![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
زائر
|
هل الإسلام هو داعش؟ كثيرًا ما ينتقد الملحد الإسلام ويُعَّرِّض بداعش وأعمال القتل التي تجري على أيديهم وتبثها وسائل الإعلام المختلفة! وهذا أمرٌ عُجاب! فهل للحياة معنىً مستقل عن الوجود المادي حتى ينتقد الملحد من يسلبها؟ هل للحياة قيمة تتجاوز الإطار المادي وتتمايز عليه حتى يرفض الملحد إزهاقها؟ ألسنا مجرد نفايات نجمية كما يقرر الملحد كارل ساغان Karl Sagan بالحرف، وكما يقرر كل ملحد طبقًا لرؤيته للوجود؟ وبالتالي فلا إشكال مادي في إبادة أهل الأرض جميعًا! أم أن هذا الكلام للشو الإعلامي لا أكثر ولتشكيك الناس في القيمة والحق والأخلاق، وأن الملحد من داخله يؤمن بقيمة الحياة ومعناها وغائية وجودنا إيماناً اضطراريًا لا ينفك عنه؟ فالآن الملحد بين أحد أمرين: إما التسليم بأن للحياة وجودٌ آخر مستقل عن الوجود المادي-تستمد معناها من عالمٍ آخر- وإلا ما كان له أن ينتقد داعش! وإما أن الحياة شيءٌ مادي؛ وساعتها يأتي العلم ليثبت لك أن الموت لا يغير أي شيءٍ مادي على الإطلاق، فلا يحدث أن تتوقف ذرة داخل الإنسان عن الحركة بفقد الحياة، ولا يحدث أن تتوقف الإلكترونات عن دورانها بسلب الحياة. فكما علمتنا الفيزياء الذرية فإن الذرة لا تتوقف إلا عند الصفر المطلق، أما الموت والحياة فهي أشياء لا تُغير في الإطار الذري أي شيءٍ على الإطلاق. بل بالعكس ربما القتل بالرصاص يزيد تدافع الالكتروانت في المنطقة المصابة، وبالتالي القتل يعد مكسبًا على المستوى المادي! فكيف يعيبه الملحد! المهم لا يوجد خيار ثالث لدى الملحد! إما التسليم بمعنى الحياة وانهيار إلحاده، وإما التسليم بصحة النظرة المادية وبالتالي ما جاز له أن ينتقد داعش ولا غيرها! ولو ذهبنا لأكثر الحيوانات تقدمًا وسألناه عن معنى الحياة فلن يعير كلامك أي اهتمامٍ، فهو يدور حول الغريزة والمثير والاستجابة، بينما الإنسان ليس كذلك! فالإنسان أتى بمقدمةٍ سماويةٍ ولحياته معنىً ولوجوده قيمةً وغايةً، وأكبر دليل على ذلك أن الملحد ذاته يعترف بمعنى الحياة وبالتالي هو ينتقد داعش! مشكلة الملحد أنه ملحد حين يعرض إلحاده لتشكيك الناس في الحق والخير والدين، ومؤمن بالله وبالقيمة وبمعنى الوجود وبالغاية وبمطلقية الأخلاق حين ينتقد الدين! ولو دقّق الإنسان في أية شبهةٍ يعرضها الملحد فسيتبين له أنها تحمل عوامل تهاويها ذاتيًا! ولا يوجد مذهب أسخف من مذهبٍ يسقط لمجرد عرض شبهة لدى المذهب المخالف. فالإلحاد لا يصلح لتحليل ظاهرة الوجود الإنساني ولا يصلح لتحليل معنى الحياة ولا استيعاب القيمة ولا تقرير الغاية لذا هو أسخف من أن يبيت عند إنسانٍ ولو ليلةً واحدة. ولو كان للإلحاد معنىً فلن يكون لنقد الدين قيمة، ولن يستوعب الملحد النقد أصلاً. فإما أن للحياة معنىً مستقل عن الإطار المادي اللاغائي، وإما لا يحق للملحد أن ينتقد من يقرر تغيير بعض الذرات في إطارٍ مادي والتي يسميها البعض" سلب حياة"، ولا يحق له أن ينتقد إبادة أهل الأرض جميعًا فالإبادة ليست خطأً ماديًا حتى ينتقدها! فالإنسان من حيث هو إنسان ليس أكثر من نسق مادي يخضع لقوانين الطبيعة وحتمياتها، مجرد نفاية نجمية! وبالتالي فمِن أين للملحد أن يمنع التعرض للإنسان بأذىً؟ فالذي لا يؤمن بالدين لا يكون في المركز وإنما هو مجرد شيء من بين الأشياء! ولذا فالقرآن الكريم يطرح هذه المسالة ويبين أنه لا شرف للإنسان من حيث هو إنسان! وإنما شرفه وقيمته لا يستمدها إلا من كونه عبدًا لله! فشرف الإنسان لا يكون إلا من خلال عبوديته لله سبحانه! {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان } ﴿٧٢﴾ سورة الأحزاب. فالإنسان هو المركز والطبيعة هي الهامش. ويبتعد الإنسان عن سموه في هذا العالم بقدر ابتعاده عن الله {نسوا الله فأنساهم أنفسهم } ﴿١٩﴾ سورة الحشر. لكن لنبتعد قليلاً عن النسق الإلحادي الخائر، ونحلل ما تقوم به داعش من منظور إسلامي: 1- هل يجوز قتل الشيعة؟ من البديهيات التي يعرفها كل مسلم أنه لا يوجد نص واحد في كتاب الله عز وجل أو سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- يأمر بقتل الشيعي! والخلاف بيننا وبين الشيعة في الأصل هو اختلاف في حب بعض الأشخاص ممن صحِب النبي صلى الله عليه وسلم، هذا هو بداية الخلاف ونهايته كما يقرر المفكر الإسلامي الشيعي الشهير علي شريعتي، فالتشيع العلوي لا فرق بينه وبين أهل السنة في شيء، فالشيعة هم محبو علياً وأبا بكر وعمر والسنة هم محبو أبا بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم أجمعين. والإمامة في التشيع العلوي الصحيح عبارة عن الاعتقاد بنظام ثوري قادر على بناء مجتمع ينهض بواجبات نظام مؤهل لنهضة الأمة، ومجتمع يحمل رسالة سامية. لكن التشيع الصفوي الفاسد –الذي تقوده إيران حاليًا- ينظر إلى الاعتقاد بالأئمة من زاويةٍ أخرى يكون فيها الاعتقاد بهم ليس سوى اعتقاد بـ (12) شخصية من جنس ما وراء الطبيعة، واثني عشر رقماً مقدساً يجب علينا أن نحب أصحابها ونثني عليهم ونتقرب إليهم. وهذا ينطبق على جميع عقائد التشيع الصفوي الفاسد –كالبداء والرجعة والعصمة والخمس والتقية والمتعة وغيرها- مقارنةً بالتشيع العلوي الصحيح الذي يدين به أهل السنة جميعاً. والتشيع الصفوي السياسي هو مشكلة إيران اليوم، وهو سبب هرطقات كهنة الحوزات وسبب مخالفات الحسينيات العقائدية، وسبب الفتن التي لا تتوقف. لكن هل هذا أيضًا يُجيز قتل الشيعي؟ عوام الشيعة مسلمون لهم ما لنا وعليهم ما علينا، والبدع الكفرية أغلب الشيعة لا يمارسونها ولا يُسلِّمون بها ولا بهرطقات حوزاتهم. لكن قد يقول قائل: بعض الشيعة الآن مجرمين ويستبيحون دماء أهل السنة، فما العمل؟ الشيعي الذي يقتل سنيًا يُقتص منه هو فقط، بالضبط كالسني الذي يقتل شيعيًا، أما أنهار الدم التي تجري والفتن التي لا تتوقف فلا يؤججها إلا كهنة الحوزات ومراجع الخمس وملالي المخالفات العقائدية، وأمثال هؤلاء عبء سياسي وليسوا عبئًا دينيًا. ولم تظهر ميليشات الشيعة الإجرامية كحركة أمل في لبنان وجيش المهدي في العراق إلا من رحم حوزات لا تمت بصلة إلى العقيدة السلفية الصحيحة لآل البيت عليهم الرضوان. الخلاصة: حرمة دم المسلم السني مثل حرمة دم المسلم الشيعي، والشيعي الإرهابي المجرم الذي يقتل سُنيًا يُقتص منه لكونه قاتل وليس لكونه شيعيًا! كالحال بالضبط مع السني الذي يقتل شيعيًا! وكلاهما تشمله الآية {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما} ﴿٩٣﴾ سورة النساء. فالإسلام صريحٌ في أن قتل نفسٍ واحدةٍ –أيًا كانت- هو جريمة ضد الإنسانية {من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا } ﴿٣٢﴾ سورة المائدة. بينما محاكم العدل الدولية لم تصل إلى هذه الصياغة حتى اليوم. فحتى تصبح الواقعة جريمة ضد الإنسانية لابد أن يصل عدد القتلى إلى ما لا يُحصى! 2- هل يجوز قتل نصارى العراق والشام ومصر؟ لا يوجد نص واحد في كتاب الله أو سنة رسوله-صلى الله عليه وسلم- يأمر بقتل الذمي-نصارى العراق والشام ومصر- ولا حتى مجرد إيذاؤه! فالإسلام صريحٌ في أن مجرد التعرض بالإيذاء للمعاهَد أو الذمي الكافر، جريمة كبرى! عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاماً". أخرجه البخاري 3- هل يجوز تهجير الذميين -نصارى الموصل-؟ الأثنيات والفرق الدينية في الشرق الأوسط هي هبة الإسلام! ولولا الإسلام لانقرضت الأرثوذكسية مثلاً للأبد ، فكيف نقول بتهجير أصحاب البلاد الأصليين؟ هل تعلم أن: الكنائس الأرثوذكسية تحولت قبل دخول الإسلام مصر إلى مزابل على يد الرومان، وكان الكهنة والقساوسة هائمين على وجوههم في الصحراء! وكانت الأرثوذكسية معرضة للانقراض، وما أن جاء الإسلام إلا وأعاد القساوسة إلى كنائسهم وأتاح لهم حرية ممارسة عقائدهم. ومن العجيب أن الأنبا بنيامين بابا الكنيسة الأرثوذكسية وبطريرك الكرازة المرقسية، قبل دخول الإسلام مصر مباشرة كان هارباً في الصحراء طيلة 13عاماً بعد أن ذبحوا أخاه أمام عينيه! وفي كتاب السنكسار الجامع لأخبار القديسين المُستعمل في كنائس الكرازة المرقسية يقول تحت عنوان "نياحة البابا بنيامين الأول الـ38 (8 طوبة) ما يلي: "إن الأنبا بنيامين كان هارباً في الصحراء طيلة 13عاماً وكان قبل هروبه قد كتب منشوراً إلى سائر الأساقفة ورؤساء الأديرة بأن يختفوا، وحدث بعد هروب الأب البطريرك من الكنيسة أن وصل إليها المقوقس الخلقدوني متقلداً زمام الولاية والبطريركية علي الديار المصرية من قِبَل هِرَقْل الملك فوضع يده علي الكنائس، واضطهد المؤمنين وقبض على مينا أخو الأنبا بنيامين وعذبه كثيراً وأحرق جنبيه ثم أماته غرقاً، وبعد قليل وصل عمرو بن العاص إلى أرض مصر وغزا البلاد وأقام بها ثلاث سنين، وإذ علم عمرو بن العاص باختفاء البابا بنيامين أرسل كتاباً إلى سائر البلاد المصرية يقول فيه: الموضع الذي فيه بنيامين بطريرك النصارى القبط له العهد والأمان والسلام، فليحضر آمناً مطمئناً ليدير شعبه وكنائسه. فحضر الأنبا بنيامين بعد أن قضي ثلاثة عشرة (!) سنة هارباً، وأكرمه عمرو بن العاص إكراماً زائداً، وأمر أن يتسلم كنائسه وأملاكها". المصدر :- كتاب السنكسار، الجزء الأول ص249 طبعة مكتبة المحبة. فبعد دخول الإسلام إلى مصر اتجه المصريون إلى إصلاح شئون كنائسهم بعدما اختل نظامها وتفرّق شملها، وعاد القساوسة إلى كنائسهم وعُمِّرَت الأديرة! والآن: وفي ظل الإسلام صار أقباط مصر أسعد الأقليات في العالم، وأصبح منهم رئيس وزراء العالم ( بطرس غالي ) و أثرى أثرياء العالم ( عائلة ساويرس )، وهذه الحقوق التي حصلوا عليها إنما هي من مواريث الإسلام، أهناك أقلية مسلمة تعيش في ظل الكيان الصهيوني أو الصليبي تجد هذه المعاملة ؟ بل من عجيب ما يُذكر أن الغرب إلى اليوم ينظر للأرثوذكسية كطائفةٍ شرقية لا علاقة لها بالعالم المسيحي الغربي. يقول صامويل هنتنجتون: "حدود أوربا تنتهي جغرافيا حيث تنتهي المسيحية الغربية ويبدأ الإسلام والأرثوذكسية هذه هي الإجابة التي يؤيدها جميع الأوربيون همساً، وما زالت تركيا المسلمة وقبرص الأرثوذكسية دولتين غير مرغوب فيهما في الاتحاد الأوروبي، حتى اليونان الأرثوذكسية التي نجحت بصعوبة في الانضمام للاتحاد الاوربي اعتبر أعضاء الاتحاد الاوربي عام 1994 أن عضويتها في الاتحاد غلطة." المصدر: صدام الحضارات إعادة صنع النظام العالمي، صامويل هنتنجتون، ترجمة :طلعت الشايب الطبعة الثانية 1999 ص258. فقد تحول الشرق الأوسط إلى متحف ضخم وهائل يضم بداخله آلاف الأثنيـات والأعراق بفضل سماحة الإسلام الذي حكم فيه. بل ولا توجد تعددية شرعية إلا في الدولة الإسلامية فهي وحدها التي تُجيز لأصحاب النِحل المختلفة أن يُطبقوا شرائعهم فيما بينهم، بينما المسلم الفرنسي والأرثوذكسي الفرنسي مُلزمان بالدستور المدني العلماني الفرنسي، ولا يحق لهما تطبيق شريعتيهما حتى في الأحوال الشخصية. 4- هل يجوز التمثيل بالجثث في القصاص؟ الإسلام ينهى صراحةً عن التعرض للجثث بالتمثيل حتى ولو كان قتل قِصاص! وجاء النهي عن التمثيل بالجثث بالحرف في صحيح مسلم، بل وفي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وابن ماجة على شرط مسلم:" كسر عظم الميت ككسره حيًا". وهذا فيه حض شديد على عدم التعرض للميت. 5- هل يجوز سبي النساء لمجرد كفرهن -اليزيديات-؟ هذا كلام لا يقوله مسلم ولم يرد ولو بسند موضوع أو مكذوب في أي كتابٍ إسلامي على الإطلاق، وإلا فهل أخذ عمرو بن العاص نساء مصر سبايا بعد فتح مصر؟ السبي ينحصر في أرض المعركة وساحة القتال، فالكافر المقاتل يُقتل، والكافرة المقاتلة تُسبى حتى يتم فدائها بأسيرات المسلمين أو العفو عنها وإعادتها للعدو { فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها} ﴿٤﴾ سورة محمد. ولو تم وضع قانون بحرمة سبي النساء –كما هو حاصل الآن-، فهنا لا يجوز للمسلم مخالفة القوانين والمواثيق والعهود التي قطعها على نفسه، إلا لو بدأ العدو الغاشم في المخالفة! وعليه تُحترم كل العهود والمواثيق التى تمنع السبى فى الحروب الآن، وكذلك عندنا أصل منضبط بالشرع فلو عاملنا أعداؤنا بشىءٍ غير جائز فى شرعنا لا نرد عليهم به، كالتمثيل مثلاً. والله أعلم! وفي النهاية يبقى السؤال: هل يوجد عالم واحد من علماء المسلمين أو هيئة كبار العلماء أو من أية مؤسسة دينية إسلامية بايع خليفة داعش؟ وعلى الملحد ألا يتمحك في داعش ولا غيرها، وإلا فهو طبقًا لإلحاده يجوز له إبادة البشر جميعًا بحجة البقاء للأصلح Survival for the Fittest . ويجوز له نسف جميع المرضى والمعاقين والعجزة وكل مَن يقف في وجه حتمية الانتخاب الطبيعي Natural Selection . والذي يستبعد هذه الأمور عن الإلحاد، لا يفهم شيء عن ماهية الإلحاد ولا فلسفته! ولذا لم تكن إبادة الملايين في أرخبيل الكولاج The Gulag Archipelago على يد الملحد لينين والملحد ستالين، إلا من خلال مبرّر إلحادي مادي. وليست إبادة 25% من سكان كمبوديا إلا بمبرر إلحادي على يد الملحد بول بوت pol pot . وليست إقامة الحرب العالمية الثانية كلها إلا بمبرر قومي مادي عِرقي ألماني على يد أدولف هتلر. وليست الثورة الثقافية في الصين التي راح ضحيتها عشرات الملايين إلا بمبرر إلحادي ماوي Mao Zedong. فالحرب في الإلحاد غاية في ذاتها، والمكاسب المادية وتفريغ القارات من البشر، وتطهير الأعراق ليست كلها إلا إفرازات داروينية مادية، ورؤى عِرقية طبيعية. يقول ريتشارد فيكارت Richard Weikart : "لقد نجح الإلحاد في قلب ميزان الأخلاق رأسًاً على عقب، ووفر الأساس العلمي لكل المجرمين والقتلة، لإقناع أنفسهم ومن تعاون معهم، بأن أبشع الجرائم العالمية، كانت بالحقيقة فضيلة أخلاقية مشكورة." Richard Weikart, from Darwin to Hitler, p.215 وطبقًا للإلحاد يجب إيداع كل الأجناس البشرية باستثناء الجنس الأرقى داخل أقفاص الحيوانات بحجة أنها حلقات تطورية مفقودة، وتم تطبيق هذا عمليًا: ففي عام 1889 عَرضت حديقة الحيوان العالمية في باريس وحدها 400 شخص من السكان الأصليين بل ومن العجيب أن حديقة حيوان كولومبيا عام 1893 كانت تضم مصريين رسمياً إلى جانب بعض الشباب النوبيين. -ربما لا يصدق الملحدين المصريين أن أجدادهم رسميًا كانوا داخل أقفاص منذ أقل من قرن وربع بإسم الإلحاد- . وأُنشئت في مدينة سانت لويس St. Louis بأمريكا حديقة حيوان تعرض الكثير من الفلبينيين فيما كان يُسمى بموكب التقدم الدارويني التطوري parade of evolutionary progress. وكان الأقزام من غينيا الجديدة يُعرضون في قسم الثدييات الرئيسية في حديقة حيوان برونكس. The Primate section of the Bronx Zoo . وأشهر المنتحرين من هؤلاء الذين دخلوا أقفاص حيوانات البشر ودمّرهم الإلحاد كان أوتا بينجا Ota Benga . http://en.wikipedia.org/wiki/Ota_Benga لقد حرّر الإلحاد أتباعه من أية أعباء أخلاقية في تعاطيهم مع بقية البشر. وداخل الالحاد أيضًا تم قياس حجم الجمجمة Skull Measurement لتصفية الأعراق الأدنى داروينيًا وإبادتهم رسميًا، وقامت الحروب العالمية بسبب هذه النظرة للإنسان والتنقية العرقية والبقاء للأصلح. وظهرت رابطة الملحدين العسكرية League of Militant Atheists التي قتلت مئات الآلاف من المتدينين عبر أوربا. لقد أباد الإلحاد في قرنٍ واحد عشرات الملايين من البشر لكن الأهم من ذلك أنه أباد كل أمل للإنسان في أن يكون إنسانًا. وطبقًا للإلحاد المرأة تندرج تحت تصنيف Homo parietalis بينما الرجل تحت تصنيف Homo frontalis. Love, R., Darwinism and feminism: “The ‘women question’ in The Life and Work of Olive Schreinr and Charlotte Perkins Gilman,” in Oldroyd and Langham, Eds., The Wider Domain of Evolutionary Thought, D:Reidel, Holland, pp. 113–131, 1983. ويتحدث الملحدون باستمرار عن وجود فرق جوهري في حجم المخ لصالح الرجل بمقدار 12- 19 % ، وأن فحجم المخ الخاص بالمرأة يكاد يطابق ذلك الخاص بالغوريلا. Gould, The Mismeasure of Man, p.105 بل إن المرأة في أدبيات الإلحاد وبسبب طفولية المخ الخاص بها تعتبر خطرًا حقيقيًا على الحضارة المعاصرة. A real danger to contemporary civilization Gilmore, D., Misogyny: The Male Malady, University of Pennsylvania Press, Philadelphia, p. 125, 2001. والمرأة طبقًا لداروين لا تصلح إلا لمهام المنزل، وإضفاء البهجة على البيت، فالمرأة في البيت أفضل من الكلب. an object to be beloved and played with, better than a dog anyhow. Charles Darwin, The Autobiography of Charles Darwin 1809-1882, New York pp. 232-233 فالملحد الذي يتمحك في داعش أو غيرها، ليس بملحد ولا يعرف شيئًا عن إلحاده. ملحوظة أخيرة وهامة: بعض المسلمين قد يقرر أن داعش مظلومة في كل ما نُسب إليها، وهذا لا علاقة له بالموضوع، فنحن نتحدث عن مسائل راجت إعلاميًا بشدة لا أكثر، والعهدة على الراوي! فنقدنا يتوجه إلى ما يُروجه الإعلام عن داعش، وليس لداعش في حقيقتها فنحن لا نجزم بصحة ما ينسبه الإعلام لها! فنحن هنا فقط نقوم بالتفصيل والرد بناءًا على ما استقر في ذهن الملحد من هذا الإعلام. ونحن نعترف بوجود تشويه إعلامي جبار، والمسلم الفطن يستشعر تركيز لفظة الإرهاب وحصرها على أهل السنة بينما في غير أهل السنة من الإرهابيين ما يملأ المحيطات، وبينما تقصف الطائرات بدون طيار أنصار الشريعة في اليمن لا تتعرض لإرهاب الحوثيين ولو بكلمة! وبينما تقاتل التنظيمات الدولية داعش لا تقرب من بشار الأسد الذي أباد نصف شعبه ويسعى لتهجير النصف الآخر! ولا تجد في جوانتانامو سوى أهل سنة ولن تجد شيعي واحد بها، وكأن أمريكا تقول لك: اقتل من تشاء المهم ألا تكون سُنياً وإلا شوهنا صورتك في كل مكان وحصرنا لفظة الإرهاب بك، وستكون طائراتنا بانتظارك! لكن ماذا عن ظهور الجماعات التكفيرية وهل هم حجة على الإسلام؟ أنا أرى أن ظهور الجماعات التكفيرية من أدلة صحة الإسلام! لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- أخبر بظهور التكفيريين بكثرة في آخر الزمان، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ ، يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . رواه البخاري 6930 ، ومسلم 1771 . وفي الحديث الآخر الذي رواه أبو أمامة بشأنهم : «شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتيلٍ من قتلوه». بل ومن كمال حرصه على أمته –صلى الله عليه وسلم- أنه حذّرنا من الاغترار بصلاتهم وصياهم فقال: «يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وقراءته مع قراءتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، أينما لقيتموهم فاقتلوهم ». فظهور الجماعات التكفيرية من علامات آخر الزمان! والناظر إلى حال أمة الإسلام منذ سقوط الخلاقة، يرى أنه لم تظهر جماعة إسلامية سلفية إصلاحية تسعى نحو تطبيق دين رب العالمين إلا ظهرت بالتوازي جماعة تكفيرية تفسد ثمار ما أنتجته تلك الجماعة، فلله الأمر من قبل ومن بعد! بقي أن نقول: لو كانت داعش مظلومة وكانت الصور مفبركة والخديعة كبرى لتخريب البلاد العربية وتفتيتها، فساعتها نسأل الله أن يرفع عنها الظلم والبلاء، وأن ينتقم ممن يشوه صورتها ويسعى لتمزيق المسلمين! ولو كانت كما يصورها الإعلام من بطشٍ وتكفيرٍ لعوام المسلمين وجبروتٍ وظلم، فساعتها هي علامة على اقتراب آخر الزمان وهي آية ودليل على صحة ما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- من ظهور أمثال هذه الجماعات التكفيرية، ويجب عندها أن يتفطن المسلم لعقيدته الصحيحة وأن يلزم غرزه وأن يُصلح أمره، ويتجنب المعاصي، حتى لا يقع في شباك أهل الفتن والضلال ويغتر بصلاتهم وبصيامهم فيقاتل تحت رايةٍ عمية فيموت ميتةً جاهلية. نسأل الله السلامة والعافية! |
|
|
رقم الموضوع : [2] |
|
عضو عامل
![]() |
تمّ إغلاق الموضوع المنقول.
|
|
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| الإسلام, داعش؟ |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| شريف جابر هل داعش تمثل الإسلام | iknow | العقيدة الاسلامية ☪ | 9 | 12-18-2016 04:29 PM |
| Daesh = Islam داعش = الإسلام | سامي عوض الذيب | العقيدة الاسلامية ☪ | 22 | 07-27-2016 10:27 PM |
| الاية التي تسببت في ظهور داعش وأمثال داعش | عدو الاسلام | العقيدة الاسلامية ☪ | 14 | 06-20-2016 12:12 PM |
| داعش لا تمثل الاسلام، انا استنكر افعال داعش.. | Kuwaiti | ساحة النقد الساخر ☺ | 2 | 09-06-2015 02:44 PM |
| داعش (الدوله الأسلاميه) هل هم فعلاً من يمثل الأسلام | Adam77 | العقيدة الاسلامية ☪ | 4 | 02-11-2015 11:15 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond