![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() 1. منذ أن رأيت هذه الصورة وأنا أشعر بالغيض يشتعل في أعماقي! وقد فكرت في البداية أن أعيد نشرها في شبكة الملحدين العرب بدون تعليق. لأنني كنت ولا أزال أعتقد بأنها تحمل كل ما ينبغي من المعلومات لكي تدين دَجَلَ ونفاق المسلمين الذي يزعقون في كل مكان حول "رعاية" الطفولة! 2. لكنني لست متأكداً من أن جميع القراء يستطيعون قراءة تاريخ العراق الحديث (وأبطاله السنة والشيعة) الذي يطل من وراء الصورة. بل ثمة مخاطرة أن يقوم السنة باستغلالها لصالحهم (وَهُمْ كالعادة معتادون مع الشيعة على التفاخر بـ"المنجزات" الوهمية واتهام بعضهم البعض الآخر بأبشع الذنوب. وإذا ما كان تفاخرهم مجرد ادعاء فإن ذنوبهم جميعاً حقيقة يصادق عليها الواقع) ضد سلطة الشيعة الحالية. 3. إن تاريخ عام "1955" يعني الوقائع التالية: 1. العراق في عهد النظام الملكي: كان الملك آنذاك هو فيصل الثاني الذي تسلم العرش أثر بلوغه السن القانوني عام (1953). 2. كان عاماً متوتراً، كما كانت تتميز مرحلة الخمسينات بأكملها، وفيه تم التوقيع على حلف بغداد ما بين العراق والمملكة المتحدة وتركيا وباكستان. وقد كان الحلف من "فعاليات" الحرب الباردة وبرعاية الولايات المتحدة. 3. كان رئيس الوزراء في تلك الفترة هو نوري السعيد: الذي لم يكره العراقيون رئيساً للوزراء مثلما كانوا يكرهونه! 4. كان القسم الأعظم من واردات البترول تذهب إلى الشركة البريطانية (IPC) ولهذا فإن واردة الدولة كانت محدودة جداً. 5. كانت الدولة العراقية وحتى عام 1958 في ظل دستور عام 1925 الذي تنص المادة 13 منه على ما يأتي: "الإسلام دين الدولة الرسمي، وحرية القيام بشعائره المألوفة في العراق على اختلاف مذاهبه محترمة لا تُمس، وتضمن لجميع ساكني البلاد حرية الاعتقاد التامة، وحرية القيام بشعائر العبادة، وفقاً لعاداتهم ما لم تكن مخلة بالأمن والنظام، وما لم تناف الآداب العامة". وهذه هي الإشارة الوحيدة للإسلام! وعلى الرغم من إن الدولة العراقية ومن وجهة نظر تاريخية قد ورثت "الانتماء السني" من العثمانيين بعد الحرب العالمية الأولى، فإن الحكومات العراقية آنذاك لم تكن تعبر عن موقف طائفي واضح. كان القمع الذي اشتهرت به الحكومات العراقية وخصوصاً خلال سنوات تسلم نوري السعيد رئاسة الوزراء مرات عديدة هو القمع السياسي الفج والعنيف والمتخلف ضد المعرضة السياسية العراقية آنذاك بأجمعها بغض النظر عن الانتماء الديني حتى تغيير النظام من قبل "الضباط الأحرار" عام 1958. 6. إذن، صورة تلاميذ المدرسة من عام 1955 لا علاقة لها بالسُّنة إطلاقاً. فقد كان نظام الدولة علمانياً في توجهاته "الدينية". وإن وضع المدارس العراقية آنذاك هو حصيلة لتطور الدولة العراقية ولا شيء آخر. 7. جاء تدخل السُّنة العنيف والفظ في إدارة الدولة مع قدوم نظام القمع البعثي. الذي استمر من عام 1968 وحتى عام 2003. ورغم أن لهذا الحزب تاريخاً دموياً منذ انقلاب عام 1963، إلا أن عام 1968 هو التاريخ الفعلي والمباشر لاستحواذ حزب البعث والسَّنة الشامل على العراق. وإن هذا التاريخ يعرفه الجميع. 8. كان عام 2003 هو التاريخ الفاصل في تاريخ العراق المعاصر. فالتغيير الذي حدث بقيادة الولايات الأمريكية لم يطح بنظام حزب البعث وصدام حسين فقط بل أطاح بالدولة العراقية من الأساس! وهذا هو العامل الحاسم الذي وفر الشروط السياسية الأساسية لخراب العراق: أولاً: صعود الشيعة: كتنظيمات سياسية مدنية أو مسلحة وَمَرْكَزَة السلطة السياسية والاقتصادية بيد السلطات الدينية الشيعية في النجف الخاضعة للمؤثرات الإيرانية المباشرة. ثانياً: وفَّر الخراب السياسي العام المناخ لبقايا حزب البعث السُّنية وفصائل من الجيش الموالية لصدام حسين والمجهزة بأسلحة ميدانية متطورة أن تُكَوِّن قواعد معارضة في المناطق التي أُطلق عليها فيما بعد "المثلث" السني. 9. وها هي الشروط الذهبية للحرب الأهلية! وقد سهلت هذه الشروط تسلل عناصر القاعدة عبر الحدود السورية والأردنية والتركية. حيث استمر الصراع الدامي حتى بعد مغادرة القوات الأمريكية الأراضي العراقية. وبعد إعلان الدولة الإسلامية "داعش" فإن الخراب والصراع الدامي ما بين السنة والشيعة قد أنهى ما تبقى من الدولة العراقية. 10. وبغض النظر عن انهيار الدولة الإسلامية فإن العراق في شروط تطور سياسي واقتصادي وثقافي متخلف وإن الصراع على السلطة ما بين الأجنحة الشيعية من جهة وما بينها وبين الأحزاب السنية من جهة أخرى هو الصراع الوحيد! لا صراع على آليات التطور الاقتصادي! لا صراع على مبادئ التنمية البشرية! لا صراع على إنقاذ البلاد من براثن الماضي المظلم ولا التنافس على إيجاد السبل الكفيلة لسير نحو الديموقراطية! إن الصراع الوحيد هو على تقسيم ثروات العراق! وقد تم بالفعل وهذا ما تكشف عنه مئات التقارير من منظمات عالمية ومحلية. 11. حسب مؤسسة فريدريش إيبرت (مكتب العراق والأردن) في تقريرها (الفساد والمساءلة في العرق) فإن مستوى الفساد المالي في العراق ومنذ عام 2003 هو من أعلى المستويات في العالم، مثلاً لعام 2012. ففي القائمة التي تتكون من 179 دولة يأتي العراق في المرتبة 169! وحسب تقرير مؤسسة فريدريش إيبرت المشار إليه فإن مظاهر الفساد المالي في العراق هي: - الرشوة - المحسوبية والمحاباة - الاختلاس - الاحتيال -استغلال المنصب العام - تحويل الموارد والإيرادات من عائدات النفط إلى حسايات شخصية من قبل النخبة الحاكمة قبل تسجيلها ضمن ميزانية الدولة! وإن هذه الحقيقة تجد انعكاساتها في انهيار البنية التحتية، ضعف التنمية الاقتصادية والبشرية، تعمق المشاكل المعاشية للسكان (ما عدا المقربين من قبل الأحزاب الدينية) بسبب تردي الوضع الاقتصادي وانحدار مستوى الخدمات وتفاقم البطالة وتدني الرعاية الطبية وانهيار نظام التعليم. 12. والنتيجة؟ هي الصورة المخزية أعلاه! هذه صورة واحدة فقط من منجزات حروب الطوائف الإسلامية في القرن الحادي والعشرين! هذا لا يمكن أن يحدث خارج إطار الإسلام! هذه هي الصورة البشعة لاستحواذ الإسلام على سلطة الدولة! |
|
|
|
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| لاستحواذ, هذه, الإسلام, التسعة, الدولة, الصورة, زلطة, صورة الإسلام، استواذ الإسلام على السلطة، خراب، فقر، تخلف, على |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond