![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] | |
|
عضو برونزي
![]() |
اقتباس:
تخيّل مصمم مطلق القدرة يصمم كائن ويقول عنه أنه في أحسن تقويم ؟ علي كلٍ يسمي هذا [التصميم الذكي] علي الجانب الاخر نجد ما يسمي [الانتخاب الطبيعي ] ما يفعله هو وبإختصار ، البقاء علي الجينات المفيدة للكائن الحي والتي يحصل عليها من خلال الطفرات العشوائيّة الناتجة من التغيرات البيئيّة ، ولا يكتفي بذلك بل ينقلها إلي الأجيال اللاحقة! كما ان العمليّة التطوريّة لا تنتج كائنات جيّدة مائة بالمائة ، بل الامر أشبه بقصة الصيادين ، ليس عليك أن تجري أسرع من الدب لكي يبقي الانتخاب الطبيعيّ علي موروثاتك ويتم توريثها إلي الاجيال القادمة بل الجري [ فقط ] أسرع من الصياد الاخر . لنأخذ مثالاً بسيطاً وهو العين البشريّة ونري هل هي حقاً مصممة من قبل المصمم وتخضع للتصميم الذكيّ أم انها ناتجة من الانتخاب الطبيعيّ ؟ الشبكية أو (Retina) وهي الطبقة الداخلية للعين وتحتوي على عشرة طبقات مكونة من الخلايا العصبيّة والألياف العصبيّة وخلايا المستقبلات الضوئيّة ونسيج داعم. تعمل الشبكيّة على تحويل الأشعة الضوئيّة إلى نبضات عصبيّة يتم نقلها عبر العصب البصريّ إلى مراكز الدماغ العُليا. ويمكن إختصار هذه العشر طبقات إلى أربع طبقات رئيسيّة وهي :- 1-النسيج الطلائي الصبغي 2-طبقة مستقبلات الضوء 3- الخلايا ذات القطبين 4-طبقة الخلايا العقدية وظيفة الخلايا العقديّة هي القيام بالمعالجة المبدئيّة للإشارة البصريّة ، لكن الغريب هنا ، هو تواجد هذه الخلايا أمام الخلايا التي تستقبل الضوء الداخل !!! نحن الان أمام خيارين إمّا تصميم ذكي أو انتخاب طبيعي ! التصميم الذكي :- تركيب العين كما هي الان ، لا يوجد به أي تصميم ذكي ، لو أخذنا تصميم كاميرا مقارنة بالعين البشرية ، فلن يقوم أي مهندس بتصميم كاميرا بحيث يكون اجزاء الكاميرا موضوعة امام الفيلم أو المستقبل الضوئي ! فهذا يعد تصميماً غبيّاً ! الانتخاب الطبيعي :- الانتخاب الطبيعي يقوم بالبقاء علي الجينات المفيدة للكائن ونقلها عن طريق الوراثة كما تقدم ، ولكن هو بالاساس غير خاضع لاي إلزام اي ليس تحت أي إلزام ان يكون العضو الذي يتم تطويره ممتازاََ ، بل يطوّر كائنات جيّدة للبقاء وليس كما لو أن مهندساً صمم شيئاً من الصفر ! الشيء الاخر بالنسبة للإنتخاب الطبيعي هو عدم قدرته للرجوع إلي الوراء ليعدّل أو يغير في التصميم . من خلال تطوّر العين ، يمكننا أن نفسر الامر ، ولماذا وضعت الخلايا العقديّة قبل مستقبلات الضوء ، الامر ليس متعلق بالرؤية فقط ، بل ربما يكون الامر متعلق بالبقاء وأن موضع هذه الخلايا كان في الماضي سبباً في بقاء أسلافنا ، أي أن التغير الوراثيّ نفسه الذي وضع أوّل خلية عقديّة أمام أوّل شبكيّة بدائيّة . ليس هذا فحسب بل إن " إنفصال الشبكيّة "لامر شائع ويحدث كثيراً ، ذلك لان وضع طبقات الشبكيّة فوق بعض بطريقة شبه معكوسة يؤدي إلي انفاصلها ، خاصة وضع طبقة الـ rods and cons على الـ pigmented يؤدي هذا إلي تماسك ضعيف بين هاتين الطبقتين فنجد كل هذه الكتلة الضخمة تتمسك بما تحتها بجزء صغيراً جداً وكأن الطبقة موضوعة وضعاً على الأخرى مما يجعل الانفصال أمراً شبه محتم الحدوث ، وما كان ليحدث هذا الإنفصال لو أن هذه الخلايا كانت موضوعة بطريقة أفضل من هذا . خلاصة القول : ان العين البشريّة بتركيبها الان لا يمكن ان يكون مصمماً ذكياً قام بتصميمها ليقول خلق الانسان في احسن تقويم ! بل اننا نجد كمثال عين الاخطبوط أفضل من العين البشرية ذلك لان عين الاخطبوط يتغير فيها موضع الخلايا العقدية لتكون خلف مستقبلات الضوء . وكما أن عمليّة صياغة حلقات من السلف إلي المنتج النهائيّ ، لا تتطلب تحسينات مستمرّة في وظيفة واحدة عند كل نقطة من الزمن ، بل يواجه الكائن الحي مشكلة البقاء كفرد - كما تقدم في قصة الصيادين يلتقيان الدب - كل ما يهم هو أن الفرد لدية صفات معينّة يمكن أن يعمل عليها الانتخاب الطبيعي ، ومهما كان التأثير الذي سيحدثه الانتخاب الطبيعي فإنه سيقع علي المادة المتوفرة ، أي علي الكائن الحي الفرد كما هو موجود في ذلك الوقت ، التطور يعمل علي ماهو متوافر ويعدّله إلي ما سيعطي الفرد الذي يمتلك هذه السمة ميزات بقائيّة وهذا بإختصار هو معني "البقاء للأصلح " . ربما يسمح هذا بحدوث خواص غريبة كما تقدم في مثال العين البشريّة، نجده أيضاً في [المرئ ] هو الجزء السفلي من الحلق والقصبة الهوائيّة (الممر الذي يؤدي إلى الرئتين) عند ابتلاع الطعام أو الماء ، يقوم لسان المزمار بغلق القصبة الهوائيّة ، بحيث أن هذه المواد لا تذهب الى الرئتين. هذا النظام لا يعمل بشكل صحيح في كل مرة عند تناول الغذاء أو الماء وعدم قدرة لسان المزمار علي غلق القصبة الهوائيّة يصل بعض من المواد إلي الرئتين مما يؤدي إلي الاختناق ، في بعض الحالات ، يمكن أن يكون هذا الاختناق مميتاً، ولو كان هناك تصميماً ذكيّاً فعلاُ لفصل ذلك وجعلهم أثنين واحداً من الأنف مباشرة إلى الرئتين ، والثاني من الفم إلى المعدة مباشرة وأنتهي الامر ولكن الانتخاب الطبيعيّ لا يمتلك بصيرة ولا يستطيع البدء من الصّفر فماذا عن المصمّم الخارق ؟ . |
|
|
|
||
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| مهندس, إنتخابُ, ينقض, طبيعيّ |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| البطل عبان رمضان، مهندس الثورة الجزائرية الكبرى . . | فتى الشرق العظيم | ساحة التاريخ | 1 | 02-04-2019 11:22 AM |
| علم الفيزياء.. ينقض نظرية التطور | HAMZA-A | في التطور و الحياة ☼ | 2 | 08-08-2017 11:49 PM |
| مهندس بيت الله غشاش | Hikki | ساحة النقد الساخر ☺ | 8 | 07-04-2017 12:23 AM |
| خلق الإلهيّ أم إنتخاب طبيعيّ -- جزء ثان | shaki | العقيدة الاسلامية ☪ | 41 | 06-23-2017 04:33 PM |
| إلي كل مهندس كهربائي | اليأس00 | ساحـة الاعضاء الـعامة ☄ | 2 | 08-31-2016 07:23 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond