عرض مشاركة واحدة
قديم 04-23-2023, 07:15 PM القط الملحد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [26]
القط الملحد
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية القط الملحد
 

القط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the rough
افتراضي

إذا كنت ستتحدث عن حقائق موضوعية مطلقة فيجب أن تعطي "صفر" أهمية لموافقة ومخالفة الناس، لأن الحقائق الموضوعية المطلقة صحيحة بذاتها.

إذا خرجنا من مسألة "افعل ولا تفعل" ولن نعود إليها مرة أخرى؟ ومن الآن فصاعدا سنهتم فقط مسألة "هذا خير وهذا شر" ؟ لأن الخلط والتقلب بين هذين الأمرين يقتل هذه النقاشات دائما.

الآن سنتحدث عن هذا:

اقتباس:
بالنسبة الى من؟
بالنسبة لكل من يعترف بوجود قواعد أخلاقية ويلتزم بلوازم ذلك
طبعا ستطلب طريقة موضوعية ملزمة لتحديد ذلك، وهذا موجود:

إذا قال أحدهم: "لا يوجد قواعد أخلاقية بل يوجد مزاجي وحسب" فبكل بساطة نحن الأشخاص الاخلاقيون لن نهتم برأيه ولا بشخصه، وكأنه غير موجود بالنسبة لنا، وإن اشتكى أن هذا إقصاء وأننا نفرض رأينا "الأخلاقي" عليه فسنلزمه بمثل منطقه ونقول: "وما الذي يلزمنا أن نعطيك أهمية ابتداء ونساويك بنا كي أو حتى نعتبرك بشر عامل يُكترث لرأيه؟ أنت تخليت عن أي قاعدة للحوار والإلزام مع الآخر وبالتالي لا تستطيع إلزامنا بشيء سوى ما ألزمنا به أنفسنا، أنت ملكنا وإن لم يعجبك هذا فاشرب من البحر"

انتهينا من هذا الكائن
لنتحدث الآن عن شخص يوافق على وجود قواعد أخلاقية
هذه القواعد الأخلاقية يجب أن تكون حيادية تجاه ماهية الأشخاص ومتعلقة بالأفعال، وإلا فلا يمكن تسميتها قواعد أخلاقية
يعني مثلا لو قائل أحدهم "قتلي أنا سيء ولكن قتل جاري جيد" فهذه ليست قاعدة أخلاقية، هذا مزاج، ولو أصر على هذا الكلام فنعود معه إلى الحالة السابقة

أما إذا أصر على وجود قواعد أخلاقية وفي نفس الوقت أصر أنه له حكما مميزا عن الآخرين ولم يقدم أي مبرر موضوعي يلزم الآخر بهذه التفرقة، فهذا يعني أن رأيه متناقض وبالتالي خاطئ، ويسقط هذا الرأي منطقيا بصورة تلقائية

أما إذا وافق على وجود قواعد أخلاقية والتزم بلوازم هذا، فسيلزمه الاختيار بين 3 خيارات:

1- إما أن إيذاءه جيد وإيذاء الآخر جيد أيضا
2- إما أن إيذاءه سيء وإيذاء الآخر سيء أيضا
3- أن الحالتين لهما حكم مختلف، ولكن هنا عليه أن يقدم مبرر موضوعي ملزم للآخر (انتقل عبء الحجة عليه)

مثال للمبرر الموضوعي: الذي يستحل إيذاء الآخرين نلزمه بما ألزم به نفسه فنستحل إيذاءه (معاقبته). هنا قرارنا ملزم لأننا ألزمناه بما ألزم به نفسه ولم نفرض عليه "مزاجنا".

ولا أحد يستطيع اختيار الخيار 1، لأنه لو صدق بأنه يعتبر إيذءه أمرا جيدا لما تجنب الأذى، ولكان ميتا منذ الآن ولا معنى للنقاش في أمره. إذا يوجد في الكون المادي حتمية كونية تقصي الخيار 1، لأن كل حي عاقل بالضرورة لن يستطيع أن يجد إيذاءه أمرا جيدا وإلا لما كان حيا من الأساس. لاحظ أن هذه حتمية كونية وضرورة منطقية وليست مجرد "إجماع العقلاء"

إذا لا يبقى إلا الخياران 2 و3. يمكن إعادة صياغتهما على هذا الشكل: الأصل في إيذاء الآخرين أنه سيء ولا يمكن الاستثناء إلا بمبرر موضوعي ملزم له مثل معاقبة المسيء أو الدفاع عن النفس.
وبما أن هذه نتيجة حتمية منطقيا، فهذا يعني أن الأخلاق لها شكل حتمي وليست مسألة مزاج أو ذوق. إما أن تأخذ الأخلاق هذا الشكل أو لا تكون "أخلاقا" من الأساس.


ملاحظة: قد يُعترض على الكلام السابق بأنه يوجد مازوخيون يحبون الأذى، ولكن هنا يجب أن نفهم أن الأفعال في الواقع مركبة من نفع وضرر، وحين يغلب الجانب النافع نميل لتسمية الفعل "جيد" من باب الاصطلاح اللغوي لكن يظل الجانب الضار "سيئا" بدليل أننا لا نطلبه لذاته (يعني لو استطعنا تجنبه لما ترددنا). مثلا المازوخي حين يتلقى الإيذاء فهو لا يحب الأذى لذاته بل يحب المتعة المرافقة له، ولو كان يحب الأذى لذاته لطلبه دون قيد أو شرط وهذا لا يحدث في الواقع. إذا نستطيع أن نقول بثقة أنه لا يحب الأذى نفسه بل يحب المتعة التي تتولد مع بعض أشكال الأذى المقنن المشروط.


عذرا للإطالة ولكن لا تكتمل الصورة إلا هكذا



:: توقيعي ::: ما أكتبه هنا يعبر عني فقط في لحظة كتابتي له،،

قناتي على تلغرام لكشف أوهام الإزعاج العلمي: https://t.me/NoI3jaz

اسألني ما تشاء من هنا: https://ask.fm/Aram903
  رد مع اقتباس