عرض مشاركة واحدة
قديم 08-16-2021, 02:48 PM القط الملحد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
القط الملحد
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية القط الملحد
 

القط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the rough
افتراضي نبوءات محمد المزعومة: الغزو المغولي نموذجاً

لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تُقاتِلُوا قَوْمًا نِعالُهُمُ الشَّعَرُ، وحتَّى تُقاتِلُوا التُّرْكَ، صِغارَ الأعْيُنِ، حُمْرَ الوُجُوهِ، ذُلْفَ الأُنُوفِ، كَأنَّ وُجُوهَهُمُ المَجانُّ المُطْرَقَةُ، وتَجِدُونَ مِن خَيْرِ النَّاسِ أشَدَّهُمْ كَراهيةً لِهذا الأمْرِ حتَّى يَقَعَ فيه , والنَّاسُ مَعادِنُ، خِيارُهُمْ في الجاهِلِيَّةِ خِيارُهُمْ في الإسْلامِ، ولَيَأْتِيَنَّ علَى أحَدِكُمْ زَمانٌ، لَأَنْ يَرانِي أحَبُّ إلَيْهِ مِن أنْ يَكونَ له مِثْلُ أهْلِهِ ومالِهِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 3587 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]



هناك من يزعم أن في هذا الحديث إعجازا غيبيا وأنه تنبأ بقتال المسلمين للمغول، انظر هذا المقال نموذجا:
https://quran-m.com/%d9%82%d8%aa%d8%...%d8%aa-%d8%a7/

الملاحظ أن الأوصاف المذكورة في الحديث دقيقة ومحددة، بخلاف معظم النبوءات الإسلامية المطاطية التي تنطبق على أي عصر وعلى مليون شيء، كولادة الأمة ربتها والكاسيات العاريات. ونعرف طبعا أن الغزو المغولي وقع بعد موت محمد بفترة طويلة وحتى بعد عصر التدوين الذي صنفت فيه كتب الحديث. فمتى كان من الممكن وضع مثل هذه النبوءة الدقيقة؟

هل نحن أخيرا أمام نبوءة إسلامية صالحة؟ إعجاز غيبي حقيقي؟
لا أريد أن أخيب أملك عزيزي القارئ، ولكن للأسف لا..
لماذا؟ لأن هذه النبوءة ليست متعلقة بالمغول من الأساس!


يشير هذا الحديث إلى أمر وقع في آخر عهد الصحابة، وهو قتال المسلمين للترك الموجودين في وسط آسيا (تركمنستان، أوزبكستان... إلخ)

يعلق ابن كثير على الحديث كالآتي:
"والمقصود أن قتال الترك وقع في آخر أيام الصحابة قاتلوا القان الأعظم فكسروه كسرة عظيمة"
- البداية والنهاية، الجزء السادس، فصل في قتال الترك -
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A...AA%D8%B1%D9%83

هذه شهادة ابن كثير أن الحديث يتعلق بقتال الترك في عهد الصحابة قبل الغزو المغولي بقرون، أما بعده فقد ظهرت تفسيرات بديلة تسقط الحديث عليه.

ليست صدفة أن الأوصاف تنطبق على الترك والمغول في نفس الوقت، فهما بالأساس شعبان شقيقان ويتشابهان للغاية، على الأقل في ذلك الزمن. ولولا هذا التماهي بين الشعبين لما استطاع المفسرون إسقاط الحديث على المغول، وذلك لأنه يذكر الترك بصريح العبارة. فحتى في المقال "الإعجازي" الذي أرفقناه أعلاه يستخدمون تسمية "الترك المغول" ويسهبون في شرح العلاقة بين الشعبين، ويمكن الرجوع إليه للاستزادة.

فهذا التشابه الذي برر لهم تفسيرهم هو عينه المسؤول عن عدم إلزامية ذلك التفسير، وبالتالي فشل الإعجاز المبني عليه لأن الإعجاز يتطلب حجة ملزمة للآخر.


بالمختصر إذا: هذه ليست سوى نبوءة مكتوبة بأثر رجعي، أي بعد وقوع الحدث وليس قبله. ولا شيء يمنع من ذلك لأن الحدث وقع في فترة مبكرة تسبق مصنفات الأحاديث.

للمزيد حول الشعوب التركية في وسط آسيا:
https://www.marefa.org/%D8%A7%D9%84%...83%D9%8A%D8%A9
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B1%D9%83



التعديل الأخير تم بواسطة القط الملحد ; 08-18-2021 الساعة 10:43 PM.
:: توقيعي ::: ما أكتبه هنا يعبر عني فقط في لحظة كتابتي له،،

قناتي على تلغرام لكشف أوهام الإزعاج العلمي: https://t.me/NoI3jaz

اسألني ما تشاء من هنا: https://ask.fm/Aram903
  رد مع اقتباس