إعصار فيه نار، والخلل المنهجي

[القط الملحد]

خرق العادة غير خرق الطبائع
أتقول أن التشبيه لا يكون إلا بشيء هو من قبيل العادة وأن التشبيه لا يستقيم بما هو خارق للعادة؟
لم أسمع في حياتي بمثل هذه القاعدة إلا اليوم

[Man of letters]

لا أعني بخرق العادة شيء غير خرق الطبائع
فالمعجزة أو الآيات الحسية تجري على خلاف طبائع الأشياء. كنجاة إبراهيم من الحرق بالنار. فليس من طبيعة النار أن تكون بردا وسلاما.
ومن البديهي أن يكون المثل مضروبا بأمور مألوفة وليس الخوارق لأن غرضه تقريب الصورة إلى الذهن. عموما أكتفي بهذا حتى لا يتحول الحوار إلى مراء.

[القط الملحد]

لو كان مناط المسألة هو الأمور المألوفة، فالكل متفق أن الأعاصير النارية لم تكن مألوفة لديهم
بل يلزم من ذلك أن نأخذ بالتفسير الآخر (نار = ريح حارة، سموم)


ثم ماذا عن التشبيه برؤوس الشياطين (طلعها كأنه رؤوس الشياطين) وقد أثار بالفعل مشكلة بلاغية، ثم فسروه بأن السامع لديه صورة ذهنية عن رؤوس الشياطين حتى لو كان لا يعرفها، لأنه عنده تدل على للقبح، وبذلك يصبح التشبيه مفهوما، وسموه التشبيه الوهمي.

فهذا يدل على أن المشبّه به لا يلزم أن يكون ظاهرة طبيعية بل يكفي أن يكون مفهوما
لكن يلزم من هذا أنه تشبيه وهمي، يُشبّه بصورة خيالية مفهومة

[القط الملحد]

حول التشبيه الوهمي أو التخييلي، من موقع الألوكة:

في قوله تعالى: ﴿ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ﴾ [الصافات: 65]: سؤال: وهو أن المشبَّه به من المفروض أن يكون معلوماً للسامع، وإلا تعذر عليه فهم المقصود من التشبيه، فهل يعتبر هذا من باب التشبيه بالمجهول لأن رؤوس الشياطين غير مشهودة ولا معلومة للسامعين؟ أم هل يجوز أن يخبرنا الله تعالى في القرآن بأشياء لا نعلم مفهومها؟



هذا مما يُسَمَّى بالتشبيهِ الوهميِّ... وهو التشبيهُ بما لا يُدرَكُ بالحواسِّ الخمسِ الظاهرةِ، فإنَّ اللهَ قد بيَّنَ لهم شجرةَ الزَّقُّومِ وعرَّفَهم بها، وأخبرَهم بأنها شجرةٌ تخرجُ في أصلِ الجحيمِ، فأصبحت بهذا معهودةً ومعروفةً لهم، ثمَّ بعد ذلك شبَّه اللهُ لهم ثمرَها برؤوسِ الشياطينِ، وذلك أنَّ للشيطانِ صورةً ذهنيَّةً عند العربِ، وهي ما كان في مُنتهى القُبحِ والشناعةِ، فيقولون: كأنَّ هذا وجهُ شيطانٍ، في الدلالةِ على قبحِ منظرِه، وتناهيه إلى الغايةِ في السوءِ والشرِّ.



قال الزمخشريُّ في تفسيرِ هذه الآيات:

(وشبَّه برؤوسِ الشياطينِ دلالةً على تناهيهِ في الكراهيَةِ وقبحِ المنظرِ؛ لأنّ الشيطانَ مكروهٌ مستقبحٌ في طباعِ الناسِ، لاعتقادِهم أنَّه شرّ محضٌ لا يخلِطه خيرٌ، فيقولون في القبيحِ الصورةِ: كأنَّه وجهُ شيطانٍ، كأنَّه رأسُ شيطانٍ، وإذا صوَّرَه المُصَوِّرون: جاؤوا بصورتِه على أقبحِ ما يُقَدَّرُ وأهولِه؛ كما أنهم اعتقدوا في المَلَكِ أنَّه خيرٌ محضٌ لا شرّ فيه، فشبَّهوا به الصورةَ الحسنةَ. قالَ اللهُ تعالى: ﴿ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ﴾ [يوسف: 31]. وهذا تشبيهٌ تخييلِيٌّ.



رابط الموضوع: https://www.alukah.net/personal_page...#ixzz7royTN400

https://www.alukah.net/web/m.el-sakka/11696/99236