كتابات شيعة [3]: رواية "تل اللحم"- الدعارة وزواج المتعة!

[المسعودي]

[...] "حكيم من يكتفي بالتفرج على استعراض العالم".
لكن بالأمس فقط لم أطرد تلك الجملة فقط من ذهني، واصرُّ على محوها من قاموسي، إنما تيقنت أكثر من أي وقت مضى بضرورة تغيير الكثير من قناعاتي، التي جعلتني أعيد التفكير بهذه المرأة التي كنت أعتقد أنها قادتنا إلى هذا الطريق لعبث منها لا أكثر، لطيش منها فقط، وليس لأنها امرأة «كانت محاطة بالغائط »، وأنها «مجروحة من رهط من الذكور التافهين، من الذكور المناويك»- على حد تعبيرها هي -، وهي لم تأتِ بي إلى هذه الأراضي القريبة من النجف وكربلاء والكوفة والحمزة والخُضُر، القريبة من كل تلك الأراضي التي يطلقون عليها «المقدسة» حباً بالحسين أو بأبيه علي أو بأخيه العباس، إنهم في النهاية يبقون ذكورا مثل باقي الذكور، لا أكثر ولا أقل، إنما جاءت بي إلى هنا للبحث عن وجيهة فقط، وليس عن زوجها أسيَدْ لوتي الذي لم يعد له وجود في حياتها ، إنه الآخر مات، ولكن مقتولاً، ووجيهة هي التي وشَتْ به وبقصة الأسلحة الكيمياوية المخبأة في بيوت سمكات " الجصانية" وأن وجيهة الآن «عاهرة» من عاهرات إفطيم پَّي دَي، وأنها هنا في مكان قريب، من “تل الحم"[*] ْفي كربلاء أو الكوفة أو النجف في واحد من مباغي إفطيم پَّي دَي المشهورة، حيث تمارس الدعارة فيه تحت اسم «زواج المتعة»، ولا يهمك أن يطلقوا على هذه المدن بالمقدسة، فإذا شئت السؤال عن هذا المبغى، ليس عليك غير قطع هذا الطريق القصير الذي يبدأ عند هامش المراقد، على حواف صحون الأئمة[**]، ولا يهم أي قديس أو إمام يكون، لا تتصور أنك ستجد بيوت دعارة تقليدية من قحبات وقوادين،كلا ستجد في واحدمن تلك الإيوانات المبنية على ما يشبه البيت في داخل جامع، أو في داخل أحد صحون الأئمة نساءٍ يجلسن محجبات، نساء نظيفات يصلين ويتلون من آياته، وعند مدخل الإيوانات سترى شيوخا مسبِّحين وشفاههم لا تكف عن ترديد آيات الذكر الحكيم؛ اسأل أي واحد منهم وقل له إنك غريب قادم من بعيد وتريد أن تتزوج «زواج المتعة »، سيباركك ويطلب منك مهرا باختلاف عمر العروس، وباختلاف عمر ورغبات طالب المتعة؛ لا تستغرب إذا قلت لك إنهم يحللون الزواج بإتيان المرأة من الدبر، وفي هذه الحالة ً تعقد أغلى المهور؛ لا تنس أن الرجال يفضلون هذا الزواج أولا لولعهم به في هذه البلاد وثانياً أنه يجنبهم مضاعفات الحمل، رغم تطمينات شيوخ الإيوانات بأن النساء هناك يأخذن احتياطاتهن في تجنب الحمل، إلا أن الكثير من حالات الحمل حدثت، والشيوخ هناك لا يعقدون المهور إلا بعد التأكد من عنوان «العريس». هل تعرف أن كل تلك الإيوانات التي تنتشر في صحون مختلفة ـ حتى في مراقد وصحون الأئمة والقديسين في بغداد، من غير المهم إلى أية طائفة أو مذهب ينتمون، فبالفَرْج يتوحدون وليس بعبادتهم الله. تديرها إفطيم پَّي دَي وتدفع منها نسبة كبيرة إلى الدولة؟
هل تعرف ماذا يسميها الرجال؟ "فراديس النكاح": ص441-442
[تل اللحم، نجم والي، منشورات الساقي 2011]


[*] ويكيبيديا:
"تل اللحم" منطقة تقع بالقرب من مدينة سوق الشيوخ العراقية.
وكما يصفها المؤلف نفسه:
" تل اللحم هو عبارة عن أرض قاحلة تغطيها الرمال، أرض بلا حدود، تمتد عند نهاية المنطقة بعد البساتين والأهوار وبعض المستنقعات التي يعيش فيها الجاموس، هناك تبدأ الصحراء، أو الأرض القاحلة، والتي هي عبارة عن خليج من الرمل داخل المنطقة؛ وميزة هذا الطريق انه ينقسم إلى مسافات محددة، وينتهي إلى شارع نظيف، مبلط، تحده فجأة مرتفعات صغيرة من الرمل، رمال متحركة بالأحرى، زاحفة لأنها ناعمة جداً وتنتقل من مكان إلى آخر بسرعة، وإذا كان المرء يقود سيارة هناك أو عندما لا تهب الرياح بقوة، فإن سائق السيارة يحس وكأن السيارة تدوس على نمل لأن الرمل يدب على الإسفلت مثل جيش من النمل".
[**] الصحن هو الفضاء الداخلي المحيط ببناء قبور أئمة الشيعة.

[صحن]


[إيوان]