الهند و مسألة الفقراء

[مُنْشقّ]

لا يستغرق الأمر كثيرا حتى يدرك من تطأ أقدامه أرض الهند أن التناقض هو سيد الموقف، فخلال موجة الصقيع توفي 39 مشرد هذا العام في حين يتزاحم الأثرياء الهنود على امتلاك اليخوت الفاخرة. وقد يبيع المزارعون زوجاتهم لسداد ديونهم للأغنياء في حين تم تصنيف الهند ضمن أفضل خمس دول يبلغ متوسط قيمة ما يمتلكه الأثرياء فيها من أصول قابلة للاستثمار أكثر من مليون دولار.

ورغم أن معدل النمو في الهند يتعدى 8% فقد فشلت الهند في القضاء على الفقر بعد ستة عقود من الاستقلال، حيث لا يزال مئات الملايين من الهنود يعانون ضيق المعيشة، فطبقا لمؤشر الفقر التابع للأمم المتحدة فإن نسبة الفقراء تعدت 55% ، في حين أصدرت لجنة التخطيط المحلية تقريرا بأن 29.7% فقط تحت مستوى الفقر !

ورغم الاتفاق العام في التقاريرعلى أن نسبة الفقر في الهند قد انخفضت فإن وتيرة هذا الانخفاض بطيئة جدا إذا اخذنا بالإعتبار النمو الاقتصادي العالي نسبيا الذي تشهده البلاد، فمعدل النمو في الهند يصل إلى 8% في حين يقبع واحد كل اثنين من ساكني الريف تحت الفقر المدقع، الأمر الذي أدى لتلاعب الحكومة حول تحديد خط الفقر بما لا يتلائم مع أجور الأفراد وغلاء المعيشة مما أدى إلى التلاعب أيضا بأرقام التضخم الحقيقية وزيادة لمعدلات نمو غير حقيقية، كل هذا عكس عدم جدية الحكومة الرأسمالية في التعامل مع الأزمة والتي سيكون حلها تحكم الدولة بأدوات الإنتاج دون الرأسماليين.

لكن المشكلة الحقيقية التي تواجه الهند والتي عجزت الحكومة الحالية من الحد بها هي التضخم، فالرأسماليون يقرروا التوسع في إنتاجهم بهدف تحقيق أكبر قدر من الأرباح باستخدام كل أدواتهم المتاحة إلى أن يصل الأمر إلى نقطة تنخفض عندها المواد الخام أو التمويل وخاصة في ظل سياسة اقتصادية عالمية تربط الأسواق وتتأثر بعضها ببعض، ثم زيادة أسعار السلع وأسعار الفائدة تأخذ أيضا في الازدياد ويكثر الفقراء فيما يعرف كل ذلك بالتضخم، فيلجأ الرأسماليون في هذه الحالة إلى تخفيض إنتاجهم وإنفاقهم على السلعة من حيث الكمية أو العمالة البشرية التي تساهم في تصنيعها وهو ما قد يؤدي لتسريح كمية أكبر من العاملين وزيادة معدلات البطالة.

لكن الوضع يكون مضاعفا على كاهل المواطن الهندي عندما اقترنت السياسات الاقتصادية الفاشلة وتوغل يد الرأسماليين بفساد الطبقة السياسية وانتشار الرشاوي في جميع مؤسسات الدولة مع وجود تعمد حكومي لتعميق الأزمة بتدهور العناية الصحية والتعليم وكلها عوامل تسهم في إبقاء الفقراء على حالهم.

على سبيل المثال إنفاق الحكومة على قطاع الصحة لا يزيد على 1% من ناتج المحلي في حين ارتفعت نفقات الدفاع الهندية بمعدل 18% على مدى السنوات الثلاث الأخيرة و9% على قطاع الطاقة في تلك الدولة النووية، لتتقدم على بريطانيا في الإنفاق العسكري. وهو ما أدى إلى خوض ما يقرب من 100 مليون عامل هندي إضرابا الشهر الماضي في أغلب قطاعات العمل احتجاجا على قوانين العمل المتلاعب بها وغلاء المعيشة وغياب الاستثمار الحكومي في القطاع العام.

والواضح أن كل محاولات التقريب بين الطبقات الثرية والفقيرة ذاقت الفشل، ولم تمثل أي حل للقضاء على مشاكل ليست طارئة على المجتمع الهندي، فزيارة جيتس للهند ودعوته لجمع التبرعات لم تغير أبدا من 46% من أطفال الهنود الذين يعانون سوء التغذية في حين 60 مليون طن من الحبوب يفسد سنويا داخل صوامع الدولة، كما أن أغنى أغنياء الهند الذي خفض أجره قبل عامين ربما اعتبره البعض مثالا للاعتدال لكنه في الحقيقة لم يقض على صراع طبقي واقع بالفعل بين أقلية تملك كل شيىء وأغلبية لا تملك شيىء.

الهند ليست وحدها بلد العجائب، فنفس النظام السياسي الاقتصادي القائم في تلك الدولة التي يسكنها خمس سكان العالم والمرتبط بأمريكا والدول الأوروبية هو نفسه النظام الذي تنتفض ضده الجماهير العربية في ثوراتها العظيمة وتقاوم خطط تقشفه جماهير أوروبا، وهو النظام الرأسمالي الذي لا يمكن التعرف عليه إلا بمراحل الانتعاش المحدود والتأزم اللامتناهي. هل سيستمر الفقراء في حرق أنفسهم كوقود للأغنياء؟

بوابة الاشتراكي

[Skeptic]

تحياتي للجميع،
الهند الوضع تغير بها تماما منذ عام 2010، شاهد قلة نسبة الفقراء المدقعين مع الزمن:

الغريب ان الصورة التي لحقتها بموضوعك، اتت من موضوع عن قيام الحكومة الهندية باعطاء 30 الي 40 الف روبية سنويا للفقراء المدقعين (200$): INDIA STARTS HANDING OUT CASH TO POOR PEOPLE TO MAKE THEM NOT AS POOR
الفكرة في الرأسمالية، هي ان الاقتصاد يعتمد تماما علي قدرة المواطنين للاستهلاك، ولذلك عندما تعطي الحكومة معاش البطالة، هذا يزيد الاستهلاك، وفي نفس الوقت يجعل الحركة الاقتصادية تنموا...
نعم هناك فقراء في الهند، ولكن مستوي المعيشة يتحسن باستمرار...
مقارنة الهند بدول عقائدية مثل السعودية او مصر، او حتي فينزويلا، يوضح نجاح النظام الرأسمالي...
تحياتي

[مُنْشقّ]

الهند الوضع تغير بها تماما منذ عام 2010، شاهد قلة نسبة الفقراء المدقعين مع الزمن:

الإحصائيات التي تقول بأنّ عدد الفقراء في الهند ينخفض، تعتمد أساسا على تعريف غير متّفق عليه للفقر و الفقراء، و الدليل هو أنّك إذا غيّرت تعريف الفقر في الهند بمقدار 10 سنتات فقط، ستلاحظ بأنّ عدد الفقراء في الهند يزداد. إذن فالحكومة الهنديّة قد اتّخذت تعريفا مرفوضا للفقر، من أجل تصوير ظاهرة الفقر كأنّها في انخفاض.

الغريب ان الصورة التي لحقتها بموضوعك، اتت من موضوع عن قيام الحكومة الهندية باعطاء 30 الي 40 الف روبية سنويا للفقراء المدقعين (200$): INDIA STARTS HANDING OUT CASH TO POOR PEOPLE TO MAKE THEM NOT AS POOR

الصورة موجودة في رابط الموضوع الأصليّ لذلك نقلتها كما هي، و على أيّ حال فأنا لا تنقصني صور لفقراء الهند، تستطيع البحث بنفسك عن صور أبشع بكثير من تلك أعلاه. حقيقيّة و واقعيّة لفقراء الهند.



هذه صورة حقيقيّة من عاصمة النمو الاقتصاديّ في العالم، الهند!

الفكرة في الرأسمالية، هي ان الاقتصاد يعتمد تماما علي قدرة المواطنين للاستهلاك، ولذلك عندما تعطي الحكومة معاش البطالة، هذا يزيد الاستهلاك، وفي نفس الوقت يجعل الحركة الاقتصادية تنموا...

لكي تحصل الحكومة على معاش البطالة، يجب عليها أن ترفع الضرائب على الشركات الكبرى، و إذا رفعت هذه الضرائب، ستقلّ الاستثمارات و تهرب رؤوس الأموال، أو سيحدث تضخّم، أو سيحدث تسريح للعمّال من أجل تقليل التكاليف.
حينما ارتفعت الضرائب في أميركا لتمويل الخدمات الاجتماعية، هربت رؤوس الأموال إلى الدول التي تقلّل من الضرائب، أو التي تستطيع فيها التحايل على الضرائب، عن طريق الفساد.
لذلك فالسؤال هو، من أين للدولة بالمال الذي تنفقه على معاش البطالة إذا الطريق الوحيد لذلك هو الأخذ من الأغنياء ( أصحاب رؤوس الأموال )؟

مقارنة الهند بدول عقائدية مثل السعودية او مصر، او حتي فينزويلا، يوضح نجاح النظام الرأسمالي...

الذي أعرفه أن الهنود يفضلّون العيش كعبيد في الخليج العربيّ على العيش كأحرار في الهند. ستقول بأنّهم لم يتلقّوا رواتبهم من الحكومة السعوديّة ( أنا لا أدافع عن السعوديّة )، و لكن لماذا لا يعودون إلى الهند؟ و لماذا يفضّلون البقاء في السعوديّة بدون رواتب على العودة إلى الهند برواتب؟

[Skeptic]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنْشقّ

الإحصائيات التي تقول بأنّ عدد الفقراء في الهند ينخفض، تعتمد أساسا على تعريف غير متّفق عليه للفقر و الفقراء، و الدليل هو أنّك إذا غيّرت تعريف الفقر في الهند بمقدار 10 سنتات فقط، ستلاحظ بأنّ عدد الفقراء في الهند يزداد. إذن فالحكومة الهنديّة قد اتّخذت تعريفا مرفوضا للفقر، من أجل تصوير ظاهرة الفقر كأنّها في انخفاض.

تحياتي للجميع،
الهند لا تتحكم في مقياس الفقر: http://blogs.worldbank.org/developme...anged-how-even
هذا الحد لا تحددة الهند، ولكن منظمات عالمية، وتغيرة قليلا بالزيادة لن يؤدي الي زيادة كبيرة كما تعتقد...

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنْشقّ

الصورة موجودة في رابط الموضوع الأصليّ لذلك نقلتها كما هي، و على أيّ حال فأنا لا تنقصني صور لفقراء الهند، تستطيع البحث بنفسك عن صور أبشع بكثير من تلك أعلاه. حقيقيّة و واقعيّة لفقراء الهند.



هذه صورة حقيقيّة من عاصمة النمو الاقتصاديّ في العالم، الهند!

وهؤلاء فقراء في مملكة النفط العقائدية، حيث اموال الحج والبترول تأتي اليها:

http://archive.almanar.com.lb/article.php?id=267179

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنْشقّ

لكي تحصل الحكومة على معاش البطالة، يجب عليها أن ترفع الضرائب على الشركات الكبرى، و إذا رفعت هذه الضرائب، ستقلّ الاستثمارات و تهرب رؤوس الأموال، أو سيحدث تضخّم، أو سيحدث تسريح للعمّال من أجل تقليل التكاليف.
حينما ارتفعت الضرائب في أميركا لتمويل الخدمات الاجتماعية، هربت رؤوس الأموال إلى الدول التي تقلّل من الضرائب، أو التي تستطيع فيها التحايل على الضرائب، عن طريق الفساد.
لذلك فالسؤال هو، من أين للدولة بالمال الذي تنفقه على معاش البطالة إذا الطريق الوحيد لذلك هو الأخذ من الأغنياء ( أصحاب رؤوس الأموال )؟

في الاقتصاد شيئ يسمي منحني لافر: https://en.wikipedia.org/wiki/Laffer_curve

زيادة الضرائب لا تعني زيادة الدخل...
هذا مشكلة الفكر العقائدي، زيادة الضرائب تقلل الدخل في بعض الأحيان، وايضا تقلل الاستهلاك، ولها عوامل سيئة كثيرة...

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنْشقّ

الذي أعرفه أن الهنود يفضلّون العيش كعبيد في الخليج العربيّ على العيش كأحرار في الهند. ستقول بأنّهم لم يتلقّوا رواتبهم من الحكومة السعوديّة ( أنا لا أدافع عن السعوديّة )، و لكن لماذا لا يعودون إلى الهند؟ و لماذا يفضّلون البقاء في السعوديّة بدون رواتب على العودة إلى الهند برواتب؟

وما ادراك من انهم لا يعودون للهند؟
ما أعرفة ان الهند تحاول منع مواطينها من السفر للدول الخليجية وتفرض رواتب عاليه لهم:
"وزارة العمل السعودية" تخاطب الهند للتأكد من وقف إرسال العمالة

الهند اكثر من مليار انسان، نسبة كبيرة ليس لديها اية مهارات، والهند تفرض علي السعودية براتب 3500 ريال شهريا، وهذا بمقدار الف دولار، مبلغ كبير للعمالة الغير مهنية...
تحياتي

[مُنْشقّ]

الهند لا تتحكم في مقياس الفقر: http://blogs.worldbank.org/developme...anged-how-even

لا أحد يتحكّم في مقياس الفقر، حتّى المنظّمات الدوليّة التي تستشهد بها. تعريفها يقبلُه طرفٌ و يرفضه طرف آخر ( أنا هو هذا الطرف الآخر ).

أنا مطّلع على تعريف البنك الدوليّ، و هو تعريف قام بوضعه مجموعة من '' المتخصّصين ''، بإيعاز من الأمم المتّحدة، في إطار التطبيل العامّ لسياسات الألفيّة الجديدة التي رسمتها الأمم المتّحدة للحدّ من الفقر قبل سنة 2000.

بالنسبة للحكومة الهنديّة، فهي فعلا تحاول تعريف الفقر في الهند، و قد وضعت لجنة خاصّة بذلك '' اللجنة العليا للتخطيط '' لدراسة ظاهرة الفقر و محاولة إيجاد تعريف لها. و طبعا فالتعريف الذي أتت به هذه اللجنة، كان يخدم شعارات الحكومة، و قد تمّ رفضه شعبيّا في الهند.

تعريف الفقر حسب الحكومة الهنديّة هو 0.64 دولار، أي 62 سنتا، و كلّ من يكسب أكثر من هذا المبلغ حسب الحكومة الهنديّة فهو ليس بفقير.

هذا الحد لا تحددة الهند، ولكن منظمات عالمية، وتغيرة قليلا بالزيادة لن يؤدي الي زيادة كبيرة كما تعتقد...

لو زدنا دولارا واحدا على تعريف الفقر، كما يقترح إدوارد بيتر، سيزداد عدد الفقراء في العالم إلى 3 ملايير فقير. يعني لو وصل تعريف الفقر إلى 2.5 دولار فقط كما يقترح، فإنّ أكثر من نصف سكّان العالم سيعتبرون فقراء.

http://courses.arch.vt.edu/courses/w...4/edward06.pdf

و عموما كما قلت لك، تعريف الفقر فيه تجاذبات، الشعب الهنديّ غير راض على تعريف الحكومة للفقر، و هناك مثقّفون و اقتصاديون غير راضين على تعريف البنك الدولي للفقر، و يقترحون تعريفا أخلاقيا للفقر. فلماذا تتوقّع منّي أن آخذ بتعريف البنك الدوليّ؟ الذي ليس إلّا جزءًا من عصابة دوليّة لنهب الشعوب و تفقير الدول؟

زيادة الضرائب لا تعني زيادة الدخل...
هذا مشكلة الفكر العقائدي، زيادة الضرائب تقلل الدخل في بعض الأحيان، وايضا تقلل الاستهلاك، ولها عوامل سيئة كثيرة...

ما تقوله لا يختلف عمّا أقوله أنا، و قانون لافر ليس ضربة ضدّ الفكر العقائديّ، بل هو عينه فكر عقليّ صرفٌ حتّى و إن كان مدعوما بمشهادات و تجارب. لعلمك، فابن خلدون قد سابق لافر إلى هذه الملاحظة، فيما يعرف بقانون '' الجباية تقتل الجباية ''، و قد استطاع الوصول إليه بإعمال الفكر العقليّ الخالص دون حاجة إلى أيّ مشاهدات تجريبيّة، و قد قرأوا اليساريّون لابن خلدون قديما، و اعتبروه من أعلام الفكر المادّيّ في الشرق.

لاحظ معي هذا النصّ لابن خلدون '' فإذا استمرت الدولة واتصلت وتعاقب ملوكها واحداً بعد واحد واتصفوا بالكيس وذهب شر البداوة والسذاجة وخلقها من الإغضاء والتجافي وجاء الملك العضوض والحضارة الداعية إلى الكيس وتخلق أهل الدولة حينئذ بخلق التحذلق وتكثرت عوائدهم وحوائجهم بسبب ما انغمسوا فيه من النعيم والترف فيكثرون الوظائف والوزائع حينئذ على الرعايا والأكره والفلاحين وسائر أهل المغارم ويزيدون في كل وظيفة و وزيعة مقداراً عظيماً لتكثر لهم الجباية ويضعون المكوس على المبايعات وفي الأبواب كما نذكر بعد ثم تتدرج الزيادات فيها بمقدار بعد مقدار لتدرج عوائد الدولة في الترف وكثرة الحاجات والإنفاق بسببه حتى تثقل المغارم على الرعايا وتنهضم وتصير عادة مفروضة لأن تلك الزيادة تدرجت قليلاً قليلاً ولم يشعر أحد بمن زادها على التعيين ولا من هو واضعها إنما تثبت على الرعايا كأنها عادة مفروضة‏.‏ ثم تزيد إلى الخروج عن حد الاعتدال فتذهب غبطة الرعايا في الاعتمار لذهاب الأمل من نفوسهم بقلة النفع إذا قابل بين نفعه ومغارمه وبين ثمرته وفائدته فتنقبض كثير من الأيدي عن الاعتمار جملة فتنقص جملة الجباية حينئذ بنقصان تلك الوزائع منها ''

و طبعا يمكنك أن تجد القانون في لفظ صريح لابن خلدون '' "اعلم أن الجباية أول الدولة تكون قليلة الوزائع كثيرة الجملة وآخر الدولة تكون كثيرة الوزائع قليلة الجملة‏‏".

المهمّ، ما تقوله أنت، و يقول لافر، و من قبله ابن خلدون، لا يختلف تماما عمّا أقوله أنا.

تذكّر جيّدا أنّك قلت بأنّ الدولة الهنديّة ستصرف معاشاة البطالة، فسألتك عن مصدر هذه المصاريف التي ستصرفها الدولة، و قلت لك بأنّها إذا كانت ستزيد الضرائب لتصرف على العاطلين، فهذا سيتسبّب في هروب رؤوس الأموال، تسريح العمّال، التضخّم... و هو ما ينتج عنه على المستوى البعيد '' انخفاض في المداخيل ''.

أنت أتيت إثباتا لنقطتي، و تأكيد لعقدة الرأسماليّة التي لا يستطيع هذا النظام الفكاك منها.

1ـ إمّا أنت تزيد الضرائب لتصرف على الخدمات الاجتماعيّة، فتكون النتيجة المقاولين عن الاستثمار، و نزوعهن إلى تخفيض الاستثمار خوفا من ذهاب أموالهم إلى الدولة
2 ـ إمّا أن تخفض الضرائب ( و هو الحادث الآن في الهند ) فينقص معدّل مداخيل الدولة نسبيّا، و لا تكون هناك أموال كافية لتصرف على الخدمات الاجتماعيّة.
في كلتا الحالتين يكون النظام الرأسماليّ محاطا بسندانين لا يستطيع تجاوزهما.

وما ادراك من انهم لا يعودون للهند؟

لازال الهنود يعملون في دول الخليج، في عمان و قطر و الإمارات و السعودية.
للمرّة الثانيّة، الخليج دول متخلّفة و لا داعي لإعطائي صورا لذلك فأنا لا أختلف حول هذه النقطة، لكنّ السؤال هو: لماذا يهرب الهنود من الهند إلى هذه الدول؟ و قولك بأنّها دول متخلّفة يزيد الطين بلّة، فهم يهربون من دولة الهند التي تشهد نموّا اقتصاديّا حسب كلامك، و إلى أين يهربون؟ إلى دول متخلّفة مثل الخليج!

[Skeptic]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنْشقّ

لا أحد يتحكّم في مقياس الفقر، حتّى المنظّمات الدوليّة التي تستشهد بها. تعريفها يقبلُه طرفٌ و يرفضه طرف آخر ( أنا هو هذا الطرف الآخر ).

أنا مطّلع على تعريف البنك الدوليّ، و هو تعريف قام بوضعه مجموعة من '' المتخصّصين ''، بإيعاز من الأمم المتّحدة، في إطار التطبيل العامّ لسياسات الألفيّة الجديدة التي رسمتها الأمم المتّحدة للحدّ من الفقر قبل سنة 2000.

بالنسبة للحكومة الهنديّة، فهي فعلا تحاول تعريف الفقر في الهند، و قد وضعت لجنة خاصّة بذلك '' اللجنة العليا للتخطيط '' لدراسة ظاهرة الفقر و محاولة إيجاد تعريف لها. و طبعا فالتعريف الذي أتت به هذه اللجنة، كان يخدم شعارات الحكومة، و قد تمّ رفضه شعبيّا في الهند.

تعريف الفقر حسب الحكومة الهنديّة هو 0.64 دولار، أي 62 سنتا، و كلّ من يكسب أكثر من هذا المبلغ حسب الحكومة الهنديّة فهو ليس بفقير.

كما ذكرت مرارا المصادر قديمة، لقد قدمت لك مواقع تقول ان الهند تعطي للفقراء معاش بطالة بحوالي 40 الف روبية بمعني 600 دولار في السنة، بمعني اقل من دولارين في اليوم، وهذا حدث في عام 2013، وتقدم مقالات في عام 2011...
http://www.rediff.com/business/speci...4/20151015.htm
شاهد عدد الهنود الذين يكسبون اقل من 1.9$ في اليوم (التعريف الحالي):

لا داعي للبحث عن مقالات قبل عام 2013
الرجاء الموضوعية في النقاش..


تحياتي

[مُنْشقّ]

قلت بأنّ تعريفك للفقر مرفوض، لكنّك تعود لتناقش بناءًا على تعريف عصابة البنك الدوليّ للفقر و كأنّني لم أقل شيئا بتاتا. النقاش يتحوّل إلى جمل طويلة من التكرار لنفس الكلام.

الهند تعطي للفقراء معاش بطالة بحوالي 40 الف روبية بمعني 600 دولار في السنة، بمعني اقل من دولارين في اليوم، وهذا حدث في عام 2013، وتقدم مقالات في عام 2011...

أغنياء الهند يملكون تريليونات الدولارات، و التي لا يستعملونها على فكرة، و لكنّ المواطن الهنديّ محكوم عليه بأكل فُتات النموّ الاقتصاديّ. أن يعيش على دولار واحد في اليوم، و في الإحصائيات الرسمية، يخبرونك أنّ الهند تشهد نموّا اقتصاديّا هائلا. و إذا رفضت هذا الأمر، يطلبون منك أن تشرب من ماء البحر فهذا أفضل ما لدينا!

[Skeptic]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنْشقّ

قلت بأنّ تعريفك للفقر مرفوض، لكنّك تعود لتناقش بناءًا على تعريف عصابة البنك الدوليّ للفقر و كأنّني لم أقل شيئا بتاتا. النقاش يتحوّل إلى جمل طويلة من التكرار لنفس الكلام.

قلنا دليل عقلي شديد القوة والبهارة وبحت وممتاذ

[مُنْشقّ]

أتعرف بأنّ الحكومات العربيّة تختار تعريفا معيّنا للفقر ( على هواها ) و بعد ذلك تخرج بنتيجة: أنّ الفقر يتناقص في الدول العربيّة.

مثلا في المغرب، بائع البيض المسلوق المحمول في الدلاء، يعتبر مقاولا و تاجرا و مبادرا حرّا، و بالتالي يخرج من دائرة الفقراء.

و في الهند، يعتبر من يحصل على دولارين في اليوم الواحد، خارج دائرة الفقر.

و هكذا تتناقص عندكم نسب الفقر و يتقدّم العالم و يزداد النموّ الاقتصاديّ في جداولكم و خرائطكم الملوّنة و بأبهى الألوان، في أوراقكم و دفاتركم و كراريسكم المكرّسة لتكريس العبوديّة لرأسمال.

أمّا الواقع، فهو غير آبه بتاتا بجداولكم و خيوطكم و أوراشكم الكبرى. الواقع يتكلّم أبلغ منكم جميعا!

هذا هو الواقع



لا فرق بين رطانة البنك الدوليّ، و رطانة الحكومات العربيّة، و رطانة الحكومة الهنديّة.

تاريخ طويل من اللتّ و العجن الفارغ.

عموما فالإنسان يعمل دائما لمستقبل أفضل، و أنا متأكّد بأنّه سيتجاوز النظام الرأسماليّ كما تجاوز النظام الإقطاعيّ و العبوديّ من قبل. إلّا إذا كنت ترى بأنّ الرأسماليّة هي نهاية التاريخ، و أفضل تنظيم يمكن لعقل الإنسان التفتّق عنه، حينذاك يكون لنا نقاش آخر.

[Skeptic]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنْشقّ

عموما فالإنسان يعمل دائما لمستقبل أفضل، و أنا متأكّد بأنّه سيتجاوز النظام الرأسماليّ كما تجاوز النظام الإقطاعيّ و العبوديّ من قبل. إلّا إذا كنت ترى بأنّ الرأسماليّة هي نهاية التاريخ، و أفضل تنظيم يمكن لعقل الإنسان التفتّق عنه، حينذاك يكون لنا نقاش آخر.

تحياتي للجميع،
متي ادعيت بان نظام ما هو النظام الصح، او الاكيد؟
انا اقول ببساطة، انا لا أعرف النظام الاقتصادي الصح، ولذلك ذكرت بان اعطاء سلطة لافراد من التاريخ البشري، مفسدة، والحل هو عدم اعطاء احد سلطة علي احد...دعونا ننشأ ساحة، يتساوي الجميع بها امام القانون، والبضائع والتعاون يتم بحرية تامة، لا سلطة لاحد علي احد، وهذا Platform بأمكاننا ان نصل منة الي نظام اقتصادي افضل...
انا لا اعرف نظام الحكم الصح، دعونا نضع Platform به يتساوي الجميع في الحقوق امام القانون، ويتم الوصول لقرار به بالتراضي بين الاشخاص المختلفين، لا سيطرة لطرف علي طرف آخر، وبه حرية للرأي للجميع.

ما الخطأ في طرحي هذا؟ اين الدعوة لعقيدة معينة او ايديولوجية معينة في كلامي؟

كل النمازج خاطئة، ولكن بعضها مفيد...
تحياتي