شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات الفنون و الآداب > ساحة الشعر و الأدب المكتوب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 10-07-2025, 11:13 AM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
4er333 رواية رحلة عائشة وفاطمة ومريم عبر الزمن - تاليف جدو سامى احمد بن تحتمس بمساعدة جروك

رواية: رحلة عبر الزمن
الفصل الأول: الثغرة الزمنية
في قلب الصحراء المصرية، تحت شمس عصر تحتمس الثالث الحارقة، كان "أمنحتب"، كاتب شاب في معبد الكرنك، يعيش حياة مليئة بالتناقضات. كان رجلاً في أوائل العشرينيات، ذا بشرة برونزية محروقة بالشمس، وعينين سوداوين تلمعان بالفضول. كان يقضي أيامه بين ألواح الطين وأوراق البردي، يسجل بأنامله الدقيقة تفاصيل الحملات العسكرية للفرعون العظيم تحتمس الثالث، الذي قاد مصر إلى ذروة قوتها. لكن قلب أمنحتب لم يكن راضياً عن دوره ككاتب. كان يحلم بما هو أبعد من جدران المعبد، يتوق إلى فهم أسرار الكون والآلهة التي يعبدها قومه.
كل ليلة، بعد انتهاء واجباته، كان أمنحتب يتسلل إلى المقابر الملكية القريبة من وادي الملوك. كان يجد في تلك الأماكن المنعزلة سكينة غريبة، حيث يتأمل النجوم التي تزين سماء مصر الصافية. كان يعتقد أن الآلهة، مثل رع وأوزوريس، تتحدث إليه عبر تلك الأضواء السماوية. في إحدى تلك الليالي، بينما كان يتجول بين الصخور المنحوتة، لاحظ وهجاً غريباً ينبعث من شق ضيق في صخرة منعزلة. لم يكن الوهج طبيعياً؛ كان يتلألأ بلون أزرق عميق، يشبه ضوء القمر لكنه أكثر حيوية، كأنه ينبض بحياة خاصة.
اقترب أمنحتب بحذر، قلبه يخفق بين الفضول والخوف. كان قد سمع حكايات الكهنة عن بوابات سحرية تربط بين العوالم، لكنه لم يصدقها يوماً، معتبراً إياها مجرد أساطير لتسلية العامة. لكن هذا الشق بدا حقيقياً، وكأنه يدعوه للاقتراب. مد يده بتردد، وما إن لامست أطرافه السطح البارد للصخرة حتى شعر بدوار شديد. الأرض بدت وكأنها تنهار تحته، والنجوم في السماء تحولت إلى خطوط مضيئة تدور بسرعة. صوت عميق، كأنين الرياح في كهف، ملأ أذنيه، ثم فقد وعيه.
الفصل الثاني: الوصول إلى المدينة
عندما فتح أمنحتب عينيه، كان يرقد على أرض رملية ناعمة، مختلفة عن رمال مصر القاسية التي اعتادها. السماء فوق رأسه كانت صافية، لكنها تحمل لوناً غريباً، أقرب إلى الأزرق العميق مع لمحة من الذهب عند الأفق. الهواء كان دافئاً، مشبعاً برائحة النخيل ودخان الحطب. نهض ببطء، يتفحص محيطه بعينين متسعتين. كان في مكان لم يره من قبل، قرية من الطين والحجر، تزدحم بالناس الذين يرتدون ملابس بسيطة من الكتان الأبيض والصوف، تختلف كثيراً عن الأزياء الفرعونية الملونة التي يعرفها. كانوا يتحدثون بلغة غريبة، لكنها بدت مألوفة بطريقة ما، كأنها تحمل صدى لغة سامية سمعها في أسواق التجار الفينيقيين.
تجول أمنحتب في الشوارع الضيقة، يحاول فهم المكان. كان الناس يتحركون بسرعة، بعضهم يبكي بحزن عميق، وآخرون يتجمعون في حلقات يرددون كلمات لم يفهمها، لكنها بدت كصلوات أو طقوس. لاحظ وجود مسجد صغير في وسط القرية، مبني من الطين والحجر، تحيط به نخلات طويلة. كان الناس يتدفقون نحوه، ومن حين لآخر، كان يسمع أصواتاً تنادي باسم "محمد". لاحقاً، اكتشف أنه في المدينة المنورة عام 632 م، في وقت وفاة النبي محمد، حدث ترك الناس في حالة من الحزن والاضطراب.
أمنحتب، الذي اعتاد على طقوس معبد الكرنك المهيبة، شعر بالغربة في هذا المكان. لكنه كان مفتوناً بالبساطة والروحانية التي تحيط بالناس. بينما كان يقف قرب المسجد، لاحظ فتاة شابة تقف على مقربة، تتحدث بهدوء مع مجموعة من النساء. كانت في الثامنة عشرة من عمرها، ذات ملامح هادئة وعينين تلمعان بالذكاء والحيوية. كانت ترتدي ثوباً أبيض بسيطاً، لكن وقارها وثقتها جعلاها تبدو كملكة في عينيه. سمع أحدهم يناديها "عائشة"، واكتشف لاحقاً أنها عائشة بنت أبي بكر، شخصية بارزة في هذا المجتمع.
اقترب أمنحتب بحذر، يحاول فهم ما يراه. كان مفتوناً بحديثها العميق، حيث كانت تتحدث عن مسائل دينية واجتماعية بثقة ووضوح نادرين. كان صوتها يحمل قوة هادئة، وكلماتها تعكس حكمة تفوق سنها. أمنحتب، الذي اعتاد على نساء عصره اللواتي كن يتمتعن بحرية نسبية في التعبير، شعر أن عائشة تمثل شيئاً مختلفاً: مزيجاً من القوة الفكرية والروحانية. لكنه شعر أيضاً بالغربة، فهذا العالم كان مختلفاً تماماً عن عالمه، بقوانينه الاجتماعية وعاداته الدينية التي لم يفهمها بعد. في تلك اللحظة، بدأ يشعر أن هذه الفتاة قد تكون مفتاحاً لفهم هذا الزمن الجديد، أو ربما جسراً يربطه بما هو أبعد من مجرد النجاة في هذا العالم الغريب.
الفصل الثالث: السحر والخطف
أمنحتب، الذي كان قد أمضى أياماً في المدينة المنورة، وجد نفسه مفتوناً بعائشة أكثر فأكثر. كان يراقبها من بعيد، يتتبع خطواتها بحذر كي لا يلفت الانتباه. كل يوم، كان يراها وهي تتحدث إلى الناس، تقدم النصائح، وتشارك في المناقشات بثقة وحكمة. كانت عائشة، بجمالها الهادئ وذكائها الحاد، تمثل لغزاً بالنسبة له. في مصر القديمة، كان قد اعتاد على نساء يتمتعن بحرية نسبية في التعبير عن أنفسهن، لكنه لم يرَ من قبل امرأة تجمع بين القوة الفكرية والروحانية بهذا الشكل. كانت عائشة كالنور في وسط ظلام غربته، وشعر أن وجودها بجانبه قد يمنحه معنى في هذا العالم الغريب.
لكن أمنحتب كان غريباً في هذا الزمن، وشعوره بالعزلة بدأ يثقل كاهله. كان يتوق إلى عالمه، إلى معبد الكرنك، إلى النيل الذي كان يهدئ روحه. في لحظات تأمله، بدأ يفكر في الثغرة الزمنية التي أحضرته إلى هنا. كان يعلم أنها لا تزال موجودة، مختبئة في مكان ما خارج المدينة، تنتظره ليعود. لكنه لم يستطع تحمل فكرة العودة وحيداً، فقد أحس أن عائشة هي الرابط الوحيد الذي يجعله يشعر بالانتماء إلى هذا الزمن. في لحظة تهور، قرر أن يأخذها معه إلى مصر القديمة، مقتنعاً بأنها ستجد في عالمه حرية وسعادة لم تعرفهما من قبل.
بدأ أمنحتب في التخطيط. كان قد تعلم من كهنة معبد الكرنك بعض التعاويذ القديمة، التي كانوا يستخدمونها في طقوسهم لتهدئة الأرواح أو إدخال الناس في حالة من النوم العميق. لم يكن متأكداً من فعالية هذه التعاويذ في هذا العالم الجديد، لكنه قرر المحاولة. في إحدى الليالي، تسلل إلى مكان قريب من منزل عائشة، حيث كانت تجلس مع بعض النساء تحت ضوء القمر. بيد مرتجفة، تمتم بكلمات التعويذة، ممزوجة بمسحوق عشبي كان قد حمله معه من مصر. الجو بدأ يثقل، وشعر أمنحتب بطاقة غريبة تملأ المكان. عائشة، التي كانت تتحدث بحماس، بدأت تشعر بالنعاس، وسرعان ما أغمي عليها.
أمنحتب، الذي كان يعلم أن لديه وقتاً قصيراً قبل أن يلاحظه أحد، حملها بحذر وهرب نحو الصحراء حيث كانت الثغرة الزمنية تنتظره. قلبه كان يخفق بشدة، ليس فقط من الخوف من أن يُكتشف، بل من إدراكه لخطورة ما يفعله. لكنه كان مدفوعاً بهوسه، مقتنعاً بأن عائشة ستشكره يوماً ما على إنقاذها من هذا العالم الذي بدا له مقيداً. عندما وصل إلى الثغرة، وضع عائشة برفق على الأرض، ولمس الشق المضيء. مرة أخرى، شعر بالدوار، والعالم حوله بدأ يدور. عندما فتح عينيه، كان قد عاد إلى مصر القديمة، وعائشة بجانبه، لا تزال نائمة، غافلة عن الرحلة التي ستغير مصيرها.
الفصل الرابع: عائشة في مصر القديمة
استيقظت عائشة ببطء، عيناها تتفتحان على منظر غريب تماماً عن ذاكرتها الأخيرة. كانت مستلقية على سرير من الكتان الناعم، في غرفة محاطة بجدران منحوتة بصور الآلهة المصرية القديمة: رع يشرق، وإيزيس تحمي الأطفال، وأوزوريس يقوم من الموت. الشمس الفرعونية الحارقة تخترق النوافذ المفتوحة، تضيء الأرضية المبلطة بالحجر، وتكشف عن أهرامات شاهقة في الأفق البعيد. كانت في حالة صدمة كاملة؛ كيف وصلت إلى هنا؟ آخر ما تتذكره هو جلوسها مع صديقاتها تحت ضوء القمر في المدينة المنورة، ثم دوار مفاجئ ونوم عميق.
أمنحتب كان جالساً بجانبها، يراقبها بحنان مخلوط بالقلق. شرح لها بصوته الهادئ ما حدث: الثغرة الزمنية، سفره عبر العصور، وكيف أغرم بها وأخذها معه إلى عصره. عائشة، بذكائها الحاد، استوعبت الأمر بسرعة مذهلة، رغم أن قلبها كان مليئاً بالغضب في البداية من خطفه لها. لكن فضولها، الذي كان دائماً جزءاً من شخصيتها، دفعها لاستكشاف هذا العالم الجديد. بدأت تتجول في المعابد والأسواق، مرتدية أزياء مصرية خفيفة تكشف عن جمالها الطبيعي، وهي تتعلم اللغة بسرعة فائقة بفضل مساعدة أمنحتب.
انبهرت عائشة بحريات النساء في مصر القديمة. رأت النساء يرتدين ملابس شفافة تبرز أجسادهن دون خجل، يشاركن في الطقوس الدينية، ويمتلكن ممتلكاتهن، ويتزوجن ويطلقن بحرية. استخدمن أدوات تجميل متقدمة: الكحل الأسود للعيون، الزيوت العطرية للجسم، والحناء للشعر والأظافر. قارنت ذلك بالقيود الاجتماعية في زمنها، حيث كانت النساء محجوبات ومقيدات في تعبيرهن الجنسي. أذهلها التقدم الهندسي: كيف بنوا الأهرامات الشاهقة بدقة مذهلة، مستخدمين آلات بسيطة ومعرفة رياضية عميقة. تعجبت من المعرفة الفلكية، حيث كان المصريون يتتبعون النجوم لبناء تقاويمهم وتنبؤ الفيضانات. الإنجازات العلمية، مثل الطب والرياضيات، تفوقت على ما عرفته في المدينة المنورة، حيث كان العلم مقيداً بالدين.
بعد أيام من الاستكشاف، بدأت عائشة في الاقتراب من أمنحتب عاطفياً. كان حبه لها صادقاً، وهي بدأت تشعر بالانجذاب إليه، خاصة بعد أن رأت كيف يعاملها كندية. في إحدى الليالي، تحت ضوء النجوم قرب النيل، حدث أول لقاء جنسي بينهما. أمنحتب اقترب منها بلطف، يقبل شفتيها بحنان، ينزع ملابسها ببطء ليكشف عن جسدها الناعم. عائشة، التي كانت قد شعرت بالقمع الجنسي في زمنها، استسلمت للمتعة. لمس أمنحتب ثدييها بلطف، يمص حلماتها حتى تصلبا، بينما يدها تتجه نحو عضوه المنتصب. دخلها ببطء، يتحرك داخلها بحركات منتظمة، مما جعلها تئن من النشوة. انفجرا معاً في ذروة المتعة، وهي تشعر بحرية لم تعرفها من قبل.
مع مرور الأيام، تكررت اللقاءات الجنسية بينهما، أكثر تنوعاً وجرأة. في إحدى المرات، في معبد إيزيس، مارسا الجنس تحت تمثال الإلهة، حيث أخذت عائشة المبادرة، تركب عليه وتتحكم في الإيقاع، جسدها يتحرك بحرية، صدرها يرتعش مع كل حركة. شعرت بالقوة والسيطرة، مقارنة بالقمع الذي عرفته. في لقاء آخر، على ضفاف النيل، استخدما الزيوت العطرية لتدليك أجسادهما، ثم مارسا الجنس في الماء، حيث دخلها من الخلف بقوة، يمسك خصرها، وهي تصرخ من المتعة الممزوجة بالألم الخفيف. كانت هذه اللقاءات متعددة، تستمر ساعات، يستكشفان أجساد بعضهما بكل حرية، مستخدمين ألعاباً مصرية قديمة مثل قضبان من الخشب المنحوت لتعزيز المتعة.
بعد اطلاعها على الديانة المصرية القديمة، زارت المعابد ورأت طقوساً تحتفل بالخصوبة والحب، مع تعدد الآلهة الذي يمنح حرية فكرية. شعرت أن هذه الديانة أرقى، أكثر انسجاماً مع طبيعتها، مقارنة بالإسلام الذي رأته مقيداً. قررت اعتناقها، تاركة الإسلام وراءها، مقتنعة بأنها وجدت عالماً يحترم إنسانيتها ويمنحها حرية جنسية وفكرية كاملة. أمنحتب، سعيداً بقرارها، وعد بأن يجعلها ملكة في قلبه، لكنه بدأ يشعر بالندم الخفيف على خطفه لها، رغم سعادتها الظاهرة.
الفصل الخامس: الروماني في المدينة
في روما، في عصر الإمبراطور أغسطس، كان "لوسيوس"، جندي روماني في أواخر العشرينيات، يعيش حياة مليئة بالطموح والمغامرة. كان رجلاً قوي البنية، ذا شعر بني قصير وعينين رماديتين حادتين، يحمل ندوباً على جسده تروي قصص معاركه في خدمة الإمبراطورية. لوسيوس كان معروفاً بشجاعته، لكنه كان أيضاً مدفوعاً بالرغبة في اكتشاف الكنوز والثروات التي يمكن أن تعزز مكانته في روما. في إحدى مهماته، أُرسل لتفتيش معبد مهجور على أطراف المدينة، كان يُقال إنه يحتوي على كنوز مخفية تعود إلى عصور أقدم. بين الأنقاض، لاحظ وهجاً غريباً ينبعث من شق في جدار حجري. كان الوهج مشابهاً لما رآه أمنحتب في مصر، لكنه كان أكثر حمرة، كأن ناراً خفية تشتعل داخل الصخرة.
لوسيوس، الذي كان دائماً يثق بحدسه، اقترب من الشق بحذر. كان قد سمع أساطير عن بوابات إلى عوالم أخرى، لكنه كان رجلاً عملياً، لا يؤمن إلا بما تراه عيناه. لكنه لم يستطع مقاومة الفضول، فمد يده ولمس السطح. فجأة، شعر وكأن الأرض تتحرك تحته، وتدفق ضوء ساطع أعماه للحظات. صوت هدير عميق ملأ أذنيه، ثم فقد وعيه. عندما استيقظ، كان يرقد على أرض رملية ناعمة، تحت سماء مختلفة تماماً عن سماء روما. كان الهواء دافئاً، مشبعاً برائحة النخيل والتوابل، والناس من حوله يتحدثون بلغة غريبة. لقد وصل إلى المدينة المنورة عام 632 م، في وقت وفاة النبي محمد.
تجول لوسيوس في الشوارع، محاولاً فهم محيطه. كان الناس في حالة حزن عميق، يتجمعون في حلقات للصلاة والدعاء. لاحظ المسجد الصغير في وسط المدينة، وشعر بأجواء الروحانية التي لم يعرفها في روما، حيث كانت الديانة الرومانية مليئة بالطقوس الاحتفالية أكثر من التأمل العميق. بينما كان يتجول، لمح فتاة شابة تقف على مقربة من المسجد، محاطة بأشخاص يستمعون إليها بإجلال. كانت فاطمة، ابنة النبي محمد، ذات جمال هادئ ووقار يفوق الوصف. كانت ترتدي ثوباً أبيض بسيطاً، لكن عينيها كانتا تحملان حكمة وصبراً جعلاها تبدو كشخصية ملكية. لوسيوس، الذي اعتاد على نساء روما الجريئات، شعر بانجذاب غريب نحوها، كأنها تمثل شيئاً نقياً لم يره من قبل.
بدأ لوسيوس يراقبها من بعيد، يتتبع تحركاتها بحذر. كان يراها وهي تدير شؤون المجتمع بحكمة، تقدم النصائح، وتتحدث بثقة عن مسائل دينية واجتماعية. كل كلمة كانت تخرج من فمها كانت تحمل وزناً، وكل نظرة من عينيها كانت تأسره أكثر. لكنه، كرجل روماني، كان مدفوعاً بغريزة الامتلاك. شعر أن فاطمة يمكن أن تكون جوهرة نادرة يأخذها إلى روما، لتكون رمزاً لانتصاراته. لكنه كان غريباً في هذا العالم، ولم يكن لديه الوقت لإقناعها بالانضمام إليه طواعية. قرر أن يستخدم قوته العسكرية ودهاءه لخطفها.
في إحدى الليالي، تسلل لوسيوس إلى مكان قريب من منزل فاطمة. كان قد خطط بعناية، مستخدماً مهاراته كجندي لتجنب الحراس. حمل معه حبلًا وقطعة قماش مشبعة برائحة قوية كان قد حصل عليها من تاجر في السوق. عندما رأى فاطمة تخرج للحظات إلى الفناء، اقترب بسرعة، وضع القماش على وجهها، مما جعلها تفقد وعيها بسرعة. حملها بحذر، متوجهاً إلى الصحراء حيث كانت الثغرة الزمنية تنتظره. قلبه كان يخفق بالإثارة والخوف، مدركاً خطورة فعلته، لكنه كان مقتنعاً بأن فاطمة ستجد في روما حياة أفضل، بعيداً عن الحزن الذي يعم المدينة. عندما وصل إلى الثغرة، وضع فاطمة على الأرض، ولمس الشق المضيء. مرة أخرى، شعر بالدوار، والعالم حوله بدأ يدور. عندما فتح عينيه، كان قد عاد إلى روما، وفاطمة بجانبه، غافلة عن الرحلة التي ستقلب حياتها رأساً على عقب.
الفصل السادس: فاطمة في روما
عندما استيقظت فاطمة، كانت مستلقية على سرير فاخر مغطى بالحرير الأحمر، في غرفة رخامية مزينة بتماثيل الآلهة الرومانية: جوبيتر يحمل البرق، وفينوس تجسد الحب والجمال. أشعة الشمس الرومانية الدافئة تخترق النوافذ الواسعة، مضيئة الفسيفساء الملونة على الأرض التي تصور مشاهد من الأساطير. كانت في حالة ذهول تام؛ كيف انتقلت من بيتها الطيني البسيط في المدينة المنورة إلى هذا المكان الفاخر؟ آخر ذكرى لها كانت وقوفها في فناء منزلها، ثم شعور مفاجئ بالدوار وفقدان الوعي.
لوسيوس كان واقفاً بالقرب منها، يرتدي زياً رومانياً أنيقاً، يراقبها بعيون مليئة بالإعجاب والقلق. شرح لها بحذر ما حدث: الثغرة الزمنية، سفره إلى زمنها، وكيف أغرم بها وأخذها إلى روما، مقتنعاً بأنها ستجد في عالمه حياة تليق بجمالها ووقارها. فاطمة، رغم غضبها الأولي من فعلته، كانت تملك قلباً صلباً وفضولاً لا يهدأ. قررت استكشاف هذا العالم الجديد، رافضة أن تكون مجرد أسيرة. لوسيوس، مدركاً ذكاءها، أعطاها حرية نسبية للتجول في روما، مصحوبة بحراسه لضمان سلامتها.
انبهرت فاطمة بالحياة النابضة بالفخامة في روما. زارت الأسواق الصاخبة، حيث رأت النساء الرومانيات يرتدين توجات حريرية ملونة تكشف عن أكتافهن وأذرعهن بحرية، عكس القيود التي عرفتها في المدينة المنورة. أذهلتها الأناقة والجرأة في ملابسهن، التي كانت تعبر عن الحرية الجسدية والتعبير عن الذات. تفاجأت بالتقدم السياسي في الإمبراطورية، حيث كانت المناقشات في مجلس الشيوخ مليئة بالحيوية، تتناول قضايا الحكم والعدالة. حضرت جلسات أدبية وفلسفية في القصور، حيث كان الشعراء يقرؤون أعمالاً تمجد الحب والحرب، والفلاسفة يناقشون أفكاراً عن الحرية والوجود. قارنت ذلك بالبساطة والقيود الدينية في زمنها، حيث كان التفكير الحر مقيداً بالتقاليد.
أعجبت فاطمة بالديانة الرومانية، التي كانت تحتفل بالحياة من خلال طقوس مليئة بالموسيقى والرقص والاحتفالات. زارت معبد فينوس، حيث رأت طقوساً تحتفل بالحب والخصوبة، مما جعلها تشعر بحرية روحية لم تعرفها من قبل. قارنت ذلك بالإسلام في زمنها، الذي رأته يفرض قيوداً على النساء ويحد من تعبيرهن. مع مرور الأيام، بدأت تشعر بانجذاب عاطفي نحو لوسيوس، الذي كان يعاملها باحترام ويظهر إعجابه بها بصدق. كان لوسيوس، رغم طباعه العسكرية القاسية، يملك جانباً رقيقاً يظهر في حضورها، مما جعلها تتساءل عما إذا كان بإمكانها بناء حياة جديدة في هذا العالم.
في إحدى الليالي، في حديقة قصر لوسيوس المطلة على تلال روما السبعة، حدث أول لقاء جنسي بينهما. كانا جالسين تحت ضوء القمر، محاطين بالورود والنوافير. اقترب لوسيوس منها، يقبل شفتيها بحذر، خشية أن يرفضه. لكن فاطمة، التي شعرت بالحرية الجسدية لأول مرة، استجابت له. خلع لوسيوس توغتها الحريرية، مكشفاً عن جسدها الناعم، وهي بدورها نزعت زيه العسكري، ملامسة عضلاته القوية. لمس ثدييها بلطف، يقبل حلماتها حتى تصلبا، بينما يدها تستكشف عضوه المنتصب. دخلها ببطء، يتحرك بحركات منتظمة، وهي تئن من المتعة، تشعر بحرية جنسية لم تعرفها من قبل. وصلا إلى الذروة معاً، مستلقين على العشب، وهي تشعر بالنشوة والانعتاق.
مع مرور الأسابيع، تكررت لقاءاتهما الجنسية، أكثر جرأة وتنوعاً. في إحدى المرات، في حمام روماني فاخر، مارسا الجنس وسط المياه الدافئة، حيث أخذت فاطمة المبادرة، تركب عليه وتتحكم في الإيقاع، جسدها يلمع تحت الماء، وصدرها يرتعش مع كل حركة. شعرت بالسيطرة والقوة، عكس القمع الذي عرفته. في لقاء آخر، في غرفة مزينة بفسيفساء تصور مشاهد حب أسطورية، استخدما زيوتاً عطرية لتدليك أجسادهما، ثم مارسا الجنس على أريكة حريرية، حيث دخلها من الخلف بقوة، يمسك خصرها، وهي تصرخ من المتعة الممزوجة بالألم الخفيف. كانت هذه اللقاءات متعددة، تستمر ساعات، يستكشفان أجساد بعضهما بحرية تامة، مستخدمين أدوات رومانية مثل أحزمة جلدية ناعمة لتعزيز المتعة.
بعد أشهر من التأمل، قررت فاطمة اعتناق الديانة الرومانية والثقافة الرومانية، تاركة الإسلام وراءها. شعرت أن هذا العالم يمنحها حرية فكرية وجسدية لم تعرفها من قبل، وأن الطقوس الرومانية، باحتفالها بالحياة والجمال، تناسب طموحها الفكري والروحي. لوسيوس، سعيداً بقرارها، بدأ يرى فيها شريكة حقيقية، لكنه شعر أيضاً بندم خفيف على خطفها، رغم سعادتها الظاهرة في روما.
الفصل السابع: رجل القرن العشرين
في عام 1955، كان "جون"، عالم آثار بريطاني في منتصف الثلاثينيات، يعيش حياة مليئة بالفضول العلمي والمغامرة. كان رجلاً ذا مظهر أنيق، بشعر أشقر قصير وعينين زرقاوين فاحصتين، يحمل دائماً دفتر ملاحظات وقلماً لتسجيل اكتشافاته. كان جون معروفاً في الأوساط الأكاديمية بتفانيه في دراسة الحضارات القديمة، وكان يحلم بكشف أسرار الماضي التي لم يصلها أحد من قبل. خلال إحدى بعثاته الأثرية في صحراء مصر، قرب وادي الملوك، كان ينقب عن آثار الفراعنة عندما لاحظ وهجاً غريباً ينبعث من شق في صخرة منعزلة. كان الوهج مشابهًا لما رآه أمنحتب، بلون أزرق عميق ينبض كأنه حي. جون، الذي كان يؤمن بالعلم ولكنه مفتون بالغموض، اقترب بحذر، يسجل ملاحظاته في دفتره.
كان قد قرأ عن أساطير البوابات السحرية في النصوص القديمة، لكنه اعتبرها خيالاً. لكن هذا الشق بدا حقيقياً، وكأنه يدعوه للاقتراب. مد يده، متردداً، ولمس السطح البارد. فجأة، شعر بدوار شديد، والعالم حوله بدأ يدور. النجوم تحولت إلى خطوط مضيئة، وصوت هدير عميق ملأ أذنيه. عندما فتح عينيه، كان يقف في شارع ترابي ضيق، محاطاً ببيوت حجرية بسيطة، تحت سماء زرقاء صافية. كان الهواء دافئاً، مشبعاً برائحة الخبز المحمص والتوابل. لقد وصل إلى القدس عام 30 م، في زمن يسود فيه التوتر الديني والسياسي تحت الحكم الروماني.
تجول جون في الشوارع، يحاول فهم محيطه. كان الناس يتحدثون بلغة آرامية، وكانوا يرتدون ملابس بسيطة من الكتان والصوف. لاحظ وجود معبد يهودي عظيم في وسط المدينة، يزدحم بالحجاج والكهنة. كان الجو مشحوناً بالتوتر، مع وجود جنود رومان يتجولون في الأسواق، وهم يراقبون الناس بحذر. بينما كان يتجول، لمح امرأة شابة تقف قرب بئر ماء، تتحدث بهدوء مع مجموعة من الناس. كانت مريم العذراء، ذات ملامح نقية وهادئة، وعينين تحملان حكمة روحية عميقة. كانت ترتدي ثوباً أزرق بسيطاً، لكن وقارها وهدوءها جعلاها تبدو كشخصية مقدسة. جون، الذي كان قد نشأ في عصر الحداثة العلمانية، شعر بانجذاب غريب نحوها، كأنها تمثل نقاءً روحياً لم يجده في عالمه.
بدأ جون يراقبها من بعيد، مستخدماً مهاراته كعالم آثار لتتبع تحركاتها دون أن يلفت الانتباه. كان يراها وهي تساعد الفقراء، تتحدث عن الرحمة والإيمان بحكمة تفوق سنها. كل كلمة كانت تخرج من فمها كانت تحمل سلاماً داخلياً، وكل نظرة من عينيها كانت تأسره أكثر. لكنه، كرجل من القرن العشرين، كان مدفوعاً بهوس علمي وشخصي. شعر أن مريم يمكن أن تكون مفتاحاً لفهم العصور القديمة، وأن وجودها في عالمه الحديث قد يكون إنجازاً عظيماً. لكنه كان غريباً في هذا الزمن، ولم يكن لديه الوقت لإقناعها بالانضمام إليه طواعية. قرر أن يستخدم معداته العلمية لخطفها.
في إحدى الليالي، تسلل جون إلى مكان قريب من منزل مريم. كان قد حمل معه حقنة تحتوي على مخدر خفيف، جزء من معداته الطبية التي يحملها في بعثاته. عندما رأى مريم تخرج إلى الفناء لتأخذ الماء، اقترب بحذر، وحقنها بلطف، مما جعلها تفقد وعيها بسرعة. حملها بحذر، متوجهاً إلى الصحراء حيث كانت الثغرة الزمنية تنتظره. قلبه كان يخفق بالإثارة والخوف، مدركاً الأخلاقيات المعقدة لفعلته، لكنه كان مقتنعاً بأن مريم ستجد في القرن العشرين عالماً يمنحها حرية وفرصاً لم تعرفها. عندما وصل إلى الثغرة، وضع مريم على الأرض، ولمس الشق المضيء. مرة أخرى، شعر بالدوار، والعالم حوله بدأ يدور. عندما فتح عينيه، كان قد عاد إلى لندن عام 1955، ومريم بجانبه، غافلة عن الرحلة التي ستقلب حياتها رأساً على عقب.
الفصل الثامن: مريم في القرن العشرين
عندما استيقظت مريم، كانت مستلقية على سرير مريح في شقة فاخرة في لندن، محاطة بجدران مزينة بلوحات فنية حديثة وأثاث خشبي أنيق. نوافذ زجاجية كبيرة تطل على شوارع لندن الصاخبة، حيث كانت السيارات تملأ الطرقات، وأضواء النيون تضيء المدينة. كانت في حالة ذهول تام؛ كيف انتقلت من بيتها الحجري البسيط في القدس إلى هذا العالم الغريب؟ آخر ذكرى لها كانت وقوفها في فناء منزلها، ثم شعور مفاجئ بالدوار وفقدان الوعي.
جون كان جالساً بالقرب منها، يرتدي بدلة أنيقة تناسب أناقة الخمسينيات، يراقبها بعيون مليئة بالإعجاب والقلق. شرح لها بحذر ما حدث: الثغرة الزمنية، سفره إلى زمنها، وكيف أغرم بها وأخذها إلى لندن عام 1955، مقتنعاً بأنها ستجد في عالمه حرية وفرصاً تليق بنقائها وحكمتها. مريم، رغم غضبها الأولي من فعلته، كانت تملك قلباً متسامحاً وفضولاً لا يهدأ. قررت استكشاف هذا العالم الجديد، رافضة أن تكون مجرد أسيرة. جون، مدركاً ذكاءها وروحها القوية، أعطاها حرية للتجول في لندن، مرافقاً إياها لضمان راحتها وسلامتها.
انبهرت مريم بتقدم القرن العشرين. زارت شوارع لندن الصاخبة، حيث رأت السيارات تتحرك بسرعة مذهلة دون خيول، والناس يرتدون ملابس أنيقة تعكس الحرية والحداثة. أذهلتها النساء في فساتين قصيرة مكشوفة الأكتاف، يتحركن بحرية وثقة، عكس القيود الاجتماعية التي عرفتها في القدس. تفاجأت بالتكنولوجيا: الراديو ينقل الأصوات من أماكن بعيدة، والتلفاز يعرض صوراً متحركة ملونة، والهواتف تربط الناس عبر القارات، والقطارات البخارية تنقل المسافرين بسرعة فائقة. حضرت عروضاً سينمائية في دور السينما، حيث أُعجبت بأفلام هوليوود التي تمجد الحب والمغامرة. قارنت ذلك بالبساطة والقيود الدينية في زمنها، حيث كان التعبير عن الذات مقيداً بالتقاليد اليهودية الصارمة.
