شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > حول الإيمان والفكر الحُر ☮ > الأرشيف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 08-31-2013, 03:58 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي نحو فكر إلحادى قوى ومتجذر ....بعيدا عن الله .

تحية طيبة ...

مقدمة
-----

الألحاد هو رفض فكرة الأله
يكون هذا كافيا طالما أمتلك الملحد مايجعله يبرر رفضه لكل ماهو ميتافيزيقى .
إذن يكون الألحاد هو كلمة- لا - كبيرة يعلنها الملحد ضد كل ماهو خرافة وغير خاضع للأستدلال و التعاطى ..
فى الالحاد التقليدى يكون رفض الصورة المطروحة من خلال الأديان والمعتقدات لها ما يبررها ...فالبضاعة
المطروحة من خلال الدين شديدة الفساد وغير صالحة للأستهلاك الأدمى ..ويستطيع الأنسان أن يجد تراثا
هائلا من الخرافة تجعله يتيقن من تناقض فكرة الله وضعفها وهشاشتها .
الملاحظ دوما أن إلحاد معظم الملحدين وأنا منهم جاءت من عبثية وسذاجة فكرة الله كما تطرحها الاديان ...
علاوة على تناقضها الداخلى وعدم وجود أى ألية تثبت وجودها .

تكون هكذا رؤية كافية لرفضك لفكرة الأله ...لأنك ترفض ماهو مقدم إليك من أفكار مهترئة ليس لها أى أساس
مادى أو عقلانى أو علمى وتفتقر لأى وسيلة للأستدلال والأثبات .
ولكن ...هل يصبح الألحاد هو فكر ناقد مكتفيا بهذا الدور فى رفض كل ماهو عبثى وغيرمحقق .
كثيرون يرون ذلك ويكون الصواب فى جانبهم ...فالألحاد غير مكلف أن يقدم رؤية بديلة أو نظرية جديدة .

ولكن واقعنا العربى الذى لم يتخلص من ثقافة الحكاية لا يقنعه هذا الأمر ...فلقد تعودنا على حدوتة بسيطة تفى
حاجاتنا المعرفية .
الأنسان العربى نتيجة ترسخ الأسطورة فى داخله وجد فيها كل ما يريحه من معرفة بسيطة وساذجة ومشوهة
تجعله يعزف عن الجدالات الفلسفية بالرغم من أهميتها .
فهل يستطيع الألحاد أن يقدم فكرة وحدوتة بديلة للأسطورة الألهية والدينية .؟
الجواب أنه يستطيع ولكن الأمور ليست بالسهولة بمكان ..علينا هنا أن نطرح كل ما توصل إليه العلم فى شتى
مجالات المعرفة والطبيعة لنؤسس فكرا ماديا جدليا علميا جديرا أن يحل مكان الخرافة والغيبيات .

هذا ما نبغيه من موضوعنا هذا ...أن نقدم رؤية جيدة ومتماسكة لتأسيس فكر إلحادى مادى جدلى .
بداهة لن تكون الأمور على شكل قصة وحدوتة ..بل منهج فكرى يتكون من جزيئات من الرؤى والحقائق مكونة
نسيج متماسك من المعرفة .

ستقابلنا مشكلة المقالات العلمية الشديدة الصعوبة مما قد لا يحتملها الكثيرون ..لذلك سنبدأ بتقديم فلسفة مادية
ومنهج للتفكير يكون كافيا لخلق فكر إلحادى مستقل له بنيته الخاصة .

لن نحفل بنقد الأديان بقصصها وأساطيرها ..بل يمكن أن نحلل الأسطورة وفقا لأدواتنا ورؤيتنا الجدلية .
سنحاول أن نكون بعيدين عن فكرة الله ...إلا مايخص تحليلنا لنشأة الفكرة وتطورها .

سأثرى هذا الموضوع بمقالات لكتاب مميزين لهم فكر جدير بالأحترام ...أملا فى تكوين ثقافة إلحادية متجذرة على
أرض الواقع خالقا فكرا مستنيرا واثقا وواعدا ..

