شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 10-17-2025, 01:37 PM سليمان غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
سليمان
عضو برونزي
 

سليمان is on a distinguished road
افتراضي الزبور في القران

يقول ارثر جيفري من أبرز الباحثين الغربيين في مجال الدراسات الإسلامية والقرآنية :

اقتباس:
ومن الواضح، مع ذلك، أن الكلمة لابد وأن نشأت بطريقة ما كتحريف لكلمة يهودية أو مسيحية من كلمة المزامير، ولا شك أن شكلها متأثر بالكلمة العربية الأصيلة "زبر" .
The Foreign Vocabulary of the Quran, P.148
يرى آرثر جفري أن كلمة "زَبُور" في مستعارة من كلمات يهودية أو مسيحية تشير إلى "المزامير"، مثل:

العبرية: מִזְמוֹר (mizmor) وتعني "ترنيمة أو مزمور".
اليونانية: ψαλτήριον (psaltērion) وتعني "المزامير".
السريانية: zabūrā ومعناها "الكتاب أو المزمور".

ويستند جفري إلى أن العربية الجاهلية لم تكن تحتوي على كلمة "زَبُور" بهذا المعنى، وأنها ظهرت فقط في النص القرآني. الكلمة مشتقة من الجذر العربي "زَبَرَ" أي كتب أو نقش، لكن معناها الخاص كـ"كتاب داود" يبدو مستعاراً من البيئة السامية المسيحية أو اليهودية.

من الناحية اللغوية البحتة، هذا التحليل دقيق جداً لأن وجود كلمة "زَبُور" بمعنى "المزامير" في السريانية (zabūrā) سابق للإسلام بقرون، ويُستعمل تحديداً في الترجمات السريانية للكتاب المقدس. وهذا ما يجعل فرضية الاقتباس أو التأثر قوية لغوياً.

والجزيرة العربية قبل الإسلام كانت محاطة بثقافة كتابية يهودية ومسيحية نبطية وسريانية. وقد استخدمت هذه الثقافات مصطلحات كتابية مثل:

"توراة" من العبرية Torah
"إنجيل" من اليونانية Evangelion
"فرقان" من السريانية Pirqana
"زبور" من السريانية Zabūrā

ويقول رودي باريت العالم الالماني الاكاديمي المتخصص في الدراسات القرآنية المقارنة واللغة العربية الكلاسيكية:

اقتباس:
وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا: 17,55. كلمة "زبر" يمكن تفسيرها على أنها تداخل بين الكلمة العبرية "mismor" (أو الآرامية "mazmor"، والأثيوبية "mazmur")، التي تعني "مزمور" والكلمة العربية "زُبُور" التي تعني "الكتاب" (ربما دخلت من الجنوب العربي) .. يرى هوروفيتس في صيغة الكلمة غير المحددة "زُبُورًا" (في هذه الآية وفي 17,55) تأثيرًا لمعنى الكلمة العربية "الكتاب" (كاسم عام). ولكن يمكن أيضًا تفسير هذه الصيغة بناءً على ضرورة القافية. وفي الاقتباس المتعلق بالزُبُور في الآية 21,105، تأتي الكلمة بصيغة محددة "الزُبُور".
Rudi Paret, Der Koran. Kommentar und Konkordanz, Stuttgart 1971, p. 111.
يرى باريت أن كلمة "زَبُور" في قوله: "وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا" (النساء 163، الإسراء 55) "انه مزيج بين الكلمة العبرية mizmor (أو الآرامية mazmör، والأثيوبية mazmur) بمعنى مزمور، وبين الكلمة العربية zabūr بمعنى 'كتاب' (ربما جاءت من العربية الجنوبية)."

ويضيف أن الشكل النحوي "زَبُورًا" في بعض المواضع القرآنية ربما تأثر بمعناه العربي "كتاب"، بينما في موضع آخر (الأنبياء 105) جاء محدداً بـ"الزَّبُور"، في إشارة مباشرة إلى كتاب داود المعروف بالمزامير.

جفري ركز على الأصل الأجنبي للكلمة (يهودي أو مسيحي) وتأثير الجذر العربي "زَبَرَ".
باريت أضاف بعداً تطورياً لغوياً، معتبراً الكلمة مزيجاً hybrid من العبرية والعربية الجنوبية، أي أنها دخلت العربية بتفاعل لغوي ثقافي.

وكلاهما متفقان على أن:

"زَبُور" ليست كلمة عربية خالصة.
أصلها مرتبط بالبيئة الكتابية السابقة للإسلام (اليهودية والمسيحية).
استعمالها في القرآن يشير إلى "المزامير" التي أُعطيت لداود.

وجوزيف هرڤيتس المتخصص في الدراسات القرآنية المقارنة واللغات السامية مع تركيز خاص على تأثير التراث اليهودي على الإسلام المبكر. كان أول من طرح فكرة أن كلمة "زَبُور" تمثل تداخلاً لغوياً بين العربية والعبرية. وقد اعتبر أن استعمالها في سورة الإسراء والنساء جاء بشكل غير معرف (زَبُورًا)، بينما في الأنبياء جاءت معرفة (الزَّبُور)، مما يدل على تطور دلالي داخل النص نفسه.



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع