![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
الأُدُباءْ
![]() ![]() |
كانت حديقة عادية، واسعة جدا لكن عادية، لا شيء مميز فيها، الأطفال يصرخون، بعضهم مستمتعا وبعضهم غاضبا لأي من تلك الأسباب التي تغضب الأطفال ويجهلها البالغون،
أمهات يرقبن أطفالهن بحذر، شباب يغرسون أنظارهم في كل فتاة وحيدة، عجائز مستلقون للقيلولة، عاشقان يتبادلان القبل خلف الأشجار، ونحن هناك.. جالسان كأي شخصين آخرين نتناول سندوتشاتنا، كان الآخرون ينظرون إلينا بغرابة، ربما لأنني كنت أرتدي حجابا إسلاميا طويلا، كانت مزحة، لكن لم يعرف بذلك سوانا. لم نكن نتبادل القبل كما فعل الزوجان خلفنا، لم نمسك الأيادي، لم نكن ننظر لبعضنا بطريقة غريبة، كنا مجرد شخصين جالسين يتناولان الغذاء بينهما حقيبة، لكن تجاربي السابقة أثبتت لي أن قطعة قماش على الرأس ومترا على الخاصرة قد يغيران كل شيء. لم يستطع أي منا إنهاء غذائه، تذكرت نصيحة صديق آخر، "لا تشربي أبدا على معدة فارغة"، حسن هي ليست فارغة، فيها ربع ساندويتش. أخرج صديقي قارورة الويسكي من حقيبته، تذكرت نصيحة ذات الصديق السابق، "ابدئي بأي شيء ترينه مناسبا عدا الويسكي"، أتساءل ما سيقوله إن علم أنني ألقيت كل نصائحه عرض الحائط، لقد رفضت كل دعواته للشرب معه بحجة أنني لن أفعل قبل أن أترك البلاد، ثم فعلت أسبوعين فقط قبل ذلك. أخرجت الكؤوس من حقيبتي، وأخذ كل منا كأسه، ترددت للحظة، "ماذا لو اكتشف حارس الحديقة أننا نشرب"، ضحك، "بثيابك هذه، يمكن أن نسكر الآن ونبدأ بالرقص وكل ما سنناله رقية شرعية من مس الجن رغم الرائحة". ضحكت وتناولت كأسي، كان حارقا جدا، وجدت صعوبة في ابتلاعه، نظرت لصديقي، كان يشرب بشكل عادي، على الأغلب يتظاهر أمامي فقط، لقد سبق له وأن جرب الويسكي قبلي بليلة واحدة، أزعجني ذلك طوال اليوم، "علمناه الصلاة فسبقنا إلى المسجد". أذكر أول يوم أخبرته فيه برأيي في الدين، كان مصدوما، ترجيته أن لا يناقشني في الدين، أخبرته أنه قراري، أنني لا أريد نقاش الأمر، وأنني لا أريد سلب إلهه، كنت أعرف كم يهمه إلهه... كان مصرا جدا، لم أحب الأمر، تجنبت نقاشه قدر الإمكان لكن بدأت أفكاه بالتغير، أصبح يتخبط بعدها ثم صدمني منذ بضعة شهور في أول يوم من رمضان بصورة غذائه. رافقني الشعور بالذنب لسلب إلهه منه لفترة طويلة جدا، لكن اليوم لم أشعر أنني مذنبة، اليوم أريده أن يقبلني، كما اتفقنا استمررت بسحبه بين الأشجار وطلب أن ننتقل لمكان أكثر خصوصية، لم يفهم أيا من ذلك، أو ربما خشي أن يفهم ويكون فهمه خاطئا، تماما كما أخشى تغيير لفظة صديق في النص وأكون مخطئة. علمت أنه ما عد بإمكاني أن أدعوه صديقا منذ اللحظة التي حظنته فيها في آخر لقاء، واستمر قلبي بالخفقان لساعات بعدها ما عدت أشعر بالذنب، أشعر بشيء جديد مختلف.. **** اليوم الموالي: حصلت على قبلتي بعد أن طلبتها مباشرة، اتصلت به وطلبت أن يعود ليكمل الاتفاق قبل جانب فمي أولا، قبل أن يتوجه إلى شفتي، ماذا يجب أن أفعل؟ لم أعرف حينها غير الوقوف بيدي على جانبي ببلادة لا أشعر بالذنب، أنا أحبه.. (نص كتبته قبل عام بالضبط، بنية مشاركته هنا ثم لم أفعل، وأعادني التقليب في ملفاتي القديمة للمنتدى لأكمل عملا ناقصا) |
|
|
|
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| أول, كأس،, وأول, ذكري, قبلة |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| قبلة مسجد صنعاء | Wonder | العقيدة الاسلامية ☪ | 58 | 07-29-2016 02:47 PM |
| التوقيت الصيفي..صاحب الفكرة..مبرراتها..وأول بلد طبقها | ابن دجلة الخير | السياحة | 2 | 03-24-2016 06:42 PM |
| هل قتلت عائشة محمد؟ | سامي عوض الذيب | العقيدة الاسلامية ☪ | 7 | 02-06-2016 05:20 AM |
| هل قتلت عائشة محمد؟ | سامي عوض الذيب | العقيدة الاسلامية ☪ | 9 | 10-23-2015 09:00 PM |
| هل قتلت المادة المظلمة الديناصورات ? ربما…. | أنا لُغَـتِي | حول المادّة و الطبيعة ✾ | 0 | 06-09-2014 11:44 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond