حول آفة التهريب ..

[الوليد]

ليست المنتوجات ذات الجودة العالية وحدها التي تتعرض للتهريب هناك منتوجات أخرى كالأدوية و الألعاب و المنتوجات الالكترونية و كذلك السجائر ..
تتوقع منضمة OCDE بأن التجارة العالمية في السلع بشكل سري أو عن طريق القرصنة قد إرتفع إلى 250 مليار دولار أمريكي سنة 2007. يعني ما يناهز 2% من الاقتصاد العالمي . والذي يشكل إرتفاع بنسبة 25% مقارنة بالقيمة المسجلة سنة 2005 .
غالبا مايتم ترويج المواد المهربة عن طريق شبكات اجرامية معقدة أو عن طريق التهرب الضريبي, الشيء الذي يسفر عنه نتائج على إقتصاديات و مجتمعات دول العالم بأسره.
وقد قامت الغرفة العالمية للتجارة سنة 2011 بنشر تقرير يقدر بأن مستوى التهريب و القرصنة في العالم قد كلف 1,7 تريليون دولار أمريكي في نفس السنة !

تعتبر السيجارة هي أكثر البضائع خضوعا للتهريب في العالم . وتعيش السوق السوداء الخاصة بمنتوجات التبغ إزدهار كبير , بحيث تقدر المنظمة العالمية للصحة أنه في سنة 2006 , 600 مليار من السجائر الغير مشروعة قد تم بيعها. وهو عدد يكافئ 11% من الاستهلاك العالمي.
ويعزى هذا الازدهار من جهة إلى بحث المستهلك الدائم على أفضل الصفقات لأفضل المنتوجات جودة. ومن جهة أخرى, رغبة المجرمين في الاستفادة من الضرائب المرتفعة المفروضة على البضائع وبالتالي المتاجرة في السوق السوداء يعفيهم من دفع تلك الضرائب, الشيء الذي يدر عليهم أرباح ضخمة نظرا لارتفاع الطلب على المنتوجات ذات السعر المنخفض .

هناك أربعة أنواع من طرق التجارة الغير مشروعة :

-التهريب الكلاسيكي :
وهو تحويل إتجاه البضائع الأصلية للشركات المرخص لها قانونيا من الأسواق المفروض أن تتوجه إليها إلى أسواق أخرى بشكل غير قانوني

-التزوير :
وهي المتاجرة في سلع مقلدة للسلع الأصلية بشكل غير قانوني

-أبيض غير المشروع illicit whites:
وهو التحويل المباشر للسلع من الشركات المصنعة بشكل قانوني إلى الأسواق السوداء

-ما أسفل الإعلان sous déclaration :
وهو إنتاج و توزيع السلع في نفس البلد مع عدم الادلاء بجزء من هذه السلع في السجل المحاسباتي للدولة

عرف العقد الأخير شكل جديد من المنتوجات الغير شرعية, وهو كما سبق الدكر illicit whites. وقد صار هذا النوع الجديد من التجارة يشكل مشاكل متزايدة للكثير من البلدان, بحيث أصبحت الكثير من الشركات ذات الماركات المعروفة تصدر منتوجاتها بشكل رئيسي إلى الدول التي تزدهر فيها الأسواق السوداء . وهذا ما يدر على هذه الشركات أرباح كبيرة دون الالتزام بدفع الضرائب على ذلك .
وفي أوروبا وحدها عرفت هذه التجارة قفزة نوعية من 4,3 % سنة 2007 إلى 33,5% سنة 2013 كما جاء في تقرير KPMG 2013.
وحسب الانتربول , مصدر هذا النوع من التجارة نابع من الكثير من البلدان أبرزها :روسيا, أوكرانيا, الهند, الامارات, الفيتنام .. والقائمة طويلة كما تكشف الخارطة التالية..



الشيء الذي يجعل من وضع حد لهذا النوع من التجارة أمر صعب , خصوصا لأن السلع المتاجر فيها تحمل ماركات معترف بها وهذا ما يجعل من مهمة إيقاف كبار الرؤوس أمر شبه مستحيل .

خاتمة :

يعد التهريب و كل ما ينتج عنه من تجارة غير مشروعة , من أكبر الأخطار التي تهدد إقتصاديات البلدان و مجتمعاتها . وقد شكل التهريب وسيلة جد فعالة في حرب الإنجليز على الصين, إبان ما يسمى ب"حرب الأفيون" .. الذي إستغله الانجليز من أجل إضعاف إقتصاد الصين و زعزعة إستقرار مجتمعها .
أما في عصرنا اليوم , فقد حل محل الأفيون أنواع متعددة من المهلوسات. بل ومنها من صارت لها ماركات مسجلة !, و منها من هي في طريقها ليصبح إستهلاكها مقنن رغم ما لها من تهديد على الجهاز العصبي ..
وبالتالي يمكن القول أن للإجرام دولة وقانون يحميه , وهو الآخر يطمح بكل ما أوتي من قوة و مال إلى قيادة العالم .
صدق من قال : المال هو عصب الحرب .


هوامش :

http://stopauxcigarettesillicites.co...-illicite.html

http://www.pmi.com/eng/media_center/...ort%202013.pdf



أكتفي بهذا القدر بخصوص تدربي على صياغة المواضيع الإنشائية باللغة العربية "20 موضوع, أعتقد أنه أمر كاف .. ".
سأحتاج الآن إلى الوقت لمراجعة مواضيعي التي قمت بدباجتها في هذا المنتدى والتحضير لأمور أخرى ..
أشكر المشرفين و الأعضاء على سعة صدرهم.

ستكون خطوتي التالية في هذا المنتدى تخص إعادة قراءة كتاب "هكذا تكلم زرادشت" كما جاء في بياني ..
أتمنى أن أشرع فيه قبل نهاية شهر رمضان .. يعني في بداية الشهر المقبل ..

إلى ذلكم الحين دمتم بود

[الوليد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوليد

ستكون خطوتي التالية في هذا المنتدى تخص إعادة قراءة كتاب "هكذا تكلم زرادشت" كما جاء في بياني ..
أتمنى أن أشرع فيه قبل نهاية شهر رمضان .. يعني في بداية الشهر المقبل ..

إلى ذلكم الحين دمتم بود

انقضى شهر رمضان وقد حل بذلك موعد بدئي في الكتاب هكذا تكلم زرادشت.. لكن للأسف لن أستطيع البدأ فيه كما وعدت ...
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .. وقد برزت في الأفق الكثير من الأشغال و البرامج التي لم تكن في الحسبان ، رغم ذلك ألقيت نظرة على الكتاب الذي أملكه في نسخته الفرنسية في محاولة يائسة لبدئي في الكتاب رغم ضيق وقتي في قادم الأيام .. لأكتشف أنني كنت مخطئا في تقديري لجسامة المهمة التي ألقيتها على عاتقي !
فالكتاب يحوي على كم هائل من الألغاز العميقة و التي تحتاج لثقافة وتركيز كبير كي تفك شفراتها .. لا أعلم إن كنت سأعلن انهزامي في التحدي الذي أعلنته على نيتشه المجنون ! أم أنني أنا الآخر أملك قدر كافي من الجنون كي أتفرغ من جديد لقراءة هذا الكتاب مرة ثانية.. لكن بشكل أكثر جدي .. اه عفوا أقصد بشكل أكثر جنوني !

من قال أن الأحلام يمكنها أن تصير حقيقة ..
نعم أومن بذلك.


تحياتي