شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة اليهودية ۞ و المسيحية ✟ و العقائد الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 07-19-2014, 12:54 AM فينيق غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
فينيق
عضو ذهبي
الصورة الرمزية فينيق
 

فينيق is on a distinguished road
افتراضي آكاديمية " العلوم " البابوية: دعارة معرفية بحُكم اللامسؤوليّة


لم يترك العلم الكثير من الأماكن: لا للمعجزات ولا حتى لله .. ستيفين هاوكينغ



لعلها واحدة من أكثر المؤسسات سورياليّة وفصاميّة في العالم: هي آكاديمية العلوم المتواجدة في مدينة – دولة الفاتيكان, حيث تجتمع عقول نيِّرة بصورة دورية بغاية بناء الجسور بين المعارف العلمية المتقدمة ومجموعة من الاساطير والقصص والمزاعم التي تناقلها الآباء والأبناء على مدار آلاف الأعوام من اليهودية إلى المسيحية بالألفي عام الأخيرة.

ينضوي بتلك المؤسسة علماء بارزين, نال بعضهم جائزة نوبل, يحصل تعيين بعضهم بصورة مباشرة من بابا الفاتيكان, وتكون مهمتهم الاساسيّة تعزيز المعرفة العلمية وربطها بالأخلاق, يكون الكاردينال مستشار علمي والباقين معاونون من الكهنة معتمري القلنسوات.


بالرغم من أنّ غالبيّة أعضائها كاثوليك, فينتسب لآكاديمية الفاتيكان اشخاص من مذاهب متنوعة, فعلى سبيل المثال رئيسها الحالي الحائز على جائزة نوبل Werner Arber يكون بروتستانتي. ولكي نفهم فلسفة تلك الآكاديمية نقرأ عليكم بعض كلمات رئيسها هذا, حيث يقول:


على مدى زمني طويل جداً, اكتسب الكائن البشريّ الفضوليّ المعرفة العلمية, من خلال الملاحظة بالمقام الأوّل وعبر حواسهم الخمس ودعم التفكير الذهني والمحاكمات المنطقية. يمثِّل سفر التكوين بالعهد القديم, بالنسبة لي شخصياً, شهادة على رؤية علمية قديمة للعالم القائم منذ عدة آلاف من الأعوام. ويعكس هذا السفر الانسجام بين الايمان الديني والمعرفة العلمية التي تحققت حديثاً. يقترح سفر التكوين تسلسل منطقي بالحوادث والتي بسياقها يكون خلق الارض كنتيجة لخلق الظروف المؤاتية للحياة. فقد خلق النباتات بداية والتي بدورها كانت غذاء الحيوانات كمقدمة لخلق الإنسان بالنهاية. لنترك جانباً مسألة الوحي, فتلك القصة بسفر التكوين يمكن أن تشكّل رواية منطقية لاصل تطوري محتمل للاشياء بحسب حوادث متخيلة موجهة في الطبيعة ولاحظتها جماعات قديمة. من شجرة الأنساب الموصوفة في العهد القديم, يمكنني استخلاص أنّ مؤلفيها كانوا واعين للتغيرات النمطية الظاهرية { أو حتى للتغيرات النمطية الجينية }. يمتلكوا الاشخاص الموصوفين ملامحهم الخاصة الشخصية, وبالتالي لا يكونوا نسخ متطابقة جينياً عن آدم وحواء. يمكننا, عن طريق تلك القصص, تحديد انسجام هائل بين الايمان الديني الصالح وقتها وبين المعرفة العلمية حول النموّ التطوريّ راهناً. يكون واجبنا اليوم الحفاظ على هذا الانسجام. أنا على قناعة بأنّ المعرفة العلمية والايمان الديني يكونا, بل يجب أن يكونا هكذا دوماً, عنصران مكملان بمعرفتنا التوجيهية.


لنتذكر بعض ما قاله البابا بنديكيت السادس عشر في خطابه أمام افتتاح دورة بالآكاديمية تحت اسم " المعرفة العلمية الراهنة حول التطور الكونيّ والبيولوجي " في العام 2009, حيث قال:


يُشير التفريق بين كائن حيّ بسيط وكائن روحاني capax Dei { قادر على تلقي كلمة الله } لوجود الروح الذكيّة في ذات متسامية وحرّة. لقد أكدت هيئة التعليم الكنسية, بصورة دائمة, على أنّ " كل روح تكون مخلوقة مباشرة من الله, وليست " منتجة " من الأبوين وأنها خالدة لا تموت " { تعاليم الكنيسة الكاثوليكية, 366 }. هذا يحدد الميزة الخاصة بعلم الإنسان أنتروبولوجيا ويدعو لاكتشافه من قبل التفكير الحديث ذاته.


كلام واضح ولا يحتاج تفسير! لكن لماذا يكون بكل تلك الأهمية الأخذ بالحسبان أو النقاش ببساطة لكل تلك القضايا الدينية – الفلسفية القادمة من ماضينا المغرورق بالظلام؟ ما علاقة كل هذا بامكانية وجود أو لا وجود لله { أو عدد غير محدد من تلك القوى الغيبية الروحانية } وربطه بعمل الاختبارات, سواء في مختبرات أو خارجها, في هذا المضمار؟ هل يساهم هذا بحرف التحليل أو التفسير لنتائج البحث العلمي؟


لا يقوم العمل البحثيّ على مزج مجموعة عناصر في قارورة والنظر بالنتائج لاحقاً { مع الأمل عدم انفجار المزيج! } كما نشاهد بأعمال درامية سينمائية, بل يبدأ كل عمل بحثي علمي بتجميع معلومات مسبقة حول الموضوع قيد البحث: ستساهم بصوغ فرضيّة علمية, والتي ستفيد بتأسيس قاعدة لتصميم الاختبارات والتجارب أو تحصيل المعلومة من أرض الواقع, والتي بالنهاية ستؤدي لتأكيد صلاحيتها أو دحضها وهذا كله يحصل بسياق ما يسمى " المنهج العلميّ ".


ولأجل تحصيل نتائج مرضية في البحث العلمي, يتوجب الأخذ بالحسبان لكل العناصر المؤثرة في تطوير النموذج المقترح, والعمل على إقصاء كل ما هو زائد عن الحاجة غير مفيد, بغية توفير المال العام المخصص لهذا البحث من جهة, وتوفير الوقت الضروري لهذا البحث من جهة أخرى. فمن العبث هدر جهود بحثية دون تحصيل نتائج هامة.


بالعودة لقضيّة علم الإنسان انتروبولوجيا المطروحة في خطبة البابا السابق حول التطور الكوني والبيولوجي, لا يكون ذات الأمر, علمياً, حين افتراض أو لا افتراض امكانية تدخُّل إلهي بصيغة روح في التطوُّر الإدراكي المعرفي للكائن البشريّ. فيما لو يمتلك عالم متمكِّن وصادق أيّ شكّ أو مؤشّر لوجود الروح أو أيّ سلطة إلهية { فوق طبيعية, غيبية, حضارة كائنات فضائية مثلاً كالتي نراها بأعمال درامية } بسياق نموّ وعيه البشريّ: فسيكون مجبراً مهنياً على تضمينها في فرضيات البحث ويمكنه اضافتها خصوصاً لاختباراته وتجاربه, حيث يكون من أهم مصادر التقييم السلبيّ التي يواجهها الباحث خلال عمله, في مؤتمر أو عند ارسال مشروعه للنشر, هو ملاحظة باحث آخر لعدم تضمينه لعامل جوهري لكن بديهي لم يأخذه بالحسبان, ولهذا ستكون كل دراسته غير صالحة وتفتقر للأهمية, اضافة لتركه انطباع يدل على فقدانه للمهنية. لكن وعلى اعتبار أن بابا الفاتيكان وممثلي أديان أخرى: يؤكدون على وجود عناصر لامادية مؤثرة { وللآن تؤثر } في تطور معارفنا كنوع حيّ, ليس فقط في الأنتروبولوجيا, بل كذلك في علوم الأعصاب واقسام محددة { التحليل النفسي, علم النفس, السلوك, ...الخ } والتي يجب اعادة تقييمها بعمق وحتى رفضها لوجود اخطاء جزئية أو كاملة على ضوء تلك الصياغة الجديدة المتغيِّرة.


وهذا ما سيحدث مع حقول معرفية أخرى. فعلى سبيل المثال, لا يكون ذات الشيء وجود إله كمحرِّك أوّل ثابت اريسطوطاليسي, يظهر فعله الوحيد عبر اطلاق الانفجار الكبير لكي يتطوّر لاحقاً كل شيء وفق قوانين الكون, حيث يمكن للعلم تحقيق تفسيرات لكل شيء بصورة مُرضية { ما عدا اللحظة الأولى وما سبق الانفجار الكبير, حيث تحضر التفسيرات الخلقية واختبار الايمان عند المسيحيين وتحقيق التشويش عند العلماء الملحدين } دون الاحتياج لافتراض أي شيء, ووجود إله كإله الكتاب المقدس { الذي يعبده بعض الباحثين } والذي يتدخل بثبات في الطبيعة ويخصص جزء من وقته وجهده لإرضاء رغبات وحاجات بعض سكّان الكوكب الثالث والذي يدور حول نجم ويتواجد بزاوية مهملة من المجرّة.


