عرض مشاركة واحدة
قديم 08-30-2013, 07:49 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

نتابع المآخذ على نظرية الإنفجار العظيم

وهُمْ يكفي أنْ يتصوَّرونها على هذا النحو حتى يَتَعَيَّن عليهم أنْ يقولوا أيضا بأنَّها شيء "عديم الجاذبية"، فإذا كان "انحناء الفضاء"، أو "انحناء الزمان ـ المكان (الزمكان)"، هو، بحسب "النسبية العامَّة" لآينشتاين، المعنى الجوهري والأساسي لـ "الجاذبية" Gravity فكيف لـ "الجاذبية" أن تقوم لها قائمة، في تلك النقطة، إذا ما كان "الفضاء" و"الزمان" لم يُخْلقا بَعْد؟!


لو سألْتُهُم عن "القوَّة" التي بفضلها تتماسك مكوِّنات نواة الذرة (من بروتونات ونيوترونات) لأجابوكَ قائلين: إنَّها ليست "الجاذبية" وإنَّما "القوَّة النووية الشديدة"، فـ "الجاذبية" في داخل نواة الذرَّة أضعف من أن تكون سبب هذا التماسك. وعليه، تتولى "القوَّة النووية الشديدة" إنجاز المهمَّة.. مهمَّة جعل مكوِّنات نواة الذرَّة متماسكة.


إذا هُمْ قالوا، على تهافت منطق قولهم، بـ "الجاذبية" سببا للتماسك الداخلي لتلك "النقطة المتناهية في الصِغَر"، والتي تتركَّز فيها مادة الكون كلها، فكيف لها أن تكون كذلك وهي التي تُظْهِر عجزا عن أن تكون القوَّة التي بفضلها تتماسك نواة الذرَّة التي هي، في حجمها، أكبر كثيرا من تلك النقطة؟!


الكون الذي انبثق من "الانفجار العظيم" إنَّما هو تلك "النقطة المتناهية في الصِغَر" وقد تحوَّلت (بفضل هذا الانفجار) إلى ما يشبه "غشاء (أو سطح) البالون"، فهذا الكون إنَّما هو في شكل "كرة" ليس من فضاء في داخلها (جوفها) أو في خارجها، فـ "محيطها"، أو "سطحها"، هو "الكون كله"، بفضائه وجُزُرِه ومجرَّاته ونجومه..


لا شيء ممَّا نَعْرِف، أو ممَّا نتخيَّل، يُوْجَد في داخل، أو في خارج، "الكرة الكونية". وإذا كان من شيء في داخلها، أو في خارجها، فلن نتمكَّن أبدا من اكتشافه ومعرفته، أو من التأثير والتأثُّر فيه، فهذا الشيء الافتراضي (أو الوهمي إذا ما أرَدتَ له هذا الوصف) ليس بجزء من كوننا (إذا ما كنتَ من القائلين بـ "التعددية الكونية") أو من الكون (إذا ما كنتَ من القائلين بـ "وحدانية الكون").


البالون في تمدُّده إنَّما يتمدَّد بوصفه جسما في داخله، وفي خارجه، فضاء أو فراغ. أمَّا "البالون الكوني" فهو يتمدَّد بوصفه جسما ليس من فضاء في داخله، أو في خارجه؛ لأنْ لا فضاء إلا الفضاء الذي يقع (مع المجرَّات..) على سطح هذا البالون، الذي في مقدوركَ أن تسير فيه إلى الأمام، وإلى الوراء، إلى اليمين، وإلى اليسار، إلى أعلى، وإلى أسفل، في "خطٍّ مستقيم (بحسب معنى "الاستقامة" في "النسبية العامَّة)"، وفي خطٍّ منحنٍ، فهذا "السطح"، أو "الغشاء"، هو "المكان" بأبعاده الثلاثة، التي لا يمكن أبدا أن تنفصل عن "البُعْد الرابع" وهو "الزمان".


ولتوضيح معنى السير في الفضاء إلى أسفل نُوْرِد المثال الآتي: تخيَّل أنَّكَ تقف فوق القطب الشمالي من الكرة الأرضية، وأنَّ هذه الكرة كانت جسما شفَّافاً.. وأنَّكَ أردتَ أن تسير فيها إلى أسفل، أي أن تسير في خط مستقيم من القطب الشمالي حتى القطب الجنوبي، وأن تَخْتَرِق القطب الجنوبي مواصِلاً سيركَ في الفضاء في خطٍّ مستقيم. بعد مضي مقدار معيَّن من الزمن سترى أن سيركَ في الفضاء إلى أسفل وفي خطٍّ مستقيم قد أعادكَ إلى حيث انطلقت، أي إلى القطب الشمالي. إنَّكَ في هذه الحال قد قُمْتَ برحلة فضائية، قَطَعْتَ فيها مسافة تَعْدِل طول محيط دائرة الكون، فَعُدتَّ إلى القطب الشمالي الذي منه انطلقت.


تلك "النقطة المتناهية في الصِغَر"، والتي ليس كمثلها جسم، أو جسيم، في "الخواص والصفات المادية والفيزيائية"، إنَّما تشبه، عند "انفجارها"، جسما كرويا أَخْرَجَ كل ما فيه من مادة إلى "سطحه"، فغدا "جوفه"، أو "بطنه"، بالتالي، مُفْرَغا تماما من المادة والفضاء.. من كل شيء نَعْرِف، أو يمكن أن نتخيَّل.

يتبع ....



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس