الحكومة الروسية تحجب الفيسبوك في جميع أنحاء روسيا

[المسعودي]

1.
منذ حوالي ساعة تم الإعلان عن قيام هيئة الرقابة الروسية "Roskomnadzor" بحجب الفيسبوك في جميع أنحاء روسيا متهمة شبكة التواصل "بالتمييز" ضد وسائل الأعلام الروسية الرسمية!
وبهذه الطريقة فإن بوتين قد قام بغلق أكبر نافذة للمواطن الروسي للاطلاع على حقائق الحرب والسياسة الروسية المضادة للمصالح الروسية معرضة الشعب الروسي لأزمة اقتصادية لم يمر بها منذ نهاية انهيار الاتحاد السوفياتي.
2.
إنَّ تصفية الأصوات المضادة لسياسته هي السياسة الدائمة منذ تسلمه السلطة منذ 23 عاماً. فهو لم يكتف بتصفية معارضيه نفسياً وجسدياً فإنه أخضع وسائل الإعلام الروسية المستقلة لرقابة عنيفة لا تليق إلا بنشاط المخابرات السوفياتية السابقة التي يحمل تراثها شخصياً.
وآخر الأصوات المستقلة هي صحيفة " Novaya gazeta الصحيفة الجديدة" التي قررت بسبب الضغوط الدائمة والرقابة الحكومية اليومية عدم نشر الأخبار المتعلقة بالحرب!
3.
لا يوجد نظام معاصر مثل نظام بوتين يقوم بصورة عنيفة وفظة وعلنية بإسكات أي صوت معارض وتصفية المخالفين مع سياسته وقمع أكثر المظاهرات سلمية أو التجمعات الشبابية – هذا النظام بالذات يتهم الفيسبوك بالتمييز وعدم العلاقة المتوازنة ضد أبواق الحكومة!
4.
من يتابع محطات الروسية فإن سيندهش من طبيعة البرامج اليومية التي تبدو وكأنها لم تسمع بأخبار الحرب والعقوبات الاقتصادية وانهيار العملة الروسية والرفض العالمي للسياسة الروسية.
تبدو محطات التلفزيون هذه وكأنها تعيش في بالون أعلامي لا يختلف عن مفرادته اليومية التي سبقت الحرب بـأسابيع!
لا يمكن تجاهل أن بعض محطات التلفزيون هذه داعمة لنظام بوتين من خلال صمتها. لكن الكثير منها لا يختلف عما قامت به الصحيفة المستقلة "الصحيفة الجديدة". فالصمت هو الثمن الوحيد لوجودها وإلا فإن حجب بثها وإغلاقها أمر من أبسط البديهيات في السياسة الروسية الداخلية لبوتين.
فقد اصدر السلطات الروسية بغلق جميع وسائل الأعلام الروسية وتهديد الصحفيين العاملين بتعرضهم للملاحقة الجنائية في حالة الكتابة عن الحرب بما يخالف وجهة النظر الرسمية.
ولهذا فإن حجب الفيسبوك كانت الخطوة الأولى لتصفية أي صوت للمعارضة الداخلية واسكات الأصوات المعارضة للحرب التي أخذت تتزايد داخل روسيا.
5.
غير أن بوتين وفي الوقت الذي أستطاع أن يكمم أفواه المعارضة الداخلية قام إعلامه الرسمي بتصعيد حملة التضليل والكذب وتلفيق الأخبار واختلاق الاتهامات ضد سياسة الاتحاد الأوربي وتزييف الحقائق المتعلقة بالعقوبات الاقتصادية.
وفي هذا الصدد أصدرت دول g-7 اليوم قراراً باستخدام جميع الوسائل الممكنة للوقوف ضد حملة التضليل الإعلامي التي تقوم بها الحكومة الروسية وسيتم اتخاذ اشد العقوبات رداً على العدوان الروسي ضد أوكرانيا.
وفي إطار هذه العقوبات فقد تم منذ يومين حجب أبواق بوتين الإعلامية الرسمية التي تصل بثها في دول الاتحاد الأوربي والتي تحولت إلى وسائل لتبرير الحرب وتضليل الرأي العام الأوربي.



[من مظاهرات إدانة الحرب على أوكرانيا التي نُظمت في موسكو]


[تقديم بوتين لمحكمة نورنبرغ - نحن نكره الحرب!]