لا أخفى عليكم أن المحصول الذى سنقدمه سيكون شديد الثراء ولن يخلو من الإطالة والصعوبة فى بعض الأحيان
ولكن ما يشفع له هو أننا سننال فى النهاية ثقافة إلحادية قوية ومتجذرة بعيدا عن الله .

لنا عودة فتقبلوا مودتى ....



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 08-31-2013, 03:59 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي


نبدأ موضوعنا بمقال للكاتب الرائع جواد البشيتى الذى سيكون لنا معه صولات وجولات عديدة ...
الموضوع يكون بمثابة وضع الأساس لتشييد فكر جدلى إلحادى قوى وتقديم نسق فكرى متماسك ..
تخلف السؤال ... هو عنوان موضوعنا الأول ...أنا أعتبره ألف باء إلحاد .

1- تخلُّف -السؤال-!


تخلُّف الثقافة والفكر عندنا نراه في "الجواب".. في أجوبتنا الثقافية والفكرية؛ وليس في قَوْلنا هذا ما يُعَدُّ اكتشافاً جديداً. ولكنْ، ثمَّة مقياس آخر يمكن أن نقيس به تخلُّفنا هذا، وقلَّما حظي بالاهتمام، على أهميته الكبرى، وهو "السؤال"، فَقُلْ لي عمَّا تسأل، وكيف تسأل، أقول لكَ من أنتَ، لجهة محتواك الثقافي والفكري.

السؤال عن شيء، هو في حدِّ ذاته مقياس نقيس به المحتوى الثقافي والفكري لسائله، ونمط الحاجة المعرفية التي يريد تلبيتها من خلال الجواب عن سؤاله، فشتَّان ما بين من يسأل (باهتمام) عن علامات ظهور المهدي، ومن يسأل (باهتمام) عن السبب الذي يَحْمِل بعضاً منَّا على تَرَقُّب ظهوره، وظهور من يشبهه، أو ما يشبهه، من قوى "الخلاص الأبدي".

أمَّا الأهم من محتوى السؤال، أي الشيء الذي تسأل عنه، فهو "طريقة السؤال"، فثمَّة اكتشافات معرفية في منتهى الأهمية ما كان لها أن تكون لو لم يشق الطريق إليها "سؤال ذكي"، ولو لم يتَّخِذ هذا السؤال من كلمة "لماذا" فاتحة له.

إنَّكَ لن تتوصَّل إلى اكتشاف معرفي جديد لو ظللتَ تَفْتَتِح سؤالكَ، أو أسئلتكَ، بكلمات من قبيل "متى"، و"أين"، و"كيف"، على أهميتها وضرورتها لجهة معرفة تفاصيل ما حَدَث، فالسؤال عن "زمان" و"مكان" الحَدَث، وعن "كيفية حدوثه"، نرى أهميته الكبرى في الصحافة والإعلام على وجه الخصوص، أي في عملٍ يستهدف "المعلومة" في المقام الأوَّل.
وعلى أهمية الصحافة في صناعة ونشر الجواب المتأتي من "السؤال الإعلامي (أو الاستعلامي)"، فكثيراً ما رأيْنا "السائل الإعلامي" يسيء السؤال، عن قصد، أو عن غير قصد، فيسأل الذي يتوجَّه إليه بالسؤال، توصُّلاً إلى معلومة، أو رأي، أو موقف، سؤالاً فيه معظم الجواب، إنْ لم يكن كله، كأن يسأل زعيماً عربياً عن رأيه في ما تحقَّق لمجتمعه من تقدُّم وتطوُّر في عهده، وكأنَّ غاية السؤال هي الإجابة التي يريدها المجيب!

إنَّكَ تستطيع أن تؤلِّف كُتُبَاً في أمْر حَدَث ما إذا ما كانت الإجابات التي تسعى إليها هي من نمط الإجابات التي تأتي بها أسئلة "متى"، و"أين"، و"كيف"؛ ولكنَّكَ تشعر بالعجز (الذي قد تتغلَّب عليه في آخر المطاف) عن كتابة أسْطُرٍ في أمْر هذا الحدث إذا ما اختلفت طريقة سؤالكَ، كأنْ تسأل "لماذا حَدَث هذا الذي حَدَث الآن، وليس من قبل؟"، و"لماذا حَدَث على هذا النحو، وليس على نحو آخر؟".

بأسئلة تبدأ بـ "متى"، و"أين"، و"كيف"، يُمْكِنكَ أن تعرف الحَدَث معرفة أوَّلية، لا بدَّ منها؛ ولكنَّ هذه المعرفة لا تتعمَّق وتكتمل، ولا تُضيف إلى معارفنا شيئاً جديداً، ويُعْتَدُّ به، إذا لم تَقْتَحِم بابها بـ "سؤال لماذا". وأنتَ يكفي أن تأتي ببديهية أو مسلَّمة ما، وأن تَقْتَحمها بـ "سؤال لماذا"، حتى تشعر أنَّ جهلاً كبيراً قد وُلِدَ من هذه "المعرفة اليقينية"، وأنَّ هذا السؤال الجديد، أي الذي كانت أداته "لماذا"، يتحدَّاكَ أن تجيبه.

أليسَ بديهية أن تقول إنَّ الأرض هي التي تدور حول الشمس، وليست الشمس هي التي تدور حول الأرض؟ إذا قُلْتَ هذا فإنَّكَ تُثْبِت أنَّكَ تَعْرِف؛ ولكن من غير أن تضيف إلى هذا الذي تَعْرِف شيئاً. أمَّا لو تجرَّأتَ وسألْت "لماذا الأرض هي التي تدور حول الشمس، وليست الشمس هي التي تدور حول الأرض؟"، لَوَجَدَتَّ نفسكَ في مواجهة تَحَدٍّ معرفي كبير، فإذا اسْتَجَبْتَ له، وعَرَفْتَ كيف تستجيب له، فإنَّكَ تتوصَّل، أو تشارِك في التوصُّل، إلى اكتشاف معرفي جديد، في منتهى الأهمية.

إنَّ "لماذا"، التي تَنْدُر وجوداً، في سؤالنا الثقافي والفكري، فتأتي أجوبتنا، بالتالي، بما يبقي على تخلُّفنا الثقافي والفكري، ويُعمِّقه ويوسِّعه، هي المِعْوَل الذي به يُمْكننا، وينبغي لنا، هَدْم ما نحن فيه من "وثنية فكرية"، تَحْمِلنا دائماً على اتِّخاذ مسلَّمة فكرية ما، يعوزها الإثبات، دليل إثبات، أو نفي، في قضايانا الثقافية والفكرية.

إنَّنا ما زلنا "أُمَّة لكلِّ سؤال جواب"، فليس من سؤال يُسْأل اليوم ولَمْ نُجِبْ عنه من قبل، وكأنَّنا "أُمَّة الحقيقة المطلقة"، التي ليس من سؤال يُمْكِن أن يَخْدِش مسلَّماتها الثقافية والفكرية، أو يَحْملها على "نَسْبَنة" أجوبتها، أي جعلها "نسبية"، أي "عِلْمية"، فمنزلكَ، مثلاً، إنَّما يقع دائماً على يمين الشارع، ولا يُمْكِن أن يقع على يساره، أي أن يكون على يمينه ويساره في آن.

وأحسبُ أنَّ خروجنا من الظُلُمات إلى النور، ثقافياً وفكرياً، يبدأ، أي يجب أن يبدأ، بتحوُّلنا إلى "أُمَّة سؤال"، تأتي بكل مسلَّمة من مسلَّماتها الثقافية والفكرية، وتَضَع في نهاية سطرها كلمة "لماذا"، فـ "الأُمم العِلْمية" إنَّما تُميِّز نفسها، ثقافةً وفكراً، بـ "سؤال لماذا"، من غير أن تضرب صفحاً عن "متى"، وأين"، و"كيف"، في أسئلتها. إنَّها تبدأ بها؛ ولكنَّها لا تتوقَّف عندها، فهي ليست سوى بداية الغوص في بحور المعرفة على أنواعها.

