وكان كتاب الموتى ( حوالي 3500 ق . م ) يتناول رحلة الروح في دار الخلود باعتبارها يقيناً حقيقياً وباعث على البهجة .
أن الموت كفناء شامل يشكل مرحلة متأخرة في مواجهة الإنسان للموت . وتأكيداً لذلك هناك الكثير من البشر لا يزالون يعتقدون اعتقاداً جازماً في الحيات بعد الموت .
عندما يتحقق الإنسان من أن الموت هو فناء شامل , يغمره شعور بعبث الحياة بقوة لا مثيل لها , فإذا كان الإنسان سيبقى عدم عبر الأبد كله , فأي منفعة أو غاية لمن يتعب ويسعى .
بوجود الموت كفناء شامل تصبح الحياة عبث , لذلك سعى الإنسان وكذلك الأديان والمجتمعات لإعطاء معنى للحياة .
على الرغم من أن الموت لحن سائد في كل البقاع المتوحشة التي استوطنها البشر، في أصقاع الشمال وصحارى الجنوب، وفي الشرق القديم والغرب البري المكتشف حديثاً، إلا أن قلة محدودة استطاعت أن تطاول ببصيرة نافذة السر الأعظم الذي يكمن في فلسفة حيوية لا تعرف التشاؤم، قوامها أن الحياة فعلاً تستحق أن تعاش، وأننا مهما طال بنا الزمن ندب على ظهر هذه الأرض فنحن حتماً في النهاية مغادرون. أإلى عالم آخر؟ أهي بداية الطريق الآخذ بنا صعوداً نحو الفردوس المفقود؟ أم أنها مملكة تحت الأرض، شديدة الظلمة كما تصورها الإغريق، حيث تنتفي - للأبد - الحساسية الإنسانية الفريدة القادرة على تذوق الألم واللذة؟
|