أعجبت مريم بالعلمانية واللادينية التي تسود المجتمع البريطاني في الخمسينيات. زارت المتاحف والمكتبات، حيث قرأت عن الفلسفة الحديثة والعلوم، من أينشتاين إلى فرويد، وأدركت أن هذا العالم يشجع التفكير الحر والاستقلال الفكري. حضرت محاضرات في الجامعات، حيث ناقش العلماء قضايا الوجود والأخلاق بعيداً عن الدين. قارنت ذلك بالقمع الديني والاجتماعي في القدس، حيث كانت النساء مقيدات بأدوار تقليدية. شعرت مريم أن هذا العالم يمنحها حرية فكرية وروحية لم تعرفها من قبل، وأنها يمكن أن تكون شخصية مستقلة، بعيداً عن الأدوار التي فرضها عليها زمنها.
مع مرور الأيام، بدأت مريم تشعر بانجذاب عاطفي نحو جون، الذي كان يعاملها باحترام ويظهر إعجابه بها بصدق. كان جون، رغم هوسه العلمي، يملك جانباً رقيقاً يظهر في حضورها، حيث كان يشاركها شغفه بالتاريخ والعلم، ويصغي إلى أفكارها بحماس. في إحدى الليالي، في شقة جون المطلة على نهر التايمز، حدث أول لقاء جنسي بينهما. كانا جالسين على أريكة مريحة، يستمعان إلى موسيقى الجاز من الراديو. اقترب جون منها، يقبل شفتيها بحنان، متردداً خشية أن ترفضه. لكن مريم، التي شعرت بالحرية الجسدية لأول مرة، استجابت له بحرارة. خلع جون فستانها الأنيق، مكشفاً عن جسدها الناعم، وهي بدورها نزعت قميصه، ملامسة صدره القوي. لمس ثدييها بلطف، يقبل حلماتها حتى تصلبا، بينما يدها تستكشف عضوه المنتصب. دخلها ببطء، يتحرك بحركات منتظمة، وهي تئن من المتعة، تشعر بحرية جنسية لم تعرفها في زمنها. وصلا إلى الذروة معاً، مستلقين على الأريكة، وهي تشعر بالنشوة والانعتاق.
مع مرور الأسابيع، تكررت لقاءاتهما الجنسية، أكثر جرأة وتنوعاً. في إحدى المرات، في غرفة نوم جون المزينة بأثاث الخمسينيات الأنيق، مارسا الجنس على سرير مغطى بالحرير، حيث أخذت مريم المبادرة، تركب عليه وتتحكم في الإيقاع، جسدها يتحرك بحرية، وصدرها يرتعش مع كل حركة. شعرت بالسيطرة والقوة، عكس القمع الجنسي الذي عرفته. في لقاء آخر، في حديقة خاصة قرب منزل جون، استخدما زيوتاً عطرية لتدليك أجسادهما تحت ضوء القمر، ثم مارسا الجنس على العشب، حيث دخلها من الخلف بقوة، يمسك خصرها، وهي تصرخ من المتعة الممزوجة بالألم الخفيف. كانت هذه اللقاءات متعددة، تستمر ساعات، يستكشفان أجساد بعضهما بحرية تامة، مستخدمين أدوات مثل أشرطة حريرية لتعزيز المتعة.
بعد أشهر من التأمل، قررت مريم اعتناق العلمانية، تاركة معتقداتها اليهودية والمسيحية المبكرة وراءها. شعرت أن هذا العالم يمنحها حرية فكرية وجسدية لم تعرفها من قبل، وأن العلمانية، بتركيزها على الإنسان والعقل، تناسب طموحها الروحي والفكري. جون، سعيداً بقرارها، بدأ يرى فيها شريكة حقيقية، لكنه شعر أيضاً بندم خفيف على خطفها، رغم سعادتها الظاهرة في لندن.
الفصل التاسع: الدرس والعودة
بعد سنوات من السعادة والمتعة في أزمنتهم الجديدة، بدأ كل من أمنحتب ولوسيوس وجون يشعرون بثقل الذنب يتفاقم في قلوبهم. كانوا قد عاشوا لحظات لا تُنسى مع عائشة، فاطمة، ومريم، لكن وعيهم بخطورة التلاعب بالخطوط الزمنية بدأ يؤرقهم. أمنحتب، الذي كان قد أمضى سنوات مع عائشة في مصر القديمة، بدأ يلاحظ تغيرات طفيفة في طقوس المعبد والسجلات التاريخية، كأن وجود عائشة بدأ يؤثر على مجرى الأحداث. لوسيوس، في روما، شعر بقلق مماثل عندما سمع شائعات عن تغيرات غريبة في الأحداث السياسية، كأن وجود فاطمة قد أثر على توازن الإمبراطورية. جون، في لندن عام 1955، بدأ يتساءل عما إذا كان وجود مريم قد يغير مسار التاريخ الديني والثقافي في القرن العشرين.
كان الثلاثة قد أدركوا، من خلال تجاربهم، أن الثغرة الزمنية لم تكن مجرد بوابة للسفر عبر العصور، بل كانت اختباراً للضمير الإنساني. كل منهم كان قد أحب شريكته بعمق، لكن الحب وحده لم يكن كافياً لتبرير تعطيل التاريخ. في لحظة تأمل مشتركة، كأن الثغرة الزمنية نفسها قد ربطت أفكارهم عبر العصور، قرر أمنحتب ولوسيوس وجون أن يعيدوا عائشة وفاطمة ومريم إلى أزمنتهن ومدنهن الأصلية، خشية انحراف الخطوط الزمنية التاريخية وما قد يترتب عليه من فوضى لا يمكن السيطرة عليها.
عودة عائشة إلى المدينة المنورة:بعد خمس سنوات من الحياة في مصر القديمة، حيث عاشت عائشة حياة مليئة بالحرية والمتعة مع أمنحتب، جلسا معاً على ضفاف النيل تحت ضوء القمر. شرح أمنحتب لها، بصوت مليء بالأسى، أن وجودها في عصره قد يؤدي إلى تغييرات خطيرة في مسار التاريخ. عائشة، التي كانت قد أحبت أمنحتب بصدق واستمتعت بحريتها في مصر، فهمت خطورة الموقف بذكائها الحاد. وافقت على العودة إلى المدينة المنورة عام 632 م، لكنها طلبت منه لحظة أخيرة من العاطفة. في تلك الليلة، مارسا الجنس على ضفاف النيل، حيث أخذت عائشة المبادرة، تركب عليه بحركات بطيئة ومليئة بالشغف، وهي تمسك يديه، عيناها تلمعان بالدموع والمتعة. وصلا إلى الذروة معاً، في وداع عاطفي، ثم أخذها أمنحتب إلى الثغرة الزمنية. عندما استيقظت عائشة في المدينة المنورة، كانت كأنها لم تغب سوى ساعات. احتفظت بمغامرتها سراً، وعاشت بقية حياتها في مجتمعها، تحمل في قلبها ذكريات الحرية والحب التي عرفتها في مصر القديمة.
عودة فاطمة إلى المدينة المنورة:في روما، بعد ست سنوات من الحياة الفاخرة مع لوسيوس، حيث عاشت فاطمة حياة مليئة بالرفاهية والحرية الجسدية والفكرية، جلس لوسيوس معها في حديقة قصره المطلة على تلال روما السبعة. شرح لها، بعيون مليئة بالحزن، أن وجودها قد يؤثر على استقرار الإمبراطورية ومسار التاريخ. فاطمة، التي كانت قد أحبت لوسيوس واستمتعت بحياتها الجديدة، أدركت أهمية قرار العودة. وافقت، لكنها طلبت ليلة أخيرة معه. في حمام روماني فاخر، مارسا الجنس وسط المياه الدافئة، حيث أمسكت فاطمة بكتفيه، تتحرك بحركات قوية ومليئة بالشوق، وهي تقبل شفتيه بعمق. وصلا إلى الذروة معاً، في لحظة مليئة بالعاطفة والوداع. ثم أخذها لوسيوس إلى الثغرة الزمنية، وعادت فاطمة إلى المدينة المنورة عام 632 م. احتفظت بمغامرتها سراً، وعاشت بقية حياتها في مجتمعها، محتفظة بذكريات الحب والحرية في قلبها.
عودة مريم إلى القدس:في لندن عام 1955، بعد سبع سنوات من الحياة مع جون، حيث عاشت مريم حياة مليئة بالحرية الفكرية والجسدية، جلس جون معها في شقته المطلة على نهر التايمز. شرح لها، بصوت مملوء بالأسف، أن وجودها في القرن العشرين قد يؤثر على التاريخ الديني والثقافي. مريم، التي كانت قد أحبت جون واستمتعت بالحياة الحديثة، فهمت خطورة الأمر بقلبها المتسامح. وافقت على العودة إلى القدس عام 30 م، لكنها طلبت ليلة أخيرة معه. في غرفة نومه الأنيقة، مارسا الجنس على سرير مغطى بالحرير، حيث أخذت مريم المبادرة، تتحرك بحركات مليئة بالحب والشغف، وهي تمسك وجهه، تقبله بعمق. وصلا إلى الذروة معاً، في لحظة وداع عاطفية. ثم أخذها جون إلى الثغرة الزمنية، وعادت مريم إلى القدس. احتفظت بمغامرتها سراً، وعاشت بقية حياتها في مجتمعها، حاملة ذكريات الحرية والحب في قلبها.
الخاتمة:عائشة، فاطمة، ومريم، رغم اختطافهن، وجدن في أزمنتهن الجديدة حريات وفرصاً لم يعرفنها من قبل. لقد عشن سنوات من المتعة والسعادة، استكشفن عوالم مختلفة، واختبرن الحب والحرية بطرق لم يكن بإمكانهن تخيلها في أزمنتهن الأصلية. لكنهن، بحكمتهن ووعيهن، قبلن العودة إلى أزمنتهن ومدنهن، مدركات أن التاريخ يجب أن يبقى على مساره. احتفظت كل منهن بمغامرتها سراً، لكن تلك التجارب غيرت طريقة تفكيرهن ونظرتهن إلى الحياة. عائشة عادت إلى المدينة المنورة، حيث واصلت دورها كقائدة فكرية، محتفظة بحكمة جديدة مستمدة من تجربتها. فاطمة عادت إلى المدينة المنورة، حيث عاشت بوقار وحكمة، متأثرة بالحرية التي عرفتها في روما. مريم عادت إلى القدس، حيث واصلت حياتها الروحية، محتفظة بنور الحرية الفكرية في قلبها.
أما أمنحتب، فقد كتب قصته على جدران معبد الكرنك، محذراً من التلاعب بالزمن، لكنه احتفظ بحب عائشة في قلبه إلى الأبد. لوسيوس، في روما، أصبح قائداً أكثر حكمة، متأثراً بحب فاطمة وتضحيتها. جون، في القرن العشرين، واصل أبحاثه الأثرية، لكنه أصبح أكثر تواضعاً، مدركاً أن الحب الحقيقي يقوم على الحرية والتضحية. الثغرة الزمنية ظلت مفتوحة في أماكنها السرية، رمزاً لإمكانيات لا نهائية، ولكن أيضاً تحذيراً من عواقب التدخل في نسيج الزمن. كانت هذه القصة درساً في الحب، الحرية، والمسؤولية، عبر العصور والثقافات، حيث تعلم الجميع أن التاريخ، مهما كان مغرياً تغييره، يجب أن يبقى كما هو ليحافظ على توازن الكون.



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع