![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
█▌ الإدارة▌ ®█
![]() ![]() ![]() ![]() |
سكن الليل ونامت العيون ، وهدأت القرية ، وخلت الطرق من المارة ، فالشتاء هذا العام بارد ، والليل ينذر بعواصف من العيار الثقيل. لم ينم يوسف النجار ليلته تلك ، إن قلبه وعقله متعلقان بتلك الفتاة القابعة في الهيكل ، تعبد ربها بعد أن وهبها زكريا للرب ووافقته زوجته أليصابات لقد أخذت تلك الفتاة الرقيقة بمجامع قلبه ، وملأت عليه دنياه بعد أن نظر إليها طيلة الأيام الماضية ، وهو يصلح أبواب الهيكل ويستبدل الأقفال القديمة ، زيادة في احتياطات الأمن والمتانة . كما تذكر أو هكذا خُيِّل إليه أنها بادلته نظرة بنظرة ، واهتماماً باهتمام . لم يعُد يطيق البقاء في فراشه البارد فقرر الخروج مهما كانت النتائج . فتح باب الدار المهترئ ، فكما يقال باب النجار مخلع ! خرج إلى الشارع ومنه إلى الهيكل ، حيث كانت مريم تتعبد وتقوم الليل حدث نفسه طول الطريق عما عساه أن يفعل وكيف يبدأ لم يثنِه الليل عن عزمه ولا منعته العواصف العاتية ، بل رأى في غضب السماء على الأرض إيذاناً بميلاد عهد جديد .... وقد كان !! تلصص في خفة الفهد ، ثم فتح الأبواب وهو بها خبير ، حتى جاء دور باب حجرة مريم . فتحه برفق ونظر من الداخل وعلى ضوء المصباح الواهن رأته مريم فزعت في أول الأمر لكنها تمالكت نفسها وسألت .. خير يا معلم يوسف ؟ هنا ليه ؟! لم يرد .. فكادت تصرخ وتجمع الشعب المختار كله ، وضع يده على فمها فهدأت ، وسكنت نفسها بعض الشيء ، ونظرت إليه في استفهام .. قال لها في هدوء الواثق من نفسه المتأكد من ميول محدثته :- أريدك يا مريم ، أحبك أعشقك ... مش قادر. صرخت في رعب مصطنع : يا لهوي يا يوسف ، انت اتجننت ، انتا مش عارف أنا مين وهنا ليه ؟؟ أنا أتعبد للرب . قال لها أريدك يا مريم ، ولن يعلم أحد بشيء بالنهار تتعبدين وبالليل تكونين لي وحدي . بدا عليها الفهم ، لكنها ادّعت العبط أو الاستعباط ثم قالت :- وعايزني في إيه بقى يا سي يوسف ، ما كنت معاك طول النهار . قال في صوت كالفحيح ما أريده منك لا يتم إلا في اليل ... فاهمة يا مرمر قالت في براءة ( يا لهوي ... مالك يا راجل ). عند ذلك لم يعُد يوسف يستطيع الصبر ، اندفع إليها بكل قوته كالثور الهائج ، فتلقته كحارس مرمىً بارع ، لتصنع من نفسها مرتبة اسفنجية امتصت اندفاعته الرهيبة ؛ فإذا هو بين ساقيها كالحمل الوديع استلقت مريم على ظهرها في هدوء ونظرت في عينيه بدلال ، ثم انكشف ثوبها في عمد مع سبق الإصرار والترصد ؛ ليرى يوسف النجار من آيات الرب ، ما حلم به وما لم يحلم طوال لياليه الماضية . في البداية تصنعت مريم المقاومة ، حتى كاد يوسف ييأس ويظن أن الأمر جد ، ثم فجأة هدأت مقاومتها ، وتحولت صرخاتها إلى أنات خافتة ، ثم تنهدات طويلة مع عربدة عنيفة من ساقيها أخبرت عربدتها الفتى عما تعانيه الأنثى من نشوة عارمة فزاد اندفاعه ، واستل سيفه ، وضرب بحربته ، فطعنها طعنة نجلاء وهيفاء وشيماء ، فإذا هي فرس لم تركب ودرة لم تثقب . وتحول كلماتها المعترضة إلى توسلات من قبيل ...... يا لهوي إخص عليك يا يوسف كده برضو ؟ حقول إيه لعمو زكريا وطانط أليسا ؟! لكن الفتى المتهور لم يُعِرْها اهتماماً وطمأنها بكلمات قليلة ... ولا يهمك يا مرمر أنا حتصرف ! وتوالت اندفاعاته نحوها بينما تلاحقت أنفاسها ونسيت العبادة والتعبد والمعبد وكل مشتقات مادة ( ع ب د ) . حتى إذا التقى ماء السماء الطاهر ، بالأرض الخصبة البراح ، في الليلة الموعودة . هدأت حركتها وسكنت نفسها وعاد إليها صوابها ، فنظرت إليه في حنان ممزوج بعتاب رقيق . وتوالت زياراته الليلية ومداعباته النهارية ، وبصبصاته الصبحية و تحسيساته الضهرية والعصرية . حتى كان يوم أحست فيه مرمر بثمرة الليالي الرائعة تتحرك بين أحشائها جنيناً لا ريب فيه . وعندما جاءها يوسف ليلاً قصت عليه مخاوفها وما عساها أن تفعل حين يجيء اليوم المحتوم ؟ لم يفزع يوسف بل قال ببساطة ولا يهمك ! طالما هناك مغفلون فالنصابون بخير إن شاء الرب ! تعالي يا شيخة بال حبَل بلا هبَل بلا يحزنون . طاوعته كالمسحورة ولانت بين يديه وذابت كقطعة من الشيكولا في فم طفل يلوكها مع قنينة بيبسي . يبدو أن الحمل زاد من شبقها وشهوته ، فراح يفترسها ببراعة حتى الصباح ، ومن وضع إلى وضع ... تعددت الأوضاع والرهز واحد ، لم يبق وضع لم يجرباه . حتى جاء يوم الوضع الحق ، ونامت مريم مستلقية منفرجة الساقين في انتظار الحادث السعيد ، وإلى جوارها يوسف يبارك الوضع القائم ، ويتمتم بدعاء خافت للرب ، ولسان حاله يقول :- استرها معانا يا كريم ، بحق يهوه وقهوة والواد اللي جاي على سهوة ! وولدت مريم ... طفلاً رائعَ الحسن ، أسطوريَّ الجمال كآلهة الإغريق . نظرت إليه مريم في عطف وخوف ثم نظرت إلى يوسف نظرة معناها – ناوي على إيه يا معلم ؟! . نظر إليه يوسف وقال:- إنه طفل رائه يبدو كالملاك بل كالإله .. نعم الإله ... الإله .... الإله . إنه إله - إله بني اسرائيل وملك اليهود وفادي بني يعقوب وإله موسى وهارون وكل الأنبياء السابقين ، وما يستجد من أنبياء ! ، إنه ليس إلهاً واحداً .... بل إلهين .... بل ثلاثة آلهة ... يعني تلاتة في واحد - شامبو وبلسم ومعطّر . وخرج على قومه من الهيكل فأوحى إليهم أن الرب زار مريم الليلة ؛ فولدت رباً صغيراً ، حتة رب زي العسل . ودعا الربَّ أن يعين الشعب على تربية ربهم الصغير . بينما ظل يوسف يوالي زياراته الليلية يطمئن على مريم والرب الوليد ... وجاء صوت من السماء بأمر رباني مختوم بختم أمين الوحي :- يتم تغيير مناهج الصف الأول في مدرسة بني اسرئيل الابتدائية المشتركة ، ويقرر هذا النشيد في كتب المطالعة :- هذا هو ابني الوحيد الذي به سُررت فالمجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض السلام ، وفي الناس المسرة وهنيئاً لك يا معلم يوسف ... انت فعلا معلم - معلم بجد ! وهنيئاً لك يا مريم فأنت أم - لا ككل الأمهات ... مش أي واحدة تولد إله !! غداً أو بعد غد نتابع قصة ميلاد الرب وحياته الأبدية المعجزية المحشية الفهلوية فإلى اللقاء والرب الصغير يرعاكم على اما الكبير يرجع . |
|
|
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| إنجيل, الإنجيل, الكنيسة, الذي, ابن, حاربته, سبعين |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| ابن تيمية = ابن رشد | سامي عوض الذيب | العقيدة الاسلامية ☪ | 2 | 11-28-2018 08:11 PM |
| قثم ابن عبد اللات(محمد ابن عبدالله) ومرض الصرع | الامير | العقيدة الاسلامية ☪ | 6 | 08-22-2017 10:34 PM |
| طرائف وغرائب في سبعين عامًا من الأمم المتحدة | ابن دجلة الخير | استراحة الأعضاء | 0 | 03-04-2016 10:03 PM |
| نبذة عن العالم جوردانو برونو الذي قتله و حرقته الكنيسة حيا | Anoir san | حول الإيمان والفكر الحُر ☮ | 0 | 11-14-2015 01:13 AM |
| خالد ابن الوليد يقطع رأس مالك ابن نويره ويأكله | المنهج التجريبي العلمي | العقيدة الاسلامية ☪ | 3 | 09-06-2014 12:28 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond