إلى أوربا عن طريق زوارق الموت عبر البحر المتوسط ويهلك عدد كبير منهم. يذكر الخبير الاقتصادي نيكولاس همفري في هذا الخصوص، إحدى الفرضيات الذكية في تفسير ظاهرة تدخل الطبيعة في معالجة الأمراض، فيقول أن الجسم يمتلك عدة مصادر لمعالجة أمراضه: الألم في حالة الإصابة بجرح أو كسر لمنع الحركة التي من شأنها زيادة التلف، الحمى لقتل الجراثيم، التقيؤ والإسهال في حالة تناول طعام مسموم للتخلص من السموم، ثم عملية تحفيز الجهاز الدفاعي immune system لإفراز الجسيمات الدفاعية المضادة anti-bodies ضد الجراثيم المهاجمة. هذه وسائل طبيعية فعالة لمواجهة المرض ولكنها باهظة وأحياناً مكلفة تلحق الضرر أكثر مما تساعد. (عن كتاب Breaking The Spell, Daniel C. Dennett ، p 137-8). فلو تأملنا قوانين الطبيعة وحركة التاريخ واتجاه مساره، لعرفنا أن الطبيعة كالتاريخ، تموه أغراضها وأهدافها وتعبر عنها بالتمويه والمكر والمراوغة. إذ نسمع بمصطلح مكر التاريخ، إذ كما يؤكد الفلاسفة مثل هيغل وماركس، أن حركة التاريخ غير خاضعة لإرادة الإنسان، والتحولات التاريخية والاجتماعية تحصل خارج وعيه، فمن نسميهم بصناع التاريخ ورغم أنهم يخططون ويعملون بوعي ويهدفون لتحقيق أهداف معينة، ولكن النتائج غالباً ما تكون على غير ما يرغبون. فالطبيعة، خلقت في الحيوانات ومنها البشر، غرائز، ولكن لها أغراض أخرى من هذه الغرائز غير ما يفهمه الإنسان والحيوان. فعلى سبيل المثال لا الحصر، نذكر غريزة الجنس. الهدف من ممارسة الحيوان للجنس هو المتعة الجنسية المؤقتة، ولا يخطر ببال الحيوان أي غرض آخر من وراء ممارسة الجنس. ولكن غرض الطبيعة الحقيقي والمموه من هذه الغريزة هو التناسل والحفاظ على بقاء النوع (species). كذلك معظم الاكتشافات الجغرافية والعلمية حصلت بالصدفة ودون تخطيط مسبق لهذا الاكتشاف أو ذاك، ففي معظم الحالات، يبحث العالِم أو المكتشِف عن شيء ولكنه يكتشف شيئاً آخر لم يدر بخلده، وربما يكون أعظم مما بدأ بحثه أو رحلته من أجله. فعلى سبيل المثال لا الحصر، قاد كرستوفر كولومبس أسطولاً بحرياً برحلة من أسبانيا متجهاً إلى الغرب في المحيط الأطلسي من أجل اكتشاف أقصر طريق بين أوروبا والصين، فاكتشف العالم الجديد (أمريكا)!! وهكذا في معظم الاكتشافات. لذا فالتاريخ هو عبارة عن ناتج ثانوي byproduct وليس المقصود أو المبتغى أصلاً في الخطة الأساسية من البحث أو الرحلة الاستكشافية. عودة إلى حرب الإبادة في رواندا نعود إلى حرب الإبادة في رواندا، فبعد إسقاط طائرة رئيس الجمهورية عام 1994، سيطر المتطرفون من الهوتو على الحكم وقام الجيش والمدنيون بحملة واسعة في قتل التوتسي، وكانوا يذيعون بلاغات من الراديو يدعون التوتسي إلى التجمع في أماكن مثل الكنائس والأبنية الحكومية بدعوى حمايتهم. ولكن هذه كانت خدعة القصد منها تجميعهم في أماكن معينة ليسهل قتلهم بالجملة. وقد انتشر هوَس القتل بين الناس إلى درجة حتى الأطباء كانوا يقتلون مرضاهم في المستشفيات، ومعلمون يقتلون تلامذتهم في المدارس، وأناس يقتلون من قبل أبناء جنسهم عندما حاولوا حماية أزواجهم من الجنس الآخر. (جارد داياموند، نفس المصدر). كذلك في العراق، يفجر الانتحاريون من أتباع القاعدة أنفسهم وبتوجيه من فلول البعث، في الأماكن المزدحمة، المساجد، الأسواق الشعبية، مراكز تجنيد القوات المسلحة، المدارس والمستشفيات، وفي ساحات تجمع العمال الفقراء الباحثين عن العمل اليومي، لقتل أكبر عدد ممكن من الناس. استمر القتل في رواندا لمدة ستة أسابيع، قتل خلالها 800 ألف من التوتسي إلى أن لم يبق منهم أحد حيث فر الباقون إلى البلدان المجاورة. وعندها حصل القتال بين قبائل الهوتو أنفسهم، وخاصة في المنطقة الشمالية الغربية التي تسمى بـ Kanama المغلقة للهوتو فقط حيث تم قتل 5% من سكان هذه المنطقة، القتلة والمقتولون كانوا من الهوتو فقط في هذه المرة. كذلك تم قتل 90% من الأقزام وفر الباقون. وعلى العموم قتل 11% من الشعب معظمهم من التوتسي. وفي العراق، نجد القتل في بغداد بين الشيعة والسنة، ولكن في نفس الوقت هناك اقتتال بين المليشيات الشيعية نفسها، حيث جري اقتتال ضار بين مليشيات مقتدى الصدر (جيش المهدي) ومليشيات عبدالعزيز الحكيم (فيلق بدر) في المحافظات المغلقة للشيعة مثل البصرة والسماوه والديوانية وغيرها. كما وحصل اقتتال بين الفصائل السنية في الأنبار وديالى، كما جاء في بعض التقارير: "قال مصدر مقرب من «كتائب ثورة العشرين» إن الشهر الماضي «شهد أقوى موجة تصفيات بين فصائل المقاومة الوطنية والعشائر من جهة، وتنظيم «القاعدة» من جهة أخرى». وأضاف ان «كتائب ثورة العشرين» تمكنت من تشكيل جبهة مناهضة لـ «القاعدة» مكونة من «كتائب ثوار الغضب» التي شكلها عدد من عشائر الرمادي، وأعلنت ان هدفها الاقتصاص من «القاعدة» لقتلها المئات من أبناء هذه العشائر الذين انضموا إلى الشرطة، وكتائب صلاح الدين الايوبي». وقتل خلال عمليات التصفية هذه «العشرات من أفراد «القاعدة» بينهم عدد من جنسيات عربية، (سعوديون وسوريون ويمنيون). (الحياة اللندنية، 02/10/2006). كذلك تم قتل وتشريد المسيحيين والصابئة والإيزيديين وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى، وعلى وشك أن يفرغ العراق من هذه الأقليات الدينية والعرقية. ومن هنا نعرف أن الصراع الطائفي والقتل على الهوية الطائفية والدينية ما هو إلا الجزء المرئي في عملية الإبادة الجماعية، وأن هذا الاقتتال يحصل بين الجماعات من ذات الدين والعرق والمذهب أيضاً. كما ويجب أن نعرف أن حروب الإبادة حصلت ومازالت تجري في الجزائر والصومال وفي قطاع غزة المأهولة بالسكان، رغم أن هذه الشعوب متجانسة قومياً ودينياً ومذهبياً، ولكن المالتوسية توجد أسباباً أخرى لتحقيق الغرض. ففي الجزائر حرب الإسلاميين التكفيرين "المجاهدين" ضد أبناء جلدتهم من العلمانيين "الكفار"، وفي غزة بين حركة حماس الإسلامية ومنظمة فتح "عملاء إسرائيل"، إضافة إلى بين حماس وإسرائيل، وفي الصومال بين لوردات الحروب، وأخيراً بين المجاهدين من حركة المحاكم الإسلامية (القاعدية) من جهة والحكومة الصومالية والقوات الأثيوبية من جهة أخرى. والملاحظ أيضاً، أن المجتمعات المزدحمة والفقيرة، تجتاحها موجات جرائم القتل والسرقة والنهب كمقدمات تهيئ لحروب الإبادة الجماعية بسنوات. ففي رواندا وكما يوضح دياموند، أن البلاد اجتاحته موجة عارمة من جرائم القتل والسرقة تقوم بها عصابات الجريمة المنظمة. وكانت هناك عصابات من الفقراء المعدَمين يطلق عليهم (اللصوص المعدَمون). كذلك حصلت هذه الجرائم في العراق خلال سنوات الحصار الاقتصادي في عهد صدام حسين، حيث تفشت جرائم القتل والسرقة والاختطاف والفساد الإداري وفرض الرشاوى على مراجعي دوائر الحكومة بشكل غير مألوف في السابق. وكان حكم البعث يصعد من العقوبات المشددة في محاولة منه لكبح جماح الجريمة، مثل عقوبة بتر الأطراف، وجدع الأنوف وصمل الآذان ووصم الجباه بالوشم على شكل حرف X.. إلى آخره من العقوبات البدنية المؤلمة والمعوقة والمهينة والمذلة، ولكن دون جدوى لأن الجريمة في مثل هذه الحالات صارت من وسائل الصراع من أجل البقاء كما تمارسها الحيوانات في الغابة. وكانت سلطة البعث تقطع رؤوس النساء بتهمة الدعارة أو السمسرة لها، وتضع الرؤوس المقطوعة على أعمدة أمام بيوتهن لثلاثة أيام كإجراء لنشر الرعب بين المواطنين بغية الردع. كما وامتلأت السجون بنحو 140 ألف سجين جنائي، وكانت حكومة البعث قد خصصت لحماية بغداد وحدها 72 ألف من الشرطة، إضافة إلى مئات الألوف من منتسبي أجهزة الاستخبارات وأعضاء الحزب الذين كانوا أيضاً عبارة عن شرطة وجواسيس على الشعب. وهناك قصص يعرفها العراقيون عن قيام أناس بذبح أقرباء لهم من أجل سرقتهم والاستيلاء على أموالهم مهما كانت هذه الأموال ضئيلة وتافهة. كل هذه الجرائم كانت مقدمات لانفجار حرب الإبادة الجماعية التي حصلت في العراق بعد سقوط حكم البعث الصدامي حيث حصل فراغ في الحكم وغياب حكم القانون. وكما بينا أعلاه، كانت في رواندا كثافة سكانية خانقة أكثر مما تستوعبها مساحة البلاد وإمكانياتها الإقتصادية. ويستشهد دياموند بأقوال بعض الخبراء الأوربيين الذين درسوا واقع رواندا اجتماعياً واقتصادياً قبيل المذابح، فينقل عن باحثتين بلجيكيتين أندرَيه وبلاتو قولهما: "أن أحداث 1994 وفرت فرصة ذهبية لحل مشاكل كبيرة وإعادة ترتيب ملكيات الأراضي بين السكان، وحتى في قرى الهوتو... ليس غريباً حتى في يومنا هذا أن تسمع من بعض الناس يقولون أن الحرب كانت ضرورية لإزالة العدد الفائض من السكان وليتناسب عدد السكان مع مساحة الأرض المتوفرة." يقول دياموند: "أن هذا التعليق من أهل رواندا أنفسهم عن جرائم إبادة الجنس تثير الاستغراب، وأنه لغريب أن تسمع من ناس عاديين أن يربطوا بين الازدحام السكاني والقتل. إن تنامي مشاكل البيئة نتيجة التكاثر البشري وعدم قدرة البلاد على استيعابهم، أشبه بتحويل البلد إلى برميل بارود، فمعظم مناطق رواندا كانت عبارة عن براميل بارود تنتظر إلى من يشعل عود ثقاب لتفجيرها. وكان السياسيون هم المبادرين في إشعال الفتيل ولمصالحهم السياسية." كما وينقل عن باحث فرنسي يدعى (جيرارد برونير) نشر دراسة عن دول شرق أفريقيا قائلاً عن الإبادة في رواندا: " طبعاً كان قرار القتل يتخذه السياسيون ولأغراض سياسية. ولكن تقع الأسباب على الأقل جزئياً، على كاهل الفلاحين الذين نفذوا هذه الجرائم بحماس والذي كان ناتجاً عن شعورهم بأن هناك أعداد كبيرة من الناس في مساحات قليلة من الأرض، وأن في تقليص عددهم ستكون هناك وفرة من الأراضي للناجين". أدلة جديدة على صحة المالتوسية نسمع هذه الأيام عن اضطرابات في عدد من بلدان العالم الثالث بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية مما تسبب في حصول صدامات دموية سميت في مصر بـ(انتفاضة الخبز). إذ تشير الدلائل إلى أن معظم شعوب العالم الثالث وخاصة مصر بدأت تقترب من النقطة الحرجة أي (الانفجار السكاني مع عدم كفاية المواد الغذائية لسد احتياجات السكان من الغذاء) مما يدعم دور المالتوسية في الحروب الجارية والتي تنذر بحروب قادمة في العالم الثالث قريباً. شاب يحمل الخبز على كتفه وهو خارج من احد المخابز بالقاهرة إذ أفادت الأنباء قبل أيام عن اضطرابات في عدد من المدن المصرية. [وتقول مصادر أمنية أن ما لا يقل عن 11 توفوا في طوابير الخبز منذ أوائل فبراير/شباط 2008، بما في ذلك ضحية أصيب بأزمة قلبية وامرأة صدمتها سيارة أثناء وقوفها في طابور امتد إلى الشارع. وقتل شخص بالرصاص وأصيب ثلاثة في مشاجرة في طابور خبز بأحد أحياء القاهرة. وتطور جدل بين طفلين على مكان كل منهما في الطابور إلى مشاجرة اصيب فيها أربعة. ودفعت الطوابير الطويلة وسائل الإعلام للحديث عن "أزمة" الخبز في أكبر دولة عربية من حيث تعداد السكان حيث أدى خفض الدعم للخبز في عام 1977 إلى أعمال شغب قتل فيها العشرات واجبرت الحكومة على العدول عن قرارها. ويقول مراقبون أن المشاكل المستمرة التي يعاني منها نظام الدعم قد تؤدي لتكرار أزمة 1977 ما لم يتم احتواء المشاكل سريعا. وقال جودة عبد الخالق استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة "ربما تكون أوسع نطاقا وأكثر عنفا لأن الناس تشعر بتأزم أكبر لاوضاعها." كما وصرح وزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد لصحيفة فاينانشال تايمز اللندنية بأن مصر ينبغي ان تتحرك للتصدي للتضخم لما يسببه من مخاطر لبرنامج التحرر الاقتصادي. وأضاف: " يقول الناس ليس لدينا طعام كاف.. سيبدد هذا الوضع (انجازات) برنامح الاصلاح في مصر بالكامل. لا يسعنا ذلك."] رابط التقرير أدناه. كما وأفادت الأنباء أن عائلات تونسية تخترق الحدود الجزائرية فرارا من الجوع والفقر . و[حذر مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان، من أن مئات الآلاف من الأشخاص سيعانون من المجاعة اذا استمرت أسعار الغذاء العالمية ارتفاعها. وأضاف: أن الاضطراب الاجتماعي الناشيء عن استمرار التضخم في أسعار الغذاء قد يؤدي الى نشوب صراعات. وقد تسبب الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية في كثير من الاضطرابات في كثير من الدول الفقيرة في شتى أرجاء العالم، من بينها هايتي ومصر والفلبين.] ويذكر إن أسعار الغذاء قد ارتفعت بشدة في الشهور الاخيرة، بسبب جملة من العوامل من بينها زيادة الطلب وسوء الاحوال المناخية في عدد من الدول المنتجة، والتوسع في استخدام الاراضي الزراعية لاغراض الوقود الحيوي. وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت اكثر من تحذير بشأن النتائج الوخيمة لارتفاع اسعار المواد الغذائية على مستوى العالم. صندوق النقد يحذر من عواقب ارتفاع اسعار الغذاء بطبيعة الحال، إن السبب المباشر المرئي للأزمة هو ارتفاع أسعار المواد الغذائية، والذي هو خاضع لقانون العرض والطلب. وهذا يعني أن العرض لا يكفي بسبب زيادة الطلب عليه والذي بدوره ناتج عن زيادة السكان. وهذا دليل آخر على صحة النظرية المالتوسية في الصراعات الدموية. فإلى متى يطمس المسؤولون رؤوسهم في الرمال وينكرون دور الانفجار السكاني في إشعال الحروب؟ تفسير وليس تبريراً يقول جارد داياموند، أن هذه الآراء والتفسيرات من أندريا وبلاتو وبرونير في تفسير جرائم إبادة الجنس في رواندا على ضوء الضرورة البيئية لخلق التوازن بين عدد السكان ومساحة الأرض، واجهت معارضة من بعض الباحثين الأمريكان ووصفوها بالتبسيطية وأنها من باب "حتمية بيئية “Ecological Determinism . يردّ داياموند على هذه الاعتراضات كما يلي: أولاً: أي تفسير لظاهرة حروب الإبادة يمكن أن يفهم خطأً أنه "تبرير" لها من أجل حفظ التوازن. وسوء الفهم هذا ينشأ دائماً في السجالات حول أصل الشر، ولكن مهما كانت الأسباب فإنه من غير الممكن تبرئة الجناة القائمين بجرائم القتل من مسؤولياتهم، ويجب محاسبتهم على جرائمهم، كما ويجب عدم الخلط بين التفسير والتبرير. والأهم من هذا أنه عندما نعمل على فهم الأسباب الأساسية لحروب الإبادة، ليس الغرض منه إعفاء الجناة من العقاب، بل لمعرفة هذه الأسباب وظروفها، من أجل العمل على منع تكرارها في المستقبل. وكمثال على ذلك، هناك أناس نذروا حياتهم أو اتخذوا مهناً لدراسة أصول النازية وجرائم الهولوكوست، أو لفهم عقول القتلة المحترفين والمغتصبين. فدراسة هؤلاء ليست لتبرير جرائم هتلر والقتلة المجرمين وإعفائهم من مسؤولية جرائمهم، بل من أجل أن يعرف الناس وخاصة المسؤولون منهم لماذا حصلت هذه الجرائم البشعة وما هي أحسن السبل لمنع تكرارها في المستقبل. وفي حالتنا العراقية لا نريد هنا أن نبرر جرائم المقابر الجماعية في العراق بشكل عام، وعمليات الأنفال وحلبجة التي ارتكبها حكم صدام حسين ضد الشعب الكردي، ولا أن نلقي تبعاتها على المالتوسية، فأيديولوجية البعث هي أيديولوجيا عنصرية معروفة بعدائها للإنسان، وتختلق الأسباب المختلفة لحروب الإبادة. ثانياً: يضيف داياموند، كذلك تعتبر نظرة تبسيطية إذا ما اعتبرنا الضغط السكاني هو السبب الوحيد لحرب الإبادة في رواندا، إذ هناك عوامل أخرى ساهمت في الجرائم، منها: عوامل تاريخية، هيمنة التوتسي (الأقلية) على الهوتو (الأكثرية). والتوتسي قاموا بمجازر على نطاق واسع ضد الهوتو في بوروندي، وعلى نطاق ضيق في رواندا. كذلك هناك عوامل اقتصادية، الجفاف، انهيار أسعار القهوة التي هي الصادرات الرئيسية لدعم الاقتصاد، وقرار البنك الدولي بإجراءات التقشف، وهناك مئات الألوف من اليائسين والعاطلين والمستميتين من الشباب الروانديين في مخيمات اللجوء، كانوا مهيئين للتجنيد في المليشيات، والمنافسة بين الفئات السياسية مستعدين لعمل أي شيء من أجل السلطة. لذا فالضغط السكاني كان عاملاً مساعداً للعوامل الأخرى التي كانت تغلي تحت السطح. ثالثاً: كما ذكرنا آنفاً، لا يجب أن نستنج أن الضغط السكاني لوحده سيؤدي تلقائياً إلى حروب إبادة في أي مكان في العالم، إذ يمكن أن تكون هناك بلدان مأهولة بالسكان دون الانحدار في الجينوسايد، مثلاً بنغلادش (نسبياً سالمة من القتل على نطاق واسع ولو حصل فيها جرائم الإبادة عام 1971 كذلك تعرضها للكوارث الطبيعية بتكرار). وأكثر بلد مأهول بالسكان هو هولندا وبلجيكا ذات شعب متعدد الأعراق. كل هذه البلدان الثلاثة أكثر كثافة سكانية من رواندا ولم تقع فيها حروب إبادة ولكن لأسباب جئنا على ذكرها. كذلك يمكن أن تحصل جرائم إبادة الجنس لأسباب لا علاقة لها بالضغط السكاني، مثال ما حصل ضد اليهود والغجر في ألمانيا في عهد النازية في الحرب العالمية الثانية، أو إبادة الجنس في كمبوديا عام 1970 التي كانت كثافتها السكانية حوالي سدس ما في رواندا. ومن كل ما تقدم، يستنتج داياموند، أن الضغط السكاني كان أحد الأسباب المهمة وراء جرائم إبادة الجنس في رواندا، والتي تمثل أسوأ احتمالات سيناريو توماس مالُتوس. ولكن محنة رواندا تؤكد على إن اجتماع الضغط السكاني مع تردي البيئة وانهيار الاقتصاد والتخلف الحضاري وفشل السلطة في حل هذه المشاكل ستنتهي إلى حروب إبادة الجنس تحت مختلف الواجهات والمعاذير. وكما قال الباحث الفرنسي جيرارد برونير عما جرى في رواندا: " كل الذين قُّتِلوا كانوا يمتلكون أراض وأبقار. ولا بد للبعض أن يمتلك هذه الأراضي والأبقار بعد مقتل أصحابها. ففي بلد فقير وكثافة سكانية عالية كان من غير الممكن إهمال هذا السبب كدافع للقتل". ولو قارنا هذا الوضع مع الوضع في العراق، نجد أن هناك حملة تهجير قسرية بذرائع طائفية، إذ يُرغَم الشيعي في المناطق ذات الأغلبية السنية على ترك داره، وكذلك يُرغَم السني في المناطق ذات الأغلبية الشيعية على ترك المنطقة، وما أن تغادر العائلة دارها حتى يتم احتلالها من قبل عائلة من الطائفة الأخرى أو من قبل الإرهابيين، رغم أن دينهم يحرم حتى العبادة في الأرض المغتصبة. وهذا في رأيي ناتج عن الصراع على مصادر البقاء والسلطة والثروة. الدروس المستخلصة لا شك أن هناك أسباباً عديدة متداخلة ومتشابكة لما يجري في العراق من حروب الإبادة، ولكن في نفس الوقت ليس صحيحاً إسقاط عاملَيْ الانفجار السكاني والفقر وأزمة السكن من قائمة الأسباب. إضافة إلى العوامل المرئية مثل الصراع الطائفي والعرقي وعوامل خارجية كالتدخل الإيراني والسوري وغيرهما من دول الجوار، والإرهاب القاعدي، كل هذه العوامل وجدت التربة خصبة لتدخلها. ولكن في هذه المداخلة كان تركيزنا على دور الانفجار السكاني في تأجيج الصراعات الدموية. وهذا يفرض على المسؤولين في العراق وفي البلاد العربية وجميع دول العالم الثالث، إعطاء عامل الانفجار السكاني وتردي المستوى المعيشي أهمية بالغة لمنع وقوع حروب الإبادة مستقبلاً، إضافة إلى نشر ثقافة التسامح والانسجام والتعايش السلمي بين مختلف مكونات الشعب، وتحقيق المساواة في المواطنة والحقوق والواجبات، وتكافؤ الفرص للجميع دون أي تمييز. فجميع الدول العربية ومعظم دول العالم الثالث تعاني الآن من حالة اختناق واحتقان شديدين بسبب الانفجار السكاني وتردي الوضع الاقتصادي، وهي أشبه ببراميل بارود تنتظر من يشعل عود ثقاب لتشتعل فيها حروب إبادة الجنس في أية لحظة، كما حصل في رواندا وما يجري الآن في العراق ودارفور والصومال وغزة والجزائر وأفغانستان والكونغو وأخيراً باكستان. فهذه الشعوب تتكاثر نفوسها بشكل عشوائي وبلا ضوابط وفوق إمكانيات بلدانها الاقتصادية، فهي كمن يسير نحو الهاوية وهو نائم. وما يجري في مصر ودول فقيرة أخرى من اضطرابات وتفشي الجريمة المنظمة بسبب الفقر وارتفاع أسعار المواد الغذائية، ما هو إلا دق ناقوس الخطر لحروب أهلية قادمة ستحرق الأخضر واليابس. وقد ارتفعت أسعار القمح والأرز والذرة مما أدى الى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل عام بنسبة 83 في المئة في السنوات الثلاث الأخيرة، كما قال مدير البنك الدولي. وحذر مدير صندوق النقد الدولي من انتشار المجاعة إذا استمرت أسعار المواد الغذائية في الارتفاع الحاد وحذر من أن التجارب أثبتت أن أوضاعا كهذه قد تنتهي بالحروب. (تقرير موقع بي بي سي العربية، 14/4/2008). وفي الختام، مرة أخرى أود التوكيد على إن هذه المقالة ليست لتبرير القتل الجماعي على الهوية الطائفية والعرقية والقبلية، ولا لإعفاء القادة السياسيين من مسؤولياتهم في توظيف هذه الانتماءات للكسب السياسي، بل كل ما أردت التأكيد عليه هو دور الانفجار السكاني المصحوب بالفقر في تفجير الألغام الطائفية والعرقية الخامدة. لذلك نحذر، إذا لم تتدخل الحكومات وأصحاب الحل والعقد بوضع حلول عقلانية علمية فوراً لوقف الانفجار السكاني كما عملت حكومة الصين الشعبية، فستتدخل الطبيعة بطريقتها البشعة لحل هذه المشكلة وعلى شكل كوارث طبيعية وحروب إبادة الجنس. فهل من يسمع؟ ـــــــــــــــ الهوامش ومواد ذات علاقة بالموضوع: 1- في مصر .. طوابير طويلة لشراء الخبز المدعوم .. وتحذيرات من انفجار قادم http://www.aafaq.org/news.aspx?id_news=4915 2- صندوق النقد يحذر من عواقب ارتفاع اسعار الغذاء http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/busi...00/7344944.stm 3- عائلات تونسية تخترق الحدود الجزائرية فرارا من الجوع والفقر http://www.aafaq.org/news.aspx?id_news=5039 4- مقال للكاتب: الانفجار السكاني من أهم المعوقات للتنمية http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=16582 |
|
|
|
رقم الموضوع : [36] |
|
عضو برونزي
![]() |
مرحبا أخي
أنا مررت بم حلة إختلط علي كل شيء لأكثر من عام حيث دخلت صدفة إلى موقع الملحدين و اضطربت لما قرأته من أنه لا يوجد خالق و الحياة تطور و بدأت أتردد يوميا و أقرأ ما يكتبونه و توسعت إلى الكتب العلمية و المجلات و الأفلام التي تتحدث عن التطور و أصل الكون و حقيقة الأديان... المهم لا أجد كلمات لأعبر عن الحالة التي كنت فيها حيث صار كل تفكيري في الإنتحار و قلت سأنتحر و إن لقيت حياة أخرى فسأتعذب و أكون مستحقا لذلك و إن لم ألقى فذلك أفضل لكن خوفي الشديد من فشل العملية و نقص الشجاعة الكافية حالا دون ذلك، أصبحت نفسيتي في أقصى حالات الضياع و التدهور و التشتت:معقول، لا يوجد إله، كيف جاء كل هذا إذن؟ لماذا وجدت أنا من بينهم؟ ما الفائدة إن كنت خرجت من عدم لم أكن أحس به و أعرفه و سأعود إليه بعد سنوات عمري؟ ... أسئلة و أسئلة و أسئلة كانت تسبب لي صداع رأس شديد و قررت أن أحسم الأمر إما أن أؤمن أو ألحد. فوجدت فجأة منتدى في الإنترنت إسمه منتدى التوحيد فدخلت و قرأت ما كتبوه من نقد للإلحاد و كشف حقيقته السوداء و طرحت الأسئلة التي خلطت عقلي و تفكيري و لقيت إجابات من طقية. فكرت بشدة و عمق و تذكرت كيف كان حالي قبل الدخول إلى الموقع حيث كنت مسلما مؤمنا أحس بوجود الله و أعبده بيقين و طمأنينة و كيف كان ينقذني و يستجيب لدعائي خاصة في أحلك المواقف و كنت أشعر بطعم الحياة فقررت العودة إلى الله و ترك ما أنا فيه و أدركت حقيقة أن المستشرقين يسعون لتشويه الإسلام و إتهام الرسول بالصرع، و الشعر و ممارسة السياسة و التوهم... و أدركت حجم التناقضات بين كل مقال و آخر أقرئه. أدركت أن كل ما يقدمه العلم مجرد نظريات ليست نهائية بدليل أنها تتبدل و تسقط و تجيء أخرى فالعلم ليس ثابت أما كتاب الله فكل كلمة منه في موضعها و بدقة عجيبة. الآن أسعى إلى إستعادة حلاوة إيماني شيئا فشيئا و أنصحك أخي بإعادة التفكير مليا فديننا الإسلامي منزل من عند الله و هو رحمة و هدى للعالمين. يجب فقط أن ندرسه بكتبنا نحن و لا نلجأ إلى كتب الغرب الذب لا هم له سوى الإنتقاد و تلقيف الإتهامات و إعلم أن الإلحاد دعامته الأساسية الصدفة و العشوائية. لكن هذه المرحلة من الشك التي مررت بها إكتسبت معلومات عجيبة عن الكون و زاد إهتمامي بدراسته و معلومات عن التعقيد الخيالي في جسم الإنسان. إطلع على: http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=24605 |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [37] | |
|
V.I.P
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
اقتباس:
تحياتي لم اري سوي هجوم، وتشوية ما يقدمة الملحد.. المؤمن لا يخاطب سوي المؤمن ولذلك حتي يسهل علية الكذب... تحياتي |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [38] | |
|
عضو برونزي
![]() |
اقتباس:
الناس فى الدنيا على ضربان: قوم يبحثون عن الحق , وقوم يبحثون عن الايمان. لقد كنت فقط تبحث عن ماتأنس به نفسك وتعزى به ايمانك . بعضنا يعجز عن مواجهة الحقائق فينكرها ويتلمس كل سبيل للالتفاف حولها, والاخر يواحهها ويتقبلها كماهى مهما كانت النتائج. لذا فالالحاد يتطلب قدرا من الشجاعة لايتوفر لدى كثيرون. فليس الالحاد التصديق بما نبغ بل بماهو واقع , والاعتقاد بماهو كائن لا بما نود ان يكون وبخصوص التوحيد فهو يقدم مغالطات واكاذيب وتنعدم فيه الحرية, ان كان صادقا لاتاحها للجميع |
|
|
|
|
رقم الموضوع : [39] |
|
عضو برونزي
![]() |
أبدي و الواقع يقول غير ذلك فنحن ولدنا و نحتاج للطعام و الشمس تحتاج لذراتها و الأزلي لا يتغير بينما كل شيء في الكون يتغير. لو كانت المادة أزلية - نأخذ مثلا أي جسيم أولي غير قابل للإنقسام - فسيكون بالضرورة ساكنا، و يستلزم وجود قوة أخرى لتحركه - و هو الله -. فلو كان الجسيم أزليا فسيكون ساكنا إلى أبد الآبدين و لن تحدث أي عمليات و لن ينتج أي شيئا حتى الأكوان المتوازية التي تدعونها.
الله هو الأزلي لأنه مطلق الكمال و القدرات و هو غير خاضه للزمن و المكان و ليس كالبشر لذا يأتي ضلالكم من عدم الفهم الجيد لصفات الله و أسمائه. نأخذ مثالا هناك نهر و شخص يقف بعيدا عنه و نشبه النهر بالزمان فهل سيتبلل الشخص أو يصل إليه الماء؟ و لله المثل الأعلى فهو المتحكم في الزمان و المكان. و محمد بريء من كل الإتهامات يعني لو تتبعنا كل الإتهامات التي تقذفونه بها نستنتج أنه شخص غاية في القوة و له ذكاء خارق و سوبرمان فكيف يكون مصابا بالصرع و الجنون و النرجسية و يقوم بكتابة القرآن و يغامر بنفسه في المعارك و الحروب لأجل شيء خادع و يقوم بوضع كل آية لكي تتوافق مع الأحداث و يطلع على مختف العلوم و الثقافات و يأمر أشخاصا أن يتبعوا كلامه و يصبر على الأذى و العذاب الشديد... ؟ يجب أن يكون له عقل و ذكاء أقوى من سوبر كمبيوتر. لكن هو إنسان مثلنا تلقى وحيا من ربه و أمره بنشر رسالته للعالمين لكي يعرفوا أنه لا إله إلا الله و يستغنوا عن عبادة الطبيعة و الأصنام و الآلهة الباطلة و أن يوحدوه جل جلاله. شخص بلا إيمان و دين شخص ضائع. أنظر إلى السويد، سنة 2013 مات 1600 سخص رغم كونها أسعد و أهدأ الدول في العالم، و الممثل الكوميدي الملحد روبين ويليام الذي مات هذا الأسبوع حيث كان يقول: أجني المال من إضحاكي للناس و أعطي هذا المال لمن |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [40] |
|
عضو برونزي
![]() |
حسنا عيشوا في عالمكم الصدفي العشوائي
الحمد لله أنا جمعت بين الحقائق و العلم و الواقع و الإيمان كنت مؤمنا مسلما بالوراثة كما تسمونه و الآن صرت مؤمنا مسلما عن قناعة و إرادة سأعبد ربي و سيدي و خاقي و مولاي. سأفر إليه و ألتجئ له و أكرس شبابي و حياتي و طاقتي في تعلم الدين و الشريعة و فعل الخير و تدبر القرآن الذي ربما قرأتموه ىسطحيا فقط و فسرتموه على هواكم فألحدتم و إكتشفتم بذئاكم و فطنتكم الخارقة أنه تأليف بشري كتاب الله نور و هدى و طمأنينة و راحة و سعادة و سنة حبيبنا محمد (ص) فلاح و زيادة في الأجر و ضياء و الكون لوحة و تجلي و هو كقرآن مرئي. معظم الملحدين ألحدوا بسبب داروين و لأن بعض العلماء ملحدين قرروا أن يلحدوا مثلهم لكن الله يبعث للبعض نورا في قلبه كأنتوني فلو و الكثير منهم يرجعون للإيمان و هاهو زعيمكم و كبيركم ريشارد دوكينز يقول أنه مسيحي علماني. فالدين أمر فطري و جبلنا عليه. جعلتم أنفسكم في منزلة الدود و البراز و الفأر و القرد... و تناسيتم تكريم الخالق لكم و خلقه لنا في أحسن صورة و هيئة و ميزنا على الحيوانات بالعقل و أنتم تقولون أن الله فكرة في الدماغ و الوعي هو تخبط للذرات في منطقة من المخ، إذا كان ذلك فلينزعوا تلك المنطقة من المخ أو العصبونات و ليقوموا بتركيبها في مخ حيوان و ليخاطبوه إن كان سيعقل أم لا. الحيوانات على الأقل تعبد ربها بعدما خلقها و هداها و كل علمه صلاته و تسبيحه. و هذا الكون الفسيح لا يمكن أبدا أن يكون أزلي لأنه لو كان أزلي فكل شيء إنتهى الآن و كل شيء يكون مكتملا و لا يحتاج لغيره لأنه يسري إلى سنوات سحيقة إلى الوراء، أكتب رقم 9 و مهما و ضعت أمامه من 9 آخر للسنوات لن تصل للأزل. لو كان الكون أو المادة أزلية فسنكون نحن أيضا أزليين و الأزلي يجب أن يكون |
|
|
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| أرشيف, الأسلامي, التناقضات, العلم, الواضحة, بين, صحيح |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| لا تعارض بين الدين و العلم (2) | توليستوي | العقيدة الاسلامية ☪ | 125 | 04-19-2019 05:15 PM |
| لا تعارض بين الدين و العلم | توليستوي | العقيدة الاسلامية ☪ | 42 | 04-09-2019 08:43 PM |
| مقارنة بين العلم الإسلامي وعلم الكفار الزنادقة | ابن دجلة الخير | ساحة النقد الساخر ☺ | 2 | 03-13-2016 06:05 PM |
| العلم خطأ, والمنطق خطأ, لكن الدين صحيح | Schwarz | العقيدة الاسلامية ☪ | 24 | 06-08-2015 10:55 AM |
| الرد الكامل على الملحدين .. فى أرشيف التناقضات المزعوم بين العلم وصحيح الدين | ميراج | العقيدة الاسلامية ☪ | 28 | 12-03-2014 01:34 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond