شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪ > مواضيع مُثبتةْ

 
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 09-01-2015, 07:08 PM مُنْشقّ غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
مُنْشقّ
عضو عامل
الصورة الرمزية مُنْشقّ
 

مُنْشقّ is on a distinguished road
افتراضي تاريخ اللحن في القرءان

كنت أهمّ بكتابة هذا الموضوع منذ مدّة، لأنّ لديّ الكثير لأقوله بهذا الصدد، غير أنّ كثرة ما لديّ لأقوله قد حالت دون كتابتي لهذا الموضوع، فصرت كلّما وقفت على معطى تاريخيّ أو لغويّ بهذا الخصوص أوثرُ تأخير الكتابة و أمدّ حبلَ التأجيل لشهر آخر أو اثنين حتى أستنفد كامل المعطيات و أقف على كلّ تفاصيل الموضوع، فاكتشفت أنّ التفاصيل التاريخيّة و المنعرجات اللغويّة التي يمكنني بناء مقالي عليها أكثر بكثير من أنْ يستوعبها مقالٌ، فتذكّرت قولهم '' تكاثرت الظباء على خراش، فما يدري خراش ما يصيد ''. فلاحظت أنّني خراشٌ و قد شغلتني كثرة الحقائق التي انكشفت لي عن الهدف الأساسيّ و هو كتابة موضوع مركّز عن أخطاء القرءان اللغويّة ( ما يصيد ).
غير أنّ هذا الموضوع لن يكون إلّا حلقة واحدة في سلسلة المواضيع القادمة، و التي أتمنّى أن يسعفني الوقت أن أجمع جماعها في مقال شامل، بحيث يعالج المسألة من أنابيشها، و يبدأ بالجذر وصولا إلى الجذع، و جلّ ما سأطرحه في هذا الموضوع أثرٌ من الآثار الواصلة إلينا عند بعض التابعين عن بعض آل بيت محمّد بخصوص لحن القرءان، بعدها سننتقل إلى دراسة ما قاله بعض النحويّين و اللغويّين الكبار بخصوص إعراب بعض الآيات، و تلحينهم لبعض القراءات القرءانيّة المتواترة عن محمّد. و هذا إن عنى شيئا فهو يعني أنّ تلحين القرءان ظاهرة قديمة، و القول بأخطاء القرءان اللغويّة ليس قولا مستحدثا من عنديّات الملحدين العرب، بل هو أمر سبقنا إليها أساطين اللغة العربيّة المسلمون أنفُسهم، حينذاك حقّ أن يؤخذ نقدنا للغة القرءان مأخذ الجدّ من طرف من أفنوا أعمارهم يجّهلوننا، بل و يكونون هم الجهّال بتاريخ اللغة العربيّة لا نحن، لأنّهم لو علموا بأقوال العلماء في نظم القرءان ما وسمونا بميسم الجهل و العُجمة و قلّة الاطّلاع.


عروة بن الزبير و عائشة بنت أبي بكر لا يستسيغان إعراب القرءان:

من الآثار المشهورة عن عائشة تلحينها للقراءة الشائعة [ إنّ هذان لساحران ] و قولُها بوقوع اللحن فيها، و قد ورد هذا الأثر في أكثر من مرجع من طريق واحدٍ هو هشام بن عروة عن أبيه. و دونكم الأثر:

كتاب فضائل القرآن لأبي عبيد: قال : حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال : سألت عائشة عن لحن القرآن عن قوله (إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ) (طـه: من الآية63) وعن قوله: (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ) (النساء: من الآية162)،، وعن قوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ (المائدة:69) فقالت : يا ابن أختي ، هذا عمل الكتاب ، أخطأوا في الكتاب

هذه الرواية نفسُها وردت بألفاظ مختلفة في كلّ من كتاب الإتقان في علوم القرءان للسيوطيّ، و في كتاب المصاحف أبي داوود، و في سنن سعيد بن منصور، و في تفسير الطبريّ، و هذا الحديث كما ذكر السيوطيّ صحيحٌ على شرط الشيخين.

حسنا، ماذا فعل المسلمون أمام هذا الأثر إذن؟ و كيف حاولوا التخلّص من هذه الورطة؟

بالنسبة للشيعة الاثنا عشريّة، فقد رحّبوا بهذا الأثر عن عائشة، و كان بالنسبة لهم بابا آخر من أبواب الطعن في عائشة، أمّا السنّة و هم الذي ورّطتهم عائشة بهذا التصريح، فتراوحوا بين من أكّد على صحّة هذا الأثر و لكن قام بتأويله،
و بين من أنكره لأنّه حديث آحاد ( و ليت شعري لماذا لا يسقطون كلّ الأحاديث الآحاد و من كتبهم و هم الذين يعملون بها منذ سنوات )، و بين من استقبح هذا التصريح من عائشة على الرغم من صحّته كالألوسيّ. و بين من طعن في الحديث من باب '' العلّة القادحة ''، و قد كان لنا وقفات في نقد شرط العلّة القادحة باعتباره أسخف شرط من شروط صحّة الأحاديث، فالذين طعنوا في الأثر من باب العلّة القادحة طعنوا فيه لأنّه في اعتبارهم '' لا يمكن لعائشة أن تكون قد قالت هذا الكلام لأنّها لا يمكن أن تقوله ''. إن كان هذا يدلّ على شيء فهو يدلّ على اضطراب المسلمين و تضارب آرائهم بخصوص هذا الأثر، على الرغم من أنّه صحيح على شرط الشيخين كما أكّد السيوطيّ في الإتقان، و قد اعترف عالم اللغة العربيّة الكبير الفرّاءُ بهذا الأثر، " وقوله {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} قد اختلف فيه القراء ، فقال بعضهم : هو لـحن . ولكنا نمضي عليه لئلا نـخالف الكتاب . حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدثني أبو معاوية الضرير عن هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة أنـها سُئلت عن قوله في النساء {لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ … وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ} وعن قوله في المائدة {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ} وعن قوله {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} فقالت : يا ابن أخي هذا كان خطأ من الكاتب . وقرأ أبو عمرو ( إن هذين لساحران ) واحتج أنه بلغه عن بعض أصحاب محمد ( 2 ) صلى الله عليه (وآله) وسلم أنه قال : إن في المصحف لـحناً وستقيمه العرب" (1) يقول أبو عمر صادق العلائيّ في '' إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف '' بأنّ '' اعترف الإمام أبو زكريا يحيى بن زياد الفرّاء ( 1 ) في تفسيره المسمى بمعاني القرآن باعتقاد بعض السلف من الصحابة وغيرهم تحريف بعض المقاطع من القرآن ، قال الفراء : " وقوله {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} قد اختلف فيه القراء ، فقال بعضهم : هو لـحن . ولكنا نمضي عليه لئلا نـخالف الكتاب . حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدثني أبو معاوية الضرير عن هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة أنـها سُئلت عن قوله في النساء {لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ … وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ} وعن قوله في المائدة {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ} وعن قوله {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} فقالت : يا ابن أخي هذا كان خطأ من الكاتب . وقرأ أبو عمرو ( إن هذين لساحران ) واحتج أنه بلغه عن بعض أصحاب محمد صلى الله عليه (وآله) وسلم أنه قال : إن في المصحف لـحناً وستقيمه العرب". واعترف في موضع آخر : " وقوله {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا}(الإسراء/23) كقولك: أمر ربك وهي في قراءة عبد الله (وأوصى ربك ) وقال ابن عباس : هي ( ووصّى ) التصقت واوها''(2)
هذا الكلام أو نفسُه أو شيء قريبُ منه قد وراء عن ابن جرير الطبريّ شيخ المفسّرين، و قد قاله ابن تيميّة عن القاضي شريح أيضا في تخطيئه لبعض القراءات المتواترة عن محمّد.


و هذه آثار أخرى و روايات قول بعض الخلفاء و الصحابة و التابعين بوجود اللحن في القرءان:



1_عن سعيد بن جبير فيما أخرجه أبوبكر بن ابي داود حيث قال: عن أشعث، عن سعيد بن جبير، قال: في القرآن أربعة أحرف لحن: (الصابئون} و(المقيمين} و(فأصدّق وأكن من الصالحين} و(إن هذان لساحران}. (3)


2_قال ابوعبيد في فضائل القرآن : حدثنا حجاج، عن هارون بن موسى، قال أخبرني الزبير بن خريت، عن عكرمة، قال: لما كتبت المصاحف عرضت على عثمان، فوجد فيه حروفا من اللحن، فقال: لا تغيروها فإن العرب ستغيرها، أو قال ستعربها بالسنتها، لو أن الكاتب من ثقيف والمملي من هذيل لم توجد فيه هذه الحروف.(4)


3_ وقال الحافظ عمر بن شبة النميري في تاريخ المدينة المنورة: حدثنا عمرو بن مرزوق، قال حدثنا عمر بن القطان، عن عبدالله بن فطيم، عن يحي بن يعمر، قال: قال عثمان رضي الله عنه: إن في القرآن لحنا ستقيمه العرب بالسنتها.



إن الغرض من موضوع هذا اليس استقصاءًا لكافّة الروايات و الآثار التي وردت في هذا الشأن، و لي من الروايات بهذه الخصوص '' عشراتٌ '' للجرجانيّ و الزمخشريّ و كثير من النحويّين الكبار، لذلك أكتفي بهذا القدر لكي أجعله مادّة للنقاش مع من طلب منّي فتح هذا الموضوع.


مع أطيب التحايا.

_ _ __ _ _ _ _ _ _


( 1 ) معاني القرآن للفراء ج2ص483 ط عالم الكتب .
(2) إعلام الخَلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السّلف - ص 716

(3) كتاب المصاحف لأبي داوود السجستاني. ص 42.
(4) المرجع السابق. ص 142
(5) تاريخ المدينة المنورة ج 3 ص 1013



التعديل الأخير تم بواسطة مُنْشقّ ; 12-03-2016 الساعة 05:48 PM.
:: توقيعي ::: الدينُ أفيون الشعوب.

“What can be said at all can be said clearly; and whereof one cannot speak thereof one must be silent”
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
النجم, القرءان, تاريخ


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المصريون حينما يسخرون من القرءان مُنْشقّ ساحة النقد الساخر ☺ 5 05-01-2022 02:34 AM
قراءة نقدية في بلاغة القرءان. مُنْشقّ العقيدة الاسلامية ☪ 9 06-07-2021 07:07 PM
بلاغة القرءان . طارق العقيدة الاسلامية ☪ 38 06-10-2018 08:21 PM
الاعجاز العلمي في تكوير الليل على النهار وتكوير النهار على الليل المعلوي الجدال حول الأعجاز العلمي فى القرآن 0 05-23-2017 06:13 AM