تحياتي ..
النموذج الأخلاقي الذي يفترض أن يحتذى به في المجتمعات الشرق أوسطية هو نموذج المتدين ..فالأخلاق هناك مختلطة بالدين ،وللأسف ان لم يتوافر هذا النموذج سيكون أمامك الشخص المتلاعب والمحتال والمخادع والبلطجي الخ...
قمة الأخلاق عند هذه المجتمعات تتوافر في الشخصية المتدينة وهذا نموذج مقلوب ..كون هذه المجتمعات لم تخرج من قاعدة الدين بعد ..وبطبيعة الحال مع وجود وفرة من رجال الدين الدجالين وعلى أعلى المستويات ،بالرغم من كل هذا مازال هذا النموذج مهيمن على وعي الناس ...
فكرة ان الإسلام سبب التخلف هي فكرة خاطئة بالكامل ،المشكلة ليست بالإسلام بحد ذاته بقدر ماهي بالظروف المادية ..الناس تجد عزاءها بالدين عندما يتم تهميشها سياسيا واقتصاديا ..عندما يكون هناك مشاركة واسعة للناس في السياسة لن يلتفت الناس كثيرا للدين ..
اعتماد الدين كخلفية ثقافية موجود في الكثير من الدول الأوروبية ..بالرغم من عدم سيطرة الدين الطقوسي هناك ،فالدين يفهم كمنظومة قيم في تلك المجتمعات ..
نقطة على الهامش ،اليسار الراديكالي لم يتبنى فكرة حظر الدين أو الطقوس الدينية ،لينين مثلا وعند وصول حزبه الى السلطة فتح المجال لممارسة الطقوس الدينية للأقليات المسلمة واليهودية بعد ان كانت محظورة في العهد القيصري ،اليسار الراديكالي يركز على تغيير بنية المجتمع المادية ولايعطي الدين أي أولوية في أجنداته ...طبعا حدثت ممارسات ديكتاتورية ضد المتدينيين لكن هذا لم يكن في البداية كما تقول بل في ظروف معينة وكرد على تعبئة الغرب للمجموعات الأصولية ...
|