ملايين البشر، وفي كل الأزمنة والأمكنة، رأوا تُفَّاحاً يسقط إلى الأرض من شجره، فاعتادوا هذا المشهد حتى غلبت "العادة"، في وعيهم، "الحاجة". وحده نيوتن اكتشف إذ سأل "لماذا التفَّاحة المنفصلة عن غصنها تتحرَّك إلى أسفل (أي تسقط) ولا تتحرَّك إلى أعلى (أي تصعد).
و"التُّفاح" من معارفِنا على نوعين اثنين: "كلُّ التُّفاح" و"تفَّاحة نيوتن".

وأجوبتنا الثقافية والفكرية على نوعين اثنين: نوعٌ تتغلَّب فيه "العادة" على "الحاجة"، ونوع تتغلَّب فيه "الحاجة" على "العادة". ولقد حان لنا أن نجيب بما يلبِّي الحاجة (الفكرية والثقافية والمعرفية) وليس بما يوافِق ويُرْضي عاداتنا في الفكر والتفكير؛ ولكنَّنا لن نخطو ولو خطوة واحدة كبرى على هذا الدرب إذا لَمْ نَفْهَم "الحرَّية" على أنَّها "السؤال الحر" أوَّلاً، فتحرير العقل العربي إنَّما يبدأ بـ "تحرير السؤال"، فلا سؤال يظلُّ سجيناً في زنزانتنا الفكرية إلى الأبد!

مودتى




:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 08-31-2013, 04:00 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

تحية طيبة ....

مازلنا مع الكاتب جواد البشيتى ليطرح علينا قضية الوعى ..ماهيته ومن يسبق الأخر المادة أم الوعى .
هو حوار فلسفى يتكأ على العلم فى كل جزيئاته بحيث يعطيك قناعات كاملة ومؤكدة لا تحتمل الأختلاف .
أهمية حسم قضية الوعى وإرتباطها بالمادة من الأهمية بمكان لأنه تفصل فى أمور كثيرة وتؤسس لأمور
كثيرة .
أعتقد أنكم لن تواجهوا مشكلة كبيرة فى الألمام بهذا الموضوع لأن أسلوب الرائع جواد فيه من الرشاقة
والبساطة الكثير ..وإن كان يميل إلى الأستفاضة فهو مجبر على ذلك فهو يقدم مادة علمية مشبعة بالفلسفة
مما يجبره على الأطالة لأن معظم جمهوره من الذين يعزفون عن النظريات العلمية ..
صراحة لم أجد مثل العزيز جواد فى عرضه لنظريات علمية بأسلوب سلس ورشيق بعيد عن المعادلات .


2- الوعى

"الوجود" و"العدم" هما من المفاهيم الفلسفية الأساسية.. وقد شرعا، في القرن العشرين على وجه الخصوص، يتغيَّران بما يجعلهما جزءا أيضا من مفاهيم الفيزياء، فبعضٌ من القائلين بنظرية "الانفجار الكبير" Big Bang يتحدَّثون عن خَلْقٍ للمادة من العدم، وعن "الاستمرارية" في هذا الخَلْق. وهُمْ يفهمون هذا الخَلْق على أنه حَدَثٌ يَحْدُث "في غفلةٍ" من قانون "حفظ المادة (حفظ الكتلة والطاقة)"، ولا يؤدِّي، أبدأ، إلى زيادة مقدار المادة في الكون؛ لأنَّ المادة المخلوقة، بحسب زعمهم، من العدم سرعان ما تفنى. إنَّها، بزعمهم، تفنى قبل أن "يحسَّ" بوجودها قانون "حفظ المادة"!

"الوجود" و"العدم" إنَّما هما نقيضان، أو ضدان؛ ولكن ليس في المعنى الدياليكتيكي، فالدياليكتيك يَفْهَم النقيضان، أو الضدان، على أنهما شيئان متَّحِدان، متداخلان، لا يمكن، أبدا، أن يستقل أحدهما، في وجوده، عن الآخر.. وعلى أنهما شيئان يتحوَّل كلاهما إلى الآخر. إنَّ "الوجود" و"العدم" لا يتداخلان، ولا ينطوي كلاهما على الآخر، ولا يتحوَّل إليه؛ لأنَّ "العدم" خرافة فلسفية (وفيزيائية).



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 08-31-2013, 04:04 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

"الوجود" إنَّما يشمل كل ما هو "موجود". و"الموجود" بعضه "مادة"، وبعضه "لا مادة". وهذا الـ "لا مادة" إنَّما هو "الوعي" و"الفكر" و"الشعور".. و"الروح". من "الوجهة الكمِّيَّة"، يمكن القول أنَّ "المادة" هي "معظم" الوجود؛ وقد كانت حتى ظهور الحياة، وظهور الإنسان على وجه الخصوص، "كل" الوجود. ولمزيدٍ من الوضوح، أقول إنَّ كل مادي (أي كل ما هو مادي) موجود؛ ولكن ليس كل ما هو موجود مادي، فـ "الوعي"، أي وعي الإنسان ـ الاجتماعي، موجود؛ ولكنه ليس بـ "المادة"، أو بـ "الشيء المادي".

إذا قُلْنا بوجود يتألَّف من "مادة" و"وعي" فلا خلاف بيننا وبين "المثاليين (الموضوعيين والذاتيين)". الخلاف يبدأ عند البحث في أوجه العلاقة بين "المادي" والـ "لا مادي"، بين "المادة" و"الوعي (الفكر، الشعور، الروح)". الخلاف يبدأ عندما نقرِّر، بمعونة العِلْم، أنَّ "المادة" هي "الواقع الموضوعي، القائم في خارج الوعي، وفي استقلال تام عنه، والذي يمكنه أن ينتقل إلى الدماغ البشري، عَبْر الحواس، في شكل أحاسيس، منها، وبها، نؤسِّس المفاهيم والأفكار..". عندما نقرِّر، وبمعونة العِلْم أيضا، أنَّ "المادة" يمكنها أن تُوْجَد، وقد وُجِدَت، وهي موجودة، من دون "الوعي"، الذي لا يمكنه، أبدا، أن يُوْجَد من دون "المادة"، التي كانت ولم يكن من وعي.



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 08-31-2013, 04:05 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي


"الوعي" إنَّما هو خاصِّية الدماغ البشري، التي تظلُّ كامنة، غير ظاهرة، حتى يستوفي "الوعي" شرطه الاجتماعي، فـ "الوعي" هو خاصِّية دماغ "الإنسان الاجتماعي". و"الوعي" لا يُوْجَد، ولا تقوم له قائمة، من دون ثلاثة أشياء: "الدماغ البشري"، و"العالم المادي الخارجي"، أي كل ما يُؤثِّر في حواسِّنا من مادة، و"المجتمع".

قد يُحيِّرني مشهد "المغناطيس يَجذب إليه برادة من الحديد بقوَّة غير مرئية"، فأتصوَّر خَلْقاً لهذا المعدن (المغناطيس) مشابهاً لـ "الخَلْق التوراتي للإنسان". قد أتصوَّر أنَّ المغناطيس خُلِقَ من "معدن يخلو من خاصِّية الجذب"، ثم قامت "القوَّة الميتافيزيقية الخالِقة" بإدخال هذه الخاصِّية فيه، فدبَّت فيه "المغناطيسية".

هذا التصوُّر إنَّما ينبثق من "خَلَلٍ" في فَهْم العلاقة بين "الشيء" و"خواصِّه". إنَّ الشيء المجرَّد من خواصه (الجوهرية التي تميِّزه من غيره) لا وجود له، وإنَّ الخواص المجرَّدة من الشيء الذي يشتمل عليها لا وجود لها، فالمغناطيس المجرَّد من المغناطيسية لا وجود له، والمغناطيسية المجرَّدة من المغناطيس لا وجود لها.

وفي "الخواص"، نقول أيضا إنَّ بين "الشيء" و"خواصِّه" وحدة عضوية لا انفصام فيها، فـ "المادة الحيَّة" لا تُوْجَد إلا ومعها، وفيها، خواصُّها الجوهرية. جَرِّد "المغناطيس" من "خواصِّه الجوهرية"، فهل يبقى من وجود للمغناطيس ذاته؟! كذلك يكفي أن تُجرِّد "المادة الحيَّة" من خواصِّها الجوهرية حتى لا يبقى من وجود لهذه المادة.



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 08-31-2013, 04:07 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي


الكائن المادي، مهما كان نوعه أو حجمه، إنَّما هو "واقع موضوعي". فهذا الكائن (القمر مثلاً) لا يُوْجَد "في داخل وعي" الإنسان، وإن وُجِدَت "صورته" في داخل هذا الوعي، كما أنَّ الوعي ليس بالقوَّة التي تجعل هذا الكائن موجوداً، أي "تَخْلِقه"، في خارج وعي الإنسان.

إنَّه موجود في خارج وعي الإنسان، وفي استقلال تام عن هذا الوعي، فهذا الكائن الذي شقَّ طريقاً له إلى أحاسيسنا، التي تنسخه وتصوِّره وتعكسه، إنَّما يُوجَد في خارج وعي الإنسان، وفي شكل مستقل عنه، ثمَّ نحس به عَبْر حواسنا، فندركه بعقولنا ونفهمه.

أَنْظُر إلى القمر، ثمَّ أغمِض عينيَّ، فأرى "صورة القمر" في ذهني (أتصوَّره). فهل القمر (لا صورته) يُوْجَد (بالفعل) في داخل ذهني، أو وعيي؟ كلاَّ لا يُوْجَد. وإذا لم يكن موجوداً في داخل وعيي فهل يكون وجوده (الفعلي) في خارج وعيي مرتبط بوعيي؟ هل أنَّ وجوده هذا قد خَلَقَهُ وعيي؟ كلاَّ لم يَخْلِقه.

إنَّ "المادي" هو كل ما يُوجَد موضوعياً، أي في خارج وعي الإنسان، ومستقلاًّ عنه. الوعي (مهما كان نوعه) لم يأتِ قَبْلَ المادة ليخلقها من ثمَّ. ولمَّا كانت الأرض قد وُجِدَت قَبْلَ ظهور الإنسان والكائنات الحيَّة عموماً بملايين السنين صار واضحاً أنَّ المادة والطبيعة موضوعيتان، مستقلتان عن الإنسان ووعيه، وأنَّ الوعي هو ذاته نتاج للتطور الطويل للعالم المادي، فالخاصِّية المشتركة بين كل الأشياء والظواهر (المادية) تكمن في كونها موجودة في خارج وعينا، ومستقلَّة عنه، ومنعكسة، أو يمكن أن تنعكس، فيه.



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 08-31-2013, 04:07 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

لقد نَظَرْتُ إلى هذا الشيء (المادي) الذي أمامي، ثمَّ أغمضتُ عينيَّ.. هل أستطيع أن "أراهُ"، الآن، حيث أغمضتُ عينيَّ؟ أجل أستطيع، ولكن هذه "الرؤية" ليست بالكاملة، فهناك جزء كبير من "تفاصيل" هذا الشيء لا "أراهُ" بـ "عينيَّ المغمضتين".

إنَّني في هذه الحال من "الرؤية" لا أرى الشيء ذاته، وإنَّما "أرى" صورته المثالية، أي صورته الموجودة في داخل وعيي. وهذه الصورة لا تشتمل، كما أوضحنا، على كل تفاصيل "أصلها"، أي على كل تفاصيل هذا الشيء الموجود وجوداً موضوعياً.

إنَّني "أرى" هذه الصورة المثالية، أي الموجودة في داخل وعيي فحسب. وعليه، أستطيع القول إنَّها "موجودة"، ولكن وجوداً غير موضوعي، وإنَّها "واقع"، ولكن واقعاً غير موضوعي.

إنَّها موجودة؛ ولكنَّها موجودة؛ لأنَّ "اصلها" موجود في الواقع الموضوعي، فلو كان غير موجود لاستحال وجودها في داخل وعيي. وغنيٌّ عن البيان أنَّ "أصلها"، الموجود في خارج وعيي، قد وُجِدَ قَبْلَها، وأنَّ أي تغيير قد يطرأ عليها لن يؤثِّر، على الإطلاق، في "أصلها"، الذي كل تغيير يطرأ عليه يؤثِّر فيها. فإذا طرأ أي تغيير على "الأصل"، ففتحتُ عينيَّ، ثم أغمضتُّهما، فلسوف "أرى" هذا التغيير الجديد في الصورة المثالية لـ "الأصل".



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 08-31-2013, 04:08 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [8]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

وهناك أشياء في الواقع الموضوعي أعجز تماماً عن رؤيتها بـ "العين المجرَّدة"، كجزيء الماء مثلاً، فكيف يمكنني، في هذه الحال، أن "أرى" صورها المثالية؟ الحل لهذه المشكلة يكمن في "التطور التكنولوجي"، الذي جاءنا بـ "المجهر الإلكتروني"، فتمكَّنا بفضله من أن نرى بعضاً منها، ومن أن "نرى"، بالتالي، صوره المثالية.

ونحن لا نملك، الآن، من هذه "التكنولوجيا"، أو من "العين الاصطناعية"، ما يسمح لنا برؤية أشياء (مادية) أصغر حجماً، ولكننا نرى بـ "العين المجرَّدة"، أو بـ "العين الاصطناعية"، ما يدلُّ على وجودها، أي ما يدلُّ على أنَّها موجودة وجوداً موضوعياً. فـ "الشيء" الموجود وجوداً موضوعياً إمَّا أن نراه مباشرةً (بـ "العين المجرَّدة"، أو بـ "العين الاصطناعية") وإمَّا أن نرى (من الأشياء) ما يدلُّ على وجوده الموضوعي ويؤكِّده.

إنَّني أرى، الآن، بـ "العين المجرَّدة" الآتي من الأشياء (والظواهر): كرة من الرصاص، قُمْتُ بإلقائها في إناء ممتلئ بالماء، فانسكب بعض من هذا الماء. لو أغمضتُ عينيَّ، بَعْدَ ذلك، فإنَّني أستطيع أن "أرى" صورة هذه العملية مع أشيائها، في داخل وعيي، أي أنَّني أستطيع رؤية صورتها المثالية الناقصة التفاصيل. عَبْر هذه العملية، وعَبْر غيرها من العمليات المشابهة، تمكَّن آرخميدس من اكتشاف "القانون" الآتي: إذا غُمِر جسم في سائل فإنَّه يفقد من وزنه بقدر وزن السائل المُزاح.

في هذه الطريقة نتوصَّل إلى اكتشاف "القوانين الموضوعية"، فتَشْغُل صورها المثالية حيِّزاً من وعينا. ولكَ أن تقارن، الآن، بين صورتين مثاليتين موجودتين في داخل وعيكَ: "صورة القمر"، مثلاً، و"صورة قانون آرخميدس"، مثلاً. في المقارنة، سترى أوجه التماثل، وأوجه الاختلاف، التي من أهمها هذا "التجريد" في "صورة قانون آرخميدس".

وفي داخل وعيي يُوجَد، أيضاً، صوراً مثالية ليس من أصول لها في الواقع الموضوعي، مثل صورة "عروس البحر"؛ ولكن حتى هذه الصور ما كان ممكناً أن تُوجَد في داخل وعيي لو لم تكن مؤلَّفة من "عناصر" لها أصول في الواقع الموضوعي. وهذه الصور إنَّما تشبه في عملية تركيبها أن تجيء بصور فوتوغرافية لأشياء عدة، ثم تقوم بتجزئة كل صورة بالمقص، ثم تأخذ جزءاً من كل صورة، ثم تُركِّبَ من هذه الأجزاء صورة جديدة، لن تَجِدَ، أبداً، أصلاً لها في الواقع الموضوعي، وإن كان لكل عنصر (أو جزء) منها أصل في هذا الواقع.



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 08-31-2013, 04:08 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [9]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

ولكن ما الفَرْق بين هذين الشيئين الماديين: "القمر" و"الطاولة"؟ "القمر" لم "أخْلِقهُ" أنا، ولم "يَخْلِقهُ" البشر، فقد وُجِدَ قَبْلَ وجودي، وقَبْلَ وجود البشر. أمَّا هذه "الطاولة" فقد قُمْتُ أنا بـ "خَلْقِها"، ولكنَّني لم "أخْلِقها" من "العدم"، أي من "لا شيء". لقد "خَلقْتُها" من أشياء مادية كانت هي، أو كانت عناصرها، موجودة قبلي، وقَبْلَ وجود البشر.

الطاولة، قَبْلَ أن "أخْلقها" كانت "فكرة" في رأسي، أي كانت "صورة مثالية" موجودة في داخل وعيي. ولكن هذه الصورة لم تتكوَّن في داخل وعيي إلا لأنَّ لعناصرها أصولا في الواقع الموضوعي.

الآن، وبمعونة هذه الصورة المثالية، قُمْتُ بـ "خَلْق" الطاولة. وهذا "الخَلْق" ليس من "العدم"، فـ "خَلْقي" للطاولة ليس سوى عملية تركيب مادي، فمِنْ أشياء، أو مِنْ عناصر، موجودة قبلي، وقَبْلَ وجود البشر، قُمْتُ بـ "تركيب" هذا الشيء الجديد، أي الطاولة.



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 08-31-2013, 04:09 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [10]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

في هذه الطريقة من تفاعل "الذات" و"الموضوع"، نقوم بـ "خَلْق" أشياء مادية في استمرار. و"الطاولة"، الآن، هي "واقع موضوعي". إنَّها، وبخلاف صورتها المثالية، موجودة في خارج وعيي، الذي مهما أحْدَثَ من تغيير في صورتها المثالية، لن يتمكَّن، على الإطلاق، من التأثير فيها، فكل تغيير واقعي يطرأ على الطاولة، من الآن وصاعداً، إنَّما هو نتيجة تبادلها التأثير المادي مع غيرها من الأشياء، التي قد يكون من بينها قواي المادية أنا.

إنَّ أحداً من ذوي "التفكير الموضوعي" لا يُشكِّك في "مادِّية" الدماغ البشري، فهذا التشكيك إنَّما نَجِدْهُ عند أولئك الذين يشكِّكون في "مادِّية" المادة، ويقولون بـ "جوهر روحي"، أو بـ "جوهر لا مادي"، يكمن في المادة، و يجعلها "حيَّة"!



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
إلحادى, نحو, الله, بعيدا, فكر, ومتجذر, قوى


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأخلاق بعيدا عن الدين! ramadan العقيدة الاسلامية ☪ 100 11-08-2020 09:19 AM
لماذا خلق الله العالم ؟ فكر مجددا عزيزي المسلم هل اله حول الحِوارات الفلسفية ✎ 22 07-04-2017 01:11 PM
أسباب إلحادي دفيءالحقيقة العقيدة الاسلامية ☪ 9 02-11-2015 12:09 AM
سؤال قوي جدآ للملحدين. بين العقيدة الاسلامية ☪ 25 07-13-2014 10:26 AM
○ الله والشجرة ♣ .. فكر صهيونى ..رخيص! السيد مطرقة11 الأرشيف 0 08-30-2013 11:24 AM