براكين اوربا الغربية و الاسلام
الذي يراقب بلدان اوربا الغربية عن كثب بالاخص الصغيرة منها و المكتظة بالسكان مثل النمسا و هولندا و بلجيكا و الدنمارك او الاكبر منها مساحة مثل السويد و المانيا و فرنسا و انجلترا التي كانت و مازلت قبلة للمهاجرين او بالاحرى للحجاج و الضيوف الدائميين الشرقيين و الافريقيين و الاسيويين و اليوم بفضل غورباتشوف اصبحت مكة و ملجأ للحجاج الاوربيين الشرقيين و بلدان الاتحاد السوفيتي المنهار يتهيأ له و كأنما تقع هذه البلدان فوق براكين كبيرة في غليان مستمر وعلى وشك الانفجار. ففي بروكسل تحس وكانما تجد نفسك في موزمبيق و في باريس كانما انت في الجزائر و في لندن و كانما انت في شبه القارة الهندية و في امستردام و كانما انت في بلد يتكون من الحجاج الافريقيين السود و السرينام و العرب و الاتراك و مافيا الحجيج من روسيا و غيرها من البلدان السلافية و مناطق من برلين تبدو لك و كانها تركيا لدرجة ان بعض الالمان يشيرون في تعليقات تتخللها المزح و الجد بان اللغة الرسمية في المانيا ستكون تركية في المستقبل القريب.
نستطيع ان نقول ان الاسلام سيكون اول ضحية تستهدف عند انفجار براكين اوربا الغربية. بعض هذه البراكين الصغيرة قد انفجرت فعلا بداية بمنع الحجاب و الهجوم على العادات و التقاليد الشرقية الاسلامية بشكل علني من قبل احزاب يمينية من نوع جديد ليست لها علاقة بالعنصرية التقليدية قادرة على الائتلاف مع الاحزاب المحافظة لتملي عليها شروطها بخصوص هجرة الاجانب و تقديم المساعات المالية لهم و هنا يعتبر القرآن السبب الاول لجميع البلاوي و كتاب عنصري وضد المرأة رغم ان المستهدف الاول في الحقيقة ليس الاسلام كدين و انما المهاجرين من الشرق سواء كانوا مسلمين او مسيحيين ارثدوكس لا يهم لان لهم عادات و تقاليد مشتركة تخالف العادات الغربية و هم عادة من الطبقات الاجتماعية غير المثقفة والفقيرة نسبيا تتفشى بين مواطنيها البطالة و الميل لاستخدام العنف خاصة عند الجيل الثاني بسبب حساسيته ضد التفرقة العنصرية و ازمة الهوية.
اسباب هجرة الاجانب الى اوربا متعددة ليست جميعها سياسية بقدر ماهي اقتصادية و اجتماعية فالنظام الاجتماعي و المالي السخي و حرية العمل في التجارة للوصول الى ثروة مالية محترمة باقصر فترة ممكنة اضافة الى الحرية الجنسية و الدينية و السفر و حرية الرأي و الامكانيات الثقافية و التكنولوجية و العلمية والطبية والاهتمام بجميع الثقافات و اعتبارها جزء من الثقافة العالمية و توفر روضات و مدارس و جامعات نموذجية للصغار والكبار - جميع هذه العومل تغري قدوم الاجانب من مختلف البلدان.
و لكن البنية الاقتصادية هي التي تحمل على اكتافها جميع هذه الانجازات والمعاملات الانسانية فاذا انهارت تنهار معها جميع القيم الاخلاقية. مشاكل هذه البلدان الغربية ليست فقط بسبب وجود الاجانب بل بالعكس فان المجتمعات التي تشكو من العجزة و انخفاض في نسبة الولادة بسبب تفشي الانانية و تفضيل السفر و التمتع بالحياة على تكوين عائلة او الاكتفاء فقط بطفل واحد بامس الحاجة الى استيراد الثروة البشرية الشابة من البلدان النامية و تشغيلها بسعر زهيد. سترى اوربا الغربية من هو المسؤول عن مشاكلها الحقيقية فقط في اليوم الذي تتخلص فيه من جالياتها الاجنبية. تهيئة الفرصة للاحزاب الاوربية اليمينية المتطرفة للاشتراك في الحكم و في وضع السياسة الخارجية والداخلية ستلقنها درسا لن تنساها في مبادئ العلاقات بين الشعوب و الهجرة.
و دمتم بخير ،،