شتيمة الهنا
عن عائشة، قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء، لا أدري ما هو فأغضباه، فلعنهما، وسبهما، فلما خرجا، قلت: يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا، ما أصابه هذان، قال: «وما ذاك» قالت: قلت: لعنتهما وسببتهما، قال: " أو ما علمت ما شارطت عليه ربي؟ قلت: اللهم إنما أنا بشر، فأي المسلمين لعنته، أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا. [مسلم]
دائمًا ما يقال لنا إن السب ليس سَبًّا والشتم ليس شتمًا واللعن ليس لعنًا، لكن من رحمة الله بعباده أن سألت السيدة عائشة في هذا الحديث عن سبب الشتم، وسؤالها واندهاشها يدل بوضوح على أن الأمر لم يكن يتعلق بكلام دارج مثل "ثكلتك أمك" و"تربت يمينك"، وجواب الرسول في حد ذاته جواب عبقري؛ لماذا لم يبين لها أن شتمه ليس شتمًا ؟! أو لماذا لم يبين لها الخطأ الذي وقع فيه الرجلان فاستحقا أن يسبهما ويلعنهما؟ لماذا لجأ إلى هذا الجواب الفصيح؟
المسلم لكي يجيب عن شبهة ما مستعد لأن يقول إن "أ" ليس "أ" لكنه "أ"، وبهذا ظهر الحق واندفعت الشبهة ولله الحمد والمنة.
|