شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > حول الإيمان والفكر الحُر ☮

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 04-18-2019, 02:33 PM حكمت غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
حكمت
الباحِثّين
 

حكمت is on a distinguished road
افتراضي صناعة الوهم والقدسية والشيطان...3

في البحث والتقصي عن الأديان والآلهة وما فيها، نجد دوما أن هناك شخصية محورية كانت نقطة الأساس، والمنبع الفكري الذي بني عليه الكثير والكثير من الأقوال والأفعال وحتى الأنظمة السياسية، هؤلاء هم الأنبياء، ولا بد لي من أن أشير هنا، بأني لا أبحث وأتحدث في دين معين أو شخصية معينة، ولست مهتما أبدا بصحة دين وزيف آخر، لأن الخلاصة التي أصبو إليها هي محاولة الوصول إلى كينونة الدين، وما أقصده بكلمة دين هو وجود ذات أو ذوات مقدسة خلقت هذا الكون (كما في المنظومة الدينية)، وأن البشر بالنتيجة، أدوات لصراع بين الخير والشر، الخير الذي يتجسد بالإله أو الآلهة المقدسة، والشر الذي يتمثل بالشيطان، وقد يختلف مفهوم الآلهة والشيطان بين معتقد وآخر، ولكن بالنتيجة سنصطدم بثالوث الوهم، الإله والقدسية والشيطان.
لو تناولنا فكرة الدين من زاوية إنسانية فلسفية بحتة، ونزعنا من خواطرنا كل ما يجول فيها من أن النبي فلان كاذب، والآخر كتابه محرف...الخ من هذه الأمور التي ما زالت أفضل أنواع الوقود لإشعال فتيل الخلافات الفكرية أو الحربية حتى، ولنأخذ الأديان الابراهيمية على وجه الخصوص، كونها أقرب لنا جغرافياً ومجتمعياً، والوصول إلى أمهات كتبها يسير جداً، نرى بأن كل نبي من الأنبياء ارتبطت نبوته بكتاب معين، كل منهم يسمي كتابه بالمقدس، هذا الكتاب يحوي مجموعة من التعاليم والفروض والمحرمات والأحداث، يجسد فيها قصة نبي وقومه وأتباعه والبداية والنهاية، ويرفق بهذه الكتب بعض الكتب الأخرى غير المقدسة، التي هي من النوع التاريخي الذي يهتم بسرد الأحداث، هذه الكتب تشكل مجتمعة ما يسمى بأدبيات الدين. بالنظر إلى ما تحتويه الكتب، يتبين وبشكل سهل لأي قارئ، أن هذه الأديان في جوهرها، ليست إلا محاولة يائسة من محاولات الإجابة على السؤال البشري الأهم، ألا وهو لماذا نحن هنا، وما الهدف من هذه الحياة.
في زمن كان الجهل فيه أضخم من العلم بأضعاف مضاعفة، كمّاً وكيفاً، تبدو فكرة الأديان فكرة مقبولة نوعا ما في تلك الظروف التي أحاطت بالبشر والبشرية حينها، وليس من الضروري أن الانسان القديم على بساطته وجهله، لم يهتم بهذا السؤال والبحث عن إجابته، وأنا على ثقة بأن أي انسان يعيش في وسط عديم الأديان، لا بد أن يأتي عليه يوم ليسأل نفسه هذا السؤال، لماذا نحن هنا؟ وما سبب وجودنا؟ . وقد تطورت إجابة هذا السؤال بشكل متزامن مع تطور البشرية فكريا وعلميا وحضاريا.
لو طالعنا التاريخ البشري منذ القدم، لوجدنا أن هناك تشابها في الخليقة بين الحضارات جميعا، ولا نجد حضارة موثقة إلا وتحدثت عن شخصيات مطابقة لآدم وحواء، مع اختلاف الأسماء وبعض التفاصيل، والأديان التي نقلت ذلك فيما بعد، وفي الأديان الابراهيمية تحديدا نرى آدم وحواء أبطال الكتب المقدسة ذاتها، وعلى اعتبار أن المسيحيين واليهود يشتركون في قصة الخليقة في سفر التكوين، والإسلام جاء بعدهم على انفراد، معترفا بشكل جزئي بعقائد اليهودية والمسيحية، نرى أن المسلمين يبررون التشابه بين بدأ الخليقة لديهم ولدى المسيحيين واليهود، بأنه نابع من نفس المصدر، و منطقيا النقيضان لا يجتمعان، وعليه فإن قصة الخليقة الإسلامية لا بد أن تكون هي نفسها لدى أقرانها الإبراهيمية، ولكن، هل فعلا سبب التشابه هو أنه صادر عن نفس الذات الإلهية؟
أولا، هذه القصص عن الخليقة، ليست براءة اختراع مسجلة باسم الإله الابراهيمي، فهي موجودة في تراث كل الشعوب، ولا بد أن وجود هذه القصة في التوراة، كانت نتيجة تأثر اليهود أثناء فترة السبي البابلي، بما ورثته بلاد الرافدين من الحضارة السومرية والأكادية، ويقول الدكتور سيد القمني في كتابه (منابع سفر التكوين ص48 -49): "وقد أخذ الساميون بهذه الأسطورة، ولكن البطل حمل اسم (أوتنابيشتيم) و (إثرا خاسيس)، و (تجنوح)، لكن الأسطورة المصاغة للبطل (تجنوح)، دخلتها ع ناصر من قصة الخلق، فقالت أن تجنوح لم يستمر في الحياة الخالدة، بعد أن خسرها لما أكل من فاكهة محرمة، ولنلاحظ القرب الزماني لأسطورة تجنوح من وقت ظهور التوراة، حيث اختصر فيها (تجنوح) إلى (نوح)، الذي تقول التوراة أنه عاش عمرا مديدا بلغ حوالى تسعمئة وخمسين عاما، وهو يكاد يكون ترديدا لمعنى الخلق الألفي، الذي ينقطع فجأة بالأكل من الثمرة المحرمة" انتهى.
أتفق مع الدكتور سيد القمني في طرحه، لأن التشابه الرهيب بين قصة الخلق لدى السومريين والبابليين مع التوراة، لا يكمن عن تأثر فقط بالتراث البابلي، بل أراه يميل إلى أن يكون سرقة أدبية من قصة الخليقة لدى حضارات بلاد الرافدين، خاصة أننا نرى فيما بعد أن النهج التوراتي ينحو باتجاه مختلف فيما بعد، عندما يصل إلى إبراهيم وما بعده، ولو أكملنا مع المسيحية والإسلام، الذين يشتركان مع اليهودية في قصة الخليقة، نرى أن لدى المسيحيين والمسلمين اعتقادا بالحياة ما بعد الموت، أو لنقل الخلود بعد الموت، سواء في النار أو الجنة أو في الملكوت، وهذا الاعتقاد لم يكن مقبولا البتة لدى السومريين، بالخلود بعد الموت، وإن كانوا يتمنون ذلك، إلا أن القضية مرفوضة لديهم عقليا ومنطقيا، وعليه أرى أن ما ورد في التراث الابراهيمي، لا يتعدى كونه اقتباسا من الآخرين مع إضافة اللمسة الخاصة لكل فلسفة من الفلسفات الابراهيمية الثلاث، على اعتبار أننا نوهنا في البداية أننا سنتعامل مع الأديان على أنها فلسفات و محاولة فهم أصل الحياة وسببها.
أما لو أننا ذهبنا في الاتجاه الآخر، أي أن قصة الخليقة اليهودية ليس تأثرا بالسومريين والبابليين، وأن القرآن لم يسرق هذه القصة من التوراة أو من الحضارات الأخرى، فسوف نواجه إشكالا فكريا هنا، وهو سبب تشابه هذه القصص في الأديان وغير الأديان، أي في الإرث الحضاري للشعوب، فهل من تفسير يعتبر منطقيا نوها ما؟
شخصيا أرى بأن سرد أصل الوجود في التراث الإنساني، هو عبارة عن محاولة استقراء الواقع، أي أن أي شخص ينظر حوله، يرى أن صديقه له أم وأب، وأبوه له أم وأب، وأمه لها أم و أب، باختصار، كل من حوله جاء عن والدين، وكذلك بالنسبة لأجداده، وأجداد أجداده، وهنا يقف الانسان ذو العقلية البدائية أمام احتمالين، إما أن تستمر السلسة إلى ما لانهاية، أي أن العديد من الأسلاف، أنتجوا لنا العديد من الأخلاف، وإما أن كل هذه البشرية أتت من زوجين اثنين، وللهروب من الرهاب من المجهول، كان عليه أن يتبنى إحدى الروايتين، كي يقنع ذاته بأنه سبر ذلك الغور، و بشكل منطقي بالنسبة لتلك العقلية، اختار أن تكون البشرية من زوجين اثنين، وذلك أن العقلية البشرية لا تقبل التسلسل اللانهائي، لأنه يجعل العقل يدور في حلقة مفرغة، والسبب الثاني هو الانتماء للعائلات أو العشائر، التي تسمى أو ينظر لها تحت اسم أحد الأسلاف القدماء، مما يوحي بأنه لا بد من عودة جذور البشر جميعا إلى علم واحد متميز، وهذا ما أراه برأيي، دوافع مهمة لاعتماد أن الحياة بدأت من زوجين اثنين.
و كنتيجة، أرى أن ما سبق، قد يكون تفسيرا منطقيا لتشابه بداية البشر بين الحضارات والأديان، وخاصة إذا لا حظنا أن كل قصة خليقة لدى كل حضارة، مكتوبة بشكل يبدو فيه أثر الجغرافيا وطبيعة الحياة واضحا فيها، وليس وحدة المصدر كما يدعون، لأنه فيما بعد، تفرعت الحياة إلى طرق عديدة، فلا نجد أثرا للأنبياء الابراهيميين في الحضارات الأخرى، ولا نرى تشابها في التفاصيل الدينية بين دين وآخر على الجغرافيا الأرضية إلا قليلا، وإن وجد، لا بد أن يكون لدينين متلاصقين جغرافيا أو تجاريا، لأن علة وحدة المصدر لا تفيدنا فيما بعد بما يتعلق بالشعائر الدينية، فكل الأقوام القديمة قبل التواصل، لا بد وأنها تظن بأنها الوحيدة في العالم، وكل الأديان التي قامت فيها مطابقة ومتوائمة مع أسلوب الحياة والطبيعة السائدين لديهما، فلو كان المصدر ذاته، لما رأينا هذا الاختلاف الشاسع بين معتقدات الدين في أمريكا الجنوبية، وبين معتقدات الحجاز.
وهنا تبدو الأديان بمظهر المميز لكل شعب، ويصح أن نقول بأن الدين وليد الجغرافيا والتراث البشري وليس العكس، و أنه ليس إلا محاولة للإجابة على غائية الحياة، وهذا يتضح من قضية الثواب والعقاب، والحياة ما بعد الموت، أو الجزاء الدنيوي كما حدث مع بني إسرائيل كما تقصه علينا الأسفار الخمسة الأساسية والأسفار الأخرى كسفر القضاة، وسفر الملوك الأول والثاني...الخ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن قسما من المذاهب اليهودية يؤمن بالبعث بعد الموت.
أما لماذا اختار فلاسفة الدين (أنبياؤه) هذه الطريقة في الإجابة عن الغاية من الحياة، فهو ليس إلا مجهولا مقنعا بإجابة مرضية، لأنهم لا يملكون بين أيديهم أي شيء يمكن أن يثبت غائية الحياة، لذا لجأوا للخوارق، والأشياء التي لا يمكن إجراء تجارب لنفيها، أي للعلوم والمعارف الزائفة، وهكذا يريح الأنبياء نفسهم من عبء الإثبات، فكل شيء سيقضى في الحياة بعد الموت، ونحن هنا كإجراء مؤقت، لنثبت جدارتنا في استحقاق النعيم الأخروي، وهذا برأيي ينطبق مع نظرية فرويد في تفسير الأحلام، الذي يرى بأن الكثير من الأشياء في الأحلام، عبارة عن قناع لفكرة أو خاطر موجود في اللاشعور، وعملية إلباس الأقنعة للأفكار، هي للهروب من الرقابة التي يمارسها الوعي على الأفكار، ولو اعتمدنا فكرة الهلوسات العقلية أو أن هناك في فلاسفة الأديان نوعا من المس الجنوني، لوجدنا أن هذه التفصيلات عن الحياة والموت وما بعد الموت، ليست إلا أفكارا تدور في رؤوس الأنبياء، وهذه الهلوسات، سمح لها بالظهور إلى الواقع، تلبية لرغبات الأنبياء المغروسة في اللاشعور لديهم.
.
.
يتبع
.
.
رابط الموضوع في الحوار المتمدن:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=629634



:: توقيعي ::: طربت آهاً....فكنتِ المجد في طربي...
شآم ما المجد؟...أنت المجد لم يغبِ...
.
بغداد...والشعراء والصور
ذهب الزمان وضوعه العطر
يا ألف ليلة يا مكملة الأعراس
يغسل وجهك القمر...
****
أنا ضد الدين وتسلطه فقط، ولكني أحب كل المؤمنين المتنورين المجددين الرافضين لكل الهمجية والعبث، أحب كل من لا يكرهني بسبب أفكاري
  رد مع اقتباس
قديم 02-27-2021, 04:42 PM مستقصي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
مستقصي
عضو جديد
 

مستقصي is on a distinguished road
افتراضي

أولا نتسائل لماذا بعث الله أنبياء كثر ؟
الجواب أن الإنسان يبعد عن الرسالة ويشوه الحقيقة على مدى امتداد البشرية ، فتتولد ضلالات عن الدين وميل نحو الشرك وجعل الالاه في مقاس الهوى البشري ، وهنا ينتج عندنا جيل لم تصله الرسالة الحقيقية بل محرفة ، ولهذا وجب تجديد الرسالة ، ولكن الحقيقة أن أصل كل رسالة حقيقية هي واحدة .
ثم العلم الحديث يثبت أن البشرية هي من رجل وامرأة واحدين ، فحتما فالمعرفة الدينية الاولى انتقلت مع الأبناء ، ولكن تحريف الأبناء ضلل الأحفاد (طبعا ليس هنا القصد الأبناء الأولون حتما أو الأحفاد الأولون حتما لكل جيل ) ،ثم والتضليل يسطو على الفئة المعينة والتحريف وذلك لتغلب الشهوات والأهواء .
ثم نتسائل هل الانسان بحاحة للدين ، فالكاتب يثبت أن الناس بحاجة لدين وعقيدة ، وحتى من ادعى الإلحاد .
والدين هو من المداينة أي الحكم والقانون والضوابط ، والتي لا يعيش دونها أي مجتمع ، ونضرب مثلا قانون السير ، واحترام الملكية والحقوق الفردية .
والاعتقاد هو حزء من فكر الانسان وفطرته ، وهو ما يعترف به الكاتب .بل كل شخص لا يستطيع أن يعيش دون اعتقاد ما ولكن تبقي مصداقية كل اعتقاد مختلفة .
وحتى اللاديتي فهو لديه ؛ بل يلزمه اعتقاد ما ، فهو يعتقد مثلا أن وجوده صدفة ، ويحاول تطويع الأدلة كي يدعم معتقد هو بحاجة له ، والعقل يقول أنه من غير الممكن وجود حياة من لا حياة أو عدم ، والعقل يقول دقة وتعقيد الخلق بحاجة لخالق .
ثم وحتما ولما كان الخالق واحدة فهناك حقائق مشتركة بين الأديان السماوية ، ثم وفي كل دين حرف عن دين سماوي فيه حقائق أولية مشتركة ولكن قد يخرف الحق عن موضعه ، والدين ملازم لكل الأمم منذ بدء التاريخ الانساني وحتى اليوم ، ثم يليه تحريف الدين الأصيل ودخول شركيات مختلطة مع المرسل الأول .
والآلهة عند المشركين لم تكن خيرا كلها أو بعضها كما يدعي الكاتب ، فهناك آلهة الحرب ، وآلهة الشر ، ثم وهناك حروب بين الآلهة كما يزعمون ، وهناك من يعتقدون انسانية الالاه ووقوعه في الشهوات .
ثم ومما يقول قول غربي أن التاريخ يكتبه المنتصر ، فهم يترجمون كما يشاؤون وينقلون ما يشاؤون ويخفون ما يشاؤون ، ولكن وجود فيما ينقلوه من حقائق متفقة مع النص السماوي يثبت أن الناس كان لديهم دين صحيح ثم حرفوه .



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الوهم, صناعة, والشيطان3, والقدسية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صناعة الوهم والقدسية والشيطان...4 حكمت حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 0 06-20-2019 09:57 PM
صناعة الوهم والقدسية والشيطان...2 حكمت حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 0 03-25-2019 03:32 PM
صناعة الوهم والقدسية والشيطان...1 حكمت حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 0 03-01-2019 05:19 PM
هل الاسلام صناعة حبشية غراب العقيدة الاسلامية ☪ 15 07-10-2017 11:26 PM
صناعة اليأس soufyan2015 ساحة التجارب الشخصـيـة ♟ 0 04-02-2015 10:30 PM