شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة اليهودية ۞ و المسيحية ✟ و العقائد الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 01-20-2019, 06:58 PM يهوذا الأسخريوطي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [41]
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
الصورة الرمزية يهوذا الأسخريوطي
 

يهوذا الأسخريوطي will become famous soon enoughيهوذا الأسخريوطي will become famous soon enough
افتراضي

وسنبدأ بالتحليل بحسب التسلسل الزمني لورود ذكر "موآب" و"الموآبيين" في التوراة: إن أول ذكر لموآب في التوراة يبدأ في سفر التكوين (19) في القصة المُختلقة عن حبل بنات "لوط" من أبيهم (وهي قصة مختلقة من قبل "عزرا" لتشويه نسب الموآبيين كما أوضحنا في "قصص لا شهود عليها" في فصل "تتبّع تحريف "عزرا" الكاتب للتوراة.. خيطٌ فخيط.." من بحثنا "صراع الكهنة").. أما ثاني ذكر لموآب في التوراة فيدخل في تحديد عرضيّ لـ "مديان" و "بلاد موآب" ضمن حدود انتشار ابناء "عيسو" أخو "يعقوب" في "جبل عسير/سعير" نجده في "سفر التكوين" (36 : 8 و 9 و 35) وهو ما يُظهر وجود الموآبيين في أرض "عسير" منذ أيام "عيسو" وأبنائه.. يليه ذكر عرضيّ آخر أثناء الخروج من "مصرايم" بقيادة "يهوه" حيث يرد ذكر "أقوياء موآب" في "سفر الخروج" (15 : 15) (مع احتمال تحريف في هذه الجملة فيما يخص "كنعان") ويرد ذكر "موآب" عرضياً أيضاً كتحديد لموقع في تيه الخارجين من "مصرايم" في "سفر العدد" (21 : 11) يليه مباشرة توضيح غامض مُحرّف بيد "عزرا" ربطاً لموآب بجغرافيا بلاد الشام حيث استبدل الحشبونيين بالأموريين في (21 : من 13 وحتى آخره).. لننتقل إلى الإصحاحات (22 – 23 - 24) من "سفر العدد" (المنسوب لموسى) حيث بلغت تحريفات "عزرا" مبلغها الجسيم الملموس بتخريفاته وقصصه التي لا شهود من بني إسرائيل عليها (راجع ما أوضحنا في "قصص لا شهود عليها" في فصل "تتبّع تحريف "عزرا" الكاتب للتوراة.. خيطٌ فخيط.." من بحثنا "صراع الكهنة") ونظن أن قصة "بلعام بن بعور" مع "بالاق بن صفّور" كما ترد في التوراة هي قصة مختلقة من حيث نسبها بتفاصيلها لـ "بلعام بن بعور"، وأما كون "بالاق بن صفّور" هو ملك "موآب" في ذلك الزمان فهو أمر مشكوك به أيضاً.. لاحظ يد "عزرا" في ما يُقارب توقيعه "إلى هذا اليوم" من حيث الماضي المنسوب لزمن الكاتب: "22: 4 فقال موآب لشيوخ مديان الآن يلحس الجمهور كل ما حولنا كما يلحس الثور خضرة الحقل و كان بالاق بن صفّور ملكاً لموآب في ذلك الزمان".. ومن هنا ينطلق شكنا في كون "بالاق بن صفّور" هو ملك "موآب" في ذلك الزمان، ولكن هذا الشك قد يقودنا إلى فرضية إدخال "عزرا" لهذا الاسم "بالاق" في هذه الإصحاحات.. وذلك لسببين: 1- ملاحظة "عزرا" أن المضمون الأصلي للقصة يكشف صراعاً بين عبادة "إيل" الثور وعبادة "يهوه" البشريّ المُتألّه (حيث سنلاحظ أن "بلعام بن بعور" كان في وحيه أيليّ التوجّه).. 2- لرغبة "عزرا" بتأصيل الخلاف بين الموآبيين وبني إسرائيل منذ زمن "موسى".. فما كان من "عزرا" إلا أن قرر للمرة الأولى الاستفادة من المصدر (ب 1) (الفصل السابق) واقتباس مقطع منه فيه اسم "بالاق" (ملك موآب ولكن في بلاد الشام في زمن الفرس وزمن "زربابل").. ونحن هنا نقول مجدداً ربما أو على الأغلب إن الشعر الموصوف كوحي والمنسوب لبلعام بن بعور في سفر العدد (23 و 24 والدليل ذكر فيها أسر آشور..) هو مأخوذ بأغلبه من قصائد ورؤى المصدر (ب 1) المعاصر للفرس.. أو لنقول أن "عزرا" دمج بين المصدرين: وحي "بلعام بن بعور" (المعاصر لموسى) مع وحي المصدر (ب 1) المعاصر للفرس.. وهنا نحن نعتب على الباحث "كمال الصليبي" إغفاله لمقاطع مهمة في هذا الوحي (واضعاً مكانها ثلاث نقط...)، حين قام بإعادة ترجمته وتحليله في كتابه "خفايا التوراة" في الصفحات (268 و 269 و 270 و 271).. وها هو كامل الوحي، مع المقاطع التي أغفلها الباحث الصليبي، وقد ميزنا ما يُحدد العصر فيها (زمن الفرس و"زربابل" الملك الذي يُرمز له بـ قضيب) مع تلك التي تربط هذا الوحي بالمصدر (ب 1) .. وقد وضعنا خطاً تحت ما يعود حقاً لبلعام بن بعور زمن موسى.. نقرأ في سفر العدد بعد تمييز تحريفات "عزرا" وتمييز ما سيفيدنا لفهم الحقيقة:
"22: 5 فأرسل رسلاً إلى بلعام بن بعور إلى فتور التي على النهر في أرض بني شعبه [ما هذا الغموض!.. لا اسم النهر ولا اسم الأرض ولا اسم الشعب!!.. فقط "فتور"!!!.. ماذا حذفتَ وأخفيتَ يا "عزرا"؟.. نحن نعلم من المصادر العربيّة (عن ابن عباس) أن "بلعام بن بعور/بلعم بن باعوراء" هو من أهل اليمن.. ولكن لماذا حذف وأخفى "عزرا" هذه المعلومات؟!.. لقد أخفاها ربطاً بالمصدر (ب 1)..] ليدعوه قائلاً هوذا شعب قد خرج من مصر [مصرايم..] هوذا قد غشى وجه الأرض و هو مقيم مقابلي..... 23: 7 فنطق بمثله و قال، من أرام ["أرام".. لا "فتور" ولا "اليمن".. إذاً هذا الوحي ليس لبلعام وإنما يعود للمصدر (ب 1) كما سيتضح تالياً..] أتى بي بالاق ملك موآب من جبال المشرق، تعال العن لي يعقوب و هلم اشتم إسرائيل. 23: 8 كيف ألعن من لم يلعنه الله و كيف أشتم من لم يشتمه الرب. 23: 9 إني من رأس الصخور أراه، و من الآكام أبصره، هوذا شعب يسكن وحده، و بين الشعوب لا يُحسب. 23: 10 مَن أحصى تراب يعقوب و ربع إسرائيل بعدد [يقف الاقتباس من المصدر (ب 1).. ونتابع مع كلام "بلعام"..]. لتمت نفسي موت الأبرار و لتكن آخرتي كآخرتهم ..... 23: 18 فنطق بمثله و قال، قم يا بالاق [هذا من تحريف "عزرا".. ولا نعرف الاسم الأصلي بعد..] و اسمع، اصغ إلي يا ابن صفّور. 23: 19 ليس الله إنساناً فيكذب، و لا ابن إنسان فيندم. هل يقول و لا يفعل، أو يتكلم و لا يفي. 23: 20 إني قد أُمرت أن أبارك، فإنه قد بارك فلا أردّه. [يقف كلام "بلعام".. ونتابع الاقتباس من المصدر (ب 1) ليستمر السياق مع الجملة السابقة: "مَن أحصى تراب يعقوب و ربع إسرائيل بعدد"] 23: 21 لم يبصر إثماً في يعقوب، و لا رأى تعباً في إسرائيل. الرب إلهه معه، و هتاف ملك فيه [في زمن بلعام وموسى لم يكن هناك بعد ملك في شعب إسرائيل.. وأما في زمن الفرس فزربابل هو الملك..] . 23: 22 الله أخرجه من مصر. له مثل سرعة الرّئم [هذا المقطع عن "مصرايم" سيتكرر.. ونرجّح أصله لبلعام.. يُفضّل حذفه ليستمر السياق من المصدر (ب 1):"الرب إلهه معه و هتاف ملك فيه"]. 23: 23 إنه ليس عيافة على يعقوب و لا عرافة على إسرائيل. في الوقت يقال عن يعقوب و عن اسرائيل ما فعل الله. 23: 24 هوذا شعب يقوم كلبوة و يرتفع كأسد [لم تنسوا بعد ما لوناه بالأزرق من آخر مقطع من المصدر (ب 1) في آخر الفصل السابق.. قارن أسلوب كاتب المصدر (ب 1) باستخدام هذين الحيوانين..] ، لا ينام حتى يأكل فريسة و يشرب دم قتلى..... 23: 27 فقال بالاق [هذا من تحريف "عزرا".. ولا نعرف الاسم الأصلي بعد..] لبلعام هلم آخذك إلى مكان آخر، عسى أن يصلح في عيني الله ["إيل الثور".. بلعام يعبد "إيل الثور"..] أن تلعنه لي من هناك. 23: 28 فأخذ بالاق [أيضاً تحريف "عزرا".. لا نعرف الاسم الأصلي بعد..] بلعام إلى رأس فغور [سنستفيد من "فغور" لاحقاً..] المشرف على وجه البريّة. 23: 29 فقال بلعام ل بالاق. ابن لي ههنا سبعة مذابح و هيئ لي ههنا سبعة ثيران و سبعة كباش [هذه سبعات "إيل الثور".. بلعام يعبد "إيل الثور" ومجمع الآلهة وليس "يهوه"..]..... 24: 3 فنطق بمثله و قال، وحي بلعام بن بعور، وحي الرجل المفتوح العينين ، 24: 4 وحي الذي يسمع أقوال الله ["إيل الثور"..] ، الذي يرى رؤيا القدير مطروحاً و هو مكشوف العينين [هذا المقطع الذي تحته خط هو من كلام بلعام زمن موسى.. وأما التالي فهو من المصدر (ب 1):] . 24: 5 ما أحسن خيامك يا يعقوب مساكنك يا إسرائيل. 24: 6 كأودية ممتدة كجنّات على نهر كشجرات عود غرسها الرب، كأرزات على مياه 24: 7 يجري ماء من دلائه و يكون زرعه على مياه غزيرة و يتسامى ملكه على أجاج و ترتفع مملكته [المملكة لم تقم في أيام بلعام وموسى ولم تقم في زمن يشوع ولا زمن القضاة، لم تقم حتّى زمن صموئيل وشاول وداود.. وأما في زمن الفرس فالمملكة مُرتقبة مع "زربابل"..]. 24: 8 الله أخرجه من مصر، له مثل سرعة الرّئم [ها هو تكرار مقطع "مصرايم".. يُفضّل حذفه ليستمر السياق من المصدر (ب 1): "يتسامى ملكه على أجاج و ترتفع مملكته"]، يأكل أمماً مضايقيه و يقضم عظامهم و يحطّم سهامه. 24: 9 جثم كأسد ربض كلبوة، من يقيمه [مجدداً تذكروا ما لوناه بالأزرق من آخر مقطع من المصدر (ب 1).. نعود لكلام بلعام: ] ، مباركك مبارك و لاعنك ملعون ..... 24: 15 ثم نطق بمثله و قال، وحي بلعام بن بعور، وحي الرجل المفتوح العينين ، 24: 16 وحي الذي يسمع أقوال الله ["إيل الثور"..] و يعرف معرفة العلي ["إيل الثور"..] الذي يرى رؤيا القدير ساقطاً و هو مكشوف العينين [أيضاً هذا المقطع الذي تحته خط هو من كلام بلعام زمن موسى.. وأما التالي فهو من المصدر (ب 1):] ، 24: 17 أراه و لكن ليس الآن، أبصره و لكن ليس قريباً، يبرز كوكب من يعقوب و يقوم قضيب من إسرائيل ["زربابل" القضيب المُرتقب ليُصبح ملكاً لإسرائيل في الأرض الجديدة في بلاد الشام..] فيحطم طرفي موآب و يهلك كل بني الوغى . 24: 18 و يكون أدوم ميراثاً و يكون سعير أعداؤه ميراثاً [هذا المقطع الذي تحته خط هو من كلام بلعام زمن موسى بدليل "سعير" (عسير).. ولكن يُفضّل حذفه ليستمر السياق من المصدر (ب 1): "يقوم قضيب من إسرائيل"]، و يصنع إسرائيل ببأس [لقد اكتملت قصة القضيب "زربابل" في المصدر (ب 1).. فهو الذي سيصنع إسرائيل ببأس في بلاد الشام.. وللمزيد حول أسلوب مؤلف المصدر (ب 1) باستخدامه لكلاً من "يعقوب" و "إسرائيل" متتالين في جملة واحدة، راجع الجملة (14 : 1) من "سفر إشعياء" ضمن الإصحاح (14 : من 1 وحتى 23) الذي صنفناه مع (13) تحت عنوان "وحي من جهة بابل" المنسوخ من المصدر (ب 1).. نعود الآن إلى وحي بلعام زمن موسى:] ، 24: 19 و يتسلط الذي من يعقوب و يهلك الشارد من مدينةٍ [نظن بأن الأصل كان يُحدد اسم المدينة بـ"شاليم/أورشليم"..] 24: 20 ثم رأى عماليق فنطق بمثله و قال، عماليق أول الشعوب و أما آخرته فإلى الهلاك . 24: 21 ثم رأى القيني ["القينيّ"!.. ربما كان هذا اسم أو لقب ملك موآب.. ولكن حينها يجب أن تكون الترجمة "ثم نظر إلى القيني"..] فنطق بمثله و قال، ليكن مسكنك متيناً و عشك موضوعاً في صخرة . 24: 22 لكن يكون قاين للدمار ["قاين" أو "قين" التي يُنسب لها ملك موآب "القينيّ".. ينقطع وحي "بلعام" المُتقطع هنا.. ونعود للمصدر (ب 1):] حتى متى يستأسرك آشور [عُدنا لزمن ما بعد السبي بدليل "آشور"..]. 24: 23 ثم نطق بمثله و قال آه من يعيش حين يفعل ذلك [تنبه "عزرا" لسهوته بالنسخ وبذكر "آشور" في زمن بلعام وموسى فأضاف "آه من يعيش حين يفعل ذلك".. نبيه!.. ثم يتابع من المصدر (ب 1):] . 24: 24 و تأتي سفن من ناحية كتيم و تخضع آشور و تخضع عابر فهو أيضاً إلى الهلاك [عُدنا لـ "طريق الطاووس" في المصدر (ب 1)، راجع ما حللناه من هذا المصدر في الفصل السابق حول "وحي من جهة صور".. نُرجّح أصل هذه الجملة إلى ما بين (23 : 13) و (23 : 14) من "سفر إشعياء" نسخاً عن المصدر (ب 1)..] 24: 25 ثم قام بلعام و انطلق و رجع إلى مكانه [أين مكانه؟.. "فتور" اليمن.. وليس "آرام" بلاد الشام..] . و بالاق أيضاً ذهب في طريقه [بالاق الموآبي في بلاد الشام أيام الفرس وزربابل.. وهذا من تحريف "عزرا".. وأما لماذا هاجر الموآبيون من العربيّة إلى بلاد الشام فسنفهم ذلك لاحقاً..] "..



:: توقيعي :::
إذا قابلت إيلاً يوم حشرٍ.. فقل للثور ألحدني العميدُ..
رابط لكل الروابط
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
رابط لأهم مواضيعي في المنتدى:
https://www.il7ad.org/vb/showpost.ph...5&postcount=11

للحصول على كتبي المطبوعة أو الألكترونية:
https://www.neelwafurat.com/locate.a...88%D8%B7%D9%8A
  رد مع اقتباس
قديم 01-20-2019, 07:00 PM يهوذا الأسخريوطي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [42]
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
الصورة الرمزية يهوذا الأسخريوطي
 

يهوذا الأسخريوطي will become famous soon enoughيهوذا الأسخريوطي will become famous soon enough
افتراضي

وهنا، لا بد لنا من التوضيح ولو باقتضاب: الموآبيون كانوا يُقيمون في العربيّة قُرب "جبل عسير" (منذ زمن "عيسو" وأبنائه) مروراً بزمن "موسى" و"بلعام" اليمني.. ولقد هاجروا إلى بلاد الشام لأسباب سنفهمها لاحقاً، و كان "بالاق" ملكهم في بلاد الشام أيام الفرس و"زربابل".. ولقد انتقلت معهم أخبار "بلعام بن بعور" إلى بلاد الشام ("دير علا").. "بلعام بن بعور" الرائي العجيب المتكلم مع "إيل ومجمع الآلهة" (وفيهم "بعل" الموجود اسمه في "بلعام" "بعل عام".. ولكن في كل مجمع الآلهة لا وجود لـ "يهوه") والذي يذكر في وحيه الكثير من الحيوانات ولكن لم يذكر لا اللبوة ولا الأسد (راجع المخطوطة على الجبس التي تتحدث عن "بلعام بن بعور" والتي عثر عليها في "دير علا" حيث ستجد "إيل" والعديد من الحيوانات ولكن لا لبوة ولا أسد)..



:: توقيعي :::
إذا قابلت إيلاً يوم حشرٍ.. فقل للثور ألحدني العميدُ..
رابط لكل الروابط
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
رابط لأهم مواضيعي في المنتدى:
https://www.il7ad.org/vb/showpost.ph...5&postcount=11

للحصول على كتبي المطبوعة أو الألكترونية:
https://www.neelwafurat.com/locate.a...88%D8%B7%D9%8A
  رد مع اقتباس
قديم 01-20-2019, 07:03 PM يهوذا الأسخريوطي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [43]
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
الصورة الرمزية يهوذا الأسخريوطي
 

يهوذا الأسخريوطي will become famous soon enoughيهوذا الأسخريوطي will become famous soon enough
افتراضي

وأما ما استطعنا استخلاصه من كلام يعود في أصله للمصدر (ب 1) مما زجه "عزرا" في الإصحاحين السابقين (من "سفر العدد") فهو التالي مُتسلسلاً مترابطاً يصف خيم الوافدين من بابل إلى بلاد الشام في زمن الفرس و"زربابل" و"بالاق" ملك موآب في بلاد الشام:
"من أرام أتى بي بالاق ملك موآب من جبال المشرق، تعال العن لي يعقوب و هلم اشتم إسرائيل. كيف ألعن من لم يلعنه الله و كيف أشتم من لم يشتمه الرب (يهوه). إني من رأس الصخور أراه، و من الآكام أبصره، هوذا شعب يسكن وحده، و بين الشعوب لا يُحسب. مَن أحصى تراب يعقوب و ربع إسرائيل بعدد، لم يبصر إثماً في يعقوب، و لا رأى تعباً في إسرائيل. الرب إلهه معه، و هتاف ملك فيه، إنه ليس عيافة على يعقوب و لا عرافة على إسرائيل. في الوقت يقال عن يعقوب و عن اسرائيل ما فعل الله، هوذا شعب يقوم كلبوة و يرتفع كأسد، لا ينام حتى يأكل فريسة و يشرب دم قتلى….. ما أحسن خيامك يا يعقوب مساكنك يا إسرائيل. كأودية ممتدة كجنّات على نهر كشجرات عود غرسها الرب، كأرزات على مياه، يجري ماء من دلائه و يكون زرعه على مياه غزيرة و يتسامى ملكه على أجاج و ترتفع مملكته….. يأكل أمماً مضايقيه و يقضم عظامهم و يحطّم سهامه. جثم كأسد ربض كلبوة، من يقيمه، أراه و لكن ليس الآن، أبصره و لكن ليس قريباً، يبرز كوكب من يعقوب و يقوم قضيب من إسرائيل و يصنع إسرائيل ببأس. حتى متى يستأسرك آشور..... و تأتي سفن من ناحية كتيم و تخضع آشور و تخضع عابر فهو أيضاً إلى الهلاك....."



:: توقيعي :::
إذا قابلت إيلاً يوم حشرٍ.. فقل للثور ألحدني العميدُ..
رابط لكل الروابط
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
رابط لأهم مواضيعي في المنتدى:
https://www.il7ad.org/vb/showpost.ph...5&postcount=11

للحصول على كتبي المطبوعة أو الألكترونية:
https://www.neelwafurat.com/locate.a...88%D8%B7%D9%8A
  رد مع اقتباس
قديم 01-20-2019, 07:05 PM يهوذا الأسخريوطي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [44]
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
الصورة الرمزية يهوذا الأسخريوطي
 

يهوذا الأسخريوطي will become famous soon enoughيهوذا الأسخريوطي will become famous soon enough
افتراضي

وأما عن موآب العربيّة في فترة موسى وقصّة "بلعام".. فيبدو في الحقيقة أن وحي "بلعام بن بعور" كان أقرب إلى نصيحة (لاحظ تكرار الصياغة "نطق بمَثَله وقال") لملك مديان وليس لملك موآب.. وقد نصحه بجذب بني إسرائيل الذكور بالتزاوج مع بنات مديان تحت راية عبادة "إيل الثور" إله "بلعام" وإله "إسرا إيل" وإله المديانيين (ومنهم "رعو ئيل" حمي موسى).. ويبدو أن "بلعام" كان يعلم بوجود "يهوه" (وابنه "أليعازار") في وسط "بني إسرائيل" (زمن موسى) وهو يسعى جاهداً لتحويل عبادة "إيل" إلى عبادته هو "يهوه".. فحاول "بلعام" بنصيحته هذه سحب البساط من تحت قدمي "يهوه" المُتأله وإعادة بني إسرائيل لعبادة "إيل" الثور.. صراع الكهنة وتجاذب الألهة ("إيل" و "يهوه") للعبيد يطفو على السطح.. فكانت العواقب.. نقرأ ما حدث تالياً في "سفر العدد":
"25: 1 و أقام إسرائيل في شطيم و ابتدأ الشعب يزنون مع بنات موآب [ تحريف بيد "عزرا".. والأصل "بنات مديان".. تابع وستفهم..] 25: 2 فدعون الشعب إلى ذبائح آلهتهن فأكل الشعب و سجدوا لآلهتهن [إله موآب هو "كموش".. ولكن الدعوة للذبائح والسجود كانت للإله "إيل الثور" إله المديانيين بحسب نصيحة "بلعام".. فانساق بني إسرائيل بسهولة وراء إلههم القديم "إيل الثور"..] 25: 3 و تعلق إسرائيل ببعل فغور ["فغور".. ها هو الدليل.. "فغور" حيث بُنيت السبع مذابح بأمر من "بلعام" على "رأس فغور" (راجع المقطع السابق).. فالعبادة هنا ليست لإله الموآبيين "كموش"، ولا لـ "بعل" (فبعل في سياق هذا الكلام تعني "السيد".. "بعل فغور/سيد فغور")، ولا هي قطعاً عبادة للإله البشريّ "يهوه".. هذه العبادة هي حتماً لرئيس مجمع الآلهة "إيل الثور" (صاحب السبعات).. هذه كانت نصيحة "بلعام" لملك مديان.. وجاءت العواقب..] فحمي غضب الرب ["يهوه"..] على إسرائيل 25: 4 فقال الرب ["يهوه"..] لموسى خذ جميع رؤوس الشعب و علقهم للرب ["يهوه"..] مقابل الشمس فيرتد حمو غضب الرب ["يهوه"..] عن إسرائيل 25: 5 فقال موسى لقضاة إسرائيل اقتلوا كل واحد قومه المتعلقين ببعل فغور ["سيّد فغور" (صاحب السبعات) "إيل الثور"..] 25: 6 و إذا رجل من بني إسرائيل جاء و قدّم إلى أخوته المديانية [ها هي المديانيّة وليس الموآبية.. المديانيون قوم "رعوئيل" حمي "موسى".. وهم أيضاً من عبدة "إيل الثور" بدليل "رعو إيل".. ] أمام عيني موسى و أعين كل جماعة بني إسرائيل و هم باكون لدى باب خيمة الاجتماع 25: 7 فلما رأى ذلك فينحاس بن العازار [ابن "يهوه" في الحقيقة (راجع بحثنا "المتاهة الكُبرى).. وفي الظاهر هو:] بن هرون الكاهن قام من وسط الجماعة و أخذ رمحاً بيده 25: 8 و دخل وراء الرجل الإسرائيلي إلى القبة و طعن كليهما الرجل الإسرائيلي و المرأة في بطنها فامتنع الوباء عن بني إسرائيل [وأما الوباء فهو وباء عبادة "إيل الثور"..] 25: 9 و كان الذين ماتوا بالوباء أربعة و عشرين ألفاً [ضحايا غضب "يهوه" على عبدة "إيل الثور" ("سيد فغور") من بني إسرائيل والذين تم قتلهم (راجع (25 : 5) قبل بضعة أسطر) .. هذه كانت نتيجة نصيحة "بلعام"..] 25: 10 فكلم الرب ["يهوه"..] موسى قائلاً 25: 11 فينحاس بن العازار [تعرفون النسب الصحيح..] بن هرون الكاهن قد رد سخطي عن بني إسرائيل بكونه غار غيرتي في وسطهم حتى لم أُفن بني إسرائيل بغيرتي 25: 12 لذلك قل هأنذا أعطيه ميثاقي ميثاق السلام 25: 13 فيكون له و لنسله من بعده ميثاق كهنوت أبدي [الكهنوت محصور في نسل "يهوه"..] لأجل أنه غار لله و كفر عن بني إسرائيل 25: 14 و كان اسم الرجل الإسرائيلي المقتول الذي قتل مع المديانية زمري بن سالو رئيس بيت أب من الشمعونيين 25: 15 و اسم المرأة المديانية المقتولة كزبي بنت صور هو رئيس قبائل بيت أب في مديان [المديانيين وليس الموآبيين.. المديانيين عبدة "إيل الثور" بدليل "رعو ئيل" حمي "موسى".. ولكن ما اسم الأب هذا؟.. ولماذا أخفاه "عزرا".. نقول أن صور هو ابن صفّور.. الأب هو "صفّور".. ولنا دليل في اسم "صفّورة" زوجة موسى المديانيّة..] 25: 16 ثم كلم الرب ["يهوه"..] موسى قائلاً 25: 17 ضايقوا المديانيين [المديانيين عبدة "إيل الثور".. ولا دخل هنا للموآبيين..] و اضربوهم 25: 18 لأنهم ضايقوكم بمكايدهم التي كادوكم بها في أمر فغور و أمر كزبي أختهم بنت رئيس لمديان التي قُتلت يوم الوباء بسبب فغور [رأس فغور.. المذابح السبعة.. "إيل الثور".. نصيحة "بلعام"..]..... 31: 1 و كلم الرب ["يهوه"..] موسى قائلاً 31: 2 انتقم نقمة لبني إسرائيل من المديانيين [عبدة "إيل الثور"..] ثم تُضم إلى قومك [أي تموت.. بعد أن تقتل قوم "رعوئيل" حموك وفيهم "صفّورة" المُطلقة وابنيها: جرشوم من موسى واليعازر من "يهوه".. (راجع "المتاهة الكُبرى" و"خريطة المتاهة الكُبرى")..] 31: 3 فكلم موسى الشعب قائلاً جردوا منكم رجالاً للجند فيكونوا على مديان ليجعلوا نقمة الرب ["يهوه"..] على مديان 31: 4 ألفاً واحداً من كل سبط من جميع أسباط إسرائيل ترسلون للحرب 31: 5 فاختير من ألوف إسرائيل ألف من كل سبط إثنا عشر ألفاً مجردون للحرب 31: 6 فأرسلهم موسى ألفاً من كل سبط إلى الحرب هم و فينحاس بن العازار الكاهن إلى الحرب و أمتعة القدس و أبواق الهتاف في يده 31: 7 فتجندوا على مديان كما أمر الرب ["يهوه"..] و قتلوا كل ذكر 31: 8 و ملوك مديان قتلوهم فوق قتلاهم اوي و راقم و صور و حور و رابع خمسة ملوك مديان و بلعام بن بعور قتلوه بالسيف [هل حقاً قتلوا "بلعام" أيضاً؟!.. ممكن.. ربما لا، إن هو قد عاد إلى مكانه (كما مر معنا في آخر المقطع السابق).. ومكانه ليس في "مديان" وإنما في اليمن.. إلا إن كانت "مديان" (مدي آن) في اليمن حيث تكثر في محيطها أسماء مناطق تحمل لفظ الإله "آن".. أو أن "بلعام" لم يعد لمكانه وإنما تمت استضافته عند "صور" أحد ملوك مديان الخمسة.. "صور بن صفّور" الذي سمع نصيحة "بلعام بن بعور".. فكانت لهما شؤماً..] 31: 9 و سبى بنو إسرائيل نساء مديان و أطفالهم [طمئنونا.. هل "صفّورة" وابنيها من بين السبايا؟.. أم أنها ماتت غماً من قبل؟.. لا نعلم..] و نهبوا جميع بهائمهم و جميع مواشيهم و كل أملاكهم 31: 10 و أحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم و جميع حصونهم بالنار 31: 11 و أخذوا كل الغنيمة و كل النهب من الناس و البهائم 31: 12 و أتوا إلى موسى و العازار الكاهن و إلى جماعة بني إسرائيل بالسبي و النهب و الغنيمة إلى المحلة إلى عربات موآب التي على أردن أريحا ["يردن" ممكن.. ولكن "أريحا" بلاد الشام فلا.. تحريف "عزرا"..] 31: 13 فخرج موسى و العازار الكاهن و كل رؤساء الجماعة لاستقبالهم إلى خارج المحلة 31: 14 فسخط موسى على وكلاء الجيش رؤساء الألوف و رؤساء المئات القادمين من جند الحرب 31: 15 و قال لهم موسى هل أبقيتم كل أنثى حية [ألم تقتلوا مُطلقتي "صفّورة"!..] 31: 16 إن هؤلاء كن لبني إسرائيل حسب كلام بلعام [نصيحة "بلعام" للملك "صور بن صفّور" المديانيّ..] سبب خيانة للرب ["يهوه"..] في أمر فغور ["إيل الثور" ذو السبعات..] فكان الوباء في جماعة الرب ["يهوه"..] 31: 17 فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال [لا يا "موسى".. لا تأمر بقتل ابنك "جرشوم" على الأقل..] و كل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة ذكر اقتلوها [وماذا عن "صفّورة" التي عرفت "يهوه" بمضاجعة؟.. لا نعلم حقيقة ماذا حل بصفّورة..] 31: 18 لكن جميع الأطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر ابقوهن لكم حيّات [وماذا عن "جرشوم" و"اليعازر" و"صفّورة"؟.. نُطمئنكم على الولدين فقد ورد ذكرهما حيين ولهما أولاد في سفر أخبار الأيام الأول (23 : 15 و 16 و 17).. وأما عن "صفّورة" فانقطعت أخبارها ونُرجّح أنها ماتت غماً قبل أو أثناء مقتل عشيرتها (المديانيين) على يد عشيرة ناكحاها "موسى" و"يهوه"..] 31: 19 و أما أنتم فانزلوا خارج المحلة سبعة أيام [يا دي السبعة الموروثة من تقاليد "إيل الثور"..] و تطهروا كل من قتل نفساً و كل من مس قتيلاً في اليوم الثالث و في السابع أنتم و سبيكم."
والآن إن لم تقتنعوا بأن نصيحة "بلعام" كانت لـ "صور بن صفّور" أحد ملوك مديان وليست لملك موآب.. فلنسأل: لماذا أباد "بني إسرائيل" كل المديانيين بحجة مديانيّة واحدة (كزبي بنت صور) ولم يُبيدوا الموآبيين بحجّة بنات موآب الكثيرات (أنظر في أول المقطع السابق "سفر العدد" 25: 1 حيث حرّف "عزرا") بل قتلوا الذكور الإسرائيليين الذين انجروا وراء الموآبيات فعبدوا "إيل" الثور؟..
الحل المنطقي هو أن البنات هم بنات مديان.. وبالتالي فنصيحة "بلعام" في فغور كانت لـ "صور بن صفّور" (وليس "بالاق بن صفّور".. "بالاق" موآبيّ ومن عصر الفرس) أحد ملوك مديان الخمسة..



:: توقيعي :::
إذا قابلت إيلاً يوم حشرٍ.. فقل للثور ألحدني العميدُ..
رابط لكل الروابط
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
رابط لأهم مواضيعي في المنتدى:
https://www.il7ad.org/vb/showpost.ph...5&postcount=11

للحصول على كتبي المطبوعة أو الألكترونية:
https://www.neelwafurat.com/locate.a...88%D8%B7%D9%8A
  رد مع اقتباس
قديم 01-20-2019, 07:09 PM يهوذا الأسخريوطي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [45]
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
الصورة الرمزية يهوذا الأسخريوطي
 

يهوذا الأسخريوطي will become famous soon enoughيهوذا الأسخريوطي will become famous soon enough
افتراضي

ولكن ماذا عن الموآبيين؟.. الجواب يكمن في فهم الاتفاق الذي تم بين الموآبيين وموسى.. هذا الاتفاق نستطيع فهمه في جملة جاءت عرضيّة في "سفر القضاة" (اللاحق) في حديث "يفتاح" وهو يستعرض أيام موآب وبلعام وموسى: "11: 14 و عاد أيضاً يفتاح و أرسل رسلاً إلى ملك بني عمون ["المعونيين" "معن" اليمن.. تحريف "عزرا"..] 11: 15 و قال له هكذا يقول يفتاح، لم يأخذ إسرائيل أرض موآب و لا أرض بني عمون..... 11: 24 أليس ما يملكك إياه كموش إلهك تمتلك و جميع الذين طردهم الرب ["يهوه"..] إلهنا من أمامنا فإياه نمتلك 11: 25 و الآن فهل أنت خير من بالاق بن صفّور [تحريف مرتبط باسم ملك موآب.. والأصل "القينيّ".. الذي قال له "بلعام": "ليكن مسكنك متيناً و عشك موضوعاً في صخرة"..] ملك موآب، فهل خاصم إسرائيل أو حاربهم محاربة. ".. إذاً فقد تم اتفاق بين الموآبيين وموسى على عدم الاعتداء المتبادل.. ما يملكه الموآبيين بأمر "كموش" لا يتعدى عليه "بني إسرائيل" أثناء طردهم لباقي الأقوام بأمر "يهوه".. ولكن هكذا اتفاق يفترض علاقة قوية بين الموآبيين وبني إسرائيل.. علاقة تصل حد المصاهرة.. فهل تزوّج موسى من موآبيّة؟.. نعم.. وها هو الدليل نجده أثناء بحثنا عن "القينيّ" و"القينيين".. نتابع بانتباه البحث بدءاً بسفر التكوين أيام ابراهيم (أبرام): "15: 18 في ذلك اليوم قطع الرب مع أبرام ميثاقاً قائلاً لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات 15: 19 القينيين و القنزيين و القدمونيين 15: 20 و الحثيين و الفرزيين و الرفائيين 15: 21 و الأموريين و الكنعانيين و الجرجاشيين و اليبوسيين".. إن تحريف "عزرا" بإضافة أسماء الأقوام المميزين هو واضح ربطاً ببلاد الشام (عداك عن احتمال تحريف أسماء النهرين).. ولنترك باقي الأقوام المجهولة ولنلتفت للقينيين.. "القينيّ".. نتابع البحث عن الذكر التالي فنجد أنفسنا في سفر العدد حيث وحي "بلعام" (في الأعلى).. فالتالي نجده في "سفر القضاة": "1: 16 و بنو القينيّ حمي موسى صعدوا من مدينة النخل مع بني يهوذا إلى برية يهوذا التي في جنوبي عراد و ذهبوا و سكنوا مع الشعب".. اتضحت الصورة.. الموآبيين هم شعبٌ رُعاة من الرُحّل.. ومن أفخاذهم أو أقوامهم "القينيين".. حيث ملك موآب هو من القينيين.. هو "القينيّ" في زمن "موسى".. ولقد كانت المصاهرة أحد أسس اتفاق عدم الاعتداء.. وها هو "القينيّ" قد أمسى حمي موسى بعد أن طلق موسى "صفّورة" المديانيّة وتزوّج ابنة "القينيّ".. ويظهر أيضاً في المقطع الأخير بداية اقتراب القينيين (الموآبيين) في سكناهم من "بني يهوذا" حيث "أورشليم".. فقد سكنوا في بريّة "يهوذا".. ومن هنا نفهم قٌرب هيكل "كموش" (الذي بني في زمن سليمان والتسخير) من "أورشليم" (راجع فصل "صور الواحدة والصيدونات.. وما ينتج عنها من تفرعات.. وصولاً إلى هياكل سليمان والتخريفات.."..).. نتابع للمزيد من الوضوح في بحثنا عن "القينيّ".. لنجد التالي في "سفر القضاة": "4: 11 و حابر القيني انفرد من قاين من بني حوباب حمي موسى و خيّم حتى إلى بلوطة في صعنايم التي عند قادش".. الصورة تزداد وضوحاً.. "القيني" حمي "موسى" (مصاهرة كانت أحد أسس اتفاق عدم الاعتداء) اسمه: "حوباب".. هذا هو اسم ملك موآب.. "القينيّ حوباب".. لقبه يعود لنسبه لفخذ "القينيين" العائد للجد الأكبر "قاين" أو "قين".. ظننا قد صار يقين.. ولنزيد اليقين تيقين.. نقرأ في الموضع التالي في بحثنا المطوّل.. في "سفر صموئيل الأول": "15: 6 و قال شاول للقينيين اذهبوا حيدوا انزلوا من وسط العمالقة لئلا أهلككم معهم و أنتم قد فعلتم معروفاً مع جميع بني إسرائيل عند صعودهم من مصر. فحاد القينيّ من وسط عماليق.".. لم يرد في التوراة سابقاً أي ذكر لمعروف قام به القينيين مع بني إسرائيل عند صعودهم من مصر!.. فما هو هذا المعروف ؟.. نعود للسؤال الأول: لماذا أباد بني إسرائيل المديانيين ولم يُبيدوا الموآبيين؟.. اتفاق عدم الاعتداء.. ما يملكه الموآبيين بأمر "كموش" لا يتعدى عليه "بني إسرائيل" أثناء طردهم لباقي الأقوام بأمر "يهوه".. المُصاهرة.. حوباب القينيّ حمي موسى.. "قاين" أو "قين" و"القينيين" هم فخذ من "موآب" و "الموآبيين".. وأما حقد "عزرا" على الموآبيين المعاصرين له في زمن الفرس (الذين ارتحلوا من العربية إلى بلاد الشام) فقد دفعه لكل هذا التحريف إخفاءاً لهذه الحقائق التي كشفناها.. حتى بلغ به الحقد مبلغاً أن أضاف مقطعاً إلى "سفر التثنية" (التالي لسفر العدد حيث حرّف قصة "بلعام" و"صور المديانيّ" و"حوباب القينيّ" و"موسى") على الكلام التالي: "23: 1 لا يدخل مخصي بالرض أو مجبوب في جماعة الرب 23: 2 لا يدخل إبن زنى في جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منه أحد في جماعة الرب 23: 3 لا يدخل عمونيّ ["عمّان" بلاد الشام.. أو "معن" اليمن..] و لا موآبيّ في جماعة الرب حتى الجيل العاشر [ربطاً بالجملة السابقة..] لا يدخل منهم أحد في جماعة الرب إلى الأبد [حيرتنا يا "عزرا".. حتى الجيل العاشر أم إلى الأبد؟!..] 23: 4 من أجل أنهم لم يلاقوكم بالخبز و الماء في الطريق عند خروجكم من مصر [يبدو مما ظهر من "المعروف " الذي فعله قينيي "موآب" (كما تكشف قبل قليل) أن كل كلام "عزرا" هنا هو قلباً للحقائق.. كذب واضح من طرف "عزرا" الحاقد.. كمن يقول "لم يُسخّر سليمان شعب إسرائيل".. والحقيقة أنه سخّرهم.. "لم يلاقي الموآبيين بنو إسرائيل بالخبز والماء في الطريق عند خروجهم من مصرايم".. والحقيقة أنهم لاقوهم بالخبز والماء وعملوا معهم معروفاً .. القينيين الموآبيين كانوا ككل الرعاة كُرماء يُغيثون الضيف..] و لأنهم استاجروا عليك بلعام بن بعور من فتور آرام النهرين [ها هو "عزرا" يستدرك ما ظل غامضاً في سفر العدد (23 : 28) بسبب تقنية اللفائف حين لم يُحدد لا اسم النهر ولا اسم الأرض ولا اسم الشعب.. فأوضح هنا أن "فتور" هي في آرام النهرين.. والحقيقة التي ظهرت في الأعلى هي أن "بلعام" جاء من "فتور" اليمن (فتور قرب مديان).. وأما آرام النهرين فهي الأرض التي جاء منها كاتب المصدر (ب 1)..] لكي يلعنك 23: 5 و لكن لم يشأ الرب إلهك أن يسمع لبلعام فحوّل لأجلك الرب إلهك اللعنة إلى بركة لأن الرب إلهك قد أحبك ["يهوه" المُحب!.. أي طُرفة هذه يا "عزرا"!!!..] 23: 6 لا تلتمس سلامهم و لا خيرهم كل أيامك إلى الأبد [ولنذكر هنا كيف بنى "سليمان" بالتسخير هيكلاً لكموش الموآبيين وكيف صاهرهم.. وكيف اضطر "عزرا" للتحريف ما أتاح له عقله المُخرّف في الأسفار التالية لهذا السفر (كما ظهر في فصل "صور الواحدة والصيدونات.. وما ينتج عنها من تفرعات.. وصولاً إلى هياكل سليمان والتخريفات.."..).. كم فعلت تقنيّة اللفائف فعلتها معك يا "عزرا"..].23: 7 لا تكره أدومياً لأنه أخوك. لا تكره مصرياً لأنك كنت نزيلاً في أرضه. 23: 8 الأولاد الذين يولدون لهم في الجيل الثالث يدخلون منهم في جماعة الرب [ما هذا التناقض يا "عزرا"!.. الأدوميون منعوا بني إسرائيل من المرور بأرضهم وشرب المياه حتى ولو دفعوا ثمنها (انظر سفر العدد (20 : من 14 وحتى 21).. والمصريين (مصرايم) حدث ولا حرج عن استعبادهم لبني إسرائيل.. أفيُسمح لأولادهم بالدخول في جماعة الرب (يهوه) في الجيل الثالث وأما للموآبيين الذين لاقوا بني إسرائيل بالخبز والماء وأنزلوهم في أرضهم (في عربات موآب/سهول موآب) فلا يُسمح لهم بالدخول في جماعة الرب (يهوه) لا حتى الجيل العاشر ولا إلى الأبد!!!..] "
ولقد كان لتحريف "عزرا" في هذا الإصحاح أثر كبير في ما قد بدأ من تآلف في بلاد الشام بين اليهود القادمين من بابل وبين العمونيين (عمّان) والموآبيين المقيمين في بلاد الشام.. فبعد 13 سنة من غياب "عزرا" عن المنطقة وقيامه بالتحريف (بين السنوات 7 و 20 للملك أرتحشستا).. عاد فاستغل تحريفه هذا للإطاحة بكل أمل للسلام فأطاح بالكهنة الذين لم يتوافقوا مع توجهاته العرقيّة (في السنة 32 للملك أرتحشستا).. 13 سنة تحريف في "بابل" (بين السنوات 7 و 20 للملك أرتحشستا) حيث ظلت الأسفار المحرفة في بابل.. ومن بعدها 12 سنة أقام بها "عزرا" في بلاد الشام يحاول كسر أي احتمال للتقارب والاختلاط مع شعوب المنطقة فلم ينجح (بين السنوات 20 و 32 للملك أرتحشستا).. إلى أن جُلبت الأسفر المُحرفة من بابل إلى بلاد الشام (في السنة 32 للملك أرتحشستا) فقُرء الكلام المُحرف في المقطع الذي حللناه أخيراً فكانت العواقب المكتوبة في "سفر نحميا" (13) حيث عادت النزعة العرقيّة للانتشار في بلاد الشام..



:: توقيعي :::
إذا قابلت إيلاً يوم حشرٍ.. فقل للثور ألحدني العميدُ..
رابط لكل الروابط
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
رابط لأهم مواضيعي في المنتدى:
https://www.il7ad.org/vb/showpost.ph...5&postcount=11

للحصول على كتبي المطبوعة أو الألكترونية:
https://www.neelwafurat.com/locate.a...88%D8%B7%D9%8A
  رد مع اقتباس
قديم 01-20-2019, 07:21 PM يهوذا الأسخريوطي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [46]
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
الصورة الرمزية يهوذا الأسخريوطي
 

يهوذا الأسخريوطي will become famous soon enoughيهوذا الأسخريوطي will become famous soon enough
افتراضي

والآن نعود إلى "بلعام بن بعور"، بعد أن أصبح بإمكاننا إعادة لملمة ما فكك "عزرا" من قصة "بلعام بن بعور" ونصيحته لـ "صور بن صفّور المديانيّ" وقصّة "بني إسرائيل" مع ملك موآب "حوباب" وابنه (ابن حوباب) الذين يُلقّبا بـ "القينيّ" نسبة للفخذ "قين" (قاين)، بأن نعيد تركيب الجمل، بعد تنقيتها من إضافات وتحريفات "عزرا" بإعادتها إلى أصلها (أو توضيحها) ،..... وملئ الفراغات..... في الإصحاحات (22 و 23 و 24) من "سفر العدد" انطلاقاً من الإصحاح (21) وبالستفادة من الإصحاح (10) من "سفر العدد" أيضاً.. وهذه هي القصة:
"21: 4 و ارتحلوا من جبل هور في طريق بحر سوف ليدوروا بأرض أدوم فضاقت نفس الشعب في الطريق 21: 5 و تكلم الشعب على الله و على موسى قائلين لماذا أصعدتمانا من مصر (مصرايم) لنموت في البرية لأنه لا خبز و لا ماء و قد كرهت أنفسنا الطعام السخيف..... 21: 10 و ارتحل بنو اسرائيل و نزلوا في أوبوت. 21: 11 و ارتحلوا من أوبوت و نزلوا في عيي عباريم في البرية التي قبالة موآب إلى شروق الشمس. 21: 12 من هناك ارتحلوا و نزلوا في وادي زارد. 21: 13 من هناك ارتحلوا و نزلوا في عبر أرنون الذي في البرية خارجاً عن تخم حشبون، لأن أرنون هو تخم موآب بين موآب و حشبون..... حيث استضافهم القينيون (فخذ من الموآبيين) وعملوا معهم معروفاً بأن لاقوهم ووهبوهم الخبز والماء ..... 21: 14 لذلك يُقال في كتاب حروب الرب (يهوه) (أحد الأسفار الضائعة التي أخفاها "عزرا"): "واهب في سوفة و أودية أرنون 21: 15 و مصب الأودية الذي مال إلى مسكن عار ("عار" اسم مدينة أو مكان يقيم فيه قسم من الموآبيين) و استند إلى تخم موآب 21: 16 و من هناك إلى بئر، و هي البئر حيث قال حوباب القينيّ لموسى اجمع الشعب فأعطيهم ماء" 21: 17 حينئذ ترنم إسرائيل بهذا النشيد: "اصعدي أيتها البئر أجيبوا لها 21: 18 بئر حفرها رؤساء حفرها شرفاء الشعب (المقصود بشرفاء الشعب: القينيين شرفاء موآب) بصولجان (صولجان حوباب) بعصيهم..... حيث كان ترحال بني إسرائيل العطاش قبل وصولهم لبئر القينيين..... من البرية إلى متانة 21: 19 و من متانة إلى نحليئيل و من نحليئيل إلى باموت 21: 20 و من باموت إلى الجواء التي في صحراء موآب عند رأس الفسجة التي تشرف على وجه البرية"..... حيث شربوا أخيراً من بئر القينيين (فخذ من موآب) ثم..... 21: 21 و أرسل إسرائيل رسلاً إلى سيحون ملك الحشبونيين قائلاً 21: 22 دعني أمر في أرضك. لا نميل إلى حقل و لا إلى كرم و لا نشرب ماء بئر، في طريق الملك نمشي حتى نتجاوز تخومك. 21: 23 فلم يسمح سيحون لإسرائيل بالمرور في تخومه بل جمع سيحون جميع قومه و خرج للقاء إسرائيل إلى البرية فأتى إلى ياهص و حارب إسرائيل. 21: 24 فضربه إسرائيل بالتعاون مع القينيين (الموآبيين) بحد السيف و ملكا معاً أرضه من أرنون إلى يبوق إلى بني عمون مملكة معن (اليمن) ، لأن تخم المعونيين كان قوياً 21: 25 فأخذ إسرائيل مع القينيين (الموآبيين) كل هذه المدن و أقاما في جميع مدن الحشبونيين في حشبون و في كل قراها، 21: 26 لأن حشبون كانت مدينة سيحون ملك الحشبونيين و كان (سيحون قبلاً:..) قد حارب ملك موآب الأوّل و أخذ كل أرضه من يده حتى أرنون ..... ففرح القينيون (الموآبيون) بنصرهم مع بني إسرائيل أن كسروا سيحون ملك الحشبونيين، ودخل القينيون إلى حشبون لإعادة بنائها بعد احتراقها في الحرب..... 21: 27 لذلك يقول أصحاب الأمثال: "ايتوا إلى حشبون فتبنى و تصلح مدينة سيحون 21: 28 لأن ناراً خرجت من حشبون، لهيباً من قرية سيحون، أكلت عار موآب أهل مرتفعات أرنون..... والقينيون الموآبيون يستذكرون ما كان أيام الهزيمة..... 21: 29 ويل لك يا موآب، هلكت يا أمّة كموش. قد صيّر بنيه هاربين و بناته في السبي لملك الحشبونيين سيحون. 21: 30 لكن قد رميناهم، هلكت حشبون إلى ديبون (ذبيان مدينة الموآبيين) ، و أخربنا إلى نوفح التي إلى ميدبا"..... (وبعد هذا النصر المشترك) ..... 21: 31 فاقام إسرائيل في أرض الحشبونيين مع القينيين الموآبيين..... وتصاهروا فتزوج موسى ابنة حوباب القينيّ الموآبيّ..... (ولكن يبدو أن أطماع "يهوه" لم يكن لها حدود) ..... 10: 29 و قال موسى لحوباب القيني حمي موسى إننا راحلون إلى المكان الذي قال الرب (يهوه) أعطيكم إياه، اذهب معنا فنحسن إليك لأن الرب (يهوه) قد تكلّم عن الموآبيين بالإحسان، 10: 30 فقال له لا أذهب بل في أرضي و مع عشيرتي نبقى. 10: 31 فقال لا تتركنا لأنه بما أنك تعرف منازلنا في البرية تكون لنا كعيون. 10: 32 و إن ذهبت معنا فبنفس الإحسان الذي يحسن الرب (يهوه) إلينا نحسن نحن إليك وللموآبيين..... فرفض حوباب القينيّ الموآبيّ وتعاهدوا: ما يملكه الموآبيين بأمر "كموش" لا يتعدى عليه بني إسرائيل أثناء طردهم لباقي الأقوام بأمر يهوه (ما يملكك إياه كموش إلهك تمتلك و جميع الذين طردهم الرب (يهوه) إلهنا من أمامنا فإياه نمتلك)..... (وابتدأ يهوه بتنفيذ أطماعه في "حروب يهوه" التي تم تدوينها في "كتاب حروب يهوه".. أحد الأسفار الضائعة التي أخفاها "عزرا")..... 21: 32 و أرسل موسى ليتجسس يعزير فأخذوا قراها و طردوا.. الذين هناك. 21: 33 ثم تحولوا و صعدوا في طريق باشان. فخرج عوج ملك باشان للقائهم هو و جميع قومه إلى الحرب في إذرعي. 21: 34 فقال الرب (يهوه) لموسى لا تخف منه لأني قد دفعته إلى يدك مع جميع قومه و أرضه، فتفعل به كما فعلت بسيحون ملك الحشبونيين الساكن في حشبون. 21: 35 فضربوه و بنيه و جميع قومه حتى لم يبق له شارد و ملكوا أرضه..... وهنا بدأ خوف حوباب القيني من يهوه وأطماعه وما ينتج عنها من عداء كل من في المنطقة للموآبيين مُضيفوا الإسرائيليين، فطلب حوباب القيني منهم الرحيل من أرضه..... 22: 1 و ارتحل بنو إسرائيل و نزلوا في عربات موآب (سهول موآب) من عبر أردن.. (اليردن) ..... 22: 2 و لما رأى صور بن صفّور المديانيّ جميع ما فعل إسرائيل بالأقوام المحيطة 22: 3 فزع صور من الشعب جداً لأنه كثير..... فجاء صور وشيوخ مديان إلى موآب وكلموا شيوخهم بأمر بني إسرائيل..... و ضجر موآب من قبل بني إسرائيل. 22: 4 فقال صور لشيوخ موآب وشيوخ مديان الآن يلحس الجمهور كل ما حولنا كما يلحس الثور خضرة الحقل. وكان صور هو رئيس قبائل بيت صفّور (أب) في مديان . 22: 5 فأرسل رسلاً إلى بلعام بن بعور إلى فتور التي في اليمن (فتور قُرب مديان) ليدعوه قائلاً، هوذا شعب قد خرج من مصر (مصرايم) هوذا قد غشى وجه الأرض و هو مقيم مقابلي. 22: 6 فالآن تعال و العن لي هذا الشعب، ..، لعله يمكننا أن نكسره فأطرده من الأرض. لأني عرفت أن الذي تباركه مبارك والذي تلعنه ملعون. 22: 7 فانطلق شيوخ موآب و شيوخ مديان و حلوان العرافة في أيديهم و أتوا إلى بلعام و كلّموه بكلام صور المديانيّ. 22: 8 فقال لهم بيتوا هنا الليلة فأرد عليكم جواباً كما يكلمني إيل. فمكث رؤساء موآب عند بلعام (في كوخه الذي في فتور) ..... ومكث شيوخ مديان في البيوت القريبة (حيث فتور قُرب مديان) ..... (وفي الليل قام أحد رؤساء موآب – وهو على الأغلب ابن حوباب وأخو زوجة موسى – وهمس في أذن بلعام النائم قائلاً: "النار لكوخك دنت" (راجع كتابات دير علا).. فظن بلعام أن إيل يُكلمه في نومه.. وكان الحوار التالي) ..... 22: 9 فأتى الله (إيل/ابن حوباب/أحد رؤساء موآب) إلى بلعام و قال من هم هؤلاء الرجال الذين عندك. 22: 10 فقال بلعام لله، صور بن صفّور ملك مديان قد أرسل إلي يقول، 22: 11 هوذا الشعب الخارج من مصر (مصرايم) قد غشى وجه الأرض، تعال الآن إلعن لي إياه لعلي أقدر أن أحاربه و أطرده. 22: 12 فقال الله (إيل/ابن حوباب/أحد رؤساء موآب) لبلعام لا تذهب معهم و لا تلعن الشعب لأنه مبارك. 22: 13 فقام بلعام صباحاً و قال لرؤساء موآب انطلقوا إلى أرضكم لأن إيل أبى أن يسمح لي بالذهاب معكم..... ودخل شيوخ مديان إلى كوخ بلعام فوجدوه يبكي ويصوم فسألوه: "لم تصوم، ولم تبكي؟".. فأخبرهم بلعام عن رؤيا النار التي دنت كوخه وعن تحذير الآلهة من الفتنة (راجع كتابات دير علا حيث ستجد التفاصيل) ..... 22: 14 فقام رؤساء موآب وشيوخ مديان وعادوا إلى موآب و أتوا إلى صور وحوباب و قالوا أبى بلعام أن يأتي معنا. 22: 15 فعاد صور و أرسل أيضاً رؤساء أكثر و أعظم من أولئك. 22: 16 فأتوا إلى بلعام و قالوا له، هكذا قال صور بن صفّور المديانيّ، لا تمتنع من الإتيان إلي، 22: 17 لأني أكرمك إكراماً عظيماً و كل ما تقول لي أفعله، فتعال الآن العن لي هذا الشعب. 22: 18 فأجاب بلعام و قال لعبيد صور المديانيّ، و لو أعطاني صور ملء بيته فضة و ذهباً لا أقدر أن أتجاوز قول إيل إلهي لأعمل صغيراً أو كبيراً. 22: 19 فالآن امكثوا هنا أنتم أيضاً هذه الليلة لأعلم ماذا يعود إيل يكلمني به..... (وتتكرر الخدعة الليليّة بغياب شيوخ مديان وبقاء رؤساء موآب في كوخ بلعام) ..... 22: 20 فأتى الله (إيل/ابن حوباب/أحد رؤساء موآب) إلى بلعام ليلاً و قال له إن أتى الرجال ليدعوك فقم اذهب معهم، إنما تعمل الأمر الذي أكلمك به فقط. 22: 21 فقام بلعام صباحاً و شد على أتانه و انطلق مع رؤساء موآب وشيوخ مديان..... (وفي الطريق إلى موآب أدرك بلعام أن من كان يكلمه في الليل هو أحد رؤساء موآب وليس "إيل".. وذلك حين سمع وميّز صوت ابن حوباب أحد رؤساء موآب.. وقرر الفرار بغلاميه من ابن حوباب الذي يحمل سيفاً.. فانطلق هارباً بأتانه مع غلاميه في طريق آخر) ..... 22: 22 فحمي غضب الله (إيل/ابن حوباب/أحد رؤساء موآب) لأنه منطلق..... فانطلق بسيفه وراء بلعام..... و وقف ملاك الرب (ابن حوباب الذي أصبح ملاكاً في النهار) في الطريق ليقاومه و هو راكب على أتانه و غلاماه معه..... (ويبدو أن بلعام حين وجد ابن حوباب وقد أدركه بسيفه خشي على نفسه وعلى غلاميه فتظاهر أنه غافلٌ وأن الأتان تقوده كعادتها مع بلعام حين يذهب في الطريق الآخر إلى الحقل.. كما يظهر في التالي) ..... 22: 23 فأبصرت الأتان ملاك الرب (ابن حوباب) واقفاً في الطريق و سيفه مسلول في يده فمالت الأتان عن الطريق و مشت في الحقل،..... (ولما أدرك بلعام أن لا مفر وأن الهروب مستحيل.. تظاهر بأنه يقوّم طريق الأتان للعودة إلى طريق موآب) ..... فضرب بلعام الأتان ليردها إلى الطريق..... (وهنا كان قد أصبح ابن حوباب وبلعام وغلاميه وأتانه في آخر جمع الشيوخ السائر نحو موآب.. لينفرد ابن حوباب ببلعام) ..... 22: 24 ثم وقف ملاك الرب (ابن حوباب) في خندق للكروم له حائط من هنا و حائط من هناك..... (حيث نبّه ابن حوباب بلعام لعدم تكرار فعلته السابقة بمحاولة الهروب.. تنبيه صامت يظهر في التالي) ..... 22: 25 فلما أبصرت الأتان ملاك الرب (ابن حوباب) زحمت الحائط و ضغطت رجل بلعام بالحائط فضربها أيضاً..... (وإن لم يكن التنبيه واضحاً لبلعام بزحم رجله بالحائط.. فها هو التنبيه التالي مواجهة) ..... 22: 26 ثم اجتاز ملاك الرب (ابن حوباب) أيضاً و وقف في مكان ضيق حيث ليس سبيل للنكوب يميناً أو شمالاً. 22: 27 فلما أبصرت الأتان ملاك الرب (ابن حوباب) ربضت تحت بلعام،..... (فعاد بلعام للتظاهر رامياً الذنب على أتانه) ..... فحمي غضب بلعام و ضرب الأتان بالقضيب..... (لقد أصبح ابن حوباب مع سيفه منفرداً تماماً ببلعام وغلاميه.. حيث سبقهم جمع الشيوخ السائر إلى موآب.. وهنا تكلّم ابن حوباب ناطقاً بلسان حال الأتان) ..... 22: 28 ففتح الرب (ابن حوباب) فم الأتان فقالت لبلعام، ماذا صنعت بك حتى ضربتني الآن ثلاث دفعات. 22: 29 فقال بلعام للأتان لأنك ازدريت بي. لو كان في يدي سيف لكنت الآن قد قتلتك..... (كلاهما - ابن حوباب وبلعام - يتكلمان معاً على أن الكلام من ومع الأتان.. وكلاهما لمّاح.. ولكن "السّيف أصدق أنباءً من الكتب".. وحامل السيف كان ابن حوباب الذي تابع كلامه ناطقاً بلسان حال الأتان) ..... 22: 30 فقالت الأتان لبلعام ألست أنا أتانك التي ركبت عليها منذ وجودك إلى هذا اليوم، هل تعودت أن أفعل بك هكذا، فقال لا..... (يكفيهما الحوار بواسطة الأتان تلميحاً.. فما بينهما قد صار صريحاً) ..... 22: 31 ثم كشف الرب عن عيني بلعام فأبصر ملاك الرب (ابن حوباب) واقفا في الطريق و سيفه مسلول في يده فخر ساجداً على وجهه..... (السيف صار مسلولاً.. و"في حدّه الحدّ بين الجدّ واللعب".. فخشي بلعام على نفسه وعلى غلاميه فخر ساجداً على وجهه) ..... 22: 32 فقال له ملاك الرب (ابن حوباب) لماذا ضربت أتانك الآن ثلاث دفعات، هأنذا قد خرجت للمقاومة لأن الطريق ورطة أمامي، 22: 33 فأبصرتني الأتان و مالت من قدامي الآن ثلاث دفعات، و لو لم تمل من قدامي لكنت الآن قد قتلتك و استبقيتها. 22: 34 فقال بلعام لملاك الرب (ابن حوباب) أخطات، إني لم أعلم أنك واقف تلقائي في الطريق، و الآن إن قبح في عينيك فإني أرجع. 22: 35 فقال ملاك الرب (ابن حوباب) لبلعام اذهب مع الرجال و إنما تتكلم بالكلام الذي أكلمك به فقط. فانطلق بلعام مع رؤساء موآب وشيوخ مديان..... (وفي الطريق إلى موآب حيث صور المديانيّ ضيفٌ عند حوباب القينيّ الموآبيّ.. سار شيوخ مديان وسار بلعام وغلاميه.. وبلعام يعلم أنهم جميعاً كانوا ضيوفٌ أسرى.. رهائن مرهونين بما سيقول هو تحت حدّ السيف) ..... 22: 36 فلما سمع صور أن بلعام جاء خرج لاستقباله إلى مدينة موآب التي على تخم أرنون الذي في أقصى التخوم. 22: 37 فقال صور لبلعام ألم أرسل إليك لأدعوك، لماذا لم تأت إلي، أحقاً لا أقدر أن أُكرمك..... فتكلّم بلعام بن بعور المخفور..... 22: 38 فقال بلعام لـصور ، هأنذا قد جئت إليك، ألعلي الآن أستطيع أن أتكلم بشيء، الكلام الذي يضعه الله (إيل) في فمي به أتكلم. 22: 39 فانطلق بلعام مع صور و أتيا إلى قرية حصوت..... مع جمعٍ غفور مخفور من القينيين الموآبيين الرؤساء، ومعهم الشيوخ المديانيين البؤساء..... 22: 40 فذبح حوباب بقراً و غنماً و أرسل إلى بلعام و إلى الرؤساء الذين معه..... أكل الجميع كمن يأكل لحم بعضهم.. الضيافة واجبة والضيوف يدوسون على أرضهم.. وبلعام يبلع لحم ضيقه ويبتلع صوت زعيقه ويغصّ بدم ريقه ويشرب من زعاف إبريقه.. ماذا سيفعل ابن بعور! فصور بن صفّور مُكرمه وصديقه.. الفتنة تهمس وتبوح، وهو بالتواطؤ مذبوح، وقد انسلّت إرادته قسراً فالسيف يلوح، أفتتركه الآلهة لينوح! روح بلعام تأتي وتروح ولا تجد منفذاً لطريقه.. وصور بن صفّور المديانيّ مُكرمه وصديقه.. فرأى نفسه والبصر مفتوح، ساقطاً مطروح، مكشوف العينين يشوح، ولكنّ لا أمل في الأفق لتحقيقه.. فنطق من كربه بعبّه وصوته مبحوح: "عسى أن تُغلق مزاليج السماء ويُقفل طريقها المسموح، وتُحبس الشمس ولا مفتاح، فلا تُشرق في الصباح فأرتاح".. (راجع كتابات دير علا حيث ستجد المزيد من التفاصيل التي استفدنا من بعضها) ..... 22: 41 و في الصباح أخذ صور بلعام و أصعده إلى مرتفعات بعل (لا نعرف إن كان اسم المرتفعات مرتبط بالإله "بعل" كونها معبد أو معابد لبعل، أم هي بمعنى مرتفعات (معابد/كعبات) "السيد" أم اسم آخر حرفه "عزرا") فرأى من هناك أقصى الشعب (شعب إسرائيل) 23: 1 فقال بلعام لـصور ابن لي ههنا سبعة مذابح و هيئ لي ههنا سبعة ثيران و سبعة كباش (سبعات "إيل" الثور) . 23: 2 ففعل صور كما تكلم بلعام، و أصعد صور و بلعام ثوراً و كبشاً على كل مذبح..... بحضور شيوخ مديان المخفورين بوجود رؤساء موآب..... 23: 3 فقال بلعام لـصور قف عند محرقتك فأنطلق أنا لعل الرب (المقصود حقيقة هو: ابن حوباب..) يوافي للقائي فمهما أراني أخبرك به، ثم انطلق إلى رابية. 23: 4 فوافى الله ("إيل"/ابن حوباب) بلعام، فقال له قد رتبت سبعة مذابح و أصعدت ثوراً و كبشاً على كل مذبح. 23: 5 فوضع الرب (ابن حوباب) كلاماً في فم بلعام و قال ارجع إلى صور و تكلم هكذا..... (في الحقيقة نحن نجهل مضمون الكلام وهل نقله بلعام بأمانة لصور المديانيّ ومن معه من الشيوخ.. ولكن نجزم بأن الكلام لا يحوي لعنة لبني إسرائيل، فابن حوباب لن يلعن قوم صهره "موسى".. ونُرجّح في مضمون الكلام الدعوة لنبذ الفتنة وتجنّب الحرب بين المديانيين والإسرائيليين.. وأما بلعام في هذه الحالة فمصلحته تقضي بنقل مضمون الكلام بأمانة ولكن ليس بحرفيّة مُطلقة للخلاص من مأزقه، خاصة بوجود رؤساء موآبيين يسمعون، فيتجنب بذلك مذبحة تطاله مع غلاميه وصور بن صفّور وشيوخ مديان.. وبما أن ابن حوباب كان بعيداً عن الجموع (عند الرابية) أصبح بإمكان بلعام إعادة صياغة الكلام علّ صور بن صفّور يفهم التلميحات..) ..... 23: 6 فرجع إليه و إذا هو (صور المديانيّ) واقف عند محرقته هو و جميع رؤساء موآب وشيوخ مديان 23: 7 فنطق بمَثَلِهِ و قال..... الصلح سيّد الأحكام وليسد بينكما الوآم.. ولإيل سيّد مجمع الآلهة الأمر والحُكم.. وإيل بالصلح سيُبارك الجميع أنتم وهم والحضور كلهم..... 23 : 10 ..... لتمت نفسي موت الأبرار و لتكن آخرتي كآخرتهم ..... ما دامت روحي بسيف يهوه لا إيل فالبركة لهم..... 23: 11 فقال صور لبلعام، ماذا فعلت بي، لتلعن أعدائي أخذتك و هوذا أنت قد باركتهم. 23: 12 فأجاب و قال أما الذي يضعه الرب (المقصود حقيقة هو: ابن حوباب.. ولكن ربما ذكر بلعام هنا الرب "يهوه" تلميحاً لرأس البلاء) في فمي أحترص أن أتكلم به..... (ويبدو أن صور بن صفّور المديانيّ قد التقط تلميح بلعام بن بعور.. وفهم أن هناك من يُلقم بلعام الكلام.. فاقترح تغيير المكان بهدف إبعاد الخفير من الأنام.. علّه يختلي ببلعام، فيفهم ما يقصد بذكر "يهوه"..)..... 23: 13 فقال له صور هلم معي إلى مكان آخر تراه منه (أي ترى شعب إسرائيل) ، إنما ترى أقصاءه فقط و كله لا ترى فالعنه لي من هناك. 23: 14 فأخذه إلى حقل صوفيم إلى رأس الفسجة و بنى سبعة مذابح و أصعد ثوراً و كبشاً على كل مذبح. 23: 15 فقال لـصور قف هنا عنذ محرقتك و أنا أوافي هناك..... (صور المدينانيّ يلتقط المزيد من تلميحات الكلام.. هناك من يوافي العرّاف بعيداً عن الأنام.. فهل سيتابع بنظره ليعرف من سيوافي بلعام؟.. سيما أن الخفير المُراقب صاحٍ لا ينام) ..... 23: 16 فوافى الرب (ابن حوباب) بلعام و وضع كلاماً في فمه و قال ارجع إلى صور و تكلم هكذا..... فترك بلعام بن بعور ابن حوباب في مكانه البعيد وعاد إلى صور بن صفّور ليلمّح من جديد..... 23: 17 فأتى إليه و إذا هو واقف عند محرقته و رؤساء موآب (الخفير) معه، فقال له صور ماذا تكلم به الرب. (الرب "يهوه"!.. بلعام وصور المديانيّ وكل المديانيين يعبدون "إيل".. فمن أين ليهوه أن يتدخّل فيُكلّم بلعام؟!.. التلميحات المتبادلة وصلت.. ورأس البلاء أصبح واضحاً لدى الطرفين بمجرد أن سأل صور المدياني بلعام قائلاً: "ماذا تكلّم به يهوه".. التواصل بالتلميح قد تم.. فأخذ بلعام يُلمّح من جديد إلى الأذن بالفم) 23: 18 فنطق بمثله و قال، قم يا صور و اسمع، اصغ إلي يا ابن صفّور. 23: 19 ليس الله (إيل) إنساناً فيكذب، و لا ابن إنسان فيندم. هل يقول و لا يفعل، أو يتكلم و لا يفي. 23: 20 إني قد أُمرت أن أبارك، فإنه قد بارك فلا أردّه...... هل إيل يأمرني حتّى أُبارك أم يهوه أم إنساناً ابن إنسانٍ هو ليس هنا بيننا أو لم أعدّه.. أما عن إسرائيل فإليك القول بنصيحة إيل..... 23: 22 الله (إيل) أخرجه من مصر (مصرايم) . له مثل سرعة الرّئم..... شعب عبدوا أيل كما أنتم.. وإيل يُبارك الجميع ووحده يحكم..... (صور بن صفّور يفهم كلام ابن بعور المضمور.. ويُطالب بالمزيد علّه يستزيد) ..... 23: 25 فقال صور لبلعام لا تلعنه لعنة و لا تباركه بركة. 23: 26 فأجاب بلعام و قال لـصور ألم أكلمك قائلاً كل ما يتكلم به الرب (يهوه) فإياه أفعل..... (ومُجدداً صور بن صفّور المديانيّ التقط تلميح بلعام بن بعور.. وتأكّد أن هناك من يُلقم بلعام الكلام وكأنه عبدٌ مأمور.. فاقترح تغيير المكان مجدداً لاستبعاد شيوخ مديان المتعبين صعوداً إلى رأس الجبل.. رأس فغور ..) ..... 23: 27 فقال صور لبلعام هلم آخذك إلى مكان آخر، عسى أن يصلح في عيني الله (إيل) أن تلعنه لي من هناك. 23: 28 فأخذ صور بلعام إلى رأس فغور المشرف على وجه البريّة. 23: 29 فقال بلعام لـ صور ، ابن لي ههنا سبعة مذابح و هيئ لي ههنا سبعة ثيران و سبعة كباش. 23: 30 ففعل صور كما قال بلعام و أصعد ثوراً و كبشاً على كل مذبح..... (من بقي هناك على رأس فغور غير صور ابن صفّور وبلعام بن بعور؟.. بلا الشيوخ بقي عدد ضئيل، لا يمكن معه لابن حوباب أن يتخفى أو أن يدعي أنه إيل..) ..... 24: 1 فلما رأى بلعام أنه يحسن في عيني الرب (ابن حوباب) أن يبارك إسرائيل لم ينطلق كالمرة الأولى و الثانية..... وإنما نطق بما قد يطيب لصور..... ليوافي فألاً..... ولم يستشر ابن حوباب القينيّ..... بل جعل نحو البرية وجهه. 24: 2 و رفع بلعام عينيه و رأى إسرائيل حالاً حسب أسباطه، فكان عليه روح الله (إيل) 24: 3 فنطق بمَثَله و قال، وحي بلعام بن بعور، وحي الرجل المفتوح العينين، 24: 4 وحي الذي يسمع أقوال الله (إيل) ، الذي يرى رؤيا القدير مطروحاً و هو مكشوف العينين..... هذا وحي إيل القدير لا أمر غيره من ربٍ حقير.. هذا شعب إسرائيل أسرى إيل يستعبده يهوه وهم عبدوا إيل..... 24: 8 الله (إيل) أخرجه من مصر (مصرايم) . له مثل سرعة الرّئم..... شعب عبدوا أيل كما أنتم وإيل يُبارك الجميع ووحده يحكم..... 24 : 9 ..... ثم رأى مديان فقال، مديان أيضاً بإيل مرفوعون شعبٌ لا يهون..... مباركك مبارك و لاعنك ملعون ..... زاوجوهم تحت راية إيل فتختلطون وتتصاهرون.. فكلاكما بعبادة إيل منصورون مباركون..... هنا بدأ خلاف الرأي بين بلعام بن بعور وصور بن صفّور المديانيّ.. فصور يُريد اللعنة لبني إسرائيل.. وبلعام لا يُمكنه اللعن خشية من سيف ابن حوباب القينيّ الموآبيّ.. ولم ينل اقتراح بلعام بالمصاهرة رضى صور بن صفّور الذي يرى في بني إسرائيل أعداء منذ أن صرف موسى زوجته "صفورة" وابنيها إلى مديان (انظر "سفر الخروج" الإصحاح (18) حيث نفهم أنها صُرفت ولم يتم إرجاعها قط رغم وساطة أبيها "يثرون" الملقب برعوئيل وهو كاهن إيل في مديان، حيثُ يُصرف هو الآخر في آخر الإصحاح المذكور).. إذاً اقتراح المصاهرة من جديد مرفوض مع من أصبح عدواً.. وأما اللعنة فلم تتم.. فكان التالي..... 24: 10 فاشتعل غضب صور على بلعام و صفق بيديه و قال صور لبلعام، لتلعن أعدائي دعوتك و هوذا أنت قد باركتهم الآن ثلاث دفعات. 24: 11 فالآن اهرب إلى مكانك (كوخك في فتور) . قلت أكرمك إكراماً و هوذا الرب (يهوه) قد منعك عن الكرامة. 24: 12 فقال بلعام لـصور ألم أكلم أيضاً رسلك الذين أرسلت إلي قائلاً، 24: 13 و لو أعطاني صور ملء بيته فضة و ذهباً لا أقدر أن أتجاوز قول الرب (ابن حوباب) لأعمل خيراً أو شراً من نفسي، الذي يتكلمه الرب (ابن حوباب) إياه أتكلم..... (إفهم يا صور يا ابن صفّور.. سيف ابن حوباب فوق رأسي ورأسك.. إفهم يا ابن قومي إفهم.. نصيحتي بالمصاهرة هي الحل الوحيد الآن أو في الأيام التالية.. فبني إسرائيل والموآبيون متصاهرين ومتحالفين ولا مجال لهزيمتهما معاً.. لا حلّ سوى بشقّ صفوفهما وسحب البساط من تحت "يهوه" بإعادة "إيل" ليعبده بني إسرائيل مع المديانيين.. وإن لم تسمع لنصيحتي فالويل والثبور وعظائم الأمور..) ..... 24: 14 و الآن هوذا أنا منطلق إلى كوخي (في فتور) ، هلم أنبئك بما يفعله هذا الشعب (إسرائيل) بشعبك (المديانيين) في آخر الأيام..... الموجودون يسمعون.. ابن صفّور وابن حوباب مع سيفه المسنون.. والكلام مُلغّزٌ والمعنى في قلبه مكنون.. إن لم تسمعوا نصيحتي فهذا ما قد تُضمره السنون..... 24: 15 ثم نطق بمَثَله و قال، وحي بلعام بن بعور، وحي الرجل المفتوح العينين، 24: 16 وحي الذي يسمع أقوال الله (إيل) و يعرف معرفة العلي (إيل) الذي يرى رؤيا القدير ساقطاً و هو مكشوف العينين. 24: 17..... يتسلّط يهوه على إسرائيل ويُحقق ما بغى..... فيحطم طرفي موآب و يهلك كل بني الوغى. 24: 18 ..... (يتسلّط يهوه) ..... و يكون أدوم (على الأغلب بني عيسو) ميراثاً و يكون سعير (عسير) أعداؤه ميراثاً..... إيل لن يُعبد بعدها في عسير وسيجري يهوه في أرضها محراثاً..... 24: 19 و يتسلط يهوه الذي من عيسو على الذي من يعقوب و يَهلك الشارد من مدينة "شاليم/أورشليم" ويذوب..... نظر بلعام بن بعور وهو على رأس فغور.. فرأى رفيديم موقع حرب بني إسرائيل مع قوم عماليق المكسور.. (انظر سفر الخروج 17) ...... 24: 20 ثم رأى عماليق فنطق بمَثَله و قال، عماليق أول الشعوب و أما آخرته فإلى الهلاك ...... فهم سدنة "بيت إيل" (بكة/مكة) ولن يعبدون يهوه الذي يزعم أنه ملاك..... 24: 21 ثم نظر إلى القيني (ابن حوباب القينيّ) فنطق بمثله و قال، ليكن مسكنك متيناً و عشك موضوعاً في صخرة. 24: 22 لكن يكون قاين للدمار..... أفأنتَ وحدك تحتمي في ظل يهوه كما البعرة.. وقوم كموش كعبيد إيل بانحدار..... 24: 23 ثم نطق بمَثَله و قال..... لن يفنى يهوه بفكره المأفون إلا بإيل العالي سيّد العليون.. زاوجوهم تحت راية إيل فتختلطون وتتصاهرون.. فكلكم بعبادة إيل منصورون مباركون..... 24: 25 ثم قام بلعام و انطلق و رجع إلى مكانه (كوخه الذي في فتور) ، و صور أيضاً ذهب في طريقه"..
انتهت الإصحاحات.. فلنراجع ما لحق لما فات.. ابن حوباب صمت إلى حين حتّى تنجلي الأوضاع ويظهر الحق اليقين.. وصور بن صفّور وجد في نصيحة بلعام بن بعور عند رأس فغور حلاً بعبادة إيل ممهور.. فأرسل بنات مديان وابنته كزبي لبني إسرائيل، شرط الزواج تحت راية عبادة إيل (سفر العدد 25).. فثارت ثائرة يهوه وأمر بإفناء الوباء، بقتل كل عابد لإيل في إسرائيل وقع بشرك المديانيّات والمديانيين الدُخلاء (سفر العدد 25)، واستمرّت الحملة فأوصلت المديانيين للفناء (سفر العدد 31).. وأما القينيّ حوباب، وحفاظاً على قومه وإلهه كموش واتفاق عدم الاعتداء بين إسرائيل وموآب، فقد أفشى لبني إسرائيل تفاصيل قصّة ابن صفّور وابن بعور ورأس فغور مع ابنه الذي سعى لدعم الإسرائيليين الأصحاب.. وهكذا وصلت قصة بلعام بن بعور إلى أسفار التوراة وحُرّفت فيما بعد بيد "عزرا" كما أظهرنا في الأعلى.. وأيضاً حُفظت قصّة بلعام بن بعور في أسفار الموآبيين الذين ارتحلوا شمالاً إلى الأعلى فكتبوها على حائط من الجبس في دير علا.. يبقى أن نُذكّر أو أن نُضيف أو أن يُضاف، إن ما كتبناه ككلام على لسان بلعام ما هو إلا تأليف من قبلنا مُضاف، تأليفٌ مُضافٌ مبنيّ على قافيةٍ عربيّةٍ ترتبط بالترجمة والنص العربي المُضاف إليه والمبنيُّ عليه، وبناءاً عليه يتوجب علينا أن نقول، لمزيد من الدقة والمنطق المقبول، يجب العودة للأصل في النص العبريّ للاستزادة، وهذا فوق قدرتي يا سادة..



التعديل الأخير تم بواسطة يهوذا الأسخريوطي ; 01-20-2020 الساعة 01:16 AM.
:: توقيعي :::
إذا قابلت إيلاً يوم حشرٍ.. فقل للثور ألحدني العميدُ..
رابط لكل الروابط
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
رابط لأهم مواضيعي في المنتدى:
https://www.il7ad.org/vb/showpost.ph...5&postcount=11

للحصول على كتبي المطبوعة أو الألكترونية:
https://www.neelwafurat.com/locate.a...88%D8%B7%D9%8A
  رد مع اقتباس
قديم 01-20-2019, 07:24 PM يهوذا الأسخريوطي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [47]
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
الصورة الرمزية يهوذا الأسخريوطي
 

يهوذا الأسخريوطي will become famous soon enoughيهوذا الأسخريوطي will become famous soon enough
افتراضي

وأما عن كون كل الأحداث السابقة قد تمت في عسير غرب العربيّة (وهي الواقعة في جنوب مكة: اليمن نسبة لمكة) فلنا في الإصحاح (36) من "سفر التكوين" والإصحاح (1) من "سفر أخبار الأيام الأول" مصدرين مفيدين (بعد عزل بعض تحريفات "عزرا" مثل: كنعان) حيث يُقدّم هذين الإصحاحين أنساب ابناء "عيسو بن إسحاق بن ابراهيم" الذين استقروا في "جبل سعير (عسير)" وفيهم العديد من الأسماء المطابقة لما مر معنا من أسماء في قصة "بلعام بن بعور" (الأحفاد يُسمون على أسماء الأجداد) مثل الأسماء التالية: "بسمة بنت اسماعيل/إحدى زوجات عيسو في غرب العربيّة" (وهي أخت نبايوت بن اسماعيل بن ابراهيم)، "رعوئيل ابن بسمة امرأة عيسو"، "تيمان" (التيمّن: اليمن)، "عماليق" (سدنة "بيت إيل": مكة/بكة)، "قورح" ("يهوه" من نسله.. راجع "المتاهة الكبرى")، "شمّة"، "صفوا/صفو" (قابل مع "صفور" و "صفورة")، "يثران" (قابل مع "يثرون" المُلقب بـ "رعوئيل" وابنته "صفورة" زوجة "موسى").. وغيرهم ممن ليسوا من نسل "عيسو": "بالع بن بعور" (قابل مع "بلعام بن بعور")، "يوباب" (قابل مع "حوباب")، "بعل حنان" (من عبدة "بعل") و"مديان ابن قطورة سريّة ابراهيم" (أي أنه كما المديانيين من عبدة "إيل").. وأسماء الأماكن: "جبل سعير (عسير)"، "أرض التيماني (التيمّن: اليمن)"، "مديان" و "أرض موآب"..



التعديل الأخير تم بواسطة يهوذا الأسخريوطي ; 01-20-2020 الساعة 09:21 PM.
:: توقيعي :::
إذا قابلت إيلاً يوم حشرٍ.. فقل للثور ألحدني العميدُ..
رابط لكل الروابط
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
رابط لأهم مواضيعي في المنتدى:
https://www.il7ad.org/vb/showpost.ph...5&postcount=11

للحصول على كتبي المطبوعة أو الألكترونية:
https://www.neelwafurat.com/locate.a...88%D8%B7%D9%8A
  رد مع اقتباس
قديم 01-20-2019, 07:27 PM يهوذا الأسخريوطي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [48]
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
الصورة الرمزية يهوذا الأسخريوطي
 

يهوذا الأسخريوطي will become famous soon enoughيهوذا الأسخريوطي will become famous soon enough
افتراضي

وهكذا انتهينا من قصة "بلعام بن بعور" ونصيحته التي ظنوا أنها مفيدة للتخلص من "يهوه" ولكنها في النهاية كانت مشؤومة للمديانيين.. ويمكن لمن يُريد الاستزادة حول بعض الأسماء (أسماء أماكن وأشخاص) استفدنا منها للتحقق من تحريفات "عزرا" وإعادتها إلى أصلها (مثل الأموريين تحريفاً وأما أصلاً الحشبونيين وحشبون) في بداية علاقة موآب ببني إسرائيل ومرتبطة بتاريخ موآب في العربيّة (مع تلميح لمرحلة الحروب والارتحال إلى بلاد الشام) أن يعود إلى الإصحاحين (15 و 16) من "سفر إشعياء" المنسوخين عن المصدر (ب 1) تحت عنوان "وحي من جهة موآب".. حيث سيجد لمحة عن تاريخ موآب في العربيّة قبل الارتحال إلى بلاد الشام (مع تلميح لمرحلة الارتحال).. وتنتهي هذه اللمحة مع الجملة: "16 :13 هذا هو الكلام الذي كلم به الرب موآب منذ زمان".. وينقطع الكلام عن أحوال موآب في بلاد الشام (جملة واحدة غير كافية 16 : 14) بفعل "عزرا".. ونظن بأن جزء من الكلام المُقتطع المفقود هو ما سبق وزجّه "عزرا" في الإصحاحين (23 و 24) من "سفر العدد"، على أنه من كلام "بلعام"، في حين أنه من كلام كاتب المصدر (ب 1) القادم من آرام النهرين والموجه لملك موآب "بالاق" (في بلاد الشام بعد الارتحال من العربيّة) في زمن الفرس و"زربابل".. وسندرج هذه المقاطع التي تعود للمصدر (ب 1) في آخر هذا الفصل بعد أن تكتمل صورة تاريخ "موآب" والموآبيين وارتحالهم إلى بلاد الشام..



:: توقيعي :::
إذا قابلت إيلاً يوم حشرٍ.. فقل للثور ألحدني العميدُ..
رابط لكل الروابط
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
رابط لأهم مواضيعي في المنتدى:
https://www.il7ad.org/vb/showpost.ph...5&postcount=11

للحصول على كتبي المطبوعة أو الألكترونية:
https://www.neelwafurat.com/locate.a...88%D8%B7%D9%8A
  رد مع اقتباس
قديم 01-20-2019, 07:30 PM يهوذا الأسخريوطي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [49]
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
الصورة الرمزية يهوذا الأسخريوطي
 

يهوذا الأسخريوطي will become famous soon enoughيهوذا الأسخريوطي will become famous soon enough
افتراضي

وأما عن الارتحال من العربية إلى بلاد الشام.. فنبدأ مع الآثار التاريخيّة المُثبتة.. ولدينا منها آثار "دير علا" (حيث دوّن المؤابيون ذكراهم عن حادثة "بلعام".. وما كانوا ليدونوها إن كانت شراً لهم.. فهي كانت شراً للمديانيين).. ولدينا أيضاً "نقش ميشع" (الحجر الموآبيّ).. ومنه نبدأ بالبحث عن الارتحال..

حلل الباحث زياد منى أجزاء من نقش ميشع في الصفحة 186 وما بعد في كتابه "جغرافية التوراة/ مصر وبنو إسرائيل في عسير"، كما فعل قبله كلاً من الباحثين كمال الصليبي وفراس السواح.. ونحن نظن بضرورة إعادة قراءة وتحليل كامل نقش ميشع بشكل جديد.. ولنا مثلاً في سوء القراءة (نقدم فقط أول ثلاثة أسطر) مما كتب الباحث السواح:
"حل رموز نقش ميشع ملك موآب بحروف عربية
انك مشع بن كمش ملك مأب هد
يبني أبي ملك على مأب شلشن ست وأنك ملك
تي احر أبي واعس هيمت زات لكمش بقرحه بن (ى)" ص 303

ونحن هنا نصحح نقلاً عن صورة النقش في الصفحة 302 واعتماداً على جدول الأبجديات القديمة في الصفحة 305 من نفس كتاب "السواح".. لنجد أن المكتوب في النقش هو:
انك مشع بن كمششلو ملك مابهد
يبني أبي ملك عل مأب شل(..)ن ست وأنك ملك
تي احر أبي واعس هيمت زات لكمش بقرحه بن (ى)".. قارن الفوارق التي ميزناها في السطرين الأولين..
إن سوء القراءة هذه لا يجب أن يمر بهكذا بساطة.. زد على ذلك سوء التأويل الذي أوصل الباحث "السواح" إلى الوقوع بمشكلة في الصفحة 310 من كتابه في معرض رده على كمال الصليبي: "ونحن لا ندري أي شيء آخر يجب أن يحتويه النقش، أكثر مما احتوى، للدلالة على أن موآب التوراتية كانت في شرقي الأردن. فالحجر الموآبي قد عثر عليه بين خرائب مدينة ديبان في الموقع المعروف منذ زمن طويل بخربة ذيبان بشرقي الأردن"
وستظهر هذه المشكلة حين ندقق.. فقد كُتب صراحة في نص النقش وفي السطر الثالث أن اسم الموقع حيث وجد النقش هو "قرحه" وليس "ديبان".. ربما ومع مرور الزمن تغير اسم الموقع من "قرحه" إلى "خربة ذيبان" استذكاراً لـ "ديبان" الأصلية التي خربت.. نقرأ في كتاب "السواح" نفسه (رغم تشكيكنا في قراءة ومن ثم ترجمة السطرين الأولين):
"ترجمة النص
أنا ميشع ملك موآب الديباني (نسبة إلى ديبان العاصمة).
أبي مَلَكَ على موآب ثلاثين سنة، وأنا ملكت.
بعد أبي، وبنيت هذا المرتفع لــ "كموش" (الإله) بـ "قرحه"." ص 306
حل الرموز والترجمة نقلاً عن: ولفنسون، تاريخ اللغات السامية، دار القلم، بيروت، 1980، ص ص 106 - 110.
وهنا نحن نقترح على الأستاذ السواح إعتماد ترجمات جديدة وأكثر دقة لنقش ميشع مثل تلك التي قام بها الدكتور يحى العبابنة أو تلك التي قام بها الباحث أحمد أشقر..

وأما عن حل معضلة إرتحال الموآبيين من العربيّة إلى بلاد الشام فسنعتمد على أسماء المدن الواردة في "نقش ميشع" لنقارنها مع أسماء المدن الواردة في التوراة.. حيث تمكنا من إيجاد قواسم مشتركة (من السطر 4 وحتى أول كلمتين من السطر 21) تعود إلى غرب العربيّة وهي: أرض مهدبا/سهل ميدبا، بعل معان أو بعلمعن/بعل معون (مرتبطة بمملكة "معن" اليمن)، قريتان/قريتايم، عطرت/عطاروت (تابعة لسبط جاد) (أسكن فيها ميشع أهل شران وأهل محرت)، نبه/نبو (في إسرائيل)، يهص/ياهص (موقع سكنه الإسرائيليون أثناء الحرب وأخذها الموآبيون)، ديبان أو ديبن/ديبون (ذبيان.. قوم/مدينة).. ولنضيف اسم ورد في "نقش ميشع" (الأسطر من 10 وحتى 14) متعلق بسبط "جاد" (جد – السطر 10) المقيمين في "عطاروت" (عطرت – السطر 11) حيث ورد اسم هو "أرئيل دوده" (أرءل دوده – السطر 13) يبدو أنه اسم رئيس عشيرة من سبط جاد (انظر سفر التكوين (46 : 6) وسفر العدد (26 : من 15 وحتى 18) حيث ورد اسم عشيرة من سبط "جاد" هي "الأرئيليين" نسبة لـ "أرئيلي") ويظهر في "نقش ميشع" (الأسطر من 10 وحتى 14) أن "ميشع" قد هزم "أرئيل دوده" وسحبه أمام "كموش" بعد أن أخذ "ميشع" مدينة "عطرت/عطاروت" الإسرائيليّة وقتل سكانها من سبط جاد.. نقرأ اعتماداً على ترجمة الباحث أحمد أشقر لنقش ميشع:
".....
4 - ساعة لأنه أنقذني من كل الملوك، ولأنه فرّج عني بين أعدائي. أما عُمْرِي
5 - ملك يِسرءِل، فإنه عذّب مؤاب أياماً كثيرة، لأنه يأنف كموشَ بأرضه،
6 - فخلفه ابنه وقال أيضا هو: سأعذب مؤاب بأيامي، قال نعم.
7 - وسأكون شاهداً وفي بيته. ويِسْرَءِل أبيد إلى الأبد. ورث عمري [أر]ض
8 - مهدبا، وسكن فيها في أيامه، ونصف أيام ابنه أربعين سنة.
9 - وأعادها كموش في أيامه. فبنيت بعلمعن، وعملت فيها الأشوح. وبنيت
10 - قريتين. وأهل جَد سكنوا في أرض عطرت فبنا له ملك
11 - يسرءل عطِرت. فحاربت المدينة وأخذتها وقتلت كل
12 - الجَمْعِ [...]
13 - فدعوت كموش ومؤاب. وأعدت من هناك أرءل دوده،
14 - وسحبته أمام كموش بقريت. وأسكنت أهل شرن وأهل
15 - محرت. فقال لي كموش: اذهب وخذ نِبِو على يسرءل. فسرت
16 - ليلاً، وحاربت بها من مطلع الفجر إلى الظهر، وأخذتها،
17 - وقتلت كلها وهم سبعة آلاف رجل وطفل وامرأة
18 - وإماء وأحرمتهم لعشتركموش.
19 - وأخذت من ذلك المكان عِدّة يهوه وآتيت بها أمامي إلى كموش. وملك يسرءل بنا يَهَص وسكن فيها وهو يحاربني، فطرده كموش من أمامي.
20 - وأخذت من مؤاب مائتي رجل كل كبارها، وسيرتهم إلى يهص وأخذتها إضافة
21 - إلى ديبن....."
هذه كانت رواية "ميشع" في نقشه على "الحجر الموآبيّ" عن الأحداث التي حصلت في غرب العربيّة (من السطر 4 وحتى أول كلمتين من السطر 21).. حيث وصف صراع موآب مع إسرائيل وملكها "عمري" وابنه خلال فترة حوالي الأربعين سنة.. والحروب التي حدثت في أواخر هذه الفترة..
وأما باقي السطور من "نقش ميشع" (تتمة السطر 21 وحتى الآخر) فتظهر فيها أسماء مدن لا مقابل لها في التوراة، وهي مدن في بلاد الشام، بناها "ميشع" أو بنى أسوارها.. ولم يكن بها برك مياه (أشوح) ولا آبار مياه.. كما بنى "ميشع" المدن الخربة في بلاد الشام.. وغيرها من المدن الجديدة التي بُنيت وسُميت على أسماء مدن أو أماكن كانت في العربيّة (لها مقابل في التوراة.. إما لوجودها في العربية أو بفعل تحريف "عزرا").. نقرأ اعتماداً على ترجمة الباحث أحمد أشقر لنقش ميشع:
"21 - ..... وأنا بنيت قرحه وسور هيعرن، وسور
22 - هعوفل. وأنا بنيت أبوابها وبنيت أبراجها،
23 - وأنا بنيت بيت الملك، وبنيت الأشوحين بقرب
24 - المدينة. ولم توجد بئر في داخل قرحه. فقلت للجمع: ليجعل
25 - كل رجل منكم بئرا في بيته. وأنا حفرت عين الماء لقرحه على أيدي أسرى
26 - يسرءل. وأنا بنيت عرُعِر. وأنا عَبّدت الطريق إلى أرنُن.
27 - وأنا بنيت المنصة، لأنه هدمها. وبنيت بِصِر لأنها كانت خراباً،
28 - كل ديبان مسلحة لأن كل ديبان تأتمر بأمري.
29 - وأنا حكمت مائة مدينة
30 - وأنا بنيت مهدبا ودبلتن وبيت بعلمعن
31 - وسيرت إليها غنم الأرض. وحورنن سكنها
32 - و[...] فقال لي كموش: انزل لنتواجه في حورنن. فنزلت
33 - وتواجهت وأعدتها في أيامي. في زمن
34 - و [...] من ثم [...] وأنا [...]"
ونلاحظ مثلاً أن "ميشع" قد بنى "مهدبا" (كمدينة جديدة في بلاد الشام) في حين أن ذكرها في التوراة لم يكن كمدينة وإنما كسهل هو "سهل ميدبا" (أيضاً "أرض مهدبا" في نقش ميشع في السطر 7 – 8 أثناء الكلام عن الأحداث في العربيّة).. وهذا دليل على تسمية المدن الجديدة التي بناها "ميشع" في بلاد الشام على أسماء أماكن (أرض أو سهل) في غرب العربيّة..
كما ونلاحظ استخدام ديبان كدلالة على قوم أكثر منه دلالة على مدينة..
ونلاحظ أيضاً أهم جملتين: "وأنا عَبّدت الطريق إلى أرنُن" و " وسيرت إليها غنم الأرض".. ما يوحي بمعنى يُفهم منه شق الطريق من أرنن/أرنون (غرب العربيّة) إلى مدن بلاد الشام حيث استقر الموآبيون المُرتحلون وقد سيّروا غنم الأرض إلى مدنهم الجديدة.. فالموآبيون رعاة رُحّل وإسراح الغنم للرعي من عاداتهم.. ولكن الجديد هنا هو تسيير الغنم إلى المدن الجديدة حيث تم حفر الآبار وإقامة البرك (الأشوح) لسقاية الغنم..
هذا ما يظهر في "نقش ميشع" من أدلة على الارتحال إلى بلاد الشام: مدن جديدة لم تُذكر في التوراة.. حفر آبار وإقامة برك (أشوح) في المدن الجديدة.. بناء مدن على اسم أماكن في العربية.. شق الطريق وتسيير الغنم..
ولكن ما سبب هذا الارتحال إن كان "ميشع" قد حقق كل هذه الانتصارات على "إسرائيل" و"سبط جاد"؟.. نحن أمام قصتين متناقضتين بين "نقش ميشع" و "التوراة" حول تلك الحروب بين الموآبيين ومملكة إسرائيل.. فكلٌ يذكر انتصاراته ويُخفي هزائمه.. وإن ما ذُكر في التوراة عن حروب "إسرائيل" مع "ميشع" في العربيّة قبل الارتحال إلى بلاد الشام سيكمل الصورة الناقصة التي لم يدونها "ميشع" في نقشه على "الحجر الموآبي" (وهذا من عادة الملوك الذين يدونون انتصاراتهم ولا يدونون هزائمهم) لنفهم من التوراة سبب الارتحال..



:: توقيعي :::
إذا قابلت إيلاً يوم حشرٍ.. فقل للثور ألحدني العميدُ..
رابط لكل الروابط
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
رابط لأهم مواضيعي في المنتدى:
https://www.il7ad.org/vb/showpost.ph...5&postcount=11

للحصول على كتبي المطبوعة أو الألكترونية:
https://www.neelwafurat.com/locate.a...88%D8%B7%D9%8A
  رد مع اقتباس
قديم 01-20-2019, 07:34 PM يهوذا الأسخريوطي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [50]
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
الصورة الرمزية يهوذا الأسخريوطي
 

يهوذا الأسخريوطي will become famous soon enoughيهوذا الأسخريوطي will become famous soon enough
افتراضي

ولكن لنفهم قبل ذلك متى بدأ الخلاف بين الموآبيين وبني إسرائيل بعد ذلك الحلف الوثيق منذ أيام "موسى" (المُصاهرة واتفاق عدم الاعتداء: ما لكموش لكموش وما ليهوه ليهوه).. لقد انقلب الحلف إلى عداوة مؤقتة حين استعبد "عجلون" (ملك موآب) بنو إسرائيل ثم تم قتل "عجلون" ما أذلّ "موآب" (حسب "سفر القضاة" 3).. ولكن عادت الأمور إلى مجاريها (اتفاق الصلح) أيام "سليمان" وبنائه لهيكل "كموش" (والزوجة الموآبيّة).. ولقد استمرت هذه العلاقة الوثيقة إلى أن انشقت المملكة الموحدة بعد موت "سليمان".. فأصبح لدينا "مملكة يهوذا" (اليهويّة الحافظة لاتفاق الصلح) و"مملكة إسرائيل" (الأيليّة) التي وصل إلى مُلكها الملك "عمري" الذي أسقط اتفاق الصلح (انظر الأسطر من 4 وحتى 8 من "نقش ميشع") باعتدائه على أرض مهدبا/سهل ميدبا التابع للموآبيين.. وأما في أيام "أخاب بن عمري" فكانت سنين القحط والجوع والعطش (راجع الفصل المعنون "الحقد الدفين ينفجر بصراع إيليا وكهنة بعل.. إيل.. إيليا.. إلياس.." في بحثنا "صراع الكهنة") فانفجرت الحروب في أيام "ميشع" وابن عمري (أخاب بن عمري.. في آخر أيامه) حيث كانت الغلبة لميشع كما دوّنها في "نقش ميشع" (لا ذكر لهزائم أخاب ومملكة إسرائيل على يد الموآبيين في التوراة كما هي عادة الملوك الذين يُخفون هزائمهم).. وأما في أيام يورام/يهورام ابن آخاب فتعود التوراة لذكر الانتصارات على "ميشع" الموآبي (لا ذكر لهزائم "ميشع" في "نقش ميشع" كما هي عادة الملوك الذين يُخفون هزائمهم).. لنُكمل الآن الصورة الناقصة بالاستفادة من التوراة لنفهم سبب ارتحال الموآبيين إلى بلاد الشام.. نقرأ في سفر الملوك الثاني:
"3: 4 و كان ميشع ملك موآب صاحب مواش فأدى لملك إسرائيل مئة ألف خروف و مئة ألف كبش بصوفها 3: 5 و عند موت أخاب عصى ملك موآب على ملك إسرائيل [هاتين الجملتين هما اخصار ما ورد في "نقش ميشع" (من السطر 4 وحتى النصف الأول من السطر 19) عن إذلال موآب من طرف عمري وابنه أخاب.. وصولاً لانتصارات "ميشع" على إسرائيل وسبط جاد في أواخر فترة مُلك أخاب.. ولقد اختزل كتبة التوراة كل انتصارات "ميشع" بأن أخفوها بمصطلح "عصى".. والآن فلنتابع في التوراة ما أخفاه "ميشع" في نقشه على "الحجر الموآبيّ" من أحداث تالية لانتصاراته بعد موت أخاب بن عمري:] 3: 6 و خرج الملك يهورام في ذلك اليوم من السامرة و عدّ كل إسرائيل 3: 7 و ذهب و أرسل إلى يوشافاط ملك يهوذا يقول قد عصى علي ملك موآب فهل تذهب معي إلى موآب للحرب فقال أصعد مثلي مثلك شعبي كشعبك و خيلي كخيلك [لقد أسقط ملك يهوذا اتفاق عدم الاعتداء مع موآب.. ويبدو أن ملك يهوذا قد وجد في مقتل "أرئيل دوده" وسكان عطاروت من سبط جاد حجّة لإسقاط اتفاق عدم الاعتداء.. زد على ذلك هذه الفرصة المواتية للتحالف بين مملكتي "يهوذا" و"إسرائيل" (تحت راية "يهوه" كما سنفهم لاحقاً).. فانقلبت موازين القوى لغير مصلحة موآب..] 3: 8 فقال من أي طريق نصعد فقال من طريق برية أدوم 3: 9 فذهب ملك إسرائيل و ملك يهوذا و ملك أدوم [دون تحديد اسم ملك أدوم!.. لا يهم.. ولكن المهم أن الحلف أصبح ثلاثيّاً ضد موآب..] و داروا مسيرة سبعة أيام و لم يكن ماء للجيش و البهائم التي تبعتهم 3: 10 فقال ملك إسرائيل آه على أن الرب [يهوه..] قد دعا هؤلاء الثلاثة الملوك ليدفعهم إلى يد موآب [إذاً فالحلف كان تحت راية "يهوه".. وها قد بدأ الحلف بالتشقق بسبب العطش والخلاف على راية "يهوه".. حيث أن "يورام/يهورام بن أخاب" (من عبدة "بعل" كما كان أبيه من قبله) عزا العطش لغضب "بعل" الذي حجب المطر.. فكان الاقتراح بتغيير راية الحلف ("بعل" بدل "يهوه")..] 3: 11 فقال يهوشافاط أليس هنا نبي للرب ["يهوه"..] فنسأل الرب به فأجاب واحد من عبيد ملك إسرائيل و قال هنا أليشع بن شافاط الذي كان يصب ماء على يدي إيليا [أليشع.. غلام (خادم) النبي ألتشبي.. (راجع الفصل المعنون "الحقد الدفين ينفجر بصراع إيليا وكهنة بعل.. إيل.. إيليا.. إلياس.." في بحثنا "صراع الكهنة").. أليشع أحد عناصر الانقلاب اليهويّ ذو الغطاء الإيليّ..] 3: 12 فقال يهوشافاط عنده كلام الرب ["يهوه"..] فنزل إليه ملك إسرائيل و يهوشافاط و ملك أدوم 3: 13 فقال أليشع لملك إسرائيل ما لي و لك اذهب إلى أنبياء أبيك و إلى أنبياء أمك [أنبياء "بعل"..] فقال له ملك إسرائيل كلا لأن الرب ["يهوه"..] قد دعا هؤلاء الثلاثة الملوك ليدفعهم إلى يد موآب [تشقق الحلف بسبب راية "يهوه"..] 3: 14 فقال أليشع حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه إنه لولا أني رافع وجه يهوشافاط ملك يهوذا لما كنت أنظر إليك و لا أراك 3: 15 و الآن فآتوني بعوّاد و لما ضرب العوّاد بالعود كانت عليه يد الرب 3: 16 فقال هكذا قال الرب ["يهوه"..] اجعلوا هذا الوادي جباباً جباباً [جمع "جُب".. بمعنى بئر.. أي: احفروا في هذا الوادي آباراً..] 3: 17 لأنه هكذا قال الرب ["يهوه"..] لا ترون ريحاً و لا ترون مطراً [أي أن "بعل" لن يُسعفكم بالمطر..] و هذا الوادي يمتلئ ماء فتشربون أنتم و ماشيتكم و بهائمكم [وهذا كان اقتراح أليشع للحفاظ على الحلف تحت راية "يهوه" وسحب البساط من تحت ملك إسرائيل الذي اقترح راية "بعل".. الآبار بدل انتظار المطر..] 3: 18 و ذلك يسير في عيني الرب فيدفع موآب إلى أيديكم 3: 19 فتضربون كل مدينة محصنة و كل مدينة مختارة و تقطعون كل شجرة طيبة و تطمون جميع عيون الماء و تفسدون كل حقلة جيدة بالحجارة [هذه كانت تعليمات أليشع (أو ما كُتب لاحقاً بعد الحرب عما تم تحقيقه أثناء الحرب): ضرب كل مدن موآب وطم جميع عيون الماء..] 3: 20 و في الصباح عند إصعاد التقدمة إذا مياه آتية عن طريق أدوم فامتلأت الأرض ماء [هكذا أتت المياه عن طريق أدوم!.. ما هذه الجملة الغامضة؟!.. يبدو أن هذه الجملة تُخفي خلف غموضها حقيقة حفر الآبار بأيدي الأدوميين..] 3: 21 و لما سمع كل الموآبيين أن الملوك قد صعدوا لمحاربتهم جمعوا كل متقلدي السلاح فما فوق و وقفوا على التخم 3: 22 و بكروا صباحاً و الشمس أشرقت على المياه و رأى الموآبيون مقابلهم المياه حمراء كالدم 3: 23 فقالوا هذا دم قد تحارب الملوك و ضرب بعضهم بعضاً و الآن فإلى النهب يا موآب [لا نعلم بعد ما الذي رآه الموآبيون، وقطعاً لا دخل للمياه الحمراء بما حصل، فالمكتوب هنا هو من وجهة نظر الحلف الثلاثي ولا نعلم وجهة نظر الموآبيين.. لكن الكلام التالي سيوضّح ما حصل حقاً:..] 3: 24 و أتوا إلى محلة إسرائيل فقام إسرائيل و ضربوا الموآبيين فهربوا من أمامهم فدخلوها و هم يضربون الموآبيين [هذا هو الفخ الذي وقع به مسلحوا موآب.. وهذا ما حصل حقاً.. لقد ترك الإسرائيليين خيامهم التي في المحلة خالية (ويبدو أن المحلة أقيمت في يهص/ياهص.. راجع السطرين 19 و 20 من "نقش ميشع") واختبأوا في مكان قريب، وربما تركوا في المحلة آثار دماء من ذبائحم (وليس مياه حمراء) لكي يظن الموآبييون أن الحلف الثلاثي قد انهار بعد أن تحارب الملوك فيما بينهم، وحين وقع الموآبيون في الفخ وهمّوا لنهب المحلة الفارغة باغتهم الاسرائيليون وقد دخلوا بسيوفهم على المحلة.. أعد قراءة الجملة (3 : 24) لتفهم الفخ بوضوح.. وأثناء هذا الفخ، حيث تم القضاء على قسم كبير من القوة الرئيسيّة المُسلّحة للموآبيين، كانت مدن موآب تتساقط أمام الحلف الثلاثي..] 3: 25 و هدموا المدن و كان كل واحد يلقي حجره في كل حقلة جيدة حتى ملأوها و طموا جميع عيون الماء و قطعوا كل شجرة طيبة و لكنهم أبقوا في قير حارسة حجارتها و استدار اصحاب المقاليع و ضربوها [تم تهديم المدن.. وطم جميع عيون الماء.. ولم يبقَ سوى مدينة واحدة حصينة هي "قير الحارسة"] 3: 26 فلما رأى ملك موآب أن الحرب قد اشتدت عليه أخذ معه سبع مئة رجل مستلي السيوف لكي يشقوا إلى ملك أدوم فلم يقدروا 3: 27 فأخذ ابنه البكر الذي كان مَلَكَ عوضاً عنه و أصعده محرقة على السور فكان غيظ عظيم على إسرائيل فانصرفوا عنه و رجعوا إلى أرضهم [ما هذه النهاية الغريبة لهكذا حرب؟!.. إن التفسير التقليدي لهذه الجملة (3 : 27) يفترض حرق "ميشع" ملك موآب لابنه البكر.. وهذا التفسير المغلوط (ربما بسبب الترجمة عن نص غير واضح) يوصل إلى معناً غامضاً بمنطق مختل: فهل يغتاظ الإسرائيليين لأن ملك موآب قد أحرق ابنه البكر الذي كان ملكاً عوضاً عنه!!!.. الأمر مريب ومُختل من كل النواحي.. كيف يًصبح الابن البكر ملكاً عوضاً عن أبيه وأبوه ما يزال حياً؟!.. ما هذا الشعور المُرهف الذي حلّ على الإسرائيليين بسبب حرق ابن ملك موآب؟!؟!.. هل اغتاظ الإسرائيليون أم كان عليهم غيظ عظيم من كموش إله موآب؟!؟!؟!.. القصة هنا غامضة جداً ضمن هذا التفسير المغلوط.. وأما التفسير المنطقي فسيتضح حين نعيد قراءة الجملتين (3 : 26 و 27) معاً: "فلما رأى ملك موآب أن الحرب قد اشتدت عليه أخذ معه سبع مئة رجل مستلي السيوف لكي يشقوا إلى ملك أدوم فلم يقدروا (أي أن الموآبيين لم يقدروا الوصول إلى ملك أدوم ولكنهم وصلوا إلى الابن البكر لملك أدوم فأخذوه حياً عوضاً عن أبيه ملك أدوم..) فأخذ ابنه البكر الذي كان مَلِكْ عوضاً عنه (ويبدو أن الابن البكر لملك أدوم كان ملكاً أيضاً على مدينة ما في أرض أدوم.. وهكذا أخذ الموآبيون الابن البكر لملك أدوم أسيراً حياً عوضاً عن أبيه ملك أدوم..) و أصعده محرقة على السور. فكان غيظ عظيم على إسرائيل (غيظٌ عظيم من الأدوميين على الإسرائيليين.. وانهار الحلف الثلاثي..) فانصرفوا عنه و رجعوا إلى أرضهم".. إن تفسيرنا هذا لهاتين الجملتين يحل كل نقاط الخلل في التفسير التقليدي للجملة الثانية (3 : 27).. ويظل الجزم في منطقيّة تفسيرنا بالعودة للنص الأصليّ باللغة العبريّة والتأكّد من صحّة امكانيّة استبدال مَلَكَ بـ مَلِكْ في الترجمة العربيّة (وهو ما يتجاوز قدراتي وأتركه ليجزم به المختصون باللغة العبريّة في التوراة المُسوّرة أو قبل تسويرها/ بعنى تشكيلها أو تحريكها).. مع العلم أننا لم نجد تفسيراً آخر - لا في التوراة ولا في "نقش ميشع" (الحجر الموآبي) - يمكن أن يُعتبر منطقياً لنهاية هذه الحرب.. ولكن المهم في نتائج هذه الحرب هو خراب جميع مدن موآب في غرب العربيّة عدا "قير الحارسة" ذات الأسورا.. وأيضاً طمّ جميع عيون الماء (بما فيها الآبار) الضروريّة لسقاية المواشي في أرض موآب.. وأمام هذه الكارثة التي حلّت بالموآبيين الذين يعتمدون على المواشي في معيشتهم، والذين وجدوا أنفسهم في بيئة محيطة من الأعداء، ماذا كان أمام "ميشع" ملك موآب غير تسيير قطعان أغنامه وشق الطريق للارتحال بقومه إلى منطقة أخرى (بلاد الشام) حيث سيبني مدناً جديدة ويحفر آباراً وبركاً بعيداً عن أرض غرب العربيّة المليئة بالأعداء وبالدماء.. والتي ما عاد له فيها ماء..] "
وبعد هذه الحرب في أيام "يهورام/يورام" (ملك إسرائيل) و"يهوشافاط" (ملك يهوذا) و"ميشع" (ملك موآب) فإننا لن نجد ذكراً تالياً لموآب في التوراة إلا بشكل غامض ومشكوك فيه.. مثل ما ورد في "سفر الملوك الثاني" على زمن "يوآش" (ملك إسرائيل):
"13: 14 و مرض أليشع مرضه الذي مات به فنزل إليه يوآش ملك إسرائيل و بكى على وجهه و قال يا أبي يا أبي يا مركبة إسرائيل و فرسانها..... 13: 20 و مات أليشع فدفنوه و كان غزاة موآب تدخل على الأرض عند دخول السنة. 13: 21 و فيما كانوا يدفنون رجلاً إذا بهم قد رأوا الغزاة فطرحوا الرجل في قبر أليشع فلما نزل الرجل و مس عظام أليشع عاش و قام على رجليه "
وهكذا يمر غزاة موآب مرور الكرام دون أن نعرف على من غزوا وما نتائج الغزو!!!.. يكفينا أن نعرف أن الرجل الميت قد قام من الموت بعد أن مس عظام أليشع المدفون تحت الرمل!.. أم أن قبر أليشع كان مفتوحاً ومكشوفاً وبلا رمل يُغطيه!!.. أم أن مراسم دفن أليشع كانت في نفس يوم الغزو وقد هرب الدافنون تاركين القبر مكشوفاً وفيه عظام أليشع بلا لحم!!!.. تباً لهذا التخريف.. هكذا تضيع قصة غزاة موآب بين عظام أليشع.. ولكن مهلاً.. هل كان هدف غزاة موآب هو نهب عظام أليشع السحريّة؟!.. كفانا تخريفاً ولنقول أن ورود اسم "موآب" هنا هو غامض يحتمل تحريف عزرا كما ويحتمل إمكانيّة بقاء بعض الموآبيين في غرب العربيّة ولكن ليس بصفة شعب كبير ولكن بصفة بعض الأفراد الذين تحولوا عن مهنة الرعي إلى امتهان الغزو.. وأما الدليل على غياب "الموآبيين" الرعاة من غرب العربيّة سنجده حين سنعثر على المصدر الجديد للأغنام.. قوم رعاة جدد هم أصبحوا المصدر المزوّد للأغنام لمملكتي إسرائيل ويهوذا.. فمن هم؟.. بداية الخيط سنمسكه في زمن لاحق هو زمن "يربعام بن يوآش" (ملك إسرائيل) حيث نقرأ في سفر الملوك الثاني أيضاً:
"14: 23 في السنة الخامسة عشرة لأمصيا بن يوآش ملك يهوذا ملك يربعام بن يوآش ملك إسرائيل في السامرة إحدى و أربعين سنة..... 14: 25 هو رد تخم إسرائيل من مدخل حماة [تحريف "عزرا".. سنثبته بعد قليل..] إلى بحر العربة حسب كلام الرب إله إسرائيل الذي تكلم به عن يد عبده يونان بن أمتاي النبي الذي من جت حافر [هذا هو طرف الخيط.. النبي "يونان" "يونه" "يونس" صاحب الحوت.. ومعه طرف الخيط فأمسكوه جيداً لأننا سنعود إليه..] . 14 : 26 لأن الرب رأى ضيق إسرائيل مراً جداً، لأنه لم يكن محجوز و لا مطلق و ليس معين لإسرائيل 14: 27 و لم يتكلم الرب بمحو اسم إسرائيل من تحت السماء فخلصهم بيد يربعام بن يوآش. 14: 28 و بقية أمور يربعام و كل ما عمل و جبروته كيف حارب و كيف استرجع إلى إسرائيل دمشق و حماة [تحريف "عزرا".. وسنثبته بالتالي:..] التي ليهوذا [هذه تخريفة كبيرة يا "عزرا" نتجت عن تحريفك.. دمشق وحماة التي ليهوذا يسترجعها "يربعام بن يوآش/يهوآش" ملك إسرائيل!!!.. لم يبقَ سوى أن تخرّف أن الصين والهند التي ليهوذا استرجعها بوش بن بوش ملك إسراطيز.. والطريف في الأمر أن ورطة "عزرا" مع تقنية اللفائف وتحريفه هذا لأسماء نجهلها وزجه بدلاً عنها حماة ودمشق قد أوصلته لطريق مسدود مباشرة.. فبداية الجملة (14 : 28) تتحدث عن "بقية أمور يربعام وكل ما عمل وجبروته.....":..] أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل [والآن، فلنبحث عن جبروت "يربعام بن يوآش/يهوآش" في سفر أخبار الأيام.. نعتذر منكم!.. إنقطع البث!!.. لم نجد أخبار الجبار!!!.. لا ذكر إطلاقاً ليربعام بن يواش (أو يهواش) بعد هذا الذكر!!!!.. ضاعت أخبار الجبار في سفر الأخبار!!!!!.. أضاعها "عزرا" الذي وجد بأن أخبار الجبار في سفر الأخبار لا تتوافق مُطلقاً مع جغرافيّة دمشق وحماة.. تقنيّة للفائف مجدداً.. لا يستطيع "عزرا" تعديل تحريفه هنا في سفر الملوك إذاً فتباً لأخبار الجبار في سفر أخبار الأيام..] ."
نعود الآن إلى طرف الخيط الذي طلبتُ منكم أن تُمسكوه.. لم تفلتوه!.. إن أفلتم طرف الخيط فعودوا لإمساكه في آخر (14 : 25) في الأعلى.. نعم.. النبي "يونان بن أمتاي" "يونه" "يونس".. هل تذكرون قصته التي مررنا عليها في فصل "صور الواحدة والصيدونات.. وما ينتج عنها من تفرعات.. وصولاً إلى هياكل سليمان والتخريفات..".. إن كنتم لا تذكرون فإليكم مقطعاً تقتبسه مما كتبنا مع التأكيد على ما يهمنا لنمسك بالخيط الثاني:
"..... وقد قام الباحث كمال الصليبي بجانب بسيط من هذا العمل في كتابه "التوراة جاءت من جزيرة العرب".. كما وتطرّق لعلاقة "ترشيش" بالهند في تحليله لقصة "يونان/يونه/يونس" والحوت في كتابه "خفايا التوراة"(الفصل العاشر)، حيث قدّر "الصليبي" موقع "ترشيش" في ساحل عُمان الحاليّة في حين أننا نظن أنها في الهند، فلقد أغفل الباحث "الصليبي" تحريفات "عزرا" التي مست أيضاً "سفر يونان" من حيث استبداله اسم مدينتين في غرب العربية (فقدنا الاسمين الأصل) باسم مدينتين من جغرافيّا عزرا الجديدة هما "نينوى" و"يافا" (يجب إعادة قراءة "سفر يونان" بعد تنقيته من تحريفات "عزرا").. أما عن الحوت فنرجّح توقّع الباحث "الصليبي" أن ربطه بقصة يونان هو من مصدر هنديّ (ص 300 من كتابه "خفايا التوراة").. وأما قصة يونان الأصليّة فنظن أنها لا تعدو عن كونها قصة شخص يُدعى "يونه" من غرب العربيّة أُمر بالذهاب إلى مدينة رعويّة ما (تعتمد في إقتصادها على المواشي) - حتماً ليست "نينوى" – لتهديدهم بانقلاب المدينة بعد 40 يوماً إن لم يعبدوا "يهوه"، فخاف "يونه" من تنفيذ الأمر وهرب إما جنوباً نحو اليمن إلى ميناء ما – حتماً ليس "يافا" – أو هرب غرباً نحو البحر الأحمر إلى ميناء ما – حتماً ليس "يافا" - حيث ركب سفينة متجهة إلى "ترشيش" (في الهند) حيث لا يعبدون "يهوه" ولا نفوذ لليهويّين هناك.. ولكن حين هبّت عاصفة على السفينة مهددة بإغراقها بحث الملاحون عن السبب الإلهيّ وراء العاصفة فعلموا من "يونه" أنه هارب من أوامر إلهه "يهوه" فرموا به بالبحر لتنجو السفينة.. ولا نعلم حقاً إن نجت السفينة أم لا.. ولكن "يونه" بقي في مياه بحر العرب أو البحر الأحمر يُصارع الموت وكأنه دخل "الهاوية" - ربما لمدة ثلاثة أيام - وهو يستسمح "يهوه" وينذر له بذبيحة في الهيكل (هيكل سليمان) إلى أن قذف به الموج إلى الشاطئ.. فعاد "يونه" إلى "أورشليم" غرب العربيّة وأوفى نذره فأُمر مرّة ثانية بالذهاب إلى المدينة الرعويّة التي فقدنا اسمها - حتماً ليست "نينوى" – وتهديدهم بانقلاب المدينة بعد 40 يوماً إن لم يعبدوا "يهوه"، فذهب "يونه" إلى تلك المدينة الرعويّة التي تبعد عن "أورشليم" غرب العربيّة مسيرة ثلاثة أيام أو يوم واحد (أنظر سفر يونان (3 : 3 و 4) وقارن مع المسافة التي تبعد بين "نينوى" الآشوريّة وبين "يافا" أو أيّة مدينة ساحليّة على المتوسط أو "القدس") حيث أخبرهم بأن المدينة ستنقلب بعد 40 يوماً.. ولكن لم تنقلب المدينة بعد 40 يوماً!.. (راجع سفر يونان).. "
والآن فلنجمع الخيوط.. "يونان بن أمتاي" (مذكور بنفس الاسم في سفر يونان 1 : 1) قد عاصر "يربعام بن يوآش" ملك إسرائيل (كما مر في سفر الملوك الثاني 14 : 25).. وكلاهما عاشا بعد زمن طويل من حرب الحلف الثلاثي ضد "موآب".. فإذا ظل الموآبيون مقيمين قريباً من إسرائيل وأورشليم (مسيرة ثلاثة أيام) حسب جغرافيا بلاد الشام ولم يرتحلوا.. فهل كانت مهمة "يونان" هي دعوتهم (وهم الرعاة وأصحاب المواشي) لعبادة "يهوه" أو "إيل" بدل "كموش"؟.. دعونا نركّب قصّة "يونان" على جغرافيا بلاد الشام.. "نينوى" هي قطعاً مرفوضة لبعدها أكثر من مسيرة ثلاثة أيام، إذاً فهي "قير الحارسة" (على فرض أنها في بلاد الشام).. حتى الآن الأمر مقبول.. أُمر "يونان" بالذهاب إلى "قير الحارسة" لإقناع الموآبيين بعبادة "يهوه" أو "إيل" بدل "كموش" وإلا فستنقلب المدينة بعد 40 يوماً.. ولكن "يونان" هرب إلى "يافا" ليركب سفن "ترشيش" (إسبانيا).. ترشيش نفسها التي تسير إليها السفن إنطلاقاً من "عصيون جابر" التي في خليج العقبة!.. مهلاً.. عدنا لنفس معضلة ترشيش.. إسبانيا أم الهند؟!.. إلى إسبانيا من خليج العقبة في البحر الأحمر!!.. هذا مستحيل.. راجع البلاهة التي تحدثنا عنها حول هذه النقطة في فصل "صور الواحدة والصيدونات.. وما ينتج عنها من تفرعات.. وصولاً إلى هياكل سليمان والتخريفات.." قبل أن نتطرق لقصة "يونان/يونه/يونس" التي عدنا إليها في الاقتباس السابق.. ما هذه البلاهة من جديد حول "يونان" ومغامراته البحريّة نحو ترشيش التي في إسبانيا والتي تُصدّر الطواويس!!!.. جغرافيا بلاد الشام تسقط من الحسبان كما سقطت "نينوى" التي تبعد مسيرة ثلاثة أيام عن مدن "فلسطين" (كما تُسمى اليوم)!!!!.. تحريفات "عزرا" هي الحل.. "يافا" في "سفر يونان" هي أصلاً قبل تحريف "عزرا" مدينة ساحليّة ما على ساحل البحر الأحمر أو بحر العرب يمكن لسفنها الوصول إلى ترشيش (الهند) عبر "طريق الطاووس".. "نينوى" في "سفر يونان" هي أصلاً قبل تحريف "عزرا" مدينة رعويّة تبعد مسيرة ثلاثة أيام من إسرائيل أو أورشليم (غرب العربيّة)، فهل هي "قير الحارسة"؟.. لا نظن.. فإن بقي بعض الموآبيين مقيمين في "قير الحارسة" (لم يرتحلوا مع الملك "ميشع" إلى بلاد الشام حيث تم نقش الحجر الموآبي) لما كان "عزرا" ليقوم بتحريف "سفر يونان" بهدف إخفاء الموآبيين و"قير الحارسة" بل كان استغل ذكر الموآبيين و"قير الحارسة" في هذا السفر للزيادة في تشويه سمعتهم لكونهم عبدة "كموش".. زد على ذلك أن "يونان" كان قد أُرسل إلى تلك المدينة الرعويّة بأمر من "الرب" (يهوه) فإذا بأهل تلك المدينة يعبدون "الله" (إيل) (انظر "سفر يونان" الإصحاح 3) ولا ذكر لاسم ملكهم ولا إلههم قبل "إيل" (لا ذكر لكموش) لا بل وتوصف هذه المدينة حسب "سفر يونان" (3 : 3) بأنها "كانت مدينة عظيمة لله (إيل)".. فنحن هنا أمام مدينة رعويّة في غرب العربيّة (هي ليست مدينة موآبيّة) يعبد أهلها وملكها "إيل" وليس "يهوه" ولا "كموش".. هذه المدينة توصف بأنها "مدينة عظيمة لله (إيل)" وتبعد عن هيكل يهوه (في "شاليم/أورشليم" غرب العربية) مسيرة ثلاثة أيام.. إذاً فهؤلاء القوم الرعويين عبدة "إيل" في مدينتهم العظيمة لله (إيل) هم من أصبحوا مصدر الغنم لهيكل يهوه بدلاً عن الموآبيين.. هذا يعني أن الموآبيين جميعاً قد ارتحلوا مع أغنامهم من غرب العربيّة إلى بلاد الشام (بقيادة ملكهم "ميشع") تاركين الأراضي الرعويّة في غرب العربيّة لقوم رعاة آخرين يعبدون "إيل" ليُصبح هؤلاء الرعاة، في مدينتهم العظيمة التي لله، هم مصدر الغنم لهيكل يهوه الذي بناه سليمان.. فمن هم هؤلاء الذين حلوا محل الموآبيين في غرب العربيّة؟.. نرجّح أنهم "قوم نبايوت" و "قوم قيدار" الرعاة أحفاد "اسماعيل ابن إبراهيم".. والدليل نجده في "سفر إشعياء" نسخاً عن المصدر (ب 2) (الذي يتحدث عن "أورشليم" غرب العربيّة في زمن الفرس قبل أن تظهر خطة استبدال إعادة إعمارها بخطة بناء "يهوه شمه" كبديلة عن "أورشليم" ولكن في بلاد الشام).. نقرأ عن المصدر (ب 2) متحدثاً عن جغرافيا غرب العربيّة في "سفر إشعياء" لنحصل على الخيط الأخير:
"60 :1 قومي استنيري لأنه قد جاء نورك و مجد الرب أشرق عليك 60 :2 لأنه ها هي الظلمة تغطي الأرض و الظلام الدامس الأمم أما عليك فيشرق الرب و مجده عليك يرى 60 :3 فتسير الأمم في نورك و الملوك في ضياء إشراقك 60 :4 ارفعي عينيك حواليك و انظري قد اجتمعوا كلهم جاءوا إليك يأتي بنوك من بعيد و تحمل بناتك على الأيدي 60 :5 حينئذ تنظرين و تنيرين و يخفق قلبك و يتسع لأنه تتحول إليك ثروة البحر و يأتي إليك غنى الأمم [والآن سيبدء تعداد الأمم والأماكن القريبة من "أورشليم" الخربة الحالمة بالعودة لأيامها الغابرة.. فلنتابع تلك الأماكن ومنتجاتها بتدقيق ولنفهم هل هي في بلاد الشام أم في غرب العربيّة:] 60 :6 تغطيك كثرة الجمال بكران مديان و عيفة كلها تأتي من شبا ["سبأ" (المملكة التي حلت محل مملكة "معن" في اليمن).. وها هي منتجاتها:] تحمل ذهباً و لباناً و تبشر بتسابيح الرب 60 :7 كل غنم قيدار تجتمع إليك كباش نبايوت ["نبايوت" و"قيدار" هما من أولاد اسماعيل ابن ابراهيم المقيمين في العربيّة.. وأما الغنم والكباش التي يرعاها من يعود نسبهم لكل من "نبايوت" و"قيدار" في العربيّة، فقد حلوا محل "موآب" والموآبيين كمصدر للغنم في غرب العربيّة..] تخدمك تصعد مقبولة على مذبحي و أزين بيت جمالي"
لقد حللنا هذا المقطع العائد للمصدر (ب 2) في الفصل السابق ولاحظنا علاقته بجغرافيا غرب العربيّة وغياب أي علاقة بجغرافيا بلاد الشام..
وهكذا أوصلتنا مجموعة الخيوط إلى التالي: حل "قوم قيدار" و"قوم نبايوت" مكان الموآبيين في غرب العربيّة.. وهم (النبايوتيين والقيداريين) من عبدة "إيل" كما كان قبلهم "إسماعيل" (اسماع إيل) و"إبراهيم".. ومدينتهم الرعويّة هي التي توصف بأنها "مدينة عظيمة لله (إيل)".. وإليهم توجّه "يونان" بهدف دعوتهم لعبادة "يهوه" وإلا انقلبت مدينتهم بعد 40 يوماً.. عُدنا لقصة "يونان/يونه/يونس" في غرب العربيّة ومغامرته مع "سفن ترشيش".. والمهم هنا أنه وبعد ارتحال الموآبيين مع أغنامهم بقيادة ملكهم "ميشع" إلى بلاد الشام، ما عاد للموآبيين وجود يُذكر في غرب العربيّة بعد الحلف الثلاثي ضد "موآب".. ولكن "عزرا" لم يتوقف عن محاولات زج الموآبيين في التوراة بأحداث لاحقة مثل قصة "عظام أليشع" (الغامضة كما ظهر في الأعلى)، أو في الذكر التالي لموآب الذي نجده في "سفر أخبار الأيام الثاني" في أيام يهوشافاط ضمن غموض وتشتت وضياع زمنيّ للقصة التالية التي لم ترد في "سفر الملوك" وإنما وردت هنا في "سفر أخبار الأيام الثاني" وإليكم مفاتيح حل لغز ذكر "موآب" فيها:
"20: 1 ثم بعد ذلك أتى بنو موآب و بنو عمون و معهم العمونيون على يهوشافاط للمحاربة [ها هو أول خطأ وقع به "عزرا" أثناء تحريفه.. لقد لاحظنا مراراً في التوراة استخدام "بني عمون" و"العمونيين" تبادلياً على أنهم نفس القوم (راجع "سفر الملوك الأول" (11: 5 و 7 و 33) حيث يتم ذكرهم تبادلياً مع إلههم "ملكوم" أو "مولك".. حيث في 5 "ملكوم رجس العمونيين" وفي 33 "ملكوم إله بني عمون").. فإذا كان "بني عمون" هم نفسهم "العمونيون" فكيف يُتم الفصل بينهما هنا في (20 : 1) على أنهما قومين مختلفين "بنو عمون ومعهم العمونيون"؟!.. هذا أول مفتاح.. وسنحتاجه لحل لغز ذكر موآب هنا حيث ميزنا تحريف "عزرا".. نتابع..] 20: 2 فجاء أناس و أخبروا يهوشافاط قائلين قد جاء عليك جمهور كثير من عبر البحر من آرام [تحريف آخر قام به "عزرا" ربطاً ببلاد الشام..] و ها هم في حصون تامار هي عين جدي [توضيح "عزرا" ربطاً بين مكانين مختلفين يبدو أن أحدهما في غرب العربيّة والثاني في بلاد الشام..] 20: 3 فخاف يهوشافاط و جعل وجهه ليطلب الرب و نادى بصوم في كل يهوذا 20: 4 و اجتمع يهوذا ليسألوا الرب جاءوا أيضاً من كل مدن يهوذا ليسألوا الرب 20: 5 فوقف يهوشافاط في جماعة يهوذا و أورشليم في بيت الرب أمام الدار الجديدة..... (دعاء ليهوشافاط.. يهمنا منه التالي:..) 20: 10 و الآن هوذا بنو عمون و موآب و جبل ساعير [أين اختفى "العمونيون"؟!.. المفتاح الثاني.. تنبه "عزرا" لكون "بني عمون" هم نفسهم "العمونيون" فلا داعي لتكرار ذكرهم هنا على أنهم قومين مختلفين كما أخطأ سابقاً في (20: 1).. ولكن من أين جاء ذكر "جبل ساعير"؟!.. سكان "جبل ساعير" "جبل سعير" "جبل عسير": "الأدوميون" "بني أدوم": أحد أعضاء الحلف الثلاثي ضد "موآب".. هل تذكروهم؟.. حين حاول "ميشع" ملك موآب أسر ملك أدوم فلم يستطع فأسر الابن البكر لملك أدوم عوضاً عن أبيه ثم أحرقه فانهار الحلف الثلاثي الذي كان تحت راية "يهوه".. هذا سبب كافٍ ليقوم الأدوميون (من عبدة "إيل") بحرب ضد مملكة يهوذا (عبدة "يهوه") بحجة فشل "يهوه" ورايته التي أدت لحرق الابن البكر للملك.. نتابع..] الذين لم تدع إسرائيل يدخلون إليهم حين جاءوا من أرض مصر بل مالوا عنهم و لم يهلكوهم 20: 11 فهوذا هم يكافئوننا بمجيئهم لطردنا من ملكك الذي ملكتنا إياه 20: 12 يا إلهنا أما تقضي عليهم لأنه ليس فينا قوة أمام هذا الجمهور الكثير الآتي علينا و نحن لا نعلم ماذا نعمل و لكن نحوك أعيننا 20: 13 و كان كل يهوذا واقفين أمام الرب مع أطفالهم و نسائهم و بنيهم..... (نبيّ يتدخّل ليبشّر الجموع بأن الرب (يهوه) سينقذهم.. ويبدأ الغناء والتسبيح.. ثم..) 20: 22 و لما ابتداوا في الغناء و التسبيح جعل الرب أكمنة على بني عمون و موآب و جبل ساعير [مجدداً "جبل ساعير" ولا "عمونيين".. نفس المفتاح الثاني.. هل بدأ المفاتحين يفعلان فعلتهما في عقولكم؟.. لنتابع..] الآتين على يهوذا فانكسروا 20: 23 و قام بنو عمون و موآب على سكان جبل ساعير ليحرموهم و يهلكوهم و لما فرغوا من سكان ساعير ساعد بعضهم على إهلاك بعض [بغض النظر عن الخلاف الذي نشب بين الأقوام وحقيقته.. يظل السؤال المرتبط بالمفتاحين قائماً: أين اختفى "العمونيون" (20 : 1) وكيف ظهر "سكان جبل ساعير" مكانهم؟!.. المفتاحين يحملان الحل.. إن الأقوام التي جاءت لمحاربة "مملكة يهوذا" هنا هم: 1 - "المعونيين" (مملكة "معن" في اليمن) وليس "العمونيين" أو "بني عمون" (وهو الاستبدال الذي اعتاد "عزرا" على استغلاله في تحريفه كما ظهر معنا أكثر من مرة سابقاً.. ولقد أوقعه في خطأه بفصل القومين في (20 : 1) ثم إخفاء "العمونيين" لاحقاً..).. 2 – "الأدوميين" سكان "جبل ساعير/سعير/عسير" المثكولين بحرق الابن البكر لملكهم بسبب راية "يهوه" في الحلف الثلاثي.. مفتاحين استنتجنا منهما أن من جاء لمحاربة "مملكة يهوذا" (عبدة "يهوه") هنا هم فقط قومين: "المعونيين" (عبدة "ملكوم" أو "مولك") و"الأدوميين" (عبدة "إيل").. وإن أعدتم قراءة هذا المقطع من (20 : 1) وحتى الآخر بعد إعادة الأسماء الأصليّة للأقوام "الأدوميين (سكان جبل سعير)" و"المعونيين" بدل ما حرّف "عزرا" لوجدتم الصورة واضحة ولا دخل فيها لأي من "موآب" و "بني عمون" الموجودين في بلاد الشام.. إن حقد "عزرا" على "الموآبيين" و"بني عمون (عمان)" دفعه لزجهم هنا في هذا المقطع كعادته.. فوقع في خطأه في (20 : 1) ومن ثم حاول إخفاء الخطأ فأعطانا المفتاحين..] 20: 24 و لما جاء يهوذا إلى المرقب في البرية تطلعوا نحو الجمهور و إذا هم جثث ساقطة على الأرض و لم ينفلت أحد 20: 25 فأتى يهوشافاط و شعبه لنهب أموالهم فوجدوا بينهم أموالاً و جثثاً و أمتعة ثمينة بكثرة فأخذوها لأنفسهم حتى لم يقدروا أن يحملوها و كانوا ثلاثة أيام ينهبون الغنيمة لأنها كانت كثيرة 20: 26 و في اليوم الرابع اجتمعوا في وادي بركة لأنهم هناك باركوا الرب لذلك دعوا اسم ذلك المكان وادي بركة إلى اليوم [وها هو توقيع "عزرا" المعهود..] "



:: توقيعي :::
إذا قابلت إيلاً يوم حشرٍ.. فقل للثور ألحدني العميدُ..
رابط لكل الروابط
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
رابط لأهم مواضيعي في المنتدى:
https://www.il7ad.org/vb/showpost.ph...5&postcount=11

للحصول على كتبي المطبوعة أو الألكترونية:
https://www.neelwafurat.com/locate.a...88%D8%B7%D9%8A
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
█▓▒░, ░▒▓█, الجغرافي, الحقيقي, الطلسم, بين, كمال الصليبي، التوراة، جزيرة العرب، فلسطين، عزرا الكاتب، أورشليم، عسير, والمُحرّف, والخُرافي, والخُرافي░▒▓█


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
█▓▒░ صراع الكهنة .. من آخر عصر جليدي وحتى محمد .. ░▒▓█ يهوذا الأسخريوطي علم الأساطير و الأديان ♨ 70 10-14-2025 01:34 AM
█▓▒░ الأب الحقيقي لمحمد ░▒▓█ يهوذا الأسخريوطي مواضيع مُثبتةْ 88 05-17-2022 07:28 PM
░▒▓█ الله هو هو إيل الثور █▓▒░ يهوذا الأسخريوطي مواضيع مُثبتةْ 2 09-10-2019 01:40 PM
░▒▓█ القرآن ترجمة إنسان .. █▓▒░ يهوذا الأسخريوطي مواضيع مُثبتةْ 8 10-22-2018 08:49 PM
█▓▒░ دعوة للجميع لزيارة عرش الله (سدرة المنتهى والبيت المعمور) ░▒▓█ يهوذا الأسخريوطي مواضيع مُثبتةْ 3 09-08-2018 03:39 PM