![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو برونزي
![]() |
الأساس الرابع للإلحاد : الإله ما هو إلا إله فجوات ! نتطرق في الجزء الرابع من سلسلة هدم الإلحاد إلى الأساس الرابع من أسس الملحدين في تبرير إلحادهم . و هذا الأساس هو أن الملحد يرى أن الإله عند المؤمنين هو مجرّد " إله فجوات " ! حيث يعتمد الملحد في إلحاده على فكرة مفادها أنّه عند استقراء تاريخ الإنسان نجد أنّه اخترع فكرة الإله لسدّ فجوات جهله ! فعندما لم يكن الإنسان يعرف سبب نزول المطر اخترع فكرة وجود إله للمطر ! و عندما لم يكن يعرف سبب الزلازل اخترع فكرة إله للزلازل ! و عندما لم يكن يعرف سبب المرض اخترع فكرة إله المرض ! و هكذا تعددت الآلهة بحيث كان لكل إله اختصاصه لسدّ فجوات جهل الإنسان بالظواهر الطبيعيّة المحيطة به ! و لكن عندما تطوّر علم الإنسان بالطبيعة اكتشف أسباب طبيعية للأمراض و الزلازل و البراكين و الفياضانات و الظواهر الطبيعية المختلفة التي كانت مجهولة في الماضي ! و بالتالي انتهت مهمّة إله الفجوات و مات بلا رجعة ! و بالتالي ليس هناك مبرّر منطقي للاعتقاد بوجود الإله ، فلم تعد هناك فجوات ! كما أنّ مبدأ سدّ فجوات الجهل عن طريق الإله هو مبدأ فاشل و ظهر بطلانه ! و حيث أنّ أساس وجود الإله هو لسدّ فراغات الجهل ، و حيث أنّ تلك الفجوات يتمّ سدّها بالعلم ، فينتج من ذلك أنّ الإله غير موجود ! هذه هي الخلاصة لواحدة من أهمّ الأسس التي يعتمد عليها الملحدون في تبرير إلحادهم ! و هذا الأساس من أكثر الأسس التي يعتمد عليها الملحدون لتفسير اعتقاد البشر في الماضي بوجود الإله ! و من هنا ظهرت فكرة أن الإنسان هو من خلق الله ! باعتبار أنّ الإنسان اخترع فكرة الإله كردّة فعل لجهله عن تفسير الظواهر الكونية ، فاحتاج لكائن وراء الكون لتفسير ظواهر الكون !! و عندما نتمعّن في هذا التبرير و التفسير الذي يطرحه الملحدون ، نجد أنّه يعاني من ثلاث مشكلات أساسيّة :- المشكلة الأولى : عدم وجود دليل تاريخي على كلام الملحدين ! فالملحد لم يقدّم دليلا تاريخيا على أطروحته ، و إنّما مجرّد تفسير مبني على الرأي ! حيث لايوجد الدليل القطعي أنّ الإنسان لم يكن يعتقد بوجود إله ، ثم عندما نزل المطر اخترع إله للمطر ! و لم يكن يعتقد بوجود إله ، ثم عندما حدث زلزال اخترع إله للزلال ! هذا السيناريو هو مجرد سيناريو للملحدين و لا دليل عليه ! في حين أنّ المؤمنين لديهم سيناريو آخر قد يكون أكثر منطقيا ! و هو أنّ الإنسان في طبيعته لديه فطرة بوجود إله ! و عندما بدأ الإنسان يرى الظواهر الطبيعية المختلفة ، نسب تلك الظواهر إلى الإله الذي كان يعتقد بوجوده بالفطرة ! و حيث أنّ الإنسان في تلك الفترة كان غارقا في الشرك و تعدّد الآلهة ، جعل لكلّ إله تخصّص خاص به ، فهذا إله المطر ، و ذك إله الرزق ، و ذك إله الرياح و هكذا ! و بهذا فنحن أمامنا أطروحتين لتفسير وجود إله الفجوات ! الأطروحة الأولى تقول بأن فجوة الجهل الإنساني هي التي خلقت فكرة الإله ! و الأطروحة الثانية تقول بأن الإنسان استعمل فكرة الإله التي كانت موجودة من قبل بالفطرة ، لسدّ فجوة الجهل الإنساني ! و شتّان بين أن نقول بأنّ الإله جاء نتيجة للجهل ! و بين أن نقول بأنّ الإله استعمِل لرفع الجهل ! و بالتالي فسؤال التحدّي الأوّل للملحدين : ما هو الدليل التاريخي على أنّ الإنسان لم يكن يعتقد بوجود إله ، حتى بدأت الظواهر الطبيعية غير المفهومة بالحدوث و بعدها اخترع فكرة الإله لسدّ فجوات جهله ؟؟!!! المشكلة الثانية : الإله لازال موجودا برغم سدّ الفجوات ! فرغم أنّنا في عصر التقدّم العلمي و الاكتشافات و الاختراعات المختلفة ، إلّا أنّه لازال هناك مؤمنون كثيرون بوجود الإله ، سواء كانوا من الوسط العلمي أو من خارج الوسط العلمي !!! فلو كان دافع الإنسان للاعتقاد بوجود إله ، هو فقط لسدّ فجوة جهله بسبب نزول المطر و حدوث الزالازل و الفياضانات و سبب حدوث الأمراض ! فقد قدّمت العلوم الطبيعية تفسيرات مختلفة حول تلك الظواهر ، و مع ذلك لم تؤدّي تلك التفسيرات إلى إنهاء الاعتقاد بوجود الإله ! و هذا يؤكّد أنّ فكرة الإله ليست مجرّد فكرة لسدّ فجوة الجهل ، بحيث يتمّ الاستغناء عن الإله لو تمّ سدّ الفجوة بالعلم ! كما أنّنا نجد أنّه لا تعارض بين ربط المؤمن الظاهرة الطبيعية بوجود الإله و بين ربط الملحد الظاهرة الطبيعية بوجود سبب طبيعي ! حيث يمكن تقسيم الأسباب إلى نوعين : سبب مباشر و سبب غير مباشر ! فنقول بأنّ السبب المباشر لنزول المطر هو تبخر مياه الأمطار بفعل الشمس و تكثّف الغيوم ! و السّبب غير المباشر لنزول المطر هو تقدير الله ! فلازال الله هو من ينزل المطر في نظر المؤمنين ، و التفسيرات الطبيعية ماهي إلا وسائل تحقيق الله فعل إنزال المطر ! و هذا يشبه إصدار رئيس الدولة أمرا ببناء مستشفى كبير في الدولة ، ثم يقوم وزير الصحة بالتعاقد مع شركة مقاولات ، ثم يقوم مهندس الشركة بوضع خطة بناء المستشفى ، ثم يقوم البناؤون بتنفيذ تلك الخطة و بناء المستشفى !!! فإذا سألنا : من الذي بنى هذا المستشفى ؟! سيجيب الملحد : العمّال البنّاؤون هم الذين بنوا المستشفى ؛ لأنّهم من وضعوا الحجر فوق الحجر حتى اكتمل المستشفى ! بينما سيجيب المؤمن : رئيس الدولة هو الذي بنى المستشفى ؛ لأنّه هو الذي أصدر الأمر و وفّر الميزانيّة الماليّة ، و سمح ببناء المستشفى على تلك الأرض ! فبالنظر إلى إجابة الطرفين ، نجد أن المؤمن أكثر عمقا من الملحد ! فالملحد ينظر بشكل سطحي جدا ، حيث ينظر للأسباب الطبيعية المباشرة التي تقف وراء الظاهرة الطبيعية ! بينما المؤمن ينظر إلى للأسباب الأساسية التي تقف وراء تلك الأسباب الطبيعية !! و عليه ، فسؤال التحدّي الثّاني للملحدين هو : ما وجه التعارض بين وجود تفسير طبيعي للظاهرة الطبيعية و بين الاعتقاد بأنّ الإله يقف وراء تلك الظاهرة الطبيعية ؟؟!!! المشكلة الثالثة : االملحد لديه إله فجوات أيضا ! فلو نظرنا إلى حال الملحدين أمام الظواهر غير المفهومة ، نجد أنّه يخترع آلهة لسدّ تلك الفجوات تشبه تماما فعل الإنسان البدائي الذي يعترض عليه الملحدون ! حيث يقوم الملحد باختراع فكرة " الصدفة " لتفسير كل ظاهرة طبيعية غير مفهومة ! فكلّما تمّ إفحام الملحد بظاهرة غريبة تدلّ على وجود إله ، يتهرّب الملحد من ذلك بالقول : هذه صدفة ! و بهذا فإنّ الصدفة هو إله الفجوات لدى الملحدين ، يستعملونه لتفسير كلّ ما ليس له مفهوم ! بينما لا نجد الملحد يستعمل كلمة " صدفة " في تفسير الظواهر الطبيعية التي استطاع العلم تقديم تفسيرات مادّية لها ! مما يؤكّد أنّ الملحد يقع في نفس المغالطة التي هو يعترض عليها ! و بعض الملحدين ممن يرفض فكرة الصدفة ، يخترع إله آخر لسدّ فجوات الجهل و هو " المستقبل " ! حيث يقولون : المستقبل سيفسّر ذلك !! فإذا كان البحث عن ما نسدّ به فجوة الجهل خطأ ، فإنّ الملحد يقوم بهذا الخطأ كما يقوم به المؤمن ! و بالتالي فسؤال التحدّي الثالث للملحدين هو : لماذا يعترض الملحد على مبدأ سدّ الفجوات باستخدام الإله ، و الملحد نفسه يقوم بسدّ الفجوات باستخدام الصدفة ؟! أليس هذا ازدواجية عند الملحدين ؟؟!!! و بهذا نستنتج أن الأساس الرابع للإلحاد يعاني من ثلاث فجوات تجعله أساسا ساقاطا و غير كافي للإلحاد ! فالفجوة الأولى هو أنّ الملحدين لم يقدّموا دليلا تاريخيا على السيناريو الذي قدّموه حول كيفيّة اختراع الإنسان فكرة الإله ! و الفجوة الثّانية هو أنّ الناس لازالت تعتقد بوجود الإله برغم تقدّم العلم و سد فجوات الماضي ! و الفجوة الثالثة هو أنّ الملحد نفسه لديه إله للفجوات و هو الصدفة ، يسدّ بها كل فجوة لا يملك العلم تفسيرا له في الوقت الحالي ! |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| أين, الإلحاد, الأساس, الرابع |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| لحم الخنزير حلال والقرآن يقصد بالتحريم لحم الغنم! | أفلاطون | ساحة النقد الساخر ☺ | 21 | 01-07-2018 02:08 AM |
| هدم الإلحاد بالمنطق ! | نور الحق | ساحة النقد الساخر ☺ | 76 | 07-11-2017 11:07 AM |
| هدم الإلحاد : { هدم الأساس الثالث } | النفيس | حول الحِوارات الفلسفية ✎ | 40 | 11-26-2016 04:44 PM |
| هدم الإلحاد : { هدم الأساس الثاني } | النفيس | حول الحِوارات الفلسفية ✎ | 42 | 11-09-2016 09:20 PM |
| هدم الإلحاد : { هدم الأساس الأول } | النفيس | حول الحِوارات الفلسفية ✎ | 72 | 10-27-2016 03:34 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond