اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Zyad
ليس هذا موضوعنا
|
الست القائل:
اقتباس:
ولكن بالعودة لمفهوم الأفكار الفطرية، فإن التسليم بوجودها ضروري لضمان صحة قواعد المنطق والرياضيات. وإلا لو كانت قواعد المنطق والرياضيات تجريد من الواقع فهذا لا يضمن صحتها بل يجعلها أمرا محتملا وإن غلب على الظن صحته لأن تجريد القواعد من التجربة والحس هو استقراء والذي مهما بلغ عدد الأمثلة الجزئية التي يتم استنباطه منها يظل الاحتمال قائما أن هناك مثال ينقض هذا الاستقراء لم تتم ملاحظته بعد.
وهذا يجعل من قواعد الرياضيات والمنطق مجرد انشاء ذهني mental construct لا دليل على أن له وجود موضوعي في الواقع. لأنه كاستنباط إن كان صحيحا في نفس الأمر فنحن لا نملك دليلا قاطعا على ذلك يجعل من هذا الانشاء العقلي علما ضروريا وإن كان في نفس الأمر غير صحيح فالحال أسوأ.
ولذلك فإن الالحاد المادي الذي يرى أنه لا وجود إلا للمادة لا يمكنه أن يجد ضامن لصحة قواعد الرياضيات والمنطق لان البرهان لديه مرتبط بالحس والتجربة والتي لا يمكن أن تقدم ضمانة للعلم الضروري.
فلضمان أن للرياضيات و المنطق طبيعة مطلقة أي وجود موضوعي أزلي أبدي لابد من التسليم بوجود كائن أزلي أبدي مُوجِب بالذات لأن كل شيء في الوجود يراعي قواعد المنطق والرياضيات. أو بعبارة أخرى كائن أزلي أبدي يدبر الأمور وفق سنن معينة هي ما نطلق عليه قواعد المنطق والرياضيات بحيث أن قواعد المنطق والرياضيات هي كيفية تدبيره للأمور أزلا وأبدا وبالتالي هي خواص يتسم بها فعله وتدبيره وتستمد مطلقيتها منه لأن تدبيره على هذا النحو هو صفة ذات أي أن الكائن الأزلي من صفاته الذاتية أنه يدبر ويصرف الأمور وفق سنن معينة هي ما نسميه قواعد المنطق والرياضيات. وأن هذا الكائن هو من فطر أذهاننا على أن تبصر تلك القواعد المطلقة.
أما الملحد فغايته أن يزعم بلا دليل أن أمخاخنا تطورت بشكل عشوائي لكي تدرك تلك القواعد المطلقة وأن قوى الانتخاب الطبيعي قامت بانتخاب الأفراد التي تطورت أمخاخها على هذا النحو. ومجرد بقائنا ليس دليلا على أن ذلك حدث بالفعل لأن إدراك قواعد المنطق والرياضيات على أنها علم ضروري ليس شرطا للبقاء. فالكائن يمكنه أن يكون صالحا للبقاء بتصور قواعد المنطق والرياضيات على أنها استقراء (أمر يغلب على الظن صحته) لأن العبرة في النهاية أن يتصرف وفقا لها وان تكون نموذج ذهني تقريبي عن الواقع صحيح في اطار معين هو نطاق تفاعل الكائن(الآدمي في هذه الحالة) مع الواقع. فعلى سبيل المثال الفيزياء الكلاسيكية هي نموذج ذهني تقريبي للواقع وهو دقيق في اطار معين وهو نطاق السرعات المحدودة و الاجسام التي نتفاعل معها في الحياة اليومية ولها في هذا النطاق تطبيقات نافعة. لكن عندما انفتح الانسان على آفاق أخرى كعالم الجسيمات الذرية والتحت ذرية
|
الست انت من يخلط بين الرياضيات والعلوم، وتدعي في النهاية ان التفسير المادي لا يفسر تطور امخاخ البشر؟
1. العلوم استقرائية، ما نشاهدة في الواقع، نقوم بوضع تخمين، اذا طابق المشاهدة، صارت موانع عدم تصديق التخمين اقل، اذا لم يتفق ما يتنبأ بة التخمين مع الواقع، صار التخمين فاشلا... بمعني النظرية العلمية ممكن فقط نفيها، ولا يمكن اثتباتها، وهذا تحدثنا عنه مرارا... جميع النماذج فاشلة، ولكن بعضها مفيد... تذكر تلك المقولة..
2. الرياضيات عقلية، تستخدم الاستنباط، وهي مبنية علي مقدمات، ونستخدم تلك المقدمات ونستبط من خلالها اشياء،
لذلك نعم الرياضيات لغة العلوم، ولكن ليست العلوم، ولا يمكن استباط العلوم... لذلك اسلوب ادعاء بأن التطور لا يمكن ان يؤدي عقليا الي تعقيد عقول البشر، هذا استخدام المنطق والاسلوب العقلي في قضية علمية، تحسمها المشاهدة والتجربة.
تحياتي
