شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > مقالات من مُختلف الُغات ☈

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 06-13-2014, 02:01 PM ترنيمه غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
ترنيمه
عضو برونزي
الصورة الرمزية ترنيمه
 

ترنيمه is on a distinguished road
2523324 شيخ الأزهر الجديد وتربيع الدائرة


كامل النجار




هناك مثل إنكليزي يقول A New Broom Sweeps All أي أن المكنسة الجديدة تكنس كل شيء أمامها. وعندما توفي شيخ الأزهر السابق الشيخ محمد سيد طنطاوي وعيّن الرئيس حسني مبارك الشيخ أحمد الطيب، رئيس جامعة الأزهر، مكانه، كنت أعتقد أن الدكتور أحمد الطيب الذي تعب من السفر إلى أوربا وأمريكا لحضور مؤتمرات حوار الأديان، ورأى بأم عينيه تسامح الأوربيين والأمريكان مع المسلمين الذين بنوا جامعاً في كل شارع من شوارع العواصم الأوربية، في حين تغيب الكنائس في العواصم العربية، كنت أعتقد أنه سوف يضع خطاً تحت تردد شيخ الأزهر السابق في الاعتراف بالغير، ويبدأ بتنقيح مقررات مدارس وجامعة الأزهر حتى يُخرّج لنا شباباً يعرف التسامح مع المختلف ويعتمد على العقل بدل النقل من كتب الأزهر الصفراء.
ولكن للأسف بدأ شيخ الأزهر الجديد يتتيع خطى سلفه، كما تتبع سلفه خطى الذين سبقوه، وحاول منذ البدء تربيع الدائرة بدل أن يحاول توسيعها لتحتوى الآخر المخالف. ويبدو أن الدكتور أحمد الطيب لا ينوي تنقيح التراث العتيق بل ينوي طلاءه بلون جديد، ربما يكون أكثر جاذبية لعامة الناس. وهاهو في مقابلة مطولة مع مكرم محمد أحمد بصحيفة الأهرام، يعجن ويلت نفس الكليشهات القديمة عن صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان، نفس الكليشهات التي رددها شيوخ الدولة العباسية، دون الاتيان بأي جديد يتناسب والقرن الحادي والعشرين الذي نعيش فيه.
سأل السيد مكرم شيخ الأزهر الجديد: (فضيلة الإمام الأكبر‏,‏ بعد تعيينك شيخا للأزهر‏,‏ قلت إن هناك ثوابت أساسية تحكم الأزهر وتحكم من يتقلد منصب الإمام الأكبر‏,‏ أهمها وسطية الأزهر واعتداله‏,‏ وعالميته باعتباره المرجعية الصحيحة للإسلام‏,‏ ما هو المقصود بالضبط من الوسطية وهل هي نقطة هندسية في مكان وسط بين الغلو في التطرف والغلو في التفريط؟)
السؤال واضح وضوح الشمس ولا يحتاج لفاً ودوراناً، بل أن السائل نفسه قد أجاب عليه بقوله هل الوسطية نقطة هندسية بين الغلو في التطرف والغلو في التفريط؟ ولكن شيخ الأزهر يلف ويدور ويهاجم اليهودية والمسيحية، ثم يدّعي بدون أي دليل أن الأزهر هو الذي يمثل الإسلام الصحيح، فيقول: ((وفيما يتعلق بتعريف الوسطية فإني أري أن الإسلام يساوي الوسطية‏,‏ والوسطية تساوي الإسلام‏,‏ وهذه الحقيقة ليست أمرا مستنبطا صدر عن أذهان العلماء أو استقراء جاء به نفر من الشراح‏,‏ وإنما هو أمر منصوص عليه نصا واضحا في القرآن في الآية الكريمة‏ (‏ وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس‏)‏ سورة البقرة آية‏143‏ والوسطية هي العدل‏.‏ والرسول عليه السلام قال‏:‏ أوسطكم أكثركم عدلا‏,‏ ومن هنا تستطيع أن تقول وأنت مطمئن إما أن يكون المسلم وسطيا أو لا يكون مسلما‏,‏ لأن المسلم صحيح الإسلام لا يستطيع أن يتزحزح عن الوسطية لا إلي اليمين ولا إلي اليسار‏.‏ ووسطية الإسلام ليست وسطية أرسطو الذي يعتبر الفضيلة وسطا بين رذيلتين‏,‏ ولا هي وسطية رياضية أو حسابية‏,‏ وإنما هي وسطية أخلاقية اجتماعية كونية‏,‏ تنظر إلي الكون بمعيار المفاضلة العادلة بين نقيضين متضادين أن تكون ماديا حسيا كما كان بنو إسرائيل في التوراة‏,‏ يحلون قتل الآخر وخداعه بل وسرقته إن كان علي غير دينهم من الأغيار أو تكون روحانيا تعطي للآخر خدك الأيمن إن صفعك علي خدك الأيسر‏,‏ وإذا طلب أحد رداءك تتركه حتي لو كنت محتاجا إليه‏,‏ كما تقول المسيحية أما الإسلام فيتبني قاعدة مغايرة‏(‏ وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به‏)‏ سورة النحل آية‏126,‏ والحقيقة أن وسطية الإسلام هي اعتراف بالفطرة الإنسانية السوية التي ترفض العبودية والرق التي كانت جزءا من النظام الاجتماعي في عهود اليهودية والمسيحية‏,‏ كما ترفض فكرة وجود منبوذين بين البشر بحكم أقدارهم‏,‏ كما تقول عقائد الهنود‏,‏ ففي الإسلام يتحدد موقف المسلم بأن يكون وسطا بين المادة والروح‏,‏ يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدا ويعمل لآخرته كأنه يموت غدا‏,‏ وليس مقبولا من المسلم أن يغفل عن دنياه لصالح آخرته أو العكس‏,‏ وهذه الوسطية هي التي صنعت حضارة الإسلام ونشرت الدين الإسلامي‏,‏ وجعلت أقواما عديدين يتقبلونه باعتباره دين الفطرة وطوق النجاة الذي ينقذ البشرية من جاهليتها‏.‏)) انتهى
هذه لا شك أطول إجابة لسؤال بسيط لتعريف الوسطية. شيخ الأزهر هنا يتبع الحكمة التي تقول "خير وسيلة للدفاع هي الهجوم" فلكي يُعرّف بوسطية الأزهر المزعومة، كان لابد له أن يهاجم اليهودية، فيقول إنهم كانوا يقتلون المخالف ويخادعونه ويسرقونه. وطبعاً لا يخطر ببال شيخ الأزهر أن المسلمين، منذ بدء الإسلام، ارتكبوا وما زالوا يرتكبون كل هذه المثالب التي ذكرها عن بني إسرائيل. وعلى الأقل يكفي بني إسرائيل أن القرآن نفسه يقول (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في لأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) (المائدة 32). بينما يقول للمسلمين (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب) (محمد 4). وكذلك (فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم) (النساء 89). وتاريخ الإسلام مليء بالقتل والسلب وحز الرؤوس وإرسالها بالمئات إلى خليفة المسلمين. أما سرقة المخالف وتحليلها فما على شيخ الأزهر إلا أن يسأل أي إمام جامع في النرويج أو أي إمام جامع في أي دولة أوربية ليسمع منهم تحليل سرقة السوبرماركت الأوربي لأن مال الكافر مباح. وقد قال أحد الشيوخ في النرويج إن السرقة من السوبرماركت ليست سرقة وإنما استرداد حقوق مسلوبة.
وكان لا بد لشيخ الأزهر أن يهاجم المسيحية لأن يسوع طلب من أتباعه أن يديروا الخد الآخر لمن يصفعهم، وهذه قمة التسامح ونبذ الأخذ بالثأر الذي اشتهرت به المجتمعات العربية قبل وبعد الإسلام. ولكن يبدو أن شيخ الأزهر لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب. فهو في مرات سابقة هاجم المسيحية لأن يسوع قال (لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض. ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً) (إنجيل متى، الإصحاح 10)، وهو الآن يهاجمهم لإدارة الخد الآخر والصفح عن الجاني. والجدير بالذكر هنا أن الدكتور أحمد الطيب عندما تحدث في مؤتمر في روما عن "صورة أوربا في مرآة العالم العربي" في عام 2004، قال (إن الحوار يجب أن يقوم على أساس الاعتراف بالآخر والابتعاد عن محاولات تذويب الهويات وتحقير الثقافات واعتماد منطق الاستعلاء والتفوق والإملاء وادعاء امتلاك الحقيقة في مشاريع الإصلاح.) فأين حديثه هذا من إجابته هذه التي تُحقّر الثقافات الأخرى وتستعلي على الأديان الأخرى بدون أي سبب واضح؟
وبدون أي احترام للحقيقة أو لعقل القاريء، يقول شيخ الأزهر الجديد " والحقيقة أن وسطية الإسلام هي اعتراف بالفطرة الإنسانية السوية التي ترفض العبودية والرق التي كانت جزءا من النظام الاجتماعي في عهود اليهودية والمسيحية‏,‏ كما ترفض فكرة وجود منبوذين بين البشر بحكم أقدارهم‏,‏ كما تقول عقائد الهنود‏". انتهى.
ألا يستحي هذا الرجل من شيء؟ ما هي وسطية الإسلام التي ترفض الرق والعبودية؟ ومتى رفض الإسلام فكرة المنبوذين؟ الرق كان يمثل العمود الفقري للاقتصاد الإسلامي بعد أن حرّم محمد الربا. وما قتل أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب إلا لأن أبا لؤلؤة اشتكى لعمر من سيده المغيرة بن شعبة لأنه كان يأخذ أغلب ما يكسبه أبو لؤلؤة من النجارة، فقال له عمر إن لسيده عليه حقاً وهو لا يرى أن المغيرة قد بالغ في ذلك الحق، فقتله أبو لؤلؤة. بل إن محمداً نفسه امتلك العبيد والإماء طيلة حياته وأعتق في مرضه الأخير قبل أن يموت أربعين شخصاً (المنتظم في التاريخ لابن الجوزي، ج4، ص 17). فلماذا احتفظ محمد بكل هذا العدد من العبيد والإماء إلى ما قبل وفاته بقليل؟ بل كان يتبرع بالعبيد والإماء لمن يريد، فيوم أن قدمت عليه الشيماء بنت الحارث بن عبد العُزى بعد موقعة هوازن وقالت له إنها أخته في الرضاعة، وهب لها (ثلاثة أعبد وجارية، ونعما، وشاءً، وسماها حذافة) (زاد المعاد لابن قيم الجوزية، ج3، ص 254). فهو هنا يهدي العبيد والإماء كما يهدي الشخص ساعةً في وقتنا هذا. ولا يخفى على شيخ الأزهر عدد العبيد والجواري في قصور خلفاء بني العباس وقصور سلاطين بني عثمان في أيام الخلافة العثمانية. بل ما زال العبيد والإماء يتجرعون كاسات الذل في اليمن، وموريتانيا. ولا يخفى كذلك على شيخ الأزهر عدد أبواب الرق في كتب الفقه العديدة التي تمتليء بها مكتبات الأزهر، وأحاديث رسول الإسلام التي تقول "إيما عبد أبق من سيده لا تقبل صلاته حتى يعود لسيده". حتى إله الإسلام ينحاز إلى السيد ضد العبد الآبق. فأين وسطية الإسلام التي تأبى الرق والعبودية؟
أما هجوم الشيخ على العقيدة الهندوسية لأنها قبلت بطبقة المنبوذين، فعلى الأقل يملك الهندوسيون الشجاعة الأدبية التي تمكنهم من الجهر بما يؤمنون به على عكس المسلمين الذين يمارسون التفرقة العنصرية ثم يقولون لنا "لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى". فكتب الفقة تقول لنا (لا يجوز زواج العربية من الموالي) (بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد القرطبي، ص 349). وكذلك (لا يجوز للحر زواج الأمة إلا إذا كان معدماً) (المدونة للإمام مالك بن أنس، ج 3، ص 205). وإذا تزوج الرجل أمة على زوجته الحرة (فمن حق الحرة أن تطلب الطلاق، وإن اختارت أن تظل معه فلها الثلثان من ماله ووقته وللأمة الثلث) (المدونة، ج3، ص 204). وما زالت المحاكم السعودية تطبق تكافؤ النسب بين الرجل وزوجته، ويمكنها أن تطلق المرأة من زوجها إذا وجدت أن النسب غير متكافيء. فأيهما أفضل، الهندوسية التي تبوح بمعتقداتها أم الإسلام الذي يخبي مشايخه عيوبهم في جوف الكتب الصفراء ويمارسون ما يخفون؟
وكان بإمكان شيخ الأزهر الجديد أن يكتفي بتعريف وسطية الإسلام على أنها (وسطية أخلاقية اجتماعية كونية‏,‏ تنظر إلي الكون بمعيار المفاضلة العادلة بين نقيضين متضادين) كما ذكر في أول إجابته، والنقيضان المتضادان هما الغلو في التطرف والغلو في التفريط، كما ذكر السيد مكرم محمد أحمد الذي أجرى المقابلة. ولكن شيخ الأزهر الجديد أراد أن يزج بالمسيحية واليهودية والهندوسية في رده بدون أي مبرر غير تبخيس تلك الأديان ليثبت، كما يعتقد، وسطية الإسلام، ويالها من وسطية تقول "من بدل دينه فاقتلوه" و "من يتولى النصاري واليهود فإنه منهم". (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم) ( المائدة 51)
ثم سأل السيد مكرم محمد أحمد شيخ الأزهر الجديد (فضيلة الإمام‏:‏ هناك في الغرب من يصر علي أن الإسلام انتشر بحد السيف‏,‏ وهناك بين المسلمين من يري أن السيف هو الرمز الصحيح للإسلام)
وكان هذا هو رد شيخ الأزهر (ليس صحيحا أن الحضارة الإسلامية فرضت نفسها علي العالم بحد السيف‏,‏ الإسلام انتشر في العالم لأنه دين الفطرة ودين العقل الذي خاطب عقول الناس وقلوبهم‏,‏ وساوي بين البشر ودعا إلي العدل‏,‏ ولا يصلح السيف رمزا للإسلام لأن الإسلام رحمة وعدل‏,‏ والمسلم لا يحمل سيفه عدوانا علي الآخرين‏,‏ وإنما يحمله للدفاع عن الأرض والوطن والعقيدة والإسلام يحض المسلم علي أن يكون قويا قادرا علي الدفاع عن وطنه ودينه ونفسه‏,‏ لكنه لا يحرضه علي العدوان علي الآخرين) انتهى.
أولاً الفطرة ليس لها دين أو ثقافة. الفطرة هي تصرف عفوي زرعته الجينات في الإنسان والحيوان للحفاظ على الجنس. فالجنين أول ما يولد يصرخ ليملأ رئتيه بالهواء ثم يبحث عن الثدي ليرضع. وإذا امتلأت مثانته بال. هذه هي الفطره. خذ مولوداً كهذا وضعه في غابة مع حيوانات أليفه، فهو لن يتكلم عندما يكبر ولن يعرف إله المسلمين من غيره لأنه لم يُلقن تلك الأشياء كما نلقن أطفالنا الكلام والمعتقد. ولو كان هناك دين بالفطرة لما احتاج إله السماء، إن وُجد، أن يبعث رسلاً للناس. فإله السماء لا يرسل رسلاً لتعلّم صغار الأسماك كيف تسبح. هي تسبح بالفطرة لحظة فقسها من البيضة.
يقول شيخ الأزهر إن الإسلام لم ينتشر بحد السيف، ولكن هناك فتوى من الجامع الأزهر تؤكد انتشار الإسلام بالسيف. تقول الفتوى: (الرد على من يقول إن الجهاد في الإسلام للدفاع فقط: ويجدر بنا في هذا الصدد الرد على من قال إن الجهاد في الإسلام للدفاع وإن الإسلام لم ينتشر بالسيف، وهذا قولٌ باطلٌ ردده عدد كبير ممن يبرز في مجال الدعوة الإسلامية، والصواب يجيب به رسول الله (ص) عندما سئل أي الجهاد في سبيل الله؟ قال من قائل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله. فالقتال في الإسلام هو لرفع كلمة الله في الأرض، سواء هجوماً أو دفاعاً. الإسلام انتشر بالسيف ولكن في وجه أئمةِ الكفر الذين حجبوه عن البشر، وبعد ذلك لا يُكره أحدٌ. فواجب على المسلمين أن يرفعوا السيف في وجوه القادة الذين يحجبون الحق ويظهرون الباطل وإلا لن يصل الحق إلى قلوب الناس. وفي رسالة الرسول إلى أهل نجران: أما بعد فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد، فإن أبيتم فالجزية، فإن أبيتم فقد آذنتكم بحرب والسلام) (فتاوى الأزهر لمئة عام، باب أحكام متفرقة، 1326 الفريضة الغائبة والرد عليها). فهاهو صوت الأزهر الرسمي يقول إن الإسلام انتشر بالسيف، ويأتي الآن الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الجديد، فيحاول تجميل صورة الإسلام وطلاءه بألوان زاهية عله يخدع الغرب، وكما قال رسولهم: الحرب خدعة، والشيخ صرح عدة مرات أن الغرب يشن حرباً على الإسلام، وهذا يبيح له الكذب والخداع لأنه في حالة حرب.
وإذا رجعنا إلى أمهات كتب الحديث، نجد الحديث النبوي الذي يقول: "يُعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يُعبد الله وحده لا شريك له وجُعل رزقي تحت ظل رمحي" وحتى لا ينبري أحد المعلقين ويقول إن هذا الحديث ضعيف، نورد هنا بعض المصادر: فقد رواه أحمد في مسنده، وذكره ابن تيمية في السياسة الشرعية للراعي والرعية، الباب الثاني، الأموال. وكذلك في الفتاوى الكبري لابن تيمية، ج8، فصل في قدرة الرب. وذكره ابن كثير في مختصر السيرة، ج3، سورة الحديد، الآية 25. وفي المبسوط للإمام السرخسي، ج5، كتاب السير. وكذلك في النهاية في غريب الحديث والأثر، للإمام ابن الأثير، ج4، حرف اللام.
فهاهو رسول الإسلام يقول إنه بُعث بالسيف حتى يسلم كل شخص، وجعل الله رزقه تحت ظل رمحه، ومع ذلك يأتي شيخ الأزهر الجديد لينكر أن الإسلام انتشر بالسيف. وفي المصادر الإسلامية الأخرى نجد: (قال عبد الرزاق عن معمر، عن قتادة: كانت العرب لا دين لها، فأُكرهوا بالسيف. ولا يُكره اليهود ولا النصارى ولا المجوس إذا أعطوا الجزية) (العجاب في بيان الأسباب، لشيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني، ص 432).
ويقول ابن قيم الجوزية (إن الله سبحانه افتتح غزو العرب بغزوةِ بدر، وختم غزوهم بغزوة حُنَيْن، ولهذا يُقْرَنُ بين هاتين الغزاتين بالذكر، فيقال: بدرٌ وحُنَيْن، وإن كان بينهما سبعُ سنين، والملائكة قاتلت بأنفسها مع المسلمين فى هاتين الغزاتين، والنبىُّ صلى الله عليه وسلم رمى فى وجوه المشركين بالحصباء فيهما، وبهاتين الغزاتين طُفِئَت جمرةُ العرب لغزو رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، فالأُولى:خوَّفتهم وكسرت مِن حَدِّهم، والثانية: استفرغت قواهم، واستنفدت سهامَهم، وأذلَّت جمعهم حتى لم يجدوا بُداً من الدخول فى دين الله.) (زاد المعاد، ج3، ص 256). فالعرب لم يجدوا بداً من الدخول في الإسلام بعد أن دوختهم سيوف محمد.
ويقول ابن القيم كذلك في هداية الحيارى، ص 9 (والسيف إنما جاء منفذا للحجة مقوما للمعاند، وحدا للجاحد، قال تعالى: لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز . فدين الإسلام قام بالكتاب الهادي ونفذه السيف.)
ولو قرأ شيخ الأزهر تاريخ المغازي، وغزوات رسول الله ومن أتى بعده ودمر فارس والعراق والمغرب ومصر والسند، لعرف كمية الدماء التي سفكها المسلمون من أجل نشر الإسلام ومن أجل سبي الصبايا البيض (بنات الأصفر). ولا أظن أن هناك تاريخاً بشرياً أكثر نتانةً من تاريخ الإسلام. وهاهي الدولة السعودية حيث أتى محمد بدينه، تضع السيف على علمها القومي لتذكرنا بسيوف محمد الذي كان يمتلك منها تسعة أسياف. وجماعة الإخوان المسلمين بمصر ما زالت تضع سيفين فوق صورة المصحف، كرمز للجماعة الإسلامية الإخوانية وتكتب تحت السيفين "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة". فالإسلام لولا السيوف التي جندها محمد أولاً ثم أبو بكر بعد موت محمد، لما قامت له قائمة.
يتبع



:: توقيعي ::: ( ذهبت إلى الغار .. غار حراء .. غار محمد وإلهه وملاكه .. إلى الغار العابس اليابس البائس اليائس ، ذهبت إليه استجابة للأوامر .
دخلت الغار ، دخلته .. صدمت .. ذهلت .. فجعت .. خجلت ، خجلت من نفسي وقومي وديني وتاريخي وإلهي ونبيي ومن قراءاتي ومحفوظاتي ..!
أهذ هو الغار.. غار حراء .. هو الذي لجأ واختبأ فيه الإله كل التاريخ !
  رد مع اقتباس
قديم 06-13-2014, 02:03 PM ترنيمه غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
ترنيمه
عضو برونزي
الصورة الرمزية ترنيمه
 

ترنيمه is on a distinguished road
افتراضي



سأل السيد مكرم محمد أحمد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الجديد: (‏ فضيلة الإمام‏:‏ لماذا تراجعت مكانة الأزهر كمرجعية معتدلة للعالم الإسلامي أمام المذاهب المتشددة وأفكار التطرف؟‏!‏ وهل تآكلت مرجعية الأزهر لأنه أصبح خاضعا لولي الأمر؟‏!‏ أم لأنه فقد القدرة علي التجديد؟‏!‏ أم لأن شيخ الأزهر لا يأتي بالانتخاب؟‏!‏)
السؤال في منتهى الوضوح: هل فقد الأزهر مكانته القيادية في العالم الإسلامي لأن ولي الأمر أصيح يتحكم فيه ويعين شيخه، أم لأن الأزهر فقد القدرة على التجديد. ودعونا نقرأ رد شيخ الأزهر: (علينا أن نتلمس الأسباب الصحيحة التي أدت قبل‏50‏ عاما إلي أن ينزوي الأزهر في ركن معزول علي حين سيطرت علي الساحة المذاهب والتيارات المتشددة ولدي اقتناع كامل تسانده الوثائق بأن النظام الحاكم في مصر أراد في هذه الفترة إضعاف دور الأزهر بعد أن اختار الاشتراكية مذهبا للحكم ليظل الأزهر مجرد مسجد ينحصر دوره في دروس الدين لأن للمعسكر الاشتراكي موقفه الواضح المعادي للدين‏,‏ بدعوي أن الدين أفيون الشعوب ومن الضروري العمل علي تقليل دوره لأنه بمثابة النقيض للفكر الاشتراكي الذي يعتنق الإلحاد‏.‏) انتهى.
هذا هو اللف والدوران الذي يتقنه الشيوخ كما يتقنون لف العمامة حول الرؤوس. جمال عبد الناصر كان منتمياً لجماعة الإخوان المسلمين، كما كان نائبه أنور السادات. فهل نادى جمال عبد الناصر بتهميش الأزهر لأن الدين أفيون الشعوب؟ إتقِ ربك أيها الشيخ. ونلاحظ هنا أن الشيخ تجنب الحديث عن خضوع الأزهر للرئيس مبارك الذي يعين شيخ الأزهر. يقول شيخ الأزهر إن النظام الحاكم أراد أن أن يكون الأزهر مسجداً ينحصر دوره في دروس الدين فقط. أليس هذا هو السبب الرئيسي الذي أنشأ الفاطميون الجامع الأزهر من أجله؟ ما هي الأدوار الأخرى التي يريد شيخ الأزهر لمؤسسته أن تقوم به؟ هل ينوي أن يقوم الأزهر بأبحاث في الفيزياء أو علم الفلك؟
وبالطبع لم يقتنع السيد مكرم محمد أحمد بهذا الرد، فقال لشيخ الأزهر: (‏‏ما أذكره يافضيلة الإمام أن أساس المشكلة يعود إلي قانون تطوير الأزهر الذي صدر عام‏1960‏ والذي لايزال موضع خلاف بين الأزهريين حتي اليوم‏,‏ لأن هناك من يعتقدون أن تطوير الأزهر كي يجمع بين التعليم المدني الحديث والتعليم الديني كي يتخرج منه الطبيب الأزهري والمهندس الأزهري الذي يجمع بين المهنة والدعوة الدينية يمثل خطوة إلي الامام لأنه يوجد داعية عصريا يستطيع أن يسهم في تقدم حياة الشعوب في إفريقيا‏,‏ وغير إفريقيا كما أن هناك من يعتقدون أن الهدف من ذلك كان إضعاف الدور الديني للأزهر؟‏!‏) انتهى
ورد الشيخ بما يلي: (السؤال ممتاز ومهم‏,‏ والإجابة الصحيحة عنه تلخص الوضع الذي نحن عليه الآن‏,‏ صحيح أن فكرة القانون جيدة وجميلة‏,‏ لكن مع الأسف جاء التطبيق سيئا وهو ما أفسد الفكرة وجعلها خاوية الوفاض‏,‏ لأن القانون تمت صياغته علي عجل وقيل إنه صيغ في ليلة واحدة‏,‏ وقد كنت من أوائل الذين طبق عليهم النظام الجديد عندما صدر القانون عام‏1961,‏ وكان علي أن أدرس المنهجين‏:‏ منهج وزارة التربية والتعليم بالكامل ومنهج الأزهر كاملا علي مدي خمس سنوات وبرغم صعوبة الجمع بين المنهجين واصلنا الدراسة لأن التعليم كان لايزال منضبطا وقويا‏,‏ ومع الأسف تغير الحال‏,‏ ولم يعد الطلاب قادرين علي هضم المنهجين وأصبح الطالب ضعيفا هنا وضعيفا هناك‏,‏ ومازاد من سوء الموقف أن كل من ينجح في الثانوية الأزهرية لابد أن يدخل الجامعة بمن فيهم الحاصلون علي‏50%‏ والآن نحاول إصلاح الموقف من خلال إنشاء شعبة للعلوم الأزهرية إلي جوار شعبتي الأدبي والعلمي يدخلها من يريد التخصص في العلوم الدينية ابتداء من أولي ثانوي ويشترط فيمن يتقدم إلي هذه الشعبة أن يكون من حفظة القرآن ودرس آداب وقواعد اللغة العربية‏.‏) انتهى.
يعترف شيخ الأزهر أن جمال عبد الناصر حاول تطوير الأزهر بأن أضاف إليه الكليات العلمية ومع ذلك يقول الشيخ إن النظام الاشتراكي حاول تهميش الأزهر لأنهم يعتقدون أن الدين أفيون الشعوب. واضح أن الأزهر فشل في جميع المجالات لأن شيوخه وقادته فضلوا الحل الإسلامي، أي مسك العصا من الوسط (مثل وسطيتهم المزعومة) ووضعوا قدماً على المركب والقدم الأخرى على الطوف. ما هي الفائدة للإسلام أو للأزهر من تدريس الطب والهندسة؟ هل تخريج طبيب أزهري يعمل في إفريقيا سوف يكسب مسلمين جدد أكثر مما يمكن أن يكسبهم شيخ معمم لم يدرس الطب؟ أم أن هناك طب إسلامي نحن لا نعلم به ويُدرّس فقط في جامعة الأزهر؟ ولم يقل لنا شيخ الأزهر لماذا كان الطلاب في الستينات يستوعبون منهاج وزارة التربية والتعليم مع مناهج الأزهر، ولكنهم الآن ضعفوا ذهنياً ولم يعد بمقدورهم الجمع بين المنهجين. ألا يرجع ذلك إلى ضعف الأساتذة الذين يدرسونهم؟ أولئك الأساتذة الذين لا يعرفون من العلوم الطبيعية إلا حساب رواتبهم وبدلات السكن والمعيشة؟
ولماذا لم يمتنع شيوخ الأزهر في عام 1961 عن تدريس المنهجين، ويصمدوا في وجه الحكومة ليستمروا في تدريس مناهج الأزهر فقط؟ ولماذا لم يغربلوا مناهج الأزهر مع مناهج وزارة التعليم ويأتوا بمناهج حديثة يمكن أن يفهما الطلاب؟ ألم تكن تلك فرصة لهم لتحديث مناهج الأزهر العتيقة التي تعتمد على كتب صفراء كُتب بعضها قبل أربعمائة سنة؟ أم أنها طاعة أولي الأمر حتى إن سرق مالك وجلد ظهرك، التي يوصي بها الإسلام؟
والآن يحاول شيخ الأزهر إصلاح الضرر بإنشاء شعبة للعلوم الأزهرية يدخلها من حفظ القرآن ودرس قواعد اللغة العربية. وهنا يعترف شيخ الأزهر أن العلوم الأزهرية التي من أجلها وُجد الأزهر هي العلوم الدينية، ولذلك سوف ينشيء شعبة للعلوم الأزهرية. ولكن نسبة لعزوف الطلاب عن مثل هذا النوع من الدراسات يحاول الأزهر الآن أن يغريهم بحزمة من الحوافز تشجع الطلاب علي الدخول إلي هذه الشعبة أهمها أن يتكفل الأزهر بكل مصاريف الدراسة والإقامة‏.‏ ويأمل شيخ الأزهر أن تخرج هذه الشعبة الجديدة علماء أقوياء في الدين. وهذا اعتراف منه أن "العلماء" الذين خرّحهم الأزهر منذ الستينات وحتى الآن لم يكونوا أقوياء في الدين. وهذا هو السبب الرئيسي في هزال الأزهر الذي أصبح علماؤه يفتون برضاع الكبير وبالتبرك بفضلات النبي، بدل أن يجتهدوا في تنقية الدين من خزعبلات أحاديث البخاري التي ينحصر أغلبها في حياة محمد الجنسية ومصه لسان عائشة وهو صائم ومباشرتها وهي حائض.
سأل السيد مكرم شيخ الأزهر: (هل أفهم من اجاباتك يافضيلة الإمام أن استعادة الأزهر لدوره ومكانته وقف علي تخريج علماء ودعاة أجلاء‏,‏ وأن الأمر لا علاقة له بسيطرة ولي الأمر علي الأزهر أو تعيين شيخ الأزهر بدلا من انتخابه؟‏!‏)
وكان رد الشيخ: (دعنا نكن صرحاء في الرد علي هذا السؤال‏,‏ لأنه ما من مؤسسة دينية في العالم أجمع يمكن أن تكون خارج إطار دولتها‏,‏ أو يطلب منها العمل ضد نظام الدولة‏,‏ بما في ذلك الفاتيكان الذي برغم أنه دولة داخل الدولة إلا أنه جزء من النظام الغربي لا يخرج عن سياساته العليا‏,‏ وعندما سألوني في قطر عن مدي تبعية الأزهر للحكومة آثرت أن يكون ردي مختصرا وقلت لهم‏:‏ هل يستطيع الشيخ القرضاوي أن ينطق حرفا ضد نظام سمو أمير قطر‏,‏ وما أستطيع أن أؤكده لك وأنا شيخ الأزهر أن مؤسسة الأزهر لاتحمل أجندة الحكومة علي عاتقها‏,‏ لكن الأزهر لا ينبغي أن يكون ضد الحكومة لأنه جزء من الدولة وليس مطلوبا منه أن يبارك كل ما تقوم به الحكومة‏,‏ وعندما جئت شيخا للأزهر وافق الرئيس مبارك علي استقالتي من عضوية المكتب السياسي للحزب الوطني كي يتحرر الأزهر من أي قيد‏,‏ ولا أظن أن هناك دولة إسلامية تتمتع فيها المؤسسة الدينية بما يتمتع به الأزهر من مكانة وكرامة وتحرر‏,‏ وبالمناسبة أنا لست ضد انتخاب شيخ الأزهر من هيئة علمائه‏,‏ لكنني أخشي الشللية والمجاملة التي أفسدت انتخابات عمداء الكليات‏!!‏)
وطبعاً ليس هناك من يطلب من الأزهر أن يعمل ضد الدولة، ولكنا نتوقع من شيخ الأزهر ومن قادته أن يكونوا مستقلين عن الحكومة مثلهم مثل أي جامعة غربية لها حريتها في اختيار مناهجها ووسيلة اختيار اساتذتها وطلابها دون أي تدخل من الدولة. فالفاتيكان لا يسمح للحكومة الإيطالية بالتدخل في قراراته، كما لا تسمح الكنيسة الإنجليكية للحكومة الإنكليزية بالتدخل في قراراتها. ولكن عندما يكون رئيس جامعة الأزهر عضوا في الحزب الحاكم، وعضواً فاعلاً في مشيخة الأزهر، ثم يختاره مبارك شيخاً للأزهر، يصبح استقلال الأزهر أثراً بعد عين. وكون الشيخ القرضاوي (وهو خريج الأزهر) لا يجرؤ على نقد القيادة القطرية ليس عذراً لشيخ الأزهر أن يكون إمّعةً للحكومة المصرية. القرضاوي يمثل نفسه وجماعة الإخوان المسلمين ويبحث عن مصالحه الشخصية، بينما شيخ الأزهر يمثل أهم مؤسسة دينية في العالم الإسلامي السني، وشتان بين الوضعين. أين إباء السلف من أمثال سعيد بن المسيب عندما رفض القيام من مجلسه في المسجد النبوي للسلام على الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين، فجاء إليه الوليد ليسلم عليه والشيخ جالسٌ لم يقم من مجلسه (تاريخ الطبري، ج4، ص 9). ويخبرنا شيخ الأزهر أنه ليس ضد انتخاب شيخ الأزهر من أعضائه لكنه يخشى الشللية. أليست هذه طبيعة الديمقراطية وحرية الانتخاب أن يكون الناس شُللاً وراء من يعتقدون أنه المرشح الأفضل؟
وعندما قال السيد مكرم محمد أحمد للشيخ (شيخنا الجليل‏:‏ مع الأسف تحول الدين في نظر البعض إلي مظاهر وطقوس شكلية‏,‏ تقصير الجلباب وتطويل اللحي والاهتمام بصغائر الأمور وتسييس الدين والمباهاة بالتشدد؟‏!)، كان رد شيخ الأزهر: (أعود فأقول إنه في غيبة دور الأزهر نشط السلفيون ونشطت بعض المذاهب الوافدة‏,‏ وحاولت الوهابية أن تملأ الفراغ وانتشر فقه البادية‏,‏ علي حساب فقه الوسط‏,‏ ووجدنا عشرات الكتب التي كان يطبعها الأزهر لترويج فكر الوسطية خاصة كتب الأشعري وتفسير الجلالين وقد أعيد طباعتها خلسة في الخارج‏,‏ وأضيف إلي حاشيتها تفسيرات وإضافات لم تكن موجودة في النسخ التي طبعها الأزهر لترويج أفكار متشددة رفضها الأزهر علي طول تاريخه‏,‏ ومع الأسف فإن قلة امكانات الأزهر قيدت قدرته علي تحجيم هذه الأفكار في ظل انتشار موضة الفضائيات التي مع الأسف يروج بعضها للتطرف ويروج بعضها للخرافة‏.‏) انتهى.
ولماذا غاب دور الأزهر في مصر؟ قد نفهم تقلص دور الأزهر في إفريقيا مثلاً لقلة الإمكانات، مع أن الأزهر يبعث بعشرات الشيوخ إلى الفلبين وماليزيا وغيرها لنشر الفكر الأزهري. فهل تقلص عدد الشيوخ في مصر مما جعل دور الأزهر يغيب، أم ركب شيوخ الأزهر قطار البترودولارات الوهابية مع غيرهم وأصبحوا يزمرون مع المزمرين؟ التلفزيون الرسمي والصحافة الرسمية في مصر مفتوحة لشيوخ الأزهر ولكنا لم نسمع منهم غير الفتاوى المضحكة وتحليل الاستثمار في المؤسسات المالية الإسلامية التي عينت الشيوخ مراجع دينية لها، ثم اختلست أموال المستثمرين وأعلنت إفلاسها. وهل تحدث علماء الأزهر في الصحف أو التلفزيون الحكومي عن تغلغل الوهابية البدوية في الحياة المصرية؟ بل بالعكس باركوا انتشار الزبيبة وتقصير الجلاليب وتحجيب النساء وارتداء الخمار، حتى للممرضات. وإذا كان شيخ الأزهر مقتنعاً بتغلغل الوهابية في مصر، أليس من واجبه التصريح بالحرب ضد هذا التغلغل الذي يناهض وسطية الأزهر المزعومة؟
وعندما سأل السيد مكرم الدكتور أحمد الطيب: (ألا تمثل قناة أزهري الأزهر؟‏!‏) كان رده أغرب من الخيال عندما قال: (هي تستخدم اسم الأزهر في غفلة منه‏,‏ وقد اعترضنا علي ذلك لكن الإمام الراحل د‏.‏سيد طنطاوي قال‏:‏ دعوها تحمل هذا الاسم لكنها لا تمثل الأزهر‏!‏) انتهى
قناة فضائية تستعمل اسم الأزهر ولا تمثل آراءه، بل تنشر التطرف الديني والخزعبلات، ويقول شيخ الأزهر السابق: دعوها تحمل هذا الإسم لكنها لا تمثل الأزهر. أي منطق هذا؟ لماذا لم يرفع الأزهر دعوى قضائية ضد القناة؟ هل نستطيع أن نلوم الحكومة إذا كان شيخ الأزهر يرى الخطأ ويتقاضى عنه إرضاءً لها؟ وإذا كان شيخ الأزهر الجديد غير راضي بما قاله شيخ الأزهر السابق، لماذا لم يتخذ هو خطوات لمنع هذه القناة من استعمال اسم الأزهر؟ إنه لعذر أقبح من الذنب.
ولماذا يقول الأزهر إن تلك القناة لا تمثل رأيه؟ يقول الدكتور أحمد الطيب: (المسئول عنها ليس عالما أزهريا والقناة قائمة بأموال غير مصرية وهناك شكوي حول مصالح خارجية لا تدعو إلي الاطمئنان ومن هنا رفض مجمع البحوث الإسلامية أن تمثل هذه القناة الأزهر‏.‏) انتهى.
بمعنى آخر فإن القناة ممولة من الوهابية بالبترودولارات السعودية، ويتهافت الشيوخ الأزهريون على تقديم البرامج بها من أجل أكل العيش، رغم الشكوى من وجود أجندة خارجية بالقناة، أي نشر الوهابية بمصر. وفعلاً قد انتشرت الوهابية الصحراوية بمصر ورجال الأزهر لا يحركون ساكناً وقد تقلص دوره في مصر كما صرح بذلك شيخ الأزهر نفسه. فما هي الأجندة التي يحملها شيخ الأزهر الجديد لإصلاح العطب الذي أصاب مؤسسة الأزهر؟
قال السائل لشيخ الأزهر: (هناك من الدعاة من يتحدثون عن آية السيف في القرآن الكريم التي تدعو إلي قتال الكفار حتي لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله؟‏!‏). فرد شيخ الأزهر: (آية السيف نزلت في أمر الخارجين علي الدين الذين قاتلوا المسلمين وأخرجوهم من ديارهم وأوقعوا بالمسلمين ظلما شديدا‏,‏ وهذا ما يؤكده سياق الآية في إطار ما سبقها وما لحقها من آيات والفكر القرآني الصحيح ينص علي أنه لا إكراه في الدين‏,‏ وعندما خاطب الله الرسول الكريم قائلا‏:‏ أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين سورة يونس آية‏99‏ كان القصد من الاستفهام في أول الآية إنكار أن يكره الرسول الكريم الناس علي الإيمان‏.‏) انتهى.
شيخ الأزهر وأمثاله من الشيوخ لا يفترون عن ترديد المحفوظ من الكلام. من هم الذين قاتلوا المسلمين وأخرجوهم من ديارهم؟ لم تذكر لنا كتب التاريخ أي قتال بين القلة الذين اتبعوا محمد بمكة وبين بقية المكيين. ربما ضايقوهم مما اضطر محمد إلى نصح أتباعه بالهجرة إلى الحبشة وهاجر هو إلى المدينة دون أي قتال. ثم لما جاء أهل مكة لقتاله بالمدينة في السنة الخامسة بعد الهجرة، نزلت فيهم سورة الأحزاب التي كانت رابع سورة تنزل بالمدينة وترتيب نزولها هو 90. وآية السيف جاءت في سورة التوبة وهي السورة رقم 113 حسب ترتيب النزول، أي جاءت بعد فتح مكة وبعد أن صالح محمد أقاربه القرشيين وعفا عنهم وقال لهم "اذهبوا فأنتم الطلقاء". فإذا كانت آية السيف نزلت في أمر الخارجين على الدين والذين حاربوا الرسول في مكة، لماذا احتفظ الله بها في اللوح المحفوظ إلى ما بعد فتح مكة والصلح الذي جرى بينهم وبين المسلمين؟ هل أراد الله أن ينكأ الجراح بعد أن التأمت؟
وما دام دين الإسلام يقول لا إكراه في الدين، هل يمكن أن يشرح لنا شيخ الأزهر الموقر هذه الفتوى التى صدرت عن فضيلة الشيخ عبد اللطيف حمزة، مفتي الديار المصرية، وخريج الأزهر، في عام 1983، عندما سأله مدير الإدارة العامة بوزارة الداخلية: (أحد المسيحيين قد رغب فى الزواج من مسلمة فأشهر اسلامه وتزوج منها وكان متزوجا من قبل بمسيحية وأنجب منها ولدين على الديانة المسيحية وأنه لدى بلوغهما سن السادسة عشر استخرجت بطاقة شخصية لكل منهما أثبت بخانة الديانة أنهما مسلمان طبقا لديانة والدهما الظاهرة وبعد بلوغهما السابعة والثلاثين والخامسة والثلاثين أبديا أنهما ظلا على عقيدتهما الأولى المسيحية ويرغبان تغيير بيانات بطاقتهما الشخصية باثبات الديانة المسيحية الباقيين عليهما.) انتهى.
فكان رد الشيخ المفتي:
(وما أبداه الولدان من رغبة فى تغيير بطاقتهما وإثبات الديانة المسيحية فيها يكونان به مرتدين عن دين الإسلام والحكم الشرعى يقضى بقتل المسلم الذى بدل دينه إذا أصر على ردته ولم يتب ولم يرجع إلى الإسلام متبرئا مما فعل وهذا الحكم لا يتنافى مع الحرية الشخصية لأن حرية العقيدة لا تستتبع الخروج عن الإسلام بمؤشرات المادة أو التضليل وإذا كان في واقع الحال أن حد الردة بقتل المرتد إذا أصر على ردته غير منفذ الآن فإن حماية المجتمع تقتضى انزال العقوبات الرادعة بهما باعتبارهما مخالفين للنظام العام الذى تأمر القوانين بالتزامه) انتهى.
أطفال تربوا مع أمهم المسيحية بعد أن تركها أبوهم الذي أسلم ليتزوج بامرأة أخرى، وعندما بلغا سن السادسة عشرة استخرج لهما أبوهما بطاقة الأحوال الشخصية وسجلت الوزارة أنهما مسلمان لأن الأب مسلم، يبدو بدون أن يستشيرهم أحد. وفي سن الخامسة والثلاثين قالا إنهما ظلا طوال الوقت مسيحيين ولم يسلما، لماذا يُحكم عليهما بالردة والقتل؟ والشيخ يقول لا إكراه في الدين؟ وحتى لو أسلما وهما في الطفولة ولا تكليف عليهما، والآن يريدان الخروج من الإسلام، لما يكرهان على البقاء مسلمين؟ وماذا عن كل المسلمين الذين أسلمهم أبواهم وهم أطفال، والآن بعد أن كبروا قرروا الخروج من الإسلام، لماذا يحكم عليهم بالردة وهم لم يختاروا اعتناق الإسلام عن فهم ودراية؟
سأل السيد مكرم الدكتور أحمد الطيب: (فضيلة الإمام الأكبر لماذا يتخلف المسلمون؟‏!‏ ولماذا تنتشر بينهم الخرافات برغم أن الإسلام يعتبر التفكير واستخدام العقل فريضة واجبة؟)
ورد شيخ الأزهر بالرد المتعارف عليه بين الشيوخ لكل أنواع الأسئلة، مثل: لماذا يصيب التسونامي أراضي المسلمين، مثلاً؟ والرد دائماً هو أنهم عصوا الله، فكان رد شيخ الأزهر على السؤال: لماذا يتخلف المسلمون (لأن المسلمين تجاهلوا الدين الصحيح‏,‏ لأن الإسلام في ينابيعه الأولي يحض علي التفكير والعلم ويضع فروقا واضحة بين المسلمات الغيبية وبين الخرافات‏,‏ وفي ظل الإسلام الصحيح قامت الحضارة الإسلامية التي أنجزت الكثير في العلم والطب والفلك والهندسة لأن الإسلام لم يضع قيدا علي استخدام العقل‏,‏ وحذر من الفرقة التي تسبب الضعف‏,‏ وهذا عكس ما حدث في الغرب الذي لم يحقق تقدمه إلا بعد أن أقصي دور الدين لصالح العقل‏,‏ لأن الكنيسة كانت سلطة استبداد وجهل تنكرت للعقل كما تنكرت للعلم‏!!‏) انتهىالإسلام يأمر باستعمال العقل وفي نفس الوقت يأمر بالإيمان بالجن والملائكة التي تقود السحاب، والسحاب الذي يزمجر تسبيحاً لله عندما يضربه الملك بالعصا، ويؤمن بالبراق النبوي الذي تفوق سرعته سرعة الضوء، ويؤمن بالشمس التي تسجد عند العرش وتطلب الإذن بالشروق في اليوم التالي ثم تغيب في عين حمئة، ويؤمن بذي القرنين الذي بلغ مشرق الشمس وبنى سداً من النحاس والحديد لم يكتشفه الجيولوجيون حتى الآن. ويؤمن بأن نملة قد تحدثت اللغة العبرية وسمعها النبي سليمان وتبسم ضاحكاً من قولها. سبب تأخر المسلمين، كما يقول الشيخ، في القرن الحادي والعشرين هو أن المسلمين تجاهلوا صحيح الدين مع أن جلاليبهم قد قصرت، ولحاهم زادت طولاً ومسابحهم كبرت حباتها، وسيماهم على جباههم زادت سواداً حتى وإن كان بعضها ناتجاً من الباذنجان الأسود المحمى في الفرن، ونساؤهم تحجبن ولبسن الخمار والقفازات. وقاطعوا البنوك الربوية واستثمروا في المؤسسات الإسلامية. ومع ذلك هم قد تجاهلوا صحيح الدين. واين هو صحيح الدين هذا؟ هل هو في مصر أم في مدارس قُم أم في النجف أم في باكستان أم أفغانستان مع الملأ عمر والشيخ أسامة بن لادن؟ الرجاء أن تحددوا للمسلمين صحيح الدين حتى يتبعوه فلا يعاقبهم الله بالزلازل والتخلف عن بقية العالم.
الأزهر يحتاج رجلاً شجاعاً مثل سعيد بن المسيب، لا ينحني للحاكم، ينفض الغبار عن كتبهم الصفراء وينقح صحيح البخاري الذي أضحى أقدس من القرآن ونُسخت بسببه آيات صريحة من القرآن. الأزهر يحتاج رئيساً لا سياسياً عضواً بالحزب الحاكم. ولكن أين نجد مثل هذا الرجل الذي لا تأخذه في الله لومة لائم؟
نص المقابلة الكامل في إيلاف، جريدة الجرائد، بتاريخ 10 يوليو 2010
http://www.elaph.com/Web/Webform/Sea...ive=NewsPapers



:: توقيعي ::: ( ذهبت إلى الغار .. غار حراء .. غار محمد وإلهه وملاكه .. إلى الغار العابس اليابس البائس اليائس ، ذهبت إليه استجابة للأوامر .
دخلت الغار ، دخلته .. صدمت .. ذهلت .. فجعت .. خجلت ، خجلت من نفسي وقومي وديني وتاريخي وإلهي ونبيي ومن قراءاتي ومحفوظاتي ..!
أهذ هو الغار.. غار حراء .. هو الذي لجأ واختبأ فيه الإله كل التاريخ !
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الأزهر, الدائرة, الجديد, سيد, وتربيع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أو كالذي مر علي قرية وهي خاوية و المصدر التلمودي : الربي خوني صانع الدائرة تهارقا مواضيع مُثبتةْ 39 12-18-2017 01:40 AM
شيخ الأزهر السابق يدعو إلى هدم الكنائس سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 1 05-01-2017 04:58 PM
الأزهر منظمة ارهابية سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 4 01-05-2016 07:58 PM
الدائرة المفزعة لفرج فودة... Skeptic حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 4 01-29-2015 01:51 AM