اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسعودي
(4)
فماذا تعني التجربة؟
ـ التجربة تعنى أن تخضع الأفكار والفرضيات إلى التطبيق العملى لترى فيما إذا كانت تعمل أم لا، فيما إذا كانت تستجيب إلى حُكْمِ الوقائع أم لا.
لنأخذ مثلاً فكرة الجاذبية: فالعلمُ يقولُ لنا (حسب قوانين نيتوتن) بأن المَوَادَّ (كُلَّ الموادِّ) تجذب بعضها البعض بقُوَّة تتناسب طردياً مع كتلة كل منها وتتناسب أيضاً عكسياً مع مربع المسافة الفاصلة فيما بينهما. وهذا يعني كلما كانت كتلة المادة أكبر فإنَّ جاذبيتها هي الأخرى تكون أكبر وبالعكس. كما أنَّ المسافة بين مادتين هي الأخرى تؤثر على قوة الجاذبية؛ فكلما تبتعد المواد بعضها عن البعض فإنَّ قوة الجاذبية تتضاءل بدورها.
ولكنْ لماذا لا نرى عملية تجاذب فنجان القهوة الموضوع على الطاولة مع الملعقة التي تبعد عنه بضعة سنتمترات؟ بل لماذا لا نرى جميع الأشياء التي حولنا تتجاذب فيما بينها؟
الإجابة بسيطة: أنَّ كتلة هذه الأشياء من الصغر فإنَّ جاذبيتها هي الأخرى ضعيفة إلى حد عجزها عن جذب المواد الأخرى.
ولكنْ حينما تزداد كتلة المادة إلى قيم عالية جداً، والأرض والكواكب السيَّارة الأخرى أمثلة نموذجية، فإنَّ قيمة الجاذبية تزداد هي الأخرى بصورة عظيمة. وهذا ما يفسر خاصية الجاذبية التي تمارسها الأرض على كل ما عليها. وهذا ما يفسر أيضاً سقوط الأشياء على الأرض إذا لم تتوفر قوة أخرى تمنعها من السقوط (كما هو الحال مع الطيور في حالة طيرانها والطائرات مثلاً). وما عليك سوى إن ترسل كرة في الهواء لترى عودتها إلى الأرض لا محالة. لأنَّ قوة جاذبية الأرض هي بمقدار آلاف المرات مقارنة بقوة جاذبية الكرة الصغيرة.
هذا هو الدليل الواضح والذي تستطيع إقامته دائماً وفي كل مكان على الأرض، وفي جميع فصول السنة، وفي جميع أوقات الليل والنهار! إنَّها حقيقة قابلة للإثبات دائماً.
ولكنْ إذا ما ابتعدت الأشياء والناس عن الأرض مسافة كبيرة، كما يقول الجزء الثاني من قانون الجاذبية، فإن جاذبية الأرض تضعف بما يكفي لكي نرى رواد الفضاء يحلقون بحرية خارج مدار الأرض بسبب تضاؤل جذابية الأرض وضعف تأثيرها على رائد الفضاء. وكلنا قد رأى أفلاماً وثائقية عن تجارب رواد الفضاء في الفضاء الخارجي. هذه الظاهرة هي الأخرى قابلة للتجربة دائما.
|
أنا أتحدث بصفتي ذات إنسانية فقط (مخيّر ما بين الإيمان والإلحاد) وبعيداً عن أي معتقد
أقول للكاتب : هذه كلها تجارب عن الجاذبية الأرضية تتعلق بأشياء مادية من عناصر الكون المادي نفسه .. لكن الكيان أو الشيء لنقل الخالق/الواجد الذي خلق/أوجد الطاقة الأولية في العدم المحض لا يمكن أن يكون مادة! , أي لا يمكن أن يكون عنصر من عناصر هذه الطاقة التي تحولت بفعل التطور إلى الكون المادي الحالي كي يخضع للتجربة!! .. كيف يكون الخالق أحد أجزاء المخلوق أو عنصر من عناصره؟! أو كيف يكون الواجد أحد أجزاء الموجود أو جزء من أجزاءه؟! , فلو كان الأمر كذلك لكان الخالق والمخلوق شيئاً واحداً أو الواجد والموجود شيئاً واحداً أو بالأصح الله والطاقة شيئاً واحداً! وهذا الجمع أو وحدة الوجود ممتنع الوجود بالعقل والمنطق ..
- الله لا شك أنه كيان أو شيء خالق خلَق أو واجد وجد الطاقة الأولية .. هو في حد ذاته وجود
- والطاقة لا شك أنها كيان أو شيء ( خلقْ مخلوق / وجود موجود ) تحولت بفعل التطور إلى الكون المادي الحالي .. هي في حد ذاتها وجود
فكلاهما ( أي الله و الطاقة ) كيانان أو شيئان مختلفان يشتركان من حيث اللفظ ( أي لفظ
الوجود ) ولكن يختلفان من حيث الذات والمعنى والكيفية , فكلاهما وجود لكن شتان بين هذا وذاك!
الوجود الأول الأزلي ( الله ) غير موجود في الكون بذاته لكنه موجود في الكون بآثار صفاته لابد أن نفرق!! , أما الوجود الثاني ( الكون ) فهو موجود بذاته وبآثار صفاته
الوجود الأول الأزلي ( الحق الواجب المطلق الوجود ) , منفصل عن الوجود الثاني ( الكائن الممكن النسبي الوجود ) من حيث الذات , ولكنه متصل به من حيث المعنى أي أن آثار صفات الوجود الأول الأزلي ( الله ) ال99 صفة موجودة ومتجلية وظاهرة للعيان لكل من له بصر بعينه وبصيرة بقلبه وهذا هو معنى الاتصال الإلهي بالكون
.
اقتباس:
(5)
نحن نرى يومياً كيف تقودنا التجربة إلى الوصول إلى الدليل. إن حياتنا اليومية منذ ساعة الاستيقاظ صباحاً حتى نأوى إلى فراشنا ليلاً مكتظة بعشرات "التجارب" العملية. ولأننا لا نولي أهمية لتفاصيل الحياة اليومية فإنَّ قوة التجارب العملية للوصول إلى الأدلة تختفي عن أبصارنا ويبدو العالم حولنا وكأنَّه أمر مفروغ منه.
لنتذكر، مثلاً، عملية تركيب مصباح (لمبة)كهربائي جديد بدل المصباح التالف: فأنت تأخذ المصباح الجديد وتصعد على كرسيٍّ، مثلاً. ثم تقوم بتغير المصباح التالف بالمصباح الجديد وتنزل من الكرسي، حيث تذهب إلى الزر الكهربائي ضاغطاً عليه لترى فيما إذا كان المصباح الجديد يضيء أم لا. وحين تجد أنَّ المصباح الجديد لا يعمل فإنت تفترض شيئين: إمَّا أن يكون المصباح الجديد عاطلاً هو الآخر، وهذا أمر ممكن، وإمَّا أنك لم تركبه بصورة جيدة وهذا أيضاً افتراض مكن.
فما العمل؟
لابدَّ أنَّك تتذكر الآن كيف قمت عن طريق التجربة للتوصل إلى دليل على صحة أحد الإفتراضين وهو إنَّك تصعد من جديد على الكرسي لتتأكد من الوضع الصحيح للمصباح وتعود من جديد للضغط على الزر الكهربائي فينتشر الضوء في أرجاء الغرفة. إذن فإنَّ المصباح يعمل! إما إذا لم يعمل المصباح رغم المحاولات المتكررة للتأكد من عملية التركيب فإنَّك تخلص إلى نتيجة تبرهن على صحة الفرضية الأولى وهي أنَّ المصباح الجديد هو الآخر عاطلاً وعليك تغييره!
|
أنا أتحدث بصفتي ذات إنسانية فقط (مخيّر ما بين الإيمان والإلحاد) وبعيداً عن أي معتقد
أقول للكاتب : فعلاً لا يمكن معرفة الدليل على وجود إله خالق لهذا الكون إلا عن طريق العلم التجريبي أي أن
التجارب هي السبيل الأمثل للوصول للحقائق
والإنسان أمامه الكون متاح له وعليه أن يضع احتمالات ويفترض فرضيات لكل ما يجري من أحداث في الكون بدءاً من نشأته ونشأة الحياة فيه وما يجري فيه من أحداث , وبصرف النظر عن وجود ( كتالوج/كتاب ) من حين لآخر يدّعي بعض الناس أنه نزل من عند الله خالق هذا الكون , فليترك الإنسان هذا الإدعاء من قبل الأنبياء ولا يأبه بهذه الكُتب! , وليتفكر قليلاً في الكون وما فيه من
تصميم ذكي يحتوي من حيث المعنى على أنظمة تربوية تعليمية :
نظام تربوي تعليمي روحي : يتعلق بتربية ذات الإنسان أي بنفـسه الروحي , وبالطبع مسئولية هذا النوع من التربية يقع على عاتق الله هو من تسبب في وجود النفس الروحية وتجسدها في جسد مادي من مكونات هذا العالم , ومما لا شك فيه أن النفس البشرية الروحية ليست من هذا العالم والذي أوجدها هنا هو الذي خلق الكون بهذه المقومات لكي يربيها ويؤهلها لسوق العمل والعبادة هنا في الدنيا أولا ثم هناك في الآخرة في الجنة , وانطلاقاً من هذه التربية تنشأ علاقة الأبوة والبنوة بين الخالق والمخلوقات أي بين الله والأنبياء من ناحية وبين الأنبياء والمؤمنين من ناحية أخرى , بسبب هذه التربية يكون الله آب لجميع الأنبياء وجميع الأنبياء أبناءه كالعلاقة بين الله والمسيح , وأيضاً يكون الأنبياء آباء لجميع المؤمنين والمؤمنين أبناء الأنبياء , (
صدق أو لا تصدق )
نظام تربوي تعليمي مـادي : يتعلق بتربية وجه الإنسان أي بجسده المـادي , وبالطبع مسئولية هذا النوع من التربية يقع على عاتق الوالد هو من تسبب في وجود الجسد المادي عن طريق التكاثر الجنسي , والوالد يتولى تربية أجساد أولاده منذ الولادة إلى ما شاء الله , وانطلاقاً من هذه التربية تنشأ علاقة الأبوة والبنوة بين الوالد والأولاد أي بين الأب والأبناء , بسبب هذه التربية يكون الوالد آب ويكون الأولاد أبناء
فعلاقة الأبوة والبنوة التي تكلم عنها الإله في ( الكتالوج/ الكتاب) والتي تكون بين المربي والمربوبين هي علاقة تنشأ بسبب
التربية سواء التربية الروحية أو التربية المادية كما تقدم وأوضحت في الفرق بين
النظام التربوي الروحي والنظام التربوي المادي في هذا
التصميم الذكي , هذه الأنظمة من أكبر الأدلة على أن هناك فعلاً مصمم ذكي صمم هذا الكون
والإشكال ليس في عجز الإله الخالق أن يُرينا نفسه وحاشاه بل نحن كبشر لا نًعمل عقولنا ولا نرى الحقائق التي هي أمامنا وبكل وضوح
اقتباس:
(6)
هذه هي أبسط قواعد المنطق العقلاني وخلاصة الحكمة والتجربة البشرية اليومية للتأكد من حقيقة الأشياء ووجودها.
جرَّبْ هذه القاعدة البسيطة مع "الله" حتَّى ترى ـ هل "يعمل" كما يدعون؟
هل ستتغير حياتك خلال الأربعة والعشرين ساعة التي تأخذ فيها عطلةً من وَهْمِ الإيمان بوجود أمرٍ لا وجود له!
ليس من الضروري أن تجمع حولك الناس. فكَّر وحدك وقُمْ بالتجربة على انفراد! لا ضرورة أن تقوم بأي شيء آخر غير أن تتحرى من حقيقة الأشياء بنفسك.
لا تضيع عمرك بالخرافات!
فالحياة حياتك وستدفعُ أنْتَ، ولا أحَدَ غيرك، ثمن الإيمان بالأوهام والأساطير!
|
فعلا صدقت .. الحياة حياة الإنسان سواء آمن أو كفر وسيدفع هو فقط الثمن ..
تحياتي
