شريط التعليق على مناظرة العضوين (منشق) و (Skeptic)

[مُنْشقّ]

الزميل إبراهيم. أعتذر عن التأخّر. كما وعدت، لقد عدت بعد الثاني و العشرين من نيسان.

النمو الاقصادي في الهند ليس خدعة، لقد شاهدتة بنفسي... وهناك ارقام، واحصائيات لذلك...

شاهدت النموّ الاقتصاديّ؟ و كيف هو شكله؟ أحمر أم بنيّ؟

إنّ النموّ الاقتصاديّ ليس شيئا كالطاولة أو الشجرة تستطيع رؤيته بحواسّك، بل هو ظاهرة تتعرّض للقياس، و ليس شيئا يتعرّض للإدراك الحسيّ. لذلك لا معنى لقولك إنّك زرت الهند و شاهدت النموّ الاقتصاديّ، فهذا الأخير ظاهرة يمكن قياسها عن طريق الإحصاءَات الدقيقة كالأرقام و الجداول و المنحنيات و المبيانات.

لا تفهمِ المنهج التجريبيّ بشكل مسطّح و مبتذل! فالمنهج التجريبيّ لا يعني أنّ الحقيقة لا تكون حقيقة إلّا إذا جرّبتها أنت بنفسك، و إلّا صارت التجريبيّة ضربا من التشكيكيّة، فتجربك حينها تجربتُك أنت لا تجربتي أنا، و من اللازم عليّ أن أزور الهند بدوري لأتأكّد بنفسي ( هذا بافتراض أنّ النموّ الاقتصاديّ عبارةٌ عن معلمة أو شيء موضوع في إحدى حارات الهند حيث تستطيع إبصاره و لمسه ).

و على كلّ حال، حتّى أمضي نقطة أخرى إلى الأمام مسايرةً لك، فالبلد الذي أستقرّ فيه حاليّا، يقولون عنه بأنّه يعيش نموّا اقتصاديّا أيضا، طبعا هذا في الإحصاءَات الرسميّة الحكوميّة و التابعة للبنك الدوليّ المنتهج للسياسة النيوليبيراليّة. و لكن هذا النمو الاقتصاديّ لا يخرج عن إطار الأوراق، و الواقع يكذّبه و بشدّة. أنا أملك إحصائيّات حقيقيّة عن عدد المعطّلين، في دولتي، و هي نتاج مجهود جماعيّ لا حكوميّ كنتُ جزءًا منه، و الاحصاءَات تقول بأنّ عدد العاطلين عن العمل قد ازداد بعشرات الآلاف في سنة واحدة. لا أريد تحديد الرقم، لكنّه يناقض الرسميّ الدوليّ و الحكوميّ بشكل كبير. و هذا هو يوضّح الفرق بين الفقر كمفهوم و الفقر كواقع.

أنت تخاطبني باستعمال لغة البنك الدوليّ، و باستعمال تعاريف البنك الدوليّ نفسها. فأنت ترى بأنّ يحصل على أكثر من دولارين فهو ليس فقيرا. و هذه إهانة كبيرة للإنسان، فدولاران ( باعتبارها عملة نظريّة لقياس الفقر تستطيع التحويل من بلد إلى آخر، و ليس باعتباره الدولار الأمريكيّ) إهانةٌ كبيرة للإنسان، و لا يمكن لأولائك الذين صنعوا هذا التعريف أن يعيشوا يوما واحدا بهذا التعريف.

ركّز معي جيّدا هنا. هذا التعريف الذي وضعه البنك الدوليُّ ليس مكرَّسا لتعريف الفقر، و لكنّه مكرّس لإظهار الفقر و كأنّه ظاهرة في انخفاض، و في تراجع. البنك الدوليّ باعتباره جهازا تابعا للأمم المتّحدة و مكرّسا لأهدافها و شعاراتها، صنع هذا التعريف الممسوخ لمفهوم الفقر لكي يتماشى مشروع الألفيّة الثانيّة 2000 الذي كان يهدف إلى الحدّ أو خفض نسبة الفقر بنسبة 100 مليون شخص بحلول 2020؛ و لأنّ الأمم المتّحدة تلاحظ بأنّ انخفاض الفقر لا يتحقّق على أرض الواقع، فقد أوعزت إلى البنك الدوليّ ليعيد صياغة تعريف الفقر بما يتناسب و الأهداف المرسومة.

الكلام فوقه ليس محض كلام إنشائيّ، و عليه الكثير من الأدلّة:

1 ـ تعريف الفقر قامت به مجموعة قليلة من الناس، و هي المجموعة نفسُها المسؤولة عن التطبيل للسياسات النيوليبيرياليّة و مشروع الألفيّة و غيرها من الشعارات الجوفاء.

2 ـ كثيرة هي الجهات الشعبيّة و كثرٌ هم المثقّفون الذين يرفضون تعريف الفقر و حدّه بدولارين في اليوم.

3 ـ لو قمنا برفع تعريف الفقر من 2.0 دولار و هو التعريف الرسميّ إلى 2.50 دولار فقط، يعني لو أضفنا نصف دولار فقط، و هذا هو التعريف الذي يدعو إلى بيتر إدوار Peter Edward، أستاذ الاقتصاد في نيوكاسل، فإنّ نسبة الفقر سترتفع إلى 3.1 مليار شخص في العالم. أي بنسبة ثلاثة أضعاف الرقم الذي تنشره الأمم المتّحدة، هذا في حالة قمنا بإعطاء نصف دولار إضافيّ لفقراء العالم، و هو بالكاد يكفي لشراء رغيف خبز و نصف ليتر من الحليب. أمّا في حالة ضاعفنا هذا الرقم ليصبح 5 دولارات في اليوم كتعريف للفقر، و هو الرقم الذي تقترح بعض الجهات كذلك، فتصبح نسبة الفقر في العالم 5.1 مليار فقير في العالم. أي إنّ أزيد من ثلثي سكّان العالم يعيشون تحت خطّ الفقر الذي هو 5 دولارات. و هو كما ترى مبلغ لا زال متواضعا مقارنة بمن يدعو إلى جعل هذا الرقم 10 دولارات كتعريف للفقر.
4 _ حتّى لو التزمنا بتعريف الفقر الذي خطّته الأمم المتّحدة، فليكن 1.25 أو دولارين، حتّى لو التزمنا بهذا التعريف، فإنّ نسبة الفقر ستكون في ازدياد إذا ما طرحنا الصين من المعادلة. هذا يعني أنّ الصين وحدها تشهد انخفاضا في نسبه الفقر باستعمال تعريف 1.25. و هذا يظهر في الجداول العالميّة كأنّه انخفاض عامّ في مجموع فقراء العالم، و هذا بسبب الكثافة السكّانيّة في الصين.

فتلك نتائج ايجابية، لا أدري كيف ان هذا اكذوبة، هل من الممكن توضيح ذلك...

أعتقد بأنّني وضّحت الأمر كفاية الآن. البنك الدوليّ أعادة تعريف الفقر بما يتناسب مع مشروع الألفيّة حتّى يظهر الفقر كأنّه ظاهرة في تراجع، و الأصل أنّ الفقر في ازدياد بهذا التعريف أو بغيره. و أعتقد بأنّ النقاط فوقه أصبحت واضحة.

سيفيدك العودة إلى هذا المقال للاستزادة!

ام الشيوعية، هي البديل، وهي لم تنجح في بناء دولة حديثة مستقرة؟

حينما نتّفق على أنّ النظام العالميّ الحاليّ نظام غير صالح، سنبحث عن البديل معا. فأنا لست من هواة التطبيل لأيّ فكر من الأفكار، إذا كان النظام الشيوعيّ هو البديل الأفضل فسنتبنّاه، و إذا كان النظام الإسلاميّ هو الأفضل فسنتبنّاه أيضا. المهمّ أن نتّفق على أنّ النظام العالميّ القائم غير صالح و سينهار عاجلا أم آجلا.

[Skeptic]

الزميل مُنْشقّ
لا ادري ما اقول...
لقد سافرت للهند، شاهدت بناء الطرق ووسائل المواصلات ومحطات الطاقة وشاهدت مناطق فقيرة قديما، صارت بها مباني، واماكن للعمل...
ربما لا تعلم بان الهند حاليا تعتبر مركز البرمجيات في العالم، شركات كبيرة مثل اوراكل وغيرها ذهبوا لفتح شركات بالهند لأستثمار العقول.. الهند بها ثاني اكبر طاقة عاملة في العالم...
اري ما قدمتة ليس سوي اراء شخصية، الهند، الفقير يعيش جيدا بحوالي 1.9 دولار، حوالي 170 روبية، يوميا، وهي كافية للحياة...
الهنود لا ياكلون اللحم، وقد شاهدت بعض العمال الهنود، تجدهم يضعون شطة علي رغيف عيش وهذا يأكلونة كوجبة..
علي ما اعلم بان الهند تضع وظائف في المدن كعمال نظافة وغيرة بحوالي 300 روبية في اليوم، وهذا اكثر من 2.5$ في اليوم، لكن هؤلاء لا يعملون كل يوم...

عموما، انا اجد ما تقوم بة الهند للقضاء علي الفقر شيئ جيد...
اما النظام العالمي، انا اجد بانه افضل ما يمكن حاليا، لدينا حقوق البشر ومحاولات جادة للقضاء علي الفقر والجهل والبطالة...
لا ادري ما الهدف من اعلان فشل النظام الجالي بدون تقديم بديل موضوعي قادر علي التغير والتطور مثل النظام الحالي؟
هناك جدل علي سقف الفقر المدقع بالطبع، ولكن المقياس المتخذ من البنك الدولي، به معايير كثيرة، واثق بة....
انت لم تقدم نظام حتي الأن قادر علي تقديم نتيجة ايجابية مثل تلك:


الهند لديها طموح للقضاء علي الفقر في خلال 16 عام؟
وتقوم ببناء المشاريع لذلك من تعليم وطرق ومصانع...
هل هذا شيئ سيئ؟
مرة اخري، النظام الديموقراطي العلماني، ليس مثالي (انت تتحدث عن نظام مثالي) ولكن لم يقدم احد نظام آخر قادر علي التغير بطريقة سريعة للتوائم مع الواقع وتغير حال مواطنية للافضل مثل النظام الديموقراطي...
مع احترامي للاراء الشخصية التي قدمتها، ولكن
1. اذا كان هناك بناء طرق ومحطات طاقة، ومصانع ومراكز تدريب بكثرة في الهند، ليس دليل علي النمو
2. اذا كان زيادة متوسط الدخل لدي الفقراء بطريقة اضطرادية ليس دليل علي النمو

أذا ما الداعي للنقاش... العالم يتآمر علينا... علينا بالعيش حاقدين ولعن الآخرين، بسبب التآمر علينا...

تحياتي

[مُنْشقّ]

لقد سافرت للهند، شاهدت بناء الطرق ووسائل المواصلات ومحطات الطاقة وشاهدت مناطق فقيرة قديما، صارت بها مباني، واماكن للعمل...

أنا لا أنكر هذا! هذا هو النموّ الاقتصاديّ تماما، ظهور معامل عملاقة، بناء مراكز ضخمة للتجارة و الحوسبة، بناء موانئ عملاقة، بناء مطارات عملاقة، تقنيات هائلة في كثير من الأحيان. تستطيع أن تضيف الكثير من المميّزات إلى هذا القائمة التي تصف النموّ الاقتصاديّ، و أنا لن أختلف معك بتاتا حول هذا الأمر! لكنّك لن تجد ميزة واحدة تتحدّث عن الإنسان! أو تصف تغيّرا أو تحسّنا في حياة الإنسان. لأنّ الاقتصاد الليبيراليّ يقوم ببناء كلّ هذه المنشآت الضخمة و الطرق من أجل المنفعة الخاصّة و ليس من أجل المنفعة العامّة. فلنأخذ بناء الطريق مثالا، عن طريق استعمال الحواسّ المحضة سيخرج الإنسان باستنتاج أنّ الهند تشهد تطوّرا، لأنّ منطقة في ضاحيّة نيوديلهي كانت مليئة بالمباني الرثّة و الآن صارت طريقا وطنيّة ضخمة. لكنّ قليلا من التنقيب في هذا الأمر سيكشف لنا بأنّ الإنسان الهنديّ، في ظلّ النظامّ الرأسماليّ النيوليبراليّ، يجب عليه أن يدفع مبلغا معيّنا لكي يمرّ من الطريق التي تمّ إنشاؤها، و إذا رفض أن يدفع هذا المبلغ، فليستعمل الطريق التابعة للقطاع العامّ، و التي تملؤها الحفرُ. بمعنى آخر و بكلمات أكثر تبسيطا: الطرُقُ التي رأيتها في الهند هي طرقٌ لاستنزاف الشعب و الاستثمار فيه، إنّها هي ليست هبة مجّانيّة للشعب، و لكن عليك أن تدفع ضريبة لتمرّ عبرها. و هذا ينطبق على الموانئ و المطارات و المباني العملاقة الجديدة. المسؤولون عن بناء هذه المشاريع و الأوراش الكبرى لم يفعلوا هذا من أجل عيون الشعب، و لكن لكي يستنزفوا الشعب لمصلحتهم الخاصّة. و بكلمات أخرى مجدّدا: إنّ ما رأيته في الهند هو تأكيد لكلامي: فأنت رأيت مؤسّسات و شركات عملاقة تساهم في تفقير الشعب و و تجويعه و حلب دخله الفرديّ نقطة نقطة.

اري ما قدمتة ليس سوي اراء شخصية، الهند، الفقير يعيش جيدا بحوالي 1.9 دولار، حوالي 170 روبية، يوميا، وهي كافية للحياة...

حتّى الحيوان يستطيع الاستمرار في الحياة باعتماده على الأساسيّات فقط. إذا كنت تتحدّث عن خطّ الفقر باعتباره خطّا للحياة، فيجب عليك أن تشير إلى هذا. أن أعتقد بأنّ هناك فرقا بين خطّ الفقر و خطّ الحياة. و إذا كنت ترى بأنّ خطّ الفقر هو نفسه خطّ الحياة فهذه حيونةٌ للإنسان و إهانة له مجدّدا. لأنّ الذي يجعل من الإنسان إنسانا حقيقيّا هو قدرته على تحرّره من متطلّباته البطنيّة الحيوانيّة و التعبير عن إنسانيّته في استهلاك و إنتاج الفنّ، في استهلاك و إنتاج العلم، في استهلاك و إنتاج المعرفة. إذا كان الإنسان يكتفي بالمستلزمات التي تبقيه على قيد الحياة، فهو ليس إنسان بل هو محض حيوان يصارع من أجل البقاء على قيد الحياة، بل الحيوان أفضل منه في الكثير من الدول.

المسؤول عن هذا الوضع هو النظام العالميّ القائم، و الاعتراف بهذه الحقيقة هي أوّل خطوة نحو معالجة المشكل. حينها سنبحث عن الوضع الأفضل للإنسان، المهمّ هو أن نعترف بأنّ النظام العالميّ القائم قد جعل الإنسان في مرتبة دون الحيوان.

الهنود لا ياكلون اللحم، وقد شاهدت بعض العمال الهنود، تجدهم يضعون شطة علي رغيف عيش وهذا يأكلونة كوجبة..

في حين أنّ أسيادهم الرأسماليّين الكبار يفسدون أطنان اللحوم و الخضار و الموادّ الغذائيّة لمجرّد حماية مصالحهم الشخصيّة. بأيّ حقّ تشرعن و تجيز لشخص أكل و إتلاف الطعام، و في الوقت نفسه ترى أنّه من الطبيعيّ لإنسان آخر ينتمي إلى الهومو سابيانس أن يأكل رغيفا واحدا في اليوم؟

المشكلة تكمن في أنّ كون العامل الهنديّ يقتات على رغيف واحد في اليوم ليس ناتجا عن قلّة الموارد، و لا عن ضعف في وسائل الإنتاج، لأنّ المصادر الطبيعيّة للكرة الأرضيّة، و وسائل الإنتاج الحديثة، و قوّة عمل الملايين من البشر تستطيع إنتاج ما يكفي من الغذاء لملايين الأشخاص و بوفرة. لكن مع أنّنا نملك الأساس لهذا الأمر و المتمثّل في المصادر الطبيعيّة، التقنيّة اللازمة، اليد العاملة اللازمة، إلّا أنّ الجوع و ا لفقر لا زال في ازدياد مطرد، فقط لأنّ حفنة من كبار الرأسماليّين في العالم تقدّر بأقلّ من 1% من سكّان الأرض تسيطر على أكثر من 90 % من ثروات العالم. ألا يوحي لك هذا بأيّ حلّ؟ بأيّ بديل؟ بأيّ مقترح؟ بأيّ غضب؟

نملك التقنيّة، نملك المصادر الطبيعيّة، نملك اليد العاملة، و هذه العناصر الأساسيّة من أجل ينعم كلّ إنسان على وجه الأرض بحاجيات الأساسيّة و الكماليّة أيضا. العنصر الوحيد المتبقّي من أجل القيام بهذا التحوّل هو '' العالميّ البديل ''. و من أجل إيجاد هذا النظام العالميّ البديل، نحتاج أن نعترف بأنّ النظام العالميّ القائم غير صالح.

تحويل العالم إلى نظام عالميّ بديل يكفل الحقوق الفرديّة للأفراد يعني أنّنا سنتخلصّ ليس من الفقر فقط، بل من كلّ الأمراض التي ينتجها الفقر مثل الإرهاب، السرقة، الاغتصاب، الأميّة، الطلاق، أطفال الشوارع. الفقر مسؤول عن أزيد من 90% من المشاكل التي تعاني منها الهومو سابيانس. من أجل التخلّص من هذه المشاكل، يجب التخلّص من الفقر، و لأجل التخلّص من الفقر، يجب التخلّص من النظام العالمي القائم الذي أنتج لنا هذا الفقر.

عموما، انا اجد ما تقوم بة الهند للقضاء علي الفقر شيئ جيد...

لقد ذكرت لك سابقا بأنّ الذي تسمّيه أنت فقرا ليس فقرا من الأساس، بل هو خطّ الحياة. الهند تقضي على من يموتون بسبب الجوع، ربّما، و هذا ما يسمّى في الأدبيّات اليساريّة بالفُتات. بمعنى أنّ التطوّر الهائل في وسائل الإنتاج التي يملكها الرأسماليّون قد رفع نسبة الفُتاتْ التي تصل إلى الفقراء، بحيث حدّ هذا الأمر من موت الناس بسبب الجوع. لاحظ أنّ التطوّر الهائل في وسائل الإنتاج بإمكانه القضاء على الفقر إطلاقا في ظلّ نظام عالميّ بديل، لكنّ في النظام القائم، بالكاد أنقذ الناس من الموت جوعا. و هذا ما تسمّيه أنت بخطّ الفقر، في حين أنّ هذا خطٌّ للحياة. و كما قلنا سابقا، خطّ الحياة يتحقّق في المملكة الحيوانيّة دون الاضطرار إلى أيّ تنظيم و دون الحاجة إلى أيّ وسيلة من وسائل الإنتاج، فإذا كان هذا أفضل ما قدر عليه نظامُك الرأسماليّ، فهذا يعني بأنّ الحيوانات تستطيع تدبير نفسها أفضل من الإنسان في ظلّ النظام الرأسماليّ. أي إنّ المملكة الحيوانيّة أفضل من المملكة الإنسانيّة تحت سيطرة الرأسماليّين. على الأقلّ في مملكة الحيوانات تستطيع أكل العشب دون مصادرة من أحد.

لا ادري ما الهدف من اعلان فشل النظام الجالي بدون تقديم بديل موضوعي قادر علي التغير والتطور مثل النظام الحالي؟

كما قلت لك، أهمّية الاعتراف بفشل النظام العالميّ القائم تكمن في كونها تفتح باب السؤال حول آلنظام البديل الممكن و الأفضل. ألا ترى أنّك تعاني دغمائيّة لابنيزيّة في قولك بأنّ النظام القائم هو أفضل ما لدينا؟ الإنسان استطاع التغلّب على ملايين المشاكل عبر التاريخ، ملايين الأزمات و الحروب و الرزايا، و حينما يتعلّق الأمر بعالم مليء بالأمراض و الحروب و الفقر الناتج عن شيء اسمه '' الملكيّة الخاصّة '' تصمت و تقول بأنّه أفضل ما لديك؟ هذا لا يختلف عن قول غوتفريد لايبنيز بأنّ العالم الذي نعيش فيه هو أفضل العوالم الممكنة إطلاقا، و بأنّ الله لا يستطيع أن يخلق عالم أفضل من هذا العالم. طبعا كان ردّ فولتير معروفا في رائعته الساخرة '' كانديد '' Candide و الذي سخر فيه كثيرا من آراء لايبنيز. القول بأنّ هذا العالم البائس هو أفضل العوالم الممكنة هو ضربٌ من الانهزاميّة، و هو ضرب من الانتظاريّة كذلك، و هو ضرب من الاتّكاليّة زد على ذلك! إنّه ضرب من المشاعر السلبيّة تجاه الإنسان و انعدام الثقة في العقل البشريّ. إذا كنت تختار أن ترقد أنت، أنا أختار أن أعمل من أجل غد أفضل! قد أكون حالما، لكنّني لست الوحيد كما تعرف، لديّ رفاق في كلّ بقعة حول العالم، رفاقي هم الفقراء و المضطهدون و العمّال و الفّلاحون و باقي طبقات و فئات المجتمع المقهورين. أنا لست مسؤولا عن شخصيّتي الغاضبة و الثائرة و الساخطة و اللاعنة لهذا الواقع، لأنّني لست من خلق هذا الواقع، بل نظامك هو الذي خلق هذا الواقع المرير الذي يخلق ساخطين و غاضبين مثلي!

الهند لديها طموح للقضاء علي الفقر في خلال 16 عام؟

هذه مزحة العام! الهند لن تقضي على الفقر لا اليوم و لا غدا! قد تقضي على من يموتون جوعا، ربّما! لكنّها لن تقضي على الفقر بمعناه الحقيقيّ الذي لا يخدم أهداف مشروع الألفيّة و لا باقي المشاريع التي تروم مسخ الواقع. على العموم، كما قلت لك، إحصائيّات البنك الدوليّ مرفوضة و لا حاجة للإتيان بها، و إحصائيّات الحكومة الهنديّة مرفوضة من قبل الشعب الهنديّ و لا داعي للإتيان بها. بدل ذلك، يمكنك أن تقرأ لعلماء اقتصاد هنديّين يعالجون ظاهرة ازدياد الفقر في الهند، بعيدا عن رجع الصدى الحكوميّ الذي يخدم مصالح الشركات الكبرى.

في مقاله '' دروس من التجربة الهنديّة ''، يعالج عالم الاقتصاد الهنديّ برابهات باتناييك Prabhat Ptanaik ظاهرة ازدياد الفقر و في الهند و يشير إليها بوضوح فاضحا الترقيعات الحكوميّة و الأمميّة لهذا العار القائم في دولة الهند:

International experience clearly shows that if we plot per capita real income on one axis and per capita foodgrain consumption on the other, taking both direct and indirect consumption together (the latter via processed food and animal feed), then foodgrain consumption rises with income until a fairly high level of income (much higher than what the bulk of Indians earn) and then flattens out. And the same is true of calorie intake as well. And what is more, income seems to be the main determinant of foodgrain consumption, explaining the bulk of observed differences across countries; no other variable (except by inference income distribution within countries) appears to matter much. It is a clear law therefore, observable everywhere in the world, that if people's income rises their total foodgrain consumption, and calorie intake, also rises, until it flattens out at a high level of income. It follows that if we find in some country over some period a decline in calorie intake and also in foodgrain consumption per capita (on which we have unambiguous official data in India), then the bulk of the people must be actually becoming worse off, i.e. poorer, in that country over that period.

Putting it differently, if we have a country where the rise in per capita real income is accompanied by a decline in per capita foodgrain intake, then it must be that the income distribution within that country is worsening over that period, to a point where the bulk of the population is becoming absolutely worse off even as the per capita income, which is a mere average for all, is rising. This is exactly what has been happening in India during the last twenty years. And this constitutes a puzzle which bourgeois development theory simply cannot explain.

http://mrzine.monthlyreview.org/2011/patnaik290811.html

لذلك و بناءًا على كلّ الأسس السابقة '' تشويه التعريف، إحصائيّات مكذوبة، رفض شعبيّ للتعريف '' سأرفض إحصائيّات البنك الدوليّ و الحكومة الهنديّة، لأنّها إحصائيّات تخضم أهداف هذه المؤسّسات و مشاريعها كما قلنا. فما هو السبب الذي يجعل ترفض إحصائيّاتي و مراجعي؟ لأنّني أستشهد بالشعب الهنديّ، بالواقع الهنديّ، و أنت تستشهد بالأوراق الرسميّة و المؤسّسات البيروقراطيّة؟

أذا ما الداعي للنقاش... العالم يتآمر علينا... علينا بالعيش حاقدين ولعن الآخرين، بسبب التآمر علينا...

للأسف، هذا هي التهمة التي تلصق بكلّ من يوصّف الواقع و يتّهم من، يستحقّ الاتّهام. هي ليست مؤامرة، هي مصالح مشتركة. ليس الأمر عجيبا و لا غريبا. مالكو وسائل الإنتاج لديهم مصالح مشتركة في استغلال العمّال و الفلّاحين، و أنا لديّ مصالح مشتركة مع الفلّاحين و العمّال في قلب هذا النظام الاستغلاليّ. أين الغريب في الأمر؟ و ما تحدّث عن أيّة مؤامرة؟

[مُنْشقّ]

إذا لم يكن لدى الزميل إبراهيم اعتراض حول النقطة أعلاه. نستطيع العودة قليلا إلى موضوعنا الأساسيّ!

[Skeptic]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنْشقّ

إذا لم يكن لدى الزميل إبراهيم اعتراض حول النقطة أعلاه. نستطيع العودة قليلا إلى موضوعنا الأساسيّ!

بالطبع، الهند ليس بها نمو اقتصادي ولكن يزداد بها الفقر تماما كما ذكرت بالاراء الشخصية التي قدمتها...
ياتري ما هو الحل؟ ما هو النظام الذي يستطيع ان يقضي علي الفقر هناك في نظرك؟

سؤال مهم:
هل تعقتد بان الحكومة الهندية تحسن مستوي معيشة مواطنيها طمعا وحبا لله مثل موائد الرحمان في الشرق الاوسط؟
الحكومة هناك، كدولة علمانية ديموقرطية يعتمد بقائها علي تحسين مستوي معيشة المواطنين (ليس هناك شعارات ممكن تضحك بها علي الناس)..
ايضا الاقتصاد يعتمد علي الاستهلاك... لا يوجد اقتصاد بدون استهلاك.. الاستهلاك هو سبب الأ فون والاي باد، والابتوت، وغيرة من الاشياء التي صرنا نعتمد عليها لم تكن تحدث بدون استهلاك.. عندما تحسن مستوي المواطنين يزيد الاستهلاك ويزيد الصناعة ويتحسن مستوي المواطنين اكثر...
لقد ذكرت مرارا بنموذج فورد، صاحب شركة السيارات...
ايضا كينسيان، ونظريتة في الاقتصاد...
المهم كنيسان اتي في القرن الماضي في حالة الركود الاقتصادي في الثلاثينيات القرن الماضي، وحاولت الحكومات كافة الطرق للخروج من الازمة الاقتصادية التي كانت السبب في الحرب العالمية الثانية.. عموما كنسيان حلها عن طريق الصرف الحكومي.. الحكومة تصرف اموال للمواطنين كمعاش بطالة او مشاريع تشغل بها الناس هذا يؤدي الي زيادة الاستهلاك والنمو الاقتصادي، وهكذا اخرج العالم من الركود الاقتصادي...
ايضا فورد قام بزيادة رواتب العمال وهذا ادي الي العمال قاموا بشراء سيارات وبالتالي صار هناك سوق للسيارة ونجح مشروعة...
كما ذكر آدم سميث، الخباز لا يخبز الخبز حبا في الآخرين ولكن حبا في نفسة....
كذلك الحكومة الهندية لا تحاول القضاء علي الفقر حبا في الشعب الهندي ولكن حبا في نفسها...
لو فهم ذلك، لتخطينا حاجز الشعارات...
تحياتي

[Skeptic]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنْشقّ

أنا لا أنكر هذا! هذا هو النموّ الاقتصاديّ تماما، ظهور معامل عملاقة، بناء مراكز ضخمة للتجارة و الحوسبة، بناء موانئ عملاقة، بناء مطارات عملاقة، تقنيات هائلة في كثير من الأحيان. تستطيع أن تضيف الكثير من المميّزات إلى هذا القائمة التي تصف النموّ الاقتصاديّ، و أنا لن أختلف معك بتاتا حول هذا الأمر! لكنّك لن تجد ميزة واحدة تتحدّث عن الإنسان! أو تصف تغيّرا أو تحسّنا في حياة الإنسان. لأنّ الاقتصاد الليبيراليّ يقوم ببناء كلّ هذه المنشآت الضخمة و الطرق من أجل المنفعة الخاصّة و ليس من أجل المنفعة العامّة. فلنأخذ بناء الطريق مثالا، عن طريق استعمال الحواسّ المحضة سيخرج الإنسان باستنتاج أنّ الهند تشهد تطوّرا، لأنّ منطقة في ضاحيّة نيوديلهي كانت مليئة بالمباني الرثّة و الآن صارت طريقا وطنيّة ضخمة. لكنّ قليلا من التنقيب في هذا الأمر سيكشف لنا بأنّ الإنسان الهنديّ، في ظلّ النظامّ الرأسماليّ النيوليبراليّ، يجب عليه أن يدفع مبلغا معيّنا لكي يمرّ من الطريق التي تمّ إنشاؤها، و إذا رفض أن يدفع هذا المبلغ، فليستعمل الطريق التابعة للقطاع العامّ، و التي تملؤها الحفرُ. بمعنى آخر و بكلمات أكثر تبسيطا: الطرُقُ التي رأيتها في الهند هي طرقٌ لاستنزاف الشعب و الاستثمار فيه، إنّها هي ليست هبة مجّانيّة للشعب، و لكن عليك أن تدفع ضريبة لتمرّ عبرها. و هذا ينطبق على الموانئ و المطارات و المباني العملاقة الجديدة. المسؤولون عن بناء هذه المشاريع و الأوراش الكبرى لم يفعلوا هذا من أجل عيون الشعب، و لكن لكي يستنزفوا الشعب لمصلحتهم الخاصّة. و بكلمات أخرى مجدّدا: إنّ ما رأيته في الهند هو تأكيد لكلامي: فأنت رأيت مؤسّسات و شركات عملاقة تساهم في تفقير الشعب و و تجويعه و حلب دخله الفرديّ نقطة نقطة.

تحياتي للجميع
الزميل مُنْشقّ، الاسلام كون فكرة عن العمل المجاني وقصص مثل بكاء عمر وكيف انك كنت تشتم رائحة الشواء لكبد ابي بكر من كثرة البكاء وغيرة...
هذا جميل، ليس لدي اعتراض علية، ولكن الواقع هو ان الشعب المصري مثلا، قبل الحكم الاسلامي كان تعدادة 10 مليون نسمة، وعندما دخل نابليون مصر كان التعداد لا يتعدي ال 3 مليون نسمة...
نعم عمر بكي وغيرة، ولكن لم يفيد حال الشعب...
اتفق معك تماما تلك المشاريع ليست حبا في الشعب الهندي، ولكن الحكومة تحب نفسها، تحب ان تستمر في الحكم، وتحسين مستوي حياة المواطنين هي الطريقة الوحيدة المتاحة للحكومة...
نعم اتفق معك تماما علي ذلك... لا أعتراض...
ايضا لم ادعي بان الحكومة حلت الفقر وغيرة، هي لديها مشروع للقضاء علي الفقر، وتحاول جاهدة...

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنْشقّ

حتّى الحيوان يستطيع الاستمرار في الحياة باعتماده على الأساسيّات فقط. إذا كنت تتحدّث عن خطّ الفقر باعتباره خطّا للحياة، فيجب عليك أن تشير إلى هذا. أن أعتقد بأنّ هناك فرقا بين خطّ الفقر و خطّ الحياة. و إذا كنت ترى بأنّ خطّ الفقر هو نفسه خطّ الحياة فهذه حيونةٌ للإنسان و إهانة له مجدّدا. لأنّ الذي يجعل من الإنسان إنسانا حقيقيّا هو قدرته على تحرّره من متطلّباته البطنيّة الحيوانيّة و التعبير عن إنسانيّته في استهلاك و إنتاج الفنّ، في استهلاك و إنتاج العلم، في استهلاك و إنتاج المعرفة. إذا كان الإنسان يكتفي بالمستلزمات التي تبقيه على قيد الحياة، فهو ليس إنسان بل هو محض حيوان يصارع من أجل البقاء على قيد الحياة، بل الحيوان أفضل منه في الكثير من الدول.

نعم حوالي 10% من سكان الهند حاليا يعيشون علي الكفاف... ولكن نسبة كبيرة تعيش في حالة جيدة..انت تلجأ لمقالات قديمة، واراء شخصية قديمة....
الوضع تغير كثيرا منذ 2010، حدث تغير كبير وسريع...

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنْشقّ

المسؤول عن هذا الوضع هو النظام العالميّ القائم، و الاعتراف بهذه الحقيقة هي أوّل خطوة نحو معالجة المشكل. حينها سنبحث عن الوضع الأفضل للإنسان، المهمّ هو أن نعترف بأنّ النظام العالميّ القائم قد جعل الإنسان في مرتبة دون الحيوان.

الهند فقيرة قبل النظام العالمي الحالي، قبل احتلال انجلترا كانت تحت قبضة المسلمين وكانوا يبيدون الهندوس، النظام العالمي ليس مسؤول عن عدد سكان الهند حاليا، وقلة الموارد الطبيعية لدي الهند...
الهند ليس لديها بترول مثل السعودية مثلا...
الهند بدات بعدد سكان كبير وفقر شديد وامية شديدة (كانت اسوء حالا من مصر) حاليا الوضع مختلف...

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنْشقّ

في حين أنّ أسيادهم الرأسماليّين الكبار يفسدون أطنان اللحوم و الخضار و الموادّ الغذائيّة لمجرّد حماية مصالحهم الشخصيّة. بأيّ حقّ تشرعن و تجيز لشخص أكل و إتلاف الطعام، و في الوقت نفسه ترى أنّه من الطبيعيّ لإنسان آخر ينتمي إلى الهومو سابيانس أن يأكل رغيفا واحدا في اليوم؟

ربما لا تدرك ذلك، ولكن الهندوس لا يأكلون اللحم، طعامهم نباتي.. لدي في العمل اكثر من انسانة هندوسية، ولا يأكلن اللحم ابدا (راتبهم عالي يستطعون ذلك) ولقد ذهبت لمنازل بعضهم في حفلات لا لحوم، واكل نباتي مليئ بالتوابل والبهارات.. حار جدا...

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنْشقّ

المشكلة تكمن في أنّ كون العامل الهنديّ يقتات على رغيف واحد في اليوم ليس ناتجا عن قلّة الموارد، و لا عن ضعف في وسائل الإنتاج، لأنّ المصادر الطبيعيّة للكرة الأرضيّة، و وسائل الإنتاج الحديثة، و قوّة عمل الملايين من البشر تستطيع إنتاج ما يكفي من الغذاء لملايين الأشخاص و بوفرة. لكن مع أنّنا نملك الأساس لهذا الأمر و المتمثّل في المصادر الطبيعيّة، التقنيّة اللازمة، اليد العاملة اللازمة، إلّا أنّ الجوع و ا لفقر لا زال في ازدياد مطرد، فقط لأنّ حفنة من كبار الرأسماليّين في العالم تقدّر بأقلّ من 1% من سكّان الأرض تسيطر على أكثر من 90 % من ثروات العالم. ألا يوحي لك هذا بأيّ حلّ؟ بأيّ بديل؟ بأيّ مقترح؟ بأيّ غضب؟

نعم هذا صحيح، ولكن كما ذكر الزميل شاكي قانون zipf دائما نجد 20% يسيطرون علي غالبية القرار.. هناك ابحاث علمية كثيرة في الاقتصاد (هو علم وله جائزة نوبل، ومبني علي الاحصاء والرياضيات) تؤكد اهمية وجود skew لincome distribution وهذا شيئ طبقا لما قرأت مفيد، يشجع علي الابتكار...

هناك ابحاث عديدة عن لماذا بعض الافراد اغنياء:http://www.businessinsider.com.au/ri...16-4?r=US&IR=T

كما تري، يفكرون لانفسهم، ويفكرون للمستقبل، ويأخذون القرار وينفزونة،
والاهم: Rich people don’t follow the herd
لا يسيرون كا القطيع...
ليس كل الناس هكذا، هناك من لا يأخذ مخاطرة، وهناك من ياخذ مخاطرة وينجح...
النظام الرأسمالي مبني علي مجازاة المخاطرة، المخاطرة هي من يأتي بالجديد...
وجود هذا الskew هو مهم بسبب اهمية المخاطرة...

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنْشقّ

نملك التقنيّة، نملك المصادر الطبيعيّة، نملك اليد العاملة، و هذه العناصر الأساسيّة من أجل ينعم كلّ إنسان على وجه الأرض بحاجيات الأساسيّة و الكماليّة أيضا. العنصر الوحيد المتبقّي من أجل القيام بهذا التحوّل هو '' العالميّ البديل ''. و من أجل إيجاد هذا النظام العالميّ البديل، نحتاج أن نعترف بأنّ النظام العالميّ القائم غير صالح.

تحويل العالم إلى نظام عالميّ بديل يكفل الحقوق الفرديّة للأفراد يعني أنّنا سنتخلصّ ليس من الفقر فقط، بل من كلّ الأمراض التي ينتجها الفقر مثل الإرهاب، السرقة، الاغتصاب، الأميّة، الطلاق، أطفال الشوارع. الفقر مسؤول عن أزيد من 90% من المشاكل التي تعاني منها الهومو سابيانس. من أجل التخلّص من هذه المشاكل، يجب التخلّص من الفقر، و لأجل التخلّص من الفقر، يجب التخلّص من النظام العالمي القائم الذي أنتج لنا هذا الفقر.

في الحقيقة لا نملك تلك المصادر لجعل كل الناس اغنياء بسيارات وغيرة.. وفكر جيدا في تاثير ذلك علي الطبيعة، وفكر جيدا في كيف يدفع الناس للعمل...
النظام الحالي ليس مثالي، ولكن يحترم حقوق الافراد.. وهذا بداية ممتاذة، النظام الحالي ليس جامدا، ولكن متغير وقادر علي التغيير...

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنْشقّ

لقد ذكرت لك سابقا بأنّ الذي تسمّيه أنت فقرا ليس فقرا من الأساس، بل هو خطّ الحياة. الهند تقضي على من يموتون بسبب الجوع، ربّما، و هذا ما يسمّى في الأدبيّات اليساريّة بالفُتات. بمعنى أنّ التطوّر الهائل في وسائل الإنتاج التي يملكها الرأسماليّون قد رفع نسبة الفُتاتْ التي تصل إلى الفقراء، بحيث حدّ هذا الأمر من موت الناس بسبب الجوع. لاحظ أنّ التطوّر الهائل في وسائل الإنتاج بإمكانه القضاء على الفقر إطلاقا في ظلّ نظام عالميّ بديل، لكنّ في النظام القائم، بالكاد أنقذ الناس من الموت جوعا. و هذا ما تسمّيه أنت بخطّ الفقر، في حين أنّ هذا خطٌّ للحياة. و كما قلنا سابقا، خطّ الحياة يتحقّق في المملكة الحيوانيّة دون الاضطرار إلى أيّ تنظيم و دون الحاجة إلى أيّ وسيلة من وسائل الإنتاج، فإذا كان هذا أفضل ما قدر عليه نظامُك الرأسماليّ، فهذا يعني بأنّ الحيوانات تستطيع تدبير نفسها أفضل من الإنسان في ظلّ النظام الرأسماليّ. أي إنّ المملكة الحيوانيّة أفضل من المملكة الإنسانيّة تحت سيطرة الرأسماليّين. على الأقلّ في مملكة الحيوانات تستطيع أكل العشب دون مصادرة من أحد.

لدينا نظم تتعامل بتلك الشعارات مثل فينزويلا وغيرهم.. شاهد متاجر خاوية: http://www.bbc.com/news/blogs-trending-30710014
النظم العقائدية بها مشكلة، انها تؤدي الي احتكار السياسة والاقتصاد بيد فئة صغيرة...
النظم العقائدية لا تحترم الحرية الشخصية...
لقد قدمت من قبل السمات الرأيسية للنظام الطبيعي:
من أستقرائنا للطبيعة، بأمكاننا أستقراء 5 عمليات طبيعية تحدث بأستمرار:
1. Conformity وهو ما يحدث من تكرار للسابق
2. Innovation or Mutation وهو تغير بسيط يحدث،
3. Inner Group Competition وهو الصراع بين افراد المجموعة...
4. Evaluation وهو مرحلة التقييم لما يحدث...
5. Resource Shifting وهو مرحلة اعادة توزيع الموارد....

النظام الحالي يشجع علي الانفراد والحرية الشخصية وحرية الابتكار، وبه كل سمات النظام الطبيعي...

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنْشقّ

هذه مزحة العام! الهند لن تقضي على الفقر لا اليوم و لا غدا! قد تقضي على من يموتون جوعا، ربّما! لكنّها لن تقضي على الفقر بمعناه الحقيقيّ الذي لا يخدم أهداف مشروع الألفيّة و لا باقي المشاريع التي تروم مسخ الواقع. على العموم، كما قلت لك، إحصائيّات البنك الدوليّ مرفوضة و لا حاجة للإتيان بها، و إحصائيّات الحكومة الهنديّة مرفوضة من قبل الشعب الهنديّ و لا داعي للإتيان بها. بدل ذلك، يمكنك أن تقرأ لعلماء اقتصاد هنديّين يعالجون ظاهرة ازدياد الفقر في الهند، بعيدا عن رجع الصدى الحكوميّ الذي يخدم مصالح الشركات الكبرى.

في مقاله '' دروس من التجربة الهنديّة ''، يعالج عالم الاقتصاد الهنديّ برابهات باتناييك Prabhat Ptanaik ظاهرة ازدياد الفقر و في الهند و يشير إليها بوضوح فاضحا الترقيعات الحكوميّة و الأمميّة لهذا العار القائم في دولة الهند:

International experience clearly shows that if we plot per capita real income on one axis and per capita foodgrain consumption on the other, taking both direct and indirect consumption together (the latter via processed food and animal feed), then foodgrain consumption rises with income until a fairly high level of income (much higher than what the bulk of Indians earn) and then flattens out. And the same is true of calorie intake as well. And what is more, income seems to be the main determinant of foodgrain consumption, explaining the bulk of observed differences across countries; no other variable (except by inference income distribution within countries) appears to matter much. It is a clear law therefore, observable everywhere in the world, that if people's income rises their total foodgrain consumption, and calorie intake, also rises, until it flattens out at a high level of income. It follows that if we find in some country over some period a decline in calorie intake and also in foodgrain consumption per capita (on which we have unambiguous official data in India), then the bulk of the people must be actually becoming worse off, i.e. poorer, in that country over that period.

Putting it differently, if we have a country where the rise in per capita real income is accompanied by a decline in per capita foodgrain intake, then it must be that the income distribution within that country is worsening over that period, to a point where the bulk of the population is becoming absolutely worse off even as the per capita income, which is a mere average for all, is rising. This is exactly what has been happening in India during the last twenty years. And this constitutes a puzzle which bourgeois development theory simply cannot explain.

http://mrzine.monthlyreview.org/2011/patnaik290811.html

لذلك و بناءًا على كلّ الأسس السابقة '' تشويه التعريف، إحصائيّات مكذوبة، رفض شعبيّ للتعريف '' سأرفض إحصائيّات البنك الدوليّ و الحكومة الهنديّة، لأنّها إحصائيّات تخضم أهداف هذه المؤسّسات و مشاريعها كما قلنا. فما هو السبب الذي يجعل ترفض إحصائيّاتي و مراجعي؟ لأنّني أستشهد بالشعب الهنديّ، بالواقع الهنديّ، و أنت تستشهد بالأوراق الرسميّة و المؤسّسات البيروقراطيّة؟

الزميل كما ذكرت مرارا انت تعتمد علي مصادر قديمة....
هناك تغير كبير بعد 2010، نعم تلك المقالة في عام 2011 ولكن الحال حاليا افضل بكثير من ذلك العام في الهند...
تحياتي

[Skeptic]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنْشقّ

إذا لم يكن لدى الزميل إبراهيم اعتراض حول النقطة أعلاه. نستطيع العودة قليلا إلى موضوعنا الأساسيّ!

الزميل مُنْشقّ
هل لديك مصادر حديثة؟
كل المصادر التي قدمتها قديمة، هناك تغيير جزري بدأ منذ عام 2010 في الهند، وفي كل عام يحدث تغيير كبير (ملحوظ) عن السابق..
لو لديك ابحاث او مقالات توضح بان الفقر يزداد في الهند وتكون حديثة العام الحالي او السابق علي الاكثر، فهذا يحل المشكلة...
تحياتي

[مُنْشقّ]

الزميل كما ذكرت مرارا انت تعتمد علي مصادر قديمة....
كل المصادر التي قدمتها قديمة، هناك تغيير جزري بدأ منذ عام 2010 في الهند، وفي كل عام يحدث تغيير كبير (ملحوظ) عن السابق..

مقال برابهات باتناييك يعود لسنة 2011، أي منذ أربع سنوات و نصف. و هذه مدّة قصيرة و غير كافيّة لتغيير الاقتصاد إلّا بشكل طفيف. الهند تعتمد سياسة الاقتصاد الليبرياليّ منذ سنة 1991، أي منذ 25 و عشرين سنة، فإذا كان الاقتصاد الهنديّ لم يفعل طوال هذه المدّة سوى زيادة عدد الفقراء، فهل تتوقّع من هذا الاقتصاد أيّ جديد في أربع سنوات؟



هذا الجدول يوضّح التغيّرات التي طرأت على الاقتصاد الهنديّ منذ سنة 2011 إلى سنة 2015، كما ترى ليست هناك تغيّرات جوهريّة كما تقول. النموّ الاقتصادي في غضون أربع سنوات لم يتعدَّ 0.5 %، مع تراجع ملحوظ في سنة 2012، كذلك فإنّ الدين الخارجي ارتفع من 19% من إجماليّ الناتج الداخليّ الخام في سنة 2011، ليصبح 23% في سنة 2015. هل هذا هو التغيّر الجذريّ الذي تتحدّث عنه في الهند؟

المصدر

السياسة الاقتصاديّة النيوليبرياليّة التي تنتهجها الهند منذ سنة 1991 لم تقدّم شيئا سوى تكديس عدد الفقراء و زيادتهم، و قد كان الأمر واضحا من خلالات مقالات كثيرة لعالم الاقتصاد الهنديّ برابهات. لا تعوّل على أربع سنوات عجاف إذا لم كان الاقتصاد الهنديّ لم يفعل شيئا في عشرين سنة!

[Skeptic]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنْشقّ

مقال برابهات باتناييك يعود لسنة 2011، أي منذ أربع سنوات و نصف. و هذه مدّة قصيرة و غير كافيّة لتغيير الاقتصاد إلّا بشكل طفيف. الهند تعتمد سياسة الاقتصاد الليبرياليّ منذ سنة 1991، أي منذ 25 و عشرين سنة، فإذا كان الاقتصاد الهنديّ لم يفعل طوال هذه المدّة سوى زيادة عدد الفقراء، فهل تتوقّع من هذا الاقتصاد أيّ جديد في أربع سنوات؟



هذا الجدول يوضّح التغيّرات التي طرأت على الاقتصاد الهنديّ منذ سنة 2011 إلى سنة 2015، كما ترى ليست هناك تغيّرات جوهريّة كما تقول. النموّ الاقتصادي في غضون أربع سنوات لم يتعدَّ 0.5 %، مع تراجع ملحوظ في سنة 2012، كذلك فإنّ الدين الخارجي ارتفع من 19% من إجماليّ الناتج الداخليّ الخام في سنة 2011، ليصبح 23% في سنة 2015. هل هذا هو التغيّر الجذريّ الذي تتحدّث عنه في الهند؟

المصدر

السياسة الاقتصاديّة النيوليبرياليّة التي تنتهجها الهند منذ سنة 1991 لم تقدّم شيئا سوى تكديس عدد الفقراء و زيادتهم، و قد كان الأمر واضحا من خلالات مقالات كثيرة لعالم الاقتصاد الهنديّ برابهات. لا تعوّل على أربع سنوات عجاف إذا لم كان الاقتصاد الهنديّ لم يفعل شيئا في عشرين سنة!

الزميل مُنْشقّ
عام 2011 الدخل القومي: 1,857
عام 2014 الدخل القومي: 2,044
في ثلاثة اعوام زاد بمعدل: (2044-1857)/1857 = 10%
وليس 0.5 %....
شاهد الارقام جيدا...
تجد مثلا الدخل القومي لكل فرد، زاد من 1,534 في عام 2011 الي 1,623 في عام 2014
الكثير من الاشياء الأيجابية، بين 2011 و2014 شاهد الأرقام جيدا....

في الحقيقة انا قابلت الكثير من الهنود، واعمل مع الكثير منهم ولذلك انا اندهش من فكرتك بان الهند يزداد بها الفقر والبطالة وبها انهيار اقتصادي مثل الدول الشمولية الاسلامية....
ما في الارقام التي قمت بالاستشهاد بها يدل علي ازدياد الفقر في الهند؟
نعم الدخل القومي قل في عام 2012 (تغير الحكومة) ولكن الهند مازالت تشهد تحولات ايجابية سريعة...
لقد ذهبت للهند قديما في مؤتمر ونعم كان بها قذارة، وبها فقراء كثيرون (قبل عام 2000) وخاصة في المناطق البعيدة.. لكن الوضع تغير تماما...
كان لي زميل من الهند، وكان يتحدث عن والدة لدية مثل مزارع، ويعاني من اجل الحصول علي عمال بسبب ان الحكومة تعطي العامل 300 روبية في اليوم (حوالي 4.5$) من اجل اعمال بسيطة في الشارع وأغلب العمال هذا مبلغ كافي ولا حاجة للعمل بعد ذلك... لذلك والدة يجب علية دفع مبلغ اكبر من ذلك من اجل جزب العمال...
الهند حاليا تفتح الطرق السريعة بين المدن البعيدة، وهناك تنمية هائلة في فتح محطات الطاقة حتي في المناطق النائية.. ربما لا تدرك مدي كبر الهند، وخاصة وعورة المناطق في الجنوب...
نعم الهند لم تقضي علي الفقر، ونعم النظام العلماني الديموقراطي ليس نظام مثالي، ولكن ما اراة من النتائج الايجابية في الهند، انه افضل ما لدينا...

الاقتصاد ليس علوم عقلية، او غيرة، هو علوم تجريبية، يعتمد علي التجربة، والمشاهدة...
1. الهند بها قانون قوي، وحكومة معينة بواسطة المواطنين،
2. هناك تحسن في مستوي معيشة المواطنين بطريقة اضطرادية واضحة، بالرغم من زيادة عدد السكان والكمية الرهيبة لعدد السكان، وانعدام وجود موارد مثل الطاقة وغيرة
3. هناك استقرار بين الطوائف المختلفة في الهند، حكمها هندوسي ومسلم وسيخيي،
4. هناك زيادة مستمرة للاستثمار في الهند.. شاهد التضخم كان 9 في عام 2011 (لذلك تجد الحديث عن زيادة الاسعار اعلي من زيادة الدخل) ولكن في عام 2015 تجدها اقل من 5 وهذا معقول في دولة نامية بها زيادة كبيرة في السكان...
تحياتي

[مُنْشقّ]

عام 2011 الدخل القومي: 1,857
عام 2014 الدخل القومي: 2,044
في ثلاثة اعوام زاد بمعدل: (2044-1857)/1857 = 10%

هذا ازدياد في الناتج الداخليّ الخام، و ليس لهذا الأمر أيّة علاقة بتحسّن أوضاع الإنسان الهنديّ. قلت سابقا بأنّ ازدياد الناتج الداخليّ الخام لا ينجم عنه ازدياد في الاستهلاك، و الدليل هو الجدول نفسُه، لاحظ تراجع القدرة الاستلاكيّة للمواطن الهنديّ بنسبة 3%. و هذا يؤكّد صحّة كلامي طبعا. و هو أنّ ازدياد الناتج الداخليّ الخام ب10% أو حتّى بنسبة 90% لا تأثير له على الوضع المعيشيّ للمواطن أبدا، فإذا كان هناك نموّ اقتصاديّ في الهند، فلماذا تراجع الاستهلاك بنسبة 3 % في المئة؟

لاحظ كذلك تراجع الاستثمار بشكل كبير، من 12.6% في سنة 2011 إلى 4.9% في سنة 2015، و هذا بسبب بروز الاحتكارات الكبرى المسيطرة على السوق الهنديّة.

كذلك، فالنموّ الاقتصاديّ الذي تحدّث عنه لم يرواح نسبة ال 0.5 % منذ سنة 2011، لاحظ جيّدا في خانة ، في سنة 2011 كانت نسبة النموّ: 6.7% ، ثمّ أصبحت 7.2% في سنة 2015، فكم نسبة الازدياد؟

كذلك فإنّ عدد سكّان الهند قد ازداد بنسبة 70 مليون نسمة في غضون أربع السنوات، و هو ما لا تكفيه نسبة 10% من السلع و الخدمات.

الخلاصة: الهند تشهد نموّا اقتصاديّا، أنا متّفق مع هذا، لكنّ هذا النموّ الاقتصاديّ لا يعني أيّ شيء، و لا يعني تحسّنا في الأوضاع المعيشيّة للإنسان الهنديّ، و الدليل هو أنّ هذا النموّ الاقتصاديّ في الهند رافقَهُ انخفاض في استهلاك المواطن الهنديّ للسلع و الخدمات بنسبة 3%، كما رافقه ازدياد في عدد سكّان الهند بنسبة 70 مليون هنديّ، كما رافقه تراجع في الاستثمارات بنسبة 9%. هذا ناهيك عن تراجع نسبة الصادرات الهنديّة و الواردات على حدّ سواء ( يمكنك الرجوع إلى الرابط للاطّلاع على كامل الجدول ).

تجد مثلا الدخل القومي لكل فرد، زاد من 1,534 في عام 2011 الي 1,623 في عام 2014

هذا ما أقصده، إذا كان الدخل الفرديّ قد ازداد فلماذا لا نرى ازديادا في معدّل الاستهلاك؟ الجدول يوضّح أنّ الاستهلاك تراجع بنسبة 3%، و هو ما يؤكّد كلامي السابق. ازدياد الدخل الفرديّ بنسبة 25 دولارا أمريكيّا مرفوقا بنسبة معيّنة من التضخّم جعلت من هذا الازدياد في الدخل فارغا من أيّ معنى.

ما في الارقام التي قمت بالاستشهاد بها يدل علي ازدياد الفقر في الهند؟

لم أستشهد بالجدول على ازدياد الفقر، لكنّني استحضرت الجدول ردّا على كلامك بأنّ تغييرا جذريّا حدث منذ سنة 2011 و إلى حدود 2014، و هو ما ينفيه الجدول. تراجع في نسبة الاستهلاك، تراجع في نسبة الصادرات و الواردات، تراجع في نسبة الاستثمار، ازدياد في عدد السكّان، ازدياد في نسبة الدين الخارجيّ من 19% إلى 23% من إجماليّ الناتج الداخليّ الخام. لا يوجد شيء في الجدول، ذكرتَ النموّ الاقتصاديّ و ازدياد الدخل كمثال على التطوّر الإيجابيّ، لكنّ الأمر عديم المعنى كما ذكرت. النموّ الاقتصاديّ يحدث في بلدان غارقة في الفقر و الدين الخارجيّ، و لا يؤثّر على حياة المواطن. كذلك فالدخل الفرديّ ترافق مع وجود تضخّم بنسبة 4%، لذلك لم يؤثّر هذا الدخل على حياة المواطن، و الدليل هو تراجع نسبة استهلاك المواطن.


لكنّ بعيدا عن كلّ هذه الإحصاءَات، أريد أن أطرح سؤالا من جديد، تجاهلتَه في السابق، و أتمنّى أن تردّ عليه الآن: إذا كانت السياسة الاقتصاديّة في الهند لم تقض على الفقر في أكثر من عشرين سنة، هل تتوقّع منها الآن أن تأتي بجديد؟ لماذا بالضبط في 2011، و لماذا لم تؤتِ هذه السياسة أيّة ثمرة باستثناء ازدياد الفقراء على مدى عشرين سنة من اعتمادها؟