اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فكر حرفكر حر
بعد التحية والسلام
............
سأتكلم في هذا الموضوع عن وجود الكون وهي النقطة الاساسية التي تشكل الخلاف بين المؤمنين وبين الملحدين , وتشغل حيزا كبيرا في اولويات الفكر الانساني الذي لا يزال فضوليا لمعرفة سبب وجوده في هذا العالم وما وراء هذا الوجود .
وبداية اقول
لا يمكن للعقل البشري ان يحكم على شيء لا يدركه ولا يخضع للمعاينة والتجربة
وبالتالي فأي مناقشة علمية لما هو غائب عن ادراكنا هي مناقشة فاشلة لا طائل من الخوض فيها
ولو اقررنا بهذا ولابد من الاقرار به , فعلينا بمناقشة هذا الوجود الخاضع للادراك والاعتراف بعدم قدرتنا عن مناقشة ما هو على خلاف ذلك
......................
وعندما نتكلم عن هذا الوجود وبمعرفتنا لخصائصه نستطيع الحكم عليه بالاتي :
لا يخرج هذا الوجود في كيفية وجوده عن وجهين اثنين :
الأول : أن يكون مسبوقا بالعدم المحض أي اللاشيء
وهذا يتفرع عنه فرعان اثنان :
اولهما : أن يكون قد اوجد نفسه ( وهذا يعني أنه كان موجودا وغير موجود في نقس الوقت لأنه يجب ان يكون موجودا ليوجد نفسه ) وهذا متعارض وباطل عقليا وعلميا
ثانيهما : أن يكون وجد من لاشيء ( وهذا يعني أن اللاشيء قد أوجد الشيء واللاشيء لايملك ايا من الصفات والاليات التي تخوله على ايجاد شيء لأنه مجرد عدم ) وهذا باطل عقليا وعلميا أيضا وليس له وجود ولا أصل في هذا العالم .
ثالثهما : أن يكون أوجده موجد يملك صفات مختلفة عنه ولديه الية الإنشاء وايجاد الشيء والقدرة على ذلك ( وهذا يعني وجود كائن آخر مختلف عن هذا العالم له صفات مختلفة وقوانين خاصة به غير خاضعة للادراك والمعاينة البشرية )
اما الوجه الثاني لوجود هذا الكون فهو : أن يكون الكون ازلي الوجود , أي لا بداية له ( وهذا يعني أنه متوغل بالقدم الى مالا بداية , وهذا يعني أيضا أنه يجب أن يكون الآن منتهيا تماما لوصوله الى حالة الموت الحراري كما هو معلوم من قانون الدناميكا الحرارية الثاني )
وبما أن الكون لايزال مستمرا فهذا يعني أنه لم يكن موجودا ولا يزال في مرحلة ما متوسطة في عمره الافتراضي .
اضف الى ذلك أن النسبة الأكبر من العلم تقر بأن هذا الكون حادث وليس قديم والذي تدعمه بشكل علمي نظرية الانفجار الكبير
..........
هكذا يتبين لنا بطلان :
ان يكون الكون اوجد نفسه
ان يكون الكون وجد من لاشيء
ان يكون الكون ازلي الوجود
ولا يبقى لدينا الا أن يكون لهذا الكون موجد
لكن تبقى الاسئلة الأهم والأصح والذي يجب التركيز عليها والبحث فيها : من هو ذلك الموجد ؟ وما هي الصفات التي يتمتع بها ليكون قادرا على ايجاد مثل هذا الوجود وما فيه من الحياة ؟
ولماذا قام بايجاد هذا الوجود بما فيه وكما نعلمه ونراه ؟
علميا , العلم يعجز الى هذه اللحظة عن اجابات مادية , لأنه يحاول أن يجيب عن امر لا يدركة ولا يتمكن من معاينته واخضاعه للتجربة .
نظريتي في الموضوع :
لا نستطيع معرفة ذلك الموجد الا اذا قام هو بالافصاح عن نفسه وتقديم الاجابات عن تلك الأسئلة لأنه هو الوحيد القادر على ذلك .
المؤمن يعتقد أن ذلك الموجد فعل ذلك وافصح عن نفسه ووصف ذاته وارسل رسالاته وأخبر عن خلق الكون وبين للانسان حقيقة وجوده واعطاه ما يهتدي به وهو الله , وبذلك هو على نو وبينة من ربه حتى نهاية رحلته على هذا الكوكب .
اما الملحد فلا يزال ينتظر الإجابة , ولا يزال يتقلب بين الموت والحياة والخير والشر ومعايرهما البشرية .
ملاحظة : كل ما جاء في الموضوع ادلة وبراهين وليست مزاعم ومن يعتبرها مزاعم عليه بتقديم الادلة النافيه لها .
تحياتي
|
صديقي
بالحديث عن ان الكون أوجده موجد (وهو الاحتمال المفضل لديك)، نفترض جدلا وجود هذا الموجد، حسنا هذا الموجد يمكنه ايجاد الكون من شيء مادي أو لا شيء أليس كذلك؟؟ لا أظن أن هناك احتمالا ثالثا.
اذا ناقشنا الاحتمال الأول أي أن الله أوجد الكون من مادة، فهل وجود الله سبق وجود المادة؟؟ أم المادة سبقت وجود الله؟؟
طبعا من المنطقي أن نقول بأن الله موجود قبل المادة، حسنا، ولكن هذه المادة من أين أتت؟؟هل خلقها الله نفسه أم ماذا؟؟ وإن كان الله خلقها فمن ماذا خلقها؟؟ هنا سندخل في دوامة طويلة وحلقة مفرغة لا حل لها والمتحايل على الموضوع يصل للاحتمال الثاني وهو أن الله خلق الكون من العدم.
مفهوم العدم حال وجود الله ينتهي بالمطلق ، فالعدم هو اللاشيء، ولكن الله استخدم (اللاشيء) وخلقه وجعل منه (شيئا)، والسؤال هنا كيف نقول أن هناك عدم اذا كان الله موجودا؟؟فوجود الله يعني وجود شيء، ووجود شيء يسقط مباشرة مفهوم اللاشيء (العدم)
اذا من المنطق ألا يكون اللهةخلق شيئا من العدم، لأنه حسب المذكور أعلاه، فإن مفهوم العدم خاطئ
تحياتي