النار ... وسيلة التعذيب المفضلة عند الله

عزيزي بشارة
ان كلامك عن بشاعة التعذيب بالنار أمر صحيح كل الصحة باستثناء استشهاداتك بالكتاب المقدس لتعزيز فكرتك الرئيسية القائلة بالعدم بعد الوجود .
صحيح أن أسفار موسى الخمسة لا تحمل أية اشارة الى العالم الأخروي (وهذا ما دفع الصدوقيين الى نفي البعث بعد الموت)

لكن العهد الجديد (الذي به تستدل ) يخبرنا عن أن الذين يتبعون يسوع ستكون لهم الحياة الأبدية : "الحق الحق أقول لكم، من يسمع كلامي، ويؤمن بالذي أرسلني، فله حياة أبدية، ولن يأتي إلى دينونة، بل قد أنتقل من الموت إلى الحياة" (يوحنا 5: 24).
والذين لا يتبعونه سيطرقون بابه غدا فيقول لهم بأنه لا يعرفهم , ويبقون هناك حيث صرير الأسنان والبكاء الكثير, كما أن كلمة جهنم وردت مرات متعددة في الكتاب المقدس

ناهيك عن أن بولس الرسول قد قال في رسالته الى أهل كورنيثوس الأولى :"ولكن إن كان المسيح يكرز به أنه قام من الأموات، فكيف يقول قوم بينكم إن ليس قيامة أموات فإن لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام, وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم,ونوجد نحن أيضا شهود زور لله، لأننا شهدنا من جهة الله أنه أقام المسيح وهو لم يقمه، إن كان الموتى لا يقومون".

سفر الجامعة الذي ذكرته في نظري ليس مكانه الكتاب المقدس المليئ بالدم والتناقضات وانما في أحد كتب الفلسفة لأنه ينبع بالحكمة , وهو صوت عميق في الكتاب المقدس تغطي عليه أحداث الحروب والكوارث والعقاب المتكرر .

أما قولك بأننا لا نستحق الحياة وبأننا كلنا خطاة بالوراثة من آدم فهذا قول لا أجد صراحة الكلمات للتعليق عليه , فاضافة الى أنه يبين عن ظلم الهي كبير يجعل مني مخطئا حتى قبل أن أولد و أولد مع الخطيئة لا لشيء الا لأن أبي آدم أخطأ ذات يوم (مؤاخدة الأبناء بالآباء كما هو مذكور في الكتاب المقدس) , فانه يبين عن اذلال خطير للذات و تحقير لها لا مثيل له , وهذا التحقير أمر ليس بالغريب على الفكر المسيحي بل هو عماده وركيزته , وهذا ما دفع الفيلسوف نيتشه الى نعت المسيحية بديانة المسكنة حيث الكل مساكين كالخراف لا ناقة لهم ولا جمل ينتظرون الراعي يسوع الرب ليقودهم الى عرينه .