كذلك وكما يمكن أن يفهم أيّ شخص, فلا يكون ذات الشيء دراسة نطاقات أو حوادث طبيعية مجرّدة وتلك التي تعرضت لتأثيرات بدرجة ما من قبل كائنات ذكيّة. هكذا نجد مثلاً بأنّ علماء البيئة يأخذون بالحسبان دوماً امكان تعرض النظام البيئي المدروس لأيّ فعل بشريّ, حيث يوجد أنهر تتغير مسارات جريانها أو تجفّ, تختفي أحراش أو تظهر نباتات جديدة, ..الخ. حيث انها لا تمتلك أيّ تفسير منطقيّ, وأمكن لهذا التغيُّر أن يستمر لزمن طويل, وبمرور قرون على آخر تأثير بشريّ: للآن يبقى ملمح غير قابل للتحديد. على سبيل المثال, دراسة صورة فضائيّة بالاشعة تحت الحمراء: تسمح بالتمييز بين الحرش الأصليّ والحرش النامي فوق خرائب وبهذا يمكن تحديد مواقع أثرية. كذلك اعتباراً من وجهة نظر عملية لا يكون ذات الشيء مواجهة مشكلة " طبيعية " مقابل مشكلة " اصطناعية " أخرى. فمثلاً حين يحصل حريق, فيما لو يكن اصله طبيعي ففي الغالب يكون التركيز بسبب صدفوي, بينما لو كان الحريق بفعل فاعل فسيتعامل الاطفائيون مع عدّة اسباب محتملة تسهّل انتشارهم. كذلك لا يكون ذات الأمر أن تقوم السلطات الصحية بمواجهة وباء طبيعي أو وباء تسبب به ارهابيون بيولوجيون أو فرضه سخط الآلهة!


بالتالي, تبخيس تأثير كائنات فضائيّة { بمفهومها الأوسع } في واقعنا { في حال امتلاكنا الدليل على وجودها }: لن يكون خطأ علميّ نسبيّ فقط, من لحظة البدء بالمهمة الاساسية للباحثين لكشف كيفية عمل العالم, بل كذلك سيكون عدم إحساس كامل بالمسؤوليّة. دون نسيان أنّ كل من يستطيع اثبات وجود هذا التأثير " الخارجي " بأيّ صورة وبأيّ حقل معرفي, لن يحصل على أهم الجوائز الأكاديمية فقط, بل في الغالب سيتم اعتباره كنبيّ جديد إن لم يكن أهم الأنبياء إذا دققنا النظر بالأديان التي ابتكرتها البشرية.


بالنتيجة فيما لو لا يأخذ عالم متديِّن بحسبانه التنوُّع الفوق طبيعي في دراساته, أو يكون عالم شرّير { حائز على نوبل } أو يسلك بصورة مطابقة لباحث ملحد: فسيكون هناك شبه استحالة بحدوث تلك الامكانيّة. فمن خلال رؤية تفاصيل كيفية عمل العالم علميا, فسنجد أنّ عدد العلماء المسيحيين الموضوعيين أقلّ من عدد حيوانات الوشق الإيبريّ في اسبانيا!!


اذا تتابع أكاديمية " العلوم " البابوية طريقة عملها بتقويض مباديء العلم الأساسيّة. واسمحوا لي أن أختم بما قاله ستيفين هاوكينغ:


" لم يترك العلم الكثير من الأماكن لا للإله ولا للمعجزات ".


وأضيف أنا:


" وتقلّ تلك الأماكن بمرور الوقت ودون توقُّف ".


النص الاصل بالقسم الأجنبي

تعقيبي

تحاول المرجعيات الدينية المختلفة العمل بالظاهر على التوفيق بين العلم والدين, لكن بالباطن لا يهمها سوى وأد العلم الذي قادت بعض اكتشافاته لتعرية الكثير من الطروحات القداسيّة .. أشكر أي تصويب أو إضافة




:: توقيعي ::: الحلّ الوحيد الممكن في سورية: القضاء على مافيا الأسد الداعشيّة الحالشيّة الإيرانية الروسيّة الإرهابيّة فئط!
http://www.ateismoespanarab.blogspot.com.es
يلعن روحك يا حافظ!
https://www.youtube.com/watch?v=Q5EhIY1ST8M
تحيّة لصبايا وشباب القُدْسْ المُحتلّه
https://www.youtube.com/watch?v=U5CLftIc2CY
البديهيّات لا تُناقشْ!
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
آكاديمية, معرفية, اللامسؤوليّة, البابوية, العلوم, بحُكم, دعارة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل يدري " الاسلام " عن النظافة شيئا ؟ وهل المسلم حقا ... " نظيف " كما يدعي ؟؟ زند الحق العقيدة الاسلامية ☪ 15 12-27-2023 10:09 PM
صدور " عديقي اليهودي " و " أيوب التوراتي " عن مكتبة كل شيء في حيفا شاهين ساحة الشعر و الأدب المكتوب 4 05-13-2018 04:07 AM
مشكلة """"""الثقة في من دون او كان مصدر لتندوين القران و السنة المنهج التجريبي العلمي العقيدة الاسلامية ☪ 20 09-13-2017 04:47 AM
بالصور المحكمة الدستورية العليا في "أمريكا" "تكتب اهداء" لسيدنا "محمد" عيسى العقيدة الاسلامية ☪ 67 03-29-2017 04:06 AM
بالصور.. وكيل "الشباب" بالغربية يستقبل طالبة استخلصت علاج "السرطان" من المانجو Skeptic ساحة النقد الساخر ☺ 1 08-27-2016 07:21 PM