شاءت الاقدار ان اصبح ملحد منذ سن 19 و بعد دلك اصبحت اعاقر الخمر بشكل يومي لانني كنت اسكن مع شخص مدمن كحول و كنت حينها اقطن برفقة صديق لي في مدرسة داخلية اثناء تخرجنا افترقنا و بعدها بقيت اناقش المواضيع الالحادية مع صديق لي في نفس الحي حتى في يوم من الايام يرسل لي صديقي رسالة مفادها انه هناك وظيفة في السعودية و نحن في المغرب تساءلت في نفسي حينها هل اغامر و ادهب للشغل خصوصا ان الراتب و الظروف الاخرى مناسبة بعد حسابات طويلة و نقاشات مع صديقي الملحد قررت العزم للسفر الى السعودية و كتم الحادي و توديعي صديقي عندما وطئت قدمي السعودية لم اكن افكر في الواقع الاجتماعي التي تتشكل فيه اكثر من رؤية اصفرار الرمال و الكتبان الرملية التي دكرتني بطفولتي حيث نشأت جنوب المغرب بعدها بشهور واصلت حياتي اليومية بشكل عادي نظرا لانشغالي بالعمل و ترتيبات العيش مثل الاكل و الغسيل وغيرها....في احد الايام يفاجئنا رب الشغل بالعمرة الى مكة

في الحقيقة انصدمت كثيرا تخيلت كم من البشر يريد زيارة هذه البقعة خصوصا المسلمين الذين يظلون يتمنون زيارة هذا المكان و خصوصا بالنسبة لنا نحن المغاربة نظرا لبعد المسافة و علاقة دلك ايضا بالسن حيث عادة لا يرغب المغاربة في زيارة مكة حتى يصبحو في اردل العمر لتبييض سيئاتهم

على العموم تفاجأت بالدعوة و تأملت كيف لملحد ان يزور هذا المكان و هل هناك اله و هل فعلا الاسلام من عند الله المهم لم يتبقى الكثير من الوقت للتفلسف أخدنا الباص و توجهنا الى مكة مساءا عندما وصلنا الى مكة كنت سأدخل الى الحرم المكي بنعالتي و حقيبتي

فاسوقفني احد الشرطة و اخبرنا بان ازيلها فتوجهت الى محل خاص بوضع الامتعة مقابل خمس ريالات و ضعتها و دخلت الى الحرم لالحق بصديقي الدي كنت اتناول مع الخمور بشكل يومي في بلادي دخلت الى الحرم المكي و وضعت نعالتي في الطابق الثاني بجانب منطقة خاصة بالنساء و بقيت اتجول في الحرم و طفت بالكعبة و تأملت طولها و اخدت صورة امامها و صليت و لكن الشيء الذي فعلت عن قصد هو انني لم اهتم بشروط و مراحل العمرة حيث انني كنت ملحد و قد اعطاني صديقي خلال السفر في الباص كتاب خاص بالعمرة على الطريق و ايضا عند الدخول الى مدينة مكة توقفنا في ميقات لم اتدكر اسمه حيث اشترينا الاحرام و قمنا بغسل الجنابة في دوشات خاصة مجانا المهم انا لم اعر اهتمام لشروط و الخشوع و غيرها من تلك الرهبة حيث كنت مهتما بتجربة هذا المكان و السفر و الذكريات و ان استمتع بهذه الزيارة كشخص اجنبي لا علاقته بالاسلام كشخص يذهب لزيارة مكان بغرض السياحة لا غير و هذا بالفعل ما قمت به حيث صليت كذلك ركعتين و صلاة الجمعة رغم انني لم اعرف موضوعها نظرا لكثرة التعب بسبب ليلة من السفر فبمجرد بدأ الخطبة نمت في مكاني جالسا حتى انتهت الخطبة

و استيقظت بعدها لان الناس بدأو بالافتراق بقيت حينها لاستراحة و تدكرت هذا اليوم الذي شربت فيه ماء زمزم فقط حيث كنت اتعمد ان اشرب اكثر من مرة في اي مكان لانني في احد الايام لم اشرب سوى البيرة مند الصباح حتى النوم لذلك استغليت الفرصة حتى ابرهن العكس

بعدها نمت قليلا في نفس المكان و هاتفني صديقي انه يريد ان يراني و هو خارج الحرم المكي فاخبرته انني قدم فتدكرت نعالتي فبدأت ابحث عنها فنتسيت موضعها و وجدتها بعد اكثر من ساعة و نصف من التجول داخله و دخلته من جميع الابوب مجددا

ثم توجهت اليه مباشرة و عندما قالبته اشعلت سيجارة وينستون مباشرة و انا لابس الاحرام بالقرب من دلك البرج العملاق و انا انظر الى معتمرين الاخرين ينظرون الينا باستغراب بعدها دخلنا الى محلات البيع بدلك البرج و اشترينا الهدايا الى اهلنا و استرحنا هناك و شحنا هواتفنا بانتظار حلول الليل للتوجه الى مكان الباص لزيارة المدينة المنورة قبل هذا بقيل اشترينا ماء زمزم حوالي عشر لترات من الماء من عند الهنود بثمن ثلاثون ريال حيث لم يتبقى لنا الوقت لتعبئته من الصنابير مباشرة انتهت زيارة الحرم و قد كنت سعيدا جدا بهذه الزيارة رغم انني لم اقم شروط العمرة كما هي الا اننا احسست بالفرح حينها فانا استغليت الفرصة و اعتبرتها مناسبة للسياحة كما نزور المدن المغربية و نرى المأثر القديمة و الاسوار العتيقة لدلك تخيلت نفسي بوجود شخص اسمه محمد بجانب الكعبة و الناس بحولها قبل 14 قرنا و تخيلت كيف كانت الحياة هناك و كدلك قمت بالطواف اكثر من ما كان يجب ان يفعل في العمرة

و بقيت امشي و ارجع و اشرب خلال الطواف و رأيت جبل منى داخل الحرم خلاصىة الرحلة انه يجب ان ننظر الى شيء ايجابي في اي شيء رغم انه قد يبدو لنا سلبي فمثلا ملحد في مراحله الاولى سيعتبر هذه الزيارة بئيسة لكن لانني كنت ملحد منذ
اربع سنوات لم تعد لدي حواجز في التفكير او كما يطلق عليها الامريكيون اصبحت open minded و لم اعد انظر للدين و علاقتي به علاقة عدوانية او تنافرية فانا احس بنفسي مرتاح لاديني .