300 مليون إله عند الهندوس

[سامي عوض الذيب]

في احد دروسي لطلبة الماجستير في جامعة فرنسية قرب باريس، شرحت لهم كيف ان الديانات مبنية على خرافات وأساطير.
وللعلم كلمة أساطير، جمع اسطورة، جاءت في تسع آيات ضمن عبارة أساطير الأولين، وهي من اصل اغريقي ولاتيني اخذ منها كلمة history وكلمة story بالإنكليزية

وشرحت لهم ان قصة صعود موسى على الجبل وكتابة الله الألواح بإصبعه (هكذا في التوراة) هي مجرد خرافة. ويلاحظ هنا ان القرآن يستعمل الواح بالجمع، بينما التوراة تستعمل الكلمة بالمثنى (لوحان). وهذا الإنتقال من المثنى للجمع أساسه معتقد رجال الدين اليهود بأن الله لم يكتفي بكتابة الوصايا العشر، بل كل التوراة... ولا يمكن ان تكتب التوراة كاملة على لوحين. ولذلك لا بد من الواح بالجمع. فتصور صاحبنا موسى حامل على ظهره رزمة من الألواح وهو نازل من الجبل بعد صيام اربعين يوما. وما يقال عن موسى يقال عن محمد الذي سافر في ليلة واحدة من مكة إلى القدس ومن القدس إلى السماء بصاروخ ارض جو وعمل سياحة هناك مع دليله السياحي جبريل، ثم عاد إلى مكة. سرعة فائقة. واخبرتهم بأن المفكرين يعرفون ان كل هذه أساطير ولكن لا يجرؤون قول ذلك. والكل يعرف ما حدث لطه حسين عندما استعمل هذه الكلمة عن القرآن في كتابه الشعر الجاهلي ... والذي حوله إلى الأدب الجاهلي بعد محاكمته.

وتدخل احد الطلبة قائلا بأن الناس يعلمون بأنها كلها أساطير وخرافات عجايز مقلعة اسنانها ولكن لا يريدون ان يقال لها ذلك.

فأجبته أن المشكلة ليست في الإعتقاد بأساطير مع التظاهر بأنها حقيقة تاريخية (كما يعلمها رجال الدين المسلمين وغيرهم)، ولكن في استعمال تلك الأساطير لفرض نظم على المجتمع تتعدى على حقوق الآخرين.

ولاحظت بين طلبتي وجود طالبة ملامحها هندية فسألتها عن ديانتها. فقالت بأنها هندوسية. فسألتها ان كان صحيحا ان عند الهندوس 300 مليون إله. فأكددت على الأمر. فسألتها كيف يمكن التعبد لهذا العدد الكبير من الآلهة؟ فأجابت بأن الآلهة عند الهندوس لهم تخصصاتهم. فهذا الإله للزراعة، وذاك للمطر، وذاك للمرض، وذاك للعلم، وذاك للزواج، وذاك للبنين الخ. وسألتها عن الإله غانيش، وهو من كبار الهتهم في شكل فيل (انظر صورته هنا http://goo.gl/19x1Pe). ولم ارد ان اغيظها فاقترحت عليها ان اصحبها إلى معبدها لكي اكرم هذه الإله الجبار، فأنا من أعضاء جمعية حماية الحيوان. فضحكت.

وأضفت لطلبتي بأن الهندوس لهم كامل الحرية في عبادة الإله الفيل غانيش... ولكن على شرط أن لا يخرجوا بالفيل من معبدهم في الطرقات ليدوس على المارين.
المشكلة ليست اذن في الأسطورة ولكن في استعمالها للضرر بالآخرين
وليس هناك شعب دون أساطير.

على فكرة، عندما دخل المسلمون الهند غاظم وجود هذا العدد الضخم من الآلهة... التي تزاحم الههم الصحراوي الله. فقاموا بهدم الكثير من معابدهم
فقتلوا قرابة 80 مليون هندوسي ما بين عامي 1000 و 1525. وتعتبر اكبر جريمة ابادة جماعية في التاريخ البشري.
وقد اخذ السلاطين البهمنيون الذين حكموا اواسط الهند نذرا بأن يقتلوا سنويا 100 الف هندوسي.
وفي عام 1399 قام تيمور بقتل 100 الف هندوسي في يوم واحد.
بصراحة داعش ارحم بكثير من الحكام المسلمين في الهند.
ومن شابه اباه ما ظلم