اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حَنفا
لو صح هذا الكلام فمعناه أن الاحتكام للفطرة اعتباطي ولا معنى له، هل يعني إذا أن المعيار الحقيقي هو الشرع ؟
|
"الاحتكام" للفطرة في النقاش كيف يكون شكله؟!
أمة ترى أن ختان الرجل فطري، وأمة ترى أن ترك القلفة فطري.
البشر ينحرفون. فطرتهم قابلة للانحراف. ومع الوقت يمكن أن يظنوا غير الفطري فطريا وبالعكس.
من سيكون المعيار عند الاختلاف؟
الجدال الفلسفي والمنطقي؟!
جمهورية أفلاطون التي تجعل الفلاسفة ملوكا يضعون القوانين للعامة؟!
الأغلبية العددية التي يحركها الأهواء ويحركها الإعلام؟!
اقتباس:
المعيار الموضوعي هو الاتساق المنطقي و مطابقة الواقع. ليست كل هذه الآراء متساوية في هذين الأمرين.
مثلا س يرى السبي شيئا عاديا و لكنه لا يرضاه لبني جلدته، فهو متناقض و غير متسق منطقيا، لذا رأيه لا يهم. ص يرى السبي اغتصابا شنيعا ولا يرضاه لبني جلدته أو لغيرهم، فرأيه أصح لأنه متسق.
|
النباتي "يرى" أكل البقر شناعة، وغير النباتي يراه شيئا طبيعيا فطريا.
ما المعيار؟!
س يرى أنه أفضل من الحيوانات، وص يرى أنهم "إخواننا في الطبيعة" ولا يجوز أكلهم.
الاختلافات في الآراء بين البشر لا تنتهي.
بخصوص السبي:
الإسلام ليس ليبراليا. لا يؤمن أن كل الأديان متساوية. الرق هم حكم فرعي متفرع عن أصل. الأصل هو أن الإسلام هو الصحيح وغيره خطأ، وأن مصلحة الإنسان الأخروية هي أن يكون في الدنيا مسلما.
هذه مقدمات للنتيجة. فالاختلاف مع الفروع وتهويلها دون إرجاعها لمنبعها لن يقنع المسلم المؤمن بصدق الأصل الذي تفرعت منه.
وما دام الهدف هو نشر "الرسالة"، وما دام حملة الرسالة صرحاء مع أنفسهم ومؤمنون بأنها الحق، وما دام أن ترك الشعوب الأخرى على ضلالها ليس في صالح هذه الشعوب (أخرويا)، فطبيعي أن تكون كل أحكام الفقه متجهة لتحقيق هذه الغاية!
إذن الإسلام متسق مع نفسه. فروعه هي نتيجة منطقية لأصوله.
لا أفهم إطلاقا تمييع قضية نشر الرسالة، ولا نبرة "نتركهم في ضلالهم" ونتقوقع على أنفسنا ونتقاعس عن نشر ما نؤمن به!
الجارية التي تتربى في بيت مسلم تزداد احتمالية إسلامها مئات المرات. هذا واقع تاريخي حدث فعلا، ونجحت الطريقة في نشر الرسالة وزيادة الأتباع وإنقاذ ملايين البشر من الموت على الكفر!
التناقض الفعلي هو أن يؤمن المسلم بأن الإسلام هو الحق ثم يقف سلبيا تاركا أهل مكة يعبدون الأصنام وأهل مصر يعبدون الثالوث أيام الرومان وأهل إيران زرادشتيين!
اقتباس:
|
التصاعد الذي ذكرته هو تصاعد فكري و ليس زمنيا، لا علاقة له بالنزعات الماضوية.
|
ومن سيكون الحكم؟
من سيحدد درجة "تقدم" يوتوبيا توماس مور على جمهورية أفلاطون أو على مجتمع المدينة أيام الرسول؟!
هل أنت المعيار؟! هل روسو؟! فولتير؟! الإنسانيون بشكل عام؟! تشومسكي؟! ول ديورانت؟! ابن خلدون؟! ابن باز؟!
هناك فارق بين الذاتي والموضوعي. والجدال الفلسفي ليس طريق الوصول للحقيقة، بدليل تعدد الفلسفات. ماركس غير جون لوك. غاندي غير أرسطو.
من سيكون المعيار؟!
اقتباس:
إذا وجود الخوارق لا يكفي لإثبات الصدق، لأن الكاذب أيضا قد يأتي بها. هذا كاف جدا لإسقاط حجة المعجزات.
و لا تنسى أن الأعور الدجال يستطيع تبرير عجزه بطرق عديدة ككل الأديان. إذا قبلت من الإسلام تبرير (و ما منعنا أن نرسل بآياتنا إلا أن كذب بها الأولون) فسأقبل من الدجال أي تبرير!
|
لم تفهم ما قلته.
خوارق الدجال يهدمها عجزه عن مسح كلمة ك ف ر من على جبهته. ادعاؤه أنه الله يهدمه عجزه عن دخول مدينة من مدن الأرض!
ثانيا:
الآية ليست تبريرا لعجز!.. بدليل أن من نقلوها لنا نقلوا أيضا حنين الجذع وتكثير الطعام ونبع الماء من بين يديه وتحقق التنبؤ بانتصار الروم، إلخ.
الآية عن شيء منطقي متسق مع أصول الإسلام:
كل الرسل السابقين كانوا لقومهم فقط. آخر رسول يجب أن تستمر معجزته بعد موته. جيله يجب أن يحمل الرسالة لمن بعده. من غير المستحب في هذه الحالة القضاء على هذا الجيل مثل قوم عاد وثمود وقوم نوح!!
فمن مصلحتهم "ألا" يتحقق ما طلبوه من تحول الجبل لذهب ومن نزول كتاب مادي من السماء ومن إصعادهم للسماء، إلخ!