![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو عامل
![]() |
تحيّة طيّبة،
جميعنا نعرف قصّة أمّ قرفة والتي قبض عليها زيد بن حارثة في غزوته لفزارة حيث ربط ساقيها ببعيرين ثمّ فرّقهما فقطعا جسد المرأة العجوز. وقد استمات الإخوة المسلمون في تضعيف هذه الرواية، ونحن هنا في هذا المبحث المقتضب سنبيّن صحّة الرواية من حيث السند ومن حيث المتن. سنبدأ أوّلا بما ضعّفوه من قبل: رواية الواقدي بسنده أقدّمها باختصار: ذكر من قتل أم قرفة: قتلها قيس بن المحسر قتلا عنيفا ; ربط بين رجليها حبلا ثم ربطها بين بعيرين وهي عجوز كبيرة. وهذه رواية ضعيفة، لماذا؟ لأنّ الواقدي مطعون فيه. أوكي نمرّ للذي بعده: ذكرها الزيلعي في نصب الراية لأحاديث الهداية (4، 256) وسنده (حدثنا محمد بن إسماعيل (أي البخاري) ثنا إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد المديني حدثني أبي عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة عن عائشة، قالت) هذه رواية ضعيفة، لماذا؟ لأنّ فيها يحي بن محمّد وهو مطعون فيه. لكن للنظرْ هذه الرواية (نصب الراية، 4، 256) : حديث آخر: في الباب رواه الترمذي في الاستئذان: حدثنا محمد بن إسماعيل ثنا إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد المديني حدثني أبي عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة عن عائشة، قالت: قدم زيد بن حارثة المدينة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، فأتاه فقرع الباب. فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عريانا يجر ثوبه، والله ما رأيته عريانا قبله ولا بعده، فاعتنقه وقبله، انتهى. وقال: حديث حسن غريب، لاحظوا جيّدا أنّ السند هو نفسه وقال الترمذي عنه حسن، لكن حين يأتي الحديث عن ذكر التمثيل بأمّ قرفة يصبح حينها السند ضعيفا! ونواصل مع نصب الراية: ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة في الباب الثامن والعشرين بالإسناد المذكور، قالت: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأة من بني فزارة يقال لها: أم قرفة، جهزت ثلاثين راكبا من ولدها، وولد ولدها، وقالت: اذهبوا إلى المدينة فاقتلوا محمدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم أثكلها بولدها"، وبعث إليهم زيد بن حارثة في بعث، فالتقوا، فقتل زيد بني فزارة، وقتل أم قرفة وولدها، فأقبل زيد حتى قدم المدينة، الحديث. أي أنّهم مرّة يضعّفون إبراهيم بن يحي ومرّة يحسّنونه، ولنستمع للذهبي في سير أعلام النبلاء (1، 226) : إبراهيم بن يحيى بن هانئ الشجري : حدثني أبي، عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: أتانا زيد بن حارثة، فقام إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجر ثوبه، فقبل وجهه. وكانت أم قرفة جهزت أربعين راكبا من ولدها، وولد ولدها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليقاتلوه، فأرسل إليهم زيدا، فقتلهم، وقتلها، وأرسل بدرعها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فنصبه بالمدينة بين رمحين . رواه: المحاملي، عن عبد الله بن شبيب، عنه. (أي عن إبراهيم) وروى منه (أي طرفا من الحديث): الترمذي، عن البخاري، عن إبراهيم هذا، وحسنه. والرواية مذكورة من طريق ثالث: ابن سيّد الناس، عيون الأثر (2، 104) : وعن ابن اسحق من طريق يونس بن بكير قال حدثنى عبدالله بن أبى بكر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة إلى وادى القرى فلقى به بنى فزارة (...) وأسر أم قرفة وهى فاطمة بنت زمعة بن بدر وكانت عند حذيفة بن بدر عجوزا كبيرة وبنت لها وعبد الله ابن مسعدة فأمر زيد بن حارثة أن تقتل أم قرفة فقتلها قتلا عنيفا وربط برجليها حبلين ثم ربطا إلى بعيرين شتى حتى شقاها. والسند هنا هو: يونس بن بكير عن شيخه محمّد بن إسحاق الذي حدّثه عبد الله بن أبي بكر هذا إسناد واضح وضوح الشمس، وقد يعترض البعض على وجود ابن إسحاق في السند، لكن نردّ كلامهم بالقول إنّ الخلاصة في رتبة ابن إسحاق هي: (حسن الحديث إذا صرّح بالتحديث) وعزيزنا ابن إسحاق صرّح هنا قائلا: حدّثني عبد الله بن أبي بكر. ولنستمع ماذا يقول علم الرجال عن عبد الله بن أبي بكر الأنصاري: أبو بكر البيهقي: من الثقات الأثبات أبو حاتم بن حبان البستي: من سادات الناس وفقهائهم أحمد بن حنبل: حديثه شفاء قال: أحمد بن شعيب النسائي: ثقة ثبت قال: أحمد بن صالح الجيلي: ثقة قال: ابن أبي حاتم الرازي: ثقة قال: ابن حجر العسقلاني: ثقة قال: ابن عبد البر الأندلسي: ثقة، محدث مأمون حافظ، حجة قال: الدارقطني: من الثقات الرفعاء قال: الذهبي: حجة قال: مالك بن أنس: كثير الأحاديث، وكان رجل صدق قال: محمد بن سعد: كان عالما ثقة، كثير الحديث قال: يحيى بن معين : ثقة http://global.islamweb.net/hadith/rawysrch.php هل تعرفون ما معنى حجّة؟ أي أنّ كلامه يُحتجّ به، فرتبة حجّة أقوى من رتبة ثقة. فما هو المنفذ للطعن في هذا الحديث؟ المنفذ هو أن نقول: هذا حديث منقطع، حيث أنّ عبد الله بن أبي بكر مولود سنة 65 هجري ولم يشهد الحادثة، وبالتالي لا بدّ أنّه سمعها من شخص آخر، ولكن هذا الشخص غير مذكور فهذا إسناد منقطع وبالتالي ضعيف. لكن هل عبد الله بن أبي بكر الحجّة الثبت المأمون الحافظ، والذي يثقون في حديثه، سيحدّث عن شخص كذّاب؟ فلا بدّ أنّ مصدره موثوق أيضا. نواصل: تذكر الأخبار أيضا أنّ أبا بكر قتل أمّ قرفة في حروب الردّة ومثّل بها. ويبدو أنّ هناك خلطا بين التورايخ فحينا يُروى أنّ هذا حدث في زمن النبيّ في غزوة زيد بن حارثة، وحينا حدث في عهد أبي بكر، وكنت قد فسّرت، حسب رأيي، سبب الخلط معتمدا على الرواية التي نجدها في صحيح مسلم: حدثني إياس بن سلمة حدثني أبي قال غزونا فزارة وعلينا أبو بكر أمّره رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا. فغزوة بني فزارة الذين تنتمي إليهم أمّ قرفة كانت بإمرة أبي بكر، لذلك فالحادثة وقعت بحضوره، فاختلط الأمر على الرواة فيما بعد، فجعلها البعض وقعت في حروب الردّة ومحاربة أبي بكر القبائل الأخرى، وإن كانوا يتّفقون على: أنّ امرأة اسمها أمّ قرفة تمّ التمثيل بجثّتها. بل ويعتمد أهل الفقه على هذه الحادثة، أي قتل أبي بكر لأمّ قرفة في حروب الردّة، لتوضيح وجهة نظرهم في أنّ المرأة إذا ارتدّت تقتل أيضا مثل الرجل، ويقول الفيلسوف ابن رشد، في البيان والتحصيل (16، 392) : حيث أنّ هناك قوما يقولون أنّ المرأة إذا ارتدّت تحبس في البيت ولا تقتل، فيقول: والصحيح أنها تقتل إن لم تسلم ، لأن قول النبي عليه السلام من غير دينه فاقتلوه عام يتناول الرجال والنساء ، وقد روي عنه عليه السلام الإستتابة في امرأة ارتدت ، واستدل أهل العراق لما ذهبوا إليه من أن المرتدة لا تقتل بنهي النبي عليه السلام عن النساء من كفار أهل الحرب وهذا لا حجة فيه لأنهن إنما لم يقتلن لأجل أنهن لا يقاتلن ، بدليل قوله في الحديث إذ وقف على المرأة المقتولة ما كانت هذه تقاتل ، فالمرأة إذا لم تقاتل لم تقتل ، وإذا قاتلت قتلت ويقول الماوردي، في الحاوي في فقه الشافعي (13، 150) : وقاتل أبو بكر الصديق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الردة ووضع فيهم السيف حتى أسلموا . وروى الوليد بن مسلم ، عن سعيد بن عبد العزيز ، أن أبا بكر قتل أم قرفة الفزارية قتل مثلة ، شد رجليها بفرسين ، ثم صاح بهما فشقاها . وهذا التناهي منه في نكال القتل ، وإن لم يكن متبوعا فيه فلانتشار الردة في أيامه ، وتسرع الناس إليها ، لتكون هذه المثلة أشد زجرا لهم عن الردة ، وأبعث لهم على التوبة. وجاء في السنن الكبرى للبيهقي (8، 204) : أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ احمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا خالد بن يزيد ابن أبى مالك الدمشقي حدثنى أبى ان ابا بكر الصديق رضى الله عنه قتل امرأة يقال لها ام قرفة في الردة (وروى) ذلك عن يزيد بن أبى مالك عن شهر بن حوشب عن أبى بكر رضى الله عنه - (وأخبرنا) أبو سعيد بن أبى عمرو ثنا أبو العباس الاصم ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب حدثنى الليث بن سعد عن سعيد بن عبد العزيز التنوخى ان امرأة يقال لها ام قرفة كفرت بعد اسلامها فاستتابها أبو بكر الصديق رضى الله عنه فلم تتب فقتلها قال الليث وذاك الذى سمعنا وهو رأيى (أي رأيي هو أن تقتل) قال ابن وهب وقال لى مالك مثل ذلك.(أي رأي مالك تقتل أيضا) الآن نتناول الرواية من حيث المتن: ما المشكلة في أنّ زيد بن ثابت، بإمرة أبي بكر، قام بقتل أمّ قرفة وشقّها نصفين؟ أليست تحرّض على النبيّ وهجته وشتمته؟ وبدأت تجمع له؟ الاعتراض هنا هو: النبيّ لا يمثّل بالناس، فيمكن قتلها، لكن دون تمثيل، وقد نهى النبيّ عن المثلة، وبالتالي، حتّى لو تساهلنا في السند، فالرواية ضعيفة متنا. وهذا منطقيّ، ولكنّه مردود، لأنّ النبيّ نفسه قام بالمثلة وبدعم من القرآن أيضا، حيث يذكر البخاري ومسلم في صحيحيهما: أن ناساً من عرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فاجتووها ، فقال لهم رسول الله عليه وسلم : إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من ألبانها وأبوالها ففعلوا ، فصحّوا ، ثم مالوا على الرعاة فقتلوهم وارتدوا عن الإسلام ، وساقوا ذود رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فبعث في أثرهم ، فأتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم ، وسمَّل أعينهم ، وتركهم في الحرة حتى ماتوا ويقول أنس بن مالك رواي الحديث: فرأيت الرجل منهم يكدم الأرض بلسانه حتّى يموت. فهؤلاء قوم قتلوا رعاة النبيّ وسرقوا إبله وهربوا، فقبض عليهم النبيّ ومثّل بهم، فقطع أيديهم وأرجلهم وفقأ أعينهم وألقاهم في الحرّة تحت الشمس يلعقون التراب من شدّة العطش حتّى ماتوا، فهل توجد مُثلة أكثر من هذه؟ ونزل القرآن: إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً إلخ... يعني جاء الأمر على أمّ قرفة وقلنا لا يمكن أن تكون هناك مُثلة؟! فمتن قصّة أمّ قرفة له ما يسنده أيضا في هذه القصّة وأنّ هذه العقوبة كانت متّبعة في ذلك الزمان، وإن لم تكن منتشرة كثيرا، ثمّ أنّ الذي قام بالمثلة في حادثة أم قرفة هو إمّا زيد بن حارثة أو أبو بكر الصدّيق في الردّة وليس النبيّ، فلا أدري لماذا كلّ هذه الاستماتة في الدفاع، بيد أنّ الذي قام بالمثلة في حادثة الرعاة هو النبيّ والأمر مذكور في الصحيحن، أليس هو الأحرى بالدفاع عنه؟ أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم. الكاتب: محمّد النجّار. |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [2] |
|
عضو بلاتيني
![]() |
الزميل كاره النساء
لو كان الامر بيدى لأعطيتك جائزة تقديرا لمجهوداتك سواء فى الترجمة او التدقيق او اثراء المنتدى بالمواضيع دون كلل او ملل |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [3] | |
|
عضو عامل
![]() |
اقتباس:
حيُّيت زميلي العزيز. |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [4] | |
|
عضو بلاتيني
![]() |
اقتباس:
شرف لى ان اكون معكم ![]() انت تاج فوق الرأس |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [5] |
|
عضو جديد
![]() |
الاحاديث الاسلامية من اولها لاخرها مشكوك فيها
فكثير من المثقفين الاسلاميين يرفضون تلك الاحاديث باعتبار انها دونت وكتبت بعد محمد ب 250 سنة على الاقل |
|
|
|
رقم الموضوع : [6] | |
|
عضو عامل
![]() |
اقتباس:
نقد الدين الإسلاميّ هو نقد نصوصهم التي يعترفون بها. |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [7] |
|
عضو عامل
![]() |
رفع
|
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [8] |
|
V.I.P
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
|
|
|
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| أمّ, الكلفة, حديث, رفع, قرفة |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| ما هي العواقب الفلسفية في قولنا أنّ للكون بداية ؟؟ | عمار الاسدي | العقيدة الاسلامية ☪ | 26 | 10-31-2016 07:07 AM |
| "حفص عن عاصم" أنّ "جمهـــور علماء الجرح و التعديل" أكّدوا أنّ حفص ليس من الثقات!!!!!! | المنهج التجريبي العلمي | العقيدة الاسلامية ☪ | 14 | 10-09-2016 05:04 PM |
| رفع ملف يوتيوب | مشاري | الساحة التقنية ✉ | 0 | 08-16-2016 05:38 PM |
| يجب رفع القداسة عن القرآن | سامي عوض الذيب | العقيدة الاسلامية ☪ | 0 | 09-06-2015 07:43 PM |
| قفشات -أمّ المؤمنين-: هنيئاً لكم | ترنيمه | مقالات من مُختلف الُغات ☈ | 1 | 06-10-2014 05:53 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond