عرض مشاركة واحدة
قديم 12-13-2019, 02:17 PM Jurist غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
Jurist
موقوف
 

Jurist is on a distinguished road
افتراضي

بعض الناس يكون من السذاجة و السطحية بحيث لايستطيع أن يدرك وجه الاستدلال. لا يلزم من الدلائل أن تكون قطعية كي يحتج بها، يكفي فقط أن تكون أفضل ما يمكن أن يحتج به في المسألة. إذا أردت أن تثبت وحدانية الإله اتحداك أنت و غيرك أن تأتي باستدلال أفضل من هذا.
و هناك قولان في تفسير الآية أولهما في سياق توحيد الألوهية من أن المقصود من قوله " إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا " أي لتقربوا إلى الله لقضاء حوائج العباد. لأن المشركين كانوا يقولون ما نعبد هؤلاء الشركاء ونتوجه إليهم بالدعاء لقضاء الحوائج إلا ليقربونا إلى الله فرد عليهم بأنه لو كان ما يزعمون صحيحا لتوجه هؤلاء الشركاء المزعومون إلى الله بالتضرع و الدعاء في قضاء حوائج الناس وحيئنذ كان أولى بهم أن يتوجهوا هم مباشرة إلى الله لأنه هو من يقضى الحاجات وليس هؤلاء الشركاء.
و القول الآخر في تفسير الآية في سياق توحيد الربوبية من أن المقصود لنازعوا الله في سلطانه هو من باب قوله تعالى: ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض.
ذلك أنه لو افترضنا جدلا تعدد الأرباب إما أنه لا يسع أحدهم أن تكون له إرادة خلاف الآخر أي أن الواحد فيهم لا مشيئة ولا إرادة مستقلة له وهذا يجعلهم أدنى منزلة لا أقول من البشر بل من الحيوانات. و إما أنه يسع الواحد فيهم أن يشاء خلاف الآخر وحينئذ تتعارض الإرادات ولابد لأحدهم أن تتغلب مشيئته على الآخرين و يصبح هؤلاء مقهورين وهي صفة لا تليق بالإله.

بخصوص نفي الولد استنادا لنفي الصاحبة فهذا ليس ردا على النصارى بل ردا على دعاوى المشركين الذين قالوا أن لله بنين وبنات فلو كان يمكن أن يلد ذكور وإناث دل على أن له جنس والله منزه عن ذلك فنفي الصاحبة يعنى نفي الجنس فلفظ الجلالة مذكر مجازي وزعم المشركين أن له أولاد ذكور وإناث يعنى أن له جنس وإن كان له جنس يعنى أنه يمكن أن يكون له صاحبة لأنك إذا قلت لشىء ما أنه ذكر يعني أن له فى المقابل أنثى.



  رد مع اقتباس