شرح للنظام الغذائي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط

[أفلاطون]

زار مصريون المغرب ذات يوم واستغربوا لأن وجبة الغداء عند أهله مقدسة. ذلك لأن المصريين يقدسون وجبتين في اليوم فقط. تتكون الأولى من الفول المدمس بشكل أساسي، والثانية هي عشاء نهاية اليوم.



فول مصري

ولو زار هؤلاء المصريون شمال المغرب لوجدوا الشيء نفسه مثل مصر، وجبة صباحية عمادها الفول، والعشاء في آخر النهار. وطبيعة البشر أن تكفيهم وجبتان يوميا، إلا أن بعض المدن اكتسب أهلها عادة الفرنسيين، فاتبعوا قانون الوجبات الثلاث، واستغربوا لحال الشماليين كيف يفطرون بوجبة من الفول والبيض المسلوق والزيتون كما يفعل المصريون، لكنهم لم يفهموا أن أهل الشمال يتبعون نظام وجبتين أساسيتين في اليوم.

بيصارة فول مغربي


ولم تستسغ اللبنانيات أكل وجبة الفول، فقمن منذ القديم باستبداله بالحمص، وهكذا يشتهر لبنان بالحمص اللبناني وتشتهر مصر بالفول المصري ويشتهر المغرب بالفول في الشمال ونواحي فاس والعدس في باقي المناطق.
فكيف يكون إفطار الناس في الجزائر؟
إنهم يفضلون اللوبيا، وهي الفاصوليا البيضاء التي تحل عندهم محل الفول عند المصريين، ويعشقونها لدرجة الجنون والتقديس، وتتكون منها وجبتهم الصباحية الرسمية.

حمص لبناني

وتبذل حكومات هذه البلدان مجهودات كبيرة لاستيراد كميات كافية من هذه القطاني لسد الحاجات، وترتفع أسعارها في السوق العالمية بشكل دوري، وتبذل الحكومات جهودا مضاعفة للحفاظ على استقرار الأسعار عن طريق تقديم الدعم.

لوبيا جزائرية

لكن رغم ذلك فإن عامة الناس يعتبرون هذه القطاني دلالة على الفقر ويتخذون منها مادة دسمة للسخرية والفكاهة والاستهزاء، وبالمقابل رأيت التواضع في الأوروبيات، لا يتحرجن من تناول هذه الأطعمة واحترامها وإعطائها الأهمية التي تستحق دون خجل ولا استهزاء.